الفصل الرابع حشرة دراكولا

الفصل الرابع: حشرة دراكولا


استفاقت الطبيبة جاكلين من أثر المخدر، نظرت حولها في دهشة متمتمة:

- أين أنا؟ كيف جئت لهنا؟ يا إلهي لقد تذكرت! لقد تم اختطافي.

قفزت جاكلين من الفراش تجاه باب الغرفة، لمحاولة فتحه، ولكن ما كان غريبًا أن الباب لم يكن مغلقًا، شعرت بالسعادة وهرولت للخارج، ولكنها اصطدمت في شخص ما، تقهقرت للخلف وهي تشعر بالخوف قائلة:

- أرجوك دعني أرحل فأنا لم أفعل شيئًا لكم، ماذا تريدون مني؟

تسمر ستيفن في مكانه من هول المفاجأة، أنها تشبه حبيبته السابقة إلى حد كبير، قطع تأمله قولها:

- لماذا تنظر لي هكذا؟ أرجوك دعني أرحل، وأعدك لن اتفوه بكلمة واحدة، هل ستساعدني على الهرب؟

أمسكها ستيفن من ذراعها وأدخلها عنوة لداخل الغرفة قائلًا:

- لا تصدري أي صوت، وابقي بالداخل.. هذا إذا كنتِ ترغبين في استكمال حياتك، صدقيني هذا لمصلحتك، فالداخل أمن لك من الخروج.

كانت جاكلين تحاول إزالة يده عنها ولكن كانت قبضت يده كالصخر، فصرخت قائلة:

- اتركني يا هذا.. أريد الخروج ألا تفهم، إذا لم ترغب في مساعدتي فدعني أنا أحاول الخروج بمفردي، ابعد يدك القذرة عني.

لم يتحمل ستيفن الأهانة عندما قامت بسبه وتحول لوحش، ارتعش بدن جاكلين كالقصبة من الخوف والفزع، كاد أن يمتص دمائها ولكنه توقف في أخر لحظه، دفعها بعيدًا عنه وهرول لغرفته، سقطت على أرضية الغرفة من قوة الدفعة متمتمة:

- يا إلهي ما هذا؟! غير معقول.. مصاص دماء! كيف للأساطير أن تتحقق في أرض الواقع؟! لا بد من إيجاد طريقة للهروب، فأنا هالكة لا محالة.

هجم ستيفن على الفتاة المتواجدة في غرفته بدون وعي منه، امتص دمائها لأخر قطرة وهو يفكر في الطبيبة، انتفضت جاكلين عندما اقتحم شخص غرفتها قائلًا:

- هيا معي.. فسيدي كلاوس في انتظارك، ألم تسمعي ما قلت؟! ربما تعشقين العنف.. كما تشائي.

شعرت جاكلين بالخوف، ولكنها ذهبت معه خشيت تحوله كالرجل الذي سبقه قائلة:

- سأخرج معك ولكن أرجوك لا تلمسني.

ابتسم الرجل ابتسامة ساخرة وهو يشير لها للخارج، ظلت تتلفت حولها لترى أي مخرج تستطيع الهرب منه، ثم وجدت نفسها أمام صرح عملاق به الكثير من الأعمدة المزخرفة ويوجد بينهم تماثيل رومانية، وفي نهاية القاعة يجلس رجل على كرسي عملاق من العاج قائلًا:

- الطبيبة جاكلين.. مرحبًا بك في جحيمك الأبدي.

انتفضت جاكلين عندما اغلق باب القاعة فجأة، ووجدت نفسها بمفردها مع هذا الشخص المخيف، تحدثت بصوت مهزوز يملئه الرعب قائلة:

- لماذا أنا هنا؟ من أنتم؟ أرجوك دعني أرحل في سلام، وأعدك لن ترى وجهي ثانية.

همهم كلاوس وهو يطرق بمخالبه على مقبض الكرسي قائلًا:

- للأسف الشديد هذا لا يكفي، نحن بحاجة لك.. ما رأيك في كتابة تقرير عن عدم وجود صيد جائر في هذه المدينة؟! وعدم وجود تجاوزات أو مشاكل.

استجمعت جاكلين شجاعتها المزيفة قائلة بصوت مرتعش:

- هل مصاصي الدماء في حاجة لتقرير تافه؟! لم أكن أتصور بوجودكم في الواقع، هل تتحولون لوطاويط عندما تتجولون في الليل؟ لا بد أن ضوء الشمس يحولكم إلى رماد.

لم يستطع كلاوس كتمان ضحكته قائلًا:

- أعلم بأنكِ ذكية للغاية، ولكن للأسف الشديد فالأفلام قد دمرت عقولكم بالكثير من التخاريف، من الأفضل لك كتابة التقرير وإرساله لمقر عملك وأثناء ذلك ستبقين في ضيافتنا.


حاولت جاكلين الاعتراض ولكن كلاوس لم يترك لها الفرصة، حيث اقترب منها واضعًا يده على رأسها وهو مغمض العينين، ثم قال لها:

- لا أظن أن السماح برحيلك قرار صائب، ستبقين في ضيافتنا، حتى أسمح بذلك، بالمناسبة هل جدتك تدعى إيلينا؟

أجابته بصوت مهزوز:
-أجل، ولكن كيف علمت ذلك؟

أردف بصوت غاضب:
- هذا ليس شأنك، هنا أنا فقط من أسأل وأنتِ ما عليكِ سوى الإجابة، هل فهمتِ؟

قطع حديثهما دلوف أحدهم قائلًا:

- السيد ستيفن يسأل جنابك الحضور، ليتحدث معك في أمر هام.

أومأ كلاوس برأسه إيجابًا قائلًا:

- دعه يتفضل..

دلف ستيفن وعيناه لم تحيد بعيدًا عن جاكلين قائلًا:
- من الأفضل يا كلاوس أن نتحدث بمفردنا، فهناك أمور يصعب قولها أمام الغرباء.

طلب كلاوس من الحارس أن يعيد جاكلين لجناحها الغربي الآن، أثناء خروجها نظرت تجاه ستيفن بتقزز واشمئزاز، اقترب ستيفن تجاه كلاوس قائلًا:
- أريدها.. ألم تقل بأنني هنا أطلب ما أشاء وسينفذ في الحال، أريد جاكلين لي بمفردي، ستصبح إحدى جارياتي.


ابتسم كلاوس وهو يحاول قراءة أفكار ستيفن قائلًا:
- لك ذلك.. هل تريد مني تحويلها لمصاصة دماء؟

هز ستيفن رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا:
- لا، بل أريدها بشرية، ربما أشتقت للعب قليلًا، فأنا أشعر بالملل لا يوجد جديد هنا، وهناك طلب أخر، لا أريد أن يقترب منها مخلوق حتى أنت، فهي أصبحت ملك لي.


أردف كلاوس قائلًا:
- ولكنها ليست روز حبيبتك، هناك أمر لا بد من إطلاعك عليه، جاكلين ليست بشرية عادية، فهي لا تعلم بأنها حفيدة أكبر ساحرة عرفها التاريخ، عندما تكمل عامها الثلاثون ستمتلك قوة أجدادها السحرة، إذا كنت تريدها بشدة فمن الأفضل أن تجعلها تقع في غرامك؛ حتى يمكننا الإستفادة من قواها السحرية.


لم يعلق ستيفن على معرفة كلاوس لأمر حبيبته السابقة، ولكنه لم يكن يصدق في أمور السحر، ثم ضحك بسخرية على تفكيره الساذج قائلًا:
- ساحرة! هل هناك مستذئبين أيضًا بالجوار؟! حتى تكتمل الأسطورة.

أومأ كلاوس برأسه إيجابًا قائلًا:
- بالتأكيد.. يوجد مستذئبين ولكنهم لا يعيشون بالجوار، لقد دارت حروب بيننا فهم أشد عداوة لعشيرتنا.

تفاجأ كلاوس باقتحام أحدهم قائلًا:
- هناك مصيبة يا سيدي لقد تحول البشر (لزومبي) بفعل فيروس ما، لقد اجتاح المرض المدن المجاورة لنا، فهناك حالة هرج ومرج.


انتفض كلاوس قائلًا:
- هذا يعتبر بداية هلاك لنا فمن دون البشر سنهلك لا محالة، قم بجمع كبار مصاصين الدماء في المدن المحيطة، هناك اجتماع عاجل.


صعق ستيفن قائلًا:
- زومبي! لقد هلك العالم لا محالة.


لقد قامت جميع الدول بإغلاق حدودها خشيت إصابة مواطنيها بهذا الفيروس الذي يقوم بتحويل البشر لزومبي، وللأسف الشديد فهو ينتقل عبر العض أو دخول دمائهم بداخل جسد البشر سواء عبر جرح أو تلوث العين بدمائهم، كان العالم في حالة ذعر شديد، لقد اجتمعت جميع العشائر سواء (مصاصين الدماء) أو (المستئذبين) فهم سيهلكون مع هلاك البشر، في خلال أيام قليلة زاد أعداد (الزومبي) في العالم بطريقة مرعبة.


أثناء اجتماع كلاوس مع كبار مصاصي الدماء قرر عمل مدينة مغلقة يقوم مصاصين الدماء بحراستها، لحماية البشر من الزومبي، فلا بد أن يظل سلالة البشر في التزايد والاستمرار؛ من أجل ضمان بقائهم على قيد الحياة.

هناك بعض الدول كاد مصاصين الدماء فيها على الهلاك، فلا يوجد أعداد من البشر تكفي لسد ظمأهم، فأغلب البشر يختبئون في مخابئهم الأمنة، ولذا لجأوا إلى الهجرة للمدن المجاورة بحثًا عن البشر، لقد انتهى حكم الحكام البشريين لدولاتهم، فأصبح الجميع مسؤولين عن حمايتهم وحماية ذويهم بأنفسهم، أثناء قيام جنود كلاوس بجمع البشريين الذين نجوا من الجائحة لمدينتهم الجديدة هجم عليهم بعض (الزومبي) في محاولة التهام البشريين الذين كانوا في حوزتهم، وبعد معركة دامية بين (مصاصي الدماء) وعدد كبير من (الزومبي) استطاع مصاصي الدماء أن ينجحوا في حماية البشريين، ولكن كان هناك شيء غريب، حيث صرخ أحد البشريين قائلًا:

- لقد سقطت بعض قطرات من الدماء الأسود اللزج من الزومبي بداخل عيناي.

لم يمر بضع دقائق حتى تحول الرجل لزومبي، مما اضطر الأخرين إلى قتله، كان يقف كلاوس مع ستيفن فوق سطح مبنى ضخم، يحيطه سور مرتفع جدًا للحماية من الزومبي، بالطبع ليس لحماية مصاصين الدماء، ولكن حماية للبشر الذين تم جمعهم بداخل ذلك السور، أنها مدينة تتسع لعشرات الآلاف من البشر يترأسهم كلاوس كبير مصاصين الدماء، أشار ستيفن لكلاوس بفكرة رائعة قائلًا:

- ما رأيك في دراسة سلوك (الزومبي) لمعرفة نقاط ضعفهم وقوتهم، ربما نجد علاج لهم ويعود العالم كما كان من قبل، فنحن لن نخسر شيئا من المحاولة.

ظل (كلاوس) يراقب من فوق المبنى ما يحدث داخل المدينة الجديدة، ثم قال:

- كيف سيحدث ذلك؟

أردف (ستيفن) قائلًا:

- سنضع في القبو أقفاص من حديد، ونحتجز بداخلها الزومبي لمراقبة تصرفاته، ونضع حراسة مشددة من مصاصين الدماء، وسيقوم بعمل الفحوصات ومحاولة اكتشاف علاج لهم أفضل الأطباء لدينا، ما رأيك في ذلك؟


صمت (كلاوس) برهة من الوقت، ثم قال:

- لك ذلك.. ستكون أنت المسؤول أمامي عن الأمر، من الآن لديك جميع الصلاحيات عن تنفيذ ما ترغب به، ولكن احذر فأنا لا أحب الأخطاء.


تذكر ستيفن حبيبة قلبه جاكلين، فلقد أصبحت من ضمن زوجاته المقربات بالنسبة له، أما بالنسبة لها فما زالت تنفر منه وتشعره من خلال نظرات عينها بأنه وحش دامي، أجل عزيزي القارئ فهي لا تزال بشرية لم يقم ستيفن حتى الآن بتحويلها كالبقية إلى مصاصة دماء، عندما دلف لغرفتها قال لها:

- أشتقت لكِ.. لقد علمت بمدى حبك للشيكولاتة، ولذا قمت بجلب صندوق مليء بألواح الشيكولاتة حتى تستمتعي بها، تفضلي هديتك.

قامت جاكلين بإزاحة الصندوق بعيدًا عنها قائلة:

- لا أريد منك شيئًا، ابتعد عني فأنا لا أحبك، لما لا تفهم ذلك؟!

حاول (ستيفن) كبح غضبه قائلًا:

- لما لا؟! فأنا قد فعلت لك كل ما يسعدك، لقد أصبحتِ ملكة متوجة فوق الجميع، طلباتك أوامر تنفذ في الحال رغم أنك بشرية، لم أقم بتحويلك لمصاصة دماء لرفضك ذلك، لماذا لا تبادلينني مشاعر الحب الذي أكنه لك؟! ماذا تريدين بعد؟


أسقطت ما على الطاولة من طعام على أرضية الغرفة، قائلة بغضب:

- أنت وحش دموي، أنا اكرهك بشدة.. عندما رأيتك وأنت تمتص دماء ضحاياك شعرت بالغثيان والتقزز منك، أنت وحش تنتزع أرواح الأبرياء؟! أرجوك أطلق سراحي من سجنك.


زمجر (ستيفن) بصوت مخيف، وتغير لون عيناه للأحمر وهو يقول:

- ستندمين على حديثك هذا، ستتمنين أن اقترب منك حتى تشبعين نار شوقك، من الآن ستكون هذه الغرفة سجنك الأبدي، ولن ترين وجهي مرة أخرى حتى تشعرين بذنبك الذي اقترفتيه.


كان يتم تجهيز القبو على قدم وساق، تم وضع أحدث الأجهزة الطبية، وأقفاص من حديد لاستقبال الزومبي، لقد اختير أفضل الأطباء والعلماء من البشر، رغم عزم ستيفن أن يكونوا من مصاصين الدماء، ولكن لم يكن بينهم أكفاء ولذا اضطر إلى ذلك، تم جلب ثلاثة من الزومبي بشكل عشوائي ووضعهم في الأقفاص، كان من بينهم (زومبي) غريب الأطوار تصرفاته غريبة إلى حد كبير، مما أشعر العلماء بالحيرة..



(منزل عائلة كولين)

إن الجائحة التي أصابت العالم لم تؤثر عليهم، لأن مصدر غذائهم هو دماء الحيوانات وليس البشر، ولن يستطيع (الزومبي) إلحاق الضرر بهم فهم أموات مثلهم، ولكن شعور الوحدة كان مخيفًا، لقد انتهت الحياة على كوكب الأرض، كان إدوارد يجلس أمام كيفن وبينهم طاولة عليها لعبة الشطرنج قائلًا:

- لقد قاربت على إسقاط جميع جنودك، فملكك في خطر..

زفر كيفن قائلًا:
- لقد سئمت هذه اللعبة، فأنا دائم الخسارة، لن أقوم بلعبها مرة أخرى.

أردف إدوارد قائلًا:
- لم تقل لي.. ماذا حدث بينك وبين صوفيا؟

أجابه كيفن بصوت حزين:
- لقد تركتني عندما علمت بماهيتي، لا أعلم كيف علمت بذلك؟! عندما واجهتني لم أنكر ذلك بل أخبرتها بكل شيء، أملًا في تقبلها من أكون، ولكنها قد خيبت ظني بها عندما تركتني وركضت بعيدًا عني، لم تكن تتصور نظرة عيناها التي كانت مليئة بالرعب والفزع مني، لقد تمزق قلبي لشطرين.


قاطع حديثهما أخته (مادلين) قائلة:
- لا تحزن يا أخي.. فلقد أنتقم منها القدر، لقد أصبحت (زومبي) كريهة تقتات من البشر.


انتفض كيفن من مجلسه قائلًا:

- ماذا قلتِ؟! زومبي! متى حدث ذلك؟ ولماذا لم تخبريني من قبل؟ لا بد من البحث عنها، لن أعود حتى أجدها.

أردفت (مادلين) قائلة:
- هل جننت؟! أين ستبحث عنها؟ ربما يقابلك مستذئب، فلقد علمت بأنهم قد عادوا للبلدة مرة أخرى، فحياتك ستكون في خطر محدق.

ربت (كيفن) على كتفها قائلًا:

- لا تقلقي فأنا لن أكون بمفردي، سأصطحب رفقائي من العشيرة، إلى اللقاء..


دبدبت (مادلين) بقدميها قائلة:
- كيف يا أمي أن يكون أخي بهذه الحماقة؟ لقد رفضته وقامت بكسر قلبه، وأشعرته كأنه وحش مخيف، وتناست حبه لها، ومع ذلك انتفض قلبه من الخوف عليها، أين ذهب كبريائه وعزة نفسه؟ هذا ليس بأخي الذي أعلمه حق العلم.


تنهدت أمها (كاثرين) قائلة:

- أنه الحب.. يخترق القلب دون إنذار، ولا يستطيع أحد أن يتحكم به أو ينتزعه من قلبه، أخيكِ معذور يا بنيتي، ثم كيف تتعجبين من تصرف كيفن وأنتِ تعانين من نفس الألم؟


هزت (مادلين) رأسها يمينًا ويسارًا قائلة:

- لقد وضعت قلبي تحت قدماي عندما هجرني خطيبي من أجل حشرة مثله، هل تعلمين ماذا قال لي عندما اكتشفت خيانته؟
" لن أستطيع أن أكمل حياتي مع فتاة ضعيفة مثلك، تقتات من الحيوانات المقززة وتترك دماء البشر الذي يمنحها القوة والعظمة" لقد شعرت بالغضب وتمنيت أن أقطعه لأشلاء وأقوم بحرقه، لقد شعرت بالألم الشديد في قلبي يا أمي.

قام (إدوارد) بضمها لصدره قائلًا:
- لقد خسرك يا ابنتي.. فأنتِ تملكين قلبًا كالألماس لا يريد أن يقوم بإزهاق أرواح البشر هباءًا، أما هو فقلبه عامر بالظلام، سيأتي اليوم الذي يختفي فيه روحه، ويصبح وحش بكل معنى الكلمة.



يقوم (كيفن) بذرع المدينة ذهابًا وإيابًا بحثًا عن صوفيا، ولقد قام بتوزيع رفقائه للبحث عنها، سمع صوت صراخ وبكاء أطفال، فأراد أن يقوم بإنقاذهم، ولكنه صعق عندما رأى...


..يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي