الفصلالثاني

الفصل الثاني
شخصيات هذا الفصل
أيهم
ابن أيهم سالم
بنت ايهم زهرة
سالي أخت أيهم
زوج سالي ناصر
بنت سالي زمرد
ابن سالي رضوان

الحياة مليئة بالظروف و الأحداث و المواقف التي من خلالها نتعرّف على معادن الأخرين ومكانتنا عندهم ،
فقد نجد أشخاص يقفون معنا مهما اختلفت الظروف ، فتزداد ثقتنا بهم ،
و أشخاص يبتعدون عنا في بداية الطريق ..
و هنا نعرف أنهم غير جديرين و لا يستحقون أن يكونو معنا

الساعة السادسة صباحاً ..
زهرة تعد الفطور في المطبخ ، تضع إناء القهوة على الموقد

تضع أغنية لفيروز و تذهب لتوقظ أبيها
فهو يحب احتساء القهوة صباحاً على صوت فيروز
قبل تناول وجبة الفطور ..

تدخل إلى غرفة أبيها تجلس عل حافة السرير تنظر إليه بتمعن و هو نائم ، توقظه و تقول : صباح الخير يا أبي ( تضع قبلة على خده )
هيا استيقظ القهوة بانتظارك يا حبيب ابنتك

أيهم ينظر إليها بكل حب : عزيزتي زهرة يا وردة عمري لماذا تعذبين نفسك أنا لم أشيخ بعد ،
و استطيع تحضيرها بنفسي

زهرة : لا تقول هذا يا أبي ، أنت شيخ الشباب
ولكنني أحب شرب القهوة معك على صوت فيروز
( و تبدأ زهرة بالغناء )
أسامينا .. شو تعبو أهلينا ..
تا لئوها ...
و شو افتكرو فينا ..
الأسامي كلاااام و شو خصو الكلاااام
الاسامي كلاام و شو خصو الكلام
عنينا هني أسمينا ....

،_ تحضن اباها بحنان _

أيهم : أنا لا أجد صوتاً أجمل من صوتك يا زهورتي
أدام الله عليك هذا الصوت الرنان

زهرة : أدامك الله يا أبي

و جلسا يحتسيان القهوة

و في هذه اللحظة يستيقظ سالم
و يخرج من غرفته و هو يتراقص مستمتعاً بصوت فيروز


سالم : ماهذا الصباح الجميل !
صوت فيروز ، و رائحة القهوة ، و أغلا إنسانين على قلبي في هذه الدنيا ..
لااااا و مائدة الفطور تنتظرني أيضاً و عليها جميع الأصناف التي أحبها !!
حقاً أنا أعيش في النعيم
يضحك الجميع هههههه

أيهم : الناس تقول صباح الخير أولاً يا ولد

سالم : صباح الورد و الياسمين و العنبر يا ابي

زهرة : صباح الخير سلومتي

سالم : صباح الخير يا أجمل زهرة تراها عيني

و جلس الجميع لتناول وجبة الفطور على المائدة .

كانت أوقات الطعام مقدسة بالنسبة لهم ، لأنها كانت تجمعهم سوياً ، كان كل واحد فيهم يسعى ليشعر الآخر بعدم النقص ، لعدم وجود الأم بينهم .
كانو لا يذكروها أبداً ، و يتجنبون الحديث بأي ذكرة تجمعهم سوياً بها .

و بعد الانتهاء من الفطور و توضيب المنزل يخرج الأب إلى عمله ، و الأبناء إلى الجامعة
بشكل يومي و معتاد .
و في يوم الجمعة يدعون عمتهم و عائلتها على الغداء فبالرغم من كل الأحداث التي حصلت بقيت علاقة أيهم بأخته قوية و لم يتخلا عنها ابداً..

يقرع الباب ... دق دق دق
يفتح سالم : إنها عمتي سالي
اهلاً بك يا عمه

سالي :سلومة الغالي أعطني قبلة لقد اشتقت لك كثيراً
مرحباً يا أخي
مرحباً يا زهرة

أيهم : أهلاً يا أختي
أهلاً بزوج أختي
أهلاً و سهلاً بأبناء أختي الأعزاء

زهرة : أهلاً بك يا عمتي

سالي تنظر إلى زهرة بتفاجئ وتقول : ماهذا الجمال يا زهرة ؟ في كل مرة تصبحين أجمل من المرة التي فاتت ! !

_ ( رضوان ينظر لزهرة بشغف )

_ ( زهرة تخجل و تضع رأسها في الأرض )

أيهم : لقد باتت تشبهك كثيراً يا سالي ، اذكرك جيداً عندما كنت في عمرها .

سالي : نعم لقد صدق المثل عندما قال خذو البنات من صدر العمات هههه

- يضحك الجميع

كانت سالي تحب اولاد أخيها حباً جماً
كانت تهتم بهم و تعطيهم عطفاً و حناناً كما تعطي أولادها

بعد الغداء يجلس الشباب مع بعضهم في شرفة المنزل
و يبقى أيهم و سالي و ناصر في غرفة الجلوس

سالي : إلى متى ستبقى هكذا يا أيهم ؟
أيعجبك حالك ؟ ؟

أيهم : ماذا تقصدين مابه حالي ؟

سالي : أقصد إلى متى ستبقى هكذا بدون زواج
ها قد كبر الأولاد و يجب أن تلتفت لنفسك قليلاً
مازلت شاباً يا أخي

ناصر : لقد تعرفت سالي على جارتنا الجديدة
و قالت أنها تناسبك و أنها على خلق جيد
فهي تعمل مدرسة ما رأيك يا أيهم

أيهم : أرجوك يا ناصر لا تكمل

سالي : و لما ذا لا يكمل يا اخي ، ناصر يريد أن يطمأن عليك أيضاً

أيهم : اطمأنو .. انا لاينقصني شىء ابنتي تقوم بكل اعمال المنزل و لن أفكر بالزواج مطلقاً

سالي :ماذا تقول يا أيهم
ابنتك ستتخرج في هذا العام و مصيرها الزواج يا أخي
و ابنك أيضاً سيذهب ليرى حياته
و سوف تبقى أنت وحيداً
يجب أن نزوجك بامرأة تؤنس وحدتك و تقوم على خدمتك

أيهم : ماذا تقولين ؟ أتزوج ! !
هذا مستحيل أن أثق بامرأة بعد الذي رأيته من تلك الخائنة
علمتني الحياة أن أنواع الناس ثلاثة :
ناس كالهواء لايمكن الاستغناء عنهم أبداً و هم أولادي
و ناس كالدواء نحتاج إليهم أحياناً و هم أنت يا أختي ،
و ناس كالداء لانرغب في وجودهم أبداً و هم زوجتي الخائنة و أي أمرأة تأتي بعدها .

سالي : عزيزي أيهم ليست كل أصابعك بنفس المقاس
أرجوك فكر بالموضوع و اعطه بضع أهمية و ستكتشف اني محقة
أرجوك ( وتمسك يده )

أيهم : و ماذا سيقول عني الناس مجنون لم يتعلم من درسه السابق ؟ !

سالي : عزيزي أيهم من يستسلم لأقاويل الناس ، و لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ، و يفضل الاستسلام عن المقاومة ، و لا يريد حل مشاكله ، ذلك الشخص يبقى في مكانه ، و لا يتقدم خطوة نحو أهدافه ، و أحلامه ، و يبقى كما هو ضعيف لا يقدر على مواجهة الناس
لاترد علي الآن خذ وقتك بالتفكير و بعدها سنتكلم

أيهم في سريره مساءً يرتدي نظارته و يمسك كتاباً مفتوحاً في يده ،
و يتكلم في نفسه ويقول :
لقد قالت سالي كلاماً صحيحاً مئة بالمئة
أولادي سوف يتخرجون من الجامعة في وقت قريب جداً ، و كل واحد منهم سيذهب ليرسم حياتاً تناسبه ،
كيف أعيش بمفردي ؟ ! !
و من يهتم بأموري و متطلباتي ؟ !
و لكن مافعلته بي أمهم لا ينسى أبداً ، و لكن الدنيا لم تخلو من الناس الطيبة !

أفكار كثيرة متناقضة كانت تدور في رأسه
( يغلق الكتاب ، يخلع النظارة و ينام )


و بعد مرور عدة أيام

سالي في المطبخ تعد وجبة الغداء
يدخل عليها رضوان و هو عائد من العمل

رضوان : مرحباً يا أمي ( يقبلها من جبينها )

سالي : مرحباً بحبيبي الغالي رضوان

رضوان : أنا جائع جداً يا أمي

ضحكت سالي وشعرت و كأن ابنها قد عاد صغيراً ، وهو قادم من المدرسة ثم أردفت : حسناً لم يبقى إلا ،إذهب و بدل ثيابك ثم توضىء و صلي و بعد أن تنتهي عد إلى هنا و ساعدني بتحضير الطاولة
ريثما يعود والدك و أختك أيضاً .

رضوان : حسناً يا أمي

يبدأ رضوان بمساعدة أمه ولكن يبدو عليه الارتباك واضحاً و كأن شيء ما يشغل باله

تنظر إليه أمه باستغراب وتقول : مابك يا رضوان أشعر أن شيء ما يشغل بالك ؟ !
كأنما يوجد حديث داخل فمك تريد أن تبوح لي به

رضوان يضع المعالق من يده و يقترب من أمه ويقول :
صدقتي يا أمي

سالي : ما هو الأمر إذاً ؟ !

رضوان : زهرة
أشعر بشعور غريب نحوها

سالي : لم أفهم ، ماذا تقصد ؟

رضوان : أفكر بها كثيراً ، عندما أراها يخفق قلبي بشدة ،
و لا أستطيع أن أبعد نظري عنها ،
أفكر في كلامها ، في تصرفاتها
تعجبني أفكارها ،
‌تأسرني نظرتها ، تلفت انتباهي أناقتها
و أحب أن يطول وقتي و أنا جالس معها
أرجوك يا أمي قولي لي !
ساعديني !
انصحيني !
لقد باتت تصرفاتي لا تشبهني أوشكت أن أفقد نفسي
بت أسرح كثيراً و انسى مواعيدي المهمة
لاشيء يشغل تفكيري سوى حمرة خدودها و شفتيها
لقد تراجعت دراستي كثيراً في الفترة الأخيرة
ألا يقلقكي هذا الشيء يا أمي ؟ !

سالي :ههههههه
نعم يقلقني كثيراً
ولكن الحل بسيط و المشكلة معروفة
و عندما يعرف الداء يصبح إيجاد الدواء من أسهل الأمور
و دوائك عندي بإءن الله تعالى

_ هنيئاً لك يا ولدي ، لقد وقعت في الحب .

يتبع.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي