الفصل الثالث«وصول المحاربين أرض الممالك»

عندما تكون البداية أشبه ببداية النهايات تكون تلك الحقيقة المؤلمة التي لا نود معرفتها.

عندما فتحت البوابة الزمنية كانت كانت الفتيات في حالة لا يرثي بها فكل منهم كانت في عالم أخر وهم يفكرون كيف يكونوا محاربين وهم لم يستعدوا لشيء ما؟

ولكن إحساس غريب يراودهم وهم مغمضون العين وكأن الهواء أصبح كالنسيم العليل في فصل الربيع ورائحة الجو تشبه أزهار الياسمين والنرجس الرائعين.

رمشت لدن بعيونها وهي تفتحها ببطء شديد لترى ما هذا الهواء الرائع ولكنها وجدت نفسها تحلق في الهواء علي ظهر طائر ليس له شكل محدد يشبه البغباء في الوانه.

حاولت الالتفات خلفها لترى طرب لكنها لم تجدها فأخذت توبخ نفسها لأنها هي من أرادت قراءة هذا الكتاب اللعين وأردفت بحزن تحدث نفسها:
-هذا خطأي أنا لماذا عوقبت هي أنا من أردت هذا الكتاب يا ليتني لم أفكر فيه أبدا!

جاءها الرد الحاسم من ذلك الطائر وهو يحاول الهبوط ببطء حتى لا تقع:
-أيها المحاربة أهلا بكِ في مملكة الجحيم الجليدية هنا ستجدين كل ما تتمنين رؤية ولكن احذري من الملكة "أنستزيا" فهي كره الأشخاص الدخلاء والمحاربين أيضًا ستقابلين هنا من سيحكي لكِ قصتها وكيف ستساعديهم ولا تخافي علي المحاربة الصغيرة طرب فهي في مكان لطيف للغاية سيقضي علي حياتها فقط إن لم تكف عن الثرثرة المبالغة بها.

نظرت له لدن بسخرية وهي تهز رأسها ثم أردفت بسخرية وهراء:
-أريد أن أعرف شيئًا أيها البغباء المثيرة كيف هي مملكة الجحيم وكيف هي جليدية ماذا تظن نفسك تقول أو أنك تكذب علي حتى أصدقك في هذا الهراء، ولا تقل لي أنكم أختطفتوها لصديقتي أنا لم أسمح بهذا يحدث؟

شعر وكأنها تثرثر أكثر من صديقتها فأردف بضجر:
-أنا لست بغباء أنا طائر العنقاء أتيت لأحملكِ لأرض الجحيم الثلجية يطلق عليها هكذا لأنها كل شيء بها صنع من الجليد وسميت مملكة الجحيم لأن الملكة التي تحكمها طاغية تفرض كثير من الضرائب علي سكانها، وتعذبهم أشد العذاب إذا لم يمتثل أحد لرغباتها والأن عليكِ فهم شيء واحد فقط وهو كيف ستتخلصين من تلك الملكة الطاغية؟

أخذت لدن تفكر كثيرًا كيف ستتعايش مع أفراد تلك المملكة وفجأة رأت من بعيد قصرًا جليديًا علي قمة الجبل والطرق والمنازل والمحلات كلها صنعت من الجليد هذا غير اللوحات التي تزين المملكة والأعمدة التي تنير المملكة كل هذا صنع من الجليد.

ذهلت لدن من تلك المناظر الخلابة الرائعة التي توحي بجمال الطبيعة ولكنها رأت ما أزعجها في تلك المملكة فأردفت تسال العنقاء بحيرة:
-لماذا يحدث في الأسفل هناك لماذا يسحبون هؤلاء الناس هكذا أيتها العنقاء؟

أردفت العنقاء بحزن سيطر علي صوتها:
-إنهم يا أيتها المحاربة هم حراس الملكة يأخذونهم لسجن المملكة حيث أشد العذاب والعقاب وهناك كل شيء من الثليج والنار وهو المكان الوحيد بالمملكة كلها الذي يحتوي علي شيء مخالف للممكلة فهذا النار يعذبون به الأشخاص بشدة وقسوة.

حزنت لدن علي هؤلاء الناس وأضافت بحزن وكلها أمل في إنقاذهم:
-سأكون المحاربة التي جاءت من أجلت حمايتهم من ذلك الظلم الواقع عليهم ولكني بدأت أشعر بالبرد الشديد وأنا لم أحضر أي شيء معي.

أردفت العنقاء وهي تهبط ببطء علي أرض المملكة ولكنها تبعد قليلًا منها:
-الأن قد وصلنا لأرض المملكة ستجدين كل شيء تحتاجينه من ثياب وأحذية في هذا الكوخ القريب هناك ولكن إحترسي فحراس الملكة يمرون من هنا كثيرًا فاحذري أن لا يراكِ أحد منهم.

ثم تركها وغادر وبقيت هي لا تعرف ماذا تفعل؟
وكيف ستدخل المملكة؟
ومن الشخص الذي سيساعدها؟

وفجأة سمعت صوت أشخاص قادمون نحوها فتذكرت أن العنقاء قالت لها أن حراس الملكة يأتون هنا كثيرًا، فأخذت تبحث عن أي شيء تختبيء خلفه ولكن لم تجد كل شيء صنع من الجليد.

فحاولت الركض ناحية الكوخ القريب منها حتي تختبيء بداخلة منهم.

ثم ركضت بسرعة ناحية الكوخ ولكن كان صعب الفتح أخذت تحاول بشتي الطرق ولكن كانت محاولات فاشلة لا جدوى منها حتي سمعت صوت رجل يردف بحنق:
-من أنتِ أيتها الفتاة وماذا تفعلين هنا؟

وقفت الفتاة مكانها من دون حركة وهي تدعو الله أن لا يكون أحد من حراس الملكة.

فمن يكون يرى هل هو حارس من حراس الملكة وسيعتقلها أم ماذا؟


أما عند طرب فقط خرجت من عالمها المخيف علي واقع أكثر رعب منه فهي تري الأن أشخاص عمالقة يعملون بجد وهي لا تعرف ماذا تفعل؟
وهي تردد كيف وصلت هنا؟


وفجأة وجدت طبق طائر يلقى عليها وهي لا تعرف كيف تتصرف أخذت تركض بسرعة كبيرة جدًا حتى اصطدمت بقدم طفل صغير ولكنه بالنسبة لها عملاق جدًا.

التقتها الطفل من الأرض ثم أخذ يشمها كأنها شيء سيأكله وأخذ يقربها من فمه ولكنها أخذت تلوح بيدها ولكن دون جدوى.

وجد والدته تنادي عليه بصوت عالي:
-يا صغيري هيا نذهب من هنا ماذا تفعل أنت الأن؟

الطفل ببراءة وهو يقدم الفتاة لوالدته وهو يردف بابتسامة طفولية:
-وجدت هذة اللعبة ملقاه علي الأرض يا أمي فهي جميلة للغاية سألعب بها.

الأم بابتسامة وهي تلتقتها من يديه وتضعها في حقيبة اللعب الخاصة بالطفل:
-حسنًا صغيري سنأخذها معانا للبيت هيا قم وإغسل يدك حان وقت الطعام الأن وبعدها سنعود للبيت.

أما داخل علبة اللعب الخاصة بالطفل كانت طرب تعاني جدًا من الحركة علي الرغم من كبر حجم العلبة وأنها صغيرة جدًا مقارنة بالألعاب اللتى في العلبة ولكنها لم تعتاد علي هذا وظنت أنه سيكون مكانها الجديد.

فأخذت تبحث عن أي شيء تجلس عليه، فوجدت كرسي صغير ولكنه بالنسبة لها أطول منها بكثير، فحاولت الصعود للجلوس عليه ولكن كل مرة تفشل في الصعود للكرسي، فوضت شيء صغير ووقفت عليه وأخيرًا جلست علي الكرسي بعد عناء كبير.

ثم أخذت تفكر ماذا تفعل في تلك الكارثة ولكن سرعان ما وجدت ورقة مطوية صغيرة تلقى عليها من الأعلي.

وصوت العمالقة في الخارج يعلو بشدة ويردفون بضحكات عالية وصخب:
-إنها العنقاء إنها العنقاء ولكن أين المحارب أيتها العنقاء.

فأردفت الأم بابتسامة وهي تنظر لصغيرها وهي تشير للعنقاء:
-من الممكن يصغيري أن يصل المحارب قريبًا فقد ظهرت العنقاء بعد غياب طويل دام فترة كبيرة جدًا من الزمن.

أم في علبة اللعب الخاصة بالطفل كانت طرب تحاول فتح الورقة الصغيرة الملقاه لها.

التي كتب بها:
"من العنقاء إلى المحاربة الصغيرة طرب"
بعد السلام والتحية الطيبة
عزيزتي المحاربة اللطيفة /أحب أن أخبركِ أنكِ الأن في مملكة الجحيم الثلاثية وهي أرض العمالقة، فقد اختاركِ الكتاب الأسطوري لتكوني محاربة في تلك الأرض وأن سأحاول أن أجيب علي كل الأسئلة التي تدور بعقلك الأن أولًا قد تم اختيارك لتك الأرض لأنكِ ستكونين منقذهم من أفكارهم السيئة هنا هم لا يحكمهم حاكم شرعي مثل بقية الممالك لكنهم هم من يحكمون أنفسهم وتم اختيارك بعناية قسوى لأنك تفهمين أوجاع الأشخاص وتقرأين عقولهم كما تفعلين مع مرضاكِ في المستشفي لديكِ والأن عزيزتي يجب عليك التعامل معاهم كما يجب، وهذا الطفل الذي يعتني بكِ هو من سيعلمك كل شيء ومن حظك اللطيف أنكِ وقعتي معه وليس مع شخص بالغ ستتعلمين مع مرور الوقت ماذا يجب عليك فعله ولكن احذركِ من الوقع تحت فخ الأشخاص الذين يتعاملون بتكبر وكأنهم ملوك المملكة وأخيرًا لا تقلقي علي صديقتكِ فهي في مكان جميل جدًا سيعجبك كثيرًا عندما ستزورينه في القريب العاجل والأن سأتركِ هنا فكوني محاربة جيدة يا صغيرتي إلى اللقاء قريبًا.
مع تحياتي العنقاء


ظلت طرب تنظر للورقة بحزن وقد تفرقت عن صديقتها وأختها وهي لا تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل؟

وخرجت من شرودها علي هزة أرضية أصابت العلبة وقد عرفت من أصواتهم أنهم سيعودون الأن للمنزل ولكنها فقدت اتزانها ووقعت من فوق الكرسي فحاولت التشبث بشيء ما أخر حتى يصلون للمنزل.

وفجاة توفقت الحركة ووجدت يد تدخل للعلبة الكبيرة جعلتها تصرخ من الخضة والقلق ولكن لا أحد يسمعها فهي في حجم عقلة الإصبح الصغير.

فما هو شعورك أيها الانسان البالغ عندما تتحول لشيء نكرة منبوذ في حجم عقلة الإصبح الصغيرة ماذا ستفعل وأنت في هذا الحجم؟


في مدينة البندقية:

حل المساء علي تلك المدينة المبهرة ليلًا فهي جميلة للغاية فهي مدينة العشاق من أجمل مدن العالم وأكثرهم جاذبية ومتعة وهي المدينة الأكثر رومانسية كما وصفها العرب ، قبلة العشاق وافضل مكان لقضاء شهر العسل فهي تتصدر القائمة فحقا هي بلد الحب والعشاق.

البندقية أو الجزيرة المائية يبلغ عدد سكانها بـ271 الف نسمة أما عدد زوارها سنوياً فأكثر بكثير وذلك ليس بمحض الصدفة فتلك البلاد غنية جدا بمعالمها وتاريخها الذي يحمل في طياته العديد من الحكايات والأساطير ففي كل جدار، أو تمثال، أو حتى شارع حكاية تختلف عن الأخرى. وخلف كل حجارة شيدت في المباني قصة تحاكي جمالاً لا يمكن وصفه ببضعة كلمات.

في منزل يسدوه الهدوء والجمال دلفت امرأة صغيرة في العقد الثالث من عمرها ممشوقة القوام ذات جاذبية ساحرة تسحر كل من يراها فهي تشبه البلد التي تقطن بها.

جاءها صوت رجولي أجحش من خلفها وهو يردف بحنق وغلظة:
-الساعة الأن تخطت الثانية عشر منتصف الليل أين كنتِ في هذا الوقت المتأخر من الليل زوجتي العزيزة هل تناسيتِ أن لديكِ طفل صغير يحتاج العناية به أم ماذا؟

أردفت الفتاة برقة وهي تغنو داخل المنزل ثم جلست علي أقرب كرسي:
-هذا الطفل ليس من مسؤليتي قلت لك كثيرًا إنني لا يهمني أمر ذلك الطفل كل ما يهمني حياتي فقط وليس أي شيء يعركل سعادتي سأمحيه من حياتي كلها أفهمت أم ماذا؟

نظر لها بقلب مكسر وتألم وأردف وهو ينهض من مكانه:
-الأن إتضح كل شيء يا عزيزتي لم أعركل سعادتك مرة أخري ولكن هذا صغيرنا وإبننا ولا يجب

قاطعته زوجته بضجر وعيونها تملتيء بالغضب:
-هذا الطفل هو ابنك وحدك وليس ابني، هذا الطفل هو صغيرك وحدك وليس صغيري أنا لم أتحمل أي شيء يتعلق به مرة أخري يا زوجي أنا فقط أفضل سعادتي علي العيش معكما.

وهنا خرج الزوج عن هدوءه المعتاد وسرعان ما إشتغل بداخله نيران الغضب الجامح وأردف بصوت عالي:
-الأن وصاعدًا لن يبقى لديكِ شيء هنا الأن إخرجي من حياتنا كلها وابقي مع سعادتك يا زوجتي.

ثم تركها وصعد للغرفة أم في غرفة الطفل الصغير كان يمسك هذا الكتاب الملعون الذي يتحدث عن الأساطير والرعب وانتقال الروح لجسد الانسان فكانت كلما قرأ شيء أصبح مثار مما يقرأ فهو لا يعرف معاني كثير من الكلمات الملعونة والتي من الممكن أنها كلمات تستدعي الجن والأرواح الملعونة في هيئة أشباح أو تتجسد في هيئة أشخاص.

وفجاة أحس أنه يختنق وأن شيئًا ما يحدث له ثم أردف بصوت أجحش وهو ينظر للمرأة:
-الأن يا عزيزي الصغير ستفعل كل ما أطلبه منك حتى وإن قلت لك اقتل نفسك.

فماذا حدث للطفل يا ترى؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي