العنقاء السوداء

مى شغف`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-02-27ضع على الرف
  • 53.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول جريمة اغتصاب

كانت البداية حين استيقظت نادين من غفلتها خلال ظلمات الليل، ووجدت يديها ووجها وملابسها غارقة بالدماء، وبجوارها شاب فاقد الوعي منقطع الأنفاس.

عندما اقتربت نادين من ذلك الشاب ووجدت بجسده عشرات الطعنات، ويديها تقبض بقوة على سكين مطبخ كبير ملوثة بالدماء.

عندها حاولت استعادت تركزها، ولكن بعد رؤيتها ذلك المنظر دخلت في حالة من الصدمة، عندما وجدت بجوارها جثة حبيبها أمام عينيها غارقة في الدماء.

خلال تلك العشرون دقائق مرت على نادين كالدهر، لم تستطع التحرك من مكانها، أو شعور بالوعي حتى سمعت كسر باب شقتها ودخول الشرطة عنوة.

هاجمت الشرطة بعد كسر الباب بالقوة حاملين أسلحة نارية يأمرها بصوت مرتفع:
- الشرطة تحاوط المكان أتركِ ذلك السكين فوراً؟!

كانت نادين تسمع تلك الأصوات ومعظم الكلمات وكأنها مشفرة وليس مفهومة، ولكن استمروا في قول تلك الجملة أكثر من مرة وكانت:
- أتركِ تلك السكين على الأرض فوراً.

بعد أخبرها بتلك الجملة أكثر من مرة، استطاعت بعد فترة استيعاب ما يقال، لذلك تركت السكين بهدوء رغم صعوبة فك أناملها الضعيفة التي تقبض بقوة على يديها وحاولت ترك السكين.

ولكنها تنظر إليهم بذعر وقالت بضيقة نفس:
- نائف أنقذوا عزيزي نائف، أنه مازال يتنفس؟!

أقترب أحد رجال الشرطة ووضع سلاحه في حزام بيت المسدس، وحاول التأكد من صحة جسم القتيل، ليستكشف هل هو به نبض مثلما قالت المرأة، ولقد بعد محاولة كشف النبض أعلن الضابط:
- لا يوجد نبض لقد مات.

عندها انهارت نادين وقالت بجنون ورعب:
- ذلك غير صحيح أنت تكذب هذا ليس حقيقي؟ أنه مازال يتنفس أني رأيته يتنفس منذ لحظات!

عندها نظر الضابط الجالس بجوار الجثة إلى الضابط الواقف بجوار نادين وأومأ برأسه بمعنى" لا يوجد أمل".

بعد ذلك وضع الشرطي القيود الحديدية على معصم نادين وإرسالها مع العساكر إلى سيارة الشرطة.

بعدما استعادت نادين ووعيها وتركزها علمت بوجود شيء خطأ.

وهو لماذا جاءت الشرطة بهذه السرعة فجأة من دون أتصال أو بلاغ، والقبض عليها على اعتبار أنها الجانية الأساسية بدون تحقيق، لمجرد وجودها في موقع الجريمة.

بعد تقيدها بالأساور الحديدية الخاصة بالمجرمين، وأدخلوها إلى سيارة الشرطة لإيصالها إلى قسم الشرطة من أجل التحقيق، وخلال الطريق إلى مركز الشرطة انهارت نادين ودخلت في نوبة ضحك غير طبيعية.

تلك الفجعة الكارثية التي وقعت بها، جلبت إليها كل ذكرياتها من المؤلمة من الماضي، وبدأت تتذكر كل ما حدث معها خلال حياتها السابقة، منذ الولادة حتى الآن من عذاب واضطهادات وكوارث.

كان الاسم الحقيقي" سناء كامل" منذ الولادة حتى وصولها إلى سن العاشرة، وبعد ذلك أصبح اسمها" نادين كريم البوهي".

بعد التبني أصبح لديها لأول مرة أخ اسمهُ كرم كريم البوهي، وعند حدوث الجريمة كانت تبلغ نادين عمر الثامن والعشرين.

عندما أكتشفت أن عشيقها" نائف العوضي" قد قتل، وهو الابن الأصغر إلى أكبر رجل أعمال في مجال الذهب والألماس في الوطن العربي.

بدأت القصة عندما وجدت عاملة النظافة داخل محطة الحافلات طفلة رضيعة، تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، وجدتها أمام أحد حمامات المحطات، عندها أخذتها على الفور إلى أقرب قسم شرطة في المنطقة، وتم الإبلاغ وعمل محضر في تلك الليلة، عن التقاط طفلة رضيعة من الشارع، وبعد ذلك تم أرسلها إلى دار الأيتام حتى يتم الاهتمام بالرضيعة.

ولكن مع مرور الوقت؛ لم يأتي أحد يسأل ويبحث عن تلك الرضيعة، عندها اعتبرتها الشرطة مولودة بطريقة غير شريعة، لذلك لم يبحث أحد عنها وتم تركها في الشارع، لذلك قررت الشرطة تسجيلها وضمها ضمن أطفال الملجأ.

تم تسميتها مثل معظم الفتيات الموجودة في الملجأ عن طريق مدير الدار، لذلك أطلق عليها اسم سناء كامل، وكان ذلك تميماً على اسم والد مدير الدار عزت كامل مثل باقي الفتيات الموجودة.

كانت تلك الطفلة الرضيعة تثير شبهات وقلق الجميع، لأن كان يبدو على ملابسها ومظهرها كأنها طفلة ليس عادية.

كانت الرضيعة ترتدي ملابس غالية الثمن وماركات مشهورة، وكان معلق بإذنها حلق ذهبي، ودليه ذهبية برقبتها، وايضاً كانت مميزة بوشم صغير وغريب على كتفها الأيسر، وهو وشم أسود اللون على هيئة عنقاء فينيكس.

لذلك ظن الجميع أنها طفلة ضائعة أو مخطوفة، لأنه من المستحيل بهذا المظهر المهندم أن تكون طفلة متروكة عن قصد في الشارع من ذويها.

لأنه لا توجد أم في الوجود تتخلى عن طفلتها في الشارع، وتركها في حالة جيدة هكذا، ولكن رغم بحث الشرطة المستمر عن أهل الرضيعة لم يتوصل لشيء لمدة خمس أعوام، ولن يجدوا أحد أو أقارب يبحثون على طفلة بنفس مواصفاتها.

عاشت بطلتنا سناء الشهيرة باسم نادين طفولة سيئة داخل جدران ذلك الملجأ من فقر إلى جوع وإهانة وتحرش وألغ.

كان ذلك بسبب أن الملجأ كان فقير الإمكانيات وحدوده ضعيفة؛ لذلك عندما كانت تأتي عائلات من أجل تبني الأطفال، كان المدير يطلب من العاملين بالدار بتدريب الفتيات بقسوة حتى يكونوا مهذبين في حضور الضيوف.

ولكن كانت تشعر سناء الطفلة الصغيرة بالإهانة، عند حضور العائلات حتى مشاهدة الفتيات، وكأنهم ملابس معروضة للبيع داخل المحل، يختارون منهم ما يشاؤون بدون الاهتمام إلى مشاعرهم.

كانت تعاني سناء منذ الطفولة من التحرش المستمر من مدير الدار، لأنها طفلة جميلة بملامح شرقية مميزة، وشعرها أسود اللون، وعيونها الخضراء الفاتحة اللامعة، لذلك كانت دائما سناء عرضة للتحرش بسبب جمالها، الذي أصبح هو سبب لعنتها في الحياة.

في البداية كان جمال الطفلة هو السبب الذي جعل كل نساء العائلات، الذين جاءوا من أجل البحث عن طفلة للتبني رفضها خوفا على أزواجهم من الفتنة.

ولكن كانت هناك مربية اسمها سعاد تلك المربية التي كانت تذهب إليها عندما تكون حزينة وتهون عليها تعاستها وتخبرها:
- سناء أنتِ طفلة جميلة لذلك لا تحزني، سوف تجدي عائلة تحبك وتأخذك تربيكِ بحب واهتمام.

نظرت الطفلة ببراءة إلى مربيتها وقالت:
- لم يأخذني أحد لأن لم يحبني أحد.

أجابتها المربية بحزن:
- لا تقولي هذا أني أحبك وأنتِ طفلة جميلة جداً.

سألتها الطفلة:
- لقد أخبروني الأصدقاء أن والدتي تركتني في الشارع لأنها تركني ولا تحبني؟!

أجابتها المربية:
- ذلك ليس صحيح والدتك كانت تحبك بشدة ولكنكم أضاعت بعضكما البعض.

عندها نظرت الطفلة سناء إلى المربية بحب وسعادة وكانت تلك المرة الأولى والأخيرة لها في ذلك الملجأ.

عندما بدأت الذكريات في الانفجار داخل عقلها كانت سناء تجلس داخل سيارة الشرطة، والقيود الحديدية مقيدة بيديها حين بدأت تتذكر تلك الذكريات عن طفولتها المؤلمة.

تلك الجريمة التي لا تدري كيف حدثت، جعلتها تتذكر جيداً ما قد تم نسيانه مع مرور الوقت، وهو ما حدث معها وهي في سن الخامسة.

عندما بدأت تعي ما يدور من حولها من إهانة و تحـرش مدير الدار، ذلك الرجل الذي كان سبباً في تحولها إلى قاتلة في هذا العمر الصغير.

بدأ الأمر في منتصف فصل الشتاء؛ عندما أكملت سناء العشرة أعوام، وكان في ذلك اليوم المشئوم تحولت إلى قاتلة وارتكبت أول جريمة لها في ذلك العمر الصغير، عندما حرقت غرفة نوم مدير الدار بعدما أقفلت عليه الغرفة بعد استغراقه في النوم.

حدث ذلك بسبب تحرش مدير الدار عزت كامل من الطفلة سناء يوماً، وبدأ ذلك عندما كانت في عمر الخمس أعوام.

كانت مثل معظم الفتيات الذين يعيشون في الدار، الذين يتعرضون لتحرش يومياً من ذلك الرجل الحقير، الذي استمر في فعل تلك الأفعال المسيئة حتى وصلت إلى سن العاشرة.

كانت سناء طفلة في الخامسة عندما أدركت أنها تتعرض للتحرش، في ذلك السن المبكر كانت الفتيات العاديات يلعبون بالعروسة المكعبات، ويجرون بفرحة وسعادة في الحدائق والمنازل وسط ذويهم.

ولكن بدأت سناء تتعلم وتفهم أول كلماتها في الحياة وهي كلمة تحـرش، عندما بدأ المدير يأخذها في حضنه بطريقة مشينة، بحجة مساعدتها في تناول الطعام، حينها بدأت الطفلة أن تشعر بإحساس مخيف.

كان ذلك الإحساس سببه يد المدير عزت، التي كانت تتحرك بطريقة قذرة ومثيرة الاشمئزاز على جسدها الصغير والرقيق، وكانت لا تستوعب الطفلة الصغيرة ما الذي يحدث معها غير الإحساس بالخوف والرعب.

استمرت سناء في قبول تلك التصرفات، كل ما يفعله المدير دون أبدأ حركة، أو أخبار أحد بشيء خوف من تهديده عندما أخبرها:
- سناء أنا أحبك لذلك لا تخبري أحد بذلك؟ عن ما يحدث بيننا فذلك سر!

عندها صمت سناء ولم تجابه؛ لأنها بالفعل لم تفهم يقوله المدير أو ما معنى ذلك الحديث، لذلك غضب وعصب المدير عليها بشدة وعنفها وهددها وقال:
- لماذا لا تتحدثي هل أنتِ خرساء؟

عندها بكت الطفلة وإجابته:
- آسفة سوف استمع إلى الكلام.

عندها حضنها وأخبرها:
- حسنا أخبرني أني أحبك؟!

عندها لم تتحدث لأنه بالفعل لم تكون تحب ذلك المدير بسبب تصرفاته معها، لذلك غضب وسألها:
- هل لم تفهمي! أو لم تسمعي ما أقوله؟

كانت المدير بالفعل متعلق بالطفل بشدة ويحلم باليوم الذي سوف تكبر في الطفل حتى تجعلها امرأته، ولكن عندما لم يجب جواب من الطفل على مشاعره، أخبر نفسه أنها مازالت طفلة، وعندما تنضج سوف تقع في حبه.

لذلك أخبرها بغضب حتى تخاف وتسمع كلامه:
- هل تفهمي لو أخبرتِ أحد عن ما يحدث بيننا سوف أقتلك.

خلال تلك اللحظة بدأت تستوعب سناء كلمة جديدة وهي كلمة قتل، وبدأت تلك الكلمة تكبر مع الطفلة، ولكن الأسوأ أن منذ تلك اللحظة صار التحرش مع سناء من المدير شيء عادي حدوثه.

كان المدير يجبرها على معاملة كامرأة حتى ترضيه في ذلك السن الصغير، كأنه يُدرب حيوانه الأليف، حدث ذلك في الطفل كل يوم كلما أراد المدير ذلك، حتى جاءت العاصفة وبدأت الكارثة تظهر في حياة سناء.

بدأت المدير في البداية باللمس والقبلات حتى وصلت سناء إلي سن العشرة أعوام، وعند وصولها إلى ذلك السن، في ليلة ممطرة تجلب العواصف والرعد، ذهب عزت إلى الغرفة التي ينام بها الفتيات مثل بعض الأيام السابقة، وسرق سناء أثناء نومها دون أن يدرك أحد وأخذها إلى غرفته.

في تلك الليلة المظلمة الوحشية الممتلئة بالعواصف الرعدية، قام المدير عزت ذات الطابع الحيواني المجرد من الإنسانية، باغتصاب الطفلة الصغيرة سناء بدون ضمير وبوحشية، تلك الطفلة الصغيرة الجميلة البريئة، التي تبلغ من العمر عشرة أعوام، أصبحت الآن ممتلئة بالجروح الجسدية والنفسية مدى الحياة.

كان جميع العاملين في الدار يعرفون جيداً أخلاق المدير عزت، وما يحدث وما يفعله في الفتيات من تحرش وكوارث أخري كثير، ولكن كان كل العاملين في الدار يعانون من الفقر الشديد، لذلك كان العمل في الملجأ هو مصدر رزقهم الوحيد في الدنيا لذلك لم يتحدث أحد.

كان عزت المدير الحقير الجشع، الذي لم يكفيه التحرش بالفتيات، كان يأخذ الفتيات الصغيرة التي ليس لها هواية، ويباع إلى عصابات تجارة الأعضاء، أو إلى أسر يحتجون إلى تبرع أعضاء غير قانوني من أجل إنقاذ أطفالهم.

كان يبيع الفتيات ويشتري بالأموال صمت العاملين في الملجأ بمبالغ كبير، كان يبيع كل الفتيات المطلوبة الا الطفلة التي كان يهواها وهي سناء، كان لا يجعل أحد يأخذ منه فتاة وقع في حبها.

رغم جاءه عروض كثيرة من أجل شرائها منذ المهد، ولكنه رفض ذلك بشدة، لأنه كان يشعر أن تلك الطفلة غير عادية وخلفها سر كبير.

لذلك عندما وصلت سناء إلى سن العاشرة، أقام لها المدير عزت حفلة كبيرة في الدار، وبعد الحفلة سرق الطفلة وقام باغتصابها بوحشية، ولكن كانت سناء في العاشرة من العمر، التي تستطيع فيها الوعي أن ما حدث معها كان ظلم وغير طبيعي.

بعد حدوث ذلك شعرت الطفلة بالحزن والقهر والغضب الغير طبيعي، لذلك ذهبت دون أن تدرك إلى المطبخ، وأحضرت جركن البنزين الأحمر المشحم الصغير وعلبة كبريت، وذهب إلي غرفة المدير أثناء نومه.

صب البنزين على الأرضية من حول السرير فوقه وتحته، وبعد ذلك وأخرجت مفتاح الباب من الداخل، ومسكت علبة الكبريت وأشعلت النار وألقته على الأرض، وأغلقت عليه من الخارج ووافقت مكانها أمام الباب تشاهده النيران تأكل الغرفة ودموعها تسيل بغزاره على خدها الوردي.

قلقت المربية من نومها فجأة ونظرت إلى الفتيات حتى تطمئن عليهم، وعندما لم تجد سناء شعرت بالخوف والقلق عليها.

لذلك ذهبت لتبحث عنها في غرفة المدير، وهناك وجدت الطفلة تقف أمام الغرفة وتنظر إليها بتركيز، وكانت ملابسها ممزقة وبها قطرات من الدماء.

لذلك أسرعت إلى الطفلة وسألتها:
- سناء ما بك ماذا حدث؟!

عندها الطفلة استمرت في النظر إلى الغرفة التي تشتعل بسرعة، وفجأة بدأ المدير في الصراخ من قوة النيران التي مسكت في جسمه.

عندها فهمت المربية ما حدث، لذلك حاولت أخذ الطفلة وإخراجها من ذلك المكان بسرعة وأخبرتها:
- سناء تعالي معي إلى المنزل؟

عندها نظرت إليها سناء باستغراب لأنها كانت المرة الأولى التي يخبرها أحد أن تذهب مع إلى المنزل، لذلك أخبرتها المربية:
- سناء لا تخافي! لنذهب الآن قبل أن يراكِ أحد؟

حملت المربية الطفلة وأخذتها بعيداً خارج الدار، رغم رفض الطفلة الشديد في التحرك من أمام الغرفة التي تشاهدها بسعادة تشتعل منها النيران.

كانت المربية تفهم مشاعر الطفلة، وكانت تعلم أن الطفلة خائفة بشدة من خروج المدير من الغرفة والبحث عنها، لذلك طمأنتها المربية وقالت:
- سناء لا تخافي هو لم يستطيع الخروج حي مرة أخري.

عندها حولت سناء نظرها إلى المربية التي تحمليها داخل حضنها وتجري بها في الشارع حتى تذهب وتخفيها في منزلها، وبعد ذلك ارتمت داخل حضن المربية وضمتها سناء بشدة.

تسبب الحريق في حادث ضخم جداً، أثر على الدار بإكماله ولكن من حسن الحظ أن الأطفال وجميع العاملين في الدار تم انقاذهم.

كانت تعتقد المربية أنها تحميها هكذا عندما أخفيتها، ولكنها لم تكن تعلم أنها بتصرفها هكذا أذيت نفسها وعرضت الطفلة للخطر دون أن تدرك.

بعد ذلك استيقظت سناء من ذكرياتها المؤلمة على صوت أمين الشرطة، وهو ينزلها من سيارة الشرطة حتى يدخلها مركز الشرطة:
- أيها المجرمة انزلي من السيارة الآن.

بعد ذلك أخذها داخل قسم الشرطة، وأمر الضابط المسئول:
- يا عسكري خذها إلى السجن حتى يأتي الصباح، ليتم عرضها على ضابط التحقيقات.

أجاب أمين الشرطة:
- أمرك يا فندم.

بعد ذلك أخذ أمين الشرطة سناء إلى الحبس الانفرادي الخاص بالنساء، ذلك الحبس الانفرادي الذي لا يكن أبداً انفرادي، كان يوجد بها عشرات النساء بمختلف أعمارهم وأشكالهم.

عندما دخلت سناء التي أصبح اسمها الآن نادين، إلى ذلك المكان الحبس الانفرادي التي وجدته ضخم وواسع، ورغم وجود به عشرات النساء المحبوسين من مختلف أنواعها شعرت بالرهبة.

رغم عدم شعور نادين من قبل بالخوف، ولكن ذلك المكان شعرها بالرهبة في البداية، ولكنها بعد فترة وجيزة لم تعر الأمر اهتمام من كل ما تشاهده، لأنها بالفعل عاشت ما هو أسوأ من ذلك بكثير، خلال حياتها الماضية وخلال طفولة.

أمسك أمين الشرطة ذراعها وأدخلها بالقوة إلى الداخل وقال:
- رغم أنك قاتلة ولكنه هنا سوف تقابلين أشكال أسوأ منك.

بعد ذلك أغلق الباب واستمر في الضحك.

وقفت سناء على باب الغرفة من الداخل تنظر إليهم بنظرات باردة تحمل كل معني اللامبالاة، وبحثت بعينها بهدوء عن ركن فاضي، وذهبت وجلست به بكل ثقة، رغم مشاعرها التي تقيد نار وأفكارها العاصفة.

عندما أظهرت سناء عدم اهتمامها بكل النساء الموجودين، وكأنها تخبرهم بعيونها:
- أنا لا أشعر بالخوف منكم.

تلك النظرات جعلت المشاغبين المسجونات يشعرون بالغيظ تجاه سناء لذلك بدأ في استفزها وقول:
- تلك المرأة الجميلة تعتقد أنها أفضل من الجميع! يجب أن ترحب بها جيداً يا فتيات هيا بينا؟

كانت سناء تعلم بالفعل أن الحبس يوجد به جميع أنواع البشر من السيئ إلى الأسوأ وأيضاً هناك المظلوم والمضطهد.

لذلك كانت سناء بالفعل تستطع التعامل مع كل تلك الأشكال بسبب شخصيتها نشأتها الصعبة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي