الفصل الثالث

الفصل الثالث

نظرت لها جيني بإستغراب، وقالت بتساؤل:
-سيدتي، سيناريو ماذا؟ ثم أنتِ لا تتذكرين أي شيء أليس كذلك؟

نظرت لها ايفرلين بتوتر، وقالت بضحكة بسيطة:
-أوه، سيناريو أقصد الفيلم الذي تصورونه، ثم أنا لا يعجبني الحديث عن هذه الأدوار في الأفلام فحسب.

نظرت لها الأخرى بعدم فهم وقالت بإستفهام:
-سيدتي ما الذي يحدث معكِ، فيلم ماذا؟ وتصوير ماذا؟ إنني أتكلم عنكِ أنتِ وعن ماضيكِ.

نظرت لها ايفرلين بعدم تصديق، وضحكت بمزاح قائلة:
-أوه، لا تمزحي هكذا عزيزتي، ماضي ماذا؟ أنت تروي لي عن ملوك وأميرات وأنا صامتة، لقد كنت أحسبكِ تقولين لي دوري في أحد الأفلام، يبدو أنكِ مرهقة قليلًا، أو تريدين المزاح.

جيني بعدم فهم:
-ماذا؟ سيدتي مزاح ماذا؟ أنتِ سيدتي، وزوجة الملك، أنتِ قلتِ لي أن أخبركِ عن ماضيكِ.

تجهم وجه ايفرلين، وقالت بصراخ:
-ماذا؟ هل تقصدين أن كل ما كنتِ تروينه الآن هو حياتي أنا؟ يا إلهي، هل هذا مقلب من أحد، أين الطبيب الذي أجرى لي الجراحة؟

وقفت جيني منفزعة، وقالت بخوف:
-سيدتي إهدأي قليلًا، أنا لا أفهم ما الذي تتحدثين عنه!

وقفت ايفرلين من على الفراش، وأمسكت يد جيني وقامت بإخراجها إلى خارج الغرفة، وأقفلت الباب ورائها، وتجاهلت طرقات جيني، وتوجهت إلى المرآة، وقفت تتأمل ملامحها، وقالت بإندهاش:
-ما هذا؟ هل يعني أن هذه أنا الآن؟

توجهت للفراش وجلست عليه، ومازالت جيني تطرق الباب، وقالت بإندهاش:
-إذا أنا جئت إلى جسد هذه الفتاة، إذا ماذا عن جسدي الأصلي؟ وهل روح هذه الفتاة في جسدي؟ يجب أن أعرف كل شيء.

توجهت لباب الغرفة فتحته، أدخلت جيني وأقفلته، سحبت جيني وأجلستها على الفراش، وقالت بتساؤل:
-أين نحن؟ ومن أنا؟ وماذا يوجد هنا؟

جفلت جيني من أسئلتها، وقالت بتوتر:
-نحن في القصر، في مملكة الملك ديفيد، وأنتِ زوجة الملك.

ايفرلين بتحسر:
-مملكة، اللعنة عليَّ، هل أتخلص من مشكلة أقع في مجموعة منها، يا إلهي ساعدني.

التفت ايفرلين فوجدت جيني تنظر لها بغرابة، فإبتسمت بتوتر، وقالت في نفسها:
-إخرسي ايفرلين، لا يجب أن أكشف نفسي، لكن آه من لساني.

فنظرت لجيني بتوتر، وقالت ببسمة:
-أوه جيني، أعذريني أنا فقط متوترة فأنا لا أتذكر أي شيء، وكل شيء هنا جديد عليَّ، وأيضًا أنا أصبحت لا أعرفكم هنا، لذا أكملي.

بادلتها جيني بإبتسامة، وقالت بتفهم:
-أفهمكِ سيدتي، أه، لقد كنا نتحدث عن الحارس، من الجيد أنكِ نسيتيه.

نظرت لها ايفرلين بعدم فهم، وقالت بتساؤل:
-لماذا؟ هل فعل لكِ شيء؟

قالت جيني بنفي:
-لا، ولكن لقد كان يستغلكِ جدًا، لقد كنت دائمًا ما أحذركِ منه ولكنكِ كنت تغضبين مني.

رفعت ايفرلين يديها إلى خصلة من شعرها، قامت بلفها حول إصبعها وقالت بتهكم، وشرود:
-لقد كنت غبية جدًا بالتأكيد، كيف لي أن أصدق مثل هذه الأشياء التافهة، ولكن لا تقلقي لقد عدت وسوف يتغير كل شيء.

جيني بإستغراب:
-ماذا تقصدين سيدتي؟ كيف عدتِ؟ ألم تكوني موجودة؟

خرجت ايفرلين من شرودها وانتبهت إلى ما تفوهت به، وقالت بإنتباه:
-أوه، أقصد الغيبوبة، وأعني أصبحت لا أتذكر أي شيء؛ لذلك سيتغير كل شيء.

أومأت جيني بتفهم وقالت:
-حسنًا، لقد فهمتكِ، لنكمل،لقد قلت كل شيء ونسيت إسمكِ، يال غبائي

أنهت آخر كلماتها ضاحكة بخجل؛ مما جعل ايفرلين تبتسم لعفويتها، وقالت بضحك:
-لا يهم، لا تخجلي هكذا يا فتاة، لقد أصبحت حمراء بالكامل.

ابتسمت جيني وقالت بحب:
-كم تغيرتِ سيدتي؟ لقد كنتِ دائمًا حزينة، نادرًا ما تضحكين.

قالت ايفرلين في نفسها:
-أوه، يجب أن أتعود أولًا، قد لا يبدو الأمر سيء.

فقامت من على الفراش واتجهت إلى الشرفة، أخذت تتأمل السماء، وقالت بخبث:
-تعودي على هذا جيني، كل شيء سيتغير.

قامت جيني، اتجهت إلى ايفرلين، قالت براحة:
-أجل سيدتي، لا تعودي إلى ما كنتِ عليه.

أومأت ايفرلين، واتجهت إلى الداخل، جلست على الأريكة المقابلة للفراش، وأرخت جسدها عليها براحة؛ لنعومة ملمسها، أغمضت عينيها، وقالت باللغة
الفرنسية براحة:
-واوا، ما هذا؟ هذه هي فوائد الثراء.

نظرت جيني لها بإستغراب، فهي لم تفهم ما قالته ايفرلين؛ فقالت بتساؤل:
-ما الذي تقولينه سيدتي؟ أي لغة هذه؟

فتحت ايفرلين عيناها، وقالت بلامبالاة:
-الفرنسية، ثم ما بكِ مستغربة؟

نظرت لها جيني بصدمة، وقالت بعدم فهم:
-ماذا؟ منذ متى وأنتِ تعرفين الفرنسية؟ طوال حياتي معكِ ولم أعرف هذا.

نظرت لها ايفرلين بتوتر، وأخذت تفكر سريعًا، كيف تخرج نفسها من هذا المأزق، فقالت بتوتر:
-أوه، هذا، لا أعرف؟ من الممكن أن أكون قد تعلمتها من الكتب.

أومأت جيني بتفهم، فسيدتها كانت تقرأ الكتب كثيرًا، بالإضافة إلى أن سيدتها كانت غامضة نوعًا ما، فقالت بتفهم وحماس:
-أوه، حسنًا لقد فهمت، أيضًا هذا جيد سيدتي، كلما زادت معرفتكِ، كلما إحترمكِ الشعب أكثر.

قالت ايفرلين في نفسها:
-أوه، يبدو أنني وقعت في جسد ملكة قديمة حقًا.

فرفعت شفتها بتهكم، وعيناها تملؤها الخبث، وقالت بسخرية من عقل جيني البسيط:
-لا جيني، لن يحترمني أحد بمعرفتي، بل ذكائي فقط من سيجعل الكل يحترمني.

نظرت لها جيني بخوف، فنظرات سيدتها غريبة، ومخيفة:
-ماذا تقصدين سيدتي؟ لن تفعلين شيء سيء صحيح؟

نظرت لها ايفرلين وضحكت على ملامح جيني الخائفة، وقالت بضحك:
-إهدأي جيني، لم أقل شيء، فقط سأجعل لي مكانة هنا.

أنهت آخر كلامها ببراءة مصطنعة، خدعت بها جيني فعلًا، التي تنفست براحة، وقالت براحة:
-جيد سيدتي، لقد ظننت أنكِ ستؤذين أحد.

قالت ايفرلين لنفسها بخبث:
-لا بأس ببعض الشر قليلًا.

نظرت ايفرلين لجيني قليلًا، ثم نظرت لها بإبتسامة مرحة وقالت بتساؤل:
-إلى الآن لم تخبريني بإسمي، ولم تكملي ما حدث مع أمي.

هزت جيني رأسها وقالت بضحك:
-أعذريني سيدتي، حسنًا، أنتِ الأميرة نورسين أميرة  ممكلة الشمال، حسنًا، ولحبكِ لذلك الحارس؛ أردتِ الهرب عندما علمتِ بأن الملك تخلي عنكِ، وأهداكِ كهدية.

قالت ايفرلين بتفاجئ:
-ماذا! هل حاولت الهرب فعلًا؟ هل كنت غبية أم ماذا؟ من يترك حياة كهذه ويهرب؟

جيني بحزن:
-أجل سيدتي، لقد حاولتِ الهرب فعلًا؛ بسبب الملك،
كنتِ دائمًا ما تبكين بسبب تخلي والدكِ عنكِ؛ لقد ظننتِ أنه يحبكِ، حتى عندما أخبرتكِ أنه لا يحبكِ؛ غضبتي مني.

قامت ايفرلين، واتجهت ناحية جيني، وربتت على كتفها، وقالت بغضب:
-لا تحزني جيني، لقد كنت غبية؛ لذلك لم أسمع كلامكِ.

ابتسمت جيني بفرح؛ فهذه أول مرة تتعامل معها سيدتها هكذا، فهي كانت تضع الحدود بينهم، فقالت بفرح:
-شكرًا سيدتي، هذه أول مرة تتعاملين معي هكذا، لم تهتمي لي من قبل.

ابتسمت ايفرلين بهدوء، وقالت لنفسها بغضب:
-ما هذا! تلك اللعينة، كيف تعامل صديقة طفولتها هكذا!

فإبتسمت وقالت:
-جيني، تعودي على هذا، أنتِ صديقة طفولتي، كيف لا أحزن لحزنكِ!

ابتسمت جيني بفرح، وعيناها يملؤها الفرح، أزالت ايفرلين دموعها بخفة، وضحكت لرقة جيني؛ التي ابتسمت بخجل،وقالت:
-شكرًا لكِ، حسنًا لنكمل قبل أن يخبركِ والدكِ أنه أهداكِ، قام بإصدار أمر رجوعكِ للقصر الملكي.

لقد كنتِ سعيدة جدًا؛ ظننتِ أنه أخيرًا والدكِ أصبح يحبكِ، لكنني كنت متوترة من أمر الملك الغريب.

ايفرلين بغضب:
-أكيد لعب بعواطفي؛ لكي يرجعني للقصر، يا له من محتال! هذه الأحداث مريبة للغاية، كيف لا تكتشفوا هذا.

جيني بقلق:
-سيدتي! لا يجب عليكِ قول هذا.

نظرت لها ايفرلين بغضب، وقالت بسخط:
-جيني، لقد كذب علىَّ ذلك الرجل، وأنتِ لا تريدين مني سبه.

جيني بتوتر من غضب سيدتها:
-سيدتي،لا يجب عليكِ سب الأكبر منكِ، لكن أرجوكِ لا تغضبي، حسنًا.

زفرت ايفرلين بسخط، ورجعت للفراش، وأشارت لجيني بأن تكمل حديثها، فقالت جيني بتوتر:
-رجعنا إلى القصر الملكي، لقد إستقبلنا الملك برحابة، وأنتِ كنتِ سعيدة لهذا، حتى الملكة وأخواتكِ إستقبلاكِ بسرور.

مرت عدة أيام، والأمور كانت بخير، لقد جهزت الملكة جناح كبير لكِ، وأصبحت تجلسين معهم في الوجبات، لقد كنتِ سعيدة جدًا، إلى أن أخبركِ الملك بأنه أهداكِ.

عودة إلى الماضي

في مملكة الشمال، في قاعة القصر كانوا مجتمعين على العشاء، فقال الملك، والذي كان يجلس على كرسيه الملكي، موجهًا عيناه الزرقاء لتلك القابعة أمامه  قائلًا بتكبر وسخرية مبطنة:
-ما رأيكِ بالقصر نورسين!

ردت تلك السيدة ذات الشعر الأبيض، والملابس الفخمة، بتكبر:
-بالتأكيد يعجبها، هي لم ترَ مثل هذا القصر من قبل، لقد تعودت على الحقول، وذلك القصر البالي، لا أقصد شيء سيء نورسين.

ضحك الجميع، فبالنسبة لهم هذا شيء مضحك؛ مما جعل نورسين تبتسم بتكلف وحرج، وهزت رأسها بحزن، وأعادت رأسها إلى طبقها.

قام الملك من على الطاولة، وقال بأمر:
-نورسن، أريدكِ في مكتبي الآن.

وغادر تاركًا إياها في حيرتها، فقامت وذهبت ورائه إلى مكتبه، والذي تبعتها الملكة إليه، فجلست نورسين مقابل والدها، والملكة على الأريكة المجاورة.

قال الملك بهدوء:
- تعلمين الملك ديفيد أليس كذلك؟

هزت نورسين رأسها فمن لا يعرف الطاغية، فقال الملك بلامبالة وبرود:
-جيد، لقد أهديتكِ له.

قالها بكل برود، كأنه لم يلق قنبلة لتوه، شعرت نورسين برجفة، وقالت بذهول:
-ماذا! أهديتني! ولمن، للطاغية! أنت تمزح بالتأكيد!

قالت الملكة ببرود:
-لا، لا يمزح لقد تم إهدائكِ وإنتهي الأمر.

وقفت نورسين بغضب وقالت بحدة:
-لا، أنتم تمزحون بالفعل، أنا لن أذهب إلى أي مكان، أرسلي إبنتكِ.

وقف الملك بغضب وإتجه إلى نورسين وقام بصفعها؛ مما أدى إلى سقوطها أرضًا، وجانب فمها ينزف دمًا، وقال بغضب:
-قليلة الأدب، ستذهبين شئتِ أم أبيتِ.

وغادر مع الملكة التي ابتسمت بتشفي، تاركًا إياها ملقاة أرضًا تبكي بشدة.

عودة إلى الحاضر

كانت جيني تحكي بتأثر، والدموع تجد مجراها على خدها، وقالت بحزن:
-لقد رفضتِ وبشدة، توسلتِ للملك لكي يرفض، ولكن
بسبب تحريض الملكة، لم يوافق.

وقتها لأول مرة أراكِ تبكين هكذا، لكن لم يفلح شيء، لقد تم إجباركِ على الذهاب، عند وصولكِ للقصر، تمت إهانتكِ كثيرًا، لكنكِ كنت حزينة جدًا، ولم يفرق لكِ الأمر.

تعرضتِ للتنمر كثيرًا، كنتِ الأجمل والأفضل، لكن لم يفرق شيء، كنت مجرد خادمة للجميع؛ وبسبب عدم ردكِ على إهانتهم؛ زادوا الأمر.

حتى مع أنكِ أعلى شأنًا من جميع الجواري، فمعظمهم لم يكونوا من مملكة كبيرة كخاصتكِ، وحتى عندما تم زواجكِ من الملك، لم يختلف الأمر كثيرًا لهم.

عند حملكِ بالأمير لم تعلمي بالأمر إلا متأخرًا، لقد كنتِ تريدين الإجهاض، ولكن منعتكِ من هذا بصعوبة،
بعد ولادتكِ الأمير، وبكونه ولي العهد، ولكن مع ذلك لم تختلف مكانتكِ، كنتِ دائمًا حزينة بسبب ابتعادكِ عن حبيبكِ.

كنتِ تحبين الأمير الصغير، ومع ذلك كنت تخفين ذلك وتعاملينه بقسوة، ولكن كنت أعرف أن هذا تمثيل، لقد عشت معكِ منذ الصغر، وأعرف خباياكِ جيدًا، ومشاعركِ أيضًا، لم يكن من الصعب فهمكِ.

صمتت جيني قليلًا، رأت ايفرلين تنصت لها بهدوء، فأكملت بأسي، وحزن:
-كنت دائمًا ما أراكِ وأنتِ تبكين بعد معاملة الأمير مارك بجفاء، بعد توبيخكِ له، بعد الغضب منه، كنت أراكِ تنظرين له بحب في الخفاء، تراقبينه دائمًا، لكن لم تقتربِ منه يومًا.

قاطعتها ايفرلين قائلة بفضول:
-ولماذا كنت أفعل ذلك؟

تنهدت جيني بحيرة، وقالت بجهل:
-لا أعلم، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لم أستطع
معرفته عنكِ.

حسنًا لنكمل كما كنا نقول:
-لقد قضيتِ سنوات في القصر وأنتِ ساخطة، أما الملك لنقل أنه أعُجب بجمالكِ فقط، قضيتِ الليلة عنده وبعدها لم يقترب منكِ مرة أخرى.

وبعد فترة ظهرت عليك أعراض الحمل، وقتها بموجب القوانين، تم زواجكِ من الملك؛ لكي يولد الأمير كولي عهد شرعي، وتمت مراسم الزفاف وتم
تنصيبكِ كملكة.

ايفرلين بهدوء، وتأثر:
-كيف هو شكله؟

كانت ايفرلين حزينة من أجل مارك بشدة؛ لأنها ترى به نفسها.

قالت جيني بسعادة:
-الأمير مارك ملامحه مشابهة للملك جدًا، ولكن تصرفاته لطيفة، دائمًا ما كان يقترب منكِ حتى مع صدكِ له، دائمًا ما أحبكِ.

ولكن منذ سنة، قد زادت تصرفاتكِ القاسية معه؛ لذلك أصبح يبتعد عنكِ ولكن مع ذلك يأتي ويسألني عنكِ.

قاطعتها ايفرلين بتأثر وبكاء؛ فحالة مارك  ذكرتها بحياتها وطفولتها، فقالت ببكاء وكأنها تسمع قصة:
-انتظري، هل يوجد بوب كورن؟ أو كولا؟ إنني بدأت أتأثر.

نظرت لها جيني بجهل وقالت بعدم فهم:
-ماذا؟ بوب ماذا؟ وما هي الكولي؟

تنهدت ايفرلين، وقالت بسخط؛ لعدم وجود شيء يسليها:
-لا عليكِ، أكملي الحكاية.

تنهدت جيني؛ فتصرفات سيدتها غريبة:
-حكاية ماذا؟ إنها ذكرياتكِ سيدتي.

أخذت ايفرلين تمسح دموعها، وقالت بحزن:
-أوه، لقد تأثرت ونسيت، أكملي.

جيني بهدوء:
-حسنًا، منذ شهر، لقد قلتِ أنكِ تريدين أن أترككِ بمفردكِ وأذهب، كان هذا على غير عادتكِ، ولكن تركتكِ على راحتكِ وذهبت.

بعد ساعة، كنت جالسة مع الجواري، فجأة سمعنا صوت صراخكِ، والحراس يركضون وراء أحد، ذهبت للبحث عنكِ، وجدتكِ ملقاة من على الدرج ورأسكِ ينزف.

صرخت بشدة، وتجمع الخدم، والحرس على صراخي، حملناكِ إلى غرفتكِ، والتي كانت في حالة مزرية، كل شيء تم تكسيره، بعد فحص الطبيب لكِ قال أنكِ بخير، ولكن الضربة مازالت مؤثرة على رأسكِ؛ مما جعلكِ لا تستيقظي.

طالت مدة نومكِ، حتى وصلت لشهر، وها أنتِ قد
استيقظتِ، ولكن لا تذكرين شيء.

قالت ايفرلين بتعجب:
-ألم تعرفوا من هرب؟ ولماذا كانت الغرفة مدمرة؟

جيني بنفي:
-لا سيدتي، لم يستطع الحراس القبض عليه، والوحيد الذي رأه هو أنتِ.

هزت ايفرلين رأسها بهدوء، وقالت بتعب:
-حسنًا، يمكنكِ الذهاب الآن جيني، سوف أنام قليلًا؛ لأني متعبة.

قامت جيني، والقت الغطاء على ايفرلين وقالت:
-حسنًا سيدتي، هل تريدين مني شيء قبل أن أذهب.

قالت ايفرلين بانزعاج:
-أجل، لا تناديني سيدتي، ناديني ايفر، أقصد نور.

قالت جيني برفض:
-لا يمكن ذلك سيدتي.

-لماذا؟ أنه أمر بسيط، ونحن نعتبر أصدقاء، أليس كذلك؟

ابتسمت جيني، وقالت بسعادة:
-نعم، نحن صديقتين، حسنًا، سأذهب الآن.

اتجهت جيني للباب وخرجت، بمجرد خروجها قالت ايفرلين بتنهد:
-حسنًا، لنرتب أفكارنا.

إعتدلت على الفراش، وأخذت تجمع أفكارها قائلة:
-حسنًا، لقد نقلت لعالم آخر، بالأحرى إلى مملكة
وملكها طاغية، والملكة والتي أنا دخلت جسدها غبية وأنانية، أه ولدي طفل أيضًا! وأخيرًا لقد تم محاولة قتلي من قِبل شخص مجهول.

أوه، يال حظي البائس، لما كل هذا يحدث معي، من الممكن أن يكون المدعو بزوجي هو من فعل هذا، لا أستغرب أي شيء هنا، بالأخص بعد هذه الأحداث المروعة.

أخذت ايفرلين تحدث نفسها، وتلعن وتسب وفجأة توقفت، وقالت بغباء، أو بالنسبة لها هذا ذكاء:
-مهلًا، هكذا لا يوجد مستر سلطع، ولا دفع إيجار، ولا زبائن لعينين ليتأمروا عليَّ.

سأكل الطعام مجانًا، لدي غرفة ضعف شقتي مجانًا، أوه، هل وأخيرًا إبتسم لي الحظ اللعين؟

حسنًا ماذا نتوقع من ايفرلين، هذا هو أقصى طموحاتها، استلقت ايفرلين على الفراش، وأخذت تمد يديها براحة وفرح، والنجوم تتلألأ في عينيها، ثم غفت وهي تفكر في مستقبلها.

إنقضى الليل، وجاء النهار، استيقظت ايفرلين على صوت طرق الباب، ونداء جيني من خلفه:
-سيدتي، هل مازلتِ نائمة؟ سيدتي؟

صاحت ايفرلين بإنزعاج، وغضب، وهي تتقدم لفتح الباب؛ بسبب إيفاقها من أحلامها الجميلة، والتي بالصدفة هي قصر من الشيكولاتة، ونافورات من الشيكولاته أيضًا.

دخلت جيني الغرفة وعلى وجهها ابتسامة بشوشة، ولكن أجفلها صياح ايفرلين المتذمر:
-ماذا! ألا يمكنني النوم؟ لا هنا ولا هناك، كنت على وشك تناول وحيد القرن بالشكولاته.

جيني بقلق:
-أوه، سيدتي أنا أعتذر، ولكن قلقت عليكِ عندما تأخرتِ في الرد، فليس من عادتكِ النوم العميق، فلقد كنتِ تستيقظين على أقل صوت.

ردت ايفرلين بإنزعاج؛ فلقد خافت من تعليق جيني ومقارنتها الدائمة لتصرفاتها ومن تدقيقها؛ أن تكتشف الحقيقة، وأنها ليست سيدتها الحقيقية:
-جيني، لقد قلت لكِ، أنا لا أتذكر أي شيء، فلا داعي لتذكيزي دائمًا بما كنت عليه.

أنا الآن شخص جديد، ولن أعش نفس تصرفاتي القديمة؛ لذا تأقلمي مع تصرفاتي الجديدة، حسنًا؟

جيني بتوتر:
-حسنًا سيدتي.

ايفرلين بإنزعاج:
-نور، حسنًا، لا تناديني بسيدتي.

جيني بإبتسامة:
-حسنًا نور

تمشت ايفرلين إلى الفراش، وألقت جسدها عليه وتكلمت بنعاس:
-حسنًا، ماذا تريدين الآن؟ ولماذا جعلتيني أستيقظ وأترك أحلامي الجميلة؟

-نور، عليكِ التجهز وتناول الإفطار، وبعدها يمكنكِ الذهاب للحديقة أو المكتبة.

رددت ايفرلين بتململ:
-أمم، حسنًا، لنتجهز أولًا.

-حسنًا، سأجهز لكِ الحمام.

أومأت ايفرلين برأسها، وانتظرت جيني، وما إن أكملت، حتى ذهبت ايفرلين إلى الحمام، والذي ما أن رأته؛ أبقت فمها مفتوحًا ببلاهة.

فقد كان ذو ذوقً فخم، البانيو على شكل دائري من الرخام الأبيض، مجموعة من الورود الحمراء به، والعطور أيضًا على جانب منه، ومرآة ضخمة بالجانب الآخر من الحمام، فقالت بذهول:
-واو!

-هيا سيدتي لأساعدكِ.

-هل تمزحين معي!

-لا نور، هيا هذا عملي.

-بالتأكيد تمزحين، هيا جيني أخرجي، وأتركيني بمفردي، لا يمكنني الإستحمام وانتِ موجودة.

حاولت جيني الرفض، ولكن لم تقدر؛ بسبب ايفرلين التي جذبتها للخارج، وأغلقت الباب.

أخدت ايفرلين تحدث نفسها وقالت بضحك:
-تمزح بالتأكيد، أتريدني أن أستحم وهي واقفة!

قامت ايفرلين بنزع ثيابها، والدخول داخل البانيو وقالت بإسترخاء:
-واو، ما هذه الروعة، أكانت نورسين غبية حقًا لتتخلي عن هذه الرفاهية وتحاول الهرب!

بعد الانتهاء من الإستحمام، والذي كان لمدة ساعتين؛ لغناء ايفرلين المتواصل، والتي لم تفهم منه جيني شيء، والتي كانت تنتظر ايفرلين في الغرفة وتحضر لها ثيابها، فقالت بقلق؛ لتأخر سيدتها:
-نور هل أنتِ بخير؟ لقد تأخرتِ كثيرًا.

ردت ايفرلين من الداخل بصياح:
-أنا خارجة جيني، لا تقلقِ.

خرجت ايفرلين أخيرًا، وهي ترتدي ثوب أبيض من الحرير الفخم، وشعرها المبتل؛ يتأرجح خلفها، وقالت بتساؤل:
-هل حضرتِ ملابسي؟

-أجل نور.

وقامت بحمل الفستان الذي جهزته لها، والذي كان ذو لون بنفسجي مع نقوشات ملكية فخمة، ما إن رأت ايفرلين الفستان حتى نظرت له بخيبة أمل.

فهي في حياتها الحقيقية لم ترتدي الفساتين أبدًا؛ بسبب أسعارها الباهظة، بالإضافة إلى أن ذوق ايفرلين كان شبابي بعض الشيء؛ وذلك لأنها لم تكن تمتلك أصدقاء، فقالت بخيبة أمل:
-فستان، ألا يوجد شيء آخر؟ بنطال مثلًا؟

ردت جيني بشهقة:
-بنطال! ماذا تقولين نور؟ إن البنطال رجالي، لا يناسب السيدات.

نظرت ايفرلين لجيني لبرهة ثم قالت:
-هل يوجد خياط هنا؟

جيني بعدم فهم:
-أجل، ولكن لماذا؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي