الفصل الرابع أستمرار

أبتلعت" نادين " أمام أحد الصيدليات وأخذت بعض
الأشياء،  وبدأت في وضع جبيرة على قدمها،  ثم
أوقفت سيارة أجرى آخر،  وطلبت منه إن يوقفها
أمام باب منزل _عائلتها_،  ثم أقفلت الهاتف من
جديد،  حتى تأكد أنه كان مقفل منذ وقت وأنه قد
فاصل بالفعل منذ وقت . 

بعد وقت قليل،  كانت تهبط "نادين"  أمام المنزل،  ما إن رأيتها" والدتها "وقدمها منكسرة بالفعل،  حتى
أطلقت شهقة قويا،  جعلت من "نادين"  تقول:
- وهذا ما كان ينقص، فضائح. 

قالت "الأم " بتساؤل وخوف: - ماذا حدث لكي يا
حبيبتي،  ماذا حدث. 

ذهب "الأب" نحو السائق،  وقال وهو يدفع له ماله:
- أعتذر عن هذا التأخير لك. 

كان يقولها "الأب" وهو يشير نحو زوجته متقلبة
المزاج. 

بينما كانت "نادين"  تتصنع الألم  ، وهي تسند على
"والدتها"؛ وقالت: -  كنت أعبر الطريق،  وإذ من
العدم تأتي سيارة وتدفعني. 

قالت" الأم "وهي تشهق من جديد: - يا حبيبتي،
  وماذا حدث بعد ذلك؟.

كانت" نور" تقف تنظر من النافذة،  وما إن رأت قدم
شقيقتها المنكسر حتى ركضت إلى الأسفل في
خوف على "نادين". 

قالت" نور"  وهي ترتمي في أحضان شقيقتها  :
- ماذا حدث لك يا " نادين "؟  .

أعادت" نادين " حديثها الذي القت بيه على مسامع
"أمها". 

جلس الجميع في غرفة المعيشة،  فقال" الأب":
- الم تأخذي أجازه حتى تعودي بصحة كامله؟.

قالت "نور"  : - لا أعتقد أنه سوف يحدث، ربما
يستغنون عنها للابد!. 

قالت" الأم ": - وما يعني هذا؟، كيف لا تجلس في
المنزل وهي بتلك الحالة؟.


قالت "نور"  : - ما رأيك أنتِ يا "نادين"؟.

بينما كانت "نادين"  في عالم غير العالم؛ تتذكر كل
ما حدث هناك،  ماذا سوف تفعل،  بتأكيد قد قتله
أو،  أو ماذا بتأكيد قتله؟.


قالت "نادين"  في عقلها: - كان سوف يمسك بي 
في أخر لحظة،  ماذا لو علم أني ذهبت هناك؟، ماذا لو علم أني أكشفت أمره. 

كانت "نور"  تنادي على_ شقيقتها_، ولكن "نادين" لم
تكن تلاحظ ذلك؛  إلى أن أمسكت "نور"  بيد " نادين "
وهي تهزاها،  استفاقت "نادين" على تلك الحركة، 
ونظرت إلى "نور"  وقالت : - ماذا،  ماذا هناك؟.


قالت "الأم " بفزع: - ماذا بكي "نادين"  ،  هل وقعتي
على رأسك أم حدث شيء لكي أخر دون كسر ساقك. 

قالت "نادين"  وهي تقف وتسند على الحائط:
-لا و لكنني متعبة بعض الشيء سوف أذهب إلى
 غرفتي،  وغدا سوف اتصل على أستاذ "قذافي" . 

ذهبت "نادين"  إلى غرفتها،  وهي تفكر،  بدلت
ملابسها،  وتوجهت نحو الفراش  ، ونامت فوقه،
وضعت رأسها فوق الوسادة،  ونظرت إلى السقف، 
وهي تفكر. 

قالت: - ماذا سوف أفعل بتلك الدلائل التي معي؟  ،
هل سوف أبلغ عنه؟،  أم أحاول أستفزازه ؟ آم اعتبر
 أني لم حصل عليه؟؛ بعد كل الذي فعلته حتى
 أتأكد لن اصنع شيء،  أيضا ليس هناك دليل واضح
 يؤكد ما أفكر بيه. 

تنفست الصعداء وهي تشعر ببعض القلق والتوتر،
هبطت دمعه من عيناها وهي تشعر بوخز في
قلبها،  فقالت:
- هويت من لا يستحق الهوى. 
وقبلت يا قلبي من لا  يسوى الهوى.
وأصبحت على قلبي مثل الهوى. 
فكنت أريد أن أعشق وأغني  للهوى. 

أصبحت الآن  أغني وألحان في الهوى. 
فقلبي الذي حبك و هوى. 
لم تشعر به وأصبح كل ذلك في الهوى. 

مسحت "نادين"  دموعها بأطراف أصابعها وأقفلت 
عيناها حتى ترتاح من ذلك التعب،  من تلك الأفكار 
والأشياء التي أدخلت نفسها بها دون قصد. 

في صباح يوم جديد، كانت" فاطمة "تنام في عمق، 
إلى أن دلفت والدتها وهي تقول : - استيقظِ"
يافاطمة"،  هيا يا فتاة،  إن زوجك في الخارج. 

قالت"  فاطمة " في ضيق: - اتركيني أنام يا امي،
اغلقي الباب خلفك. 


قالت" الأم "بصوت حاد: - أنني لا أعلم لما يريد
التزاوج منك،  لا أرى بكي أي منفعه. 

قالت" فاطمه "و هي تضع الوسادة فوق وجهها:
- إذاً أذهبي وقولي له ليس لدينا نساء للزواج،  وأن
يبحث في مكان آخر. 

قالت" الأم "بضيق: - استيقظِ،  استيقظِ،  هيا؛  
أرتدي ملابسك حتى تخرجي لزوجك. 

جلست "فاطمة"  في ضيق وقالت: - إنه ليس زوجي،
ليس زوجي،  ولن يحدث. 


ضحكت" الأم "وهي تقول: - بل سوف تحدث. 

نظرت لها" فاطمة " في حزن ثم قالت بصوت هادي:
- لما لا تشعرون بي؟، لما ليس هناك أحد يشعر بما
داخلي. 

أقتربت "الأم " من " فاطمة" وقالت وهي تجلس
بجانبها: - يا حبيبتي،  أنني أشعر بكِ،  ولكن أريد أن 
اركِي في دائرة  منغلقة،  أحاول فقط بأن إفتح تلك
الدائرة لكِ. 

أقتربت" الأم" منها أكثر و جلست بجانبها على
الفراش، وضمت "فاطمة "  لها وقالت: - أنني 
أخاف عليكِ بشده،  أريد حين أموت تعيشين
 أنتِ حياة كريمة مع زوج لكِ؛  لا تظني أني اقسي
 عليكي،  ولكني أحاول أساعد ابنتي. 


كانت "فاطمة"  تضع رأسها فوق كتف "أمها" وتبكي
في صمت. 

بتأكيد تعاني الآن،  بتأكيد تعاني وتحاول الإستمرارية
في حياة لا تسوى لها شيء. 

مسحت لها "والدتها" دموعها وقالت: - لا تبكي،  حاولي تقبل الأمر،  حاولي الاستسلام إلى الواقع،  وأن تقعِ في حب زوجك  المستقبلي. 

وقفت "فاطمة" في هدوء وقالت بصوتً حزين:
-ارجو منكِ أن تخرجي الآن حتى أبدل ثيابي. 

خرجت" والدتها "وهي تتنهد على حال_ ابنتها_؛
بينما بدأت "فاطمة"  في ارتداء وفستان وأن ترتب
شعرها . 

بعد قليل كانت تخرج "فاطمة"  وهي تحاول أن
تمسك دموعها وإن لا تبكي وتترجى "رضا " من 
إن يتركها. 

جلست بجانبه في صمت،  دون سلام أو حديث؛ من ما جعل "والدتها" تشعر  بحرج  وقالت بضحك مصطنع:
-  الم ترحبِ "با رضا " يا حبيبتي؛ لا تحزن يا "رضا " إن
_ابنتي _استيقظت  ما إن علمت أنك هنا. 

قال "القذافي" بابتسامة ساخرة: - لا أرى ذلك. 

دعس والد "فاطمة"  على قدم "فاطمة"  ؛ نظرت
"فاطمة"  إلى _والدها_ بغضب وقالت: - هل
يمكن إننجلس لوحدنا قليلاً. 

فتح_ أبيها _عيناه في تحذير من أن تقول شيء يجعله
يذهب بلا رجعة. 

ولكن "فاطمة"  هزت رأسها،  وكأنها تقول
_أطمئن_.

وبالفعل دخل الجميع إلى الداخل، نظرت "فاطمة" 
إلى "القذافي"  وقالت: - أعتذر على ما بدر مني في
الأمس؛ ربما كنت فظة معك بعض الشيء،  ولكن
هذا يحدث حين أكون في غير وعي. 

هز" القذافي" رأسه وقال: - اعلم يحدث معي هذا
في بعض الأحيان. 

حل الصمت عليهم سوياً،  قال" القذافي": - ما 
رأيك في عقد الزفاف،  مم متى تريدين أن يحدث. 

أقفلت "فاطمة"  عيناها في حزن،  ثم فتحت عيناها
في هدوء،  وابتسمت وقالت: - ولما الاستعجال؟.

ابتسم "القذافي"  وقال: - انظري يا "فاطمة"  أنني 
رجل اعلم في الأصول،  ولذلك اعلم أنني لا اقدر على
رويتك في أي وقت، وبما أنني لا يسمح لي بهذا، 
يجب إن أجعلك على ذمتي في أقرب وقت. 

هزت رأسها في هدوء، ثم قالت: - أعتقد أن هذا
الحديث يجب أن تتحدث عنه"والدتي"و"والدي" مع
بيه. 

قال "القذافي": - ولكنني أشعر أنك. 

صمت لأن بالفعل قد غادرت "فاطمة"  الغرفة. 

دخل "والدها" بعد قليل، وهو يقول: - تحدث يا
بني، بما تريدني؟.

قال "القذافي" في هدوء: - أريد أن نتحدث في
الخطوة التالية؟، أقصد عقد الزفاف أريد إن نحدد
موعد. 

قال "الأب" وهو يبتسم:- يا بني لم نجلب لها كامل
احتياجاتها و....

قطع "القذافي"  حديثه وقال: - لا عليك،  نحن في
مثابة عائلة واحده الآن،  أنظر يا عمى،  أني رجل
شرقي لا يهمني الشكليات هذه،  إن منزلي مكتمل
من كل شيء،  فقط،  ينقصه زوجتي، وهي موجودة
 الآن. 

ابتسم" الأب "وهو يقول: - إن حديثك يعبر عن
رجولتك يا "رضا"  وعلى كم أنت شهم؛ ولكن هذه
 الأشياء لا تقاس بتلك الطريقة. 


قاطع "القذافي"  حديثه وقال: - إني أعلم كل ما
سوف تتحدث عنه يا عمي،  ولكني على راي،  أريد أن
أتزوج "فاطمة"  في خلال هذا الأسبوع،  فقط بحقيبة ملابسها، وإن كنت تتحدث عن بعض الأشياء التي
تخص المهر وهذه الأشياء، سوف أفعل ما تريد. 

كان الوضع بنسبة إليه تحدي،  أخذ كل شيء يريده
طوال عمره،  والآن يريد شيء ولا يستطيع حرمان
ذاته من شيء. 


كانت" فاطمة " في الداخل تقول: - لا يمكن ما
يتحدث به! هذا مستحيل يا أمي؟.

قالت" الأم "بهدوء: - كان يجب أن تعلمي أن هذا
كان سوف يحدث عاجلاً أم أجالاً.

تحدثت "فاطمة" بضيق : - إني غير مستعدا إلى
ذلك.

جلست "الأم" بجانبها، وهي تمسك بيد _ابنتها_
وتقول : - لا تكوني بلهاء، إنه مهندس؛ سوف
تنسي يا فتاة، ولكنك تحتاجين فقط إلى..... إلى رجل، تحتاجين إلى زوج يحبك يجعلك تعيشين في الهنا.

استسلمت "فاطمة" بالفعل إلى حديث "والدتها"،
وبدأت تشعر بالذنب.

في تلك الاثناء، شعرت" والدتها" إن "ابنتها" قد مالت إلى حديثها، فقررت أن تزيد الحديث أكثر وقالت :
- تزوجي به حتى تجلبِ الطفل الذي تتمنيه.

أغمضت "فاطمة" عيناها و هي تتخيل تلك الطفلة
الصغيرة، التي تتمنى وجودها.
أكثر النقاط ضعف لدى "فاطمة" هي الأطفال.

هنا قررت "فاطمة" قرر، يمكن أن يكون في صالحها، ويمكن أن يكون.........


وهو أن تتزوج منه حتى تنجب فقط، ثم بعد ذلك
تنفصل عنه.

بعد قليل، دخل" الأب " وهو يقول: - الزفاف بعد
أسبوع.

أبتلعت "فاطمة" ريقها في توتر، استقبالا إلى كل ما سوف يحدث فيما بعد، إنه سوف يفوق تحمل قلبها.


كانت تبحث" ياسمين " في كل مكان على عمل،
مناسب إلى مستواها التعليمي، فإن "ياسمين" لم
تكمل تعليمها؛ لذلك كانت" ياسمين" تبحث عن
عمل حول منطقتها أولاً، وثانياً في أحد المحلات
البسيطة.

دخلت إلى محل كهرباء، تساءل بعد أن شعرت أن
قدمها قد ورمت من السير، وقالت : - مرحباً .

رد الرجل، و كان رجل كبير في السن ذو شعر أشيب :
- مرحباً يا جميلة.

قالت "ياسمين" : - إنني كنت أبحث عن عمل، فهل يوجد مكان لي؟.

أبتسم "العجوز" و قال: - الم تقولي لي أسمك أولاً.

ابتسمت "ياسمين" قائلا: - إسمي هو" ياسمين"،
و ماذا عنك يا" عجوز".

كانت تقولها في مرح، فقال بابتسامه: - أسمي
"محمود" السيد "محمود" أنظرِي يا "ياسمين" إن
العمل في هذا المحل بسيط، أي أن الزبائن بسيطة؛ لذلك على أساس بيع المحل سوف نقسم المال بيننا.

قالت "ياسمين" بسعادة : - وأنا موافقة بطبع.

ربما وافقت "ياسمين" على العمل معه، لانها شعرت إنه مثل والدها رحمه الله.

عادت إلى المنزل، و ما إن دلفت حتى استمعت إلى
صوت الهاتف يدق؛ فتحت الحقيبة و ردت عليه:
-مرحباً.

رد "عمر" من الجهة الآخر يقول : - كيف حالك، هل
وصلتي إلى شيء اليوم؟.

ردت "ياسمين" وهي تجلس على المقعد: - وجد
عمل، إنني دخلت إلى المنزل الآن.

قال "عمر" استغراب: - إن الوقت تأخر، لما كل هذا
التأخير! .

قالت "ياسمين" بضيق: - إني كنت أبحث عن العمل، وليس كنت اللهو.

أنهت "ياسمين" المكالمة مع "عمر" وذهبت إلى
غرفتها.


لم يكن تعلق" ياسمين " بخطيبها "عمر" حباً به، بل
كان مجرد هروب من شعور الوحده القتيلة.

وكان هذا ثالث شعور مؤذي يجعل الإنسان يفكر في الموت والانتحار.

كلمة كبيرة ووجع عميق _إني وحيدة_.
تخيل كم مرأة أرادت بها إن يضمها أحد حين بكائها، كم مرأة كانت تريد إستشارة أحد قريب منها عن
شكلها وثيابها وكل شيء يخصها.

تحاول الحفاظ على كل ذكرة قد مضت عن طريق
الحفاظ على هذا المنزل.

بكيت وهل بكاء القلب يجدي فراق أحبتي.
وحنين وجدي فما معنى الحياة إذا افترقنا.

وهل يجدي النحيب فلست أدري فلا الذكر.
يرحمنى فأنسى ولا الأشواق تتركني لنومي.

فراق أحبتي كم هز وجدي وحتى لقائهم.
سأظل أبكي.

فراق الأحبة داء دخيل ويوم الرحيل لنفس.
رحيل سمعت ببينك فاعتادني غليل بقلبي.

وحزن طويل أهذا ولم يك يوم الفراق فإن
كان لا كان زاد الغليل وأيقنت أني به تالف ما.

قد وصفت عليه دليل حياة الخليل حضور.
الخليل ويفنى إذا غاب عنه الخليل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي