الفصل الثالث الدليل

فتحت الهاتف الخاص بها،  بعد أن وضعت المفتاح في جيب حقيبتها  ،  كانت تبحث عن عنوان منزله
وهي تشعر أن هناك شيء و لغز حول ذلك" القذافي".

وما إن رأت العنوان حتى ذهبت إلى هناك على الفور.

فتحت "نادين "باب الشقة في هدوء،  وهي تدعي
داخلياً أن لا يكون" القذافي" بداخل؛ وهذا رغم
علمها التام أنه غير متواجد في الداخل.

دخلت و أقفلت الباب بهدوء،  نظرت حولها،  ثم بدأت في البحث عن أي شيء داخل غرفة المعيشة، 
ولكنها لم تجد شيء .

دخلت أول غرفة،  كانت غرفته،  كان هناك صور له في كل مكان.

نظرت له" نادين" في حزن وهي تقول:

-إن لم تكن لي لم تكن لأحد.

ربما داخلياً الآن تريد الانتقام لقلبها أكثر من كونها
تريد أن تعرف الحقيقة.

  فتحت خزانة الملابس،  وبدأت في البحث داخلها؛ 
هي لا تعلم ماذا يمكن أن يكون هناك دليل،  ولكنها تبحث على أمل.

كانت تفتش إلى أن رأيت تلك البدلة التي كان
يرتديها أثناء خطوبته.

بدأت في البحث داخل البدلة ،وأخرجت بطاقته.

شهقت" نادين" وهي تضع يدها على فمها إنها
بطاقة شخصية" للقذافي "بإسم" رضا" ؛  كيف ذلك؟؛
وضعتها حيث كانت، بدأت  تسير داخل الشقة باحثاً
عن أي شيء آخر.

دخلت إلى تلك الغرفة؛ رأيت ذلك الباب الذي يطل
على القبو.

هبطت في هدوء وهي تنظر خلفها في خوف.

أضاءت ضوء الهاتف وهي تهبط من فوق الدرج.

كانت يدها ترتعش في خوف،  ربما لم ترى شبح أو
شيء من هذا القبيل،  ولكن موقفها في تلك الاثناء كارثة.

والاعتقاد الذي زرعته في عقلها،  يجعلها تخاف لا
شعوريًّ.

إلى أن وصلت إلى أرض ذلك القبو، وجهت الضوء نحو الأرض؛  كانت الأرض غير متساوية،  سارت حول الغرفة و هي توجه الضوء في كل الاتجاهات  ،  إلى أن وصلت إلى ذلك الهاتف.

مدت يدها نحو ذلك الهاتف، وما إن رأته عن قرب
حتى شهقت هي تقول:

- غير معقول إنه هاتف" رضا".

في ذلك الحين استمعت إلى صوت حركة في الجوار شعرت بصدمه و هي تستمع إلى حركة بجانبها.

وضعت يدها على قلبها في خوف وهي تستمع إلى صوت حركه.

في مكان أخر كانت" فاطمة" تجلس أمام صديقتها
"وفاء"  و تقول:

- لم أكن أريد الاستمرار في تلك الخطبة.

أمسكت "وفاء" بيد "فاطمة" وهي تقول:

- لما يا "فاطمة"،  ألم تنسيه بعد.

انفجرت" فاطمة" في البكاء وهي تقول:

- إنني كنت أحبه للغاية يا "وفاء"  كيف تريدين مني
أن انساه بتلك السهولة.

وقفت "وفاء"  ،  و أقتربت من صديقتها وقالت:

- إنه كان شقيقي،  ولكن يا "فاطمة"  لقد مر خمس
أعوام على ذلك الحادث.

بكت أكثر وهي تقول:

- لكن،  لكنني كنت أحبه بالفعل يا "وفاء"  ،  إن أخيكِ قال لي على أسماء بناته الذي يريد تسميتهم.

تنفست "وفاء"  بحزن وهي تقول:

- ولكنه ذهب إلى مكان أحسن بتاكيد.

مسحت "فاطمة"  دموعها في حزن وهي تقول:

- لقد اشتقت له،  كيف تريدين مني أن أتزوج من غيره،  إننا كنا مع بعضنا البعض في كل شيئ؛ كان يراجع
معي دراسته ،  رغم أنه كان أكبر مني بعام،  كان
يفكرنِ دوماً بأن أذهب إلى الصلاة.
(تقصد كان يفكر في حياتها الدينية)

ابتسمت "وفاء"  والدموع تملئ عيناها وهي تقول:

-   تزوجي بيه يا صديقتي،  فإن أخي تزوج بالفعل
بحور عين في الجنة.

ضحكت " فاطمة " وهي تضم صديقتها منذ الطفولة.

دلفت "الأم" إليهم و هي تقول:

- هيا يا فتيات،  إن الطعام قد جهز.

قالت "وفاء"  :

- أشكرك يا "خالتي"،  ولكنني سوف أذهب الأن  .

صرخت بيها "والدته فاطمة"  قائلة:

- أجلسِ يا فتاة،  و تناولي الطعام معنا،  إنها ليست
أول مره؛  ثم إنني كنت أغير لكي الحفاض،  سوف
تخجلي الآن مني.

ضحكت "وفاء"  و هي تتوجه معهم نحو السفرة.

في منزل "نادين"  كانت والدتها تمسك يد "نور"  بقوة و هي تقول:
- أين هي أختك؟  إنكِ تعلمين عنها كل شيء.

هبطت دموع "نور" و هي تقول:

- لا أعلم إنها فقط قالت "سوف أذهب إلى العمل".

صرخت بيها" الأم" قائلة:

- إذاً أين هي حتى الآن.

تقدم أبيها قائلاً بهدوء:

- حبيبتي إن كنتِ تعلمين أين هي،  فارجوا أن تقولي
أين هي؛ حتى لا تكون قد وقعت في مشكلة ما.

زاد بكاء" نور "وهي تقول:


- إنني بالفعل لا أعلم هي غائبة حتى الآن  صدق لا
أعلم؛  وهي لم تقل لي.

قالت" والدتها" و هي تمسكها من شعرها:


- تعلمي أين أختك إذاً،  سوف اجعلك تندمين على
كذبك هذا.

أوقعت "الأم" _ ابنتها _على الأرض  ،  و هي تضرب
بها؛  بينما "الأب" يمسك يدها و يحاول جعلها
تتوقف،  و يقول:

- يكفي يا" سعاد " إن الفتاة  سوف تموت بين يدك.

و لكن "سعاد"  كانت تبي التوقف.

قالت "نور "بصراخ:

- أقسم أنني لا أعلم أين هي؛  لم تقل لي.

ابتعدت" نور" من براثن "أمها" و ركضت نحو الغرفة؛
وأقفلت خلفها في خوف.

بدأت في الإتصال على شقيقتها أكثر من مره، 
حتى تطمئن عليها.

كان الهاتف يعطي غير متاح.

و هذا بسبب أن "نادين" قبل أن تدخل الشقة وضعت
الهاتف وضع الطيران.

جلست "نور "فوق الفراش وبدأت في البكاء.

بينما في الخارج كانت تصرخ" والدتها  " وهي تقول:

- سوف أريكِ كيف تفعلي ذلك،  إن الساعة الآن
الحادية عشر،  لنرى إلى متى سوف تظل في الخارج.

زاد بكاء" نور"، خوفاً على ما سوف يحل على شقيقتها إن لم تأتي  بسبب قوي.


بينما كانت "نادين" تقف في تلك الغرفة المعتمة بعد أن أعلن الهاتف انسحابه، وأنه سوف يفصل.

أصبحت تقف في ظلام دامس، لا تعلم في أي إتجاه
تسير حتى تعود أدراجها، و في ذات الوقت، لا تعلم من ذلك الذي كان يتحرك منذ لحظات.

قالت في همس:

- أوه يا اللهي ماذا يحدث بحق الجحيم ؛
يا رب لا تفضحني، أستطيع أن أشعر بأحد معي.

كانت تمتم ببعض الكلمات قبل وهي تسير وفي
يدها الهاتف الشخصي الخاص بها، و هاتف" رضا"
في اليد الآخر .

إلى أن وصلت أول السلم، طلعت من تلك الغرفة و
تنفست الصعداء في حزن و خوف و هي تقول:-

لن أعود مجدداً مطلقاً.

خرجت من الشقة سريعاً و أقفلت باب الشقة


كان" القذافي "يغني بعض الالحان ، وهو يسير
متجهاً نحو شقته الى أن ستمع إلى صوت.

ما إن استمعت" نادين" صوته حتى شحب وجهها
وركضت نحو الطابق العلوي.

كانت خائفة بشده وهي تفكر ماذا سوف يحل بها إن أمسك بها.

قالت في عقلها:

- "بتاكيد سوف يقتلني كما فعل مع" رضا" ".

لم يشعر" القذافي" بشيء ودلف إلى شقته في
هدوء؛ بينما هبطت" نادين "في هدوء و خوف، وما
إن خرجت من الشارع حتى ركضت بقوة شديدة في
خوف؛ إلى أن وصلت الطريق العام.

أوقفت" نادين " سيارة أجره، وصعدت بجانب السائق
وقالت:

- هل معك شاحن إلى هذا الهاتف؟.

هز السائق رأسه، وضعت"نادين " الهاتف في الشحن و فتحته؛ صدمت من كم المكالمات التي وردت من
" والدتها "و" أبيها "و" شقيقتها" فتحت الرسائل؛
يوجد رسائل كثيرا من "والدتها" تقول:-
" أين أنتي "
"ما كل ذلك التاخير"
" سوف تشاهدين ما سوف أفعله بكِ حين تعودين "

لن تريد "نادين" أكمال رسائل "والدتها"؛ القت نظرا
إلى رسائل شقيقتها.
" "نادين " "والدتك" سوف تفعل بكِ شيء بتاكيد."
"أين أنتي" نادين "كل ذلك الوقت"
" " نادين " "والدتك" ضربتًِ بسببك أنتِ "


وضعت" نادين "يدها على رأسها في تعب، قلة حيلة.

ثم ابتسمت في سعادة، وهي تتصل على" والدتها "
تقول:
- أمي.

ما كادت أن تصرخ "الأم" بها حتى قالت:

- إنني قد كسرت قدمي، أريدك أن تنتظري أسفل
المنزل حتى تدفعي أجرة السائق، وجعلي" أبي"
يهبط معك أريد أن يحملني أحد حتى فوق.

شهقت" الأم " وهي تقول:

- ماذا حدث يا "ابنتي" .

تحولت نبرة "الأم" من قوية إلي لينا ما إن علمت أن
هناك سوء في" ابنتها".


هبطت " نادين " أمام أحد الصيدليات وأخذت بعض
الأشياء، و بدأت في وضع جبيرة على قدمها، ثم
أوقفت سيارة أجرى آخر؛ وطلبت منه إن يوقفها أمام باب منزل عائلتها، ثم أقفلت الهاتف من جديد، حتى تأكد أنه كان مقفل منذ وقت وأنه فاصل بالفعل.


على الجانب الآخر كانت تجلس " فاطمة " تنظر إلى
الهاتف، إلى صورة حبيبها وخطيبها السابق؛ تتذكر كل شيء حدث بينهم في يوم من الأيام .

قالت في حزن:

-كيف بعد كل تلك العوام، أنسى وجودك بجانبي،
إنك كنت معي في كل شيئ، وأي شيء.

هبطت دموعها و هي تكمل:
- كيف أنسى أول حب لي في حياتي؟، كيف أنسى
أنك كنت أول رجل أراه في حياتي؟.

زادت دموعها فوق الوسادة، وهي تنظر إلى صورته
داخل الهاتف.

كانت تقلب صوره في حزن وتأمل، وهي تتذكر كل
كلمة وكل همسه وكل حركة.

ألى أن وقفت يدها على تلك الكلمات التي كتبها
لها في عيد ميلادها الثامن عشر.

" إن كنتِ وردة فسوف تكوني البيضاء، مثل صفاء و
نقاء قلبك.
إن كنتِ قلم فسكون أنا أول كاتب و أخر
كاتب يحتويكِ بين طيات يده، سوف أكتب بكِ كلام الحب و الغنجِ.
و إن كنتِ كتاب سوف تكوني بعنوان عشق الهناء.
و لكنك أجمل من كل هذه الأشياء، إنكِ فاطمة
أحسن النساء ♕ "

زاد بكاء "فاطمة" وهي تقول:

- إن وصفت شعوري، فلن تكفي السنين، أحببتك
بعمق قلبي و تركتني في قلبك أسير؛ ذهبت دوني
وكنت وعد في يوم، إنك سوف تاخذني معك في كل مكان.
اشتقت لك يا حبيب الصبى، وماتت الحياة في عيني حين موتك، اشتقت لك يا سيد الرجال، وماتت
الرجال في عيني من بعدك.
تركت لي جسد بلى روح، أخذت روحي معك تحت
التراب.
تركت قلبي يتعلق بك؛ وتركته وحيد بلى نضباً بسيط.
وفراقاً قد عذبني كثير، وأنت في عالم آخر و نعيم.
اشتقت إلى كلمات تريح القلب منك، و أن يصبح
قلبي ينبض لأجلك من جديد.


غفت "فاطمة" بعد بكاء شديد؛ و لكنها استيقظت
على صوت الهاتف يدق، رفعت الهاتف على أذنها
قائلة:

- مرحباً من معي؟

أجاب قائلاً:

- إنني "القذافي"، خطيبك.

انقلب وجهه "فاطمة " في ضيق وهي تقول:

- لما تتصل في ذلك الوقت؟

ضحك "القذافي" بشكل ساخر قائلاً :

- إنني أتصل على_ خطيبتي_! فلما في اعتقادك؟.

غمضت عيناها في ضيق قائلة:

- ممم لقد فهمت، تود الحديث معي قليلاً، حتى
نتعرف اليس كذلك؟.

أبتسم قائلاً:

- نعم، هو كذلك؟!.

قالت" فاطمة" بضيق :
- ولكنني متعبة ولا أريد الحديث الآن؛ أرجوا أن
تعذرني أريد أن أغلق الخط حتى أكمل نوم.

الفراق هو ثاني اسوء شعور قد تتعثر به في طريق
الحياة الخاص بك.

لم تقدر "فاطمة"على تخطي الحب نحو خطيبها
السابق؛ كان بنسبة لها كامل الحياة.

لم تكن" فاطمة" مثل المثل الذي يقول: "أطعم
الكلب ثلاث أيام و سيكون شاكراً لك لثلاث سنوات؛
وطعم الانسان لثلاث سنوات
وسينسى ذلك بعد ثلاث ايام".

كانت" فاطمة " مخلصة بشدة إلى خطيبها السابق،
وهذا لانها عاشت معه كل ما كانت تتمناه بالفعل.

أجلس الى طاولتي

ما الذي أستطيع ان أكتب لك ؟

مريضة بالعشق أنا،

أتوق إلى أن أراك جسدا.

لا أستطيع أن اكتب إلا:

"أحبك. أحبك. أحبك

يخترق الحب قلبي

ويمزق أعضاءي .

ونوبات الحنين تخنقني

ولن تكف.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي