الفصل الثاني

ظلت جنا تعمل فى المنزل الخاص بمدام ميرفت و لم تلق ذلك الشاب المزعج من وجهة نظرها بعد آخر لقاء ليمر يومين و فى اليومين الثالث

جنا ذهبت الي غرفتها التي بالقصر بعد عمل شاق عملته فى هذا المنزل لتعلم منذ يومين ان هذا الشاب الجرئ كما تسميه ابن السيده ميرفت اسمه ادم اتي من امريكا مع صديقه چاك كي يدير العمل و الشركه الخاصه به فى مصر


فلاش باك ..
فى عمر الخامسه عشر حين بدأت تكبر صغيرتنا جنا اخذ المرض يظهر عليها كثيرا مع العمل و التعب و الإرهاق التى كانت تتعرض له خلال العمل أو اللعب مع الاطفال الصغار و لم يعلم أحد ما سبب ذلك ، ثم ذهبت بها هذه السيده التى كانت ترعاها فى صغرها الي الطبيب ليفحصها ليخبرها الطبيب بأن لديها مشاكل فى القلب و يجب عليها اجراء عمليه جراحيه باسرع وقت ممكن حتى لا يشتد بها المرض لكن لم يكن بيدها ثمن العمليه لانهم فقراء ، فنهارت بشده بسبب ذلك و ظلت تهتم و ترعى جنا ثم رحمها الله و كانت بطلتنا بالسابعه عشر وقتها من عمرها فذهبت الي دار الايتام الي ان اتمت 18 عام ثم ذهبت كي تعمل و اول عمل لها هو هذا لدي السيده ميرفت
بعد مده من العمل لديها استطاعت تدبير القليل من النقود كي تستأجر غرفه تعيش بها لأن من قوانين العمل هذه ان يوجد يوم اجازه و هو الجمعه و لا ينبغي ان تبقي بالمنزل و عليها المغادرة و الذهاب إلى أسرتها أو إلى منزلها بشكل عام
اند فلاش باك ..

كانت جنا تستعيد ذكرياتها حينما سمعت طرق علي الباب فستفاقت من شرودها هذا و كانت واحده من الخادمات يخبروها ان السيده ميرفت تريدها قامت بتعب و ارتدت حجابها الذي يزيدها اشراقا و جمالا ثم استندت علي الحائط فتعب قلبها لا يحتمل و بدا يزداد عليها فى الفترة الأخيرة و هى لم تجد الدواء الذى تحتاجه و ليس معها المبلغ المطلوب للقيام بالعملية الجراحية فهي خادمه و اعمال والدها رحمه الله لم تبق لها مالا تذكرت هذا الدواء الذي ان لم تحضره في القريب العاجل سيودي بحياتها نعم فهي مريضه قلب منذ الصغر كان يوجد سيده اخذتها و ربتها لأن بطلتنا والداها الحقيقين تركوها امام متجر صانع الخبز و لم يعودوا لها أو يسألوا عنها بعد ذلك لتربيها تلك السيدة العطوفه قبل وفاتها
، حمدت الله علي كل شئ ثم توجهت الي غرفه المعيشه لتستقبلها السيده ميرفت و بجانبها الايسر هذا الشاب الجرئ ادم ، و على يمينها الآخر السيد چاك
ابعدت عيني عنهم ثم نظرت الي السيده ميرفت و قولت لها : حضرتك يعنى انك عاوزانة فى اى حاجه اقدر اعملها ؟
نظرت الي ثم قالت بتكبر مثل عادتها : نعم جهزي الطاوله و ضعي ما يشتهيه المرء عليها و لا اريد اي شئ ناقص هل فهمت ؟!
اومأت لها ثم قال هذا الشاب الآخر بأبتسامه لعوبه : يا جميله ضعي زجاجه من النبيذ الاحمر على الطاوله ايضا و احضرى بعض الفواكهه اللذيذه
نظرت له جنا و التوتر يأكل ملامحها حسنا ثم استدارت كي تذهب لكن تقابلت عيناها بعين هذا الجرئ بالخطأ و قد كان ينظر لها بتعمق تعابير وجهه لا توحي بشئ لا يبتسم لا يضحك لا ابتسامه لعوبه لا سخريه اين هذا الجرئ ؟ اين ذهب الان و لما تلك النظرات الغريبة ؟!

كانت لا تعي شئ فهي متعبه للغاية .. ثم التفتت كي تجهز الطاوله كما اؤمرت كانت تساعدها روز و كانوا يتحدثون في امور روز الذي بلا فائدہ فروز کل شهر تواعد احد جدید و تأتي کي تخبر جنا آنها قابلت افضل شاب في عمرها صدقا انها تقول هذا عن كل شاب تواعده آنها روز علي اي حال ذهبت روز كي تخبرهم ان الطاوله اصبحت جاهزه فدخلوا إلى حجرة الطعام ، و كانت جنا تأتي بزجاجه النبيذ و شعرت ان العالم يدور بها فتعثرت بالسجاده فوقعت الزجاجه و تناثرت اشلائها لتنظر جنا إلى يديها و إلى الزجاجه التى تحطمت بالتأكيد لن يمر هذا الأمر مرور الكرام بالنسبة إلى السيدة ميرفت و ابنها اللعوب ذلك الشاب بالتأكيد سوف يستغل الموقف لصالحه ، لتشعر بالصداع الشديد و الدوار ما يزال يداهم رأسها

ادم يتحدث معكم ..
كنت انتظر أن تعود تلك الفتاه التى قد علمت باسمها مؤخرا جنا لاراها قادمه من بعيد و تحمل زجاجه النبيذ الحمراء بيدها و لكنها تترنح فى مشيتها لا اعلم ماذا بها ؟! و لكننى ظللت ثابتا فى مكانى و انا اتابعها بعينى ، حتى وقعت منها زجاجه النبيذ فجاءة ليلتفت لها الجميع يا الهى
انها لا تقوي علي فتح عيناها يا إلهي ملامحها باهته ترتجف قليلا و يدها التي تنزف بسبب استنادها علي الزجاج هي لا تعي شئ هذا واضح جدا

قطعت امى حبل افكاري و هي تجثو علي ركبتها و هي تقول : جنا انتي تسمعيني يا فتاه يا إلهي ادم تعال بني احملها كي نتصل بالطبيب ليفحصها
نعم يا سادة انها ميرفت من قالت هذا هي صحيح صارمه لكن لن تترك احد بهذه الحاله و امامها ايضا و تتركه هكذا دون اى مساعده
اتي ادم مسرعا و هي كانت فاتحه عيناها قليلا لتقول بصوت خافت لم يسمعه احد و لكن هو سمعها : ابتعد لا تحم تحملني .. انا بخي بخير لم يستمع لما قالته ، وضع يد خلف رأسها ثم يد تحت رجليها ورفعها كان يضمها الي حضنه كي تكف عن الارتجاف لكن هیهاتاستمر جسدها بالارتجاف و قد كانت فقدت الوعى بين أحضانه

صعد السلالم سريعا و خلفه امه و صدیقه چاك ليدخل غرفته و يضعها علي سريره كانت مغمضه عيناها و تأخذ انفاسها بصعوبه لتخرج الام تستقبل الطبيب من الخارج و چاك ذهب لتبديل ملابسه و ظل ادم ينظر اليها و الي شعرها الذي تناثر خارج حجابها قليلا ، ایترکه خارج الحجاب هكذا ام يعدله لها ؟ لا ليس لي دخل من هذه بالأصل كي اهتم بأدخال شعرها ؟

حين تفيق تقوم بعدله هي لن أقوم بعمل شي
ثم يعود و يفكر مجددا لا و حين يأتي الطبيب ثم يري خصلات شعرها و چاك لا ، لن أسمح بذلك
تردد كثيرا ثم حرك يديه علي خصلات شعرها المموجه ثم ادخلها داخل حجابها ثم طرق الباب و دخل الطبيب و والدته معه ليقول الطبيب من فضلك سيد ادم الي الخارج كي افحص المريضه الرجاء الانتظار فى الخارج جميعا ..

اومي ادم ثم قال الطبيب نفس الشئ الي والدته فرجع ادم بخطواته الي الوراء ليقول له بصوت غلف عليه البرود و السخريه : انتركك معها الليله ايضا ؟
فاندهش الطبيب من قول الشاب القابع امامه ليقول : لا سيد ادم لا اقصد شئ بكلامى هذا و لكن لكي افحصها يجب ان اجردها من ملابسها العلويه ليصرخ ادم به بصوت عال قائلا : و اللعنه عليك ما الذي تقوله ماذا تعني بأن تجردها ملابسها ؟! هل جننت بقولك هذا ؟!
لتستغرب الام من رده فعل ولدها لتقول : يكفي ادم انا سوف ابقي معهم ان الفتاه تحتضر هنا ليس هذا وقته
فزفر ادم لينظر الي جنا و لمحاولاتها في اخذ انفسها بصعوبه لينظر الي الطبيب هذا ثم الي امه و يخرج يشعل سيجاره ينفث بها عن غضبه الذي لا يعرف من اين اتي هذا الغضب ظلوا بالداخل 15 دقيقه كان ينظر في الساعه كل دقيقتين و يزفر بحنق لما تأخروا هكذا و ما الى يفعله هذا الطبيب بالداخل ؟ ظل يسأل نفسه و هو ينفخ دخان سيجارته بشدة و الغضب ما زال يمتلى و يشتعل داخله لا يعلم سبب هذا الغضب و لكنه هكذا

خرج الطبيب و خلفه امه و معالم الحزن خيمت علي وجهها باشر بأطفاء رابع سيجاره ليقول بلا اهتمام و برود عكس النار التى تشتعل بداخله : ماذا لديها
لكي يحدث كل هذه الدراما ؟
فندهش الطبيب أو ليس هذا الذي كان على وشك قتله بالداخل ليقول الطبيب لديها مرض القلب و لم تأخذ الدواء منذ مده هذا واضح لذا يجب ان تأكل جيدا هذه الفتره و لا ترهق هذه الفترة عليها فقط الراحه قليلا و أن تهتم بصحتها و بنفسها و ان تأخذ العلاج بمواعيده و حین تستعيد صحتها بامكانها الاستمرار فى عملها و النزول من جديد

كان هو ينظر طول فتره حديثه و هو شارد الذهن مريضه قلب ، اهذه الحسناء تعاني من مرض هكذا ! استفاق علي صوت والدته و هي تقول للطبيب : انا سوف اهتم بها هي ليس لها احد علي اي حال و سوف ابقى معها حتى تستعيد صحتها و عافيتها من جديد

ليخرج چاك من غرفته ليقول : ما بها الجميله ادم ؟
ليرد الطبيب لكن قاطعه ادم قائلا : ارهاق ارهاق چاك انت تعلم انها خادمه هنا ليس أكثر و أنها تعمل كثيرا
اوووه تخرج من فم چاك
يذهب الطبيب ليخرج والدته و يبقي چاك و ادم واقفين امام غرفته ليقول چاك : يا رجل آنها جميله بشكل مبالغ به هل يوجد احد بهذا الجمال حقا ..
لينزعج ادم من حديث صديقه قليلا لكن يخفيه بمهاره ليقول ببرود عكس ما يشعر به : نعم لطیفه رأيت مثلها كثيرا لكن لم يكونوا خادمات لينظر له صديقه ليشاركه الضحك على كلامه
ليرد الآخر عليه : اتركك من الجميله انا سوف اسافر اليوم حدث امر طارئ بشركه ابي و يجب علي الابن الاكبر اللعين ان يذهب و أن يهتم بأمور هذه الشركه اللعينه ..
ليضحك ادم بقوه علي صديقه ليقول : اذهب صديقي الملعون فلن اشتاق اليك حتي و لن افكر بك او الاتصال بك
لينزعج الآخر ليقول له : احمق كبير
ثم تركه و ذهب كي يحضر نفسه للسفر و العود مرة أخرى إلى أمريكا بينما دخل لدم داخل غرفته لتستفيق جنا بعد ساعتين و تقول بصوت قريب الي الهمس : ما ماء
لم يسمعها لتعيدها مره اخري بصوت به بحه ظاهره : مااء ليرفع نظره من علي الهاتف لينظر لها و يذهب الى الطاولة التى فى منتصف الغرفه و يأتي لها بالماء ليساعدها علي الشرب تنتهي و تنظر له "شكرا " خرجت من شفتيها بخفه لم يرد عليها لتنظر الي الارض بخجل و تعب واضح
ليتكلم بعد مده بسخريه : اتنوين البقاء في سريري الي بقيه حياتك ام ماذا ؟!
لتنظر حواليها لتقف فزعه و هو ينظر اليها ببرود و وجه جامد لتقول : انا اسفه اسفه كثيرا لا اعلم ما الذى حدث
لتستند علي الحائط لتذهب الي غرفتها لكن استوقفتها يده التى تمسك معصمها بقوة لتنفض يدها بشده و تقول له بصوت قوي يغلفه تعبها الظاهر : اياك و لمسي او الاقتراب مني هل فهمت ذلك ؟
لينظر لها ثم مد يده بكيس لتقول له : ما هذا لينظر لها بلا مبالاه و يقول باستخفاف : دواءك دواء لمريض القلب ما رايك ؟!
لتنظر له بكسره ثم نظرت الي الارض و قالت : لا اريده استطيع شرائه شكرا لك
ليرد : اذن لما لم تأخذي العلاج منذ عده ايام ؟ للتصمت تحاول ان لا تأخذ شئ من هذا البني ادم الموجود امامها ليقطع صمتها وهو يقول بنفاذ صبر : لن أمد يدي كثيرا هيا الان خذى دوائك هذا
اخذته بعد تردد كبير ثم قالت : شكرا لك
ليرد ببرود و لما تشكريني اظننتي ان اجلب دواء لخادمه ؟ ليتقطع قلبها من كلامه و تشعر بالاختناق من كلامه و لكنها تمنع نفسها من البكاء لتذهب و هي تستند علي الحائط و تجر رجليها سريعا كي تبكي براحه فى غرفتها و ليس أمام هذا الكائن الذى يقف أمامها الان ما هذا ؟ لما الناس هكذا ؟ ايلوموني بسبب مرضي ؟ يا الله ، لا إله الا انت وحدك لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو علي كل شئ قدير الحمد لله على كل حال
لتحمد جنا ربها على ما هى فيه و تذهب الى غرفتها بتعب واحد و خطوات ثقيلة ..

البارت الثانى اى رايكم ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي