الضحية الأولي

خرجت "تينا" من المستشفى، وذهبت الى مكان يجلسون به اصدقائها دائما، وهو مثل "مقهى ليلي".

وعندما وصلت الى هناك، رأها "بولند" فذهب إليها مسرعا وقال لها:
-تينا كيف الحال؟
-فقالت له: انا بخير.

فقال لها بولند:
-ما سبب تواجدك هنا اليوم؟ انتي ما زلتي مريضه.

فقالت له تينا:
-لقد تعافيت، وجئت لكي اجلس مع الاصدقاء قليلا.

فقال لها بولند:
-هل الطبيب اعطاكي وصفه دواء؟

فقالت له تينا:
-وصفه الدواء هذه تكون للأطفال، وليس للذين يتناولون المخدرات مثلي ومثلك.

ضحك "بولند" وقال لها:
-إنها جاهزه لكي الان، ثم أخرج زجاجه المخدر من حقيبته، وقال لها:
-هيا تناولي قبل ان تفقدي الوعي.

فضحكت "تينا" وقالت له:
-شكرا لك "بولند" واخذت منه علبه المخدر.


كان يراقبهم "إيوان" المستذئب حبيب "تينا" من بعيد، وعندما كانوا يتكلمون جاء ووقف امام "تينا" وقال لها:
-مرحبا يا "تينا" كيف حالك اليوم؟

فقالت له تينا:
-وكأنك تهتم كثيرا لحالي، أليس كذلك؟
ثم تركته بوجه غاضب وذهبت.

أبتسم"بولند" كثيرا من معامله "تينا" السيئه لهذا اللعين الذي يكرهه كثيرا، وعندما ابتسم قال له "إيوان":
-لماذا تضحك، أيها الصغير؟

ظل "بولند" يضحك اكثر لكي يضايقه، ثم تركه ايضا وذهب.


كان الجميع يقف في حديقه هذا،
"المقهى الليلي"؛ لانه يوجد أحتفال بمرور يوم علي رأس السنه، وهذا الاحتفال جميعهم يمسكون به الشموع، ويطفئون جميع الانوار وينظرون للسماء، في وسط اضواء الشموع، وينتظرون سقوط إحدى المذنبات على الأرض.


كانت كلا من "دانا"و"تالا" و"دارين" يمسكون الشموع ثم نظرت "دانا"، ووجدت حبيبها السابق "إيرام" يقف بعيدا، فذهبت
اليه وقالت له:
-تفضل، لقد جلبت لك شمعه، فأخذها إيرام من يدها ثم قال لها:
-شكرا لكي كثيرا "دانا".


ثم ألتفتت "دانا" لكي تذهب، فوجدت أحدهم يضيء نيران شمعته، من نيران شمعتها، فنظرت الى وجهه ووجدته "إيفان" فقالت له:
- مرحبا بك.
فقال لها "إيفان":
-مرحبا بك "دانا"

سكتت "دانا" قليلا واتجهت الى الامام، وظلت تنظر الى السماء.
فوقف خلفها "إيفان" وقال لها:
-هل تعرفين أن ذلك المذنب كان يتجول عبر الفضاء لألاف السنين بمفرده تماما.

قالت له "دانا"
-نعم أعرف هذا، تقول لي دائما "تالا" ان هذا المذنب يشير الى الشر، التي كان يتواجد في البشريه منذ سنوات ماضيه.

فقال لها "ايفان":
-لا انني أظنه كره من الثلج او الجليد وعالق في مدار لا يمكنه الفراره منه، الا بعد العديد من السنوات، يمكنه السقوط والعوده الى الموطن.

نظرت إليه "دانا" وسكتت قليلا
فقال لها "إيفان":
-انا أعتذر لكي كثيرا عن ما حدث بالامس لم أكن في حالتي الطبيعيه.

فقالت له دانا:
-يبدو انك تمضي الكثير من وقتك في الأعتذار

فقال لها إيفان:
لدي الكثير من الأشياء، لكي اعتذر من اجلها ليله امس، ولكن لم يكن الامر متعلق بك فقط

قاطعته "دانا" قائله:
-لماذا لم تخبرني بأنك لديك اخ؟

فقال لها إيفان:
-لان الأمر معقد بيننا ولسنا مقربين للدرجه.

فقالت له دانا:
-لقد أخبرني عن حبيبتك السابقه "إلسا"، التي لم تخبرني بها انت.

صدم "إيفان" ثم قال لها:
-ما الذي قاله لكي عنها؟

فقالت له دانا:
-بأنها تركتك وذهبت، وجرحت مشاعرك وفطرت فؤادك.

فقال لها:
-لقد حدث ذلك منذ زمن طويل، وانا كنت لا أريد أن اتكلم في هذا معك.

فقالت له دانا:
-حينما تفقد شخص ما، فإن هذا الأمر يلازمك دائما، لكي يذكرك انه من السهل دائما ان تتعرض للاذى.

فوقف "إيفان" امامها وقال لها:
-انا أعتذر "دانا"، حقا أعتذر.

فقالت له دانا:
-لا بأس "إيفان" انا اتفهم الامر كثيرا، ولكنك لا تملك فكره عن مدى تفهمي لهذا الامر.

لديك اخ وغير مقرب منك، والأمور معقده بينكم، وانا ايضا لدي هذا الأخ
ولديك حبيبه سابقه وانا ايضا لدي حبيب سابق تركته خلفي الان، ما أود ان اقوله هو أن هذا أمراً طبيعيا.

ولكن لا بأس بذلك، لقد تلاقينا انا وانت وتكلمنا وكان هذا الأمر طبيعي، ولكن حينما أشرقت الشمس، واتضحت الأمور، وأتضحت الحقيقه، هذا ايضا طبيعي بالنسبه لي، لكني لم أخفي عنك هذا، ولكن أنت أخفيت هذا.

ثم تركته "دانا" وذهبت.


في داخل "المقهى الليلي" كان يجلس "إلياس" مرت "تينا" من جانبه، ثم نظرت إليه، واقتربت منه وقالت له:
-انا أعرفك.

فنظر لها "إلياس" وقال لها:
-نعم، هذا امر مؤسف حقا.

فقالت له "تينا":
-انا لا اعرف كيف... ولكن وجهك ليس جديد لقد رأيتك من قبل.

ظل ينظر اليها "إلياس" ولم يتكلم، فسكتت "تينا" قليلا، ثم قالت له:
-عفوا، أعتذر منك.

ثم ذهبت الى المرحاض. ومعها حبوب المخدرات. ثم وضعتها في فمها وبدأت تغسل في يدها، وعندما نظرت في المرآه خلفها، وجدت "إلياس" يقف خلفها، وتحول وجهه فجأه الى مصاص دماء، فصرخت "تينا" لانه قام بمهاجمتها مره اخرى، ولكن لم يسمعها أحد، ثم أخذها من المقهى بالتخفي وذهب.


عندما وجد "إيرام" اخته ليست موجوده في الوسط، بدأ يبحث عنها، ولكنه لم يجدها وبدأ الجميع ايضا يبحث عنها.

ثم قال" إيوان" امام "إيرام" اخاها، إن "بولند" أعطاها حبوب مخدرات، سمعت "دانا" هذا فمسكت أخيها من يده وقالت له:
-انت لن تبحث عنها، تعالى معي:
-هل انت توزع حبوب المخدرات، اللعنه عليك أخي.

فقال لها بولند:
-انا لا أوزع حبوب المخدرات، لقد سئمت من محاسبتكم لي دائما، اتركوني وشأني.

فقالت له دانا:
-وانا ايضا سئمت منك، ومن افعالك هذه.

فقال لها:
-انتي ولوجين دائما تعطوني هذه المحاضرات، وكأنكم تخافون عليا.

فقالت له دانا:
-إذا أردت، سوف نتوقف عن هذه المحاضرات الأخلاقيه التي تزعجك، وسوف نرسلك الى أخصائي نفسي، وهو سيتعامل معك، ما رأيك؟

تركها "بولند" وذهب دون ان يرد عليها، ظل "إيرام" اخيها يبحث عنها داخل المقهى، وفي الحديقه، واثناء ما كان يبحث عنها وجد "إيفان" واقفا بالخارج بمفرده فقال له:
-هل رأيت اختي؟

فقال له ايفان:
-لا، انا متأسف لم أراها، هل هي مفقوده؟

فقال له "إيرام"
-نعم، لا أجدها ابدا.

فقال له إيفان:
-حسنا، سأبحث عنها معك.

فقال له "إيرام"
-لقد رأيتك في المستشفى البارحه.

فقال له" إيفان"
-نعم، لقد كنت اقوم بزياره احد أقاربي.

فقال له "إيرام"
-هل تعرف؟ انا "ودانا" نعرف بعضنا منذ وقت طويل، قد نكون أبتعدنا انا وهي الآن، ولكنني اعتني بها، وسوف اظل دائما اعتني بها هكذا.

لم يرد عليه "إيفان" ثم ذهب كلا منهم الى جانب يبحثون عنها.


واثناء ما كان يبحث "إيفان" نظر الى إحدى المباني العاليه، التي توجد بجانب المقهى ووجد" إلياس" ومعه "تينا" يقفون على السطح ويمسكها "إلياس" من رقبتها، ويريد ان يرميها من على هذا المبنى، من على أعلى قمه.

صعد "إيفان" اليه بشكل سريع وكأنه اختفى من امام المقهى، وفي عده ثواني كان على قمه المبنى، وهذه هي قوته الكامنه في التحرك.

وعندما صعد تكلم مع" إلياس" قائلا:
-اتركها وشأنها

فقال له" إلياس":
-لقد أحضرتها الى هنا، ولكنني لا أريدها ان تموت، ولكن بعد قليل سوف تكون انت من تريدها ان تموت.

فصرخ "إيفان" وقال له:
-اقول لك اتركها.

فتركها "إلياس" ووقعت على الارض أمام "إيفان" تبكي.

اقترب منها "إلياس" وقال لها:
-ما الذي هاجمك منذ يومين في الغابه؟

ظلت تبكي "تينا" وتقول له:
-لا اعرف انه حيوان برى.

فأقترب منها اكثر، وقال لها:
-تذكري جيدا، ما الذي هاجمك في الغابه؟

فقالت له "تينا" من هاجمني هو "مصاص دماء" انه انت.

فمسكها "إلياس" من ذراعيها، ووضع عينه في عينها، وقال لها:
-لست انا من هاجمك، بل "إيفان" وجعلها بقوته الموجوده في عينه، ان لا تتذكر شيئا غير ان "إيفان" هو من قام بمهاجمتها؛ لانه مصاص دماء.


ظل يصرخ "إيفان" ويقول له
-إياك ان تفعل هكذا، ولكنه لم تكفي قوته على" إلياس"؛ لأن من يتغذى على الدماء البشريه قوته أكبر من الذي يتغذي على دماء الحيونات.


قال له "إيفان"
-ارجوك يا "إلياس" لا تفعل هكذا.

فقال له إلياس: إنك عجزت عن تصليح ما أفسدته بالأمس ولم تستطيع جعلها تنسى، ولكن لا اعلم ما يمكنك تصليحه الان.

ثم قام "إلياس" بنزع الضماده، التي توجد على رقبه "تينا" وظلت تصرخ من شده الألم.

فمسكها "إلياس" من ذراعها، ورماها الى أحضان إيفان"، والدم يسيل من رقبتها.

ثم قال له إلياس:
-اريد ان اشاهدك الان، وانت تتحكم بنفسك هل سوف تستطيع ام لا؟

-هل تعرف" إيفان"؟
- اذا كنت تتغذى على الدماء البشريه، كان بمقدورك الان، امتلاك قوه ان تجعلها تنسى من هاجمها في الغابه، كانت سوف تكون لديك القدره مثلي على الأقل، لكن بيدك الان ان تغير ذلك، لأن الدماء البشريه تمنحك القوه، هيا قم بمص دمائها.

بدأ وجه "إيفان" في التحول الى مصاص دماء بسبب الدماء الذي يشمها على رقبت "تينا" ولكنه تحكم في نفسه، ورماها بعيدا عنه.

فقال له "إلياس" : أمامك اختيارين الان، اما ان تتغذى على دمائها وتجعلها تنسى، أو يمكنك السماح لها بالهروب، لكي تنزل الى الاسفل وهي تصرخ وتقول من هاجمني مصاص دماء ويوجد مصاص دماء في المدينه.


فقال له "إيفان":
-هل هذا هو ما تريده، هل تريد فضح أمري؟

فقال له "إلياس":
-لا، بل أريدك ان تتذكر حقيقه من تكون انت.

فقال له إيفان:
-لماذا هل تريدني ان اتغذي على الدماء البشريه؟
-هل تريدني أن اقتل، وكل هذا فقط لكي اتذكر معنى ان نكون اخوين شقيقين مجددا.


سكت إلياس، ولم يستطيع ان يرد عليه فقال له ايفان:
-أتركها تهرب، وتخبر الجميع انني مصاص دماء، وتخبرهم بأنني قد عدت للموطن، لكي يقوموا بتقييدي بالسلاسل الحديديه، وضعهم أيضا، يغرزون سكينا حديديا في قلبي لكي أموت، واتخلص واتحرر منك.

ابتسم له "إلياس" ثم ذهب الى "تينا"واقترب منها، ثم تكلم في أذنها، وجعلها تنسى كل ما حدث قبل قليل، ثم رجع وقف بجانب "إيفان".


وعندما نظرت إليهم "تينا" قالت لهم:
-ماذا حدث؟ ولماذا انا هنا؟

ثم لاحظت انها تنزف دماء من رقبتها، فوضعت يدها على رقبتها.

فقال لها إيفان:
-هل انتي بخير؟

فأبتسمت له وقالت:
-لقد تناولت بعض حبات المخدرات يا رجل، نعم انا بخير، ثم قامت وذهبت وتركتهم.


نظر "إلياس" الى "إيفان" وقال له:
-تسرني كثيرا العوده الى الموطن، واظنني سأبقى هنا بعض من الزمن.

فقال له إيفان:
-ما الذي تخطط له يا "إلياس"؟

فقال له "إلياس":
-معرفه هذا تعود لي فقط، ولكن انت بالنسبه لك، سوف تكون نقاط لا تعرف معناها،
هيا سوف أذهب، بلغ "دانا" سلامي لها، ثم تركه "إلياس" وذهب.



وعندما نزل "إيفان" ودخل الى المقهى الليلي وجد "إيرام" يقوم بوضع الضماده على رقبه اخته ثم نظر اليه إيرام وقال له:
-لقد قالت لي اختي بأنك من وجدتها، شكرا لك كثيرا.
فقال له إيفان: انا لم افعل شيء، هذا وأجبي


ثم تركه "إيفان" وذهب الى "دارين" و " تلا" كانوا يجلسون بمفردهم على جانب، وقف امامهم وقال:
-مرحبا هل رأيتم "دانا"؟

فقالت له تالا:
-لا اظن انها عادت الى المنزل.

فقال لها إيفان :
-حسنا شكرا لكي.

وكان يستدير لكي يذهب فقالت له "تالا":
-يمكنني ان اعطيك رقم هاتفها، والاكونت الشخصي الخاص بها، انها تحب كثيرا الرسائل النصيه يمكنك ان تتكلم معها عبرها.

ثم قامت "تالا" بكتابه هذه الاشياء في ورقه واثناء ما كانت تعطيها له أحست بشيء غريب حدث لها، فأبعدت يدها عنه بسرعه شديده،


وبعد ان اعطته الورقه، سحبت يدها ومسكت حقيبتها، ولاحظ الجميع ذلك فقال لها "إيفان": -ماذا حدث هل انتي بخير؟


ابتسمت له وكأنه لم يحدث شيء وقالت له: - هذه فظاظه مني ولكن اعذروني يجب ان اذهب الى البيت ثم اخذت حقيبتها وذهبت.

وفي هذا الوقت أحست "تالا" بهذا الشعور بسبب العداوه الشديده التي كانت توجد بين عبده الشياطين، ومصاصين الدماء، لذلك عندما لمسته "تالا" من يده احست فورا انه هناك شيء ما غريب يحدث وان اذا هذا ليس انسانا طبيعيا؛ لانها كل ما تواجد إيفان حولها، تشعر بشيء ما ليس من العاده الشعور بها، وكأن شئا ما يجعلها تتجنبه.

وعندما ذهبت "تالا" نظرت "دارين" الى "إيفان" وقالت له:
-لا تقلق انها مجنونه هكذا قليلا، وهذه صفه تميزها حقا.

أبتسم لها إيفان ثم قال لها: حسنا يمككني أن أذهب الان ثم تركها وذهب.


عندما ذهبت "دانا" الى البيت، ظلت تبحث عن خالتها "لوجين" في الاسفل وعندما صعدت الى الدور العلوي، وجدتها تفتش في غرفه "بولند" فقالت لها دانا:
-ماذا تفعلين يا لوجين؟

فقالت لها لوجين:
-افعل الامر الطبيعي، وهو انني اقوم بتفتيش غرفه مراهق في سن الثمانيه عشر من عمره، والجائزه الكبرى هي ان اجد المخابئ الذي يخفي بها حبات المخدرات الذي يتناولها، وهناك أشياء أخري نحن لا نعرفها عنه.


فقالت لها "دانا" :
-وما هو السبب، ومن اين عرفتي انه يخبئها هنا عزيزتي؟

فقالت لها لوجين:
-لقد احرجني هذا المعلم الاحمق الخاص بأخيكي البارحه، وقال لي بأنني لست قادره على رعايتكم، وإنني من المستحيل أن أسيطر على هذا المراهق أخيكي.

فقالت لها دانا:
-هل أهانك هذا الاحمق، لقد فعل هذا معي كثيرا من قبل، وأمام جميع الحاضرين.

فقالت لا لوجين: لقد قال لي هذا الاحمق انني لا انفع ان اكون مربيه لكم، هل تتخيلين ذلك؟

فقالت لها دانا:
-لا تهتمي لكلام ذلك الرجل ابدا، ولا تتضايقي انه لا يعرف شيء.

فقالت لا لوجين:
-لا انه بالفعل محق هل تعرفين لماذا لانني لست والدتك، ولست مثلها، لا استطيع ان أسيطر عليكم بمفردي هكذا

فقالت لها دانا:
-سوف تفعلين ذلك، وتهتمين بنا، ونحن سوف نساعدك على ذلك، وكلامك هذا بسبب خوفك علينا، وفقط هذا كل ما في الأمر، وجميعنا نخاف هكذا من إجتياز أمراً جديد، ولكن في النهايه يجب أن نجتازه حتى نتعلم.

- والان انا سوف أذهب، عليا ان اذهب سوف اقوم بفعل شيء ما نصحتك به الآن، ولكن أتضح لي أنني كنت بحاجه إلى هذه النصيحه، ولكن أوعديني عندما أتى إلى هنا، ستكونين بخير.

ابتسمت لها لوجين وقالت لها
-حسنا حبيبتي، أعدك سأكون بخير حقا، ثم ذهبت دانا وتركتها، ذهبت إلى بيت إيفان.

وفي وقت متأخر، خرجت "دارين" لكي تركب سيارتها وتذهب الى بيتها، واثناء ذهابها الى السياره، كانت تتخيل ان احدهم يمر بجانبها ولكن عندما تنظر لا تجد احد.

وفجاه نظرت خلفها ووجدت "إلياس" يقف خلفها، ارتعبت ووضعت يدها على قلبها فقال لها الياس:
-انا اسف، لم اقصد ان اخيفك أبدا.

فقالت له "دارين":
-كلا لا بأس، لم يحدث شيء، لقد رايتك مره واحده وكنت اتمنى ان اراك مره اخرى.

فقال لها إلياس:
-نعم اعرف هذا.

ابتسمت له "دارين" وقالت له:
-كما انك مغرور كثيرا

قال لها الياس:
-نعم انني مغرور للغايه، فأشارت له "دارين" ان يركب معها السياره وبالفعل ركب معها السياره وذهب معها إلى بيتها.


وفي هذا الوقت المتاخر من الليل، ذهبت "دانا" الى بيت "إيفان" ودقت على الباب ففتح لها "ايفان" وابتسم عندما راها فقالت له:
- مرحبا.

وقال لها ايفان:
-مرحبا بك، تفضلي بالدخول.

فقالت له دانا:
-لا، سوف نتكلم في الحديقه بالخارج ثم ذهبت الى الحديقه، وذهب خلفها ايفان ثم نظرت اليه وقالت له:
-انا اعتذر كثيرا عن التطفل الذي صدر منى اليوم، وعلى الطريقه التي تكلمت بها معك، حقا متأسفه كثيرا.

فقال لها ايفان:
-لا انا مسرور كثيرا من تواجدك هنا، لا يهمني أي شئ الان غير ذلك.

فقالت له "دانا":
-انا جئت لان الطريقه التي تكلمت بها معك لم تعجبني كثيرا.

-لقد عدت الى المنزل وانا اخطط للقيام بما افعله دائما، وهو الكتابه في دفتر مذكراتي لان هذه الطريقه الوحيده التي اجد بها راحتي واخرج كل ما بداخلي وكل ما اشعر به كل شيء يدخل في هذا الدفتر الصغير، والذي اخفيه دائما عن الجميع لكي لا يراه احد ويقرأ ما به ولكنني ادركت بانني اكتب بعض الامور التي بامكاني ان اخبرك بها.


فقال لها ايفان:
-ماذا كنت ستكتبين، أخبريني به الآن

فقالت له دانا:
-كنت سأكتب (مفكرتي العزيزه لقد اقنعت نفسي اليوم بانه لا باس من الكثير من المحاولات والمجازفه والاستمرار بلا دراما فالوقت الان ليس مناسبا، واسبابي الذي دائما اتحجج بها هي اعذار وليست اسباب فكل ما افعله هو انني احاول ان اختبئ من الحقيقه، لذلك لن أختبئ مره أخرى)

-والحقيقه هي انني خائفه يا إيفان، انا خائفه من انني اذا سمحت لنفسي ان اكون سعيده ولو حتى لحظه بان عالمي ومستقبلي سوف ينهار وانا لا اعلم ان كنت سأعرف ان اجتاز هذا ام لا.


فقال لها إيفان:
-هل تريدين انتي ايضا ان تعرفي ماذا كنت ساكتب اليوم داخل دفتر مذكراتي؟


فاشارت له "دانا" برقبتها لكي يقول لها.

فقال لها إيفان:
-كنت سأكتب فيها بانني قابلت أجمل فتاه وقد تحدثنا وكان حديثنا جميلا ثم اشرقت الشمس وتوضحت الحقيقه والان هذا هو الواقع هنا تماماً.

ثم اقترب منها إيفان وقام بتقبيلها، فأبتسمت له "دانا" وقبلته أيضا، وكانت هذه هي اول قبله بينهم، مليئه بكل الحب.

وبعد ذلك تركته "دانا" ثم ذهبت الى بيتها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي