الفصل الثاني«سر ظهور الكتاب»

في مدينة العشاق حيث الجو الرومانسي والأضواء الزاهيه الملونه والجو المفعم بالحيوية والنشاط، فهي المدينة التي يذهب إليها السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجوها الرائع، وخصوصًا في الليل حيث تبدو كأنها العروس المزينة التي تنتظر موعد زفافها علي أحر من الجمر.

كان ذلك الطفل الصغير الذي يبلغ من العمر عشر سنوات يستند علي جذع شجرة في حديقة منزله، ويقرأ كتيب صغير وجده ملقى في غرفة والدته وهام بخياله العنان داخل الكتاب وجمال صفحاته الملونه وغلافه الغامض المثير ولكن عندما بدأ في القرأة استوقفته جملة مثيرة للغامض وهي "عندما تحتاج الروح الخائفة السيطرة على من حولها تدخل في روح انسانًا بشريًا لتنفيذ رغباتها اللعينة التي من الممكن أن تؤدي بحياته للخطر والموت أحيانًا إذ لم يتم إنقاذه منها"

تعجب ذلك الطفل الصغير وهام على وجهه في البيت حتى يسأل والده ما معني تلك الكلمات الغامضة:
-أبي أبي أين أنت أريد أن أتحدث معك في موضوع ما يا أبي.

الأب بغموض وهو يخبر الحالة التي يتحدث معاها أنه سيتحدث معها في وقت أخر حتى يكون أنهي فحص ملفها بعناية شديدة ثم أغلق الهاتف وأردف بنبرة مفكره فيما يريده هذا الطفل الصغير؟

ولكن أعاد الطفل النداء عليه مرة أخري ولكن بنبرة صوت عالية نسبيًا:
-أبي أين أنت أريد التحدث معك في أي غرفة أنت؟

الأب بابتسامة حنونه وهو يخرج من غرفة المكتب على ذلك الصوت وهو يردف بتبسم:
-ولدي الحبيب ما كل تلك الضجة التي أنت فعلتها ماذا تريد يا صغيري؟

الولد الصغير بوجه مبتسم عندما راي أبيه ثم ركض ناحية أبيه وهو يردف بحيرة:
-كنت أريد أن أستفسر حول جملة قرأتها في هذا الكتاب الأسطوري يا أبي.

الأب بتشتت وهو ينظر لغلاف الكتاب ويردد في نفسه بحيرة:
-هذا ليس كتاب أسطوري يا إلهي أين وجد هذا الصغير ذلك الكتاب المسحور؟

ثم التقت منه الكتاب بسرعه تشبه سرعة البرق وأردف بتسال وتعجب:
-أين وجدت هذا اللعنة اقصد هذا الكتاب يا صغيري؟

الطفل ببراءة وهو ينظر للكتاب بنظرات متحفزة لتكملة قرأة تلك اللعنة القاتلة فرد فعل أبيه يوحي أنه كتاب خطر وهذا الطفل يعشق روح الاكتشاف  الاستطلاع ويريد أن يكمل الكتاب ولكن بعدما يعرف معني تلك الكلمات الغامضة.

وجد الأب الطفل عيناه معلقة بذلك الكتاب وأدرك ما يدور في ذهن الصغير لذا أردف بحب وهو يجذبه ليجلس بجواره علي الطاولة ثم أخذ نفس عميق وأردف بتوتر:
ـ عزيزي الصغير هذا الكتيب يخص والدتك وأنت تعرف أنها لا تحب أن يعبث أحدًا في شيئًا يخصها لذا أنصحك بترك ذلك الكتاب.

الطفل ببراءة وقد لاحت بعقله فكره شيطانه صغيرة ثم أردف ببراءة:
-نعم ساتركه ولكنه أريد معرفة سؤال ما استوقفني وأنا اقرأ هذا الكتاب.

الأب بارتياح وهو يزفر الهواء بشده فقد أدرك أن صغيره سينسى قرأة هذا الكتيب الصغير وأردف بثغر باسم وهو يربت علي كتف صغيره:
-قل لي يا ولدي ما هذا السؤال الذي استوقفك وأنت تقرأ وأظن أنك لم تقرأ كثيرًا في هذا الكتيب؟

الطفل بطلاقه وهو يفهم أنه سؤال سهل وأن أبيه عالم النفس الشهير سيجيبه علي ذلك السؤال بدون تردد:
-ماذا يعني هذا الكتاب أن الروح تنتقل من مكانها إلي الإنسان البشري حتى تلبي رغباتها الشريرة يا أبي؟

الأب بصدمة وهو يحاول الهروب من ذلك السؤال الغامض الذي لا يجب تفسيره لطفل ذو عشر سنوات فهو صغير علي فهم هذا كمان أن هذا في عالم الأشباح له دلالات مريبه وهو لا يريد أن يصيب صغيره بالذعر.

خرج الأب من شروده علي صوت أبنه الصغير وهو يردف بحيرة:
-أبي أبي أين ذهب عقلك أنا أتحدث معك هل يؤلمك رأسك؟

الأب بابتسامة وهو يرتب علي كتفه وينسحب منه بلطف:
-نعم صغيري رأسي يؤلمني قليلًا فأنا لم أنم منذ ليلة أمس كان لدي عمل شاق جدًا ساصعد لغرفتي وفي المساء سوف نتحدث عن كل شيء تريد الاستفسار عنه.

ثم رحل الأب وترك الطفل الصغير شارد في معني تلك الجملة التي ستحول حياته لجحيم أبدي.

فمن وجهة نظركم لماذا فعل الأب هكذا مع صغيره؟

أما عند لدن وطرب فكانوا في موقف يحسدون عليه وهم ينظرون لهذا الكتاب اللعين صاحب تلك الهواجس التى تدور حولهم وهو لا يعرفون ماذا يفعلون الأن.

حيث ومن دون أي مقدمات بدأت صفحات الكتاب تقلب بمفردها ببطء ثم بسرعة كبيرة للغاية، وهم ينظرون لها في صدمة، ولا يقدرون علي فعل شيء.

ثم فتح الكتاب من منتصفه وخرج منه نور ساطع يشبه أشعة الشمس الذهبية يملي المكان بالكامل، وهو لا يستطيعون التحرك.

وفجأة قطع نور الغرفة وبقى نور الكتاب يزداد توهجًا شيئا فشيء ثم حدث ما لم يخطر علي البال، حيث أصدر الكتاب صوتًا بتلك الكلمة ثم بدأت الكلمة تصبح كالأفعي التي تطاردهم ثم حدث شيء لم يكن في الخيال.

خرج من ذلك الكتاب طائر صغير يشبه البغبغاء في جماله وصوته الجميل وجمال أجنحته وريشه الملون بألوان قوس قزح الرائعة الخلابة التي تثير العين من شدة جمالها البراق.

أخذ هذا الطائر يدور حولهم باستمرار وهو يحاول تفسير معالم وجههم الخائفة ثم أردف بصوت عذب ورقيق وشجي:
-لماذا أنتم خائفون هكذا أنتم من المفترض أن تكونوا محاربين أقوياء في أرض الجحيم أظن أن هذا الكتاب خطأ عندما أختاركم لتكونوا أنتم من تدافعون عنه؟

ولكن الفتايات لم ينطقن شيئًا فكيف يتحدثون وهم يرون هذا الطائر المغرد العجيب يتكلم هكذا وهم صامتون لا يصدرون أي صوت.

فأخذت طرب تبث في نفسها الشجاعة ثم أردفت بصوت خفيض نسبيًا:
-أنا لست مجنونة وأنا أستمع إلي طائر صغير جميل يتكلم باللغة العربية مثلنا!!
أنا لم أجن وهو ينظر ويطلق علينا الخائفون ولكن من أين أصبحنا محاربين؟

أجابها الطائر بتفسير وهو يقف على يديها وينظر لعيونها بقوة:
-هذا هو كتاب الأساطير السحري يختار كل سنة أفرادًا محاربين أقوياء يحمونه من شر هؤلاء الجبابرة الذين يسكنون التل الوسطي في مملكة الجحيم الصغري والتي يطلق علي هذا التل "بتل الجبابرة" وعلي المحاربين حماية الممالك الخمس من خطرهم وسجنهم في الجبل الثليجي في مملكة الجحيم الثلجية الكبري.

ثم صمت قليلًا وأكمل بعيون بريئة تجعلك تنفذ ما يقوله في الحال:
وأنتم وإثنان أخرون تم إختياركم لتكونوا المحاربين الذين تتدافعون عن تلك الممالك الخمس.

أردفت لدن بحيرة وهي تأخذه من يد طرب:
-ولكنك لم تقل الصواب حيث تم إختيار أربعة محاربين أين المحارب الخامس الذي سيحمي المملكة الخامسة وهل سنلتقي جميعًا في مكان واحد أم ماذا؟

أخذ الطائر يدور حولهم مرة أخري وهو يردد تلك الكلمة التي جعلت حياتهم لعنة:
-"أبادون "

طرب بغيظ وهي تمسك الطائر من جناحيه وتردف بصراخ:
-لماذا لم تجيب عن سؤلها؟

الطائر بصوت يشبه صوت الصفير وهو ينظر إليهم:
-الأن قد حان وقت الرحيل يا أبطال أبادون الجدد هيا بنا يا أبطال أبادون هيا بنا.

لم تفهم الفتيات شيئًا مما قال هذا الطائر الصغير، وفجأة وجدوا الكتاب يتوهج مرة أخري وتوهجه يضاهي توهج قرص الشمس في الصباح الباكر.

ثم فتحت بوابه زمنية لبعد أخر يخرج منه رائحة الياسمين العطر ورائحة نتنه كريهه لا تضاهي برائحة النشادر النفاذ التي يتواجد في معامل العلوم.

فتحت تلك البوابه وكأنها تقول لهم هيا تعالوا بداخلي يا أبطالي الصغار اللطفاء وكانت تشبة تلك البوابه شكل مجرة درب سكة التبانه التي نعيش فيها والتي ينتمي إليها كوكب الأرض والمجموعة الشمسية بأكملها.

كانت الفتيات في حالة لا يرثي بها فكل منهم كانت في عالم أخر وهم يفكرون كيف يكونوا محاربين وهم لم يستعدوا لشيء ما؟

فماذا سيحدث معهم يا تري؟ 

وعند لامي وتيام فكان كل منهم منغمس في تفكيره حيث أن لامي لا يعرف كيف جاء هذا الكتاب إلى هذا البيت وكيف دخل المنزل؟

أما عن تيام فكان مستمتعًا بغلاف الكتاب المثير واسمه الغامض وماذا يعني وفي تلك اللحظة لاح شبح الاكتشاف المثير بداخل تيام وفتح الكتاب بحذر وهو يحاول أن يقرأ أي كلمة به ولكن لا يوجد أي عبارات مدونه به غير جملة صغيرة.

نظر تيام لصديقه لامي وأردف بحماس مبالغ به:
-ما هذا الكتاب الذي لا يوجد به غير جملة صغيرة لا نفهم منها شيء، فكيف سنخوض المغامرة والكتاب لا يوجود به حتى الأن أي شيء؟

استند لامي على الأريكة الموضوعة بجوار المكتبة في تلك الغرفة القذرة وأردف بلامبالاة ولكن بداخله العديد والعديد من الأسئلة التي لا جواب لها:
- نعم عزيزي تيام إن هذا الكتاب كما يطلق عليه كتاب أسطوري فكيف للأسطورة أن تظهر دون أن تخوضها أولًا؟

فلاحت على وجه تيام الإنبهار والايثارة من عبارات صديقه المبهرة وأردف بتسال وتعجب:
-ولكن قل لي كيف سنخوض المغامرة هل تعرف كيف سنذهب لتلك الأرض الغامضة الساحرة؟

لامي بغرور وهو لا يعرف أن كل حديثه المبهم الذي ينطق به سيتحول إلى حقيقة فعلية:
-لا تخف يا صديقي ففي الوقت المناسب ستفتح بوابه عبر هذا الكتاب وسوف ننتقل من خلالها للبعد الأخر ومن خلالها سنبدأ رحلتنا الغامضة؟

وما أن أنهي لامي جملته حتى بدأت صفحات الكتاب تقلب بمفردها ببطء ثم بسرعة كبيرة للغاية، وهم ينظرون لها في صدمة، ولا يقدرون علي فعل شيء.

ثم فتح الكتاب من منتصفه وخرج منه نور ساطع يشبه أشعة الشمس الذهبية يملي المكان بالكامل، وهو لا يستطيعون التحرك.

وفجأة قطع نور الغرفة وبقى نور الكتاب يزداد توهجًا شيئا فشيء ثم حدث ما لم يخطر علي البال، حيث أصدر الكتاب صوتًا بتلك الكلمة ثم بدأت الكلمة تصبح كالأفعي التي تطاردهم ثم حدث شيء لم يكن في الخيال.

كل هذا يحدث وتيام منبهر من ما يحدث فهو الأن صدق لامي فيما قال وأنه لم يكذب عليه ولم يخترع الأسطورة من عقله.

أم عن لامي فكان في حالة من الصدمة وكأن دلو من المياة الباردة سكب فوق راسه فجعله لا يتحرك ولا يستطيع النطق كما لو أن لسانه لسانًا ساحر تتحول الكلمات التي تخرج منه إلى حقيقة فعلية.

وبعدما كان يكذب عليه ويتحدث بغرور وتمرد أصبح كالدجاجة الصغيرة التي صدمت من دلو المياة الذي سكب عليها لايقاذها من النوم العميق.

كان شعور لامي لا يضاهي أي شعور أخر فهو في موقف يحسد عليه بعدما نطق بكلمات تحولت لحقيقة.

فتحت بوابة الزمن الأبدية وهي في شكل دائرة تدور بسرعة مخيفة وهي تردد بكل طلاقة أبادون هيا يا أبطال الجحيم أنقذوا الممالك الخمس.

كانت البوابة تشبه الفضاء الخارجي في عتمتها وتشبه البستان الرائع في رائحتها، وتشبه الجو الملبد بالغيوم في ضبابها المثيرة.

وفجاة أخذت تدور بسرعة وتسحبهم بداخلها كالوحش الذي طال انتظار فريسته ولم يجد مهربًا غير الحصول عليه بنفسه وكانت البوابة تسحبهم بقوة.

فكان لامي يصرخ بقوة وهو لا يفهم ماذا يحدث؟

أما تيام فكان متحمسًا كثيرًا لتلك المغامرة وهو يردف بسعادة:
-لماذا تصرخ يا لامي إن ما قولته يحدث الأن لماذا تصرخ هكذا؟

ترك لامي تيام يتحدث كما يشاء وهو يغمض عينيه ولا يعرف ما المستقبل البعيد الذي ينتظره ويلعن نفسه مئات المرات علي ما قال لتيام منذ قليل.

وفجأة شعر لامي أن خصلات شعره الكثيفة تتطاير في هواء منعش فبدأ يفتح عينيه ببطء حتى يري ما حدث معه ولكنه صدم مما رأي وتعجب كثيرًا من هيئته الضعيفة!

فماذا حدث لهم يا تري؟
ولماذا تعجب لامي هكذا؟

في مملكة الجحيم الوسطي «مملكة روستاو»

في تل الجبابرة:-
كان الملك سوكر يجلس في تلك الغرفة القذرة التي تشبه غرفة لامي في البعد الحقيقي قذره مثلها تفوح منها رائحة عفنة لا يقدر علي تحملها أي إنسان بشري كانت الجماجم العظمية في كل مكان في تلك الغرفة العفنه من هذا المكان الموبوء بالقذارة.

دلف وزيره بخوف وهو يهرول ويردد بعض الكلمات المخيفة بالنسبة لهم:
-لقد جاءوا لقد هلكنا جميعًا لقد وصلوا أرض الممالك لقد وصلوا!

سوكر بغضب وعيونه مليئة بالشرر والبراكين تتصاعد منها:
-إحضر لي الكرة البلورية الساحرة فورًا.

الوزير بقلق وهو يفرك يديه بصعوبة وقطرات المياة تتساقط على جبينه:
-ولكن عذرًا أيها الملك فالكرة ليست هنا إن الملك أبيس قد ولكن لم يستطع تكملة جملتة من صراخ سوكر المفزع.

سوكر بغضب جامح وقد تحولت عيناه للون الأسود القاتم وهو يمسكه من ثيابه الرثه ويصرخ بصوت مفزع:
-إحضرها لي فورًا من دون تردد أو كلمة تنطق بها وإلا ستكون معهم في الدرك الأسفل من الأخدود الذين سيقتلون فيه.

الوزير بكلمات متقطعة وهو يبلع ريقه فهو لا يعرف ماذا يفعل الأن فالكرة ليست موجوده فأردف بسرعة البرق وهو يبتعد عنه قليلًا:
-لا أستطيع أن أحضرها لك فالملك أبيس كسرها عندما كان يود استخدامها في قتل محاربيه.

نظر سوكر نظرات تجعلك تقتل نفسك حيًا ثم أردف بصوت بشبه زئير الأسد:
-أمامك يومين تحضرها لي من مملكة الجحيم الثلجية وإلا سيكون موتك هو ردًا عليك في هذا الأمر.

ثم أدار وجهه للجهة الأخري ينظر من نافذة الغرفة والتي تتطل علي انحدار التل ثم أكمل بصوت غامض يشبه فحيح الأفعي:
-هذا أمر ملكي حتمي وعليك ألا تجادل به إذهب ولا تعود إلا وهي معك، إنصرف وعد سريعًا.

غادر الوزير من الغرفة وذهب ليحضر الكرة البلورية الساحرة ولكن الملك سمع صوت صريخ عالي فخرج سريعًا ليري ماذا يحدث؟

في الطريق مر بداخل التل الذهبي وهو القسم الأوسط في التل ويسمي هكذا لان كل شيء في هذا الجزء مرصع بالذهب الخالص عدا السجادة التي يمرون عليها فكانت تشبه السجادة الحمراء في مهرجات الجونة فهي شديدة الاحمرار وطويلة للغاية.

وفي نهاية هذا الممر الذهبي وجد إبنته الصغيرة تقف والدموع تسيل بغزارة علي وجنيها.

فما سبب بكاءها يا تري؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي