زوجي الطاغي

Basma Khaled`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-30ضع على الرف
  • 41.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الفصل الأول

لندن

ليلًا، على أحد شواطئ لندن، تجلس بطلتنا ايفرلين، ليست كأي بطلة عادية، فتاة بسيطة، ولكن لديها حظ كارثي،فوضاوية، ذات لسان سليط، فضولها القاتل دائمًا ما يوقعها في المشاكل، ذات عينين زرقاوتين، جسد ضعيف، بشرة بيضاء، شعر أسود قصير.

في أواخر العشرينات، يتيمة الوالدين؛ ولقد كبرت في ميتم، حياتها لم تكن بسيطة كما تتوقعوا بل كانت مليئة بالمعاناة، خرجت ايفرلين من الميتم بمجرد إكمالها ١٨ عامًا، أكثر ما تعاني منه ايفرلين هو نوبات غضبها الكثيرة.

لا تشعر بما تقوله أو تفعله، تعمل في مطعم كنادلة، لديها بيت صغير لا تستطيع دفع إيجاره حتى.

كانت تجلس ودموعها تنزل من مقلتيها، تتذكر ما حدث معها منذ قليل حيث تشاجرت مع صديقتها المفضلة.

كانت تبكي بشدة، فصديقتها أشعرتها أنها كلبة مال، لا تعلم تحزن على ماذا، على صديقتها، أو على والديها، أم على لوسيفر الرجل الوحيد الذي أعجبت به ولكنه لا يراها حتى.

أخذت دموعها تتساقط بسرعة واحدة تلو الأخرى، وأخذت تحدث نفسها بشهقات:
-إهدأي ايفرلين، لا أحد يستحق دموعكِ، سيأتي يوم وسأجعل كل من أبكوني يتمنون أن أحدثهم.

نظرت للسماء قليلًا، وأغمضت عينيها، ظلت ايفرلين على صمتها طويلًا، قد مر أكثر من ساعة ومازالت تجلس في صمت، فجأة أصبحت تغني، وتلقى الحجارة في المياه.

ثم صمتت قليلًا ونظرت في هاتفها، فوجدت أن الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة، فرفعت عيناها للسماء بحزن وسعادة في آن واحد، وقالت بسعادة:
-إهدأي ايفي، إنه يوم عيد ميلادكِ، أكيد والداي يتمنيان لي يوم ميلاد سعيد، إذا سأتمنى أمنية.

فقالت بتمني وأعين تملئوها الحزن:
-أتمنى أن يأتي يومًا وأكون فيه سعيدة من كل قلبي.

أخذت تغني أغنية عيد الميلاد وهي تتناول الكعكة بسعادة، وتتمنى أن تكون حياتها في المستقبل أفضل مما هي عليه الآن، فقط تتمنى ولم تكن تدري ما سوف يحدث.

نهضت من مكانها لتتجه نحو منزلها، وهي شاردة بحزن على حالها، كانت تسير بينما تتذكر تلك الرواية التي تقرأها وكم كانت البطلة ضعيفة؛ لتسبها وتلعنها في عقلها العديد من مرات فهي تكره النساء الضعيفات.

كانت شاردة و لم تنتبه لتلك السيارة المسرعة التي كانت تواجهها بينما هي تعبر الطريق، لحظات فقط لحظات؛ ليطير جسد ايفرلين ويسقط علي الأرض.

أخذت دمائها تسيل من حولها، كانت في حالة من اللاوعي، ترى أشخاص تركض هنا وهناك ثم تغمض عيناها، وفجأة شعرت بأصوات غريبة حولها، هل ماتت؟ لا تعلم؟

فتحت عينيها؛ فقابلها سقف شكله غريب، فقالت بإستغراب وألم:
-أوه، هل أنا في المستشفى أم ماذا؟

لتشعر بملمس الفراش الناعم تحتها فقالت ببلاهة:
-أوه، هل فراش المستشفى بهذه النعومة؟ ليس لي دخل لأنني لن أدفع ثمن هذا.

استندت بظهرها على حافة الفراش، فشعرت فجأه بألم قوي في رأسها؛ فتأوهت بألم وقالت بتذمر:
-أه، يا إلهي، أشعر كأن هناك ثيران تتناطح في رأسي.

أحست بجفاف حلقها، فأخذت تبحث بعينيها عن ماء، وجدت على جانب الفراش كومدينو صغير، عليه إبريق ماء ذهبي اللون، فأمسكته وقالت متعجبة:
-ما هذا! يبدو كإبريق نسيه أحد الأسلاف القديمة لصاحب هذه المستشفى العجيبة.

أفرغت بعض من الماء في كوب نفس شكل الإبريق، وشربته بلهفة، قامت من على الفراش بصعوبة، ولكن لفت نظرها ثوبها الغريب، والذي عبارة عن رداء حريري باللون الأبيض، يصل إلى نهاية قدمها، له أكمام وزخارف من الدانتيل الشفاف.

فقالت بتعجب:
-ما ثوب المستشفى الغريب هذا؟ هذا ليس ثوب للمستشفى بل ثوب الأميرة ديانا، ألا تزال توجد هذه الثياب حقًا؟

نظرت حولها لترى غرفة فخمة، ولكن غريبة تبدو قديمة نوعًا ما، غرفة واسعة ذات لون ذهبي مدموج باللون الأبيض، فراش ضخم باللون الأبيض والأسود، لوحات باللون الأبيض أيضًا، وأريكة ضخمة ذهبية اللون في إحدى الجوانب.

توجد طاولة دائرية الشكل موضوع عليها أدوات للزينة، تعلوها مرآة، وأمامها كرسي دائري الشكل.

شرفة واسعة، وأيضًا لا تخلو الغرفة من التحف الذهبية والفضية اللون، والذي تعتقد ايفرلين أنها مجرد لون، لا تعلم أنها من الذهب الفضة الخالصة.

وظلت تتفحص الغرفة حولها، لفت انتباهها مزهرية متوسطة الحجم خضراء اللون عليها ياقوت أحمر، فقالت بإنبهار:
-واو ما هذا الجمال! هذه المزهرية يمكن بيعها بآلاف الدولارات.

هل هذه الياقوتات حقيقية أم ماذا؟ كيف لا يعرف اللصوص هذا المكان؟ أوه إن خرجت من هنا سوف أجني ثروة بمعرفة عنوان هذا المكان، وجعل اللصوص تأتِي إلى هنا وأخذ نسبة من الأرباح.

لمعت أعين ايفرلين بحماس وسعادة، حسنًا، ايفرلين لديها عقل إجرامي فظيع، فأمامها الآن ثروة، فقالت بسعادة وتفكير:
-ما هذه الثروة؟ أيضًا هذه لا تبدو كغرفة في مستشفى عادي.

لن يتأثر المالك إن سرقنا منها بعض التحف، وهذه تبدو كغرفة للأغنياء فقط، وهذا شيءأكيد فأنا لم أدخل غرفة كهذه من قبل، أكيد مجرد ليلة هنا سوف تغطي على نقود السرقة

ظلت إيفرلين تخطط لسرقتها وتحليلاتها مستمرة إلى أن توقفت وقالت:
لكن ما الذي أتى بي إلى هنا، هل يظنون أنني غنية أم ماذا؟

يجب أن أهرب من هنا قبل أن يجعلوني أدفع الفاتورة، أوه لقد وقعوا مع الشخص الخطأ، لقد أخذت وسام الشرف في التهرب من دفع الفواتير.

حسنًا نحن نتكلم عن ايفرلين، ليست واحدة أخرى، أقنعت ايفرلين نفسها بحديثها الغبي، وأكملت تجولها في الغرفة، ورؤية كل شيء فيها، وأيضًا لمسه، وقفت أمام طاولة الزينة تتفحص مكنوناتها.

ولكن لفت نظرها صورتها في المرآة، فقالت بإنبهار وغباء:
-أوه من هذه الجميلة؟ هل هذه لوحة متحركة أم ماذا؟ لماذا تلك المرأة تقلدني؟

ظلت تحرك أذرعها ببلاهة، في إتجاهات مختلفة وتنظر للمرآة بغباء؛ لترى إن كانت هذه المرأة مازالت تقلدها أم ماذا.

حسنًا، نسيت إخباركم، ايفرلين يمكن إعتبارها كتلة غباء متحركة، حسنًا، بعد دقائق توقفت ايفرلين عما تفعله من غباء، وأدركت أخيرًا أن هذه مرآة، وأنها من تقف أمامها.

ظلت تدور أسئلة في عقلها الذي بحجم حبة الفستق، لما تغير شكلها، حسنًا المرأة في المرآة كانت عبارة عن كتلة من الجمال، فتاة ذات عينين واسعتين باللون الأسود الغامق، وهو لون نادر جدًا، رموش طويلة، وجه طفولي ممتلئ محبب للقلب.

شعر اسود طويل يصل لآخر قدميها، غمازتان في خديها بارزتان بجمال، جسد متفجر الانوثة ذو منحنيات رهيبة تشبه الساعة الرملية، أنف صغير وشفاه توتية اللون ممتلئة بإغراء.

التفتت ايفرلين حول نفسها بإندهاش، أخذت تقرص وجنتها، لتتأكد أن ما تراه حقيقي، فقالت لنفسها ببلاهة، وهي تبتسم بغباء:
-هل مُت؟ وهذا جسدي الجديد أم ماذا؟

ولكن هل القدر يكأفئني على حياتي البائسة تلك بهذا الجسد الرائع، أوه ايفرلين، لقد أصبحت أهذي كثيرًا، لو كانت هذه حياتي الثانية ما كنت لأتذكر حياتي السابقة أكيد.

إنفتح الباب فجأة مما أجفلها، ودخل منه شخص كانت آخر توقعات ايفرلين أن تلتقي بهذا الشخص، على من نكذب ايفرلين لا تفكر أساسًا، فإتسعت عيناها وقالت بصدمة:
-لوسيفر!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي