الفصل الثاني

محمود ف البيت...... يسير بلا هدى... تكلم ابيه... يحاول تهدئته

((خلاص يا محمود..... تلاقي زياد ف مأمورية.. وإلا كان ساب تلفونه مفتوح))

محمود بجنون
((مأمورية ايه يا بابا بس....... كان قال من الصبح..... شفت يا عمي.... ابنك هيشلني.... كان المفروض انه عارف ان عنده شغل كان قالي..... كنت رحت انا للبنات من بدري.... ومكنش حصل اللي حصل))
****
بدر...... تتشاجر مع أمها
((يا أمي... مليون مرة اقولك... ما تفتحيش موضوع الجواز ده تاني..... انا مش عايزه ابن اختك))

الأم بعصبيه
((ليه ياختي أن شاء الله.. وماله عمرو ابن اختي... عشان يعني ماهواش متعلم زيك..... انطقي..... ولا ف حد تاني ف حياتك يا روح امك))

بدر صرخت ف امها دون وعي
((انتي بتقولي ايه يا أمي... واحد... واحد مين..... عارفه لو سيف سمعك بتقولي كده.... دا هيقتلني.... آه... قولي كده بقى.... انتي نفسك تخلصي مني... ومن همي.... قوليلي كده.... وانا اولع ف نفسي... وارتاح منكم.... ربنا ياخدني وارتاح))

بدر لم تلاحظ وجود أبيها خلفها.... الأب صدم من رد........ بدر ع أمها

مسك الرجل قلبه..... للأسف تعرض لنوبه شديدة.... تلك لم تكن المره الأولى

الرجل قلبه ضعيف.... تأتيه هذه النوبه المزمنة... من أقل حزن.... أو قلق

سقط أرضا... فزعت بدر.... وصرخت الأم
يتبع


الحلقه الرابعه....................
سقط أرضا... فزعت بدر.... وصرخت الأم

نادت بدر ع أخيها..... من الشباك
حضر مسرعاً

وأخذ أبيه ع المشفى...... أمه أصرت أن تذهب مع زوجها

قال سيف لأخته
((خليكي انتي هنا يا بدر.... وانا هطمنك بالتلفون))

بدر وهيه منهاره من البكاء
((بابا...... بابا يا سيف))

سيف((ماتخافيش.... هبقي اطمنك..... خليكي ف البيت... واوعي تفتحي الباب.... أو تخرجي))

((حااااااضر))
****
سلمي ف غرفتها... رفضت تتناول الغدا... بحجه انها تذاكر

لكنها... كانت تجلس شارده.... مشهد الصباح لا يفارق خيالها

ماذا كان سيحدث لها.... إن لم ينقذها سيف؟؟؟؟؟؟

كيف كانت ستدخل الجامعة مره أخرى؟؟

نعم سيف من انقذها.... ورد لها كرامتها أمام هذا المتعجرف.... وأصحابه

سيف..... من هذا الرجل.......
انه راجل وسيم جداً

له عينان لم ترى مثلهم ابدا...... عيناه تنطق بالرجوله الطاغية

جسده قوي..... بنيته ضخمه... صلبه
شعره املس...... ناعم

بشرته ملوحة من اشعه الشمس
مما زاده وسامه

ملابسه رغم فقرها..... إلا أنه مهندم ف لبسه

سلمي نهضت غير مصدقه.... إنها تتأمل ف ملامح رجلاً ما

وقفت أمام المرآه... ونظرت لعيونها الخضراء...... مثل أمها

وقالت بشرود... لنفسها
((لأ يا سلمى.... فوقي.... هوه اول واحد هيقف معاكي فموقف شهامه.... هتحبيه... بلاش جنان........ افتكري تحذير محمود....... اوعي تسمحي لأي شاب يلفت نظرك....... اوعي يا سلمى...... بس..... بس انا ليه حاسه بكده..... عايزه اشوفه تاني...... عايزه اتكلم معاه....... بس هقوله ايه بس...... ياربي ايه اللي بيحصل معايا دا....))
***
نور...... فتاه غير معقولة ابدا
محمود ثائر غضباً

من فعله زياد.... وعدم مبالاته
والأب... والعم

يظهر عليهم الضيق الشديد.... وأمها تحاول تلطيف الأجواء

أما هيه.... ف تنظر لمحمود تتأمله
كم تتمنى أن تقولها له (بحبك.... بعشقك)

..... إن يتقرب منها

أن يجلس بجوارها حتى....
محمود الوقت الذي يتقرب فيه من نور......

عندما يعنفها ع خطأ ارتكبته
نعم.... محمود هوه من تولي تربيه نور مع سلمي

زياد لم يهتم كثيراً... بشئون العائله... ترك هذه المسئوليه... لمحمود

واهتم هوه بدراسته..... لهذا
تعلقت نور.... بابن عمها

ومروضها القاسي
******
مر الوقت سريعاً.... وحانت لحظة الهجوم المباغته

دخلت القوات بنظام وذهب كلا منهم للمكان المحدد له

حاوطوا العمارتين..... ووقفوا ف انتظار الأمر بالاقتحام

كان الرائد أحمد.... مع زياد
يمشطون المنطقة قبل البدء بالاقتحام

وكل ما وجدوا محل... أو قهوه أو أناس ف الشارع

يأمروهم بالعودة لمنازلهم.... لتجنب اي مخاطر..... وبالفعل

عاد أحمد... وزياد.... للقوات
وكانوا يهموا بإعطاء أمر التنفيذ..... لكن

هطل عليهم الرصاص من السما...... الجماعة الإرهابية

وصلهم خبر الاقتحام.... من بعض المندسين... الخائنين

نصبوا الكمين للقوات الخاصة.... وحاصروهم... وانهالوا عليهم بإطلاق النار.... فوق رؤوسهم

تبادلوا إطلاق النار...... وحاولت القوات الاحتماء

ليردوا ع الجماعة الإرهابية..... برصاصاتهم الرادعه

لكن زياد...... الرجل الشجاع..... وقف أمام..... يحيى صديقه

دفعه من أمام رصاصة العدو... لكن الرصاصة استقرت ف كتف زياد

لم يلاحظ يحيى أصابه صديقه
اكمل زياد... وهوه مصاب

وبدأ الدم ينزل من كتفه بغزارة... وهوه يرفض الاستسلام الأن

طلب الرائد أحمد....... الدعم
وبدأت القوات.... بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع

حتى يستطيعوا الخروج... لأنهم كانوا... كالفئران ف المصيده

حاول زياد الاحتماء.... لكنه.... فقد وعيه.. ع باب أحد المنازل
*****
محمود لم يسطع النوم.... بعد أن كان غاضب ع زياد.... ويريد معانفته

الأن سيطر الخوف والقلق عليه.... ليس من عادات زياد.... الاختفاء هكذا

حاول يتصل باللواء... لكن اللواء أسامة هاتفه مشغول دوماً
*****
كانت ترتجف رعبا... من الحرب التي بالخارج.... كانت تنظر من خلف الشباك المغلق

كل حين...... لترى ما الذي يحدث ف الخارج... لكنها صعقت عندما رأت

رجل الشرطة... ممددا أمام منزلها.... غارقاً ف الدماء

فتحت باب شقتها... دون تفكير.... وخرجت لباب البيت الرئيسي

ورأت زياد ممددا... وغارقا بالدماء
كان الرصاص.... لايزال يطلق من العدم

خافت أن يصيبه الرصاص... إن تركته ممددا هكذا

جرته بصعوبة بالغة... لداخل شقتها
تركته ع الأرض... وأغلقت الباب

نظرت له... رأت الدم يخرج منه بسرعه.... ووجهه يظهر عليه الاعياء الشديد

مسكت هاتفها تتطلب المساعده
لكن لا يوجد معها رصيد.... ونفذت الرسائل المجانيه

ع أخيها... لتطمئن ع صحه والدها
اتصلت بالرقم المجاني للشرطة

لكن الرقم مشغول دوماً... وقفت حائره.... لم تعرف ما الذي يجب عليها فعله الأن

أخذت قرارها المتهور...... قلبت زياد ع ظهره.... ومزقت الملابس من عليه

ركضت للمطبخ... وقامت بتسخين سكين ع النار

وعادت بيد مرتجفه... ونزلت بالقرب منه.... حاولت مد السكين مكان الجرح..... لتخرج الرصاصه

كما ترى ف الأفلام... لكن يدها ارتعشت... وسقطت السكينه الساخنه من يدها

وقفت وهيه تبكي... وتدعوا الله
((يارب... يارب... اعمل ايه انا دلوقتي.... اسيبه يموت يعني...... لأ.... لأ يا بدر..... دا لو كان سيف...... مش كنتي موتى روحك عشان تنقذيه...... جمدي قلبك كده..... وحاولي .... وربنا معايا بقى))

أخذت السكين بإصرار... وعادت لتسخينها من جديد.... عادت لزياد الممدد ارضا

وقربت السكين..... وغرزتها ف الجرح.... وبالفعل أخرجت رصاصه كبيره الحجم من بين لحمه

ألقت بها أرضا.... وركضت للمطبخ من جديد.... سخنت ابره خياطة..... والخيط نفسه

واحضرت مطهر جروح..... وشاش نظيف........

و عادت له مسرعه.... وكان جسدها يرتجف بعنف.... من منظر الدم.... ومنظر زياد.... وكل شيء

حاولت أن تهدي نفسها.... وقامت بلم الجلد ع بعضه..... وخيطت الجرح

وهيه تبكي.... انتهت من الخياطه... ووضعت له مطهر الجروح

ولفت الشاش ع كتفه..... وظهره
حاولت أن تبعده عن المكان

حتى تنظف جسده من الدماء.... بالفعل نقلته بصعوبة بالغة

ونظفت ظهره من الدماء... ورفعته بمعجزه ع الكنبه... ليرتاح

عادت لمكان الدماء..... ونظفت الأرض منها... وتذكرت شيئاً مهماً

خرجت لمكان الدم أمام البيت..... ورشت مياه كثيره..... حتى لا يلاحظ أحد الإرهابيين

أن أحدا من الشرطة مختبئ هنا.....

ف هذه الأثناء.... كان الدعم وصل... وطائرات الجيش... حاصرت المنطقه كلها

وبعد بزوغ الفجر.... كانت المنطقه خاليه من الجماعات الإرهابية

ف شقه سيف....
بدر رأت جسد زياد يرتجف..... ركضت إليه

وجدت حرارته عاليه.... بحثت ف الإسعافات الأولية لديهم

كان سيف دوما يحضر دواء الحراره لأمه.....

وجدت بدر إحدى الحقن..... حمدت الله
وعادت لزياد..... وكانت محرجه جدا

وهيه تعطيه الحقنه.... لأنها تؤخذ... عضل

بدأت تمسح قطرات العرق من ع جبينه.... وتضع له كمادات

لتخفيض الحراره... كان يرتجف.. ويتأوه.... ويتحدث بشكل غير مفهوم

كانت تضع يدها ع وجهه... ورأسه... وتبكي بحرقه شديده

حتى نامت بجواره ع الأرض.. وتضع رأسها ع يده ع الكنبه
.....
بحث الرائد أحمد... والمقدم يحيي
عن زياد...... لكن لم يجدوه بين المصابين

خشوا أن يكون خطفه احد الإرهابيين اللذين استطاعوا الهرب... قبل وصول الدعم

وصل محمود للمنطقه بعد أن كلمه الرائد أحمد........ ليسأله عن زياد

كان محمود يبحث مع الشرطه بجنون ف كل مكان.... علهم يجدون زياد مصاب..... ف اي مكان

فوجئ محمود بسيف..... الشاب الذي أنقذ أخته...... من حازم

رآه محمود يركض بين رجال الشرطة... وسكان المنطقه

ركض إليه محمود..... ووقف أمامه.. تفاجئ به سيف وبادر بالحديث بقلق

((محمود..... ايه اللي جابك هنا))

محمود((انت ايه اللي جابك هنا يا سيف))

سيف((انا ساكن هنا.... وسمعت ف التلفزيون ع اللي حصل امبارح.... سبت امي مع ابويا... وجيت اتطمن ع اختي... انت بقى بتعمل إيه هنا))

محمود بقلق((ابن عمي زياد...... كان مع القوات امبارح ف الهجوم....... لكنه اختفى... ومحدش لاقيه))

شعر سيف بتوتر محمود... قال له
((تعالى معايا... اتطمن ع بدر اختي... وهخرج أقلب الدنيا عليه معاك.... انا عارف المنطقه احسن من أي حد هنا))

**
فتح زياد عينه..... شعر بوجع رهيب.... لكن شعر برأس أحدهم ع يده

نظر ليده... وجد فتاه تضع رأسها ع يده.... وغارقه ف النوم

حاول أن يزيح رأسها ببطء... كي لا يوقظها.... لكن حركته ألمته

خرجت.... ااااه ضعيفه
من فمه...... شعرت به بدر.... فتحت عينها

ونهضت مذعوره... وقفت أمامه متوتره... بادر بالكلام.. وقال

((انا فين..... وانتي مين))

ردت عليه تطمئنه
((انا بدر....... انت كويس))

زياد((انا مين جابني هنا يا بدر))

بدر بقلق
((انا..... انا شفت حضرتك امبارح... واقع قصاد البيت))

نظر لها غير مصدق... وقال بتعجب
((انتي.... انتي اللي جبتيني هنا.... انتي عايشه لوحدك يا بدر))

((لأ... انا عايشه هنا مع بابا وماما.. واخويا.... بس بابا تعب امبارح.... واخويا خده مع ماما ع المستشفى))

زياد حاول الوقوف... لكنه لم يسطع... ركضت عليه بدر... تحاول منعه.... قالت بقلق

((لأ... متحاولش تقوم... انت لسه تعبان.... هوه حضرتك اسمك ايه))

رد زياد... والتعب واضح عليه
((زياد....بس قوليلي.... مين اللي خرج الرصاصة من كتفي...... وعمل كل ده))

أشار ع الضماد.... قالت بدر بحرج
((انا...))

زياد بتعجب.. ودهشه
((انتي..... ازاي.... هوه انتي دكتوره))

((لأ.... بس حاولت..... كنت خايفه عليك لتموت))

كان يهم بالحديث... عندما فتح باب الشقه..... دخل سيف... لكن

صدم مما رأي.... اخته تقف بجوار شخص يجلس ع الكنبه

رأته بدر.... وهتفت به... وهيه تركض إليه

((سيف..... سيف... الحمد لله انك رجعت))

لكنه مسكها من شعرها..... وقال بعنف.. وغضب... وهوه يشاور ع زياد

((مين ده))

هنا تدخل محمود.... الذي كان يقف خلفه.... خارج الشقه

((ف ايه يا سيف.... بالراحه بس))

نادي عليه زياد من مكانه

((يا كابتن..... سيبها.. انا هفهمك))

هنا لمح محمود زياد..... ولمحه زياد أيضا.... هتف محمود غير مصدق

((زياااد.... زياد... ايه اللي حصلك))

ركض محمود إليه... يتفحصه

وقصت بدر المرتعبه من أخيها.... ع كل شيء

تركها أخيها... واقترب منها محمود... وقال بأمتنان

((انا مش عارف اشكرك ازاي.... امبارح اخوكي يلحق اختي...... ويساعدها.... وانتي تنقذي ابن عمي.. واخويا من الموت.... تاني يوم.... انا مش عارف هرد لكم الجمايل دي ازاي))

هنا ربت سيف ع كتف محمود..... وقال له
((سيبك من الكلام ده دلوقتي.... واتصل بالاسعاف.... تلحق ابن عمك...... شكله تعبان اوى))

......................

حملت الإسعاف زياد..... لف محمود يشكر سيف..... لكنهم فوجئوا

ببدر.... التي سقطت أرضا
هرع إليها سيف... ومحمود

قال محمود ((مالها هيه كويسه))

سيف بقلق((أكيد... تعبت من كتر اللي شافته ف الكام ساعه دول..... يلا انت روح ورا زياد..... وابقى طمني عليه..... وانا هروحله المستشفى.... بس اتطمن ع اختي.... وابويا))


يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي