الفصل الثاني بداية جديد

و
عد مرور أسبوعين كانت" فاطمة "ترتدي فستانًا
وكادت أن تضع بعض مستحضرات  التجميل؛ دخلت
"والدتها" عليها وهي تقول:
-دعيني أضع لكي بعض من مستحضرات التجميل
بنفسي.

تحدثت" فاطمة" إلى "والدتها":
-لا يا" أمي" لا  أريد،  سوف أضع أنا.

قالت "الأم" ببعض الضيق:
-وهل أحمر الشفاء يسمى وضع (مكياج)  ؛ دعي
" والدتك" تصنع لكي وجهًا ملائكيًا.

هزت "فاطمة" رأسها في خضوع؛ فقالت" الأم":

-اليوم بعد هذا (المكياج) الذي سوف أضعه لكي،  وهذا الفستان،  سوف تأتي  العرسان إلى بيتك؛ إنني قد تزوجت أباكِ بنفس الطريقة.

ثم قالت" الأم"  مكملة حديثها  :
-كان أباكِ في فرح أحد من أصدقائه،  وأنا كذلك رآني بالفستان الأسود الذي يلمع،  و كنت أضع الكثير من مستحضرات التجميل،  وهذا ما لفت نظره، ذهب إلي والدي فوراً  حتى يتقدم لي.

ثم بدأت" الأم" في وضع أحمر الشفاء لها وهي تقول:
-حين تزوجت" أباكِ" كنت أسحب منه كل المال، حتى لأ يفكر إلى النظر خارجاً، و هذا غير المال الذي أخذته منه على أساس أثاث المنزل؛ و كله الان باسمي، 
وزوجي لن يتزوج عليّ أيضاً.

ضحكت" فاطمة" وهي تقول:
-إنك امرأة  قوية.

قالت "الأم" :
-نعم" أبي "كان يقول هذا لي دوماً.

ضحكت" فاطمة"وهي تنظر إلى نفسها في المرأة ثم قالت:
-سوف أفعل مثل حين أتزوج.

قالت "الام":
-اريدك أن تأتي وخلفك عريس.

هزت" فاطمة " رأسها وهي تذهب مبتعدة عن
" والدتها".

على الجانب الاخر كانت" نادين "تسير في المكتب
ذاهباً وأياباً؛ إلى إن خرج" القذافي"، وما إن رأها حتى
أصفر وجهه وقال:
-من متى و أنتِ هنا؟

ابتلعت" نادين "ريقها وهي تقول:
-منذ لحظات فقط.

قال" القذافي" بابتسامة وهو يرجع خطوة إلي الخلف:
-ما رأيك في تلك الحلى؟

ابتسمت في توتر وهي تقول:
-جيد بالتأكيد.

هز راسه و قال:
-حسناً وداعاً الآن.

قالت" نادين "بتسأءل:
-متى عليّ أن أقفل المكتب؟.

نظر لها" القذافي "وهو يقول:
-يمكنك أن تقفلِ المكتب الآن.

وضعت" نادين" يدها على شعرها في توتر وهي تفكر فيما سمعته اليوم.

كانت تسير ذهاباً وأياباً وهي تفكر وهي تقول في
سرها:
-كيف يفعل هذا كيف من المستحيل أنه يقصد ما
كان يقوله؟ كيف يعني يأخذ المال منه؟  أين ذهب
"رضا" من كل هذا؟! بالتأكيد يوجد خطب ما.

شعرت" نادين "أنها تريد أن تعلم ماذا حدث؟! رغم حب نادين إلى" القذافي" ولكن هذا لم يمنعها من كونها
تريد أن تعلم ماذا حدث؟!

أقفلت" نادين "المكتب وعادت إلي المنزل،  وهي
تفكر ماذا سوف تفعل حتى تكتشف ما حدث حتى
يبيع" القذافي "أحد ممتلكات الرجل دون أخباره بل و
يشتري بها سيارة جديدة؟!  و الأهم من كل ذلك أين هو" رضا "أنه كان يقول أنه سوف يهبط كل شهرين
يطمئن على ممتلكاته؟

كان الموضوع بالنسبة إلي" نادين "مريب بعض
الشيء؛ هناك شيء لأ تعلمه وتريد أن تعلمه.

كانت تجلس" ياسمين" في أحد الكافيهات مع "عمر"،
  يمسك يدها وهو يقول:
-ماذا عن الأشياء  التي سوف تحتاجينها بعد الزواج؟

قالت" ياسمين" باستغراب:
-أشياء ماذا؟

قال" عمر" بهدوء وهو يبتسم بخجل مصطنع:
-مثل الثياب وأثاث المنزل، أنتِ تعلمين يا
"ياسمين" أنني غير قادر على جلب أشياء بسيطة
حتى؟.

قالت" ياسمين" بضيق:
-وماذا أفعل يا "عمر"؟ إن الحياة بالفعل صعبة
للغاية! 

قال" عمر "بهدوء مع ابتسامة:
-يمكن أن نبيع الشقة ونسكن في شقة إ...

قطعت" ياسمين" حديثه وهي تقول:
-لا لن يحدث،  أنني سوف أبحث عن عمل من الغد.

قال "عمر" بهدوء:
-استمعي يا حبيبتي؛ مهما كان مرتبك لن يكفي.

قلبت "ياسمين" عيناها وهي تقول بضيق:
-أعلم يا "عمر"،  ولكن رغم ذلك لن أبيع المنزل
مطلقاً.

أبتسم في هدوء وهو يقول:
-لا يوجد مشاكل سوف نحاول أن نساعد بعضنا
البعض.

هزت رأسها.

على الجانب الآخر كان" القذافي "يدخل إلى القاعة؛
كان يسير متجهاً نحو مقعد العريس،  حتى يلقي عليه السلام، فإن العريس صديقه و لديه مصلحة منه، 
يمكن أن نقول مصالح مشتركة.

وهو يسير مبتعداً عنه خبط في" فاطمة"،  لم تعطي
"فاطمة" بالاً وهي تتوجه نحو صديقتها تلقي عليها
التهاني.

بينما توقف" القذافي" وقت حتى يراها أكثر،  ولفتت
انتباه" القذافي" بالفعل.

كانت طوال حفل الزفاف ينظر" القذافي "لها،
لا نستطيع أن نقول حب، ربما اشتهاء أو اعجاب.

و لكنه قرر أن يسال عنها.

بالفعل لم يمضي وقت حتى علم عنها كل شيء.

علم أنهم عائلة في حالهم،  وأنها تناسبه كزوجة؛
قرر هذا على علمه المسبق أنها فتاة حسنة السمعة وليس لها في المشاكل.

و كانت هذه أول خطواته للزواج، وأول امرأة يحب
التقرب منها.

بعد مرور أسبوع كان يجلس" القذافي "مع  والد
" فاطمة"،  ويقول له مجيباً على سؤال "والدها":
-لقد رأيتها في زفاف صديقي،  وسالت عنها وعلمت أنها غير متزوجة.

قال" والدها" بضحك:
-إنها غير متزوجة بالفعل، وأنت أن شاء الله سوف
تصبح أول نصيبها.

كانت" فاطمة تجلس" في الغرفة،  وهي تقول إلى
" والدتها":
-أنني لأ أريده.

قالت" الأم" بضيق:
-إن القرار ليس قرارك.

قالت "فاطمة" بضيق:
-كيف هذا؟ أنني أنا من سوف أتزوج،  كيف ليس لي قرار بذلك؟

أمسكت" الأم" بيد" فاطمة "بشكل قوي وقالت:
-هذا الأمر  ليس لكي دخل به؛ أنت الآن أصبحتِ في
الثالثة و الثلاثون؛ متى سوف تتزوجي؟  حين يشيب
شعرك؟  أنك أصبحتِ حديث نساء جميع العائلة.

قالت" فاطمة" بغضب:
-لأ أريده.

قالت "والدتها" بحدة:
-إنه مهندس،  مهندس أنتِ ترفضين مهندس؟! 

قررت" الأم" وأكدت على أنه مهندس،  وعلى أنه لديه مال وهذا كفيل على طمع أي امرأة،  و لكن
" فاطمة"كانت لا تريد اتمام تلك الخطوبة.

وتحدثت إلي "والدتها":
-أنني لا أشعر بالارتياح له.

في الخارج كان يجلس" القذافي" يضع قدم فوق
الآخر،  ينتظر دخول العروس والحديث معها قليلاً.

قالت" الأم "في أذن" فاطمة "وهي تحمل المشروبات:
-لا تتحدثي حديث تافهه، إنه مهندس وابتسمِ له.

هزت" فاطمة" رأسها في ضيق.

خرجت" فاطمة "وجلست أمام منه و نظرت له في
هدوء، فقال والدها:
-سوف أترككم تتحدثون قليلاً.

دلف" الأب" إلي الداخل بينما "القذافي" يجلس أمام
" فاطمة'؛ سأل" القذافي" قائلاً:
-هل تعلمين أحد من الزفاف الذين كنا به؟

أجابت" فاطمة" بهدوء:
-نعم إن العروس كانت صديقة صديقتي،  لماذا؟! 

قال "القذافي" وهو يحمل كوب العصير:
-كنت أسال فقط، ولكن لا تعرفين العروسة او
العريس معرفة شخصية؟

هزت "فاطمة" رأسها في صمت،  فجلس" القذافي"
في راحة وقال:
-أنني أدعى" رضا".

رفعت "فاطمة" رأسها وقالت:
-وأنا أسمى "فاطمة".

كان" القذافي" قد سرقت هوية صديقه أيضاً،  لم
يكتفِ بقتله فقط، بل وسرقة هويته أيضاً.

و في نفس اليوم تمت خطبة "فاطمة" و "القذافي"، 
ولكن بأسم أخر بأسم صديقه الذي قتله، بأسم
"رضا محمد"  .

 
كانت" نادين" تجلس في المكتب مثل كل يوم، 
تنجز ما قد يحتاج عمل منها؛ إلي أن دلف عليها
"القذافي" وهو يقول:
-ماذا فعلتي اليوم؟

قالت"نادين" بعملية:
-لقد صنعت بعض الأعمال تتوقف فقط على توقيع
أستاذ "رضا".

توتر حين ذكر أسم" رضا "من فمها، ثم قال مغيراً
الأمر:
-لقد خطبت اليوم أليس هناك مبارك.

 
شعرت" نادين" ببرودة تحتل أطرافها و هي تستمع إلي حديثه، أي خطوبة تلك التي يتحدث عنها؟
نظرت له نادين بحزن ورغم ذلك لم تشاء أن توضح له
بحثها خلفه،  قررت نادين الصمت مؤقتاً حتى تعلم
الحقيقة  كامله،  وحينها سوف يكون لها ردة فعل
أخرى.

قالت" نادين" بصوت خرج مرتعش  :
-مبارك متى الزفاف؟

أجاب" القذافي" قائلاً  :
-لم يحدد بعد،  ولكنك سوف تكوني من المعازيم
بالتاكيد.

ثم أكمل" القذافي" قائلاً  :
-سوف أذهب الآن حتى أجهز للعرس.

تركها خلفه وسار مبتعداً.

في تلك الاثناء قررت أن تدخل" نادين "إلي مكتب
" القذافي"، الذي هو بالفعل ملك "رضا"، و لكن
الأوراق التي معه الآن تثبت أن كل هذه الأشياء 
ملكه، كيف ذلك؟.

استمعت" نادين "منذ فترة عن اختفاء" رضا" بعد أن
هبط إلي أراضي_ مصر_، وهي تعلم إن أول من يعلم
بوجود" رضا "هنا هو" القذافي".

هناك شيء هي لا تعلمه،  تشعر بكارثة تأتي  نحوها.

و لكنها لا تريد الرجوع عن ما سوف تقدم عليه.

دخلت إلى المكتب وبدأت في البحث و التفتيش،  إلى إن رأت ذلك التوكيل؛ ثم رأت بعض الأوراق التي تثبت
أن هذا المكتب و غيرهم باسم "رضا"، ثم رأت أوراق
أخرى تحول ملكية المكتب وبعض المكاتب إلى
" القذافي".

هنا كانت وصلت إلي نقطة من الشك، وقالت بصوت هامس:
-ربما هو من قتله؟

ولكنها عادت و نفت ذلك الشعور، وحين رأيت ذلك
المفتاح، قالت:
-أنني أعرفك.

أمسكت المفتاح بيدها وبدأت في تقليبه بين راحت
يدها،  تحاول تذكر أين رأيت ذلك المفتاح.

إلى أن تذكرت، إنه مفتاح منزل "القذافي"، هي تعلم
عنوانه جيداً.

لقد نسى ذلك المفتاح قبل سابق في المكتب و طلب منها أن تجلب المفتاح له وأرسل لها عنوان المنزل
في رسالة.

فتحت الهاتف الخاص بها؛  بعد أن وضعت المفتاح
في جيب حقيبتها، كانت تبحث عن عنوان منزله
وهي تشعر أن هناك شيئ ولغز حول ذلك" القذافي".

وما إن رأت العنوان حتى ذهبت إلي هناك على الفور


ما يحرك النساء هي مشاعرهم، لا تغضب المراة و
تندفع لفعل شيء معقد إلى أذا كانت تكن مكانة
كبيرة لذلك الشخص الذي تسعى كل السعي حتى
تدمر به.

و لكن رغم ذلك يصبح الأمر معلق بنسبة لها حتى
النهاية.

تفكر، كيف لها أن تتسبب في ألم من تحب، و لذلك تأخذ وقت كبير حتى تستطيع تنفيذ مبتغاها؛ كانت
"نادين" تلك الفتاة المحبة لصاحب العمل، الذي
اكتشفت أنه لا يعطي لها بالاً.

في النهاية حتى الدوده لها مشاعر.

لذلك كان من الصعب عليها أن تبحث خلف حب
حياتها، ولكن كان أصعب أن تراه مع أمراة آخر غيرها.

النساء هشة ضعيفة للغاية من الداخل، حتى ولو
كانوا يحاولون ظهور أنفسهم أنهم اقوياء لذلك
يتم تدمير "فاطمة" من جملة وربما أيضاً من كلمة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي