بارت ٣

صراع وصدمات.

ترجل مارك وهيلين من السارة، وقفوا أمام باب المنزل كان ينظر السيد نيل من النافذة، يراقبهما في صمت وخفاء، وضع مارك يداه في جيبه مبتسماً:

-لقد مر الوقت معكِ سريعاً اتمنى أن نعيدها مرة أخرى، سعدت كثيراً اليوم.

-أنا ايضاً سعدت كثيراً اليوم وخاصة برفقة كارلا إنها حقاً فتاة جميلة، اتمنى أن تجلبها ذات يوم لتمضية الوقت معي.
-سأفعل بالتأكيد، شكراً لكِ.

-كنت اتمنى أن اقول لك تفضل لتناول القهوة لكن تأخر الوقت اعتذر منك، وايضاً هناك من يترقبني لذلك اعتقد أن أمي تنتظرني.
نظر مارك إلى النافذة وجد ظل وراء ستار النافذه فقال باستغراب:

-من هذا هل هناك خطب ما؟

-انه زوج والدتي السيد نيل دائماً ما يشعرني بالقلق ودائما ما يترقبني هكذا، لا اعلم لماذا وحقاً لا افهمه، لكن والدتي تحبه كثيراً وتصدقه دائما في اي شيء.
أمسك مارك يدا هيلين بخوف:

-هيلين هل انتي بخير؟ هل هذا الشخص يقوم بازعاجكِ اخبريني؟ هيلين اقسم لك اني لن اتركه إن قام بازعاجكِ.

نظرت إليه هيلين بتعجب واستغراب لاهتمامه الزائد بها:
-تمهل لا داعي للقلق أنا بخير أطمئن إنه زوج امي في نهاية الامر، واعلم انه لن يتجرأ احد على ازعاجي مطلقاً.


ضحك مارك وهيلين وقام بتوديعها وركب سيارته وغادر المكان، دخلت هيلين المنزل وجدت ماري في انتظارها:

-هيلين لما تأخرتي هكذا، اين كنتي طوال اليوم؟
وضعت هيلين حقيبتها على الطاولة، وجلست جوار والدتها متنهدة مبتسمة:

-مرحباً ماري، تعلمين، لقد حدث لي شيئاً غريباً اليوم! لا اعلم كيف اصفه لكِ، لكني حقاً سعيدة جداً يا أمي، لم اشعر بهذا الشعور من قبل ولا اعلم ماهو.

ابتسمت ماري واضعة يدها على خد هيلين:

-ابنتي الجميلة لقد كبرتي يا هيلين واصبحتي شابة وتحبين احدهم ايضاً، يا إلهي كم انا سعيدة لاجلكِ.
-ماري هل حقاً انا احب؟ لكن لم يمض سوى عدة أيام على معرفتي إياه، اليس الامر غريباً.
-هذا هو الحب يا عزيزتي لا يمكن تحديده بالوقت، هيا اخبريني عن صهري العزيز.

ضحكت هيلين بخجل:
-ماما مازال الوقت باكراً جدا على هذا.

ضمتها ماري إليها بحب وسعادة:
-لا يا عزيزتي لم يعد الوقت باكراً لقد اصبحتي في اتم الاستعداد الآن لتعيشين حياة سعيدة وتكوني اسرة جميلة.

-احبك كثيراً يا ماري.
-أنا ايضاً يا اميرتي، هيا قومي لتناول الطعام، لكن بدلي ملابسك اولاً.
-لا لقد تناولت الطعام مع مارك، سأبدل ملابسي واخلد إلى النوم، تصبحين على خير.
-تصبحين على خير.

صعدت هيلين الدرج وتقدمت بضع خطوات إلى أن وصلت لباب غرفتها، أمسكت المقبض لفتح الباب وأمسك نيل بيدها من خلفها، فزعت هيلين والتفتت له بخوف:

-سيد نيل؟!
-مرحباً يا اميرتي، من هذا الشاب الذي كنت تقفين معه أمام المنزل؟

رجعت هيلين خطوة إلى الخلف باستغراب وتعجب:
إنه صديقي، لكن لما تسأل؟ هذا الامر لا يعنيك.
تقدم السيد نيل خطوتان مقترباً منها ممسكاً بيدها بشدة:

-بلى يعنيني ايتها الجميلة، لن اسمح له بالاقتراب منكِ تفهمين قصدي أليس كذلك؟

صوت ينادي من الخلف فجأة، يفزع نيل:
نيل ما الامر لما تقف هكذا؟! هيلين عزيزتي هل هناك خطب ما؟

توتر السيد نيل وتقلقل في حديثة لا يعلم ماذا يجيب ماري، ابتسمت هيلين ابتسامة خفيفة لتنهي بها الامر:

ماما لقد كان السيد نيل يطمئن على عودتي، كان قلقاً لاجلي طلب مني الا اتأخر كثيراً خارج المنزل، شكراً لك سيد نيل.

دخلت هيلين إلى غرفتها ووقفت خلف الباب تتسارع نبضات قلبها وانفاسها، تفكر فيما حدث متعجبة لما صدر من زوج والدتها، تحدث نفسها:

يا إلهي هل ما سمعته كان حقيقياً ام كنت اتوهم، ما هذا أنه حقيقة وليس كابوساً، ماذا يحدث لي لا لا يا هيلين اهدئي ربما الامر ليس كما تظنين، لكن ماهو إذاً ما هو؟


ظلت هيلين تفكر فيما حدث تحاول الوصول إلى سبب لفعل السيد نيل، قررت أن تتخطى الامر الى أن يتكرر مرة اخرى فربما تكون هي على خطا.

دخلت ماري غرفتها وخلفها نيل، اقتربت منه بحب وضمته إليها:

-عزيزي لم اكن اعلم انك تحب هيلين وتخاف عليها هكذا، شكراً لك، كم سعدت بعلاقتكما كاب وابنته.
-نعم يا عزيزتي كيف لي الا اخاف عليها، انها ابنتنا الوحيدة لقد وعدتك بذلك سابقاً، ساعتين بكما مهما كلفني الامر.

ضمها إليه بإبتسامة ساخرة في ظهرها:
-وساجعل هيلين قريبة مني مهما كلفني الامر ايضاً.
ماري ابعدته باستغراب:

-ماذا؟!
-لن اجعلها تشعر انها فقدت والدها ابداً يا ماري هذا ما اقوله يا عزيزتي.
-يا إلهي انت حقاً رائع، كم انا محظوظة بزوج صالح مثلك.
-حبيبتي لا تقولي ذلك أنا المحظوظ الوحيد هنا، هيا لنخلد إلى النوم.
-حسناً هيا.


بعد مرور ثلاثة أيام كانت هيلين تقدم القهوة لأحد الزبائن في المقهى، إذا بفتاة تنادي من خلفها:

-يا ملاكي؟

التفتت هيلين بفضول لتعلم من ينادي وجدت كارلا ومارك، ابتسمت هيلين ابتسامة عريضة مقتربة من كارلا بضمة حنونة:

-مرحباً هذه أنتي أيتها الأميرة! إنها حقاً مفاجأة رائعة، لكن لما تأخرتي عليّ هكذا؟ لقد كنت انتظرك كل يوم.

-أعتذر منكِ يا ملاكي لكني كنت مريضة بعض الشيء.
-حبيبتي ما الأمر هل انتي بخير؟ الم اطلب منكِ الاعتناء بنفسكِ.
-لقد أصبحت بخير الآن، لقد اعتنى بي اخي كثيراً لذلك لم يستطع أن يأتي لرؤيتك.

-حقاً!؟ حسناً إذا تعاليّ واجلسي هنا ساجلب لكِ اطيب كعكة في العالم لقد أعددتها بنفسي، وساعد لكِ أفضل كوب من القهوة مع الحليب، انتظريني سأعود على الفور.


رفعت هيلين رأسها وتقدمت خطوتان تجاه مارك حيث كان واقفاً خلف كرسي كارلا المتحرك، ابتسمت وتنهدت:

-مرحباً.
-مرحباً.
-كنت اظن اني لن اراك ثانية.
-أعتذر منكِ كنت منشغلاً مع كارلا.
اقترب مارك منها يهمس في اذنها بصوت هادئ:
-اشتقت إليكِ كثيراً.
-وانا أيضاً اشتقت إليك، سأعود على الفور اجلس انت وكارلا هنا في تلك الزاوية، ينتهي دوامي بعد قليل ونذهب.
-حسناً.


احضرت هيلين الكعك والقهوة بابتسامة لطيفة قائلة:
-أيتها الأميرة تناولي كعكتكِ حتى أبدل ملابسي واعود.
-حسناً يا ملاكي.


خرجت هيلين ومارك وكارلا إلى السيارة، وذهبوا إلى منزل هيلين، ترجلو من السيارة ودخلوا المنزل رحبت بهم ماري بسعادة:
-مرحباً ادعى ماري انا والدة هيلين سعدت برؤيتكم.
-مرحباً ادعى مارك وهذه شقيقتي كارلا، اعتذر اننا اتينا دون موعد مسبق.
-بالطبع لا يا بني هذا منزلك تأتى وقتما تحب وهذه الفتاة الجميلة أيضاً، ما رأيكِ ايتها الجميلة أن تقضى معنا بضعة أيام؟ ونستمتع كثيراً بوقتنا.
-اتمنى ذلك لكن ليس هناك احد يبقى مع اخي في المنزل.

ابتسم مارك واضعاً يديه على كتفيها:

-لا تقلقي بشأني يا صغيرتي أن ارتي البقاء فأنا لا أمانع ذلك، فقط كوني سعيدة.
-حقاً هل يمكنني البقاء؟
-بالطبع يا عزيزتي يمكنكِ ذلك، هذا إن لم نكن أثقلنا على السيدة ماري.

ابتسمت ماري قائلة:

-بالطبع لا أيها الشاب الوسيم، لقد أصبح هذا المنزل منزلكم من الآن وأصبحت كارلا ابنتي الثانية مثل هيلين، حسناً إذاً كارلا هل ترغبين في تحضير العشاء معي؟
-أجل أجل بالطبع أرغب في ذلك هيا.

ضحك الجميع على حماس كارلا وسعادتها أنها وجدت عائلة تحتويها، اقترب مارك من هيلين وهو ينظر إليها نظرات حب:

-شكراً لكِ لولا وجودك معنا لما كنت رأيت كارلا بهذه السعادة في حياتي، انتي حقاً ملاكي كما تناديكِ.
-لا داعي لشكري انا حقاً احببتها ولولا كارلا لما كنت أراك ثانية أليس كذلك؟

-بالطبع لا كنت سآتي اليكِ بعد أن تتحسن حالتها، لم تغيب عن ذاكرتي صورة وجهك وابتسامتك منذ أن رأيتكِ اول مرة.
-حقاً؟! لكم فتاة قلت هذا الكلام الجميل غيري؟
-اقسم لكِ انك الأولي وستكونين الأخيرة أيضا التى ساقول لها هذا الكلام، لن يكون لأحد غيرك.
أمسك مارك بيدها وقبلها بلطف قائلاً:

-هيلين؟
-أجل.
- أحبكِ.
-أنا ايضاً أحبك مارك.


ضمها إليه مارك بحب وحنان، وفجأة ظهر السيد نيل واقفاً على الدرج قائلاً بلئم:
-لدينا ضيوف إذاً لما لم تخبريني يا هيلين؟ لو انكِ أخبرتني لكنت انتظرت لاستقبالهم، مرحباً انا نيل.

-مرحباً سيد نيل أنا مارك.
هيلين نظرت إليه بإبتسامة ساخرة:
-لم يعد ضيفاً سيد نيل إنه صديقي.
-حقاً! اصبحتما اصدقاء بهذه السرعة، عزيزتي هيلين هلا تركتنا نتحدث سوياً أنا ومارك من فضلك أعدِ لنا بعض القهوة اللذيذة مثلكِ.
-حسناً سأفعل، مارك اراك بعد قليل.
-حسناً حبيبتي اعتني بنفسك.

دخلت هيلين المطبخ وجلست مع والدتها وكارلا لتعد القهوة، وفي الحاج يجلس السيد نيل واضعاً قدم على الأخرى، ويجلس أمامه من ناحية اليمين مارك على أريكة أخرى، ابتسم نيل بلئم قائلاً:

-انها جذابة وتُحَب أليس كذلك؟
-نعم إنها حقا كذلك اعتقد انها تشبه والدتها كثيراً السيدة ماري، لذلك تزوجت بها أليس كذلك؟
-استمع إليّ أيها الشاب المدلل لن اسمح لك بأن تتلاعب بها، اعلم أنك لن تحظى بها ذات يوم.
-حقاً!؟ هل تتحداني ايها العجوز؟
هيلين لي وستظل لي الي الابد، انا أحبها حقاً واعدك اني سأحظى بها عما قريب.
-هذا فقط في أمنياتك الأخيرة أو كما يقولون أمنية قبل الموت.


ضحك مارك بصوت مرتفع خرجت عليه هيلين من المطبخ وهي تحمل القهوة قائلة باستغراب:

-ماذا هناك على ما تضحكان هكذا؟

أجاب مارك وهو يأخذ منها القهوة:

-حبيبتي لديكي اب رائع أنه حقاً ودود ومسل، لقد اتفقنا كثيراً أليس كذلك سيد نيل؟

-بالطبع نعم لقد احسنتي الاختيار يا هيلين لديك حبيب رائع، اعتذر علىّ الخروج لبعض الوقت أراكم لاحقاً.
خرجت ماري من المطبخ تحمل اطباق الطعام وضعتها على الطاولة تتسائل باستغراب قائلة:
-عزيزي إلى أين؟ لقد أعددت العشاء.
-ساعود لاحقاً يا عزيزتي استمتعوا بوقتكم لست جائعاً، أراكم لاحقاً.

-حسناً يا عزيزي اعتني بنفسك.

جلس الجميع لتناول العشاء، بعد الانتهاء ودع مارك الجميع وعاد إلى المنزل منفرداً، صعدت هيلين وكارلا إلى غرفتها، وتبادلا الحديث معاً بمرح وسعادة حتى أشرق ضوء النهار.

-عزيزي نيل هيا استيقظ أصبحت الساعة العاشرة صباحاً، سأحضر الفطور و اتفقد الفتيات هيا قم، سأنتظرك بالاسفل.

-حسناً يا عزيزتي سأكون بالاسفل بعد دقائق.

قامت ماري من الفراش وارتدت ملابسها، طرقت باب غرفة الفتيات في طريقها للنزول عدة طرقات:
-يا فتيات هيا افيقوا لقد أصبحت العاشرة، هيلين؟ كارلا؟ سأنزل إلى اسفل لتحضير الفطور لا تتأخرن.

استيقظت هيلين وكارلا وهما على الفراش يتحدثان من تحت الغطاء:

-يا ملاكي صباح الخير.
-صباح الخير ايتها الجميلة.
-ألن تذهبي إلى العمل اليوم؟
-لا لقد اخذت إجازة لثلاثة أيام لتمضية الوقت معكِ.
-حقاً؟ شكراً لكِ، هيا إذا لنذهب إلى اسفل لنساعد ماري في تحضير الفطور.
-لا تقلقي أنها سيدة قوية ومتمكنة لا تحتاج إلى المساعدة، لكن هيا لنتطفل عليها بعض الشيء.


ضحكت كارلا بحماس:
-اذا هيا، لكن ألن تغضب منا؟
-بالطبع لا هي تعلم اننا نمزح معها.

اثناء الحديث سمعتا هيلين وكارلا صوت باب الغرفة يفتح بهدوء، ظلتا تحت الغطاء متخفيتان، توقف الباب فجأة بعد دقائق دخلت ماري تفتح الستائر والشبابيك:

-صباح الخير يا فتيات هيا الفطور على وشك الانتهاء، هل سنقضي اليوم في النوم؟ هيا افيقوا احضر لكنَّ مفاجأة.

-يا امي اغلقي الستائر من فضلك مازال الوقت باكراً.
-حقاً! مازال الوقت باكراً ايتها الفتاة لقد اصبحنا بعد العاشرة ايتها الكسول.
-صباح الخير سيدة ماري.
-صباح الخير ايتها الجميلة، اعتذر على ازعاجكِ لكن هيلين لن تستيقظ بسهولة في اجازاتها.
-لا داعي للإعتذار لست منزعجة على الاطلاق انا سعيدة جداً.


ابتسمت ماري وساعدت كارلا على الجلوس على الكرسيّ المتحرك، وساعدتها هيلين في تبديل ملابسها، ونزل الجميع إلى اسفل حيث كان السيد نيل يضع باقي الاطباق على طاولة الطعام يبتسم:

-صباح الخير لقد اصبح لدينا اميرتان يا عزيزتي اليس كذلك؟
-بالطبع يا عزيزي اوافقك الرأي.
-هيا تقدموا واجلسوا لقد اعددت لكن البيض المقلي مع شرائح الجبن المبشور والبقدونس، اتمنى ان ينال اعجابكن.
-شكراً لكِ سيد نيل لقد اجهدت نفسك لاجلنا.
-بالطبع لا يا حبيبتي كارلا انا استمتع بذلك واستمتعت اكثر بإعداده لكِ.
-شكراً لك سيد نيل.
-اميرتي هيلين لا تشكريني، إن احببته اعدك أن أعده لكِ كل يوم على الفطور.

ضحكت ماري وهي تجلس على الكرسيّ:

-ما كل هذا الدلال ساشعر بالغيرة إذاً ايها الفتيات.
ضحك الجميع وتناولوا الفطور سوياً، خرج السيد نيل بسيارته للتسوق، اهتمت ماري والفتيات باعمال الحديقة الخلفية للمنزل من العناية بالزرع، بعد الانتهاء خرجت ماري وهي تضحك خلفها كارلا على كرسيها المتحرك تدفعه هيلين من خلفها:

-ماما ما رأيكِ بتناول الغداء في الحديقة اليوم؟
-انها فكرة رائعة حقاً احببتها، ما رأيكِ في ذلك كارلا؟
-حسناً كما تريدون.

جلست ماري عند قدمي كارلا بهدوء وحنان تتحدث:
-عزيزتي لا تكوني خجولة نحن هنا عائلة واحدة من فضلك تصرفي على راحتك، اطلبي مني كل ما تريدينه.
قامت كارلا بضمها بحب:
-شكراً لكِ ماري انا حقاً كنت وحيدة لكن اصبحت الآن في وسط عائلتي.
-عزيزتي لن تكوني وحيدة ابداً بعد الآن.
-هيا يا هيلين خذي كارلا إلى الحديقة بالخارج وانا سالحق بكما.
-حسناً يا ماما.


خرجت هيلين وكارلا إلى التراس الامامي للمنزل، جلست هيلين ووضعت كارلا امامها بكرسيها المتحرك:
-كارلا هل أنتي بخير؟ لما اشعر دوما أنكِ حزينة او تخفي شيئاً يزعجكِ؟

-اتعلمين يا هيلين انتي الوحيدة التي شعرت بي وبما يدور في داخلي، اخي يحبني كثيراً لكنه دائماً منشغل بي وبعلاجي و عمله ايضاً ياخذ كل وقته.

-كارلا مارك يعمل جاهداً حتى يؤمن لك ما تحتاجينه من علاج وغيره، صدقيني هو يحبك كثيراً ويعمل جاهداً ليراكي سعيدة، أتعلمين لقد كان سعيد جداً عندما رأى ابتسامتك، وكان مهموم وحزين جداً عندما كنتي مريضة.

-أعمل ذلك هيلين اعلم أنه يحبني كثيراً وانا ايضاً، لكن بعدما فقدت أمي وأبي واصدقائي لم يعد لدي احد، لم اعد اتحدث الى احد، كنت اتمنى دائماً ان تعود حياتنا كما كانت من قبل.

- وها هي ذا نحن الآن عائلة جميلة اليس كذلك؟
-نعم انتم اجمل عائلة باستثناء السيد نيل إنه حقاً غريب الاطوار اشعر بذلك ام انني ابالغ؟

-بالطبع لا لا تبالغين وانا ايضاً لا افهمه إنه حقاً غريب بعض الشيء، دعكِ من ذلك ما رأيك ان نذهب الى البار سوياً في المساء نستمتع بوقتنا ونتعرف على شابين وسيمين؟


ضحكت كارلا:
-يا إلهي انتى فتاة لئيمة، لنفعل ذلك لكن لا تخبري اخي.
-بالطبع لن أفعل، لكني لن استطيع فعلها.
ضحكتا بصوت مرتفع اثناء ذلك توقف مارك بسيارته امام المنزل، ترجل ودخل الحديقة واشار بيده إلى هيلين، وقفت هيلين متفاجأة:
-إنه مارك!.
-حقاً هذا اخي؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي