الفصل الرابع

أسبوعان آخرين مروا علي الجميع
ومازالت سلمي لا تأتي لمنزل شقيقها حتي تسألهم السؤال المعتاد اين شقيقتها الصغري؟مما زاد قلق رقية خاصة بعد ما سمعته من زوجها عن مرض ابنها الذي ولد به
حملت حقيبة كبيرة نوعا ما بيدها تحوي على بعض الملابس لها ونزلت عن الدرج وهي تمسك يد طفلها
لمحها مصطفي وهي تحمل حقيبتها وقد خمن الي اين ستذهب
تجاهلته رقيه تماما وسارت نحو باب المنزل وعندما وضعت يدها علي مقبض الباب لتفتحه فاجأها مصطفي وهو يضع كفه علي كفها يمنعها من فتح الباب وهتف يحدث صغيره بلطف
_ يوسف حبيبي اطلع هاتلي تليفوني من اوضتي وتعالي
رد الصغير بطاعه
_ حاضر يا بابي
التفت مصطفي الي رقيه قائلا وهو يشير بعينيه الي تلك الحقيبه
_ علي فين العزم أن شاء الله؟
ردت رقيه بجمود وإصرار
_ علي بيت بابا اظن اني بلغتك بده قبل كده يعني مفاجأتكش
مصطفي بحدة
_ واظن كمان اني قولتلك مفيش مرواح عند اهلك ومفيش طلاق ولو حصل حاجه منهم هحرمك من ابنك ايه ف كلامي مش مفهوم بقي ؟
_ انا بلغت بابا اني رايحاله ولو اتأخرت ف هو هييجي فا ياريت لو سمحت تبعد عن طريقي وتسبني امشي كده كده مش هكمل معاك رضيت أو مرضتش ولو وصلت اني ارفع عليك خلع هعملها عشان بس اخلص منك
احمرت أذنيه من غضبه واردف بصوت جهوري افزعها
_ اتعدلي يا رقية والا قسما بالله اعدلك انا بطريقتي امشي ادخلي علي اوضتك ومش عاوز اسمع نفسك
رقيه بعناد
_ مش هدخل جوة وهمشي يعني همشي مش بمزاجك انت مجرم وقاتل وانا مش هعيش مع واحد مجرم طلقني وسبني انا وابني نعيش بعيد عن قرفك وسواد قلبك انت واخوك
نظر مصطفي إليها بغضب وهتف متوعدا
_ حااااضر يا رقية انا هربيكي طالما انت مش عاوزة تجبيها لبر  تعاااالي
قال كلمته الأخيرة وجذبها من ذراعها بقوة آلمتها وسار لها نحو غرفه ما بالطابق الأرضي للڤيلا
وقف أمام تحدي الغرف وفتحها والقي بها رقيه قائلا بغضب اعمي
_ انا بقي هوريكي تصرفات المجرمين قسما بالله يا رقية لو حد من أهلك جه هنا ونطقتي قدامه بكلمه لاكون قاتله قدام عينك تحطي لسانك جوة بوءك ونفسك مش عاوز اسمعه
بصقت رقية عليه وهي تنظر له بقرف واردفت باشمئزاز
_ بابا هيجيلي ومش هيسبني انا قولت لبابا كل حاجه وزمانه دلوقتي جايلي ف الطريق عشان يخلصني منك يا حيوان يا قاتل
اغمض عينيه محاولا التحكم بنفسه فهي تطاولت عليه للغايه وعقابها علي ما فعلته الان ما هو سوي تحطيم عظامها
_ وانا عند كلامي لو ابوكي جه هنا وحكتيله حرف واحد انا هقتله قدام عينك أنت سامعه ولا لا؟جربي بقي وخاطري بحياة ابوكي
وخرج وتركها تتجرع صدمتها منه ومن ومن حديثه عقلها يرفض تماما تصديق ما يقوله بأنه سيقتل والدها أمامها
مطهمرت الي الهاتف الموجود بيدها والي الباب حيث اختفي مصطفي تمعن التفكير في خطوتها التاليه
هنا ستهاتف والدها لينقذها من براثن ذلك المجرم زوجها ووالد ابنها ؟ أن ستمتثل لأوامر زوجها ؟
حسمت أمرها اخيرا وفتحت الهاتف وضغطت علي اسم والدها لتتصل به
_ بابا تعالي خدني من هنا مصطفي مش راضي يخرجني وبيهددني كمان
...............
منذ أول لقاء بينهما الذي بدأ بكارثه وانتهي بأسف كل منهما للأخر وقد تولدت مشاعر بداخلهما لبعضهما لكنها ما زالت مستترة
وعوضا عن ذلك فقد كان ريان يأتي يوميا تقريبا حتي يراها وأصبحت هي مشرقة علي الحياة أكثر من ذي قبل فقد عادت لها ابتسامتها التي فقدتها منذ سنة واكثر
دخلت سناء الي الغرفه فوجدت اهِلة تمسك بالمرأة بيد وباليد الأخري تمشط خصلاتها القصيرة وهي تبتسم بفرحه ظاهرة بعينيها
ابتسمت لها سناء وهتفت غامزة بعينيها
_ ادهم جاي ولا ايه؟
ابتسمت اهِلة بخجل قائلة
_ايوة..هييجي
ثم أضافت بحزن دفين
_ تفتكري ممكن يبصلي يا سناء ويحبني مثلا!
هتفت سناء باستنكار
_ وانت ناقصك ايه يا حببتي ! بسم الله ما شاء الله عليكي جميلة ومتربية وتعليم عالي ناقصك ايه!
هتفت اهِلة بصوت مبحوح
_ ناقصني رجلي يا سناء ناقصني اهلي اللي رموني ناقصني كل حاجه عشان بس اقدر اعيش حياتي زي اي حد وأقل من اي حد
ربتت سناء علي كتف اهِلة وهتفت بابتسامه
_ يا بنتي مفيش حد ف الدنيا كامل كل واحد فى الدنيا دي ربنا اخد منه حاجه اداله غيرها اخد منك رجلك صحيح بس اداكي جمال وأدب وتعليم واهو وقفلك ولاد الحلال يا بنتي عشان متترميش ف الشارع انت مش ناقصه حاجه حطي ده فى دماغك كويس اوي لو هو لمح بس انك بتقللي من نفسك هيبيع ويشتري فيكي
اومأت اه‍ِله برأسها وهي تبتسم لسناء بحب شديد فابتسمت لها الاخيره وهتفت بحنان
_ تعالي بقي اعملك شعرك ده عشان ييجي يلاقيكي حلوة كده مش نكديةحاكم الراجل ميهموش الشكل اد م يهمه أن مراته متبقاش نكديه
ضحكت اه‍ِلة وشاركتها سناء الضحك الي أن انتهت من تهذيب خصلاتها بشكل يليق بها
_ ها خلصنا يا ست الكل دلوقتي بقي معاد المكياچ
ما بين تحضيرات واخري الي أن انتهت اهِلة من تزيين نفسها اخيرا وأصبحت جاهزة لمقابلة ادهم!
مرت نصف ساعة كامله كانت اهِلة بها كمن يتقلب علي جمر من نار وهي تنتظر مجئ ادهم بفارغ الصبر الي أن رحمها اخيرا ودق الباب بنغمته المختلفه وكيف لا تكون مختلفه ولا يزورها احدا سواه!
دخل ادهم اخيرا الي الغرفه هو أيضا كان كمن يتقلب علي صفيح ساخن حتي يراها لعن الازدحام الشديد الذي آخره لنصف ساعه كامله علي موعده معها
تلك الصغيرة خطفت قلبه بدون استئذان!
تنهدت اهِلة براحة اخيرا وهتفت بابتسامه مولعة
_اخيرا جيت!
ابتسم ريان بفرحة شديدة فقد رأي بعينيه لهفتها لرؤيته اذا هي تكن له بعض المشاعر
تقدم منها ريان وجلس على الفراش أمامها وهتف
_ انا اسف بس الزحمة انت عارفة بقي انت عاملة ايه؟
ابتسمت اهِلة بخجل قائلة
_ الحمد لله كويسة وانت؟
ابتسم لها ريان واردف
_ انا كويس اوي وبالذات بعد م شوفتك
ثم نظر إليها بتدقيق واتسعت ابتسامته أكثر تلك الصغيرة كان تحسب الدقائق حتي تراه ويبدو أنها لم تنم بالأمس حتي تتزين له!
وجد نفسه يسألها تلقائيا
_ نمتي امبارح يا اه‍ِلة؟
ردت علي ببلاهة
_ لا منمتش!
وها قد وضحت الرؤيا فهي تسهل الطريق أمامه لكن تبقي عقبه كذبه عليها بشأن أنه سائق ريان وليس هو نفسه ريان الشامي صاحب المشفي وهو الشخص الذي نقلها هنا
لم ينتبه أنه كان بنظر إليها بشرود وهي تحدثه لكنه لم يسمعها الي أن هتفت بصوت مرتفع
_ ادهههممم
_ ها...نعم كنتي بتقولي حاجه؟
_ أيوة كنت بقولك اني عاوزة اطلب منك طلب ممكن؟
ابتسم ريان واردف
_ وبتسألي كمان؟انت تؤمريني وانا انفذ علطول قوليلي عاوزة ايه؟
احمرت وجنتي اهِلة باستحياء وهتفت بصوت مبحوح
_ كنت عاوزاك تكلم اللي اسمه ريان ده عشان اخرج من المستشفي خلاص مبقاش ليها لازمة قعدتي هنا اكتر من كده
ريان بفزع
_ تمشي!تمشي تروحي فين؟
قطبت جبينها بحيرة من فزعه هل هذا الاحمق يظن أنها ستبتعد عنه! فهي عندما وجدته لم تصدق نفسها فكيف ستفرط فيه!
_ مالك بس اتخضيت كده ليه؟ هروح اقعد مع سناء وهناك هبقي قاعدة براحتي اكتر
سألها مباشرة ودون مواربة
- طب وانا!مش عاوزة تشوفيني تاني؟
ردت بلهفة تنفي حديثه
_ لااا انت بتقول ايه انت م صدقت لاقيت صديق ذيك كده عمري م افرط فيك بسهولة كده ابدا
هتجيلي هناك عند سناء هي مش هتعترض
بس بجد انا مش مرتاحة هنا
حاول ربان التأثير عليها فنظر لها بحزن عميق واردف
_ انت كده فعلا مش عاوزة تشوفيني مينفعش اروح بيت سناء دي الناس هتتكلم عليها وعليكي وانا مرضاش بكدة
انا بس طالب منك مهلة شويه لحد م اخلص شغلي مع ريان باشا ولما ارجع لينا كلام مع بعض علي انك تسيبي المستشفي ده ومن هنا لحد م اقولك واتكلم معاكي متتكلميش مع حد اتفقنا؟
بكلمتان وابتسامة ونظرة حزن حطم جميع خططها ووجدت نفسها تقول بابتسامة بلهاء
_ اتفقنا
امسك ريان بتلك الحقيبه وأخرج منها علبه هاتف حديث وهتف يحدث اهِلة قائلا
_ انا الفترة الجايه هبقي مشغول جدا مع ريان باشا ومش هقدر اجيلك باستمرار ف نبقي نتكلم مع بعض علي التليفون وتحكيلي كل حاجه بتحصل معاكي وتفصيل يومك كلها عاوز احس اني معاكي ف الكام يوم دول
ارتسم الحزن على ملامح اهِلة بوضوح وهتفت
_ انت كمان هتسبني ومش هتجيلي تاني؟ده انا م صدقت لاقيتك يا ادهم ولاقيت حد يسأل عليا ويهمه اني ابقي كويسه
وضع ريان يده علي وجنتها وهتف بحنان
_ اهي بس زي م انت م صدقتي لاقتيني انا كمان م صدقت لاقيتك انا لو كنت مش عاوز اكلمك تاني كنت مشيت من غير م افكر ف موضوع التليفون ده ولا انت ايه رأيك؟صح؟
اومأا اهِلة برأسها توافقه الحديث فقد اقتنعت بحديثه اذا كان بنيته التهرب منها كما تفكر هي لما جلب لها الهاتف ومن يجبره ليفعل ذلك؟
_ صح يا ادهم انت صح
ثم أضافت بعبوس
_ بس ابقي اتصل بيا اوعي تنساني يوم ومتتصلش...هزعل منك اوي
ابتسم ريان بحنان وهتف
_ لو انا متصلتش اتصلي انت انا مسجلك رقمي علي التليفون تقدري تقرفيني ف اي وقت يا ستي
ابتسمت له اهِلة بخجل وبداخلها تقسم انها لن تتركه وستجعله يمل منها ومن اتصالاتها وامامها هو ينظر لها بحب شديد خطفته وخطفت قلبه بدون استئذان!
.....................
بفيلا ادريس الشامي
كانت بدور تضع صحون الطعام على الطاولة بصمت تام خاصة عندما وجدت ليلة امامها ومن الواضح انها تريد معرفة سبب تهربها منها طوال هذه المدة
التفتت بدور تعود الى المطبخ عندما فاجأتها ليلة وامسكت بذراعها وهتفت تسألها
-بدور مالك؟ انت بقالك اكتر من اسبوع وانت بتتهربي مني قوليلي فيه ايه؟ادريس عملك حاجة يومها وانت مقولتليش؟
ادمعت عيني بدور بلحظة وقد مر امامها ما فعله ادريس كاملا حتى استغلاله لها واردفت بصوت مبحوح تترجاها
-ادريس باشا معمليش حاجة وابوس ايدك متكلمنيش تاني
ارتسم الحزن على ملامح ليلة بوضوح بدور تطلب منها الا تحدثها مجددا وهى لن تستطيع بدور الشخص الوحيد الذي يفهمها هى من ساعدتها لتري والدتها هى من تسمعها ويهمها امرها الان تطلب منها ان تبتعد عنها!
-ليه طيب؟انا عملتلك ايه عشان تبقي مش عاوزة تكلميني تاني؟
انفعلت بدور من غباء هذه الواقفة امامها فهتفت بحدة وانفعال
-معملتيش بس انا عاوزة اقطع علاقتي بيكي كفاية اللى جرالي من تحت راسك بقي انا حياله حتة خدامة ملهاش لازمة اصلا تدخليني ف مشاكلك ليه؟
هذه المرة بكت ليلة بحرقة ادريس هو سبب تعاستها بالحياة ها هو عاقب تلك المسكينة بسبب مساعدتها لها لتري والدتها ولا تعلم ما فعله معها تحديدا خاصة وان بدور ليست من النوع الذي يستسلم بسهوله فهى قويه ومتحديه
اومأت ليلة برأسها بقلة حيلة واردفت
-حاضر يا بدور مش هكلمك تاني ومش هدخلك ف مشاكلي تاني وانا اسفة جدا لو كان جرالك حاجة بسببي مكنتش اقصد ااذيكي
-صباح الخير
كان ذلك الصوت صوت ادريس..ادريس الذي كان يتابع حديثهم منذ بدايته وحتى نهايته وقد اعجبه كثيرا خضوع بدور لاوامره...اما شقيقته فلم ينتبه لها من الاساس!
ابتسمت ليلة باهتزاز لشقيقها قائلة
-صباح الخير يا ادريس
اما تلك المسكينة فلم ترد عليه والتفتت تعود الى المطبخ بصمت تام وبداخلها تلعن نفسها مئة مرة على تدخلها بأمورهم العائلية
جلس ادريس على مقعده وبدأ بتناول طعامه بهدوء الى هتف يحدث ليلة
-ها بقي عملتي ايه ف الجامعة الاسبوع اللى فات؟
وقع قلبه من مكانه من شدة ذعرها منه هل ممكن ان يكون كنان اخبره بشأن صديقاتها؟ ردت عليه بصوت مهزوز
-مـ مـ...معمللتش حاجة كنت بحضر محاضراتي واقعد مع زمايلي شوية وبعدين اروح علطول اسأل كنان م هو اللى بيوديني ويجبني...
نظر اليها ادريس بغضب واردف بحدة
-لا..اسألك انت مش اسأل كنان ..وكنان اسمه ميجيش على لسانك تاني كنان ده زيه زي اى حارس عندي مهمته بس انه
يوديكي الاماكن اللى انا اقول عليها ويرجعك بأمر مني لكن مش مطلوب منه خالص انه يراقبك جوة الجامعه ولا في اى مكان تاني وده بقي يخليني اسألك كنان بيحضر معاكي محاضراتك او بيراقبك او بيدايقك مثلا؟
هتفت ليلة بذعر تنفي حديثه تماما كنان لا يفعل اى شئ مما قاله اطلاقا
-لا...لا يا ابيه صدقني كنـ..الحارس اللى بييجي معايا الجامعه مبيعملش اى حاجة من الحاجات دي ولا حتى بيدايقني
ابتسم لها ادريس ببرود ولم يعلق على ذلك الموضوع اطلاقا لكنه هتف مشيرا لصحن الطعام
-كلي يلا
.....................
بمنزل سليمان وسلمي
بعد ما حدث بينهم اخر مرة واصراره فيه على الانجاب منها وهى تلتزم غرفة والدته لتحميها منه وقد كان فقد منعته والدته تماما من اخذها الى الطبيب ليفحصها معلله انها لم تتهيئ نفسيا بعد وعليه ان يتحلى بالصبر
-يعني وبعدين يا امي يعني؟ هفضل صابر عليها لحد امتى يعني؟
قالها سليمان بغضب لوالدته التى مازالت تبعده عن زوجته وترفض تماما امر الذهاب للطبيب بالوقت الراهن
هتفت والدته تحاول تهدأته
-يا ابني افهمني بس البت نفسيتها مدمرة خالص علطول بتعيط دي يا حبة عيني منامتش ليلة على بعضها من غير م تصحي على كابوس سيبها يا ابني الله يباركلك سلمي بتحبك ومهما حصل مش هتبعد عنك هو بس اللى حصلها هى واختها على ايد اخواتهم الله يسامحهم مكانش شوية وافكارها متلغبطة دلوقتي لو هتقرب منها يبقي قرب وانت عاوز تطلعها م اللى هي فيه مش تزودهولها اكتر
والدته وبطريقة ما اقنعته تماما بحديثها سلمي تحبه بل تعشقه وما تفعله الان ما هو الا عدم اتزان فما حدث معها بالفترة الاخيرة لا يتحمله احد ومع ذلك تحملته هي وبما يريد هو فعله سيخسرها تماما كما خسرها شقيقيها
سار سليمان ناحيه الغرفة فاعترضت والدته طريقه لكنه ربت على كتفها قائلا بتنهيدة
-مش هعملها حاجه يا امي هدخل اشوفها بس انا اقتنعت بكلامك والله
ابتسمت له والدته وافسحت له الطريق فدخل هو الى الغرفة حتى يري زوجته
كانت سلمي تجلس على الفراش وتضم قدميها الى صدرها وتريح رأسها على ركبيتها كانت هادئة تماما ووجها صافي كما كانت دوما قبل ان يفعل شقيقيها ما فعلوه
جلس سليمان امامها ووضع يده على خصلاتها يتحسسها بحنان استشعرته هي لكنها رفضت تصديقه! تمامابعد ان رفع يده عليها وفعل ما فعله بذلك اليوم وهى اصبحت تبغضه للغاية لا تريده ان يقترب منها كما انها تفكر جديا بالخروج من المنزل لكنها تحتاج لبعض الوقت لا اكثر  ستفعلها وتخرج من منزله وتدور للبحث عن شقيقتها
اقترب منها سليمان وحاوط كتفيها بيديه واردف بندم
-سلمي انا اسف انا عارف انى غلط ف حقك الفترة اللى فاتت وانا بعتذرلك اهو عاوزين نبدأ صفحة جديدة مع بعض سلمي انا بحبك وانت كمان بتحبيني واى علاقة بتمر بظروف صعبة مش احنا بس والطرفين بيتخطوها صح ولا ايه؟
دعابة مثيرة للبكاء الم يقل هذا الكلام لنفسه قبل ان يعتدي عليها؟ الان فقط يطلب منها التريث والتفكير بقرار الانفصال
لكنه تأخر ..تأخر للغاية فقد قررت وانتهي الامر ستنفصل عنه ستتركه هو واشقائها وتعيش مع شقيقتها بعد ان تجدها
-صح يا سلمي؟
ابتسمت سلمي بتعب وهتفت
-صح يا سليمان
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي