الفصل الثالث كتياس

الفصل الثالث (كتياس)


همست إيلي، وهي تبكي:
-لقد امتلكني كما قال، وسلب مني كل ما أملك.

ثم نظرت إليه بكره شديد، وقالت له:
-هل أنت سعيد بفعلتك هذه أيها اللعين؟

رد عليها بلهجة قاسية:
-نعم، سعيد ولا أشعر بأي أسف على امتلاكي لك.

جرت دمعات غزيرة على وجهها وهى تقول:
-ابتعد أيها الوحش.

ابتعد عنها بالنهاية وتحرك إلى الجهة الأخرى من الفراش.

قالت له بألم:
-أنت سلبتني كل شيء، بقوة، وقسوة وأخذت مني كل إحساس بداخلي.

دموعها كانت تجري على وجنتيها، وهي تصرخ:
-لقد سرقت مني عذريتي، سرقت شيء ليس من حقك.

مشاعرها كانت تصرخ مما فعله بها، وبجسدها الذي جرحه أيضًا، بسلبه عذريتها.

أخذت تشهق باكية، وهى تصرخ:
-ابتعد عن وجهي، لا أريد رؤيتك أمامي.

تحركت إيلي إلى طرف الفراش. وهو جلس على الفراش بعدما أنهكها بممارسة هذا النوع العنيف من الغرام بهمجيته.

جسدها أخذ يؤلمها أكثر منذ ذي قبل، فصرخت بقوة:
-أنا أتألم بشدة، وجهي، وعيني، ورأسي، وقدمي وكل عظامي تؤلمني بشدة.

زاد صراخها وهي على الفراش، وأخذت تتلوى، كما لو كانت تتمزق من الألم، ورغم ألمها هذا، كانت تراه بوضوح رغم المسافة التي كبرت حين ابتعد عن الفراش.

وقف يتأملها بدهشة، فقالت له:
-أنا أشعر بألم فظيع على طول فخذي، كما لو كان أحدهم يمر بمشرط جراحي على جلدي، ماذا يحدث؟ ولماذا هذا الألم الفظيع؟

وعندما التزم الصمت، فحاولت أن ترى، فأبصرت ما يحدث على قدميها، حاولت أن تنسى الألم بالكلام، فقالت له:

-ما هذا؟ وكأن أحدهم يكتب على جلد فخذي، ولكنه يكتب من داخل جلدي لا فوقه، يا إلهي، إنها الأحرف الأرمية القديمة والتي أعرفها جيدًا، أنا درستها بكنيسة القرية من ضمن شغفي بلغات الأساطير القديمة.

ولكنها فجأة انهارت، وفقدت قدرتها على السيطرة على نفسها وبكت عينيها، ووسط دموعها قرأت الأحرف التي كانت تكتب على جلدها.

صرخت إيلي:
-أنا أتألم وأشعر بألم رهيب.

انتهت الكتابة من داخل جلدها، وتم طباعة أخر حرف على بشرتها، ليبرز أسم فوق جلدها كما الوشم، وقرأت الكلمة ثم قالت:
-"كتياس" نعم، إنها "كتياس".

فأخذت تبكي بألم أكثر، وهي تنظر إلى الرجل المتوحش الذي كان ينظر إلى ساعده بغضب.

ولكنها قالت بألم وهي تمسك فخذها متألمة:
-"كتياس" ما هو ذلك الـ"كتياس" ؟ انه يؤلمني بشدة.

إقترب منها مصاص الدماء، مما جعلها ترجع أكثر لآخر الفراش، وهي تشعر بشتى أنواع الألم في كل جسدها.

بالرغم من ألمها، قام بسحب ساقها ونظر إلى هذا الوشم الذي طبع الآن على فخذها، وقال بصوت ملتهب وبريق الإدراك ينير وجهه الوسيم، وهي تبكي برعب أكثر:
-"كتياس" هو أسم من يملكك يا تولين، اسمي أنا.

بصوت مغلف بشهقات الألم والبكاء قالت:
-أنا إسمي إيلي، ولماذا أسمك موشوم على جسدي؟ ماذا فعلت بي أيها الوحش اللعين؟

نظر إليها بقوة، وهو يرى معالم الألم تسري على كل جسدها، وبشكل ما شعر هو الآخر بالألم، كما لو كان متصل بألمها ذلك. رأى لون عينيها يتغير كما حدث مع جسدها في لحظة امتلاكي إياها.

فقال لها بصوت قاسي:
-أنا لم افعل لك شيء يا "تولين".

قالت له بنبرة غاضبة:
-قلت لك اسمي إيلي، وليس تولين.

قال لها بنبرة هادئة، وكأنه يخاطب طفلة صغيرة:
-أسمك الحقيقي هو تولين.

هتفت متألمة:
-من تولين هذه؟ ولماذا قمت باختطافي؟ ولماذا قمت باغتصابي؟.

نظر لها بهدوء، قبل أن يقول:
-في عالمنا نحن وجميعنا يعرف أن من يأخذ عذرية إحدى ساحرات معبد القمر قبل تمام بدرها الواحد والعشرون، يمتلكها ويمتلكها بالكامل، تصبح ملكه يا تولين.

صرخت بهستيرية، وهي تقول له برعب وتحاول ضربه، والألم يفتك بجسدها:
-بماذا تهذي؟ من هي "تولين" تلك؟ فأسمي هو "إيلي" وأرجوك، أرجوك أوقف هذا الألم الذى بجسدي. أرجوك.

بقوة اقترب منها، وهو يحتضنها بقمة القوة والحنان، إلى جسده البارد، وهو يحاول تهدئة جسدها ودموعها الغزيرة، وفرد معصمه أمامها، ثم قال لها:
-أنظري إلى هذا الوشم الشبيه بوشمك، والذي وشم فقط منذ قليل على جسدي.

نظرت له بعينين ممتلئة بالدموع:
-أرجوك أوقف هذا الألم، لا يهمني هذا الآن، ولكن كل ما يهمني هو إيقاف هذا الألم الشديد.

كأنها لم تقل له شيء، وأكمل كلامه قائلًا:
-اسمك الحقيقي هو "تولين" وها هو اسمك الآن موشوم أيضًا على جسدي، وذلك لأني صرت مالكك يا ساحرتي الصغيرة. والآن إهدأي حتى تنفك التعويذة بالكامل، فقط قليل من الألم بعد.

وكما لو كان كلماته الغريبة أعطت الإذن لجسدها، تملكتها موجة ألم قوية اجتاحت جسدها، فارتجفت بقوة، وهي تتحرك بهستيرية لا إرادية مما جعله يمددها فوق الفراش، عندها فقدت الوعي تماماً.

وقف "كتياس" أمامها وهو يتابع ما يحدث، وغطى جسدها بالملاءة، ورأى وهج أبيض يلتف حولها، ويغير من ملامحها ثم قال:

-أخيرًا، خرجت الفراشة من شرنقتها، وتم فك معالم تلك التعويذة التي كانت حبيستها منذ الصغر، وتحولت من يرقة إلى فراشة جميلة.

وهي غارقة في دنيا اللاوعي، السمنة، والنمش الذي كان على جسدها والذي على كان على جسدها أخذ يختفي، وخيوط من البلاتين الأبيض تمر عبر شعرها البني؛ فتنيره بروعة وجمال، وتجعيداته اختفت تمامًا ومنحنيات جسدها تمتلئ بجمال واغراء.

أشتم رائحة جسدها مما جعله يبتسم قائلًا:
-رائحة جسدك المسكرة، زادت قوة واصبحت مثيرة اكثر، كما لو كانت زجاجة عطر فتحت بأكملها بالمكان، ولكنه عطر الرغبات المشبع بالإغراء الحلو المسكر.

تحدثت وهي غائبة عن الوعي :
-لست تولين أيها الوسيم المرعب.

فابتسم وهو ينظر إلى وجهها وقال:
-لقد امتلكتك، والأجمل أنكِ ملكي بالكامل، وبالمعنى الحرفي للكلمة. أخيرًا سوف أحقق ما أريد. لقد حان وقت اقترابي من امتلاك الزنبقة السوداء، لقد اقتربت جدًا.

تأمل أسمها الذى وشم بحكم النبوءة على ذراعيه، وهو يزيد اتساع ابتسامته الرائعة بقوة.

لمس بأنامله جسدها، وهو يتمدد إلى جوارها ومرر أنامله على نعومة بشرتها، وهو ينظر إلى فراشته التي امتلكها، ثم قال بخفوت:
-نتيجة إمتلاكي لكِ؛ صرت فراشة يكرهها الجميع.

وفي مكان آخر يطلق عليه معبد القمر، توهجت هالة محيطة بالقمر بقوة.

مما جعل سحرة المعبد يتجمعوا وهم يدركون معنى تلك الهالة على هذا القمر المكسور.

قال أحد السحرة:
-لقد تم كسر تعويذة حماية لساحرة لم تكتمل قواها.

قال ساحر آخر:
-ما حدث كارثة أيها الأخ، الساحرة التي تم كسر تعويذاتها، ما هي إلا أخطرهم، إنها "تولين" وعلينا إنقاذها، ويجب أن نرسل لها في أسرع وقت التعويذة الحارسة.

ولكن لو كانوا يعرفون أن من كسر تعويذاتها، هو "كتياس" أخطر بني جنسه من الوحوش، لما أرسلوا تلك التعويذة الحارسة لها. فلا شيء سوف يحميها من شر قدرها.

حاولت فتح عينيها؛ ولكنها أغلقتها في الحال، وحدثت نفسها قائلة:
-لماذا أشعر كما لو أن صدمتني حافلة؟! ولماذا هذا الألم يجتاحني وأشعر أن عقلي مشوش للغاية!


حاولت التحرك في فراشها، لتأخذ وضعية أفضل، وتكمل نومها، ولكنها قالت لنفسها بقوة:
-يجب أن تنهضي إيلي بسرعة، قبل أن تقتحم جدتك الغرفة لتوقظك، لكي تذهبي إلى العمل.

ولكن حين فتحت عيناها، قالت بصدمة:
-الغرفة، الغرفة ليست غرفتي.

اتسعت عينيها بدهشة وهي ترى ما حولها بأعين ترى جيدًا جداً، ثم أكملت قائلة:
-أنت ترين جيدًا إيلي بدون حاجة لأي نظارة للرؤية.

وبدأت أحداث الأمس الدامية تتسرب عائدة إلى عقلها؛ فأخذت تقول:
-إن هذا كان كابوس لا معنى له.

وتسارعت أنفاسها بحدة عندما تسللت يديها إلى جسدها تحت هذا الغطاء، الذي تتدثر به، فقالت برعب:
-جسدي عاري تمامًا، إذًا أنا لم أكن أحلم والوشم الذي موجود على فخذي حقيقي.

شعرت بألم شديد داخل صدرها، وزاد كل ألم تشعر به في كل عضلات جسدها، حتى وجهها، ومرت دمعة جريحة على وجنتيها، وهي تقول بألم:
-كل شيء حقيقي، لقد تم اغتصابي بالأمس من وحش ما.

مدت يدها تسحب الغطاء على جسدها، بقوة، وحزن، والعبرات تهرب من خلال ملامحها الحزينة، ولكن أناملها اصطدمت بشيء ما.

نظرت إلى ماهية هذا الشيء، فوجدته ثوب نهاري رائع، أبيض اللون، وفوقه ورقة، تمنعها من الضياع وردة بيضاء، كما لون الثوب.

بأصابع مرتجفة مدت يدها، وأخذت كلاهما، وقرأت الكلمات التي كتبت بحروف أرمية قديمة، وكانت تقول:

-صباح الخير، كنت أتمنى أن أكون موجود في الصباح، حين تستيقظي، ولكن كما نعرف هذا مستحيل، ولذلك يا زوجتي الجميلة أهديك تلك الوردة البيضاء، مقابل ما منحتني إياه بالأمس من متعة. وردة بيضاء لعروس بيضاء.

همست إيلي:
-وردة بيضاء! ماذا زوجته؟! يا إلهي لقد اغتصبني وحش مهووس، ولكن هذا التصرف غريب منه.

ثم تذكرت أنها قرأت عن تقليد قديم، في البلدان القديمة قبل عدة قرون، فقالت لنفسها:

-ولكنه صار تقليد بالي لا يستخدمه أحد، ولكن هذا قديمًا، النبلاء لا يتزوجن إلا العذارى، من بنات مجتمعهم المخملي وفى الصباح بعدما يأخذ النبيل عذرية زوجته، يمنحها وردة بيضاء في المقابل بعد ليلة زفافهم، يا إلهى الرحيم من هذا المخبول ؟

صمتت لعدة ثواني، قبل أن تقول بخوف:
-لكنك تعرفي الاجابة، إنه مصاص دماء لقد اعترف بحقيقته بالأمس لك، فلقد تغذى أمامك على دماء السيدة، اللعنة قد يكون قد تغذى على دمك، بالأمس حين اغتصبك.

أخذت بذعر تلمس عنقها، تبحث عن أي ثقوب التي تتركها عضة مصاص الدماء، كما بالأفلام؛ فلم تجد شيء، فقالت براحة:
-لا أشعر بأي ألم في رقبتي.

رغم ألمها نهضت من مكانها، وتوجهت إلى المرآة لتتأكد أكثر، وبسرعة نظرت إلى عنقها، غير مهتمة لعريها ولكنها لم تجد شيء، تنهدت براحة:
-لم يتغذى عليَّ ولم يحولني لمصاصة دماء.

فرفعت عيناها لتنظر إلى وجهها ولكنها صدمت، وتراجعت للخلف، وهي تصرخ حين أبصرت ملامحها.

وبسرعة ارتدت الثوب، الذي وجدته أمامها بذعر، وهي في حالة هيستيريا.
وركضت من الغرفة ثم من المنزل، وهي لا تهتم بسيدة المنزل ولا بذلك الوحش، فهي كانت في حالة هيستريا كاملة ورعب ساحق.

كان معبد القمر مشتعل بالرعب، فقال "أزار":
-ما حدث ليلة البارحة، كارثة على مستوى كل المقاييس.

رد عليه مكسيم بهدوء:
-بالفعل كارثة، ولكنك أنت السبب فيما حدث أخي.

هتف أزار بغضب:
-لست أنا السبب في كل هذا، بل أنت بطيشك وزواجك من هذه الفتاة.

رد عليه مكسيم ببرود:
-أنت ايضًا كنت طائش مثلي تمامًا، لكن الفرق بيننا، أطفالك تربوا أمام عينيك في معبد العائلة، لكن طفلتي أنا، عاشت طفولتها منبوذة، بعيدة عني، لا تعرف شيء عن حقيقتها، لا تعرف أن لها والد.

قال أزر بإنفعال:
-ابنتك كان لديها خياران إما القتل أو النفي، وأنت أخترت لها النفي.

رد عليه بغضب شديد:
-أخترت لها النفي رغمًا عني.

تنهد أزر بعمق وقال:
-وكان الاختيار الصواب، لأنها كان محرم عليها دخول المعبد للحماية، بسبب نصفها الآخر من القوة والذي يعلو فوق قوة سحرنا، لذلك نبذت إلى مكان آخر، وتم تعويذها بالقبح لحمايتها من محاولة الامتلاك.

صرخ مكسيم:
-وماذا حدث؟ لقد فشل المجلس في حمايتها، سوف أنصرف الآن.

قال أزر:
-ولكن إجتماع المجلس.

لوح مكسيم بيده في الهواء، ثم قال:
-اجتمعوا بدوني أخي.

ثم أنصرف مغادرًا.


بمجرد خروج مسيكم، صاح أزار في أحد الرجال وقال له:
-أحضر بلورة القمر، وقم بإعداد مجلس الرؤية.

وبعد مرور عدة دقائق، انعقد مجلس المعبد لأول مرة منذ عشرين عام، انعقد مجلس المعبد في ضوء الشمس، ولكن الجميع كان يشعر بالقلق. ومستقبل وحياة الكل معتمد على ذلك.

دخل أزار إلى غرفته حيث كانت توجد زوجته، ثم قال:
-صباح الخير زوجتي.

ردت عليه زوجته بابتسامة:
- صباح الخير زوجي، ما نتيجة الاجتماع؟

عبست ملامح وجهه وهو يقول:
-ليست مبشرة فقد استيقظ الهالك.

قالت له بهدوء، ولكنها من الداخل تشعر بخوف:
-اكيد المجلس سيجد حل لهذه المشكلة.

تنهد بعمق، ثم قال:
-أتمنى ذلك حبيبتي، ولكن أكثر ما يحزنني، هو مشاكلي مع أخي، وإبتعاد ابني عن أمور مجلس الحكماء.

ابتسمت في وجهه وقالت له:
-أنت كنت هكذا في مثل عمره، فتى طائش.

ضم شفتيه بقوة قائلا:
-لا لم أكن مثل جاك ولم أكن مثل مكسيم، بل كنت أتحمل المسؤولية مع والدي.

هربت من شفتيها ضحكة عالية وقالت:
-لا زوجي العزيز، هل نسيت عندما تعرفت عليَّ؟ لقد كسرت العديد من قوانين المجلس، وكادت تقوم حرب بين قومك وعشيرتي.

قال بنبرة رافضة:
-ولكن الوضع مختلف بين جاك وهذه الفتاة، فهي ليست المقدرة له.

أردفت بنبرة هادئة:
-نحن ايضًا قالوا لنا هذا، دعه أزر يعيش حياته ويختار الشريكة التي يريدها، المهم الآن أن تركز في مشكلة استيقاظ الهالك.

لم يذهب "جاك" إلى غرفة والده مباشرة، بل ذهب إلى مكانه المفضل حيث كانت الطيور الحرة تحلق في سماء القصر هذا القصر الفخم، واتسعت عيناه بدهشة وذهول، حيث اكتشف أن الطيور كانت تحيط بأخته الصغيرة وتطير حولها، محلقة فوق رأسها دون خوف من طبيعتها.

كانت أخته تضحك وتحرك يديها بسعادة، وعندما أقترب منها "جاك" ضحكت في وجهه، ضحكة جميلة أذابت قلبه بالحب.

أمسكها جاك بلطف ورفعها إلى السماء، وكانت الطيور تحلق حولها بسعادة. حاول إيجاد تفسير لما يحدث، ولم يستطع إيجاد تفسير لهذه الظاهرة الغريبة.

نظر جاك إلى عينيها الصغيرتين الجميلتين. كانت هذه هي المرة الأولى، التي يرى فيها أخته سعيدة للغاية.

قالت "روز" بسعادة:
-أفتقدك كثيرًا يا جاك.

حركت يديها في الهواء وهي تقول:
-انظر إلى الطيور، لقد أصبحنا أصدقاء. أنا سعيدة للغاية لأن الطيور لا تخاف مني، اتفقنا أنا والطيور على اللعب معًا.

ابتسم لها بفرح واستدار ورفعها في الهواء:
-أنا أيضًا أفتقدك كثيرًا، أيتها الشقية.

-أعطني وعد بأنك لن تبتعد عن المنزل كثيرًا، كما فعلت هذه المرة عندما تشاجرت مع والدي.

نظر جاك في عيني أخته المتوسلة، ثم قال:
-سأبذل قصارى جهدي، حتى لا أتأخر عن المنزل مرة أخرى.

ضربت بقدميها الصغيرة بعنف على الأرض، وقالت له بصوت غاضب:
-كل هذا بسبب الفتاة الجديدة، أترك هذه الفتاة يا جاك. انت أصبحت لا تحبني، أنا أحبك وعندما أصبح شابة سأتزوجك.

بالكاد يستطيع أن يبتلع صدمة ما سمعه من أخته الصغيرة، وقال لها بنبرة توبيخ:
-هذا غير صحيح حبيبتي، طبعًا أحبك كثيرًا، لكننا؛ إخوة وممنوع أن يتزوج الإخوة، إنه شيء محرم.

فقالت له بانزعاج:
-لماذا حرام؟ سمعت أنه في بداية خلق الإنسان كان الإخوة يتزوجون بعضهم بعضًا.

رد جاك على أخته الصغيرة بلطف:
-يا حبيبتي، هذا منذ ألف وألف سنة يا صغيرتي روز، وعلى مر السنين تغيرت قوانين الكون، والعلاقة التي كانت مباحة في ذلك الوقت أصبحت ممنوعة، ويكفي الحديث عن هذا الموضوع يا روز، ما زلت أصغر من أن تتحدثِ عن هذا.

أجابت روز:
-أنا لست صغيرة، أنا في الخامسة من عمري، وأشعر بالغضب الشديد بسبب كلامك هذا.

حملها في حضنه وابتسم لها، ثم قال:
-ما زالت صغيرة في عيني، لنذهب إلى غرفتك، حان وقت نومك.

قالت له بابتسامة خبيثة:
-أنا سوف أذهب إلى النوم الآن، ولكن بشرط واحد.

أخذ نفسا عميقا وسأل:
-ما هذا الشرط، أشعر أنني لن أحبه؟

اتسعت ابتسامتها وهي تقبل وجهه:
-شرط بسيط للغاية، نذهب معًا إلى الغابة لنصطاد الغزلان البرية معًا. من فضلك لا تقل لا وتقول إنك ما زلت صغيرة، من فضلك قل نعم يا جاك، أرجوك أتوسل إليك.

قال لها بنبرة خاضعة:
-نعم، سنذهب إلى الغابة معًا.

صرخت بمرح، وهي تلوح بيديها في الهواء:
-أحبك كثيرًا.

قال لها جاك:
-أحبك أنا أيضا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي