الوجه الاربعون

laReine`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-02-20ضع على الرف
  • 10K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الوجه الأول

"عندما تسير خلف أضواء خافتة وثمة أمل ينبعث بداخلك، تقترب كي تلمسه فترى أضواء مغلقة تحصرك في قبو يسوده الظلام".

قبل ثلاث سنوات من الآن؟

في ظلام الليل، صوت أقدام  فتاة تُركض  بسرعة فائقة، على ممر مصنوع من الحديد، انفاس لاهثة، ودموع تهبط دون توقف، تعلم مصيرها تمامًا.

إن توقفت للحظة عن الركض، لنتهت حياتها لا محالة، صرخة صرخة مدوية مُتألمة بشدة؛ إثر سقوطها متعثرة بقطعة من الحديد مدببة حادة؛ إخترقت قدمها خارجة من الجهة الأخرى؛ جعلتها تنزف بغزارة.

يسير خلفها بخطوات بطيئة، تثير في جسدها الرعب؛ وكأنها بين يديه لا محال، حتى ولو عبرت الطُرق والبحار، سوف يجلبها بين يديه، توقف أثر سقوطها جريحة، في محاولتها الهرب، بعد ان فقدت السيطرة على جسدها.

تزحف على الأرضية بصعوبة بالغةً؛ من جراء جراحها، وكلما تحركت يتأذي جسدها، بطريقة تجعلها تصرخ من الألم، الألم الذي لم تختبره يومًا.

هتفت بصوت ضعيف يكاد يسمعه من يطاردها بصعوبة:
-ابتعد عني، أنا لم أفعل أي شيء، لتحاول قتلي بتلك طريقة؛ عليك لعنة، هل هذا هو الحب الذى تحبه لي؟

لم ينطق بكلمة واحدة، وإكتفا بالصمت، فقط صوت أنفاسها التي تعلو من الخوف يجعله يشعر بمُتعة، حيث يعتقد أنه يحقق أعظم أنتصار لديه، تحرك نحوها بخطوات ثابتة، وجلس بجوارها بهدوء، وجذب وجهها إليه بيديه، وثبت عينيه على مقلتيها، التي صُبغت باللون الأحمر من خوفها وصراخها :

-اليوم هو اليوم الأخير في حياتك،" ميليسيا" سيكون يومًا جيدًا، عندما أعود للمنزل،
وقلبك في يدي.

دموع، قهر، حزن، بكاء، ألم في جسدها وقلبها الذي يؤلمها، من أجل حبها له، وهي ترى نهايتها على يديه،  وهي لا تعرف ماذا فعلت ليقتلها؟

تابعت قائلة له:
- أقسم لك لن ترانى مرة أخرى، ساسافر إلى مكان بعيد لن يجمعني بك مرة أخرى، ولن أتحدث عنك لاحد، وسافعل أي شيء تريده، لتتركني.

توسلات بالدموع متوصلة ليصفع عنها هتفت من
بين شهقاتها:
- لا تقتلني، كل ما فعلته هو حبك، فهل هذا جزائي على حبك؟

من بين كل هذا، تتجمع بداخله نيران مثارة، تكاد تُحرق العالم من غليانها، وهو يتذكر تِلك توسلات الزائفة منها وهتف بسخرية:
-حقاً، "ميليسيا" كل النساء كاذبات، لم تحبينني يومًا، لذا أصمتي، لا أريد سماع صوتك مرة أخرى.

تابع حديثه قائًلا:
- أقسم لكِ لن تشعري بالألم بعد الآن، دقائق وسينتهى كل شيء.

أولاها ظهره، خارجًا من ملابسه، خنجر يده  من الخشب منقوش عليها كلمة من ذهب نقي، "هچين"، لم ينتبه لها حتى عاد ببصره إليها، وهو يهتف بضحكات عالية:-

-تريدين شيئاً آخر، قبل أن تخرج روحك من جسدك يا عزيزتي.

تعافر لتفتح عينيها من الإرهاق، وتلك السحابة السوداء تجذبها ببطء إلى الداخل، لتهز رأسها بنعم، وهتفت بتقطع:

- أريد البقاء على قيد الحياة، لا أريد أن أخسر
حياتي الآن.

لم يستمع سوى لتوسلاتها، التي تزداد بصوت عال مع اقتراب الخنجر من جسدها، وانتهت بصرخة مُتألمة عندما اخترق الخنجر قلبها لتسقط أثرها فاقدة لحياة.

إعتدل فى جلسته، وهو ينتزع قلبها من داخل صدرها ببرود أعصاب، ليتحدث متفوهًا:
-جميعكم تستحقون ذلك،  تستحقون الموت،
بلآ رأفة أو شفقة.

نظر إلى وجهها الذي يبدو مثلها تقريبا، مثل "هدي"تلك الفتاة هي السبب في كل ما هو عليه الآن، ثوان فقط وتحول ذلك الصمت إلى ضحكات صاخبة وهو ينظر لها بتشفي مرادفًا:

- إذًا، عاد الزمن مرة أخرى، سأقتلك، لا محال لكِ ميليسيا.

تسللت له أصوات أقدام تقترب له، وصفارات إنذار سيارات الإسعاف والشرطة، لينهض وركض نحو الجدار، مهتفة ببعض الطلاسم، ليختفي داخلها ولم يترك أثر لوجوده.

أمطار غزيرة تهطل على رؤوسهم كالزجاج، وهم يتجمعون حول جسدها المُتأذي، بطريقة تجعلهم يريدون أن يغلقوا أعينهم، وألا يروا ذلك المشهد المميت الذي لا يمد الإنسانية بصلة.

"كَثرت الأقاويل عن حادث مأساوي في شرق المدينة، حيث قتلتًَ فتاة بخنجر حاد، ونزع القاتل قلبها".

عودة لواقع!

في منزل على قمة أحد الجبال العالية يسوده الظلام دامس، والصمت، إلا من وقت لأخر يقطع ذلك الصمت عويل الذئاب.

يجلس يُشاهد هذا البرنامج الذي يبث أوّل قضية قتل تظهر لنور، على يـد قاتل متسلسل تم على يديه قتل تسعة وثلاثون فتاة، على مدار خمس عشرة عاماً، وكلهنّ يعثرون عليهن جسدًا بلا قلب

-نحن لا نعرف من هو هذا القاتل حتى الآن، ولكن هناك فجوة زمنية بين حالة والآخرى، وقد وجدت التحقيقات الأخيرة أن جميع النساء اللواتي قتلن على يديه يمتلكن جميعهن نفس الملامح تقريبًا.

بعض الأسئلة التي تدور في ذهن الجميع هو ما يحدث صدفة، أو مؤامرة تم حكاها ببراعة لسبب ما، كل ذلك سنعرفه، بعد التحقيق والاتصال بعائلات الضحايا ،ربما نجد شيئًا يدلنا على مكان ذلك القاتل، ولحكاية باقية سيتم عرضها خلال أيام من آلان.

جذب ذلك الريموت وهو يغلق التلفاز بانتصار تام، وشعور بالذة، وهو يعلم يعرف نهاية، أيام فقط وكل ذلك سينتهي.

ومعه ذكرى تلك الفتاة لتبقى أسطورة فقط في أذهان الذين إهتموا، فتح ملفات القضية الآن لم يكسبوا شيئا منها، لقد ثلاث سنوات منذ أن قُتلت وما زالوا يبحثون على أمل العثور عليه.

نهض ليجلس أمام تلك البلورة، يشاهد الضحية الأربعين، فينيسيا، الفتاة التي تعيش في مملكة لا أحد يعرف عنها شيء.

موازية لعالمنا، يشاهدها تذهب من هنا إلى هنا بحماس، وضحكاتها تعلو بأرجاء القصر، شهرين فقط، وستتوج ملكة لمملكة، تِلك المملكة التي حكمتها أسرتها منذ تأسيسها.

اغمض عينيه بإرهاق، وهو يفكر كيف بدء لعبته معها،
الأمر مختلف كثيرًا عما مضى، الأمر يشبه الحرب الذي سيخوضها اتجاهها، عليه أوًلا أسقاط المملكة وتدميرها، لعنة عليكِ فينيسيا تنتقل من هنا لهنا ك الفراشة ،إستمر في التفكير حتى غلبه النعاس.

فى مكان أخر "المملكة الفينيسية" 

سُميت المملكة على اسم الملكة الأولى فينيسيا، التي كانت لها علاقة حب خاصة مع الملك فيكتور الرابع، الذي حارب لأجلها عائلته، التي رفضت زواجه من خادمة في القصر.

ولكنه حارب بكل الطُرق حتى تزوجها، وتغيرت قواعد المملكة لتكون مُناصفة  للنساء، وأسقطت
معها فكرة التمييز الطبقي، وإعادة تسمية المملكة من المملكة "الفيكتورية" لمملكة "الفينيسية" تعبيرًا لحبه لها.

قبل عشر سنوات، انتشر مرض قاتل في جميع أنحاء المملكة وضواحيها، وإثرها توفيت العائلة المالكة بأكملها، ولم يتبق سوى حفيدتهم فينيسيا.

لتبقي هي الملكة الوحيدة للمملكة الفينسية، وبترحيب من شعبها لما قدمه لهم من حب واهتمام وعدم تمييز طبقي

وهي لا تزال الملكة الوحيدة لمملكة، وهي موضع ترحيب من شعبها بسبب الحب والاهتمام وعدم التمييز الطبقي الذي وجدوه في عائلتها.

بداخل القصر
تُرقص فينيسيا على تٍلك الأنغام التي تجعلها تتحرك ك فراشة وهي تغمض عينياها البُندقية بأستمتاع تأم قطعت ذلك الاحتفال تٍلك السيدة في عقدها الخامس وهي تهتف بحزم
" جلاله الملكة، معاد نومك"

ترقص فينيسيا على تلك الألحان التي تجعل حركتها مثل الفراشة، تغمض عينيها باستمتاع تام،  قطعت ذلك الاحتفال، سيدة في الخمسين من عمرها،
تهتف بحزم:
-جلالتك، إنه موعد نومك؟

أجابت وهي ما زالت تتحرك حولها:
-دقائق فقط "لورا" وسأخلد لنوم.

-لا، اغلقي تٍلك نغمات وعلى غرفتك، في الصبح الغد سيأتي ملك " رسلان " لزيارتك وعليكِ أن تكوني خاضعة لراحة، الانك ستذهبين معه في رحلة صياد وعليكٍ أن تكوني أحدي قسط من راحة.

-لا، اغلقي تِلك النغمات وعلى غرفتك، صباح الغد سيأتي لزيارتك الملك "رسلان" ويجب أن ترتاحي، لأنك سوف تذهبِ معه في رحلة لصيد، ويجب أن تكوني أوّل الحاضرين.

نظرت إليها بضيق وهي تهتف:
اللعنة، أنا الملكة، أنا من أعطي الأوامر، وليس أنتِ يا (لورا)، أشعر بالضعف عندما تنظرين إلي هكذا.

وتابعت قائلة، وهي تذهب مسرعةً:
- لاتقلقي لورا سأذهب الآن، لكن لا تنظري إلي مرة أخرى هكذا.

ابتسمت لورا وهي تنظر إليها بسعادة بالغةً ممن تعتبرها ابنتها كبرت وستتوج ملكة خلال أيام قليلة، حتى أنها ستتزوج الملك رسلان، أقوى وأشجع الملوك، لقد انتفضت أثر هجوم فينيسيا عليها وهي تقبلها من وجنتيها وهي تهتف:

-نسيت أن أقبلك، طابت ليلتك يا عزيزتي.

-وأنتِ أيضا حُلوتي.

عيونها كانت مُثبتة عليها حتى غادرت، مُتفوّهة بخفوت:
-ما زلت أراكِ صغيرة يا فينيسيا لتحكمي المملكة
مثل هذه، القرار الصحيح هو زواجك من "رسلان" ليحكم ذلك الحشد الذي لم تكسبِ منه شيئًا سوى المتاعب لكِ

في جناح "فينيسيا"

دلفت لداخل، وهي تنزع المجوهرات التي كانت ترتديها، كلها مكتوب عليها اسمها، وضعت في صندوق المجوهرات الذي يحتوي على أصناف
نادرة من الألماس، وإتجهت إلى الفراش أغلقت عينيها وسرعان ما سقطت في نوم عميق.

بعد مرور ثلاث ساعات !

تسير في مكان مظلم، ولا ترى سوى أعين مريبة؛ تنظر لها برعب، تجعل كل خلية في جسدها تنفض، توقفت لحظات، وهي تشعر بإنها مقيدة لا تعلم
ماذا تفعل.

حتى صوتها لا يريد أن يخرج، دقائق التي تنظر فيها إلى تلك العيون؛ حتى استجمعت قوتها وتركض، ركضت حتى قطعت مسافة  طويلاً بين الفنية والآخرى تنظر خلفها، صرخت صرخة مكتومة وهي ترى تلك العيون ما زالت تنظر إليها.

ركضت إلى الجانب الآخر وسقطت في حفرة من الأشواك التي اخترقت جسدها بعنف، استمرت في الصراخ، لكن قطع صرخاتها.

صوت ضحكات عاليةً، ولمحت تلك العيون التي زادت لمعانها بطريقة مُلفتة، لغمض عينيها، واستسلمت، الأمر الواقع وهو موتها لا محال.

تتقلب على الفراش، كما لو انها تنام على جمرات من النار، جسدها متعرِّقا،  تحاول ان تفتح عينيها بصعوبة بالغةً، وتشعر ان الاشواك، لا تزال في جسدها.

حاولت أن تصرخ أكثر من مرة لكنها فشلت بعد ساعة أمضتها ببكاء وضعف، حتى أستطعت تحريك جسدها لترى علامات تأثير الأشواك في جسدها  لتصرخ.

دقائق فقط، ودلفت السيدة لورا للداخل، ومعها بعض الخادمات، اقتربت  لورا لتمرير يدها على وجهها وهتفت
- ما بكِ أيتها الصغيرة، ماذا حدث لكِ؟

هتفت بتقطع وصوت بكاؤها يزداد:
-هناك عيون تنظر ليّ بشكل مريب، وقد سقطت في حفرة بها الكثير من الأشواك، وكنت على وشك الموت حتى أنظري إلى جسدي.

نزعت "لورا" القميص الذي كانت ترتديه لكن جسدها بدا وكأن لا شيء أصابه، نظرت حول الغرفة بعيون ثاقبة لترى جميع النوافذ المغلقة، وهتفت لإحدى الخادمات.

-يبدو بإنك رآيتي حلمًا يا جلالة الملكة، لا تخافي نحن جميعًا بالخارج، ولم يقترب أحد من جناح جلالتك.

شاورت لهم "لورا" بالخروج، ليترجلوا لخارج اما هي جلست بجوارها، وهي تضمها لها وتمرر يدها على خصلات البندقية:

-أيتها الصغيرة، لا تخافي لقد كان كابوسًا، لا عليكِ لن يتكرر مرة أخرى، أثقي بي.

وضعت بحنان الغطاء على جسدها وجاءت لتنهض لتهتف فينيسيا بخوف:
-لا تذهبي لورا، أنا خائفة جدًا، ابقي معي تلك الليلة.

هزت رأسها برفض وأكملت:
-لا تخافي، أنا دائما بجانبك، ولكن لم يعد ينفع  الجلوس معك في نفس الغرفة، أنت الآن فتاة كبيرة تحكم المملكة، الشعور بالخوف الذي أظهريته أمام الخادمات لا أريد منك مرة أخرى حتى لا يشعروا بضعفك، يا عزيزتي.

تركتها بعدما وضعت لها قبلة على مقدمة رأسها  وأتجهت للخارج، لاحظت أن الخادمات يتجمعن معًا ويتحدثن بأصوات منخفضًا، لتتجه نحوهن وهي تهتف:

-الملكة، تعاني من نوبات القلق فقط، لقترب زواجها، وتوليها الحكم رسميًا، وماذا حدث منذ قليل لا احد يعلم بذلك غيركم من يتفوه بكلمة واحدة سأعاقبه.

أنهت حديثها وذهبت إلى غرفتها بخطوات واثقة
***

عودة لذلك المنزل

يجلس يشاهد كل ذلك من البلورة الزجاجية، يشاهد خوفها الظاهر من تشبثها بالغطاء، وهي تنظر حول الغرفة، كل فنية والأخرى، وبكاؤها لم يتوقف لثوان.

استمتع حقا بخوفها تلك البرتقالية، سيلعبان معا كثيرًا لأنها ضحيته الأخيرة، وقد أصبح ذلك ممتعًا جدًا، كل ذلك مجرد خوف من حلم لكن ألم جسدها حقيقي، إنه يتحكم بجسدها بطريقة سحرية
كما يشاء.

نفخ بفمه بقوة في البلورة الزجاجية؛ ليصل إلى غرفتها الهواء بقوة، بينما فتح جميع النوافذ
بطريقة ما، جعلها تنتفض من مكانها بفزع، ابتسم بقسوة وهو يرى جسدها يرتجف بشكل قوي، ليهتف بخفوت:

-لا تقلقي يا عزيزتي؛ إنها مجرد البداية فقط، عليكِ أن تموتِي كل ليلة من الخوف، وإلا سينقذك شخص
من بين يدي.

نهض ليقف أمام لوح من الزجاج به تسعة وثلاثون قلبًا، مجمدين في قطع من الجليد، وعلى رؤوسهن قلب معشوقته هدي هتف بضيق:

-اللعنة عليك هدى، لو لم تفعلي ما فعلتِ، لكان لدينا الكثير من الأطفال يلعبون حولنا اليوم، ولكن ماذا تسبب غبائك، أيتها الخائنة، تستحقين الجحيم؟

تنفس بهدوء، وأخفض مقلتي عينيه؛ لرؤية بقية القلوب، حقا لم يتذكر أسماءهن حتى، ولكن لم يغيب عن عقله اسم "ميليسيا " لسببين؟

- هي من أحبته بجنون طوال السنة التي مثل عليها الحب بها، كان يرى بريق عينيها كلما ترى، لحظات ندم لقتلها، لأنها لم تستحق ذلك.

ولكن ينفض ذلك سريعًا عن عقله مُرددًا:
-بأنها لم تسنح لها الفرصة لتظهر وجهها الحقيقي.

أما السبب الآخر:
-بإنها من عائلة أرستقراطية وعائلتها تبحث منذ ثلاث سنوات عن قاتلها بشكل جنوني، وكلما تغلق القضية والديها يعيدان فتحها مرة أخرى، بل توصل لمقتل ثمان وثلاثون فتاة الأخرى في بلدان مختلفة، يبدو أنه لم ينسى موتها على عكس ما توقع.

فنظر الى الخنجر الذي قتلها به، متذكرا في ذهنه توسلاتها المتواصلة، التي لم تتوقف وهتفّ بنبرة خافتةً:

-لا تقلقي، ميليسيا لقد حدث كما قلت لك أنت لا تشعرين بالألم، حقا أنا فعلت لكِ معروفًا، أتريدِ أن تعيش حياة مليئة بالخاينات والكذب؟ عالمنا سيء ومؤذي لا يمكنك العيش به، أنا لم أؤذيك أبدًا، لقد أنقذتكِ.

وضع الخنجر في مكانه، وجلس مرة أخرى على الأريكة يشاهدها وهي نائمة، وأثر بكاءها كقطرات الندى على رموشها الكثيفة، واحمرار وجنتيها، وأنفها جعلها كالفراولة الطازجة، هتف في خفوت بضيق لتأمله إياها هكذا

- لعنة عليك، ماذا تفعل؟ لا تنسى بأنها امرأة مثلهن، جميعهن يشبهون بعضهن في الصفات.

"نهاية الفصل "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي