الفصل الثالث

الساعة الثالثة عصراً ، سالي تتصل ببيت أخيها لتطمئن عليهم و لتدردش قليلاً مع أخيها

ترد زهرة : ألو مرحباً من المتصل ؟

سالي : ادعو الله أن لا يحرمني هذا الصوت الجميل الرنان
كيف حالك يا أميرتي ؟

زهرة : عمتي حبيبتي لقد اشتقت اليك كتيراً ، متى سوف تزورينا ؟

سالي : و أنا أيضاً يا زهرة اشتقت لكم كثيراً
ماذا تفعلين يا بنيتي
زهرة : لقد نظفت البيت و سأبدأ بصنع الغداء قبل مجيء أبي و أخي

سالي : و ماذا تعد ابنة اخي الشطورة للغداء ؟

زهرة : لقد حمرت الدجاج في الفرن ، و الآن أطبخ الرز المفلفل ، تفضلي يا عمتي

سالي : إنها طعام أباك المفضل ، أنا قادمة انتظروني على الغداء

زهرة : ههههههه حسناً يا عمتي نحن بانتظارك

الباب يقرع بعد نصف ساعة

زهرة : أكيد هذه عمتي تفتح الباب و تعانقها عمتها

سالي : ماهذا ! ؟ رائحة الطعام تملأ المبنى
أنا متشوقة لأتذوقه

زهرة تعد الطاولة : هل أسكب لك يا عمة

سالي : كلا يا حبيبتي ، سأنتظر أباك و أخاك لكي نأكل معاً .

صوت المفاتيح في الباب
زهرة : هه لقد وصلو و كل شىء جاهز

يدخل أيهم و هو مبتسم : أختي الغالية في منزلنا ؟ !

سالي : رائحة طبخ سالي وصلت إلى منزلي و لم أستطع المقاومة

أيهم : أنت محقة ولكن لماذا لم يأتي زوجك و أولادك

سالي : لقد ذهبوا مع أبيهم إلى جدهم و سيتناولون الغداء هناك
يجلس الجميع على الطاولة و يتناولون الغداء

زهرة : هاه ماذا هل أعجبتكم وصفتي ؟

سالي : بصراحة أنا أحسد الذي سيتزوجك يا زهرة
أنت بنت لطيفة و جميلة و رقيقة و ناعمة و مثقفة و طباخة ماهرة  .
زهرة : ههههه أنت تبالغي قليلاً يا عمة

سالي : آه لو تعلمي مكانك في قلبي يا زهرة

و بعد الغداء تجلس سالي مع أخيها أيهم و تسأله :
هل فكرت في حديثنا السابق

أيهم : أي حديث

سالي : جارتنا الآنسة رسمية هل نسيت
أريد ان اخطبها لك

أيهم : بصراحة أنا خجل من أولادي كثيراً
أتزوج بعد هذا العمر ، و هم أصبحوا بعمر الزواج

سالي : ماذا تقول يا اخي ، أنت رجل و لا يعيبك شيء
و الزواج نصف الدين

أيهم : ولكن كيف أفاتحهم بالموضوع ، اذا أبدا اي منهم رفضه لزواجي سوف ألغي هذه الفكرة

سالي : اترك أولادك علي ، أنا أعلم كيف أمهد لهم الموضوع و أقنعهم فيه
أنت كل ما عليك أن تجلس مع العروس لكي تبدون موافقتكم النهائية

أيهم : حسناً كما تريدين يا أختي

زهرة سأحضر معها موعداً لتأتي إلي ، و أتصل بك .
لعل الله يجعل لكما خيراً ، بعد هذا اللقاء

أيهم : نعم ، كما تشائين ، و هل أستطيع أن أرفض لك طلباً ؟ !

سالي : حسناً سأودعكم الآن ، لقد تأخرت عن البيت ، هل توصوني بشيء ؟

أيهم : سلامتك يا أختي

سالي : سلامتك يا عمة

تعود إلى منزلها
ولكن بالها مشغول بأخيها تريد أن تزوجه وبنفس الوقت تخاف أن يكون حظه في هذة المرة مثل المرة السابقة
لا .. لا الآنسة رسمية آنسة خلوقة ومربية فاضلة ، يستحيل أن تكون على عكس هذا

ولكن زوجة أخي كانت خلوقة إلى أن اكتشفنا أمرها !

أفكار كثيرة متناقضة كانت تدور في رأسها ولكن لابد لها من تزويج أخيها و عسى الله أن يختار له الخير

تعد القهوة و تأتي لتجلس مع زوجها في الصالة

زوج سالي : امممم رائحة القهوة تنعنش القلب سلمت يداك يا سالي

سالي : جعلها الله عافية على قلبك يا حبيبي

زوج سالي : كيف حالك اليوم يا سالي

سالي : الحمد لله يا حبيبي

زوج سالي : مابك يا حبيبتي ؟ !
أشعر أنك لست على ما يرام
كيف قضيتي يومك اليوم ؟

سالي : لا أنا بخير لقد ذهبت إلى بيت أخي و تناولت وجبة الغداء معهم ، لقد سألو عنك كثيراً .

زوج سالي : حسناً هذا جيد ، إذاً بماذا تشغلين بالك ؟
هل أخاك مريض ؟

سالي : لا الحمد لله ، هو بصحة جيدة و لا يشكو من شيء
ولكنه وافق على موضوع الزواج

زوج سالي : هههههه الحمدلله أخيراً وافق ، هههههه أنا لا أعلم لماذا كان معارضاً لهذه الفكرة ، لا يوجد رجل في هذه الدنيا لا يتمنى الزواج مرة و اثنتين و ثلاث ههههههه

سالي : هههه ليس الأمر مضحكاً ( و تنظر له بطرف عينها )

زوج سالي : أنا أمزح يا حبيبتي ، أنت الأولى و الثانيه و جميع النساء في عيني

سالي : أود أن أجمع الآنسة رسمية مع أخي أيهم ، ولكن لا أعلم لماذا أنا خائفة يا حبيبي ، ما رأيك أنت ؟ !

زوج سالي : الآنسة رسمية امرأة معروفة بثقافتها و خلقها
لقد قضت عمرها في الدراسة و تعليم الأولاد ، وهي ليست كبيرة أيضاً ، و أهلها أناس معروفين و أباها كان موظفاً في مديريتنا ، لقد سألت عنه و الجميع مدح بأمانته و أخلاقه
و لازالو يذكرونه مع أنه تقاعد و ترك الوظيفة منذ أربع سنوات

عزيزتي سالي : ليست كل أصابعك مثل بعضها ، و إذا ظهرت لك قطعة فراولة لا تصلح للأكل في صحن كنت قد اشتريتيه
هذا لا يعني أن جميع القطع في هذا الصحن ليست صالحة .
دعي الأمور تجري على بركة الله ، و اجمعيهم مع بعضهم ،
و إذا كان لهم نصيب ببعض سوف يتجاذبون أطراف الحديث و ستجري الأمور لوحدها
أنت فقط ادعي لهم بأن تكون جمعتهم على خير

سالي :صدقت يا عزيزي ، والنعم بالله سبحانه و تعالي
نتمنى أن يقدم لهم الخير ، سوف أتصل بها حالاً و أطلب منها أن تأتي لبيتنا غداً في الصباح

زوج سالي : حسناً خذي هاتفك إذاً

سالي تتصل ب الآنسة رسمية

سالي : ألو مرحباّ

الآنسة رسمية : ألو أهلاً

سالي : مساء الخير يا آنسة رسمية

الآنسة رسمية : مساء النور ، من يتكلم معي ؟

سالي : أنا جارتك سالي لقد صادفتك في المدرسة و تحدثت معك و أعطيتني رقمك

الآنسة رسمية : نعم جارتنا لقد تذكرت ، أرجو المعذرة ولكن عدت متعبة من العمل ، و أخذت قسط من النوم ،و استيقظت على صوت الهاتف

سالي : أعذريني إن كنت قد ازعجتك

الآنسة رسمية : لا بالعكس ، كان علي أن اصحو لقد تأخر الوقت

سالي : غداً سيكون يوم عطلتك أليس كذلك ؟

الآنسة رسمية : نعم صدقت

سالي : أريد أن أدعوك لشرب القهوة معي و تناول وجبة الفطور ، أود أن نتعرف على بعضنا أكثر ، نحن جيران من أكثر من خمسة سنوات و لا نعرف عن بعضنا سوى أسمائنا
أتمنى أن تقبلي دعوتي

الآنسة رسمية : ولكن لا أريد أن أتعبك ، فنجان من القهوة يكفي

سالي : حبيبة قلبي ، لن يكون هنالك أي عذاب سوف يأتي اخي إنه يوم عطلته أيضاً أريد أن تتعرفي على أخي و زوجي و أولادي أيضاً ،

الآنسة رسمية : تشدني الجلسات العائلية كثيراً ، شكراً لدعوتك ، حسناً ساكون في الموعد

سالي : سررت جداً بقبولك ، تصبحين على خير

الآنسة سالي : و أنت بألف خير ( تغلق السماعة )
و تجلس تفكر

ما خطبها جارتنا ؟ أشعر أن هنالك أمر ما ،
نحن جيران منذ مدة طويلة و لم تدعوني ابداً لأزورها في بيتها فلماذا تدعوني الآن و تصر على حضوري ، لا و أيضاً جميع أفراد عائلتها حاضرون !
حسناً لماذا أفكر كثيراً غداً أذهب إليهم و أعرف الموضوع

على كل حال انهم عائلة محترمة و الكل يحبهم في هذا الحي و أنا أصلاً ليس لي اصدقاء و ليس عندي و قت لأكون صداقات ، ولكن لا مانع من أن تكون لدي جارة واحدة مقربة اقضي معها يوم العطلة .
أتمنى لوكان لدي زوج و أولاد كثيرون يؤنسون وحدتي في هذا البيت ولكن متى ؟
أشعر أن قطار الزواج فاتني هههههه
نعم فاتني و أنا أشاهد طالباتي قد بدأن بالزواج
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي