الحلقةالثانيه

مهمة صحفية
الحلقة الثانية
وبعد الغداء ذهبت هي ووالدتها لزياره جارتهم سوزان، فوجدو عندها اثنين من اصدقاءها، وكانتا يعرفانهم فدخلا سلما عليهم وجلسا معهم
سوزان وهي تبكي: ابني راح تعبي ضاع عمري راح علي الفاضي، قلبي وجعني قوي خايفه اكون أنا اللي ضعيته بحرى ورى المنصب، خايفه يكون ابوه كان عنده حق وأكون ضيعت عمري على سراب.
احدى السيدات ببكاء شديد ( مريم) وحسره: وضيع ابني جمبه مشيت وراكي، قعدت اقول مستقبلي ومنصبي والنتيجه، طول النهار بره البيت ومبقتش عارفه حاجه عن بيتي ولا عيالي، اروح فين واجي منين وابوه سابلي البيت وقالي انت ام فاشله، اه ياني بقيت صاحبة منصب وفلوس وخسرت كل حاجه .
انهمرت الدموع من عيون زينب قائله: معلش يا حبيبتى اكيد ربنا عنده الفرج، هو المحامي مقلكوش حاجه تطمكنم؟
زفرت سوزان ببكاء وحسره: قال موقفهم متنيل ممسوكين متلبسين، وكل الي نقدر نعمله ان احنا نخفف الحكم شويه، بحكم ان سنهم صغير.
السيده الاخرى(رباب) وهي تبكي: حتي صحابي الصحفين كلهم اتخلو عني، وقالو ما نقدرش نعملك حاجه، وانا اللي كنت باخد من وقت بيتي واساعدهم، و لما جوزي قالي اقعدي بيتك أولى رفضت وقولت عايز يضيع مستقبلي، ويخليني خدامه له ولعياله ادي الواد الكبير ضاع، والباقي معرفش عنهم حاجه وابوهم راح لمراته التانيه ومش عارفه اعمل ايه ولا الحق مين؟!
تنهدت زينب بألم وحسره: معلش قدر الله وماشاء فعل، مش وقت ندم دلوقتي حاولوا تشوفوا حا لهم، وأن شاء الله كل شيئ يتصلح.
رباب ببكاء: وهيتصلح ازى العيال ضاعت خلاص.
مريم بعديد: هنصلح ايه ولا أيه القضيه ولا الادمان، ما خلاص مستقبلهم ضاع.
سوزان متحسره: اه يانى عمري كله راح خسرت كل شيئ لا منصب نفعني ولا فلوسي نفعتني أدي اللى اخدته، وأبوه كل اللى عليه انتِ السبب انتِ اللى ضيعتيه اه قلبي وجعني مش عارفه افكر ولا عارفه اعمل ايه؟!
تنهدت فاتن ببكاء: معلش يا طنط اهدي واكيد ربنا عنده حل.
مسحت زينب دموعها قائله: اسمعي انتي وهي ده مش وقت بكا وعديد، اللي حصل حصل ولازم تحمدو ربنا انها جت على قد كده، ولادكم لسه سنهم صغير، والمحامي قال هيحاول يخفف عنهم الحكم، كل اللي لازم تفكروا فيه دلوقتي، ازى تنقذو اللى باقى من مستقبلهم، ولازم تشوفوا طريقه تعلجوهم بيها، وكل واحده تحاول تصلح اخطأه ومتسبش الباقي يضيع .
هزت رباب راسها بالموافقه وهي تحاول ان تتوقف عن البكاء: كلامك صح يا زينب احنا لازم نصلح الباقي منفضلش ساكتين .
اخذت مريم نفس وزفرته: احنا لازم نفكر صح ونصلح اخطأنا تسلمي يا زينب طول عمرك صاحبه جدعه
سوزان بحسىره وهي تبكي: ايوه فعلا يا زينب عندك حق، انت الوحيده اللي فضلت بيتها على شغلها كلنا كنا بنقول عليكِ عبيطه وهتندمي، بس الحقيقه احنا اللى طلعنا عبط وندمنا بس بعد ما خلاص مبقاش ينفع الندم .
اومأت زينب بالرفض: لاء الندم اول الرجوع للحق، وطلما عرفتي غلطتك يبقا هتصلحيها، وبعدين يا ستي ما كلنا بنغلط هو فى حد معصوم، المهم انكوا رجعتوا خلاص.
مسحت سوزان دموعها وتنهدت: معاكِ حق احنا هنسعى والباقي على الله.
اومأت مريم بالموافقه: وزى ما قولتي الحمد لله العيال لسه صغيرين ودي هتبقا اول سبقه يعني مش هتتكب فى الفيش.
زفرت رباب بألم: اهو يبقا درس لهم عمرهم ما يتسوا، ولا احنا كمان هننساه .
اومأ جمبعهن بالموافقه ظلت زينب وفاتن معهم لبعض الوقت وعادتا الى المنزل،
جلست فاتن تفكر في كل ما دار وما حدث، وتسال نفسها السؤال الذى سألها لها والدها، ماهي حقوق المرأه؟ وهل من نادوا بها كانوا يعرفونها حقاً، وهل ما اخذته هي حقوقها أم انهم اضافوا لها اعباء جديده، بل وغيروا مفاهيمها قالوا تتساوا مع الرجل، اصبحت مديره ووزيره وعالمه ونسيت امومتها، تركت دورها الحقيقي فى المجتمع، الدور الذي لا يمكن ان يقوم به غيرها، لتقم بدور يمكن لأي شخص غيرها أن يقوم به، فأضاعت جيل بأكمله اصبح تائه لا يعرف أى الطُرق يسلك، فصقط الكثير منهم في بئرًا سحيق، وبات مجتمعنا مليئ باشباه الرجال والذين هم اقرب للخنازير، وامتلاءت دروبنا بفتياتً اشبه بالرجال، وكأننا نعيش فى عالم من المسوخ، فهل هذه حقًا هي حقوق المرأه؟
ابتسمت فاتن قائلة بنظرة تمتلاء بالاصرار: كده خلاص لقيت الموضوع اللى هكتب عنه، بس لازم اوضح حقوقها الحقيقه اللي اخدوها منها، والحقوق اللى والوعود اللي ضحكوا عليها بيهم .
واذا بصوت ضحكات والدها يأتي من خلفها ممازحا لها: يظهر ان الصحافه كلت دماغك واقفه تكلمي نفسك .
التفت اليه ضاحكه: اعمل أيه بقا يا سي بابا بفكر فى أجابة سؤالك .
امسك ذقنه: وياترى لقيتي الاجابه على كده؟
زمتت شفتيها وهزت رأسها: مش بالظبط بس فهمت انهم لما حرروها ظلموها عشان يريحوا نفسهم .
اومأ محسن بالموافقه: مش بس كده لاء؛ كمان عشان يبقا سهل عليهم الوصول ليها، يعني الصح انهم يقولوا حرية الوصول للمرأه مش تحريرها.
فكرت فاتن: يعنى تحرير المرأه والشعرات الرنانه اللي صدعونا بيها كلها كانت لمصلحتهم .
اخذ محسن نفس وزفره: الاسلام اده المراه حقوقها كامله وهو اللى كرمها، شوفي كام حديث للنبي عليه الصلاة والسلام، بيوصي فيه بالنساء واختص الام بحاجات مدهاش لأي حد، علاها عن الاب لما اوصي بها ثلاث مرات والاب مره واحده، وهتلاقي احديث عن ده، غير كده كمان ان الست فى الاسلام لها ذمه ماليه خاصه، ولو عندها فلوس الدنيا كلها هو مسؤل يصرف عنها ويكفيها من كله ويحاسب على تقصيره فى حقها .
ابتسمت فاتن: يعنى هما لما تهموا الاسلام انه اهان المراه افتروا عليه .
ابتسم محسن: بالظبط لما بعض الرجاله تكاسلوا عن اداء واجبهم صح، بدل ما يعترفوا بغلتطتهم دوروا على اي حاجه يعلقوا عليها غلطتهم، وطبعا اعدأ الاسلام اخدوها فرصه وشوهوا بيها الاسلام .
فكرت فاتن: كلامك صح بس فى احكام فى الاسلام ادت الراجل حقوق اكبر من المرأه، زى الميراث مثلا .
اومأ محسن بالموافقه: اولا ده مش صح لان احكام الموريث كتير قوى ومش ده موضوعنا، لكن هجبلك النقطه اللى كتير بيتكلموا عليها للذكر مثل حظ الانثيين، يعنى دلوقتى اب مات وساب ولاد وبنات مين اللى هيبقا مسؤل مكان الاب .
تفاجأت بالسؤال واجابت: الابن الاكبر طبعا ده العادى .
رفع محسن حاجبيه وهز راسه قائلا: تمام يعنى هي هتاخد فلوسها تحتطهم فى البنك لجهازها، وهو هياخد فلوسها يصرف عليهم منها وكمان لما تيجي تتجوز واجب عليها يساعدها، يبقا الاسلام لما اداله الزياده عشان كده، يعنى لما يديها حاجه هتبقا من فلوس ابوه مش من فلوسه، وقيسي على كده كل الامور المشابه .
نظرت اليه منبهره: يعني حتى النقطه اللي اخدوها على الاسلام كان اصلا لصالحه مش ضدده، (بحماس) بس تعرف يا بابا أنا كده لو كتبت المقال عن الموضوع ده وبالطريقه دي كأني هفجر كمبله .
ضحك محسن: يعني بلغة الصحافه سبق صحفي .
ضحكت هي الاخرى: حبيبى يا بابا اهو هو ده السبق الصح .
ربت محسن على كتفها: ربنا يوفقك وتحقيقي كل ما تتمني .
تنهدت : اللهم امين .
تركها والدها وذهب جلست هي على مكتبها، وامسكت ورقه وقلم وبدأت تفكر من اين تبدأ، راجعت كل ما حدث في هذا اليوم تنهدت قائله: العنوان هيكون حقوق المرأه بس أيه هي وتعريفها الصح هو ده اللى هكتبه .
.............
ضحك حاتم قائلا: يخيبك يا أخي أنت بتتخض من الهوي ههههههههه
نظر اليه فادي لاهثا وضع يده على صدره قائلا: حرام عليك يا أخي هتجبلي صرع مش تزمر ولا تعمل أي صوت.
زاد حاتم فى الضحك: طب اقعد هنا علي ما اجيب الاكل، ولا اقولك تعالي معيا عشان ماتخضش كل شويه .
فدخلا معا المطبخ واحضرا الطعام ووضعاه علي الطاوله وجلسا يتناولاه
نظر اليه حاتم: قولي بقا عملت ايه في موضوع الشغل؟
تردد فادي: روحت قادمت في الجريده بس عايزين مني سبق صحفي عشان اخدها.
حاتم مستفهما: يعني هتقدم السبق وتتعين؟
أومأفادي رافضا: لاء هي زي مسابقه والي هيقدم احسن سبق، هو الي هياخد الوظيفه.
فكر حاتم: ها وانت قررت تكتب عن ايه؟
رفع فادي كاتفيه وانزلهم: لسه مش عارف، فكرت اكتب عن الجرايم بس انت عارف اخوك جبان.
ضحك حاتم : اه منا عارف .
زفر فادي عابسا: ما أنت السبب من الرعب إلي معيشني فيه، ده كفيا اوضتك الي عمله زي بيت الاشباح دي.
نظر اليه حاتم مطمأًن: يا عم أنا وعدتك إني مش هاخضك تاني خلاص، وأنا عمري ما بخلف وعدي وأنت عارفني كويس.
فكر فادي مترددا: بصراحه اه عمرك ما خلفت وعدك .
واكملا تناول الطعام
فكر حاتم قائلا: اسمع يا ض أنا جتلي فكره كويسه.
ففزع فادي وانتفض مكانه: أيه ده أنت مش قولت مش هتخضني تاني أيه الحركات دي بقا؟!
هز حاتم رأسه ضاحكا: ايه ياض ده كتك خيبه هو انا كل ما هقول كلمه هتتخض امسك نفسك شويه اجمد كده .
فادي عابسا: خلاص ياعم كفيا ضحك وتريقه.
تنحنح حاتم قائلا : خلاص ياعم هتنحنح قبل ما أتكلم مادمت بتتخض من الهوى، أسمع عندي لك فكره حلوه جدا،ايه رايك تعمل موضوع عن الدجل والشعوذه؟
فزع فادي وجحظت عيناه: يعني انا بخاف من الهوى وانت جاي تقولي عفاريت انت بتهرج صح .
ضحك حاتم قائلا: عفاريت ايه يا ابني انت بقولك دجل وشعوذه نصابين يعني .
هز فادي رأسه رافضا وتعبير وجهه تمتلاء بالفزع: ما هم برضو بيخوفو ياعم .
تأفف حاتم: بقولك ايه انشف شويه وأنا هفهمك، في منهم كتير بيجيبو للي زينا عشان يعملو لهم المؤثرات في المكان، عشان يخوفو الهبل الي ذيك.
فكر فادي وتردد: تصدق هي فكره يلا اجرب بس هتخدني معاك بصفة ايه؟
حاتم ببعض التفكير: هقول انك المساعد بتاعي بسيطه يعنى متقلقش.
فادي متعجبا: انما انت مش قولت انك مش بتعمل شغل للناس دي؟
اومأ حاتم قائلا: ايوه فعلا بستحرم بس الواد هشام صاحبي هو الي بيروح لهم، وطلب مني اساعده وبعد محايله وافقت، عاوزني ابصله علي المكان واديله افكار، وأنا ماكنتش هروح اصلا، بس عشان خاطرك هاروح اوريك ايه الخدع بتاعتهم، وأنت بقا باسلوبك الحلو تكتب، وإن شاء الله ربنا يكرمك وتكسب الوظيفه
تردد فادي وزفر قائلا: طب انت هتروح امتى؟
حاتم : بعد الاكل علي طول .
فزع فادي امتلاء وجه بعلامات الفزع: دلوقتي دلوقتي؟ طب ما تخليها بكره ولا بعده؟
رمقه حاتم بنظره محفزه: انت هتفضل خايب كده لحد امتى؟ اتشجع وخد قرار وبعدين في حموتها كده احسن خلص بقا ومتتعبنيش .
نظر اليه مترددا اخذ نفس وزفره: أمري لله ربنا يستر بقا وتعدي على خير .
تحياتى / هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي