الفصل الثاني التحقيق

كان سفيان يجلس وهو يستند بظهره على الكرسي، أتى دور حنان بينما سليم كان يحترق بالخارج:

-قولي لي متى آخر مرة رأيتي بها حياة؟

كان صوتها يرتجف كلما نطقت بكلمة:

-أنا ذهبت إلى غرفتي باكرًا، رأيتها كانت ممسكة بهاتفها وتعبث به، رأيتها تبتسم ومنسجمة للغاية، قررت أن أصعد إلى غرفتي و..

قاطعها سفيان وهو يسألها بإهتمام:

-أين هو هاتفها؟

فكرت حنان لبعض الوقت ومن ثم نظرت إلى سفيان بحيرة:

-لا أعلم، منذ يوم وفاتها واختفى هاتفها، لم يهتم أحد للبحث عنه، الجميع في حالة يرثى لها.

كان شهاب يلقي نظره من خلف زجاج الشرفة عليهم، أخذ سفيان نفس عميق ومن ثم ابتسم في هدوء:

-هل تشكين بشخص ما في هذا المنزل؟

التقت عينيها بأعين سفيان وهي تحرك رأسها بنفي:

-الجميع هنا لا يفعلوها، هم يحبون بعضهم البعض، يخافون الله ويخافوا من اصابتنا بأي أذى، لا أظن أنهم سيفعلوا شيء كهذا.

أومأ سفيان لها ولم يتأثر، لم يفرق معه حديثها هذا، سألها وعينيه مستقرة عليها:

-قولي لي هل كانت حياة في علاقة حب أو ماشابه؟

ظهر التردد على حنان ويبدو أنها لا ترحب بالحديث في هذا الأمر:

-أنا لا أعلم، هذا الأمر كان خاص بها ولا أحد يعلم ما الذي ي...

قاطعها سفيان بضيق شديد:

-عليكِ أن تكوني صريحة معي، معلومة صغيرة من الممكن أن تجعلنا نعثر على القاتل الحقيقي، لا تقلقي أنا هنا من أجل عملي ولا يهمني أي شيء آخر.

حركت حنان رأسها بنفي:

-كنت أشك في هذا الأمر بالفعل لكني لست واثقة، ربما كانت معجبة بشهاب ولكن الأمر بقى سري، لم يتحدث أحد به، هذا ما جعلني أتردد في التحدث.

كان سفيان يقرأ تعابير وجهها وقد كان يمتلك ردود أفعال ثابتة لا تتغير:

-يمكنكي أن تذهبي للشرفة الأن.

ذهبت حنان وهي تمسح دموعها التي خانتها دون إرادة منها، دلف في هذا الوقت سليم ليعقد سفيان حاجبيه:

-لا أظن أنك أصغر من كل من هم بالخارج!

ابتسم سليم بغضب لا يعرف سببه:

-لا مشكلة يمكنك أن تباشر عملك، الجميع مشغولون وأنا أتيت حتى لا يطول انتظارك.

وقف سفيان وقد تحولت عينيه للون الأحمر:

-قولتها من قبل وسوف أكررها مرة أخرى، أنا هنا من أجل عملي ومن أجل التحقيق وليس من أجل التسلية!

ضحك سليم بتهكم:

-لم يأتي أحد مثلك، أنت تتصرف بشكل غير مقبول بالمرة وبطريقة وقحة لن يتقبلها أحد، أنت لست بقسم الشرطة لتعطي الأوامر.

رمقه سفيان بغضب شديد:

-أنظر لي وتعلم كيف تتحدث أمامي، أنا لست فرد من تلك العائلة، أما عن طريقتي هذا لأنني لا أضمن إن كنت أقف أمام شخص قاتل أم لا.

اجابه سليم بحدة شديدة وكأن بينهم عداوة سابقة:

-أنت تعلم جيدًا أنني كنت الوحيد خارج المنزل في هذا الوقت، لا أسمح لك بتجاوز حدودك.

خرج شهاب وحنان من الشرفة، اقتربت حنان من سليم وهي الوحيدة التي تعرف كيف تتعامل معه:

-دعنا نذهب الأن يا سليم أرجوك لا تفعل شيء من الممكن أن يتسبب في أي ضرر لنا.

قاطعهم سفيان بغضب شديد:

-هذا تحقيق مستمر وأنتم عودوا إلى الشرفة، دعونا نكمل هذا ولا نترك هذا التشوش يسيطر علينا ويلهينا عن القضية الحقيقية، أنا هنا من أجل التعاون معكم ليس إلا.

التقت أعين سليم مع سفيان ومن ثم نظر إلى حنان وخرج عندما شعر بدماءه تفور.

عاد كلًا من شهاب وسلوى للشرفة بينما سفيان نظر إلى حنان وهو يبتسم بخبث شديد:

-لا تقلقي سوف يسير كل شيء بشكل جيد كما خططنا له.

اومأت حنان له وعادت للشرفة بقلق لا تعرف سببه، أكمل سفيان التحقيق ولم يرى أي شيء يستحق القلق، أتى دور سليم وجلس أمامه واضعًا قدم فوق الأخرى مستخفًا بسفيان:

-دعنا ننهي هذا سريعًا لأنني قد مللت.

تجاهل سفيان حديثه وهو يقلب في الأوراق أمامه:

-متى خرجت من القصر في تلك الليلة؟

اجابه سليم على مضض:

-أظن أن أقوالنا جميعًا موجودة في الأوراق أمامك لا أعلم ما الذي سوف تستفيده عندما تعيد السؤال؟

تجاهله سفيان من جديد وعينيه مسلطة على الأوراق من أمامه:

-لا تريد الاجابة إذًا؟ تتهرب مثلًا!

-خرجت في التاسعة مع أحد أصدقائي ولم أتي إلا بعد الثانية عشر بعد منتصف الليل وعندما أتيت وجدت القصر مقلوب رأسًا على عقب، هذا كل شيء.

نظر سفيان له وقد بدت نظراته غاية في المكر:

-من أصدقائك؟

اجابه سليم وهو لا يطيقه ولا يشعر بالراحة تجاهه، من ثم ذهب للشرفة وتحدثت حنان بضيق:

-لم يكٌ الوضع يستحق كل هذا صدقني يا سليم، لقد تجاوزت الحدود وأنت لا تدرك ما الذي تفعله.

ابتسم سليم بسخرية وعينيه تكاد أن تطلق شرارًا:

-لا تجعليني أفقد أعصابي يا حنان ولا تتحدثي معي، إن أردتي التحدث مع هذا البغيض اذهبي وافعلي ما شأتي.

اتسعت أعين حنان بإنفعال:

-ما الذي تقوله أنت يا سليم؟ هذا جنون ولا أعلم ما الذي تريد أن تصل إليه بأفعالك تلك!

كانت أعين سفيان موجهة تجاههم، يراهم من خلال الزجاج، لقد تعلم أن يعرف كل التفاصيل، كل شيء من الممكن أن يفيده ويصبح سلاح قوي إن أحسن استخدامه، انتبه إلى خالد:

-كنت أسألك لو كنت رأيت شيء مثير للشكوك في هذا المنزل؟

تحدث خالد بتفكير:

-أنا لا أشك بأي شخص هنا، جميعنا عائلة واحدة وجميعنا نحب بعضنا البعض، أجل أوافق أن أولاد أشرف هم الأكثر عدوانية وغموضًا، لكن لا يصل الأمر إلى القتل أبدًا.

تحدث سفيان ببعض الحيرة:

-اخبرني هل خرج كلًا من سيف وساجد أم أنها كذبة؟

ابتلع خالد ما بحلقه وهو يشعر ببعض التردد:

-سيف بالأعلى ولن يهبط بسهولة أما عن ساجد فهو أتى قبل دخولي إلى هنا مباشرة بعد أن جلب بعض الأشياء من محل البقالة.

أومأ سفيان له ولا يعلم لماذا خرج عن ورقة أسئلته ليقول:

-هل كانت تحب شخصًا ما؟ خصوصًا بالمنزل هنا!

تردد خالد لكنه أجاب:

-لا وجود لشيء كهذا، الجميع هنا أخوة ولا وجود للحب من هذا النوع يا سفيان باشا، لهذا السبب نحن على وشك أن نجن ولا نعلم من الذي سيفعل شيء بغيض كهذا.

أومأ سفيان له وهو يرى أن حديث الجميع متشابه بطريقة لا يمكن للشك أن يدخل بينهم، لكن خالد لم يكٌ يعلم أن بين حياة وشهاب مشاعر! كوالد حياة تمامًا، لكن المارد لا يصعب عليه شيء، سوف يسعى لحل كل شيء لا محال:

-يمكنك الذهاب إلى الشرفة الأن.

اومأ خالد وأتجه إلى الشرفة ومن ثم دخل ساجد إلى الصالون:

-ظننت أنك لم تنتهي منهم سريعًا هكذا، أنا جاهز لما تريد، أتوقع أن تكون الأسئلة جميعها متشابههة.

ابتسم سفيان بغضموض يليق بالمارد، تحدث بخبث قائلًا:

-هل تعلم أن حياة كانت على علاقة بشاب في هذا القصر؟

استطاع المارد أن يشتت تفكيره بنجاح، لا يعلم ساجد ما الذي يقوله وقد بدى متعجبًا:

-هذا الشيء غير معقول من أين جئت بهذا الحديث الفارغ؟ لا وجود لشيء كهذا أبدًا

تجاهل سفيان السؤال وكأن الأسئلة من حقه هو فقط، تحدث في هدوء لا يليق سوى به:

-أنا أسئلك الأن هل تعلم؟

حرك ساجد رأسه بنفي ووقف في انفعال:

-هذا شيء مستحيل، حياة كانت تحافظ جيدًا على نفسها، حتى أنها رفضت أن تتمادى في المزاح مع سيف أكثر من مرة، حياة كانت فتاة راقية وذات أخلاق و...

قاطعه سفيان بتريس:

-ما الذي يجعل فتاة ذات أدب وأخلاق تتواجد بفستان أسود شبه عاري في مكان يملأه الشباب يا ساجد، هل لديك تفسير لهذا؟

نظر ساجد له وقد كان منفعل، لا يجيد التفكير، إنه أسلوب جديد للمارد، يحاول أن يضع الجميع أسفل ضغط التفكير:

-لا أعلم، لا يمكنني أن أخمن شيء كهذا، لكن أنا مازلت مصمم، حياة ليست من هذا النوع.

اومأ سفيان وهو يبتسم ساخرًا:

-هذا من حقك ومن حقي أيضًا أن أصر على تفكيري، أليس كذلك؟ انتهيت منك يمكنك الذهاب إلى الشرفة.

وقف ساجد وهو يكاد أن ينفجر من طريقة سفيان المتعجرفة والتي تزعج الجميع، دلف للشرفة ووجد سليم منفعل للغاية وحنان تحاول أن تتفادى الحديث معه:

-أنا لا أعلم ما نوع هذا الشخص؟ متعجرف، بارد، عديم الأخلاق، لا أعلم كيف لهذا ان يحل كل شيء وكل فروضه خاطئة، هو لا يفهم أي شيء.

انتهى سفيان من التحقيق معهم وذهب إلى منزله، أخذ ورقة وقلم وبدأ في ترتيب أفكاره:

-شهاب الدين غريب، حتى حبه لها كما يقول، أنا أشك في شيء كهذا، لكن الأكثر غرابة من بينهم هو سيف، شاب غريب الأطوار، الأكثر عزلة والأكثر برودًا، ملامحه جامدة لا يظهر عليه أي شيء عكس أخيه ساجد وأخته سلوى وكذلك سليم!

ترك القلم وهو يقف متجهًا تجاه الشرفة وعلى وجهه تتعالى إبتسامته الغامضة، قاطعه صوت والدته:

-ما الأمر يا سفيان؟ لماذا لم تنم حتى الأن يا حبيبي؟!

التفت سفيان لها واقترب ليقم بتقبيل يديها:

-قضية جديدة، لغز غريب، أمي إنها عائلة تسودها المحبة ما الذي يجعل شخص منهم يقتل فتاة يشهد الجميع لها بالأخلاق؟ أمر محير يا أمي.

لم تفهم والدته ما الذي يعنيه وما الذي يدور بعقله، لكن على كل حال هذا الأمر ليس غريب على سفيان:

-هل اصابك الريب تجاه شخص ما أم مازالت القصة غامضة؟!

حرك سفيان رأسه بحيرة:

-لم أعثر على القاتل، لكن هناك خمس أشخاص مثيرين للشك العائلة عبارة عن سادس عشر شخص أوه الأمر محير، لكن خمس أشخاص فقط هم المريبون.

ابتسم وهو يفكر بهم وبتعابير وجوههم، دائمًا ما يحب الغموض، يجد نفسه في كشف الاسرار.

لكن ما فاجأه هذا الرصاص الذي بدأ في النفاذ من خلال شرفته الموجودة بالدور الثاني، سحب والدته التي صرخت بفزع إلى الغرفة بالداخل وهو يشعر بصدمة لم يشعر بها من قبل، هنا خطوات أقدام تتسارع على السلم، صرخت والدته بفزع:

-سفيان ما الذي يحدث؟ من يكونوا؟

فتح سفيان خزانته وأخرج سلاحه الخاص وهو يشعر بالقلق الشديد على والدته:

-أمي أدخلي الخزانة، لا تخرجي لأي سبب أرجوكِ، استمعي لي وكل شيء سوف يكون على مايرام.

بدأو في إطلاق الرصاص على الباب وهو خرج من غرفته على استعداد لمواجهتهم واقفًا خلف العمود العريض، اكتست عينيه الحمرة بسبب غضبه الشديد وهو لا يريد أن تصاب والدته بأي أذى، اقتحموا المنزل وبدأ هو في إطلاق الرصاص.

تحرك بخفة وهو يختفي خلف أساس منزله المذهب الفاخر، شوه الرصاص كل شيء في هذا المنزل، عندما شعر شعر سفيان بقلة عددهم بدأ في القضاء عليهم بشراسة، كان يحاول أن لا يقتل الجميع حتى يتمكن من العثور على أي شيء يساعده.

قتل أربعة أشخاص من الخمسة وهرب الآخر مهرولًا لسيارة نقل ضخمة، كاد سفيان أن يلحق بهم، لكن رصاصه نفذ وقلقه على والدته طغى عليه، دلف لها وجدها منهارة في البكاء، ما إن رأته حتى قامت بضمه وهي تبكي، حاول أن يجعلها تهدأ:

-لا داعي للقلق يا أمي كل شيء على مايرام، هيا تعالي معي الأن، لا يمكنكي أن تبقي هنا، سوف نذهب لبلد أبي، سوف تبقين بالصعيد، لن يتجرأ أحد على الاقتراب من دوار العمدة ولن تتأذي.

حركت والدته رأسها بنفي:

-لا يا سفيان مستحيل أن أتركك هنا وحدك، لا يمكنني أن أبتعد عنك يا حبيبي، سفيان أرجوك أترك تلك الوظيفة ودعنا نعيش في هدوء.

ابتسم سفيان رغم قلقه وغضبه الشديد:

-لا يمكنني يا أمي، لكن أظن أن ما حدث بسبب تلك القضية الخاصة بقصر المنصوري، لن أتنازل عنها وسوف أعثر على هذا الحقير الذي يتلاعب مع كل من يقترب من القضية، لن أدعه يسعد بحياته أبدًا.

أتى اليوم التالي وكانت حنان جالسة في النادي، تحاول أن تجدد شغفها تجاه الرسم من جديد، بدأت في رسم طفل صغير كان يلهو أمامها، ظهر سفيان بشكل مفاجأ لتشهق بفزع:

-ما الذي تفعله أنت هنا؟

جلس سفيان على الطاولة أمامها وهو يبتسم بغرور:

-لن تجدي أجمل مني لتقومي برسمه يا حنان، لا داعي للتفكير في الأمر كثيرًا، خذي خطوة.

تركت حنان أدوات رسمها وهي تشعر بالضيق:

-سفيان باشا قل لي ما الذي تريده؟ أتيت وأخذت جميع أقوالنا ماذا بعد هذا؟

أومأ سفيان بعجرفة شديدة:

-القضية مازالت مفتوحة؛ لذلك أنا سوف أظهر في وجوهكم طوال الوقت، خصوصًا لو أصابني الشك تجاه شخص ما!

انتبهت حنان له وهي تحدق به بغضب:

-ما الذي تقصده؟ تشك بأنني الفاعلة؟ مستحيل!

ضحك سفيان وهو ينظر لها بأعين منتبهة:

-ما المانع من هذا؟ عملي يحتم عليّ الشك في كل شخص يا جميلة.

وقفت حنان وهي على وشك أن تغادر بضيق شديد، وقف أمامها لتنظر له بغضب، ابتسم ببرود كعادته:

-لا داعي للغضب، مازلتي صغيرة على كل هذا الانفعال يا جميلة، دعينا نتفق سوف تساعديني في هذا القصر، صدقيني من الممكن أن يكون القاتل آخر شخص تفكرين به.

نظرت حنان له بضيق شديد، قرر أن يأخذ خطوة لعلها تقبل وتساعده:

-ليلة أمس أحدهم أقتح منزلي، حاولوا قتلي لكن لم يحالفهم الحظ، لا يعلمون مع من يتعاملون، المهم أن تفكري في حديثي وتبقي عينيّ في هذا القصر يا حنان.

وضع الكارت الخاص به في جيب الچاكيت الخاص بها، تحدثت حنان بصدمة:

-معنى هذا أنك بخطر! وأن كل شخص خاض تلك القضية فقد حياته!

وجدت من يقبض على زراعها وصوته يخترق أذنيها:

-ما الذي يحدث هنا؟ ما الذي تفعله أنت معها ألم تنتهي من أحاديثك التافهة؟!

تحول سفيان في لحظات وهو يرمق سليم بغضب شديد:

-لا تتخطى حدودك أنت تتحدث مع الرائد سفيان السويسي لا تنسى هذا، لن أحذرك مرة أخرى وسأتعامل معك بطريقة لن تعجبك أبدًا.

تحدث سليم بغضب شديد:

-ليس من حقك أن تتجاوز حدودك فقط لأنك الرائد سفيان السويسي، حنان هيا تعالي معي.

سحبها وأعين سفيان تراقبه جيدًا، أخذ نظارته وقام بإرتدائها، أخرج هاتفه وهو يتحدث مع مساعده الخاص:

-كرم اخبرني أيه يجلس المدعو شهاب الأن؟

أتاه رد كرم:

-هو يتدرب على إطلاق الرصاص سوف أرسل لك الموقع.

أغلق سفيان الهاتف وهو يومأ:

-حسنًا يا شهاب دعنا نرى ما الذي تفكر به الأن.

وصل سفيان إلى الموقع، لم يجد أحد غيره، تعجب من هذا هل من الممكن أن يتدرب في هذا المكان الشبه مهجور؟ لولا مراقبة كرم الدقيقة للجميع لم يكٌ ليعثر عليه، اقترب سفيان ليسمع صوت شهاب يتحدث:

-كنت انتظرك، لقد تأخرت كثيرًا يا سفيان باشا، حقًا لم تخيب توقعاتي يومًا، يمكنني أن أساعدك ليس لدي مشكلة، لكن السؤال هنا هل يرغب شخص مثل الرائد سفيان السويسي في مساعدة شخص مثلي؟

أصاب شهاب هدفه بمهارة والتفت إلى سفيان وهو يبتسم، تحدث سفيان بإعجاب:

-لا شيء يخفى إذًا، لكن لم أتوقع أن يتم سرد كل ما حدث عليك بهذه السرعة يا شهاب، ماذا اخبرك سليم إذًا؟

تحدث شهاب بضيق شديد:

-لا يمكنك أن تفهم الأمر يا سيادة الرائد، الأمر معقد أكثر مما تعتقد.

-هل تعلم القاتل يا شهاب؟

لاحظ إرتباكه الشديد، قطرات العرق الذي جاهد ليزيلها عن جبينه ضاحكًا:

-مؤكد أنت تمزح، لا يمكنني أن أصدق أنك تسألني مثل هذا السؤال، حياة كانت حياتي أنا، اخترت الشخص الخطأ يا سيادة الرائد.

كاد شهاب أن يذهب وكأن بين الجميع إتفاق على عدم التحدث، سحبه سفيان بقوة:

-شهاب أنا أتحدث معك، قل لي ما الذي تعرفه في هذا القصر؟

قام شهاب بلوي زراع سفيان بغضب:

-لا تمد يدك يا سفيان أنا أحذرك.

دفعه سفيان ومن ثم جعله يركع على ركبته عندما ضربه في قدمه من الخلف:

-شهاب أنا أحذرك من التعامل معي بتلك الطريقة، إن كنت ترغب في الإحتفاظ بحياتك هل تفهم؟!

ضحك شهاب بسخرية جعلت سفيان يتعجب عاقدًا حاجبيه بغضب شديد..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي