الفصل الرابع

البارت الرابع

نظرت لها جيني بعدم فهم، وقالت بإستفهام:
-ماذا؟ لماذا تريدين خياط؟

قالت ايفرلين بنفاذ صبر:
-أجيبيني فقط.

ردت جيني بعدم فهم:
-أجل، توجد الخياطة الملكية.

ابتسمت ايفرلين برضا، وقالت بعزيمة:
-حسنًا، لنذهب لها الآن.

بدون إنتظار رد جيني، اتجهت للباب، وكادت أن تفتح لولا سماعها شهقة جيني يليه صراخها، فالتفتت لها ايفرلين ونظرت لها بعدم فهم، وقالت بتوتر:
-ماذا؟ لماذا تصرخين؟

فقالت جيني بسرعة، وتعجب:
-نور، هل ستذهبين هكذا؟

نظرت ايفرلين لها بعدم فهم، فأشارت جيني بعينيها إلى الأسفل، لتنظر ايفرلين لنفسها لبرهة، ثم اتجهت للداخل مسرعة،وقالت بضحك:
-أوه، أعتذر، لقد نسيت، إذا ماذا سنرتدي الآن؟

لحقت جيني بها، وقفت على باب غرفة التبديل، وقالت بتوتر:
-لماذا لا ترتدي هذا الفستان الآن، ونرى ماذا تريدين أن تفعلي؟

اقتنعت ايفرلين بكلام جيني، فأومأت برأسها؛ وقالت برضى:
-حسنًا، معكِ حق، إذا لنرتدي الفستان.

اتجهت ايفرلين إلى الفراش، حملت الفستان بين يديها؛ فشعرت بثقل كبير؛ فقالت بغضب:
-ما هذا جيني؟ أيجب عليَّ أن أرتدي هذا الشيء؟ إنه سيكسر ظهري حقًا.

ذهبت لها جيني بسرعة، وحملت منها الفستان، وأخذت تنظر لها بتوتر، وقالت بإقناع:
-لا نور، إنه يبدو هكذا فقط، عندما ترتديه لن تشعري بشيء، وأيضًا سيبدو رائع عليكِ.

نظرت لها ايفرلين بعدم إقتناع، وقالت بصراخ:
-بالتأكيد لن أشعر بظهري.

جيني بإصرار:
-لا، نور، جربي لن تخسري شيء.

نظرت لها ايفرلين بعدم إقتناع، وقالت بتنهد:
-حسنًا جيني، أعطني هذا الفستان لأرتديه ونرى.

أخذت ايفرلين الفستان، ودخلت إلى غرفة التبديل، خرجت بعد عشر دقائق وهي تحمل أطراف الفستان في يديها، كانت ترفعه حتى منتصف ركبتيها، وكانت أربطة الفستان متناثرة في كل مكان، كان شكلها مضحك جدًا.

بمجرد رؤية جيني لها، حتى نظرت لها بصدمة، أخذت تحاول إخفاء إبتسامتها، ولكن لم تقدر وإنفجرت في الضحك.

نظرت لها ايفرلين بغضب، وقامت بإلقاء فرشاة الشعر عليها، وقالت بصراخ:
-أهذا هو الجميل والخفيف! أنتِ تمزحين حقًا!

كتمت جيني ضكتها بصعوبة، وقالت بمزاح:
-لا، إنه يبدو رائع جدًا عليكِ.

نظرت لها ايفرلين بطرف عيناها، وقالت ببرود:
-حسنًا، بما أنه رائع؛ سأجعلكِ ترتدين نفس الفستان لمدة إسبوع كامل؛ لأرى إن كان يبدو جميلًا.

شهقت جيني وقالت بفزع:
-لا، لست مستعدة ليضحك الجميع عليَّ.

نظرت لها ايفرلين بغضب؛ مما جعل الأخري تنظر لها بتوتر، فقالت ببلاهة:
-لما لا أساعدكِ على إرتدائه؟

أومأت لها ايفرلين؛ مما جعل الأخرى تتجه لها، وتشرع في ربط الأربطة وتعديل الفستان لها، فنظرت ايفرلين للفستان برضا نوعًا ما، فهي مازالت على موقفها بعدم حبها للفساتين.

قامت جيني بإجلاس ايفرلين على كرسي أمام المرآة، وأخذت تصفف شعرها، وجمعه لها في كعكة منسقة، وأضافت لها بعض مستحضرات التجميل البسيطة.

بمجرد إنتهاء جيني؛ نظرت ايفرلين لنفسها في المرآة بإعجاب، وقفت وأخذت تدور حول نفسها وهي تبتسم ببلاهة؛ وقالت بإعجاب:
-أوه، كم أبدو فاتنة! أبدو كإحدى دمى باربي.

أيدت جيني حديثها، وهي تنظر لسيدتها بإعجاب؛ فقالت بمدح:
-أجل نور، أنتِ جميلة جدًا.

اقتربت منها ايفرلين، وقامت بتقبيل وجنتها، وعادت لتقف أمام المرآة، تاركة جيني منصدمة ورائها، وقالت بسعادة:
-أجل، شكرًا لكِ، هيا لنذهب.

أومأت لها جيني، خرجت للخارج تتبعها جيني، وهي تخبرها عن تفاصيل القصر، وأسماء الأشخاص الذين تقابلهم.

وقفت ايفرلين قليلًا، وأخذت تعدل فستانها بيديها، والتفتت إلى جيني قائلة:
-إذا كيف نذهب إلى المصممة؟ لأنني لن أحتمل هذا الفستان كثيرًا، كيف تستطيعون ارتدائه؟ إنه ضخم جدًا.

ساعدت جيني ايفرلين على تعديل الفستان، وابتسمت قائلة بلطف:
-نور، لكن إرتداء الفساتين هو أمر واجب عليكِ كملكة، وأيضًا كسيدة من عائلة نبيلة.

أحمر وجه ايفرلين من الغضب، وقالت بسخط من تلك العادات:
-أيجب عليَّ أن أحتمل هذا الفستان لأنني ملكة! وأحاديث وقوانين تافهة أيضًا.

بماذا أفادتني هذه القوانين؟ وأنا أساسًا لا يعترف بي كملكة، لذا اصمتِ جيني واتبعيني؛ لأنني لن أتبع أي شخص آخر بعد الآن.

ردت جيني بقلق، وخوف من تحول سيدتها، والذي يبدو أنها ستنفجر الآن:
-حسنًا نور، سنفعل ما تريدين، فقط إهدأي.

انطلقت ايفرلين للخياطة تتبعها جيني التي كانت ترشدها للطريق، وهي قلقة من تغير سيدتها، وشخصيتها الجديدة والتي على النقيض مع القديمة.

وصلت ايفرلين لمكان الخياطة، وأخذت تنظر حولها؛ فالمكان مليء بالفساتين المعلقة، وأدوات زينة مرتبة بعناية، وسيدة في منتصف عمرها تجلس على كرسي وهي تمسك قطعة قماش تطرزها.

فقامت جيني بالحمحمة؛ لجلب إنتباه السيدة، والتي ما إن رفعت رأسها ورأت ايفرلين وجيني؛ حتى أنزلت رأسها بعدم إهتمام؛ وهذا ما جعل النار تتقد في عيون ايفرلين، وقالت هامسة بغضب:
-حسنًا، لقد أضُيف أول شخص للقائمة السوداء.

توترت جيني من حديث سيدتها، فقطعت الصمت قائلة بأدب:
-سيدة "ماني"، كيف حالك؟

لنتعرف على ماني(سيدة في الأربعينات من عمرها، الخياطة الملكية، ذات بشرة بيضاء، عيون عسلية، جسد ممتلئ، قصيرة القامة، متعجرفة، مغرورة، تحب نفسها بشدة، ولكن لديها قلب طيب).

ردت ماني بعجرفة وسخرية، ومازالت عيناها منشغلة بقطعة القماش التي تطرزها:
-كنت بخير لولا مقاطعتكم لي.

ارتبكت جيني من ردها، ونظرت إلى ايفرلين بتوتر؛ فوجه ايفرلين لا يبشر بالخير، فقالت بإعتذار:
-أوه، نعتذر يا سيدتي، ولكن الملكة نورسين أرادت زيارتكِ، وتريد توصيتكِ على بعض الفساتين، التي تريد منكِ تعديلها.

رفعت ماني عيناها عليهم، وأخذت تنظر لهم ببرود، وقالت بسخرية:
-أوه، هل جننتِ أنتِ وسيدتكِ! منذ متى يملك أحد الحق في التعديل على فساتيني، أو إنتقادها؟

كادت جيني أن تتحدث، لولا ايفرلين التي انفجرت في الكلام؛ فلقد إستفزتها هذه الساحرة بشدة، فقالت بغضب:
-ماذا؟ من التي جنت؟ ثانيًا أنا من قلت أن هذه الفساتين بحاجة إلى تعديل، هل لكِ رأي أخر أم ماذا؟

نظرت ماني لايفرلين ببرود، وقالت بإستخفاف:
-من أنتِ لكي يكون لكِ الحق في التدخل! أنا هنا من يصمم الملابس، وأنتم جميعًا عليكم أن ترتدوها بدون أدنى تعليق، فأنتم ليس لكم أي ذوق.

إشتعلت ايفرلين من الغضب؛ فهذه الساحرة تقلل منها وبشدة، فقالت بوقاحة:
-من التي ليس لها ذوق أيتها الساحرة؟ وكيف تتجرأي على محادثتي هكذا؟ أنا الملكة هنا.

نظرت لها ماني بإستهزاء وإزدراء، ولكن غضبت من نعتها بالساحرة، فوقفت من على كرسيها، وقالت بإستهزاء:
-هه، ملكة! منذ متى؟ وثانياً كيف تتجرأي على نعتي بالساحرة؟

تقدمت ايفرلين، ووقفت أمامها، وأخذت تنظر لها بإزدراء وغضب، وقالت بتهديد واستخفاف:
-أوه، يبدو أنه توجد حشرة تظن نفسها شيئًا لتُقل من الملكة!

ما إن أنهت حديثها، حتى وجدت ماني تنظر لها بعجرفة؛ فإلتفت لجيني، وقالت بخبث:
-جيني، ما هي عقوبة التطاول على الملكة، ووالدة ولي العهد أيضًا؟

أجابت جيني بإبتسامة:
-تُلقى في السجن إلى أن تتعفن، ومن الممكن قطع رأسها أيضًا.

مطت ايفرلين شفتيها، وقالت بتفكير مصطنع:
-أوه، إذن ماذا نفعل جيني؟ أي عقوبة أفضل برأيكِ؟ القتل أم السجن؟

قالت جيني بتفكير:
-لا أعلم، من الممكن أن يكون القتل أفضل؛ لما ستلاقيه من عذاب في السجن.

إلتفتت ايفرلين حول ماني، وقالت بشر:
-لا جيني، أعتقد أن السجن أفضل، لن أدعها تعاقب بعقاب صغير كالموت.

نظرت لهم ماني بإستخفاف، ولكن يشوبه القلق من نبرة ايفرلين الخبيثة، والتي تبدو واثقة، فقالت بإستخفاف تخفي به خوفها:
-هه! هذا ما كان ينقصني، أن يتم تهديدي بواسطة سيدة لا فائدة منها.

نظرت لها ايفرلين بشر، ثم قالت لجيني بأمر:
-إلى الخارج الآن! ولا تجعلِ أي شخص يدخل.

قالت جيني برفض:
-لا نور، ما الذي ستفعلينه؟

ايفرلين بخبث؛ دب الرعب في قلب جيني وماني أيضًا:
-لا تقلقي جيني، سنتناقش قليلًا، بشكل حضاري.

أنهت آخر كلاماتها ببرأة مصطنعة؛ عندما وجدت نظرات جيني غير المقتنعة، أرادت جيني الرفض، ولكن رأت نظرات ايفرلين التي لا تبشر بخير، فقررت النجاة بنفسها، وخرجت وأغلقت الباب ورائها.

كانت ماني تنظر لايفرلين بحذر؛ فقد سمعت أنها منذ إستيقاظها من غيبوبتها، تصرفاتها باتت غريبة، وأنها أيضًا فقدت ذاكرتها، فقالت بقلق لم تستطع إخفاءه:
-ما الذي تريدينه؟ ولما أمرتها بالخروج؟

نظرت لها ايفرلين بشر، وأخذت تقترب منها، خافت ماني وإبتعدت من طريقها، ولكن ايفرلين قد تخطتها، ذهبت إلى الطاولة المجاورة، وقامت بإلتقاط المقص.

رفعت المقص ناحية وجهها، وأخذت تفتحه وتغلقه ببطيء، وقالت بخبث:
-لا تقلقي، أنا فقط أريد إجراء بعض التعديلات، فذوق حضرتكِ لا يعجبني، أو بالأحرى أنتِ لا تعجبينني.

نظرت لها ماني برعب، وقالت بصراخ:
-هل جننتِ أم ماذا؟ أقسم إن إقتربتِ مني سوف أدمركِ.

إقتربت منها ايفرلين، متجاهلة حديثها وصراخها،
في الخارج، كانت جيني تقف، وتشعر بالرعب لسماعها صوت صراخ ماني.

والذي أخذ يعلو، مرة تطلب المساعدة، وأخرى تهدد، ولكن لم يكن يوجد أحد بالجوار لينجدها، فقالت بقلق ورعب:
-يا إلهي! ماذا يحدث هنا؟

بعد برهة إختفي صوت الصراخ، وعم الهدوء، ففتحت جيني الباب بهدوء، ولكن ما إن وقع بصرها على ما أمامها؛ فتحت عينيها على مصرعها؛ مما تراه أمامها فقالت بصدمة:
-يا إلهي! ما هذا؟ ما الذي فعلتيه نور؟

إستقامت ايفرلين، وأخذت تعدل ثيابها وشعرها، وقالت ببرود:
-ماذا؟ لم أفعل شيء، لقد كنت أتناقش معها فقط، بطريقة حضارية.

أنهت آخر كلماتها بإستهزاء، ملقية نظرة مشمئزة على ماني، فقد كانت ماني ملقاة على الأرض، وشعرها مقصوص إلى رقبتها بطريقة غير منتظمة تمامًا، فستانها مقصوص وممزق من كل الجهات وغير الكدمات التي تملىء وجهها ويديها.

ركضت جيني إلى ماني، أخذت تحاول فحص حالتها؛ لترى إن كانت حية أم ماذا، فعندما وجدتها تتنفس، وقفت وقالت بصدمة:
-كيف فعلتِ هذا بها نور! حمدًا لله أنها حية.

هزت ايفرلين كتفيها بعدم إهتمام، وأخذت تدور في الغرفة تتفحص التصاميم، والأقمشة، كسرت الصمت  شهقات ماني المتألمة والمتحسرة، والتي يبدو أنها أفاقت، فقالت ببرود:
-ما رأيكِ جيني؟ هل أعجبكِ ذوقي أم لا؟

كتمت جيني ضحكتها من شكل ماني، وأيضاً سخرية سيدتها وحديثها، وقد أعجبها الأمر نوعًا ما، فدائمًا ما كانت ماني تقل من مكانة سيدتها وتهينها، فقالت بضحك:
-جميل جدًا نور، لم أعرف أن ذوقكِ جميل هكذا.

نظرت ايفرلين لماني بإنتصار؛ كأنها تقول لها أرأيتِ، وقالت بتهديد وسخرية:
-إذًا، ما هو رأيكِ في ذوقي ماني!

إعتدلت ماني في جلستها بصعوبة، وقالت بخوف وسرعة:
-ذوقكِ جميل جدًا سيدتي.

أومأت ايفرلين بإعجاب، وقالت بإبتسامة:
-حسنًا، أصبحت تعجيبني الآن، إذا كنت أريد منكِ تصميم بعض الأشياء، ما هو رأيكِ؟

أردفت ماني بسرعة وخوف:
-أمركِ سيدتي، ما الذي تريدينه؟

ربتت ايفرلين على رأس ماني، وأحضرت جيني ورقة وقلم إلى ماني، أخذت ايفرلين تشرح وتصف ما تريد، وماني ترسم وتكتب وراءها، أنهت ايفرلين حديثها وإلتفتت إلى ماني قائلة بسعادة:
-إذا، هل فهمتي الآن؟

نظرت ماني بتوتر إلى التصاميم، وقالت بتردد:
-أجل، ولكن هذه الملابس لا تلائم مكانتكِ كملكة.

نظرت لها ايفرلين بغضب، مما جعل الأخرى ترتعب منها، فقالت بغضب:
-لا تتدخلِ فيما لا يعنيكِ، أفعلي ما أمرتكِ به فحسب.

أومأت ماني بخوف، فما رأته على يديها يثبت لها أنها مختلة عقلية، فقالت ايفرلين بسعادة:
-أريد هذه الملابس غدًا.

هزت ماني رأسها برفض، وقالت:
-لكن هذا مستحيل، لا يمكنني الإنتهاء من الملابس بهذه السرعة.

هزت ايفرلين يديها، وقالت بعدم إهتمام:
-لا يهمني، أنا لن أستطيع أن أرتدى هذه الفساتين مرة أخرى، إنها ضخمة وغير مريحة أيضًا، وفري وقتك ولا تتعالي على أحد مرة أخرى وستجدين وقت.

هزت ماني رأسها بقلة حيلة، وقالت بأمل:
-حسنًا، سأحاول.

أومات ايفرلين براحة، واتجهت للخارج تتبعها جيني، وما أن خرجت حتى أخذت ماني أنفاسها براحة؛ فوجود تلك المختلة من وجهة نظرها معها في نفس المكان لا يريحها إطلاقاً.

لقد تغيرت كثيرًا، فنورسين القديمة كانت محط للسخرية والإستهزاء من الجميع، حتى الخدم، فكثير من المرات قد أهانتها ماني، حتى أمام الخدم ألقت عليها الأوامر، ولكن لم ترد نورسين عليها قط أو تجادلها حتى.

أما الآن، فيبدو أن سقوطها على رأسها لم يفقدها ذاكرتها فحسب بل وشخصيتها أيضًا، فقالت بتوتر:
-يجب عليَّ أن انفذ لها ما تريد؛ فلا يمكنني إحتمال أن أضرب مرة أخرى، بعد هذا يجب أن أبتعد عنها تمامًا.

كانت ايفرلين تسير في القصر، وهي تدندن بأغنية، وتتمايل بفستانها، تتبعها جيني بإبتسامة، ما إن خرجت إلى الحديقة؛ حتى أخذت نفسها بعمق، وقالت براحة:
-ما هذا الجمال؟ سأتي إلى هنا كل يوم.

أخذت تتمشى بين الأزهار، وتشم رحيقها، ما إن أحست بالإرهاق؛ اتجهت إلى المقاعد وجلست عليها، وقفت جيني بجوارها، فقالت لها ايفرلين بتذمر:
-إجلسي جيني، لما أنتِ واقفة؟

جيني بنفي:
-لا يجب أن أجلس بجواركِ نور؛ هذا مخالف للقوانين.

وقفت ايفرلين، وجذبت نور لتجعلها تجلس مقابلها، وعادت إلى مقعدها، وقالت بتذمر:
-لقد قلت لكِ مئة مرة، أنتِ صديقتي، لا يوجد فرق بيننا.

أومأت جيني بإبتسامة، وداخلها مسرور جدًا؛ بسبب حب سيدتها لها.

جلسوا في صمت، إلى أن قطعت ايفرلين الصمت قائلة بجوع وتذمر:
-جيني، ألا يوجد إفطار أم ماذا؟

وقفت جيني بسرعة، وقالت بنفي:
-لا نور، يوجد إفطار أكيد، سأحضره حالًا، ولكنكِ كنت غير معتادة على الإفطار بعد استيقاظكِ من النوم.

مسدت ايفرلين بيديها على معدتها، وقالت بشراهة:
-الآن تغير كل شيء جيني، أهم شيء عندي هو الأكل؛ لذا إهتمِ بهذا الأمر رجاء.

أومأت جيني بصمت، وذهبت مسرعة، حسنًا لم يعد الأمر يفاجئها، تغيرات سيدتها منذ استيقاظها من غيبوبتها، وتصرفاتها هذه تعجبها الي حد ما، وتدعو أن تظل هكذا؛ لكي تدافع عن نفسها ضد أي شخص يحاول إزعاجها.

ذهبت لإحضار الفطور بينما جلست ايفرلين تستمتع برائحة الزهور الزكية، وصوت غناء العصافير من حولها.

فقالت بسعادة:
-أوه، يا لها من راحة، لا عمل، لا إرهاق، لا إزعاج من المدير، أو صاحب البيت، أو تلك العجوز، وأخيرًا سأعيش ملكة.

ظلت ايفرلين على وضعها، إلى أن قطع إستمتاعها  صوت شيء من خلفها؛ فإستدارت لترى ماذا يوجد، فقالت باندهاش.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي