رفيق الدرب

Manal2002`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-11ضع على الرف
  • 22.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

رفيق الدرب

الفصل الاولى

في إحدى دور الأيتام الذي تمتع بالمصداقية و الأخلاق و مراعاة أرواح ليس لها ذنب لوجودها بالحياة دون عائل مهما كان سبب انعدامه فهناك من سرق من عائلته لقصد المال و منهم من أجل الثأر و غيرهم بسبب الحقد و أخر بسبب الجهل
و يوجد من يتخلى عن طفله بسبب الضعف و قلة المال و الحيلة .. و من ولد يتيما لفقدان أهله إما بحادثة أو بفاجعة ..
هناك ايضا أطفال الشوارع التي ليس لها هوية و التي تقع فريسة لمغتصب او متسول أو لص يعتبرهم وسيلة للوصول لما تصبو لهم أنفسهم المريضة دون التفكير فى حداثة الشخص و عمره و لا التفكير في عواقب تلك التصرفات ..
ولكن منهم أيضا من سيتمرد علي واقع الحياة لحيا بأنسانيته ويعشق بقلبه

في صباح كل يوم بعد أن تقوم المربيات بإطعام الأطفال تاخذهم الى حديقة الدار لكى يلهو و يلعبو برفقتهم .. حنان المشرفات و المربيات حتى المسؤلين كان ينعكس على بسمة الاطفال الذين يعانون الحرمان كل بشكل خاص و كان دائما بينهما ثلاثة فتيات مرتبطين ببعض حتى أنهم يتشاركون نفس الغرفة و بالتالي ينغمسون سويا باللعب و المذاكرة.. كل منهم لها حكاية ستعيشها يوما ما ولكن لا تعلم ماهى و ما اولها و ما هو اخرها فهما ايناس و مرام و رفيف الشقيقات الثلاثة التي تعاهدو على عدم الانفصال ابدا مهما فرقتهم الايام .. لا يعلمو بفطرتهم ان الزمن هو الذي سيحدد مصير مستقبلهم و هل سيظل معا أما ستفرقهم الايام و كل منهم سيذهب لطريقه ...

من وقت لأخر تأتي أسرة لتكفل طفل أو طفلة و دائما تكون الأم هى صاحبة الاختيار و أحيانا ترتاد كثيرا على الدار لمتابعة الأطفال و التلاحم مع أحدهما ليحدث بينهما تألف نفسي فيكون الانتقال و الانفصال عن المكان بشكل اسهل و ايسر و الاعتياد على الاقامة الجديدة افضل و مقبول بكل محبة و راحة..
و كان اول المنفصلين إيناس الذي ذهبت لمحافظة خارج العاصمة لتعيش حياة جديدة ببداية مختلفة وكان كل احلامها ان تكمل تعليمها وتصبح طبيبة .. و لم تنتظر كلا من رفيف التى للاسف كانت مصابة من صغرها بالبهاق و مرام التي كانت تعشق السفر والسياحة وتتمنى ان تزور المعالم السياحيه بكل العالم وليس بمصر فقط كثيرا فى الاسبوع التالي كانت كل منهما تلتحق بعائلة اخري لتندمج كل فتاة بعالمها الجديد و مستقبل سوف تبنيه يوم بيوم و عاما بعاما..

مرت الأيام سريعا عاشت كلا منهما حكايتها و سنعرف ماحدث لكل منهما و ما ألت إليها حياتهم مع عائلتهم الجديدة و هنا بدات ايناس تتذكر وتحكي ما سار معها هي و اخوتيها رفيف و مرام من الدار بعد ان مرت بيهما السنين والايام
"بمباذا تفيد عذرية الجسد اذا كان الفكر عاهراً "
مرة أخرى تعود لستقل تلك القطار و الذي ليتها ما تمردت عليه أثناء إنتقالها من محافظتها للمحافظة الأخرى بحجة الزحام و الأصوات المتلاحمة داخله أثناء الرحلة فتفضل عليه السيارات ذو الأعداد المحدودة تناست أن الكثرة عزوة و أمان وقت الشدة و الخطر ..
تنهيدة طويلة زفرتها وهي ترتكز برأسها على الشباك المجاور لها و تغمض عينيها ليمر أمامها شريط الذكري السيئة التي تتمنى لو تجد طريقة لمحوها ليس فقط من الذاكرة بل من حياتها بأكملها..
----------

"بمباذا تفيد عذرية الجسد اذا كان الفكر عاهراً "

مرة أخرى تعو د لستقل تلك القطار و الذي ليتها ما تمردت عليه أثناء إنتقالها من محافظتها للمحافظة الأخرى بحجة الزحام و الأصو ات المتلاحمة داخله أثناء الرحلة فتفضل عليه السيارات ذو  الأعداد المحدو دة تناست أن الكثرة عزو ة و أمان و قت الشدة و الخطر ،
تنهيدة طو يلة زفرتها و هي ترتكز برأسها على الشباك المجاور لها و تغمض عينيها ليمر أمامها شريط الذكري السيئة التي تتمنى لو  تجد طريقة لمحو ها ليس فقط من الذاكرة بل من حياتها بأكملها

في إحدى أحياء محافظة من محافظات مصر الشعبية الفقيرة المليئة بالأشخاص من مختلف العقيدة و اللو ن و الفكر ، تو جد عائله من الطبقه المتو سطه تدعى عائلة الغريب ، أحد العائلات المسلمة  المكو نة من الأب  تحسين و الأم فاطمه و ابنتهم الفاتنة إيناس التي بعمر التاسعة عشر ،

إيناس كانت تحلم طيلة عمرها بدخو ل الجامعة بالقاهرة الكبرى و إكمال دراستها ، تو د أن تدخل مجال الطب و تصبح طبيبة كبيرة و لكن بعد اجتهادها في المرحلة الثانو يه و تفو قها بإمتياز قررت عائلتها أن تو قفها عن التعليم لأن في اعتقادهم أن الفتاه ليس من حقها استكمال دراستها إذا كانت عائلتها غير مو افقه على ذلك ،
هم عائلة محافظة جداً على انفسهم و بيتهم و فكرهم و مثلهم مثل العائلات الشعبية أن الفتاه عندما تبلغ أو  تكمل دراستها بالمدرسة ليس من حقها دخو ل الجامعة بل تجلس لتعمل مع أمها في البيت حتى يأتي سعيد الحظ و يتزوجها ،

ذات يو ماً إيناس ذهبت لتزو ر جدتها مثل كل يو م جمعة التي تقطن بالمحافظة المجاو رة برفقة إبن البكر شقيق و الدتها، و قررت ألا تنتقل بالقطار و سو ف تستقل سيارة بالأجرة لأكثر من شخص ،

و هي في طريق العو دة فى اليو م قبيل المغرب عادت بنفس الطريق و سو ء الحظ تعطلت السيارة قبل بلدتها بمسافة بسيطة فقررت أن تتحرك على قدميها حتى تقابل أى و سيلة مو اصلات داخلية تكمل بها فالو قت شارف على الليل و سوف ينهرها و الدها لتأخيرها ،
،لم تفكر للحظات أن ربما نهر و الدها أرحم بكثير من ذئاب الشو ارع التي لا تعرف الرحمة طريق قلو بهم ،

تهافت عليها اثنين من الشُبان و قامو ا باغتصابها في منطقة مهجو رة و تركو ها غارقه في دمائها فاقدة للو عي حتى الصباح ،
عندما فاقت إيناس في اليو م التالي و و جدت ثيابها مليئه بدمها و دمو عها منهمرة على خدها كمطر كانو ن الاو ل ، و رع الخو ف بداخلها بما سيقو له أهلها و الحي بأكمله عنها ،
،كانت تو د أن تخفي المو ضو ع عن و الديها و لكن سرعان ما و صلت إلى المنزل و جدت خائفين عليها و تهافتت الاسئله سريعاً :
"كنتي فين ؟!
ايه اللي على هدو مك ده ؟
يا نهارك اسو د كنتي مع مين يا بت و عملتي ايه؟!
ده انا هقتلك و اشرب من دمك؟

،و نسو ا أن إبنتهم لم تنام في فراشها منذ البارحه و أنها متعبة و غارقة بدمائها ،

إيناس بخو ف و حزم و صو ت مرتعش : انا كنت عند ستي و لما العربية عطلت قبل البلد بشو ية قلت اخدها مشى علشان متأخرش ، فجأة هجم عليا راجلين حطو ا قماشة على بقي معرفتش أصو ت و معرفش عملو ا ايه و صحيت دلو قتي لقيت الدم ده كله ، أنا خايفه قو ي يا ماما "

تحسين : خايفه ! ده انا هكسر دماغك ، انتى ايه اللى خلاكي تركبي عربية و مترو حيش بالقطر اللى بينا و بينه خطو تين ، مهو  انا معرفتش اربيكي يا بنت ال،. ازاي تسمحي بده يحصل !
ذعرت إيناس و إحتمت بو الدتها  : انا معملت…
تحسين و هو  يصفحها كف على و جهيها : اخرسي يا سافلة يا قليلة الرباية ، اقو ل ايه للناس دلو قتي؟؟ او دي و شي منهم  فين ؟
منك لله خليتي رأسي في التراب !

بكل بساطة هذه هي فكرة الأحياء الشعبيه بمصر ، فتاة برئية كان كل حلمها استكمال دراستها ، أصبحت خاطئة و هي لم تفعل شيئاً ، و ليس ذنبها ما حصل بها ،
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي