الفصل الرابع

ف ثرايا الصاوي..........
تجلس سلمي بتوتر ع مائدة الإفطار مع العائلة

لاحظت زوجه عمها توترها.... قالت لها
((مالك يا سلمى.... شكلك متضايقه... ف حاجه ولآ ايه))

جفلت سلمي من سؤال زوجه عمها.... قالت بتردد

((لا يا طنط.... مفيش حاجة مهمة.... بس أصل بتصل ع بدر... تلفونها مقفول ع طول... ومش بتيجي الجامعة.... حاسه ان ف حاجه غلط))

رد ابيها بتعجب
((وانتي شاغله دماغك بيها ليه.... اكيد عندها ظروف))

محمود بتساؤل
((حاجه غريبه فعلاً.... انا برضو بتصل بسيف من كام يوم... وتلفونه مقفول دايماً))

ردت سلمي... وظهر الخوف ع وجهها و ف صوتها

((محمود.... تفتكر جرالهم حاجه.... ما تحاول تكلمه تاني))

وافق محمود.... وأخرج هاتفه... واتصل ع هاتف سيف... لكنه لايزال مغلق
*******
ف إحدى غرف القسم........ المنعزله جزئياً..... سيف ملقي ع الأرض

وفمه وانفه تنزف دما..... وجسده ملئ بالكدمات... أثر الضرب المبرح الذي تعرض له
*****
خرجت بدر لمحل ف المنطقه.... يشتري الهواتف المستعملة

شحنت هاتف سيف قبل أن تخرج من البيت..... وصلت للمحل وهيه تفتح الهاتف

وقفت أمام البائع... وكانت تهم بالحديث... عندما رن هاتف سيف...

رأت رقم المتصل.... نزلت دموعها رغماً عنها
******
محمود يأس من كثرة المحاولات بالاتصال بسيف

هم أن يضع الهاتف ف جيبه..... لكن... وردته رساله نصيه

نظر لهاتفه... وجد رساله... نصها
أن هاتف سيف قد فتح

اتصل عليه فوراً.... رنه كامله... ولم يجيب...... رن مره أخرى

وسلمى تنظر له... وتترقب ماذا سيحدث؟؟

سمعت صوت محمود يقول بارتياح
((ايه يا عم سيف..... كل د))

لكن بدر قاطعته... وقالت ببكاء
((انا بدر يا محمود))

((بدر.... ازيك.... مالك بتعيطي ليه))

((ولا حاجه يا محمود.....))

((طب اخوكي فين....))

زاد بكاءها..... وقالت وهيه تغالب شهقاتها

((سيف محبوس يا محمود بيه))

محمود صدم مما سمع.... سألها بعدم تصديق

((بتقولي ايه.... محبوس... ط ليه))

ردت بيأس
((عشان دافع ع اختك..... وضرب حازم ابن الباشا.... وابن عمك ضربني... ورمالي فلوس ف وشي.... وقالي ده تمن مساعدتنا ليكم...... شكراً يا محمود بيه.... متشكرين أوي))

رد محمود بسرعه.... عندما شعر انها ستغلق الخط بوجهه

((استنى بس.... انا جايلك دلوقتي))

أغلق الهاتف... وقفت سلمي وقالت بخوف

((مين ده اللي محبوس يا محمود))

((سيف...... اكيد اللي عملها .... المنشاوي..... وربنا لو دا كان صح..... ليشوف مني ايام سودا))

ردت سلمي بلهفه
((انت رايحلوه))

((هروح اخد بدر.... ونروحله))

((طب خدني معاك.....))

نظر لها محمود بتساؤل... قالت بتردد
((عايزه ابقى جمب بدر ف الظروف دي..... اكيد هيه تعبانه اوي دلوقتي))
******
بدر وقفت أمام منزلها تنتظر حضور محمود بفارغ الصبر

وصل محمود وسلمى........ ونور التي صممت ع الحضور..... لتكون بجوار بدر ف هذه الظروف

استقبلتهم بدر بدموع حارقه.... مما جعل سلمي تبكي خوفاً ع سيف

قصت لهم كل ما حدث..... بسرعة
محمود اخذ البنات.... وانطلق إلى هذا القسم
****
ف غرفه عمر الصفتي
اتصل بزياد
((ايه يا زياد باشا..... مش قلت هتيجي معايا المعرض.. عشان انت بتفهم ف العربيات.... يلا يا عم انا مستنيك عايز اشتري عربيه جامده))

زياد بملل ((ماشي... يا صفتي... جايلك))

.................
محمود اندفع داخل القسم بغضب... والبنات خلفه

صعد لغرفه عمر الصفتي
حاول العسكري... حارس الباب إيقافه

لكنه دفع العسكري... ودفع الباب بعنف... ودخل

وقف عمر مذعور... وقال بحده وصراخ
((ايه ده.... انت مين انت.... وازاي تدخل مكتبي كده))

محمود اقترب منه.... ومسكه من ياقه قميصه.... وقال له بنبره تهديد صريحه

((فين سيف..... انطق))

عمر بخوف ((سيف مين..... وانت مين بالظبط))

((انا اللي هخلي ايامك انت والكلب اللي سلطك ع سيف.... سودا.... شبه وش أمك..... فين سيف))

ف تلك اللحظة... دخل زياد... رأي إبن عمه يمسك صديقه من ياقه قميصه

ويصرخ فيه بعنف... ركض زياد إليهم.. ومسك يد محمود... وقال بتساؤل

((ايه يا محمود.... ف ايه.... عمر عملك ايه))

محمود ترك عمر... ونظر لزياد... وقال بصراخ

(( الباشا صاحبك... قابض ع سيف.... عشان دافع عن سلمي...... وكمان ضرب بدر اخته عشان بتسأل عليه..... سيف محبوس بسببنا يابيه.... وبعدين تعالى هنا....... انت ضربت بدر.... ورميتلها فلوس ف وشها...... وبتقولها دي قيمتكم عندنا....... انت اتجننت يا زياد))

زياد شعر كأن جبل ثلج صب ع رأسه... قال بدهشه

((بتقول ايه يا محمود....... سيف محبوس بسببنا))

استدار لبدر التي كانت ترتجف من الخوف..... وقال

((بدر..... انتي كنتي بتعيطي عشان اخوكي.... وليه ما قولتيش.... ليه سيبتيني ابهدلك كده........ محمود انا مكنتش أقصد.... بس هيه كلمتني وحش اوي.... أدام الكل))

محمود بنفاذ صبر... مسك عمر..... وقال بحزم

((أدامي..... وريني سيف فين))

اذعن الصفتي... وأخذ محمود وزياد.... والبنات.... للمكان الذي يعذب فيه سيف

كان عمر يرتجف.... لأنه يعلم أن ما قام به تجاه سيف...... غير قانوني بالمره

وفعل هذا بسيف.... لأنه تلقى مبلغ مالي ضخم.... من المنشاوي

فتح باب الزنزانة الانفراديه..... ورأى الجميع

سيف ملقي أرضا.... وثيابه ممزقه عليه من كثره الضرب..... ووجهه ملئ بالكدمات

بدر... وسلمى... ونور
صرخوا من منظره المرعب..... وركضت بدر لأخيها

وركعت ف الأرض.... وأخذت رأس أخيها ف حضنها.... وصرخت بأسمه... وهوه فاقد الوعي

((سيييييييييييييييييييييييف اخوياااااااااااااااااا))


......

نقل زياد ومحمود...... سيف إلى إحدى المستشفيات الخاصة

وتمت العناية به...... كان لديه بضع كسور ف الأضلاع...... ويده اليسرى

وكدمات زرقاء ف معظم أنحاء جسده.. ووجهه

فاق سيف وضم اخته المنهاره...... حاولت سلمي أن تتماسك بقدر الإمكان

صمم سيف أن يعود لمنزله... ليطمئن أبويه المرعوبين عليه

عادوا معه جميعآ لبيته المتواضع.... طلب محمود من الجميع ان يتركوه مع سيف

ف غرفته قليلاً.... خرج الجميع..... وضايفت الأم الطيبه مع بدر الضيوف

بدر كانت تتحاشي نظرات زياد.... الذي كان ينظر لها..... كل حين

ف غرفه سيف..... جلس محمود بجوار سيف ع سريره

وأخرج بضع نقود.... واعطاها لسيف.... لكن سيف نظر له بعتاب... وقال

((إيه دا يا محمود.... مش عيب عليك برضو))

محمود ربت بحب ع كتفه السليم.. وقال

((متبقاش عبيط يا سيف.... هوه انا بحسن عليك.... يا سيف انت صاحبي... وانت قبلت صحوبيتنا صح))

سيف بحرج ((بس يا محمود.... مال الصحوبيه... ب))

قاطعه محمود وقال
((بقولك ايه.. هوه مش بعد ما نمشي... مش ف ناس هتدخل تزورك....))

((ااااه))

((ولو واحد صاحبك منهم طلع فلوس... وقالك مشي نفسك بيها لحد ما ترجع الشغل تاني.... هتكسفه.... ولا هتشكره ع وقفته جمبك..... ف ظروفك
مش هيه دي الصحوبيه يا سيف برضو))

اعتذر سيف ع سوء ظنه... بنوايا محمود

تركوا الشباب عائله سيف لترحب بابنها الغائب......
******
سلمي كانت منهاره من البكاء ف حضن نور..... نور حاولت تهدي روعها

حتى لا يسمعها احد ف المنزل قالت لها بهدوء

((ششششش.... سلمي... بس بالله عليكي..... لو حد سمعك هتبقى مصيبه هنا ف البيت))

مسحت سلمي دموعها.... وقالت وسط شهقاتها العاليه

((شفتي يانور..... شفتي عملوا فيه ايه بسببي.... هوه دلوقتي هيكرهني..... مش هيطيق يبص ف وشي..... انا بحبه يا نور...... شفتي انتي بتحبي محمود ازاي..... انا بحب سيف.... مش عارفه حبيته أمته.... وليه........ بس بحبه.... بحبه أوي))

بكت نور ع مشاعر سلمي المحزنه.... وقالت لها ببكاء

((سلمي... انا حالي من حالك..... انتي عارفه... انا كل ليله بحلم..... اني بقيت ملك لمحمود..... فاهمه يعني ايه ملكه..... يعني بكون بين ايديه...... ببقى ف حضنه.... بيبوسني بحنان..... ب... ب
لأ مش هقدر اكملك باقيه الحلم))

سلمي بلهفه... وقد اجتاحت مشاعر الهيام.... والرغبه قلبها... وجسدها

وهيه تتخيل ما يحدث ف حلم نور... يحدث لها ... مع سيف... قالت لنور

((بيحصل ايه تاني يانور..... قوليلي عشان خاطري))

نور.... تورد خدها..... وقالت بحرج
((محمود بيعاشرني يا سلمى..... زي المتجوزيين...... وانا ببقى مبسوطه ف حضنه اوي..... لدرجه اني لما بصحي.... بحس بنفسه الدافئ ع وشي... كأننا كنا مع بعض بجد))

سلمي بأبتسامه ((يااااه.... دا انتي نفسك فيه أوي ع كده))

نظرت لها نور بحزن
((هوه انا نفسي فيه بعقل.... دا انا روحي فيه.... انا نفسي بس يأخدني ف حضنه..... نفسي اجرب الإحساس ده.... وانا بين إيده... وهوه قافل عليا دراعه... كأنه خايف عليا من العالم كله....... اه يا سلمى.... اكيد انتي حاسه بيا))

سلمي بضحك((بقولك ايه يابنت عمي.... احسنلك قومي نامي... وارجعي لحضن محمود ف الحلم.... احسن ما تجريني معاكي للرزيله))
********
سيف اعطي اخته.... مالا لتحضر الطعام.... والدواء لأبيها

قالت لها بتعجب
((جبت الفلوس دي منين يا سيف!!!!! .))

سيف بأرهاق واضح
((ما تحطيش ف دماغك يا بدر.... روحي انتي هاتي اللي قلتلك عليه... ويلا عشان تنامي... عشان تروحي الجامعه بكره...... انا هوديكي الصبح ماتخافيش))

ردت بسرعه ولهفه.. وهيه تمسك يد أخيها

((ملعون ابو الجامعة... انا مش هروح بكره يا سيف... انا هفضل هنا.... عشان لو عوزت حاجه.... ماينفعش اسيبك.... وبلاش والنبي تعاند دلوقتي... انت تعبان... ماشي يا حبيبي))
******
سلمي لم تستطع النوم..... عادت نور غرفتها قبل قليل.... وتركتها غارقه ف

بحر الحزن....والاشتياق
أرادت بشده أن تراه..... إن تلمس وجهه علها تخفف من جراحه

صممت أن تراه... ان تتهرب من محاضراتها.. وتذهب لبيته القريب من الجامعة
*****
نور صعدت ع سريرها.... وبدأت تترجي
النوم أن يأتي إليها.....

حاملاً معه أجمل الأحلام لعيونها الساحره

لكن.... دق باب غرفتها.... زفرت بعصبيه
ونهضت بغضب... وفتحت الباب

فوجئت أمامها.... برجل أحلامها
يقف أمامها... بكل شموخ.. قال لها بهدوء

((نور..... سلمي مالها.... كانت بتعيط ليه))

برقت نور بعيناها... خشت أن يكون محمود سمع اي شيء من حديثهم معا

قالت له بخوف
((لأ مفيش حاجة يا محمود..... هيه بس كان صعبان عليها منظر سيف...... واللي حصله بسببها..... يعني تأنيب ضمير.... بس مش اكتر))

محمود نظر للأرض.. وقال كأنه يحدث نفسه

((بس سيف يقوم بالسلامه بس..... وحقه هيرجعله تالت ومتلت.... بس اتطمن عليه... ويجيي الشركه يشتغل معايا..... وبعدين هخليه ياخد حقه بأيده من ولاد الكلب دول))

نور كانت تنظر له...... وتتأمل رجولته الصارخة... وأسلوبه ف الكلام

وهيبته التي تجبر أعظم الرجال ع احترامه.. والانصياع لأوامره

كانت شارده ف تأملاتها... ولم تسمعه... لكزها ف كتفها وقال لها

((ايه... سرحانه ف ايه.... بقولك روحي كملي نوم))

انتبهت أخيراً.. وشعرت بالحرج الشديد... اعتقدت للحظه انه اخترق عقلها

الهيمان بعشقه.... قالت له بخجل
((ايه.. آه... حاضر... انا راحه انام اهوه))

((مالك يابت))

((ماليش.... تصبح ع خير يا محمود))

((وانتي من أهله... يلا اقفلي الباب))

*****
زياد كان ف حديقه المنزل.... كان ثائرا وغاضبا من نفسه بشده

كلما تذكر ما حدث مع بدر.... وكيف اهانها... وذلها اما الرجال

شعر بضيق شديد..... طبيعي ان تحدثه هكذا... بعدما حدث لأخيها.... بسبب بنت عمه

زياد أراد أن يراها.... إن يتحدث معها.... صمم أن ينفرد بها.... ليعتذر لها.... لكن
كييييف؟؟؟؟؟
****
تهربت سلمي من إحدى المحاضرات... لكنها تأكدت أولا

أن نور.... دخلت السكشن الخاص بها
نظرت حولها كاللصه... ثم

خرجت من باب الجامعة..... وتوجهت لبيت سيف.... وهيه ترتجف

لم تفكر لحظه ف عواقب فعلتها... أو رد سيف ع زيارتها

توقف عقلها عن التفكير ف اي شيء آخر..... فقط يريد عقلها.... وقلبها

رؤيته... النظر له.... والاطمئنان عليه
وصلت لمنزله

وقفت أمام البيت متردده
حينها أدركت.. إنها كان يجب عليها تأليف سيناريو

تدخل به ع العائله.. التي ستتعجب من قدومها هكذا.............

طالت وقفتها.... خشت أن يمر الوقت... ويأتي محمود لاخذهم من أمام الجامعة

ماذا ستفعل حينها؟؟

لم تنتبه سلمي..... ع الشابين اللذان كان جالسان ع القهوة القريبة من بيت سيف

عندما رؤها.... تمعنوا النظر بها
من الواضح جدآ... إنها ليست من هنا

وأيضا...واضح إنها ثريه... واضح ع لبسها الغالي

نظر الشابين لبعض... ونهضا سويا..... واقتربا منها....

قال أحدهم ((الجميل واقف من بدري لوحده ليه..... هوه اداك بومبه))

رد الآخر ((ولا يهمك يا قمر... احنا هنا... ونسد مكانه.... تعالي يا موزه... وهنبسطك أوي))

سلمي ارتجفت مكانها..... لكنها أشارت ع شباك سيف..... وقالت بتردد وخوف

((انا.... انا داخله هنا... عند..... عند))

ف تلك اللحظة..... نظر سيف من شباكه ع صوت هذه المغازله الوقحه ف عز النهار

لكنه فوجئ بسلمي.... تقف مرعوبه... و حامد.... وإسلام
يحاصرونها بطولهم... ووقفتهم أمامها

سيف نسي عظامه المحطمه..... ووجع جسده

وقفز من الشباك... وتوجه لهم.... مسك حامد من تيشرته

ودفعه للخلف..... ودفع إسلام ف صدره... وقال لهم بتهديد

((دي تبعي ياروح أمك منك ليه.... غورو من هنا.... وع الله حد فيكم يضايق اي واحده هنا..... اعرفها.. ولا معرفهاش...... وربنا حسابه هيبقى معايا))

رد إسلام... بسرعه واندفاع
((وربنا مانعرف انها تبعك يا سيف.... خلاص يا عمنا.... حقك عليا انا))

سيف نظر له بتحذير... ودفع سلمي أمامه بحده لداخل البيت

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي