الفصل الثاني

البارت الثاني


بمجرد التفات ايفرلين؛ تلاقت عيناها بعينين حادتان تتفحصها ببرود، شهقت وتراجعت للخلف بصدمة؛ فها هو حبيبها، التي كانت تعتقد أنه لن ينظر لها قط، لا تعلموا لماذا؟

حسنًا، لنتعرف على "ديفيد"
(قاسي القلب، لا يرأف لحال أحد، كبير أو صغير، بارد برود القطبين، غامض جدًا؛ لا يمكن لأحد معرفة ما يفكر به، ملامحه قاتلة، رجل ضخم، ذو بنية قوية، أنف حاد، ذو بشرة برونزية لامعة.

شعر أسود ناعم طويل نوعًا ما، فم صغير، عينان عسليتان غامضتان؛ تسحبك للهاوية، يمتلك ندبة صغيرة بارزة في حاجبه؛ لكن تزيده رجولة.

ملك طاغية يرهبه شعبه جدًا، يقال أنه يمتلك قوة ظلامية، بالإضافة إلى شائعة قتله لوالده؛ لتولي الحكم).

ويال سوء حظ ايفرلين، ديفيد بالنسبة لايفرلين هو حبيبها لوسيفير كما تقول هي، فهو لم ينظر لها قط، فهي دائمًا كانت تراقبه عند قدومه للمطعم مع بعض شركائه، لم تتجرأ أن تقترب منه.

حسنًا لنعد للأحداث، لمن لا يعرف ديفيد، إنه ملك قوي جدًا، له جانب مظلم، وأيضًا شرير.

يقال أنه هو من قتل والده، ولديه أيضًا جانب سحري شيطاني، يخاف منه شعبه جدًا، لكن رغم ذلك مملكته شاسعة جدًا ومزدهرة.

يخاف منه ملوك عديدة، لا يؤمن بوجود المرأة، بل يعتبرها مجرد أداة لإنجاب الأطفال ورعاية المنزل، اختفت والدته وهو في سن صغير، ولم يكتشف أحد مكانها.

حصل على جواري عديدة، من مملكات مختلفة، يمكن أن يُعَدوا بآلاف الجواري، من يمل منها أو تكن ذو جمال بسيط؛ يتم تدريجها في خانة الخدم؛ لذا يعتبر أغلب الخادمات كانوا أميرات في ممالكهم.

الملكة كانت واحدة من هذه الهدايا، كانت فتاة ضعيفة جدًا، سواء في مملكتها أو في مملكة الطاغية، ترتعب عند ذكر إسم الملك.

لقد اعتبرها مثل غيرها من الجواري، بل وأسوأ؛ بسبب ضعفها وقلة حيلتها، بالإضافة إلى كونها أميرة غير شرعية.

كان الملك يهتم بالفوارق الطبقية، فكان يعامل الباقي بتكبر وغرور دائم، حتى إبنه لم يهتم له أو يسأل عنه حتى، عند مجيء الملكة أو البطلة كانت إحدى هذه الهدايا؛ لرغبة والدها بعلاقة ودية؛ ليكسب رضا الملك.

لكنه لم يهتم بها، وحتى جمالها الساحر ذلك لم يشفع لها، رغم كون البطلة ذات جمال فتاك وطفولي.

كانت الملكة أميرة بلاد مجاورة، ولكن منبوذة من عائلتها وشعبها أيضًا؛ لذلك اعتبروها مجرد ورقة؛ ليكسبوا بها ود الملك؛ وليتخلصوا منها أيضًا، فحالة الطفل الغير شرعي تكون مأساة؛ لما يتعرض له من إهانة وعنف ومذلة.

عند مجيء الملكة للقصر، لم تتغير معاملة الناس كثيرًا، كانت تعيش مثل باقي الجواري، وكانت محط للتنمر والسخرية؛ بسبب جمالها الملفت، فلم يرها رجل ولم يعجب بها، حتى بعض الجواري إعترفن بهذا الجمال؛ بسبب شرودهم بها في بعض الأحيان.

بالإضافة إلى أنها هي الوحيدة منهم من حملت من الملك، رغم أخذها لموانع الحمل بأمر من الملك، ولكن لم تسر الأمور طبقًا لرغبة الملك؛ فأمر حملها كان مفاجئ، وأيضًا تم إكتشافه في وقت متأخر، فقد كان في الشهر الثالث، ورغم هذا لم يكن ظاهرًا.

وللحظ أيضًا لم يكن الملك في القصر في هذا الوقت، كان في أحد الحروب، والذي تأخر بها ولم يأتِ إلا في شهرها التاسع.

تفاجأ الملك؛ وغضب لعصيان أوامره، فهو لم يكن يرغب بوجود هذا الطفل، ولكن كان الأوان قد فات؛ وهذا ما زاد حقده على الملكة، ولظنه بخداعها له وعدم تناولها لمانع الحمل.

عندما أنجبت الملكة ولي العهد؛ زادت من حقد الجميع عليها، والشماتة أيضًا؛ لعدم تقبل الملك للأمير، على الرغم من زواجه بها قبل إنجابها؛ ليكون الطفل شرعي، ولكن مع ذلك لم يحمل إبنه ولو للحظة.

ولكن مع ذلك لم تكن هي سعيدة؛ فهي كانت تريد حريتها؛ ففتاة مثلها عاشت كل حياتها تحت رحمة والدها وزوجته، وأيضًا إخوتها غير الأشقاء، وفي النهاية يتم إهدائها كسلعة بائسة.

وأيضًا بسبب حبها لأحد الحراس في قصرها قديمًا، والتي كانت تلقاه سرًا، وبسبب هذا لم تحب ابنها أبدًا، بل ودائمًا ما إعتبرته سبب معاناتها، فلولاه لكانت حصلت علي حريتها.

عاملته بقسوة كأنه عدوها اللدود، كلما تلقت أي إهانة أو إيذاء من أحد؛ تزيد من توبيخها وقسوتها معه، لم  تمنحه أي حنان أو عاطفة.

كبر هذا الصغير في عالم قاسي ومتفكك، أم قاسية، أب لا مبالي، لا يعرف عمره حتى، وهو مازال يتأمل الحب من والدته،لكن لم يلقاه، يرهب والده وبشدة؛   لهذا لم يتجرأ ليقترب منه.

إلي أن جاء يوم وحاولت فيه الملكة الهرب مع عشيقها؛ فلقد يأست من حياتها هذه، ولكن لم تسر معها الأمور كما توقعت.

ففي يوم الهروب تعرضت لهجوم، ولم يعرف أحد الفاعل، وفي النهاية وجدوا الملكة ملقاة من على الدرج، ولم يعرف أحد ما حدث.

كانت ايفرلين تنظر للملك ببلاهة وصدمة، فلو كانت في أعمق أحلامها، ما كانت لترى هذا الحلم أو بالأحرى هذا الكابوس الفظيع؛ فهي تخجل من لوسيفير وبشدة، فهي كلما رأته إختبئت في أحد الأماكن.

قاطع أفكار ايفرلين صوت بارد، يبث القشعريرة:
-وأخيرًا لقد استيقظتِ.

تلفتت ايفرلين حولها، ثم قالت ببلاهة:
-أنا!

قابلها صوت الملك البارد، والمليء بالسخرية:
-وهل يوجد أحد هنا غيركِ!

وكالعادة ايفرلين بغبائها تحدثت بغضب:
-هيه، أنت، هل تسخر مني؟

نظر لها الملك ببرود، قبل أن يتقدم ناحيتها بخطي ثابتة؛ بثت الرعب في قلبها، وقال بنبرة باردة ولكن يشوبها التحذير:
-أعيدي ما قلتِ.

وبالطبع مهما كانت شجاعة ايفرلين، لقد هربت أمام الطاغية الذي يقف أمامها، والذي مجرد كلمات منه؛ ألقت الذعر في قلبها، فتحدثت بخوف:
-لا، لم أقل شيء، لقد كنت أحدث نفسي.

تراجع الملك ببطئ، وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة، وقام بالدوران حول ايفرلين، وهو يتفحص ملامحها المذعورة منه وقال ببرود:
-إذًا، من كان في غرفتكِ تلك الليلة، وحاول قتلكِ؟

نظرت له ايفرلين لبرهة، وهي لا تفهم ما يتحدث عنه وقالت بحيرة:
-ماذا؟! أي رجل؟! وليلة ماذا؟ سيد لوسيفير يبدو أن هناك شيء خاطيء، لقد جئت لهنا بسبب حادث سير، أيضًا لم أعرف أنك شرطي.

نظر لها ببرود، وقال بتهديد:
-هل تمزحين؟ أم أن تلك السقطة قد أثرت على رأسكِ! ثم من هو لوسيفير؟ وسيارة وشرطي ماذا؟

نظرت له ايفرلين بخوف، وقالت بتلعثم:
-صدقني لا أعلم أي شيء، أعتقد أنه يوجد خطأ ما سيدي، وأيضًا ما هذه المستشفى الغريبة، يبدو كأنني في غرفة ملكية، أسمع سيدي أنا لن أدفع ثمن هذا، لم أخبرهم أنني فاحشة الثراء ليأتوا بي إلى هنا.

رد بغضب؛ فمازالت تصر على كلامها الغريب غير المفهوم:
-هذه آخر فرصة لكِ للحديث، وكفي عن هذه التراهات.

ايفرلين بغباء وخوف:
-صدقني أنا لا أعلم شيء، أنا لست هي، أنا شخص آخر غير التي تريدها، ولا أعرف كيف جئت إلى هنا، بالتأكيد لقد أخطأت في الغرف.

نظر لها ببرود، وكاد أن يتقدم لولا رؤيته لها تسقط مغُشى عليها، لا تتوقعوا بالتأكيد أي مشهد رومانسي، فلم تسقط بشكل طبيعي، ولكن بدت كنعامة تغرس رأسها في الأرض، فكان وجهها حرفيًا كأنها تقبل الأرض.

نظر لها ببرود، ومشى من جانبها وخرج من الغرفة،
بعد خروجه بلحظات، رفعت وجهها من الأرض وهي تفركه بألم، وتلعن:
-اللعنة، هل أنا غبية أم ماذا! هل صدقني يا ترى بسقوطِ المشابه لسقوط الخرفان، آه، لقد كُسر أنفي الجميل.

قامت من على الأرض، وذهبت إلى المرآة لتتفحص أنفها، فقالت بألم ناظرة لإنعكاسها:
-أوه، أسفة أيها الوجه الجميل، لقد كدت أن أجعلكِ بلا أنف، رغم أن صاحبتك تستحق هذا؛ لماذا تمتلك كل هذا الجمال؟

لحظة كيف أصبح هذا وجهي، هل قاموا لي بعملية تجميل أم ماذا؟ واوا! لو هذا صحيح إذا سأصبح نجمة مشهورة، وسأترك شقتي الغبية، وجارتي العجوز، والمطعم السيء.

ابتعدت عن المرآة، واتجهت إلى الفراش وتمددت عليه، وأخذت تحدث نفسها؛ لتحاول تجميع أفكارها فقالت:
-حسنًا، أنا الآن في مكان غريب، وجهي قاموا له بعملية تجميل.

قابلت لوسيفير البارد، عديم الإحساس، الذي تركني مغُشى عليَّ ولم يحملني كالأفلام، وأخيرًا أصبح عليَّ ديون كثيرة بسبب هذه الغرفة الملكية، وعملية التجميل، لا أنا لن أدفع شيء أنا لم أخبرهم أن يفعلوا بي شيء، أنا كنت أجمل من قبل.

ظلت ايفرلين تحدث نفسها، وترتب تسلسل أحداث الحادث، إلى أن قاطع سلسلة أفكارها طرقات على باب غرفتها، تليها دخول فتاة جميلة، التي ما إن رأت ايفرلين تنظر إليها حتي أسرعت نحوها.

وقفت بجوار الفراش، وقالت بسعادة:
-سيدتي لقد استيقظتِ أخيرًا، لا تعلمي كم افتقدتكِ، وكم شعرت بالذعر لرؤيتكِ مُلقاة من على الدرج، والدماء تخرج من رأسكِ بغزارة.

نظرت لها ايفرلين ببلاهة وقالت بإستغراب:
-أنا؟ أعتقد أنكِ أخطئتِ يا آنسة، فأنا لا أعرفكِ، لماذا جميعًا تخطئون في الغرفة، لقد دخلتِ الغرفة الخطأ يا أنسة، ثم لماذا ترتدين هذه الثياب الغريبة، هل سيدتكِ ممثلة؟

نظرت الأخرى لها بصدمة، وقالت بحزن وبكاء:
-سيدتي، هل تمزحين معي؟ لا تقولي مرة أخرى أنكِ لا تعرفيني، ثم مسلسل ماذا؟ سيدتي هل أنتِ بخير؟

ايفرلين بتوتر من بكائها، وأيضًا لماذا الجميع يعتقد أنها مريضة:
-أنا لا أعرفكِ حقًا يا آنسة، ثم أنا بخير حقًا.

إنفجرت الأخرى بالبكاء وقالت بتوسل:
-سيدتي، هل أنتِ غاضبة مني؟ لهذا تنكرين معرفتكِ بي، أنتِ لستِ بخير أكيد.

نظرت لها ايفرلين لبرهة، ثم ابتسمت بخبث؛وقالت في نفسها:
-هذه مصرة، يبدو أن سيدتها مشهورة وتشبه وجهي الجديد، سأجعلها تدفع حساب الغرفة والعملية ومن ثم أهرب، وهي بالتأكيد لن تتأثر فهي أكيد غنية.

فقالت ببكاء، وأضحت تمثل قائلة بحزن: 
-أوه، هل تعرفيني يا آنسة؟ إن كنت تعرفين من أنا فأخبريني، أنا لا أذكر أي شيء.

إنفجرت ايفرلين بالبكاء المصطنع، الذي يثير الشفقة؛ مما جعل الأخري تشهق بصدمة قائلة بذعر:
-سيدتي، لا تبكي أرجوكِ، هل أنتِ فعلًا لا تتذكرين أي شيء؟

زاد بكاء ايفرلين المصطنع وقالت بكذب:
-أجل، أنا لا أتذكر أي شيء، قولي لي ماذا حدث؟ ومن أنا؟

هرولت الفتاة للمنضدة المجاورة للسرير؛ وجلبت كأس ماء وأسرعت به إلى ايفرلين، التي أخذته وارتشفت منه القليل، وأرجعته لها.

جلست بجانب ايفرلين، وأصبحت تربت على ظهرها؛ لتحاول تهدئتها، فقالت بحزن:
-إهدأي سيدتي، كل شيء سيكون على ما يرام، ستتذكرين كل شيء، لا تقلقي.

ردت ايفرلين بحزن مصطنع:
-كيف هذا؟ أن لا أتذكر أي شيء، حتى إسمي لا أتذكره.

-لا تقلقي، لقد سمعت عن أناس فقدوا ذاكرتهم، ولكن عادت لهم مرة أخرى، إنتظري سأذهب لأجلب الطبيب؛ لكي يفحصك؛ ربما يجد علاجًا لحالتكِ.

لم تترك فرصة لايفرلين للرد عليها، بل أسرعت للخارج لإحضار الطبيب.

بمجرد خروج الخادمة؛ توقفت ايفرلين عن البكاء المصطنع، وذهبت مسرعة ووقفت أمام المرآة، وأحضرت بعض الماء من الإناء المجاور لها، وقامت بسكب الماء على يديها ووضعه على أعينها لتأكيد تمثيلها أكثر.

عادت ايفرلين للإستلقاء على الفراش وقالت محدثة نفسها بتوتر:
-يجب أن تنجح هذه الطريقة، يجب أن يعتقد الجميع أنني فقدت الذاكرة؛ وإلا ستكون العواقب وخيمة.

بعد دقائق، جاءت نفس الفتاة مرة أخرى بهرولة، ومعها رجل كبير في السن، والذي هو الطبيب الملكي، قام بفحصها وسألها بهدوء:
-سيدتي، هل لا تتذكرين شيء فعلًا؟

نظرت له ايفرلين بإستغراب من ملابسه، وقالت لنفسها:
-ما هذا؟ لما الكل يرتدي هكذا؟ هل أنا في موقع التصوير أم ماذا؟

خرجت من شرودها، تحدثت بألم مصطنع:
-أه، لا، أنا لا أتذكر أي شيء، وحتى لا أعرف من أنا.

شهق الطبيب بصدمة، وقام بكتابة بعض الأدوية لها، والتي هي أعشاب مفيدة للذاكرة، إلتفت للفتاة وقال بهدوء:
-هذه أعشاب مفيدة لها، يجب أن تأخذها لكي تساعد على عودة ذاكرتها.

قالت الفتاة بتساؤل:
-هل ستعود ذاكرتها حقًا بعد تناولها هذه الأدوية؟

قال بعملية:
-هذه الأعشاب مشهورة، كثيرُ من المرضى إستعادوا ذاكرتهم بعد تناولها.

أومأت الفتاة بطاعة، ومازالت ايفرلين مستلقية على الفراش، تتابعهم بصمت، إستأذن الطبيب للمغادرة، رافقته الفتاة للخروج، ثم أغلقت الباب.

اقتربت الفتاة من ايفرلين، وقالت بحزن وبكاء:
-هل نسيتيني يا سيدتي؟ لا تقلقي سوف أخبركِ بكل ما نسيتيه.

إبتسمت ايفرلين بخفة؛ فقد نجحت في إقناعهم بفقدانها الذاكرة، فأومأت لها وقالت بتمثيل:
-أجل اخبريني بكل ما نسيته، أولًا ما إسمكِ؟

قالت الخادمة بحماس وبعض الحزن الخادمة:
-أنا جيني، لقد كنت خادمتكِ منذ أن كنتِ في
العاشرة، لقد تربينا سويًا، لقد شهدت جميع لحظات حياتكِ، التعيسة والسعيدة، وأيضاً شهدت معاملة والدكِ الملك وزوجته السيئة.

نظرت لها ايفرلين بتأثر؛ بسبب دموع جيني الحزينة، فقالت بحزن:
-جيني، إهدأي لا تبكي أرجوكِ، أنا لا أحب رؤية أحد يبكي، وأيضًا ملك ماذا؟

مسحت جيني دموعها بسرعة، وقالت بهدوء:
-أجل سيدتي، الملك والدكِ، أوه يجب أن أجعلكِ تتذكرين ذكرياتكِ السعيدة فقط، ليس السيئة.

قالت ايفرلين بسرعة:
-لا جيني، إذكري لي كل شيء، لكن بدون بكاء، يجب أن أتذكر كل شيء، فلو لم تفعلي؛ سأظل لا أتذكر شيء.

قالت جيني بتفكير:
-أوه سيدتي، معكِ حق، سأذكر لك كل شيء.

أومأت ايفرلين بصمت لتكمل ماجي حديثها بحزن:
-لقد جئنا إلى هنا عندما تزوجتي من الملك، أو بالأحرى، تم تقديمكِ كهدية له من قبل والدكِ.

قالت ايفرلين بمقاطعة:
-جيني، أخبريني من أنا في البداية؟ من عائلتي؟ وإهداء هدية ماذا؟ قولي لي كل ما حدث معي.

قالت جيني بحزن؛ لحال سيدتها وضياعها:
-حسنًا، لقد كنتِ أميرة مملكة كبيرة، ولكن غير شرعية، لقد توفيت والدتكِ عند ولادتكِ، لقد كانت عشيقة الملك، بالأصل والدتكِ كانت أميرة مملكة كبيرة.

لقد أوهمها الملك بحبه؛ لطمعه في جمالها؛ فقد كانت فاتنة أنتِ تشبهينها جدًا.

قالت ايفرلين لنفسها بعدم فهم:
-ما الذي تقوله؟ ملكة وملك وأميرة ماذا؟ يبدو أنها تحكي الفيلم التي تمثله سيدتها أم ماذا؟ يجب أن أجاريها.

فقاطعتها قائلة بغضب، وهي تكور يديها على شكل قبضة:
-أوه، ذلك اللعين، كيف يفعل هذا بها؟ ما هذا الفيلم؟

نظرت لها جيني بصدمة؛ فهذه أول مرة تسمع كلمة نابية من سيدتها، وأيضًا مصطلحاتها أصبحت غريبة.

نظرت ايفرلين لجيني بصمت وقالت بإستغراب:
-ماذا؟ لماذا توقفتِ؟

قالت جيني بخجل؛ ففي زمنهم لا يجوز قول هذه الشتائم:
-هذه أول مرة أراكِ تلعنين، لا يجب على السيدة النطق بهذه الكلمات والإ ستسوء سمعتكِ.

هزت ايفرلين يدها بعدم مبالاة، قائلة بضجر:
-لا، ما الغريب في هذا؟ تعودي على هذا، إذا هيا أكملي.

نظرت جيني لها بإستغراب،ولكن هزت رأسها بتوتر يبدو بأن القادم ليس جيد على الإطلاق، فقالت بهدوء:

-لقد تركت والدتكِ مملكتها لأجل والدكِ، لقد ذهبت معه إلى مملكته، لكنها صدمت بمعرفته أنه متزوج؛ لكن لم تستطع العودة؛ لأن والدها كان قد تبرأ منها إن ذهبت معه.

ايفرلين بضجر:
-ماذا؟ أسنستمر بالفيلم؟ ثم كيف يكون والدها قاسي القلب هكذا؟ كيف لا يساعد إبنته؟

جيني بعدم فهم:
-سيدتي فيلم ماذا؟ والدتكِ لم ترجع لتخبر والدها بأي شيء؛ لقد خافت أن يطردها أو يوبخها؛ لذلك تحملت كل شيء وظلت مع والدكِ؛ وتحملت خداعه لها، تحملت الملكة وغيرتها، إلى أن علمت بحملها بكِ.

لقد غضبت الملكة، حاولت أكثر من مرة جعلها تجهض، لكن لقد جئتِ أنتِ، ولكن ماتت أثناء ولادتك.

بكت ايفرلين بتأثر، وقالت بحزن:
-يا إلهي، لقد قاست في حياتها جدًا.

أومأت لها جيني وأكملت بحزن:
-بعد وفاة والدتكِ، لم يهتم بكِ أحد، لقد عاملتكِ الملكة بقسوة، كإحدي الخادمات، حتى الملك لم يهتم لوفاتها أو لكِ.

لطالما كنتِ جميلة مما جعل الملكة وشقيقتكِ تغيران منكِ، لهذا نقلتكِ الملكة لقصر معزول وبعيد، وجعلت الحراس يمنعوكِ من الخروج.

-أنا، أوه، يا لها من لعينة، قصة هذا المسلسل فظيعة.

قالت جيني بتوتر، فلقد أصبح الجوء خانق؛ بسبب مزاج ايفرلين:
-أثناء وجودكِ في ذلك القصر، أحببتِ الحارس، ولقد كنتِ مستعدة للهرب معه والتخلي عن كل شيء لأجله.

قاطعتها ايفرلين قائلة بضجر:
-حسنًا، لنكف عن الكلام عن المغفلين، لا أحب الأفلام التي تنخدع بها بطلتها بحب غبي، كيف وافقت على سيناريو كهذا؟

نظرت لها جيني بصدمة، أليست سيدتها فاقدة للذاكرة، ثم عن أي سيناريو تتحدث؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي