بارت ٢

حب من الخيال.

ماري تعتدل في جلستها لتكون مقابلة لهيلين على نفس الأريكة، تمسك بيدها:
-عزيزتي لقد كنتي متعبة في آخر فترة وكنت تتخيلين أشياء غريبة، كنت تقولين أن نيل يحاول التقرب منك ويعاملك بشكل سيئ، لهذا تشاجرنا معاً.

وقفت هيلين مصدومة مندهشة تذهب يميناً ويساراً تحاول جاهدة فهم مايحدث، هل كان هذا حقاً تخيلاً أم انها الحقيقه ألتي حدثت تتسائل:
-ماما ألم تتعرضِي لحادث في هذا اليوم؟

ماري تجيبها:
-لا يا عزيزتي أنتي من تعرضتي لهذا الحادث وقام هذا الشاب بمساعدتك.

تمسك هيلين برأسها من شدة القلق والتوتر والفزع، لا تصدق ما تمر به، تدور برأسها الف فكرة وفكرة هل هذا الواقع الذي تعيشه أم أنه كابوس أيضاً:

-ماما يكاد رأسي ينفجر من التفكير أنا لا أذكر ماحدث بالتفصيل ولكني لا أفهم ما يحدث ايضاً، هل تعني أن موتك ومعاملة السيد نيل لي بهذه الطريقة والقتل، كل ذلك كان كابوساً؟

ماري بهدوء تام:
-أجل يا عزيزتي لقد كان كابوساً، والآن لا تفكري في شيء من هذا وتناولي طعامك لقد حضرت لكِ الطعام المفضل لديكِ، ومن ثم استريحي في غرفتك، سأخلد للنوم عمت مساءاً.

ماري تقبلها من جبينها وتبتسم لها، تجيبها هيلين:
-عمتِ مساءاً.

تجلس هيلين على الأريكة لبعض الوقت تفكر فيما حدث وما سيحدث بعد ذلك، تدور في رأسها الافكار عن ذلك الشاب الذي أنقذ حياتها:

-يا إلهي ما هذا الذي يحدث لي أشعر وكأني في دوامة كبيرة ولا استطيع الخروج منها، لا باس هيلين اهدئي تنفسي و استرخي سيبقا كل شيء على ما يرام، والآن تناولي طعاماً شهرياً واستمتعي بوقتك هيا.

قامت هيلين وتناولت طعامها وجلست لمشاهدة فيلم أمام التلفاز، وبعد ذلك خلدت إلى النوم.
صوت ينادي في الثامنة صباحاً:
-هيلين يا عزيزتي هيا الفطور جاهز لقد تاخرتي على دوامك.

ترفع هيلين رأسها وهي على فراشها:
-حسناً يا ماما أنا قادمة.

قامت هيلين وأخذت منشفتها ودخلت الحمام، غسلت اسنانها وارتدت ملابسها ونزلت إلى الطابق السفلي، كانت ماري تجلس على طاولة الطعام هي ونيل.

هيلين تقبل عليهم وتقبل والدتها:
-صباح الخير يا ماما.
-صباح الخير يا صغيرتي، نمتِ جيداً؟
-أجل كأنني لم أنم منذ سنين.
-صباح الخير سيد نيل.
-صباح الخير يا هيلين تبدين أفضل بكثير اليوم.
-نعم وأنا أشعر بذلك ايضاً.

تناولت هيلين فطورها وذهبت إلى العمل، وهي في طريقها تمشي على الرصيف تذكرت أنها نسيت علبة السكاكر المفضلة لديها، تفقدت حقيبتها حتى تجدها ظلت تبحث عنها داخل الحقيبة وفجأة ارططمت بشاب وسقطت حقيبتها على الأرض.

تحدثت هيلين إليه بغضب:
-يا إلهي ألا ترى أمامك؟ لقد سقطت كل اشيائي.
مارك وهو ينزل ارضاً يلملم اشياء هيلين مبتسماً:
-أعتذر لم اكن اقصد ذلك، تفضلي حقيبتك أنتي بخير أليس كذلك؟

شعرت هيلين بالاحراج من طريقة حديثه المهذبة و الطريقة التي تحدثت بها إليه بخجل قائلة:
-أنا من عليها الاعتذار لم أكن انتبه للطريق، آسفه.
-لا عليكِ لا بأس، هل أوصلكِ إلى مكان ما؟ معي سيارتي إن اردتي ذلك؟
-شكراً لك لقد اقتربت كثيراً من مكان عملي.

مد الشاب يده إليها مسلماً:
-مرحباً ادعى مارك سررت بلقائك يا.

تمد يدها إليه مسلمة:
-مرحباً ادعى هيلين، وأنا ايضاً سررت بلقائك.
-في أي اتجاه تذهبين هيلين؟ أنا ذاهب يساراً.
-حقاً؟! أنا ايضاً ساذهب يساراً، يمكنك مرافقتي إن أردت ذلك.

-يسعدني ذلك شكراً لكُ، حسناً أين تعملين اذاً؟
-أعمل في مقهى قريب، وأنت هل تعمل؟
-أنا لديّ عملي الخاص بي، شركة بيع اللحوم المعلبة.

-حقاً! لا تبدو فتى مدللاً مثل باقي الأغنياء.

ضحك مارك بصوت مرتفع:
-أنتي حقاً فتاة لطيفة، وهل كل الفتيان الاغنياء مدللين؟ لقد ورثت هذا العمل عن والدي فهو مسؤوليتي هو واختي الصغيرة.

-حسناً لديك اخت اصغر منك سناً، كم كنت أتمنى أن يكون لدي أخ او أخت، لكن لم تمنح الحياة أمي سواي، لقد وصلت إلى عملي يمكنك أن تحضرها لتناول القهوة هنا في وقت لاحق.
-سأفعل بالتأكيد شكراً لك سررت بلقائك هيلين اراكِ لاحقاً.
-سررت بلقائك ايضاً وداعاً.

دخلت هيلين المقهى وهي سعيدة، القت السلام على زملائها، قبّلت صديقتها المقربة"جيسيكا" ودخلت تبدل ملابسها وترتدي ملابس العمل، لحقتها جيسيكا تتحدث باستغراب متسائلة عن مدى سعادتها:

-تبدين سعيدة اليوم ماذا هناك؟

هيلين وهي تربط حزام زيها على خصرها تبتسم:
-لقد قابلت شاباً وسيماً جداً يا جيسي، يا إلهي عيناه جميلتان وكأنها كالزجاج بها شيء غريب جذبني إليها.

جيسيكا باستهزاء وسخرية تمزح مع صديقتها:
-أيتها الاميرة واخيراً دخلتي القفص، حب من النظرة الأولى لا اصدق ساوثق تلك اللحظات بهاتفي، دعيني التقط لك بعض الصور لتريّ وجهك.
-أيتها الحمقاء اصمتي لقد كانت صدفة لا أظن أنني سأراه مرة أخرى، هيا لنخرج إلى العمل.

قضت هيلين يومها في العمل وعادت إلى منزلها، بعد عدة أيام التقت ب مارك مرة أخرى في المقهى الذي تعمل به، كان يجلس على إحدى الطاولات مع عميل لديه في الشركة يناقشون بعض تفاصيل العمل، أمامهم مجموعة من الاوراق.

دخلت هيلين متجهه إلى البار، امسكتها جيسيكا بحماس وابتسامة عريضة مقتربة منها تهمس في اذنها:

-تعاليّ تعاليّ إنه هنا أليس هو ذلك الشاب هناك الذي يجلس على طاولة رقم ثمانية؟
هيلين بتوتر و ارتباك تجيبها:
-أجل إنه هو، لكن كيف عرفتي ذلك؟
-أيتها الأميرة إنه لم يمل من السؤال عنكِ لقد سألني عنك عدة مرات.
-حقاً جيسي يا إلهي أنا متوترة جداً سأذهب لابدل ملابسي.
-انتظري انتظري إنه قادم إلى هنا.
-يا إلهي لن التفت إلى الوراء أنا ذاهبة.

تقدمت هيلين خطوتان إلى الأمام وينادي عليها مارك من الخلف:
-هيلين؟ مرحباً لقد أتيتِ اخيراً.
نظرت إليه بابتسامة واستغراب كأنها لم تراه أو تعلم بوجوده:
-أنت هنا! مرحباً بك سيد مارك كيف حالك؟
-سيد مارك؟! لم تنادينني هكذا؟ فقط مارك.
-عفواً مارك إنه مكان عملي غير مسموح لي بذلك هنا.

جيسيكا تنبهها بضربة خفيفة على كتفها بأن مدير المقهى قادم تحدثت بتوتر:
-أيتها الأميرة سنطرد اليوم المدير قادم.
وقف المدير السيد مارتن بجوار مارك وأمام هيلين وتقف جيسيكا من داخل البار، تحدث إلى هيلين بنبرة خشنة وواضحة:

-ماذا تفعلين هنا هيلين مازلتي بملابسكِ لقد تخطت الساعة الثامنة وأنتي مازلتِ تقفين هنا، هيا إلى العمل واعلمي أنكِ لن تحصلي على استراحة غداء اليوم.

التفت إليه ونظر إليه نظرة مريبة وتحولت عيناها بطريقة غريبة، ارتعب منه السيد مارتن عندما رمقه بتلك النظرات، تحدث إليه مارك قائلاً:
-ألا ترى أنها تقف معي؟ هلا تحدثت إليها بطريقة الطف؟ إنها تخصني ايها السيد البدين، ألا تعلم من أكون؟!

اقترب منه مارك وهمس في أذنه اليسرى قائلاً بصوت هادئ به بحيح:
-أنا مارك كولن سمعت عني أليس كذلك؟
أومأ السيد مارتن برأسه وهو في حالة توتر وخوف:
-أجل أجل سمعت سيدي.
-إن تجرأت على ازعاجها مرة أخرى سأغلق لك هذا المقهى فهمت؟

يومئ برأسه مرة أخرى مبتسماً بإجبار:
-فهمت ذلك سيدي تفضل المكان كله لك، هيلين بإمكانك أخذ اليوم إجازة إن اردتي، استمتعوا بوقتكم.

التفت إليها مارك هلا انتظرتني بضع دقائق؟ سانهي اجتماعي وأعود، لا تبدلي ملابسكِ رجاءاً.
ابتسمت هيلين ابتسامة خفيفة وهي تطير فرحاً من داخلها، وتمسك جيسيكا بملابسها من الخلف تشدها وهي تبتسم، تدفعها هيلين بمزح وتقول:

-حسناً اهدئي ماذا تفعلين؟
-أيتها الأميرة إنه أول موعد لك يا إلهي لا اصدق أنكِ فعلتها.
-أيتها الحمقاء اصمتي سيسمع حديثنا، يا الهي لا اصدق اني فعلتها حقاً، ساذهب اراكي لاحقاً وداعاً.

خرجت هيلين ومارك معاً ونادت عليها جيسيكا وهي عند باب الخروج:

-أيتها الأميرة استمتعي، سآتي اليكِ مساءاً.

أشارت إليها هيلين تودعها وخرجت مع مارك لتناول الفطور، ركبت سيارته وابتعد بها من المنطقة إلى طريق طويل، تتسائل هيلين في صمت:

-ماذا فعلت أنا؟ هل ما فعلته كان صحيحا ً؟ لقد قبلت دعوة رجل غريب وأنا معه الآن ولا أعلم إلى أين يأخذني، يا إلهي كم أنا بلهاء حقاً، ماذا افعل الآن؟

نظر إليها مارك وهو يقود سيارته:
-ماذا هناك هل أنتي بخير؟ لما تصمتين هكذا؟

ابتسمت هيلين ابتسامة خفيفة:
-لا شيء فقط لم يسبق لي الخروج مع غرباء من قبل، أعتذر لصراحتي لكني لا أجيد الكذب.

ابتسم مارك ابتسامة عريضة وأوقف سيارته جانباً على الطريق:
انا لا اجبرك يا هيلين ولا أريدك أن تكوني محرجة إن كنتِ لا تريدين ذلك قولي فقط و سأوصلك إلى حيث ما تريدين، لكني حقاً اريد التعرف عليكِ اكثر واريد التقرب منكِ اكثر.

ابتسمت هيلين بارتياح وخجل:
-حسناً وأنا سعيدة ايضاً بمعرفتك، إلى اين سنذهب اذاً؟
-سنذهب إلى منزلي اريدكِ أن تتعرفي على شقيقتي كارلا، هل تمانعين ذلك؟

انتاب هيلين القلق للحظات دارت أفكار سيئة في رأسها، لكن أعطت نفسها الشجاعة وقالت في داخلها:
-أنا فتاة قوية واستطيع حماية نفسي ليس هناك مايخيفني في ذلك حسناً سأذهب.

نظرت إليه بابتسامة لطيفة:
-حسناً لنذهب إذاً.
قاد مارك السيارة إلى منزله، ترجلا ودخلا المنزل ينادي مارك على شقيقته كارلا، تقف هيلين في منتصف غرفة الاستقبال تتأمل جمال القصر من الداخل، واشكال غريبة مرسومة على الجدران لروح شريرة وامرأة تمسك سكيناً مغروزة في قلب شخص ما، واشكال غريبة مخيفة ومختلفة، أثناء تأملها يربت جاك على كتفها من الخلف تلتفت إليه يفزع قائلة:


-ما هذه الاشكال الغريبة لما كل هذه الرسومات المخيفة؟ بالرغم من جمال الالوان في القصر إلا أنها حقاً مخيفة.

-حقاً هل اخافتك تلك الأشكال؟ أنها تعد لوحات فنية لاحد الفنانين التشكيليين كان صديقاً لأبي هو من قام برسم كل هذه الرسومات.


-لكن لما القتل وهذه الأشكال المريبة؟
-انها ليست مجرد أشكال ورسومات إنها قصة حقيقية لأحد الملوك الذي مات مقتولا على يد حبيبته، هذه الروح الشريرة هي روحه التي عادت للحياة مرة أخرى للانتقام من خلال دماء مجهولة لشخص شرير مات مقتولاً ايضاً على يد حبيبته، هكذا هي القصة.


هيلين بقلق وتوتر ينتابها شعور من الخوف:
-يا إلهي لما كل هذه المشاعر السلبية إنها حقاً تخيفني أنا لا أحب هذه القصص، ولكن هل يعقل أن تكون هذه القصة حقيقية؟ لا أعتقد ذلك، فنحن نرى هذه الأشياء في افلام الرعب فقط.


ضحك جاك وهو ينظر إليها قائلاً:
-حسناً هذا ما سمعته لكن لما الاميرة تبدو خائفة الى هذا الحد إنها مجرد اسطورة، لا تقلقي لن تسعى روحه الشريرة ورائكِ.

تضحك هيلين بسخرية قائلة:
-حقاً ألا تعلم أنك لا تجيد المزاح؟
-حسناً تعاليّ معي لتتعرفي على شقيقتي.
-حسناً اين هي؟
فتح باب إحدى الغرف على يمينها وخرجت منه شقيقته تجلس على كرسي متحرك، تبتسم وتقبل على هيلين بسرعة وحماس عندما رأتها:

-أنتي هي هيلين؟ اشتقت للتعرف عليكِ من حديث اخي عنكِ، هو لا يمل من التحدث عنك طوال الوقت منذ أن رآكي.
هيلين تجلس على الارض تمسك يديها، بإبتسامة لطيفة:

-أنا ايضاً اشتقت للتعرف عليكِ من حديثه عنك هو يحبك كثيراً، لكنه لم يكن منصفاً في وصفه لكِ أنتي اجمل بكثير من وصفه.


ابتسمت كارلا بسعادة غامرة:
-هلا أتيتِ لزيارتي دائماً فانا أمل كثيراً من الجلوس وحيدة في هذا القصر الكبير، اخي دائماً منشغل في عمله.
-بالطبع أيتها الجميلة هذا من دواعي سروري، لكن ايضاً لدي دوام يومي ما رأيك أن تأتي انتي لزيارتي وتمضية الوقت معي سنستمتع كثيراً.
-حسناً حسناً لنفعل ذلك، أخي هلا اخذتني إلى هيلين ارجوك؟


ابتسم مارك بسعادة فهو لم يرى شقيقته سعيدة إلى هذا الحد منذ تعرضها للحادث، امسك بكرسيها المتحرك دافعاً إياه إلى التراس تجاه طاولة الطعام:
-حسناً أيتها الجميلة لك ما تريدين، لنذهب لتناول الطعام سوياً، هيا هيلين تعاليّ معنا.

-حسناً هيا.

تناولت هيلين فطورها مع مارك وكارلا، أخذها مارك في جولة في حديقة منزله كانت كارلا تجلس مع مربيتها في الحديقة، وقفت هيلين تنظر إليها من بعيد، نظر إليها مارك قائلاً:

-شكراً لكِ هيلين لم اراها سعيدة هكذا من زمن، شكراً لكِ.
-على ماذا تشكرني؟ لم افعل شيئاً تشكرني لأجله.
-بلى فعلتي لقد قبلتي دعوتي إلى هنا وقبلتي أن تتعرفي على كارلا، وجودك هو سبب سعادتها لقد احبتكِ كثيراً.

-لا تشكرني فأنا من علي أن أشكرك على هذا الوقت الرائع الذي امضيته معها ومعك ايضاً، إنها حقا فتاة رائعة وأحببتها كثيراً، ولكن اسمحلي أن اتسائل عن تلك الحادثة التي تعرضت لها؟


-توفيت والدتي أثناء ولادتها لكارلا، قامت بتربيتها السيدة "ميريت" مديرة المنزل بعد وفاة أمي، كنت في هذا الوقت ادرس في الجامعة وكان والدي يعمل في هذه الشركة التي ورثها عن والده، ذات يوم قرر أن يأخذنا في رحلة عائلية لاجل كارلا، واثناء عودتنا تعرضنا لحادث سير خطير فقدنا فيه والدي، واصيبت كارلا بشلل نصفي جراء إصابة خطيرة في الرأس أثرت على جهازها الحركي، وهذا ما حدث منذ ذلك الوقت انا كل ما لديها.

امسكت هيلين بيده بلطف:

-أنا حقاً آسفة لسؤالي لم أكن اعلم أن الأمر بهذا السوء اعتذر منك.
- لا عليكِ بالتأكيد كنت ساخبركِ ذات يوم، وها أنا ذا اخبرتك باكراً.
-الا يوجد هناك أي علاج لحالتها ليس هناك أمل في ذلك؟

-قال الأطباء أن شفائها وعودتها المشي على قدميها تعتمد اعتماداً كلياً على حالتها النفسية، لقد أجرت الكثير من العمليات الجراحية وجميعها ناجحة لكنها نفسياً لم تستجيب للعلاج.

- يا إلهي مازال الامر صعب عليها إنها صغيرة حقاً لكل هذه المعاناة، لكن لا تقلق لن تكون وحيدة من الآن فصاعداً.

-شكراً لك هيلين سعدت حقاً بوجودك معنا.
-لا داعي الشكر عليك فقط أن تتحمل وجودي فيما بعد، سكون كالنحلة التي تتبع رحيق الأزهار.

ابتسم مارك قائلاً:
-لا بل أنتي الزهرة الجميلة التي يتبعها النحل.
ابتسمت هيلين بخجل وادارت وجهها وقالت:
-لقد تاخرت كثيراً عليّ الذهاب، شكراً لك على الفطور لقد استمتعت حقاً.
-حسناً سأوصلك إلى المنزل إن لم تمانعين.
- حسناً هيا.


ذهبت هيلين إلى كارلا وجلست جوارها وضعت يدها على خدها بحنان:
-كنت دائماً أحلم بوجود شقيقة لي كنت أتمنى ذلك دائماً، لكني وجدتها الآن أنها اجمل مما كنت أتمنى، عليّ الذهاب الآن لكني اعدكِ أنكِ لن تكوني وحيدة بعد اليوم اتفقنا.

كارلا بإبتسامة لطيفة تومئ برأسها:

-اتفقنا لا تتأخري ارجوكي.
-لن أفعل أيتها الجميلة.
قبلتها هيلين من جبينها وهي تقف استعداداً للذهاب:
-اراكِ لاحقاً اعتني بنفسك، وداعاً.
-وداعاً يا ملاكي.
اشار مارك إلى كارلا:
-أيتها الجميلة سأعود على الفور لن اتأخر اعتني بنفسكِ، إلى اللقاء.
-الى اللقاء يا اخي.


اوصل مارك هيلين إلى منزلها في المساء بعد قضاء وقت طويل معها في شوارع المدينة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي