الفصل الرابع
يوم جديد مشمس في الخارج
إنه يوم الجمعة ، يوم عطلة الأولاد من الجامعة و الأب من العمل ،
تستيقظ سالي باكراً و تنهض من سريرها ، تركض نحو النوافذ تزيل الستائر و تفتح النوافذ لتدخل أشعة الشمس الرائعة إلى منزلها و تدخل معها طاقة إيجابية لكل أفراد الأسرة
كانت سالي تؤمن جداً بذلك
تصل إلى غرفة أبنائها و هي تدندن تزيح الستائر و تفتح النوافذ لتدخل الشمس و تضيء الغرفة
يستيقظ رضوان منزعج و يقول : أمي أرجوك إنه يوم العطلة لماذا تفتحي النوافذ أريد أن أنام أرجوك يا أمي
سالي أم رضوان : سوف يأتيني ضيوف مهمين و علي أن أغير أجواء البيت قبل وصولهم
و أنت ابقى نائم ماذا أفعل لك ؟
رضوان كيف أنام و الضوء يدخل في عيني يا أمي ؟
سالي أم رضوان : اخرس يا عزيزي و نم الآن هههههه
رضوان : حاضر يا أمي ، إنه حكم القوي
سالي أم رضوان : ههههههه
تدخل الحمام تستحم و تلبس فستاناً بسيطاً ، تجفف شعرها ، وتضع القليل من المساحيق التجميلية
يستيقظ ناصر زوج سالي وينظر إليها مندهشاً وكأنه يراها أول مرة و يقول : ماهذا الصباح الجميل ؟ !
عزيزتي من العروس أنت أم الآنسة رسمية
سالي : هل تتظارف ياعزيزي
سأبقى عروساً و جميلة حتى عندما أبلغ التسعين
هنا يرن جرس الباب
سالي : أنا سوف أفتح الباب ، إنها الآنسة رسمية أكيد
تفتح الباب
سالي : أهلاً بك آنسة رسمية لقد أنرتي بيتي الصغير
الآنسة رسمية : ما ينير هذا البيت هو وجودك فيه يا جارتي العزيزة ، أطال الله في عمرك
سالي تفضلي تفضلي ، أنا بانتظارك
تدخل الآنسة رسمية و تنظر إلى بيت سالي بتمعن
و تقول : ماشاء الله بيتك جميل جداً
تجلس سالي بجوار الآنسة رسمية و تقول :
أنا أحب بيتي جداً ، إنه من رائحة والداي ، لم أغير فيه كثيراً
أردت أن يبقى قدر المستطاع كما كان في عهد أمي وأبي
ففي كل زاوية و كل ركن من هذا البيت يوجد لي ذكريات مع أمي و أبي و أخي الوحيد أيهم
بالمناسبة أخي أيهم قادم لتناول الفطور معنا
أنا معتادة على مجيئه في هذا اليوم لأنه يوم عطلته أيضاً
الآنسة رسمية : و أين زوجك و أولادك ؟
سالي : زوجي يجهز نفسه للخروج ، يقوم بإحضار حاجيات المنزل في يوم عطلته
الآنسة رسمية : اطال الله في عمره
سالي : و رضوان نائم ، لاتوجد قوة تستطيع إيقاظه باكراً في يوم العطلة ،
الآنسة رسمية : عنده حق بصراحة هههههه
سالي:هههههه ، و زمردة بنوتتي الوحيدة صعدت إلى بيت خالها ، سوف تتناول الفطور مع اولاد خالها
الآنسة رسمية : جميل أن يسكن أخيك بجوارك ،
تشعرين أن لك سند في هذه الدنيا
سالي :صدقت يا آنسة رسمية ، هو ليس أخي ابن أمي وأبي ،هو روحي و أنا لا أستطيع الابتعاد عنه
ماذا اقول لك عن حبه وحنيته علي بالرغم من كل المصائب التي حدثت معنا لازلنا متعاضدين ومتساندين
الآنسة رسمية : نعم لقد سمعنا ، ولكن أهل الحارة جميهم لم يصدقوا ، و قالوا أنكم أناس خلوقين و لا تستحقون ذلك
،و ماذا حدث مع طليقته بعدها ؟
سالي : أظنها لازالت بالسجن ، أتمنى أن ينفوها خاج البلاد أيضاً
الآنسة رسمية : و الأولاد ألا يذكرون أمهم و يتمنون رجوعها
سالي : يتمنون رجوعها ؟ لقد قضوا أصعب أوقات طفولتهم بدونها ، الآن بعد أن كبروا و صاروا شباباً ليسوا بحاجة لها
الآنسة رسمية : وولماذا حكمت بهذه المدة الطويلة ،
سالي : لقد حكمتها المحكمة بالشروع بالقتل ، واكتشفوا أيضاً أنها كانت تتعاطى مواد مخدرة
الآنسة رسمية : إذاً كانت تحت تأثير المخدرات ، أظن أن عليكم إعطائها فرصة اخرى ، فهي لم تكن في وعيها أثناء فعلتها .
يرن جرس الباب
سالي : أرجوك يا آنسة رسمية لاتفتحي هذا الموضوع أمام أخي ، لقد قضى وقتاً طويلاً حتى تجاوز هذه المرحلة
الآنسة رسمية : حسناً
تذهب سالي لتفتح الباب
سالي : أهلاً بك يا أخي العزيز ، دعنيىاحضنك لقد اشتقت إليك كثيراً
أيهم : هههههه تشتاقين لي و أنا أسكن بجوارك ، كيف إذا سكنت في دولة ثانية ؟
سالي :لاقدر الله يا أخي لاتقل ذلك
يدخل إلى الصالة
سالي أعرفك يا أيهم جارتي الآنسة رسمية
مرحبا أنا أيهم ( يمد يده للسلام عليها )
تمد يدها أيضاً و ينظرون في عيون بعض بتمعن
في هذه اللحظة ينسى أيهم كل مافعلته زوجته السابقة و كل حقده على النساء بسببها
الحبّ لا يتقن التّفكير ، و الأخطر أنّه لا يملك ذاكرة ، إنّه لا يستفيد من حماقاته السّابقة ، و لا من تلك الخيبات الصّغيرة التي صَنعت يوماً جرحه الكبير .
هنا يدخل زوج سالي : صباح الخير أهلاً بك آنسة رسمية
اهلاً بك أيهم
( يترك أيهم و الآنسة رسمية أيادي بعض )
أيهم : صباح النور
الآنسة رسمية : صباح النور
زوج سالي : اعذروني يجب أن اذهب للسوق سالي تحتاج أغراضاً للفطور ، لن أتأخر عليكم
الآنسة رسمية و أيهم :رافقتك السلامة أبا رضوان و
يخرج من المنزل
سالي : حسناً و أنا سأعد القهوة
تتركهم لوحدهم
يعاودون النظر في عيون بعض
الحبّ يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها ، و أمّا الرّجل فإنّه يقتحم قلبه دون استئذان .
هكذا دخلت الآنسة رسمية في قلب أيهم .
أيهم : كيف حالك آنسة رسمية
الآنسة رسمية : بخير الحمد لله ، و أنت كيف حالك و كيف حال أولادك
أيهم : الحمد لله الكل بخير
يريد ان يفتح معها موضوعاً ولكنه مرتبك
أيهم : سمعت أنك تعملين في المدرسة هذا جميل !
الآنسة رسمية : نعم صحيح
أيهم : هل لديك أولاد ؟
الآنسة رسمية : لا أنا لم أتزوج بعد
أيهم : غريب امرأة جميلة و مثقفة لماذا لم تتزوجي لهذا الوقت
الآنسة رسمية : بعد موت أبي و أمي ذهبت إلى مدرسة داخلية و بعدها ذهبت إلى الجامعة ، كنت أعمل و أدرس في نفس الوقت ،وهذا لم يترك عندي وقتاً للتفكير بنفسي
و بعد أن تخرجت عيينت في أكثر من قرية ولم اتعرف على أحد
في النهاية إنه النصيب و القدر
أيهم : صدقت إنه نصيب ، لا احد يعلم نصيبه
وكيف توفى والداك رحمهم الله ؟
الآنسة رسمية:لا أعلم ..
لا لقد كنت صغيرة جداً ،أظن أنني كنت بعمر السنتين،
ولكن جدتي التي ربتني كانت تقول لي أننا كنا عائدين من رحلة بحرية في منتصف الليل ، و تعرضنا لحادث ، إثر اصطدامنا بشاحنة كبيرة ، و لم ينجو أحد من هذا الحادث سوى أنا
و بعدها بسنتين توفيت جدتي بسبب نوبة قلبية
و وجدت نفسي اعيش وحيدة في دار الأيتام
لقد عشت سنين طويلة في دار الأيتام على أمل أن يأتي أحد من أقربائي ويسأل عني
ولكن لم ياتي أحد
أيهم : اعذريني إن كنت قد أيقظت فيك جرحاً قديم
الآنسة رسمية : لا لا تعتذر ، هذا الجرح لا يحتاج احد لأيقاظه ، إنه مستيقظ على الدوام .
هنا تدخل سالي و القهوة بيدها
اعذروني على التأخير ، لقد اعددت الطاولة و لم يبقى سوى أن يأتي ناصر و بيده الفول
الآنسة رسمية : كان علي ان أساعدك ، لماذا لم تندهي لي ؟
سالي : يا حبيبتي أنتي ضيفتي اليوم و يجب أن تكوني مرتاحة
ها هل تعرفتوا على بعض انتي و أيهم
أيهم : نعم ، لقد سررت جداً بمعرفتك آنسة رسمية
الآنسة رسمية : و أنا أيضاً سررت بمعرفتك
أيهم : أين أصبح لفطور ، أشعر انني جائع ههههه
سالي : كل شيء جاهز ، و لكننا ننتظر قدوم ناصر مع الفول ههههه
( هنا يفتح ناصر الباب )
سالي : ابن حلال ياعزيزي هههههه
أيهم : نعم اذكروا الذئب وهيئوا القضيب ههههههه
ناصر زوج سالي : و لماذا القضيب يا أيهم ، و الله إن الفول هذا كله من أجلك هههههه
يضحك الجميع ههههههه
سالي : تفضلي يا آنسة رسمية إلى الطاولة الفطور جاهز
سالي : تفضل يا أخي
تجلس الآنسة رسمية على الطاولة و تقول : لم يكن هنالك داعي لهذا العذاب كله
بصراحة جو العائلة هذا يشدني بقوة ، أدام الله لك هذه العائلة يا سيدة سالي
سالي : كلامك هذا يفرحني كثيراً يا آنسة رسمية ، و اشعر انك بقيتي جزء من هذه العائلة و كانني كنت أعرفك منذ زمن بعيد
( تنظر سالي إلى أخيها و زوجها و كأنها تقول لهم هذا الكلام يسهل علينا المهمة )
ينظرون لها ثم يضعون رأسهم في الطاولة
ناصر زوج سالي : أين تعملين آنسة رسمية ؟
الآنسة رسمية : أعمل في مدرسة علي بن أبي طالب
ناصر : ااه عرفتها إنها في وسط المدينة بجانب بناء البلدية
الآنسة رسمية : نعم صحيح ، بجانب البلدية
ناصر : ولكنها بعيدة عن حارتنا ، لماذا لم تستأجري بالقرب من المدرسة
الآنسة رسمية : إيجار البيوت في وسط المدينة باهظ الثمن ، و هذا لا يناسبني .
ناصر : نعم صدقتي هنالك فرق كبير بين الأيجار وسط المدينة و في حارتنا
أيهم : و كيف تذهبين إلى المدرسة كل يوم ؟
الآنسة رسمية : بصراحة أخرج من البيت في السادسة صباحاً و انتظر الباص في الموقف ، هنالك عذاب كبير و لكن علي التحمل إلى أن اشتري سيارة
سالي : هنالك مشقة كبيرة ، أكيد تعودي إلى المنزل في وقت متأخر و منهكة من التعب
الآنسة رسمية : لا عادي لقد تعودت ، هذه المشقة أرحم من أن أجلس وحيدة بدون عمل
أيهم : أنا أؤمن بأن العمل عبادة
و ذلك لأن العمل يعتبر المصنع الأساسي لإنتاج الإنسان و خروج قدراته ، فهو منبع احتياجاته و بنك الأموال اللازمة للصرف على أسرته . و هو أيضًا مصدر تكوين علاقات اجتماعية بين الأفراد و بعضهم ، و يجعل الفرد ذو مكانة مهمة في المجتمع ، فكل ذلك يحفز الفرد للعمل
الآنسة رسمية : صدقت ، هذا كلام جميل جداً !
هل تشجع عمل المرأة أستاذ أيهم ؟
أيهم : طبعاً ، أكيد
تلعب المرأة دور كبير في المجتمع
فهي في البداية تكون أم ، تتحمل كل المتاعب و الألم حتى تخرج لنا الرجل الذي يمثل نصف المجتمع ، وكذلك المرأة هي الزوجة التي تكمل النصف الآخر للرجل، وتساعده على إكمال مشوار الحياة ، و هي الإبنة التي تعتبر هي مصدر الحنان لدى الأب ، لهذا فلا استغناء عن المرأة في الحياة لأنها هي نصف المجتمع
الآنسة رسمية تتكلم في عقلها : ماهذا الوصف الرائع ،
يبدو أن الأستاذ أيهم رجل مثقف جداً
سالي : أين شردتي يا آنسة رسمية ، أخشى بأن يكون الطعام قد خيب أملك بنا
الآنسة رسمية : لااا بالعكس ، الأكل لذيذ حتى أنني كنت آكل بشراهة ،صحيح عندما يقولو أكل الجمعة ألذ
ههههه
سالي عليك بالعافية يا عزيزتي
سالي : صحيح متى ستبدأ العطلة الصيفية
الآنسة رسمية : لم يتبقى الكثير ، حوالي الشهرين
سالي : أكيد تتشوقين جداً لقدومها لتأخذين قسطاً من الراحة من الأولاد ومشاكل الأولاد
الآنسة رسمية : نعم ، ولكن انا أعمل أيضاً في الصيف
هنالك أولاد يفضل أهاليهم أن يقضوا عطلتهم في التعليم أيضاً
أيهم : تقصدين أنك تعطينهم دروساً تكثيفية في العطلة
الآنسة رسمية : نعم ، ليس الجميع بعض الأولاد ممن هم ينتمون إلى الطبقة المخملية ههههههه
بصراحة هم لا يحتاجون إلى هذه الدروس ، و أنا أخبرت أولياء أمورهم بهذا الشيء ، و لكنهم يصرون أن أعطيهم دروساً في منازلهم
سالي : عزيزتي من لديه نقود كثيرة تحيره ، يشتري الحمام و يطيره هههههههه
ناصر زوج سالي : هههههه صدقتي ياعزيزتي
أيهم : بصراحة أختي سالي مرجع للأمثال ،تعطيك المثل بوقته و بمكانه الصحيح ههههه
يضحك الجميع هههههههه
الآنسة رسمية : سلمت يداك سيدة سالي ، الأكل لذيذ جداً ،لقد شبعت
سالي : ولكن لم تأكلي شيء ،أرجوك لا تخجلي
الآنسة رسمية : صدقيني لم اخجل لقد شبعت حقاً،شكراً لك
سالي : بالصحة و العافية على قلبك .
أيهم : لقد شبعت ، سلمت يداك يا أختي
سالي : بالصحة و العافية يا أخي
ناصر : لقد شبعت سلمت يداك يا عزيزتي
سالي : بالصحة و العافية يا عزيزي
يقوم الجميع من خلف الطاولة
الآنسة رسمية : اعذروني علي الذهاب إلى المنزل
سالي : و لكن لم نراك جيداً ، ألن تحتسي الشاي معنا
الآنسة رسمية : لقد تأخرت صدقيني لقد سررت بدعوتكم
و معرفتكم شكراً لكم جميعاً
أيهم : حسناً دعيني أوصلك للبيت
الآنسة رسمية : ولكن لا أريد أن أعذبك ، سأذهب مشي
أيهم : ماذا تقولين سيارتي موجودة ، و تذهبين مشي
انتظريني قليلاً أرجوك
الآنسة رسمية : حسناً كما تشاء
يجلب أيهم اغراضه و يخرج مع الآنسة سالي
تنادي عليه أخته سالي : هل ستعود إلى هنا ؟
يرد أيهم : نعم أنا عائد لن أتأخر
سالي : حسناً رافقتكم السلامة
تدخل سالي و تغلق الباب
و تقول لزوجها : ها مارأيك ؟
ناصر زوج سالي : من الواضح أن السنارة قد غمست ههههه
سالي : نعم يبدو ذلك و إلا لماذا أصر على توصيلها
ناصر زوج سالي : اتمنى أن يقدم الله لهما الخير و يجعلهم من نصيب بعضهم
سالي : آمين يارب ، أتمنى ذلك
و في الطريق الآنسة رسمية و أيهم في السيارة
الآنسة رسمية : انعطف يميناً هنا لو سمحت
أيهم : حسناً
الآنسة رسمية : هنا خامس بيت على الجهة اليمينية
نعم هنا ، لقد وصلنا
أيهم : هذا البيت ؟
الآنسة رسمية : نعم هذا البيت ، شكراً لك
أيهم :لقد سررت بمعرفتك جداً ، أتمنى أن أراك مرة ثانية
الآنسة رسمية : تنظر إليه باستغراب ، و تشعر أن قلبها يخفق بشدة و تقول : إن إن إن شاء الله ، وداعاً .
تنزل من السيارة و تغلق الباب خلفها
تصل إلى باب منزلها و تعود لتلتفت إلى أيهم فتجده مازال ينظر إليها تبتسم ابتسامة خفيفة ثم تدخل للبيت و تغلق الباب
يعود أيهم في طريقه إلى بيت أخته ولكن عيون الآنسة رسمية لا تفارق خياله
تفتح له اخته الباب و تقول : أهلاً بالعريس
أيهم : بهذة السرعة أسميتني عريساً
كفي عن ذلك يا سالي
سالي : عريس و سيد العرسان
أيهم : لا تتسرعي يا سالي من الممكن ان لاتكون تفكر في هذا الموضوع
سالي : لا أعلم ، أشعر أن السعادة ستغمر قلبك مجدداً
أنت لم ترى عيناك كيف تغزل حلاوةً و أنت تنظر إليها
أيهم :هل كلمتيها في الموضوع
سالي : لا أردت أن تتعرفا على بعضكما أولاً
و غداً انشاء الله سأكلمها في الهاتف و افاتحها في الموضوع
أيهم : حسناً المهم أن لايعرف الأولاد شيئاً حتى نتأكد من موافقتها
سالي :ان شاء الله
إنه يوم الجمعة ، يوم عطلة الأولاد من الجامعة و الأب من العمل ،
تستيقظ سالي باكراً و تنهض من سريرها ، تركض نحو النوافذ تزيل الستائر و تفتح النوافذ لتدخل أشعة الشمس الرائعة إلى منزلها و تدخل معها طاقة إيجابية لكل أفراد الأسرة
كانت سالي تؤمن جداً بذلك
تصل إلى غرفة أبنائها و هي تدندن تزيح الستائر و تفتح النوافذ لتدخل الشمس و تضيء الغرفة
يستيقظ رضوان منزعج و يقول : أمي أرجوك إنه يوم العطلة لماذا تفتحي النوافذ أريد أن أنام أرجوك يا أمي
سالي أم رضوان : سوف يأتيني ضيوف مهمين و علي أن أغير أجواء البيت قبل وصولهم
و أنت ابقى نائم ماذا أفعل لك ؟
رضوان كيف أنام و الضوء يدخل في عيني يا أمي ؟
سالي أم رضوان : اخرس يا عزيزي و نم الآن هههههه
رضوان : حاضر يا أمي ، إنه حكم القوي
سالي أم رضوان : ههههههه
تدخل الحمام تستحم و تلبس فستاناً بسيطاً ، تجفف شعرها ، وتضع القليل من المساحيق التجميلية
يستيقظ ناصر زوج سالي وينظر إليها مندهشاً وكأنه يراها أول مرة و يقول : ماهذا الصباح الجميل ؟ !
عزيزتي من العروس أنت أم الآنسة رسمية
سالي : هل تتظارف ياعزيزي
سأبقى عروساً و جميلة حتى عندما أبلغ التسعين
هنا يرن جرس الباب
سالي : أنا سوف أفتح الباب ، إنها الآنسة رسمية أكيد
تفتح الباب
سالي : أهلاً بك آنسة رسمية لقد أنرتي بيتي الصغير
الآنسة رسمية : ما ينير هذا البيت هو وجودك فيه يا جارتي العزيزة ، أطال الله في عمرك
سالي تفضلي تفضلي ، أنا بانتظارك
تدخل الآنسة رسمية و تنظر إلى بيت سالي بتمعن
و تقول : ماشاء الله بيتك جميل جداً
تجلس سالي بجوار الآنسة رسمية و تقول :
أنا أحب بيتي جداً ، إنه من رائحة والداي ، لم أغير فيه كثيراً
أردت أن يبقى قدر المستطاع كما كان في عهد أمي وأبي
ففي كل زاوية و كل ركن من هذا البيت يوجد لي ذكريات مع أمي و أبي و أخي الوحيد أيهم
بالمناسبة أخي أيهم قادم لتناول الفطور معنا
أنا معتادة على مجيئه في هذا اليوم لأنه يوم عطلته أيضاً
الآنسة رسمية : و أين زوجك و أولادك ؟
سالي : زوجي يجهز نفسه للخروج ، يقوم بإحضار حاجيات المنزل في يوم عطلته
الآنسة رسمية : اطال الله في عمره
سالي : و رضوان نائم ، لاتوجد قوة تستطيع إيقاظه باكراً في يوم العطلة ،
الآنسة رسمية : عنده حق بصراحة هههههه
سالي:هههههه ، و زمردة بنوتتي الوحيدة صعدت إلى بيت خالها ، سوف تتناول الفطور مع اولاد خالها
الآنسة رسمية : جميل أن يسكن أخيك بجوارك ،
تشعرين أن لك سند في هذه الدنيا
سالي :صدقت يا آنسة رسمية ، هو ليس أخي ابن أمي وأبي ،هو روحي و أنا لا أستطيع الابتعاد عنه
ماذا اقول لك عن حبه وحنيته علي بالرغم من كل المصائب التي حدثت معنا لازلنا متعاضدين ومتساندين
الآنسة رسمية : نعم لقد سمعنا ، ولكن أهل الحارة جميهم لم يصدقوا ، و قالوا أنكم أناس خلوقين و لا تستحقون ذلك
،و ماذا حدث مع طليقته بعدها ؟
سالي : أظنها لازالت بالسجن ، أتمنى أن ينفوها خاج البلاد أيضاً
الآنسة رسمية : و الأولاد ألا يذكرون أمهم و يتمنون رجوعها
سالي : يتمنون رجوعها ؟ لقد قضوا أصعب أوقات طفولتهم بدونها ، الآن بعد أن كبروا و صاروا شباباً ليسوا بحاجة لها
الآنسة رسمية : وولماذا حكمت بهذه المدة الطويلة ،
سالي : لقد حكمتها المحكمة بالشروع بالقتل ، واكتشفوا أيضاً أنها كانت تتعاطى مواد مخدرة
الآنسة رسمية : إذاً كانت تحت تأثير المخدرات ، أظن أن عليكم إعطائها فرصة اخرى ، فهي لم تكن في وعيها أثناء فعلتها .
يرن جرس الباب
سالي : أرجوك يا آنسة رسمية لاتفتحي هذا الموضوع أمام أخي ، لقد قضى وقتاً طويلاً حتى تجاوز هذه المرحلة
الآنسة رسمية : حسناً
تذهب سالي لتفتح الباب
سالي : أهلاً بك يا أخي العزيز ، دعنيىاحضنك لقد اشتقت إليك كثيراً
أيهم : هههههه تشتاقين لي و أنا أسكن بجوارك ، كيف إذا سكنت في دولة ثانية ؟
سالي :لاقدر الله يا أخي لاتقل ذلك
يدخل إلى الصالة
سالي أعرفك يا أيهم جارتي الآنسة رسمية
مرحبا أنا أيهم ( يمد يده للسلام عليها )
تمد يدها أيضاً و ينظرون في عيون بعض بتمعن
في هذه اللحظة ينسى أيهم كل مافعلته زوجته السابقة و كل حقده على النساء بسببها
الحبّ لا يتقن التّفكير ، و الأخطر أنّه لا يملك ذاكرة ، إنّه لا يستفيد من حماقاته السّابقة ، و لا من تلك الخيبات الصّغيرة التي صَنعت يوماً جرحه الكبير .
هنا يدخل زوج سالي : صباح الخير أهلاً بك آنسة رسمية
اهلاً بك أيهم
( يترك أيهم و الآنسة رسمية أيادي بعض )
أيهم : صباح النور
الآنسة رسمية : صباح النور
زوج سالي : اعذروني يجب أن اذهب للسوق سالي تحتاج أغراضاً للفطور ، لن أتأخر عليكم
الآنسة رسمية و أيهم :رافقتك السلامة أبا رضوان و
يخرج من المنزل
سالي : حسناً و أنا سأعد القهوة
تتركهم لوحدهم
يعاودون النظر في عيون بعض
الحبّ يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها ، و أمّا الرّجل فإنّه يقتحم قلبه دون استئذان .
هكذا دخلت الآنسة رسمية في قلب أيهم .
أيهم : كيف حالك آنسة رسمية
الآنسة رسمية : بخير الحمد لله ، و أنت كيف حالك و كيف حال أولادك
أيهم : الحمد لله الكل بخير
يريد ان يفتح معها موضوعاً ولكنه مرتبك
أيهم : سمعت أنك تعملين في المدرسة هذا جميل !
الآنسة رسمية : نعم صحيح
أيهم : هل لديك أولاد ؟
الآنسة رسمية : لا أنا لم أتزوج بعد
أيهم : غريب امرأة جميلة و مثقفة لماذا لم تتزوجي لهذا الوقت
الآنسة رسمية : بعد موت أبي و أمي ذهبت إلى مدرسة داخلية و بعدها ذهبت إلى الجامعة ، كنت أعمل و أدرس في نفس الوقت ،وهذا لم يترك عندي وقتاً للتفكير بنفسي
و بعد أن تخرجت عيينت في أكثر من قرية ولم اتعرف على أحد
في النهاية إنه النصيب و القدر
أيهم : صدقت إنه نصيب ، لا احد يعلم نصيبه
وكيف توفى والداك رحمهم الله ؟
الآنسة رسمية:لا أعلم ..
لا لقد كنت صغيرة جداً ،أظن أنني كنت بعمر السنتين،
ولكن جدتي التي ربتني كانت تقول لي أننا كنا عائدين من رحلة بحرية في منتصف الليل ، و تعرضنا لحادث ، إثر اصطدامنا بشاحنة كبيرة ، و لم ينجو أحد من هذا الحادث سوى أنا
و بعدها بسنتين توفيت جدتي بسبب نوبة قلبية
و وجدت نفسي اعيش وحيدة في دار الأيتام
لقد عشت سنين طويلة في دار الأيتام على أمل أن يأتي أحد من أقربائي ويسأل عني
ولكن لم ياتي أحد
أيهم : اعذريني إن كنت قد أيقظت فيك جرحاً قديم
الآنسة رسمية : لا لا تعتذر ، هذا الجرح لا يحتاج احد لأيقاظه ، إنه مستيقظ على الدوام .
هنا تدخل سالي و القهوة بيدها
اعذروني على التأخير ، لقد اعددت الطاولة و لم يبقى سوى أن يأتي ناصر و بيده الفول
الآنسة رسمية : كان علي ان أساعدك ، لماذا لم تندهي لي ؟
سالي : يا حبيبتي أنتي ضيفتي اليوم و يجب أن تكوني مرتاحة
ها هل تعرفتوا على بعض انتي و أيهم
أيهم : نعم ، لقد سررت جداً بمعرفتك آنسة رسمية
الآنسة رسمية : و أنا أيضاً سررت بمعرفتك
أيهم : أين أصبح لفطور ، أشعر انني جائع ههههه
سالي : كل شيء جاهز ، و لكننا ننتظر قدوم ناصر مع الفول ههههه
( هنا يفتح ناصر الباب )
سالي : ابن حلال ياعزيزي هههههه
أيهم : نعم اذكروا الذئب وهيئوا القضيب ههههههه
ناصر زوج سالي : و لماذا القضيب يا أيهم ، و الله إن الفول هذا كله من أجلك هههههه
يضحك الجميع ههههههه
سالي : تفضلي يا آنسة رسمية إلى الطاولة الفطور جاهز
سالي : تفضل يا أخي
تجلس الآنسة رسمية على الطاولة و تقول : لم يكن هنالك داعي لهذا العذاب كله
بصراحة جو العائلة هذا يشدني بقوة ، أدام الله لك هذه العائلة يا سيدة سالي
سالي : كلامك هذا يفرحني كثيراً يا آنسة رسمية ، و اشعر انك بقيتي جزء من هذه العائلة و كانني كنت أعرفك منذ زمن بعيد
( تنظر سالي إلى أخيها و زوجها و كأنها تقول لهم هذا الكلام يسهل علينا المهمة )
ينظرون لها ثم يضعون رأسهم في الطاولة
ناصر زوج سالي : أين تعملين آنسة رسمية ؟
الآنسة رسمية : أعمل في مدرسة علي بن أبي طالب
ناصر : ااه عرفتها إنها في وسط المدينة بجانب بناء البلدية
الآنسة رسمية : نعم صحيح ، بجانب البلدية
ناصر : ولكنها بعيدة عن حارتنا ، لماذا لم تستأجري بالقرب من المدرسة
الآنسة رسمية : إيجار البيوت في وسط المدينة باهظ الثمن ، و هذا لا يناسبني .
ناصر : نعم صدقتي هنالك فرق كبير بين الأيجار وسط المدينة و في حارتنا
أيهم : و كيف تذهبين إلى المدرسة كل يوم ؟
الآنسة رسمية : بصراحة أخرج من البيت في السادسة صباحاً و انتظر الباص في الموقف ، هنالك عذاب كبير و لكن علي التحمل إلى أن اشتري سيارة
سالي : هنالك مشقة كبيرة ، أكيد تعودي إلى المنزل في وقت متأخر و منهكة من التعب
الآنسة رسمية : لا عادي لقد تعودت ، هذه المشقة أرحم من أن أجلس وحيدة بدون عمل
أيهم : أنا أؤمن بأن العمل عبادة
و ذلك لأن العمل يعتبر المصنع الأساسي لإنتاج الإنسان و خروج قدراته ، فهو منبع احتياجاته و بنك الأموال اللازمة للصرف على أسرته . و هو أيضًا مصدر تكوين علاقات اجتماعية بين الأفراد و بعضهم ، و يجعل الفرد ذو مكانة مهمة في المجتمع ، فكل ذلك يحفز الفرد للعمل
الآنسة رسمية : صدقت ، هذا كلام جميل جداً !
هل تشجع عمل المرأة أستاذ أيهم ؟
أيهم : طبعاً ، أكيد
تلعب المرأة دور كبير في المجتمع
فهي في البداية تكون أم ، تتحمل كل المتاعب و الألم حتى تخرج لنا الرجل الذي يمثل نصف المجتمع ، وكذلك المرأة هي الزوجة التي تكمل النصف الآخر للرجل، وتساعده على إكمال مشوار الحياة ، و هي الإبنة التي تعتبر هي مصدر الحنان لدى الأب ، لهذا فلا استغناء عن المرأة في الحياة لأنها هي نصف المجتمع
الآنسة رسمية تتكلم في عقلها : ماهذا الوصف الرائع ،
يبدو أن الأستاذ أيهم رجل مثقف جداً
سالي : أين شردتي يا آنسة رسمية ، أخشى بأن يكون الطعام قد خيب أملك بنا
الآنسة رسمية : لااا بالعكس ، الأكل لذيذ حتى أنني كنت آكل بشراهة ،صحيح عندما يقولو أكل الجمعة ألذ
ههههه
سالي عليك بالعافية يا عزيزتي
سالي : صحيح متى ستبدأ العطلة الصيفية
الآنسة رسمية : لم يتبقى الكثير ، حوالي الشهرين
سالي : أكيد تتشوقين جداً لقدومها لتأخذين قسطاً من الراحة من الأولاد ومشاكل الأولاد
الآنسة رسمية : نعم ، ولكن انا أعمل أيضاً في الصيف
هنالك أولاد يفضل أهاليهم أن يقضوا عطلتهم في التعليم أيضاً
أيهم : تقصدين أنك تعطينهم دروساً تكثيفية في العطلة
الآنسة رسمية : نعم ، ليس الجميع بعض الأولاد ممن هم ينتمون إلى الطبقة المخملية ههههههه
بصراحة هم لا يحتاجون إلى هذه الدروس ، و أنا أخبرت أولياء أمورهم بهذا الشيء ، و لكنهم يصرون أن أعطيهم دروساً في منازلهم
سالي : عزيزتي من لديه نقود كثيرة تحيره ، يشتري الحمام و يطيره هههههههه
ناصر زوج سالي : هههههه صدقتي ياعزيزتي
أيهم : بصراحة أختي سالي مرجع للأمثال ،تعطيك المثل بوقته و بمكانه الصحيح ههههه
يضحك الجميع هههههههه
الآنسة رسمية : سلمت يداك سيدة سالي ، الأكل لذيذ جداً ،لقد شبعت
سالي : ولكن لم تأكلي شيء ،أرجوك لا تخجلي
الآنسة رسمية : صدقيني لم اخجل لقد شبعت حقاً،شكراً لك
سالي : بالصحة و العافية على قلبك .
أيهم : لقد شبعت ، سلمت يداك يا أختي
سالي : بالصحة و العافية يا أخي
ناصر : لقد شبعت سلمت يداك يا عزيزتي
سالي : بالصحة و العافية يا عزيزي
يقوم الجميع من خلف الطاولة
الآنسة رسمية : اعذروني علي الذهاب إلى المنزل
سالي : و لكن لم نراك جيداً ، ألن تحتسي الشاي معنا
الآنسة رسمية : لقد تأخرت صدقيني لقد سررت بدعوتكم
و معرفتكم شكراً لكم جميعاً
أيهم : حسناً دعيني أوصلك للبيت
الآنسة رسمية : ولكن لا أريد أن أعذبك ، سأذهب مشي
أيهم : ماذا تقولين سيارتي موجودة ، و تذهبين مشي
انتظريني قليلاً أرجوك
الآنسة رسمية : حسناً كما تشاء
يجلب أيهم اغراضه و يخرج مع الآنسة سالي
تنادي عليه أخته سالي : هل ستعود إلى هنا ؟
يرد أيهم : نعم أنا عائد لن أتأخر
سالي : حسناً رافقتكم السلامة
تدخل سالي و تغلق الباب
و تقول لزوجها : ها مارأيك ؟
ناصر زوج سالي : من الواضح أن السنارة قد غمست ههههه
سالي : نعم يبدو ذلك و إلا لماذا أصر على توصيلها
ناصر زوج سالي : اتمنى أن يقدم الله لهما الخير و يجعلهم من نصيب بعضهم
سالي : آمين يارب ، أتمنى ذلك
و في الطريق الآنسة رسمية و أيهم في السيارة
الآنسة رسمية : انعطف يميناً هنا لو سمحت
أيهم : حسناً
الآنسة رسمية : هنا خامس بيت على الجهة اليمينية
نعم هنا ، لقد وصلنا
أيهم : هذا البيت ؟
الآنسة رسمية : نعم هذا البيت ، شكراً لك
أيهم :لقد سررت بمعرفتك جداً ، أتمنى أن أراك مرة ثانية
الآنسة رسمية : تنظر إليه باستغراب ، و تشعر أن قلبها يخفق بشدة و تقول : إن إن إن شاء الله ، وداعاً .
تنزل من السيارة و تغلق الباب خلفها
تصل إلى باب منزلها و تعود لتلتفت إلى أيهم فتجده مازال ينظر إليها تبتسم ابتسامة خفيفة ثم تدخل للبيت و تغلق الباب
يعود أيهم في طريقه إلى بيت أخته ولكن عيون الآنسة رسمية لا تفارق خياله
تفتح له اخته الباب و تقول : أهلاً بالعريس
أيهم : بهذة السرعة أسميتني عريساً
كفي عن ذلك يا سالي
سالي : عريس و سيد العرسان
أيهم : لا تتسرعي يا سالي من الممكن ان لاتكون تفكر في هذا الموضوع
سالي : لا أعلم ، أشعر أن السعادة ستغمر قلبك مجدداً
أنت لم ترى عيناك كيف تغزل حلاوةً و أنت تنظر إليها
أيهم :هل كلمتيها في الموضوع
سالي : لا أردت أن تتعرفا على بعضكما أولاً
و غداً انشاء الله سأكلمها في الهاتف و افاتحها في الموضوع
أيهم : حسناً المهم أن لايعرف الأولاد شيئاً حتى نتأكد من موافقتها
سالي :ان شاء الله