اغلال الماضي

Nermeen mahmoud`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-04-17ضع على الرف
  • 60.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثالث

فاقت من شرودها علي صوت باب الغرفه يفتح ويدخل منه ادريس وما أن رأها حتي هتف بحدة
_ بتعملي ايه هنا يا بت انت لحد دلوقتي؟ مش المفروض انك نضفتي من بدري بتنيلي ايه هنا؟
ارتبكت بدور وظهر الخوف علي محياها وادرفت وهي تلملم ادوات النظافه
_ انا كنت خارجه اهو يا بيه اسفه
نظر إليها ادريس بخبث وهتف بضيق مصطنع
_ اسفك كتر وانا بدأت ازهق
ردت هي بغباء وقد رأت نظراته الخبيثه لها وهتفت وهي تسير نحو باب الغرفه
_ حقك عليا يا بيه مش هتحصل تاني
كادت أن تخرج من الغرفه عندما اعترض ادريس طريقها وامسك بذراعها يحتجزها بين يديه وهو يتفحصها بنظرات اثارت الرعب في نفسها لكنها حاولت التحلي بالهدوء الظاهري على الاقل فهي من وافقت بالبدايه على اي مقابل يريده مقابل جلوسها هى وشقيقتها بالفيلا وحمايتهم من شرور الطرقات
سمعت همسه الخبيث بجانب اذنها يقول
-ايه مالك؟اول مرة راجل يقرب منك اوى كده ولا ايه؟
عندما طال صمتها ولم ترد عليه ضجر منها فضغط على يدها بقوة قليلا وهتف بضيق بعض الشئ
-لا انا مبحبش كده انا اسأل السؤال تردي عليا
ابتلعت ريقها بصعوبه واردفت بصوت مبحوح
-أأأ..أيوه ..اول مرة راجل يقرب منى كده
لم تتوقع ردة فعله التاليه على جملتها البسيطة فقد ضحك بقوة ضحك حتى ادمعت عيناه وسالت دموعه على وجنتيه بالفعل وهى امامه تنظر له باستغراب لا يخلو من خوفها منذ ان عملت هنا كخادمة بفيلته وهى تراه رجل غريب الاطوار فهو يمنع شقيقته من التواصل مع والدتها بشتي الطرق خوف شقيقته منه ومن هدوءه!!خوف الخادمات منه وتهربهم من ترتيب غرفته
توقف ادريس عن الضحك اخيرا والتقط انفاسه وهتف يحدثها ساخرا
-الا قوليلي يا بدور انت كنت بتشتغلي ايه قبل م تيجي هنا؟
قطبت جبينها من سؤاله الغريب مع خوفها من كشف امرهافهي لم تعمل من قبل اى شئ هنا فقط بمنزله كانت وظيفتها الاولي لكنها عندما اتت للعمل هنا اخبرت مدبرة المنزل السيدة حنان انها عملت من قبل بالمنازل كخادمة
ردت بتلعثم
-كك..كنت بشتغل خدامة ف البيوت يا بيه
رفع يده وامسك خصلة من شعرها قائلا
-وعمر م حد من صحاب البيوت دي قرب منك ؟انت بتشتغلي ف مسجد بقي ولا ايه؟
الان وضحت الرؤية امامها وعلمت لما كان يضحك هكذا يسخر منها ومن خوفها وارتجافها من قربه منه ظنا منه انها خادمة سيئة السمعة لا مانع لديها باقامه علاقه مع اسيادها ممن تخدمهم
احتدت نظراتها واردفت بصوت قوى
-كلهم كانوا محترمين وعارفين ربنا مكانش بينا الا علاقه شغل وبس
رسالتها اليه كانت واضحة وضوح الشمس فهى تخبره بكل بساطه انه بلا اخلاق مما اثار غضبه!
-تعرفي عقابك ع اللى قولتيه دلوقتي ده ايه؟ابشع مما تتصوري بس انا هكتفي بده
قالها هامسا ثم وبسرعه لم تتداركها بدور كان يضع شفتيه على خاصتها يسحقهم حاولت هى ان تبعده عنها لكنه كان اسرع منها حيث امسك بيديها يكبلهم ويشل حركتها الى ان انتهي من فعل ما يريده ثم تركها
واردف بصوت متهدج
-انا قعدتك انت واختك بمقابل انا لسه مختارتوش ولحد م اختاره يا بدور خليكي مطيعة معايا متخافيش هسيبك زي م انت مش هلمسك بس مفيش مانع نتسلي شوية
كانت تضغط على نفسها بقوة حتى لا تنفجر بالبكاء الان لكنها فكرت فى الخروج من الفيلا بأى طريقة كانت لذلك تحلت بالصبر فهي لا تريد الخروج من هنا الان فليس لها مكان اخر بالاساس
لكزها ادريس بكتفها حتى ترد عليه فانتبهت له واردفت بعجز
-مفيش مانع يا ادريس باشا
.......................
بمنزل مصطفي ورقية
كانت الاخيره تجلس على طاولة الطعام تتناول طعامها بصمت تام وهى تضم صغيرها ذو الاربعة اعوام الي صدرها خائفة عليه من عمه ووالده الجالسين امامها يتناولون الطعام بشهية مفتوحة غير عابئين بشقيقتيهم
كان هاني يراقبها بين الحين والاخر هى وزوجته التى تنظر له بخوف منذ ما فعله بشقيقتيه بقلب بارد هتف هاني يحدث رقية ببرود خبيث
-مالك يا رقية حاضنة يوسف كده ليه؟ما شاء الله عنده اربع سنين وبيعرف ياكل لوحده كمان مخلياه ماسك فيكي ليه بقي؟
هى بالاساس لا تتحدث مع هاني وعندما يأتي الى منزلهم تتظاهر بعمل اى شئ حتى تبتعد عن المكان الذي يجلس فيه...ما شانه بها الان؟لن تسكت له اطلاقا
ردت رقيه بهجوم على هانى وهى ما تزال متشبثة بطفلها
-طول م فيه حد غريب ف البيت ابني بيفضل معايا لاني مبأمنش عليه مع اى حد غيري انا وبس
ابتسم هاني ساخرا واردف يقول
-ولا حتي ابوه؟
صاحت رقية بوجهه بغضب
-ولا انت ولا ابوه ولا اى حد ف الدنيا ابني معايا وبس نفسي بس اللى اقدر اثق فيها
ضحك هاني ساخرا وهتف يقول لشقيقه الذي احمرت اذنيه من غضبه من زوجته
-ايه ده يا مصطفي هو الواد ده مش ابنك ولا ايه؟
انتبه الصغير الى عمه ونظر له بغضب ثم عاد يحتضن والدته بقوة وقف مصطفي من مكانه وجذب صغيره من والدتها وهتف يحدثه بلطف
-روح يا حبيبي اوضتك العب شوية وانا هجيلك دلوقتي اقعد معاك
اومأ الصغير برأسه بطاعة وذهب الى غرفته فهو يبغض عمه بشدة رغم صغر سنه بعد ان اختفي الصغير عن انظارهم التفت مصطفي الى شقيقه وهتف بحدة
-هاني انا مش عاوز مشاكل ف بيتي لو سمحت ابني ومراتى ملكش دعوة بيهم نهاائي انت سامع؟
هتف هاني ببرود مستفز
-الله! م هى مراتك هى اللي بتعاملنا من طرف مناخيرها مكرهة الواد فينا ده انت مبتشفهوش بيبصلي ازاي ولا كاني عدوه ميعرفش ان العز اللى عايش فيه ده كله من خير عمه ده ميعرفش اصلا انه عايش لحد دلوقتي بفضل عمه
ارتبكت نظرات مصطفي عندما اشار هاني الى ما جعله يفعل ذلك بشقيقتيه خاصة مع نظرات رقية المتسائلة
-الله الله الله...هى رقية متعرفش ولا ايه؟لا ملكش حق يا صاصا مش لازم بردو تعرف ابنها اتعالج من فلوس مين؟فلوس عماته اللى ابوه وعمه رموهم ف الشارع عشان هو يعيش واهو امه بدل م ترد الجميل وتشيلنا فوق راسها مصدرالنا الوش الخشب
بهت وجه رقية مما قاله هاني ماذا يقول هو؟ومنذ متي كان صغيرها مريضا؟
فلتت اعصاب مصطفي تماما وصرخ بشقيقه
-م تسكت بقي يا اخي انت ايه شيطان! متجيش هنا تاني طالما مقابلة مراتي مش عجباك
هنا نهض هاني من مكانه وضرب على الطاولة بغضب وهتف
-مقابلة مراتك تتعدل غصب عنها وعنك يا مصطفي اوعي تفكر انك احسن مني انت ولا مراتك لااا احنا الاتنين زي بعض وسخين انا مرمتش اخواتي لوحدي انت كمان رمتهم معايا عشان حياة ابنك دور الشهامة والبطولة ده مش هنا احنا دافنينه سوى ف اتعدل كده انت وست رابعة العدوية مراتك دي
ثم نظر الى زوجته قائلا
-يلا يا اسماء من هنا
خرج هاني وزوجته من المنزل تاركين وراءهم رقية بعقل مشوش بدرجة اكبر مما كانت عليه وامامها مصطفي ينظر لها بارتباك وخوف من ان تسأله على حديث اخيه منذ قليل!
هتفت رقية تسأله بصوت ضعيف
-ابني تعبان ماله؟ ارجوك يا مصطفي انا ميهمنيش اى حاجة بينك وبين اخوك بس يهمني ابني هو ماله فيه ايه؟
اغمض مصطفي عينيه محاولا السيطرة على غضبه من اخيه وهو يسبه بأفظع الالفاظ بداخله لم يكن ينقصه شقيقه ايضا حتى يدمر الباقي من علاقتهم
-كل اللى اقدر اقولهولك ان ابنك اتعالج بفلوس عماته
قالها ثم تركها ورحل رحل بهذه البساطة تاركا اياها تتجرع صدمة ما قاله طفلها كان سببا فى اشتراك والده مع عمه الشيطان ليتخلص من شقيقتيه ويفوز بمالهم
...............
منذ ذلك اليوم الذي ضاجعها فيه كحيوان لا تهمه سوى شهواته وهى تتجنبه تماما خشية ان يفعل ذلك مجددا هدأت كثيرا عن ذي قبل اصبحت لا تخرج من المنزل اطلاقا وتلتزم بأوامره لم تذهب الى منزل شقيقها منذ اسبوع واكثر تلتزم غرفتها وتخرج فقط بأوقات الطعام تتناول طعامها وتعود الى غرفتها مرة اخري بهدوء
تناولت طعامها مع زوجها ووالدته وعادت الى غرفتها مرة اخري بهدوء شديد بعد دخولها الي الغرفة هتفت السيدة ميرفت تقول لابنها بشفقة على حال سلمي
-شوفها مالها يا ابني وبالراحه عليها البت بقالها اسبوع وازيد مش دريانه بالدنيا ده حتى مرواح بيت اخوها بطلت هى فيها حاجة
اومأ سالم برأسه لوالدته وقد اكتسي الحزن ملامحه على زوجته واردف
-حاضر يا امي هقوم وراها اشوفها مالها
كان يعلم جيدا مصابها ذلك الشرخ الذي احدثه هو بعلاقتهم منذ اسبوع تقريبا هو ما غيرها هكذا فتح باب الغرفة ليجدها تتمدد على الفراش وتضم قدميها الي صدرها وتنظر الى الفراغ امامها بشرود اقترب منها سليمان وجلس على الفراش بجانبها واردف بندم
-انت لسه بردو زعلانه مني من يومها يا سلمي؟ والله مكانش قصدي ازعلك مني بس انا زى اى راجل بيشتاق لمراته وانت ست العارفين انت بعدتيني عنك اد ايه حقك عليا بقي خلاص مش هعملها تاني وبعدين انت هنتيني يا سلمي استفزتيني وخلتيني امد ايدي عليكي لأول مرة
ظلت سلمي على صمتها ثم اردفت بعد صمت طويل
-طلقني وسبني امشي من هنا صدقني مش هروح لاخواتي ولا هدور على اختي ولا هقعد معاك انا همشي من وشكم كلكم مش عاوزة حد واختى ربنا معاها انا حاولت على اد م اقدر اني اوصلها بس معرفتش يبقي خلاص بقي
احتل الغضب ملامحه من حديثها عن تركه فامسك بيدها يضغط عليها بغضب قائلا
-لو قولتي الكلام ده تاني هعمل اكتر من اللى عملته المرة اللى فاتت يا سلمي اتعدلي معايا وبطلي شغل العوء ده انت سامعة؟
بكت سلمي بقوة واردفت بضعف تستجديه ان يطلقها
-الله يخليك يا سليمان طلقني انا مش عاوزاك مبقتش بحبك ومبقتش عاوزة اعيش معاك علاقتنا باظت من ساعة م اختى اختفت وانت رفضت تدور عليها واخرهم اللى حصل من كام يوم  الله يخليك طلقني
رد عليها سليمان بعناد وبرود
-وانا بقي بحبك وعاوزك واللى حصل ده خلاني اتمسك بيكي اكتر انا معنديش طلاق يا سلمي انت مراتي وهتفضلي مراتي لحد م تموتي ف شيلي التخريف ده من دماغك بقي واعملي حسابك اننا هنروح لدكتور عشان الخلفه
هنا فقدت السيطرة تماما على غضبها منه علاوة على حديثه ذاك
-مش هخلف منك يا سليمان مش هخلف ولو اجبرتني احمل منك هنزله انت سامع انا مش عاوزة حد فيكم مش عاوزة حد
تجاهل سليمان ألمه عليها ونهض من مكانه حتي يخرج من الغرفة وهتف
_ من بكرة ارجع من شغلي والاقيكي ف وشي وبتستقبليني بابتسامة كمان
لم تملك شئ سوي البكاء ترد به علي حديثه تصرفه بذلك اليوم اخافها منه للغايه فهو لأول مرة يرفع يده عليها ولأول مرة يقترب منها بوسط اختلافهم هكذا وكأنه حيوان لا اكثر!
تجاهل سليمان بكاءها تماما وخرج من الغرفه ببرود تام
************************
بالجامعه تجلس ليلة مع زميلاتها ويتحدثون مع بعضهم البعض الي أن هتفت أحدي صديقاتها تسألها
_ وانت يا ست ليلة لسه مقولتيش لكنان انك بتحبيه؟
ابتسمت ليلة بسخرية واردفت
_ هاتي بس السيجارة اللي ف ايدك دي اخد نفس كده
اخذت ليله نفسا من السيجارة ونفخت الدخان علي مهل وهتفت بشرود حزين
_ لا لسه مقولتلوش يا كارما ومش هقوله كنان لو عرف وطلع مبيحبنيش هيمشي من الشغل ومش هشوفه تاني ولو طلع بيحبني ف ادريس هيفرقنا عن بعض ومش هيسيبه ف حاله
قطبت زميلتها الأخري جبينها بحيرة قائلة
_ اومال هتعملي ايه؟
تنهدت ليلة بحزن دفين قائلة
_ هخليني كده لا هقوله ولا هقول لحد علي الاقل دلوقتي هو قريب مني بإذن ابيه ومبعملش حاجه من وراه
_ لا انت حياتك معقدة اوي بسبب اخوكي ده...ده حتي مانعك عن امك اخوكي ده ميطاقش
هزت راسها بتعب واردفت
_ اخويا حواليه غموض واسرار كتيرة مش عاوز يحكيهالي ولا يريحني والمفروض اني اتعايش مع غموضه ده بس اكيد هييجي عليا وقت وازهق ومش عارفه الوقت ده هيبقي أمتي
أشعلت كارما سيجارة أخري واعطتها ل ليلة قائلة
_ خدي اشربي اشربي طلعي قرفك فيها
اخذتها منها ليلة ووضعتها بين شفتيها عندما شهقت بقوة وهي تري كنان أمامها ينظر لها بغضب مكتوم ومن الواضح أن فعلتها لن تمر على خير ابدا
_كك..كناان!
قالتها ليلة بتلعثم واسرعت تركض خلف كنان الحلقه ركضت ليلة خلف كنان لتلحقه إذا أخبر أخيها بما تفعله لن يتركها ادريس تذهب الي الجامعه مجددا علاوة علي عقابه النفسي لها سيعاقبها أشد عقاب علي ما فعلته وهذا ما لن تتحمله ابدا
_ كنان..كنان استني الله يخليك
قالتها ليله وقد تمكنت اخيرا من اللحاق بكنان الذي كان يسير بخطوات بسيطة لكنها لم تدركه لطول خطوته الذي يفوق خطوتها الصغيرة بمراحل
التفت اليها كنان أخيرا وهتف بغضب مكتوم وصوت هادئ ظاهريا
_ خير يا انسه ليله؟ انا مستني حضرتك برا لحد م تخلصي البرتيتا بتاعت الشلة اي أوامر تانيه ؟
ردت ليلة بتلعثم فملامحه الغاضبه تلك تذكرها بأخيها للغايه وتجعلها ترتعد
هتفت بصوت متحشرج قائلة
_ هو انت..يعني ..ممكن متقولش لإدريس علي اللي شوفته ده ؟
ضحك كنان بسخريه قائلا بحدة
_ يعني حضرتك عارفه أن اللي بتعمليه ده غلط وخايفه كمان يوصل لإدريس باشا مش كده؟
ردي علي سؤالك هو لا هقوله علي كل حاجه يا انسه ليلة وبعد اذنك عشان اطلع انتظرك برة لما تخلصي محاضراتك وعلبة سجايرك
وكاد أن يرحل عندما أمسكت ليلة بيده وقد تجمعت الدموع بمحجريها بلحظة محاولة التأثير عليه حتي لا يخبر ادريس
_ كنان الله يخليك متقولش لإدريس انت عارف هو بيعاملني ازاي ومانعني حتي عن ماما صحابي هما اللي بيهونو عليا اللي بيعمله ادريس لو ع السجاير مش هشربها تاني والله اصلا انا مش بدخن ده هما نفسين كده كل فين وفين
لم يبد علي كنان اي ردة فعل وقد علمت هي أنه سيخبر شقيقها لا محالة فلم تجد أمامها سوي البكاء على حالها وعقلها يرسم ابشع شئ يمكن أن يفعله بها شقيقها بغض النظر عن منعها عن الجامعة بأصدقاءها
ظل كنان يراقبها وهي تبكي ببرود تام فهي أخطأت ويجب أن تأخذ عقابها لم البكاء الان!
زفر كنان بضيق وأخرج من جيبه محرمة بيضاء ومدها لليلة قائلا بخشونة
_ خدي امسحي دموعك دي وارجعي لصحابك
رفعت ليلة وجهها المحمر من البكاء ممتزجا بخزفها من أخيها قائلة بشهقات متلاحقة
_ يعني هتقوله!
تنهد كمان بنفاذ صبر واردف
_ مش هقول حاجه ومتتكررش تاني يا ليلة وإلا اقسم بالله العظيم لكون معرف ادريس باشا كل حاجة وهو يتصرف معاكي بقي ويطلع عليكي حق قديم وجديد
فرحتها الان لا توصف كادت تموت رعبا من فكرة اخبار ادريس بما حدث اليوم وحمد لله أن كنان وافق على ترجيها له بعدم اخبار شقيقها
ليلة بفرحة
_ بجد! يعني مش هتقوله؟
_ قولت لا مش هقوله حاجة وانت ياريت متعمليهاش تاني
انت واحدة متربية ليه تقعدي ف وسط بنات بتعمل كده عادي وتجيبي لنفسك شبهة وسمعة مش كويسة!
انت جوهرة غاليه اوي لازم تحافظي علي نفسك للي يستاهلها
ابتسمت ليلة لكنان ببلاهةتقريبا هي لم تسمع حديثه من الأساس فقد كانت منشغله بخيالها الذي اخذها بعيدا جدا الي ارض الاحلام فقد كانت تتخيل نفسها بفستان زفافها الابيض وامامها كنان يرتدي حلته السوداء الانيقه وينظر لها مبتسما بعشق واضح للاعمي
هتف كنان بحدة قليلا ليخرجها من شرودها قائلا
_ ليلة...ليييلللة
_ هه..هااا؟ معلش مسمعتكش سرحت شوية
كنان بتهكم
_ لا ولا يهمك روحي لصحابك يلا
مشت ليلة من أمامه اخيرا ونظر هو في اعقابها بعشق ظهر بعينيه عشق يعلم جيدا أنه كتب عليه أن يموت بمهده والا يري النور
فهو يكبرها بثمانيه أعوام كاملين كما أنه لا يعلم هل تكن له مشاعر ام لا؟
والأهم من ذلك بكثير أخيها الذي لن يتردد لحظة في إبعادهم عن بعضهم بكل قوته قسرافهو بالنسبة لادريس دون المستوي كما أنه ليس من عائلة مرموقة أو يمتلك المال مثلا فهو شاب عادي للغاية
تنهد بتعب واردف
_ اااه يا عذابي اللي مبينتهيش
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي