الفصل الثالث موت بالبطيء

(٣)

"موت بالبطيء"

ابتسمت "بيرن" وهي تأخذ تنهيدة طويلة وقالت بعذوبة:
_ وهل ذهب معك إلى مولاتي العرافة "وجد"؟!

أومأت "أوسيلين" برأسها وقالت مؤكدة وهي تبتسم بشرود:
_ بلا، لقد أتى معي وقابلناها سويا، واكتشفت أنها تحبه كثيرا، حتى أنني كنت طوال الجلسة أتطلع إليه وهو يتحدث، وهو يضحك حتى إيماءاته، وتضيقه لعينيه عندما يستوقفه حديث ما، حتى طالعت العرافة بما وجدته تحت بيتي.

امتعض وجه "بيرين" وقالت بأسى:
_ وكان هذا سبب لذلك العذاب الذي عانيتيه، حتى أنقذك الأمير آن .

انحنت "أوسيلين" وقبلت كف "آن" النائم أمامها لا حول له ولا قوة، ولا يشعر بما يحدث حوله وقالت بأسى:
_ نعم هو من أنقذني، أتذكرين كيف اخترق المدينة ودخل دون أن يشعر به أحد، أو يكتشف أمره أحد، حتى أنه دخل البلاط الملكي وحررني من السجن والقيد.

أسرعت "بيرين" وقالت:
_ نعم نتذكر، الجميع حينها تحدث بهذا الشأن، ومنذ يومها والحروب محتدة بين الأمير "سنمار" والملك "ينار" أخو الأمير "آن".

تنهدت "أوسيلين" وقالت بابتسامة خافتة:
_ وحين حررني أخذني إلى العرافة "وجد"، وهي من نصبتني أميرة، وحولتني بنفثة من غبار كسبيال من مجرد فتاة بائسة، إلى أميرة وأناطح "سنمار" رأساً برأس وقراراً بقرار.

قهقهت "بيرين" وقالت ساخرة:
_ لذلك لا يحبك أحد هنا، الملك "زاد" والملكة “إليان" لولا خوفهم من مولاتي العرافة "وجد" لكانا اقتلعا رأسك من مكانها على قراراتك التي تصب في مصلحة الشعب.

ثم صمتت لبرهة وقالت بجدية:
_ الوحيدة التي تحبك وتتقبلك بالبلاط الملكي هي الأميرة "جِنان"، لا أعرف كيف لملاك مثلها أن تكون أخت للأمير "سنمار".

انتبها على طرقات بباب جناح "أوسيلين" ، فإتجهت بيرين وفتحت الباب، ثم عادت وتطلعت بالأميرة "أوسيلين" وقالت:
_ مولاتي، إن "آصف" خادم بلاط الأمير "سنمار" يريد الدخول على سموك.

تركت "أوسيلين" كف "آن" بعد أن قبلتها، ووقفت بمنتصف الغرفة بعدما نفشت فستانها الواسع وانتظرت دخوله بتحفز، دخل "آصف" وهو لا يتطلع ناحيتها، انحنى قليلا كي يقدم لها الاحترام والتجليل ثم اعتدل في وقفته وقال:
_ مولاتي إن الأمير "سنمار" يأمر بالإذن للحضور إلى جناح سموك لأمر عاجل.

فكرت "أوسيلين" قليلا، ثم قالت له بملامح محتدة:
_ ولما يريد مقابلتي؟

حرك "آصف" كتفيه وقال بتسليم:
_ أنا مجرد رسول جئت إليك برسالة من سموه، وأنتظر جوابك .

وضعت "أوسيلين" شالًا على رأسها، وصارت ناحيته وهي تقول بجمود:
_ بل أنا من سأذهب إليه، لا أريده أن يأتي إلى جناحي، تفضل أمامي.

التفت "آصف" وسار أمامها وهي تسير خلفه والجميع يتطلع بخلسة لجمالها وبهائها، هبطت الدرجات حتى أصبحت في جناح الأمير "سنمار"، وقفت أمام الباب وبعد ثواني أشار لها "آصف" بذراع أن تتفضل بالدخول..

دخلت وهي تقول بنبرة حازمة مباشرة:
_ ماذا تريد مني يا "سنمار" ؟

وقف "سنمار" أمامها وهو يطالعها باشتياق، ثم قال بملامحه الجامدة :
_ هناك أمور أريد أن أتحدث بها معك بالطبع.

جلست على أحد المقاعد المقابلة له، واضعة ساقاً فوق الأخرى وقالت بكبرياء وإيباء:
_ تفضل أنا أسمعك.

تطلع "سنمار" ناحية "آصف" بنظرات ذات مغذى، والذي انحنى برأسه متفهماً، ثم خرج وأغلق الباب خلفه، اقترب منها "سنمار" قائلا:
_ أنا من كنت أريد القدوم لجناحك يا "أوسيلين"، فلماذا حضرتُ أنتِ؟!

زفرت بضيق وقالت وهي تتعمق في عينيه شديدة السواد كقلبه:
_ لن أدعك تتشفى به مهما حدث يا "سنمار".

جلس "سنمار" على ركبتيه أمامها في لقطة سريعة، وهو يقول بتوسل:
_ أنا أريدك أنت يا حبيبتي، إلى متى ستتركينني على ناري وشوقي؟ أنا أتعذب اشعري بي ولو لمرة واحدة.

رفعت "أوسيلين" عيناها بملل وقالت بضيق:
_ ها نحن نعود إلى ذلك الهذيان مرة أخرى، لقد قلت لك سابقاً أنا لا أحبك، أنا أحب "آن" وفقط، ألم تفهم بعد؟!

وقف "سنمار" منتصباً وهو يقول بغلظة، وعينيه تطلق شرارا حاداً:
_ لا تذكري اسم هذا الحيوان أمامي، ها هو يغفو في غرفتك كالخرقة البالية، لا يصلح لشيء، و أعدك أنه سيموت قريبا بالبطيء، إذا بماذا أنت تتمسكين؟!

وقفت "أوسيلين" أمامه وهي تطالعه بتحدي وقالت:
_ أعلم جيدا أن ما أصاب "آن"، أنت السبب وراءه وسأفعل كل ما بجهدي كي يعود إلى رشده، قبل أن يعرف الملك "ينار" بما حدث لأخيه؛ وقتها ستقوم حرب لن يستطيع أحد إيقافها.

ضحك "سنمار" ضحكة عالية مستهزئة وهو يقول بسخرية :
_ هل أجلس في جانب من الغرفة وأنا أرتعش من خوفي، بعد ما قلته يا أميرة، فليفعل ما يحلو له، من الأساس هو وأخيه مجرد نكرة، أستطيع دهسهما بحذائي إن أردت وفي أي وقت.

رفعت "أوسيلين" عيناها صوبه تطالعه شرزاً، وقالت بتحذير قوي:
_ غرورك هذا هو سبب تراجع مملكة "كسبيال" اقتصاديا، لأنك لا ترى إلا نفسك وما تصبو إليه فقط، ولا تفكر بأي أحد غيرك، أيها الاناني.

قبض "سنمار" على ذراعها وقربها منه وهو يقول بشراسة من بين أسنانه:
_ سأجعله يموت بالبطيء أمام عينيك، سأجعلك تتحسرين على كل لحظة جعلتني بها أجلس والشوق يحرقني، "أوسيلين" أنتِ لي.

نفضت الأميرة "أوسيلين" ذراعها من يده وقالت بغضب:
_ لا تلمسني مرة أخرى، وإلا سأقطع يدك وأحرقها أمام عينيك، يجب أن أعرف كيف حولت "آن" إلى ذلك الشخص المريض، وإياك أن أعرف أن "لغبار كسبيال" دخل بما حدث له.
لاحت ابتسامة خفيفة على مبسم "سنمار" وقال لها بمكر:
_ وماذا ستفعلين إن صح حديثك؟!

اقتربت منه خطوة متعمقة أكثر في عينيه وقالت بقوة:
_ وقتها أنا لن أفعل شيء، يكفي ما ستفعله العرافة "وجد"، ومجلسها.

اهتزت حدقتي عيني "سنمار" وقال لها بهدوء مستتر خلفه خوف كبير:
_ وكيف ستخبرينها بما يجول بخاطرك؟

أسرعت "أوسيلين" وقالت بجدية:
_ أنا سأذهب إليها بنفسي، لن أترك "آن" في حالته تلك كثيراً.

ابتعد عنها "سنمار" وسار خطوتين ثم التفت إليها قائلا بعبوس غاضب:
_ سآمر رجالي أن يحيطوا جناحك ويمنعوكِ من الخروج، وقتها فقط لن يموت "آن" بالبطيء، بل ستموتين انتِ بالبطيء، وهو يموت أمام عينيك وبين يديك.

رفعت سبابتها أمام وجهه وقالت بتحذير قوي:
_ إياك أن تفعل هذا، لا يحق لك سجني، حدث مرة بالماضي ولن أدعك تفعلها مجددا، هذه المرة ستكون نهايتك على يدي، لا مجرد جرح بوجهك.

جلس "سنمار" على كرسيه العالي الكبير وهو يطالعها بتحدي وقال:
_ لنرى، فكري في الخروج من جناحك وسترين ما سيفعله رجالي، وأنا أنتظر انتقامك أيتها الأميرة الشريرة.

أخذ يضحك بصوت عالي، فالتفت "أوسيلين" ووقفت لدقيقة كاملة تفكر، ثم سارت ناحية الباب وخرجت منه، أثناء سيرها وجدت الأميرة "جِنان" تخرج من جناحها؛ فاقتربت منها وقالت بعدما انحنت بركبتيها قليلا:
_ صباح الخير يا مولاتي، أنا أحتاجك كثيرا.

عدلت "جِنان" من حجاب وجهها وقالت بتعجب:
_ ما بك؟! لماذا تبدين متوترة بهذا الشكل؟

اجبتها "أوسيلين" همساً بصوت خفيض:
_ سأخبرك بكل شيء، فقط تعالي معي إلى جناحي.

تطلعت "جِنان" خلفها لذلك الذي يراقبها وقالت بتفهم:
_ اذهبِ أنت إلى جناحك، وأنا سآتي إليك بعد وقت قصير، يبدو أن "سنمار" سيراقبك.

أومأت "أوسيلين" برأسها وقالت:
_ سأنتظرك، ولكن أرجوكِ لا تتأخري علي.

ربتت "جِنان" علي كتفها وقالت:
_ لن أتأخر.

تركتها "أوسيلين" وعادت إلى جناحها، دخلته ثم ألقت ذلك الحجاب الذي كان على رأسها على الأرض، وهي تصرخ بهيستيرية:
_ هو من فعل به ذلك كنت أعرف، ولكن من أين حصل على "غبار كسبيال"؟! المملكة كلها ستنقلب إن عرف أحد هذا الامر.

هدأتها "بيرين" قائلة:
_ من فضلك يا مولاتي، أنتِ لم ترتاحي منذ أيام، حتى الطعام لا تتناولينه بشكل جيد، أخشى عليك من أن تسقطي أمام عيني الآن.

التفتت "أوسيلين" ناحيتها وقالت بتلهف:
_ "بيرين"، أريدك أن تذهبي للعرافة" وجد" وتخبريها أن "سنمار" قد أصاب "آن" بلعنة، وأنه يملك "غبار كسبيال" و"آن" عندي.

أومأت "بيرين" برأسها وقالت مسرعة:
_ على الفور سأذهب مع حرسك لغابة "أرض الفردوس" وأخبرها بما قلته.

تركتها وخرجت وبعد دقيقة عادت تقول لها بضيق:
_ حرس الأمير "سنمار" منعوني من الخروج ومنتشرين بكل مكان في الخارج.

شعرت "أوسيلين" بدوار في رأسها، فجلست قائلة بتريث:
_ معك حق يا "بيرين"، أريد أكبر كمية من الطعام، أنا أريد أن أكل، لا أريد أن يستسلم جسدي، بل أريد محاربته كي أنقذ "آن"، لقد قال لي أنه سيموت بالبطيء.

أسرعت "بيرين" قائلة وهي تتجه ناحية باب الغرفة:
_ لا تقلقي يا مولاتي، سأحضر لكِ الطعام حالا، ولكن إهدئي أنتِ واجلسي؛ كي تحافظي على ما تبقى من طاقة في جسدك.

وقف حسن مجدداً أمام رامي وقال:
_ إذاً أنت تؤكد أن "غبار كسبيال" هذا، هو من حولك إلى هنا، وقلت من قبل أنه نتاج حجر ما لا أتذكر اسمه، هل تخبرني اسمه مجدداً؟

أجابه رامي قائلا:
_ اسمه حجر الفلاسفة، لا أعرف إن كان قد ذُكر في عالمكم أم لا .

أخرج حسن هاتفه وأخذ يعبث به، ورامي يطالعه بتعجب من هذا الشيء الذي يحمله، بعد دقيقة رفع حسن رأسه ناحية رامي ببطء وقال بصدمة:
_ لقد ذُكر حجر الفلاسفة بعالمنا أيضا، ولكن له قدرات مغايرة لما تقول.

عاد رامي خطوتين إلى الخلف وجلس على فراشه وقال:
_ من المؤكد أنه قد ذُكر عنه أنه إذا أضيف إلى أي معدن آخر، يحوله إلى ذهب خام، أم أنه يُصنع منه إكسير الحياة.

أومأ حسن برأسه ببطء شديد وقال بتعجب:
_ بالفعل هذا ما ذُكر عنه، ولكن أن يحول شخص من مكان إلى مكان آخر، أو يحوله من شخص إلى شخص آخر أو حتى إلى حيوان، لا لم يذكر هذا.

أجابه رامي بتعقل:
_ هذا لأننا قمنا عليه بأبحاث كثيرة، بعدما اكتشفت العرافة "وجد" أن لغباره تأثير كبير على تحويل كل شيء، بعد أن أضيفت عليه بعض المواد الكيميائية الخاصة بنا بالطبع، ولن أخبرك بهذا السر كي لا تستخدموه أنتم.

ابتسم حسن بسخرية وقال:
_ أولا كل ما ذكر عن حجر الفلاسفة مجرد أساطير، ليست حقيقية أي أن حجر الفلاسفة غير موجود.

هز رامي رأسه بيأس وقال بتأكيد:
_ أنتم متأخرون للغاية، بلا هو موجود وأنتم ترفضون الاعتراف بأي شيء ليس له سند علمي، يبدو هذا من خلال طريقة تعاملكم معي.

ضيق حسن عينيه وقال باندهاش:
_ هل تقصد أن حجر الفلاسفة موجود عندنا؟!

أشار رامي على هاتفه برأسه وهو يقول:
_ طالع هذا الشيء مجدداً، ربما تجد به شيئاً، رغم أنني لا أعرف كيف تجد به شيء من الأساس!

اقترب حسن منه ووضع الهاتف أمام وجهه وقال:
_ عن طريق شبكة الإنترنت، أنا متصل بها وعندما نسألها أي سؤال تجيب علينا.

اتسعت عيني رامي وقال بصدمة:
_ تستخدمون السحر بعالمكم!

أسرع حسن قائلا بتوضيح:
_ لا ليس سحراً، مع الوقت ستعرف كل شيء.

ثم عاد حسن وبحث في هاتفه وقال له:
_ الأسطورة تقول أن هذا الحجر يوجد بمحافظة عندنا اسمها الإسكندرية.

حرك رامي رأسه وقال بعد تفكير قصير:
_ هذا الاسم يبدو ذو شأن كبير، أنا أريد أن أذهب إلى تلك الإمارة حالا.

أوقفه حسن قائلا:
_ ماذا تقول؟ لن تخرج من هنا؛ فكيف اذا ستصل إليه؟!

ابتسم رامي بخبث وقال له:
_ إذا أردت أن أذهب إليها، لن يمنعني شخص، فهل ستساعدني أم سأذهب أنا بمفردي، ولكن مع خروجي من هنا سيسقط الكثير من القتلى والجرحى، ذلك هو الحل الوحيد لعودتي لعالمي.

فكر حسن بعقلانية قليلا، متطلعا لبنيان جسده الضخم وقال بتساؤل تعجيزي:
_ وأين ستجده؟! هل تعرف كم تبلغ مساحة محافظة الاسكندرية كاملة؟ هل ستنبش فيها في كل ركن كي تعثر عليه؟ إذا ستحتاج سنوات طويلة جداً، بل ربما عمرك بأكمله لن يكفي.

تطلع رامي بالأسفل إلى ذلك السلسال المعلق برقبته وقال:
_ هل ترى تلك القلادة، قد أهدتني إياها العرافة وجد، هذه القلادة لا يعرف أحد بشأنها في مملكتنا أو "مملكة كسبيال"؛ لأنها عبارة عن شيء يكتشف مكان حجر الفلاسفة.

طلع حسن السلسال من بعيد وقال بسخرية:
_ يبدو سلسال عادي وأبسط من العادي، ومع ذلك سأمرر أمره كما أمرر كل حديثك.

ابتسم رامي ابتسامة جانبية وقال بدهاء:
_ ألم تسأل نفسك كيف لم يأخذه مني الذين يعملون هنا؟ ولماذا تركوه لي؟!

اتسعت عيني حسن وقال ببديهية:
_ معك حق، كان لابد أن يأخذوه منك لربما تؤذي نفسك به!

أجابه رامي بثقة:
_ هذا لأنه ليس سلسال عادي كما قلت، بل قلادة ملكية ولن يستطع أحد نزعها عن رقبتي، فلتحاول إن أردت.

يعرف أن اقترابه منه بهذا الشكل يعد جنونياً، ولكن فضوله قد غلبه فسأله بتريث:
_ إن اقتربت منك لن تؤذني؟

انتصب رامي في وقفته وقال بإيباء:
_ "آن" لا يمس مسالم مهما حدث، وها انت تجلس أمامي منذ ساعات ولم أقترب منك.

شعر حسن براحة، فاقترب منه ببطء وهو يبتلع ريقه، حتى أصبح مقابلا له، بكف مرتعش لامس القلادة وحاول رفعها للأعلى كي يمررها من رأسه ويأخذها، ولكنها كانت لا تتحرك من مكانها، استخدم حسن كل قوته معها وهو يقول من بين أسنانه:
_ ما هذا؟! هل هي ملتصقة بك؟

بعد أن يأس تركها، ليحركها رامي بمنتهى اليسر وهو يقول بابتسامة هادئة:
_ أترى، ليست ملتصقة بي وها أنا أحركها بيسر، تلك قلادة ملكية نفث عليها غبار كسبيال، هل ستأتي معي لتلك الإمارة إذا؟

قهقه حسن وهو يضرب كفيه ببعضهما، ثم قال:
_ أنت مصر على الذهاب إلى هناك وهي كما قلت محافظة كبيرة، وبالنسبة لذلك الشرطي المكلف بحراستك، سنقتله مثلا.

استغل رامي لينه معه وقال:
_ لن أنبش إمارة بأكملها كما تقول أنت، بل أحتاج بعض الوقت لأقطع بها اكبر مسافة ممكنة، وربما أجده وأتحول لعالمي ويتحول رامي هذا لعالمكم.

قال له حسن بتسليم مؤقت:
_ سنتابع الحديث بيننا وكأنني أصدقك، فرضاً وجدت هذا الحجر، كيف ستحول غباره إلى ذلك الغبار السحري وأنت من أخبرني أنكم أضفتم إليه بعض المواد الموجودة بعالمكم، فأين ستجدها بعالمنا هنا؟!

فكر رامي قائلا:
_ هذا شأني ليس شأنك أنت، أنا أعرف جيداً ماذا سأفعل به إن وجدته، ولكن علي أولا إيجاد هذا الحجر.

فكر حسن قليلا ثم قال له:
_ سأفكر في هذا الأمر، سأتركك الآن وأعود إلى مكتبي، لقد أصبتني بالجنون، ويبدو أنني سأصدقك، أتركك الآن وبالغد إن شاء الله سنتابع حديثنا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي