أمارديا البارت الرابع

"أمارديا" "البارت الرابع"

أحياناً لا يكن من الجيد أن تُكشف جميع الأسرار، فهناك البعض منها سيكون من الأفضل أن تندثر ولا يعلم بها أحد!.

في الصباح
استيقظت كلثوم وهي تشعر بأن رأسها محطم.
ضمت كلثوم حاجبيها بألم وقامت بفتح عينيها رويداً رودياً، لم تكن الرؤية واضحة في البداية ولكن صار كل شيء يظهر شيئاً فشيئاً.

نظرت كلثوم حولها بتوجس فوجدت أنها في المنزل الذي كان بكر يستأجره لجويرية، فسرعان ما همّت للنهوض ولكنها فوجئت بأن كلتا يديها مكبلتين في حافتي المقعد.
خفق فؤاد كلثوم بقوة من شدة الخوف وتذكرت جدتها فسرعان ما اغرورقت عينيها وتلاحقت أنفاسها.

صارت كلثوم تزمجر بقوة قائلة:
_سأقتلك يا بكر، لن أسامحك على ما فعلت، لقد ظللت حتى صباح الأمس أفكر في فعل شيء كي تعودان أنت وجويرية ثانية وتتخطيا معاً كل ما حدث ولكنني كنت مخطئة أنت شيطان رجيم.

صمتت كلثوم لكي تلتقط أنفاسها ومن ثَم تابعت ببكاء وقالت:
_لقد تخطيت حدود الغفران يا بكر، لن أدع دماء جدتي تذهب سُدى.
صمتت كلثوم وانتظرت حتى يزعن ولكن بلا جدوى!.

مر الوقت ولم يظهر بكر بعد.
كانت كلثوم في إحدى غُرف المنزل، نظرت نحو النافذة التي كانت في الجهة اليمنى وكانت أشعة الشمس تطل منها.
اغرورقت عيني كلثوم وقالت بصوت خافت:
_سأقتلك يا بكر.

بعد مرور ما يقارب إلى ساعتين، انتبهت كلثوم حينما تحرك مقبض باب الغرفة، فنظرت نحوه بتوجس ولم تتفوه بأي كلمة.
دلف بكر إلى الغرفة بينما كان يقاوم التثاؤب.

اقترب بكر من كلثوم وجلس أمام كلثوم بعدما وضع مقعد آخر أمامها وقال:
_صباح الخير يا صديقتي العزيزة.
تلاحقت أنفاس كلثوم وصار صدرها يعلو ويهبط بشدة.

قهقه بكر بسخرية قائلاً:
_لماذا تبدين غاصبة؟! ليس هناك داعي لذلك، ألم تشتاقي إليّ.
حينها حرّكت كلثوم يديها بقوة لكي تتحرر ولكن بلا جدوى.

تبسم بكر ووضع كفيه فوق وجنتي كلثوم وأمسك وجهها بقوة قائلاً بغضب:
_لا تثيري غضبي لأن ذلك سيجعلكِ تدفعين الثمن غالياً، لقد توقعت الخذلان من الجميع إلا منكِ يا كلثوم.. فأخفق الجميع وفعلتِ إنتِ.

جحظت عيني كلثوم وقالت بغضب:
_ما الذي تتحدث عنه أنت؟! لا بد أنك جننت!، هل تدرك ما تقول؟! لقد أضعتنا يا بكر، لقد حطمت كل شيء، لقد خسرت، لقد خسرتني يا بكر.

صمتت كلثوم لكي تلتقط أنفاسها ومن ثَم تابعت بقولها:
_ماذا ستفعل إن أثرت غضبك؟! هل ستقتلني؟! هل تظن أنني أخشى الموت؟! أنا لست كذلك، إن كنت تود أن تقتلني الآن إذاً فلتفعل ليس لدي مشكلة في ذلك.

ضغط بكر على نواجزه بقوة وقال وأمسك بفك كلثوم وقال وهو يضغط عليه بقوة:
_لا يا كلثوم لن أقتلكِ.. سأدعكِ تشتهين الموت ولا تجدينه، سأجعلكِ تقبّلبن حذائي لكي أرحمكِ مما سأفعله بكِ.

دفع بكر وجه كلثوم بقوة وابتعد عنها بضع خطوات ثم قال بنبرة حادة:
_أين جويرية؟!.
جحظت عيني كلثوم ولم تزعن فقال بكر بنبرة أكثر حدة:
_لقد قولت أين جويرية؟!.

فأخذت كلثوم شهيقاً عميقاً ونظرت نحوه بجمود وقالت:
_لا أعلم، أعثر عليها مثلما عثرت عليّ، أليس الأمر سهلاً بالنسبة لك؟!.
غضب بكر ولم ينتبه يوى بعدما لطم كلثوم بقوة وقال لها مؤشراً بسبابته:
_لن أرحمكِ يا كلثوم.

...

في قرية أمارديا
في أحد البيوت، كان يوسف فاقد الوعي ومُلقى أرضاً وقد رُبطت يديه وقدميه بالأحبال.
دلفت فتاة إلى الغرفة يبدو عليها أنها تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً.

كانت تخوذ بين يديها إناء به ماء، نظرت نحو يوسف ومن ثَم ألقت الماء فوق وجهه فسرعان ما عاد إلى وعيه وقال بصوت لاهث:
_ماذا.. من هناك؟!.

نظر يوسف أمامه ولكنه لم يتمكن من الرؤية بوضوح، ظل يغمض عينيه ويفتحهما مرارا وتكرارا حتى تمكن من الرؤية.
فقال يوسف وهو ينظر إلى الفتاة التي تقف أمامه بتعجب من مظهرها وجمالها الملفتان:
_من أنتِ؟! ولماذا جلبتِني إلى هنا؟.

جثت الفتاة على ركبتيها أمامه وقالت بجمود:
_أُدعى قمر، يمكنك الوقل أنني أقف في المرصاد لكل من يتربص في هذه القرية، وقد كان دورك ليلة أمس.
فقال يوسف بعينين جاحظتين:
_هذا يعني أنكِ تعملين معهم! أليس كذلك؟!.

ضمت قمر حاجبيها وقالت بتساؤل:
_مع من؟! ماذا تقصد؟!.
فقال يوسف بنرة ساخرة:
_مع الجلادون.. أنتِ تعملين معهم في الخفاء أليس كذلك؟!.

تعالت قهقهات قمر ونهضت من أمامه وابتعدت عنه بضع خطوات وقالت:
_إن سِرت في هذه الأرض تجوب مشارقها ومغاربها لن تجد من هو أشد كرهاً لهؤلاء الجلادون أكثر مني، إنهم أُناس ظالمون لا يألون جهداً في تعذيبنا بشتى الطرق، ويلهم من الله.

تبسم يوسف وقد اغرورقت عيناه وقال:
_أنتِ تشبهينها.
ضمت قمر حاجبيها وقالت بتساؤل:
_عن من تتحدث؟!.
سالت دموع يوسف وقال بصوت متهدج:
_شقيقتي.

فقالت قمر بتعجب:
_ومن تكون هذه؟!.
أخذ يوسف شهيقاً عميقاً ومن ثَم زفره ببطء وقال:
_جويرية.. أظن أن الجميع في هذه القرية يعرفها.

جحظت عيني قمر وتعالت أنفاسها وقالت بدهشة:
_لا أصدق!! أنت شقيقها؟! ولكن ما نعرفه هنا في القرية أنه ليس لديها إخوة على الإطلاق، من أين أتيت أنت؟!.

فقال يوسف بغضب مصطنع:
_هل سنتحدث وأنا مكبل هكذا؟!.
فضحكت قمر رغماً عنها وقالت وهي تحرر يديه ومن ثَم قدميه:
_أنا حقاً آسفة.

أمسك يوسف بمعصمه ونظر بجانبه نحو قمر بعدما جلست وقال:
_سأقص عليكِ كل ما حدث.
كانت قمر كلها آذان صاغية لما كان يقول يوسف، فقد قص عليها كل ما حدث منذ مسقط رأسه واختطاف الحاكم له وتربيته له في بيته

حتى مرت سنوات وقام الحاكم بقتل والديه الحقيقيين عائشة وصادق، وفي ذات اليوم الذي قُتلت فيه عائشة غادر يوسف القرية أي قبل ستة سنوات، وهو الآن عاد بعدما قرأ الكتاب الذي يحكي عن حياتهما هو وشقيقته

ما جعله يعجل في مجيئه إلى القرية أنه علم أن بكر برفقة جويرية وهو يعلم جيداً أن بكر ليس إنساناً صالحاً البتة، وحينما أتى يوسف إلى القرية وتسلل إلى بيت الحاكم علم بشأن ما فعلته جويرية وأنها قامت بقتل الحاكم وبكر يسعى للإنتقام منها.

كانت عيني قمر جاحظة بدهشة عارمة وقالت بعدما انتهى يوسف من حديثه:
_يا إلهي! هذا يعني أنه هناك بُلدان أخرى غير هذه القرية!، لقد كنا جميعاً نظن أن جويرية تختبيء في أحد بيوت القرية أو في الغابة ولكن الآن علمت أنها لا بد أن تكون خارج القرية!.

صمتت قمر لبرهة ومن ثَم قالت:
_هل تعلم! أنا حقاً أحب شقيقتك حباً جما، إنها مثل أعلى بالنسبة لي، أنا أسير على خطاها وأتمنى لو أستطع أن أفعل شيء يُحدث فارقاً فيما بعد، كم أتمنى أن ألتقي بها، هذه أولى أمنياتي.

تبسم يوسف وقال بنبرة حزينة:
_وأنا أيضاً، لقد افترقنا عن بعضنا البعض منذ ولادتنا، كم آمل أن أراها بخير، أريد أن أطنئن عليها، أريد أن أجعلها تعلم أنه لديها أخٌ يشدد بأذرها وسيكون سنداً لها دائماً وأبداً.

اغرورقت عيني قمر وقالت:
_سنبحث عنها سوياً.
فقال يوسف بسعادة:
_حقاً!! هل أنتِ جادة.
فأومأت قمر برأسها وقالت بالسعادة ذاتها:
_بالطبع.

صمتت قمر وهي تفكر قليلاً ومن ثَم قالت:
_حسناً.. لا بُد أنك جائع، سأعد الطعام ونأكل أولاً..
فاقتضب يوسف حديثها وقال بدهشة:
_هل تجيدين الطهي؟!.

فقالت قمر بابتسامة وغرور:
_أفضل من أي شخص في هذه القرية.
ضحكا سويا ثم قالت قمر بتذكر:
_سننتظر حتى يصير الليل حالك ونخرج نبحث عنها في القرية بأكملها.

فقال يوسف بتعجب:
_ولكنها ليست هنا في القرية، لقد لاذت بالقرار منذ أيام حينما أراد بكر أن يقتلها.
ضمت قمر حاجبيها وقالت بتعجب:
_كيف علمت ذلك؟!.

فقال يوسف بتذكر:
_ليلة أمي حينما تسللت إلى بيت الحاكم سمعت اثنين من الجلادون يتحدثون عن هذا الأمر، يجب أن نذهب إلى بلدة "آشميرال" لا بد أنها هناك.

فقالت قمر وهي تشير برأسها يميناً ويساراً بالنفي:
_دائما الأشياء التي نظن أنها بعيدة جدا تكون أقرب إلينا أكثر مما نظن.
صمتت قمر لبرهة ثم قالت:
_دعنا نبحث الليلة.. للمرة الأخيرة فقط وإن لم نجدها سنذهب إلى البلدة التي تتحدث عنها.

تبسم يوسف قائلاً:
_حسناً اتفقنا.
كادت قمر أن تنهض وتتجه إلى الغرفة الخاصة بإعداد الكعام ولكن قال يوسف فجأة:
_لماذا تصرين على مساعدتي؟! ولماذا تكرهين الجلادون كثيراً هكذا، ما الذي فعلوه لكِ؟!.

جحظت عيني قمر وتذكرت صيحاتها المدوية وهي تنتحب برجاء لأحدهم أن يتركها وشأنها.
انتبهت قمر من شرودها حينما قال يوسف وهو يربت على كتفها:
_قمر! هل أنتِ بخير؟!.

حينما وضع يوسف يده فوق كتفها انتفضت قمر وصار جسدها يرتعش بشدة وقالت بغضب متقع وهي تبتعد عن يوسف وقامت بإخراج سلاح أبيض من بين ملابسها:
_لا تقترب مني، ابقى بعيداً وإلا قتلتك في الحال.

فقام يويف برفع كلتا يديه لأعلى وقال بأسف:
_أنا حقاً آسف، لم أقصد فعل أي شيء سيء.
كان ثدر قمر يعلو ويهبط من شدة هلعها، ولكنها عادت لرشدها وانتبهت لما فعلت تواً، فسرعان ما خبّأت سلاحها الأبيض بين ملابسها ثانيةً وقالت:
_أنا آسفة.. سأذهب لكي أعد الطعام.

...

خارج قرية "أمارديا"
كانت سيارة زيد تسير ببطء نحو الغابة وفجأة توقفت.
فقالت جويرية بتوجس:
_ما الذي حدث؟!.

فقال زيد بعدما أخرج رأسه من خلال النافذة ونظر إلى الطريق وأعادها مرة ثانية:
_لا يمكننا التقدم أكثر من ذلك، الطريق ليس ممهد.
زفرت جويرية بغضب وقالت:
_هل لا يزال الطريق طويلاً إلى هذه الغابة؟!.

فقال زيد وهو ينظر أمامه بخيبة أمل:
_أظن ذلك، سنكمل بقية الطريق سيراً على الأقدام.
فقال بشار بشرود:
_هل لا تزالين تودين الذهاب إلى هناك يا جويرية.

نظرت جويرية نحو بشار بنظرات يملؤها الشك وقالت:
_هل تعرف شيء لا نعرفه حيال هذه الغابة يا بشار؟!.
ارتبك بشار وقال بتوتر:
_لا، بالطبع لا، ولكنني أشعر بالسوء حيالها فقط ليس إلا.

غمغمت جويرية وهي لا تزال تشعر أنه هناك سر ما يخبئه بشار عنها.
هبطوا جميعاً من السيارة وساروا باتجاه الغابة.
وبعد مرور ما يقارب إلى ساعة ونصف من السير على أقدام، صاح زيد قائلاً بسعادة وهو يشير بسبابته:
_أنظروا.. ها هي الغابة هناك.

نظرت جويرية في الإتجاه الذي يشير إليه زيد وقالت بسعادة عارمة:
_وأخيراً.. ظننت أننا لن نصل قبل غروب الشمس!.
تنهد بشار قائلاً بتوجس:
_فلنكن حذرين يا أصدقاء، نحن لا نعلم شيء عن هذه الغابة.

ضمت جويرية حاجبيها وقالت وقالت بتعجب:
_ماذا تقصد يا بشار؟!.
فقال بشار حينها وهو يمرر أصابعه بين خصيلات شعره:
_ما أقصده أن هذه القرية مليئة بالأسرار الخفية ولا نعلم ما الذي ينتظرنا على بُعد بضعة أمتار قليلة، ربما تكون هذه الغابة مليئة بالمصائد والمكائد.

أومأت جويرية برأسها وقالت في قرارة نفسها:
_أقسم أنك تعرف شيئاً عن هذه الغابة يا بشار، ستفصح عن ذلك السر قريباً لا سك في ذلك، آمل أن لا تكون تخفي سراً خطيراً.
ظل زيد يراقب نظرات جويرية نحو بشار ولم ينبث بكلمة واحدة.

ساروا جميعاً نحو الغابة إلى أن صاروا أمام مدخلها مباشرة.
شعرت جويرية بأن ضربات قلبها تتسارع ولا تعلم لمَ حدث ذلك.
نظرت جويرية نحو زيد وبشار وقالت بحماس مصطنع:
_هل أنتما مستعدان؟!.

أخذ بشار شهيقاً عميقاً وقال:
_بكل تأكيد.
فنظرت جويرية نحو زيد وقالت:
_ماذا عنك؟.

إتدعى زيد الهلع والخوف والبكاء قائلاً وهو يوجه يديه للسماء:
_يا إلهي.. كنت آمل أن تكون نهايتي شيئاً لائقاً غير ذلك، لم أكن لأتمنى أن أزور مكاناً كهذا طيلة حياتي.

زفرت جويرية بنفاذ صبر وقالت:
_اتبعاني.
تجلى حاجبي زيد وقال بمزاح:
_آنستي.. من المفترض أن تتبعينا أنتِ أليس كذلك؟! نحن الرجال وليس أنتِ!.

تبسمت جويرية وقالت بجدية:
_الأمر لا يعني أحداً سواي، لذا دعوني أدلف إلى الداخل في المقدمة.
غمغم زيد ولم يُعقّب.

حينما خطوا خطواتهم الأولى في الغابة شعروا وكأن الليل خيّم فجأة، لقد فوجئوا بأن الظلام حالك في الداخل، ولكنهم وجدوا أيضاً مصابيح زيتية ملقاه هناك وهناك، فأمسك كل منهم بمصباح زيتي وقام بإشعاله، نظروا حولهم ليتأملوا الغابة.

كانت الأشجار عملاقة بمظهر يُلقي الرعب في الأفئدة، كان زيد خائف للغاية فقال بهمس:
_هلا عُدنا أدراجنا يا أصدقائي؟! أنا أشعر بالسوء وكأننا سنلقى حتفنا هنا.
فقالت جويرية دعنا نسير في صمت.

فقال بشار بهمس أيضاً:
_جويرية تتحدث في ما كنت أود أن أقوله، يجب أن نكون حذرين بقدر الإمكان.
ظلوا يسيرون وأخذهم الفضول لإكتشاف كل بقعة في هذه الغابة حتى افترقت طرقهم!.

ظلت جويرية تسير في طريقها إلى أن شعرت وكأن أحدهم ركض من خلفها فجأة، حينها إلتفتت جويرية وسرعان ما أخرجت سلاحها الأبيض وقالت بهلع من شدة الخوف:
_من هناك؟!.

ظلت جويرية تتلفت هنا وهناك فلم تجد أحد.
زفرت جويرية بقوة وقالت بغضب:
_زيد.. أنت وبشار إن كنتما تمزحان معي فهذا ليس الوقت الملائم لذلك أبداً.
صمتت جويرية وظلت في تحرك عينيها يميناً ويساراً بتوجس.

فجأة شعرت جويرية بأن أحدهم يقترب منها ببطء من الخلف فتعالت أنفاسها وصارت يديها ترتجف من شدة الخوف، كانت تود أن تلتفت إلى الخلف ولكنها لم تجرؤ على ذلك فظلت صامدة إلى أن صار أحدهم خلفها مباشرة.

حاولت جويرية أن تجمع رباطة جأشها وتلتفت ولكن داهمها ذلك الشخص وجعلها تسقط أرضاً وحاول أن يعصم عينيها ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليها واستطاعت أن تدفعه بعيداً عنه ونهضت حينها ووجّت سلاحها الأبيض نحوه وقالت ببكاء وصوت صاخب:
_من أنت؟!.

نظرت جويرية أمامها وهي توجّه سلاحها الأبيض نحو ذلك الشخص الذي يقف ثابتاً أمامها دون أن يتحرك له ساكناً.
فهرعت جويرية نحو مصباحها الزيتي الذي سقط أرضاً ووجّهته نحو ذلك الشخص الذي يقف أمامها.

صُعقت جويرية حينما رأته وقالت:
_بشار!! ما الذي فعلته تواً.
حينها خرج زيد من خلف بشار وصارا يضحكان هما الإثنين بشدة.

فقالت جويرية بغضب:
_حقاً!! أنتما الإثنين أسوأ أشخاص على وجه البسيطة.
اقتضبت جويرية حديثها حينما سمعت صوت خلفها فسرعان ما التفتت وألقت بسلاحها الأبيض في الإتجاه الذي صدر منه الصوت.

صغيرة_الكُتَّاب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي