الفصل الرابع قلادة الوصل

(٤)

(قلادةالوصل)

كانت تسير في هذا الرواق الطويل، وهي تتطلع يميناً ويساراً إلى رجال "سنمار" الذين يقفون خلسة ويراقبون جناح "أوسيلين"، حتى وصلت إلى باب غرفتها الذي فتحه لها الحارس ودخلت قائلة بمزاح ساخر:
_ يبدو إنك فعلت شيئا خطراً لكي يحيطك كل هؤلاء الحراس ... .

بترت حديثها وهي تطالع هذا النائم على فراش منزوي وقالت بتعجب:
_ من هذا يا "أوسيلين"؟!

رفعت "أوسيلين" رأسها والتفت إليها قائله بملامح حزينة:
_ إنه الأمير "آن" أمير مملكة "أوزغور" يا مولاتي.

اتسعت عيني "جِنان" وقالت بذعر:
_ من؟! وماذا يفعل في قصرنا؟ إنها الحرب بلا شك.

وقفت "أوسيلين" وقالت مسرعة:
_ لا أحد يعلم أنه هنا، و"سنمار" هو من فعل به هذا، لقد حوله من شخص محارب قوي ابنية، لهذا الشخص الهزيل، أنا لا أعرف ماذا أفعل؟!

ربتت "جنان" على ذراعيها وقالت بتعقل:
_ إهدئي يا "أوسيلين" واشرحِ لي ما حدث.

جلست "أوسيلين" أمامها وقالت وهي شاردة بالبعيد:
_ لقد كنت في يوم أقابل الأمير "آن"، وكان يدخل إلى بلدتنا متنكر؛ كي يراني وآراه؛ لأنه يعرفني، فنحن تقابلنا عند العرافة وجد من قبل، وهو يحبني وأنا احبه، و"سنمار" كما تعلمين يحبني هو أيضا.

هزت "جنان" راسها بتفهم، وجلست أمامها قائلة بضيق:
_ وبالطبع لم يتركما بسلام، هكذا هو "سنمار" ببساطة، لا أعرف هل هو بشر مثلنا أم شيطان متجسد في جسد إنس.

تابعت "أوسيلين" قائلة:
_ بذلك اليوم كنت أقابل "آن" خلف القصر، لنتفاجأ "بسنمار" يقف أمامنا دون أي حرس أو رجل من رجاله، احتد الحديث بينه وبين "آن" الذي دفعني كي أعود إلى القصر..

وما أن التفت وسرت بضع خطوات، حتى التفت على صراخ "آن" ووجدته يصرخ ويتلوى على الارض، وعندما اقتربت منه حاولت السيطرة عليه، لكنه كان في حاله تشنج غريبة.

سألتها "جنان" بتلهف:
_ وماذا حدث بعد ذلك؟

تنهدت وأجابتها بدموعها:
_ بعد قليل سكن جسده وصمت، أمرت الحرس أن يحملوه إلى غرفتي وأحضرت له فراش ليبقى هنا، ومن يومها وهو لا يستيقظ أبداً.

ضيقت "جنان" عيناها وسألتها بتعجب:
_ وماذا فعل "سنمار" ليتحول إلى هذا الشخص كما قلتِ.

حركت "أوسيلين" كتفيها وقالت بعجز:
_ لا أعرف ولكن عندما واجهته اليوم، علمت أن الأمر قد حدث بفعل "غبار كسبيال".

وقفت" جنان" متسعة العينين مشدوهة وهي تقول بصدمة:
_ بفعل ماذا؟! وكيف وصل "غبار كسبيال" إلى "سنمار" ؟ هذا خطر كبير.

أجابتها "أوسيلين" باقتضاب:
_ لا أعرف، هذا ما حدث.

فكرت "جنان" قليلا ثم قالت بتفهم وهي تطالعه:
_ هل بإمكاني الاقتراب من هذا الأمير؟

أومأت لها "أوسيلين" برأسها موافقة، لأنها تعرف خبراتها في مداواة المرضى، وقالت برجاء:
_ أرجوكِ يا مولاتي.

اقتربت "جنان" منه وكشفت الغطاء عنه، واخذت تطالع ضعف جسده وهزله، وعادت إليها بعينيها وهي تسألها بعملية:
_ منذ متى وهو في تلك النومة؟

أجابتها مسرعة:
_ منذ إسبوع ونصف الأسبوع.

ابتسمت "جنان" بسخرية وقالت:
_ إسبوع ونصف قادر بتحويل أمير مملكة محارب ذو جسد فاره، إلى هذا البائس؟ الأمر يبدو غريبا!

تعلقت "أوسيلين" بذراعها وسألتها بتلهف:
_ إذا ما الأمر ؟! وضحي أرجوكِ.

اقتربت "جنان" منه وفتحت عيناه وتطلعت إلى بؤبؤها، وحركت رقبته يمينا ويسارا، وحملت كفه وطالعته بتركيز شديد، ثم التفتت إليها وقالت:
_ سأفعل شيئاً سيجيبنا على هذا السؤال، ولكن ابتعدِ أنتِ ووصيفتك إلى آخر الغرفة لأنني سأستخدم قوة "قلادة الوصل".

جذبت "بيرين" من يدها وقالت بانصياع:
_ حسناً يا مولاتي.

وقفا عند باب الغرفة، بينما أخرجت "جنان" من رقبتها تلك القلادة الملكية، والتي لها قلادة آخرى تشبهها وهي برقبة "آن" الآن، بحثت في رقبته فلم تجدها، تمسكت بقلادتها بقوة، وأغمضت عيناها ورددت:
_ (تهخو ديرام سيني" آن").

تطلعت "بيرين" و"أوسيلين" ببعضهما بتعجب وعدم فهم، حتي التفتا مسرعتين، فوجدوا أن تلك القلادة التي تقبض عليها "جنان" قد أنارت بضوء شديد ملئ الغرفة، تمسكت "بيرين" بذراع "أوسيلين" وقالت بذعر:
_ أنا أريد أن أخرج من هنا.

بينما اهتز جسد "جنان" قليلا وأخذت تتمتم بكلمات أكثر، حتى تركت كفه وهدأت من سرعة حديثها، إلى أن تركت القلادة وجلست أمامه تلفظ أنفاسها بصعوبة، أشارت إلى أوسيلين بكفيها أن تقترب منها حياتها، فقالت بتلهف:
_ ماذا هناك يا مولاتي؟

رفعت عيناها ناحيتها وقالت بوهن:
_ إنه ليس "آن"، هذا شخص آخر غيره، وقبل أن تسأليني وأين "آن"؟ سأجيبك أنه في بُعد آخر غير بُعدنا هذا.

ابتلعت " أوسيلين" ريقها وقالت بضياع:
_ وماذا يعني أنه ببعد آخر غير بعدنا؟!

تنهدت "جنان" بأسى وقالت:
_ الأمر يبدو جنونيا، ولكن لا أعرف كيف سأشرح لكِ؟! هل تعرفين الروايات الأسطورية التي تأخذنا إلى عالم آخر، وبُعد آخر ؟

أجابتها :
_ نعم أعرفها.

أسرعت "جنان" قائلة:
_ هذا هو ما أقصده، "آن" أصبح في مكان آخر، وكأنه اختفي من الوجود.

ضربت "أوسيلين" صدرها بيدها وقالت بصراخ:
_هل مات "آن"؟!

وقفت" جنان" أمامها وقالت بتوضيح:
_ "آن" يحيى بمكان آخر الآن ولم يمت، وأمر عودته سيكون بيده ليس بيدنا.

هزت "أوسيلين" رأسها بعدم فهم وقالت بتعجب:
_ كيف استطاع "سنمار" أن يحول "آن" إلى عالم هذا الشخص، ويأتي بهذا الشخص إلى عالمنا ولا نستطيع أن نحول هذا الشخص إلى عالمه ونعيد "آن" إلى عالمنا نحن؟!

فكرت "جنان" بعض الوقت، ثم التفتت إليها وقالت:
_ أنا لا أجد حلا سوى الذهاب للعرافة "وجد"، أنا أعرف أن الذهاب إليها سيضر بأخي كثيراً، وربما يعزله من منصبه ولن يسامحاني أبي وأمي؛ لأنه الفتى المدلل لديهما..

ولكن إن علم الملك "ينار" بما حدث لأخيه، لن يبقى شخص منا على قيد الحياة، وكل ما يهمني الآن هي تلك الأناس الضعيفة التي تحيا بالمملكتين والتي ستكون دروع في تلك الحرب.

تطلعت "جنان" بهذا الغريب وقالت بأسى:
_ ولكنه يبقى إنسان مريض، إن لم تستطيعي خدمته سآخذه أنا إلى جناحي وسأخدمه وأرعاه صحياً، لأنه يحتاج إلى رعاية كبيرة، وأنت لن تستطيعي أن تقدمي له تلك الرعاية.

أومأت "أوسيلين" برأسها وقالت بنظرات زائغة من صدمتها:
_ موافقة، في الليل سيتم نقله إلى جناحكِ .

قالت لها "جنان" ببديهية:
_ وهل تعتقدين أن حرس "سنمار" سيتركونك لحظة واحدة دون مراقبة، بعد أن عرفتي سره، وأن معه "غبار كسبيال"، الحل الوحيد أن نبدل ملابس هذا النائم بملابس أحد الحرس، ويقومون بفعل مسلسل هزلي أن أحد الحرس قد غشي عليه ويأتون به إلى غرفتي لمداواته، سأتركك الآن.

تركتها" جنان" وخرجت وهي تهز رأسها بحزن على حالها، لتجلس "أوسيلين" على مقعدها وهي تتطلع أمامها وتقول بهذيان:

_ لقد فقدت "آن" إلى الأبد، أنا لا تهمني الحروب ولا يهمني موتي أو حياتي من الأساس، لقد عشت عمري بأكمله وحيدة لا أعرف لي أم، حتى أبي كان يقسو علي، وعندما مات لم يتبقى معي سوا حصاني وعندما وجدت من يعطف علي ويحبني أصبح الآن في مكان آخر ولن أراه مرة أخرى.

ضمت "بيرين" رأسها لصدرها وقالت:
_ لننتظر رأي مولاتي العرافة "وجد" ربما عندها الحل.

تركت "أوسيلين" عبراتها التي كانت تحبسها في عينيها وقالت بصوت متهدج:
_ لماذا أنا؟! الدنيا تركت الجميع وصوبت كل سهامها ناحيتي، ناحية قلبي.

شيء ما وخز قلبه بقوة؛ جعله يقف ويقطع غرفته الباردة بطولها وبعرضها كعادته عندما يفكر بأمر هام، ثم ركل ذلك المقعد الذي أمامه وقال بشراسة:

_ تلك المرة يا "آن" لن أرحمك، بكل مرة تختفي بها وتصيبني بتلك الحالة من الجنون، ولكن قلبي يؤلمني بشكل غريب، أين أنت الآن؟

ارتمي على كرسيه وقال بعبوس:
_ ماذا أفعل؟ لم أترك مكان بالمملكة إلا بحثت عنه حتى غابة أرض الفردوس لم أترك بها مكان، عندما أراه سأقتله، كي أعرف أنه مدفون بهذا القبر ربما يرتاح قلبي.

التفت الملك "ينار" على طرقات على باب غرفته، فقال مسرعاً:
_ تفضل بالدخول.

دخل مساعده ومستشاره الخاص "آرون" وانحنى قليلا مقدماً الاحترام والتقدير، ثم انتصب في وقفته وهو يطالع الأرضية قائلا:

_ عفوا منك يا مولاي، نحن لم نترك مكان إلا وبحثنا به، ولم نجده ولكن بعض الأقاويل تتردد أنه دخل خلسة إلى مملكة "كسبيال".

رفع "ينار" عينيه بملل وقال على مضض:
_ ذهب إلى هناك مجدداً، لا أعرف ماذا وجد في تلك الفتاة كي يحبها بهذا الشكل، أعلم أنها أصبحت أميرة، ولكن لن يستطيع الزواج منها.

لاحظ علامات عدم الرضى على وجه "آرون"، فقال موضحاً :
_ ذلك لأن دم الملوك والأمراء لا يختلط سوى بالملوك والأمراء، ماذا أفعل كي أثنيه عن تلك الفتاة؟!

أجابه "آرون" بتعقل:
_ إنه يعشقها يا سيدي، وفي منطق العشق يتنافى العقل والقواعد والأصول، أرجو من سموك أن تطمئن قليلاً؛ لربما يعود بأي وقت؛ لأنه عندما يذهب إلى هناك يبقى لأيام فلا تقلق عليه.

ابتسم "ينار" بسخرية وقال:
_ يكفي، لا أريد أن اسمع المزيد عن العشق والهذيان، أنا سأذهب إلى مولاتي العرافة "وجد" كي تحاول أن تتحدث معه مجدداً، على الرغم من أنني أراها موافقة على ارتباطه بتلك الفتاة البائسة والتي لولا "غبار كسبيال" الملعون، لما تحولت إلى أميرة.

أومأ "آرون" برأسه وقال:
_ سأعطي أوامري إلى الحرس كي يذهبون معك.

أسرع "ينار" قائلا:
_ لا، أنا سأذهب بمفردي.

ابتلع مستشاره ريقه بتوتر، وهو يقول بصدمة:
_ ماذا؟! ستذهب إلى غابة الفردوس ليلاً في وجود تلك الوحوش المتحولة بمفردك! سيدي أرجوك ... .

بتر "آرون" حديثه عندما قال "ينار" بنبرة حازمة قاطعة:
_ سأذهب بمفردي، ثم إن تلك الوحوش لو فكرت التعرض لي سيكون قتلها أسهل من ارتداء الحذاء، وسأرحم الجميع من وجودهم الغير مبرر.

حرك "آرون" رأسه باستسلام، وقال له بانصياع:
_ كما تريد يا سيدي، سأنصرف الآن.

ثم عاد بظهره ثلاثة خطوات، إلى أن ابتعد عنه والتفت خارجاً من باب الغرفة، توجه "ينار" إلى خزانته وارتدى ملابسه، وسحب سيفه الحاد ولف حزامه حول خصره، وخرج من غرفته مسرعاً.

بعد أن أدخل الحرس جسد هذا الشخص الذي لا يعرفون من أين أتى مددته "جنان" على فراشها، وبعدما خرجوا توجهت ناحية مكتبتها، وسحبت كتاباً، فانفتح باب سري خلفها، التفتت ناحية وصيفتها وقالت:
_ إحمليه معي للداخل حالاً.

خرجت وصيفتها "هيف" من صدمتها وقالت:
_ حسنا يا سيدتي.

حملاه من كتفيه وأدخلاه إلى الغرفة ومددوه على الفراش، و "هيف" تطالع الغرفة بانبهار، لقد كانت معمل مجهز بشكل رائع، طلبت منها "جنان":
_ من فضلك أحضري لي غطاء كي أدثره؛ فتلك الغرفة باردة.

جلست إلى جواره وأخرجت زجاجة من جيب فستانها بها عقار ما، وقربت طرف هذه الزجاجة من فمه، ووضعت بعض القطرات فيه، لاحظت أنه لا يبتلع..

فوقفت وأعادت رأسه للخلف، حتى انسابت القطرات في حنجرته وحرك حلقه وابتلعها، تنهدت براحة وهي تقول:
_ لا أعرف ما الذي حدث لك بعالمك، جعلك بتلك الحالة، ولكن سأساعدك أن تشفى بأسرع وقت، وربما تعتاد عالمنا وتهرب من عالمك البائس.

اقتربت وصيفتها منها وهي تحمل الغطاء، وسألتها بتعجب:
_ هل تتحدثين معه يا مولاتي؟!

اجابتها" جنان" وهي تجذب الغطاء من يدها وتضعه فوقه:
_ نعم أتحدث معه، إنه ليس مريض بشيء في جسده، إن اصابته أنه يمر بحالة نفسية سيئة وأعتقد أنه يسمعنا؛ لذلك أريد أن أعيده إلى رشده عن طريق أذنيه، وهذا ما سأفعله الفترة القادمة.

تطلعت "هيف" حولها على ذلك المعمل المهيب وقالت:
_ كما تريدين.

لاحظت "جنان" تحديقها المتعجب فقالت:
_ ولكن كل ما أطلبه منك السرية التامة، تلك الغرفة لا يعرف عنها أحد في القصر سوا أمي الملكة "إليان" فقط، أعدت كي أختبأ بها عندما يحدث غزو على المملكة ويجب أن تبقى سرية.. وإلا ستكون رقبتك هي الثمن.

تحسست "هيف" رقبتها بذعر وأومأت برأسها قائلة:
_ لن أخبر أحد، أنا لا أعرف شيئا عن تلك الغرفة، ولا بأمر هذا المريض من الأساس.

ابتسمت "جنان" على حالتها، ثم قالت لها:
_ حسنا لا تخافي من شيء طالما لن تتحدثي، أنت بخير حتى الآن، أريد ايضا شخص من الحرس الخاص بي، يكون أمين ولا يفشي سري.

قطبت "هيف" حاجبيها وقالت بتعجب:
_ لماذا؟!

أجابتها ببديهية:
_ لأن هذا الشخص سيحتاج تنظيف يومي، ونحن الإثنين لن نستطيع فعل ذلك، لذا أريدك أن تختاريه بعناية.

انحنت وصيفتها و سحبت طرفي فستانها قليلا وأخفضت رأسها وجسدها وقالت:
_ لك ذلك يا مولاتي.

تركتها وخرجت فعادت "جنان" وقالت له:
_ كما سمعت، هي ثرثارة للغاية، ولكنها طيبة وتحبني، عندما أعود سأجد لك اسما مميز، والآن أنا سأذهب إلى مولاتي، ربما أجد عندها حل لتلك الازمة.

خرجت من الغرفة وأعادت مكتبتها إلى مكانها أمام ذلك الباب السري، توجهت إلى فراشها وطالعت ذلك الفستان البسيط قليلا على غير عادتها، ثم خلعت ملابسها وارتدته لتبدو كوصيفة بالقصر..

ولفت الشال حول وجهها وخرجت، تطلعت إلى الحارس الشخصي لها، الذي اومئ برأسه وأشار لها بيده أن تتبعه، سارت خلفه مباشرة وهو يقول بهمس خافت:
_ إلى مولاتي العرافة ككل مرة يا مولاتي؟!

أجابته بخفوت:
_ نعم.

كانت تسير في الرواق وتمر بالجميع، ولا يعرفها أحد من مظهرها المتواضع، حتى خرجت من باب القصر وصعدت سيارتها، فسأل أحد رجال "سنمار" رجلها قائلا:
_ إلى اين؟!

أجابه الحارث قائلا:
_ إن الأميرة "جنان"" قد أمرت وصيفتها بإحضار بعض المواد الطبية، لأنها ستعد ترياقاً ما جديد.

_ حسنا اذهبا، ولكن لا تتأخر في العودة، فالوقت أصبح متأخر بالفعل.

قفز الحارس على الطرف الأمامي للعربة، وشد حزام الأحصنة، ثم ضربهما بسوطه؛ فانطلقت الأحصنة راكضة، يتبعهم ستة من حرسها..و"جنان" تتمسك بقلادتها..
تلمس "آن" قلادته التي أضاءت منذ قليل بذقنه، وهو يقول بتفكير آلم رأسه:

_ هناك شخص ما حاول الوصول إلي من عالمي، هل هذا أنت "أوسيلين" ، من المؤكد تشتاقين لي كما أشتاق لكِ حبيبتي، أعدك أن أعود قريباً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي