الحلقة الرابعة

مهمه صحفيه
الحلقه الرابعه
ابتسمت فاتن: انا صحفيه وعايزه اكتب عن المرأه، وقولت اكتر مكان اشوف فيه قد ايه المرأه مظلومه هو في محكمة الاسره.
زفرت السيده: المرأه هي فين المراه؟! ولا حقوق المرأه اللي دوشونا بيها، ده من يوم ما قالوا الكلام ده وهي المرأه متمرمطه جوا البيت وبرا البيت، وياريت حد حاسس بيها الا كل راجل شايف انه محصلش، ولازم الست تبقي مطبعة فلوس، وكمان تبقي جاريه له ولعياله ولاهله لو لزم الامر، وإن اتكلمت تاخد بالجزمه وممكن تترمي في الشارع، زي كتير من الي شيفاهم دول، كل واحده فيهم شيلا مرار الدنيا، الي جوزها عايز يحرمها من عيالها؛ عشان بعد ما طلقها لقيت راجل بجد ورضي يتجوزها ويدواي جرحها، والي جوزها رمها بعيالها وسابها تتمرمط هنا وهناك عشان تصرف عليهم، وهو عايش لنفسه وبس، ده غير العقوق الي رمي امه بعد ما شافت الغلب عشانه، ومش عايز حتي يزورها ولا يسال عنها، وحاجات من ديه كتير، يعني لو هتتكلمي عن المرأه اتكلمي عن الظلم الي وقع عليها، من ساعة ما ضحكو عليها باسم الحريه، وحطوها في وسط النار وبقا كلو يحط عليها،
وبقا الطمع والظلم فيها من كل ناحيه، ولو سالتي كل واحده من دول هتدعي علي قاسم امين، واليوم الي طلع علينا فيه بتحرير المرأه، ولا هو حررها ولا نيله ده اخد حقوقنا وظلمونا معاهم، وخسرنا كل حاجه يا ريتنا فضلنا زي زمان، وفهمو الرجاله ان الست لها حقوق ادها لها الشرع، ولازم كل راجل يتقي الله في اهل بيته، وسيبيني في حالي وابعدي عني كفايا اللي بيا .
ابتعدت عنها فاتن وهى تشعر بالحزن عليها، فيبدو من طريقة حديثها انها امراه متعلمه ومثقفه، لكن ما عانت منه جعلها تمتلاء بالغضب من المجتمع، نظرت على باقى السيدات ورأت على وجوههم كم من الحزن والغضب تجعلها تخاف من الاقتراب منهم،
وخرجت وهي موقنه من داخلها ان من حررو المرأه هم من ظلموها، وانها كانت مجرد كلمات رنانه واضاعت حقوقها الحقيقية، وتسببت في ضياع الاسره والمجتمع كله، واثناء ما هي تسير اذا بجارتها نهي المحاميه تدخل الي المحكمه، لعت الفكره فى رأس فاتن فمأكد انها قد تساعدها فأقتربت منها قائله: نهي ازيك عامله ايه؟
نظرت اليها نهي بتعجب: ازيك انت يا فاتن ايه الي جايبك هنا؟!
زمتت فاتن شفتيها: بعمل موضوع صحفي وقولت اجمع معلومات عنه.
عقدت نهي حاجبيها: موضوع ايه ده؟
ترددت فاتن: موضوع عن حقوق المرأه .
نهي بسخريه: ومال حقوق المرأه ومال محكمة الاسره؟ دا هنا مكان ضياع حقوق المرأه.
ابتسمت فاتن: بالظبط ماهو ده الي عايزه اقوله، انهم لما نادو بتحرير المرأه ظلموها مش نصفوها .
اومأت نهي بالموافقه: اه والله عندك حق. دا انا من ساعة ما اشتغلت هنا وانا بشوف بلاوي، وحاجات غريبه بس تعرفي اغرب معلومه سمعتها، ان بعد قاسم امين ما نادي بتحرير المرأه خرجت صفيه زغلول وهدي شعراوي، وعملو مظاهره ضد الانجليز وخلعو الحجاب، وعشان كده سمو ميدان التحرير بالاسم ده .
فاتن مستنكره: تقصدي انهم سمو ميدان التحرير بالاسم ده عشان مجموعه من الستات خلعو فيه الحجاب طب وده ايه علاقتو بالانجليز؟
نهي ساخره: ال يعني ان الحجاب هو الي كان مانعهم من المقاومه ضد الانجليز.
اومأت فاتن بحزن: فعلا في حاجات كتير الواحد بيكتشفها، وانا هكتب الكلام ده في المقال بتاعي، وان شاء الله لو ربنا كرمني واشتغلت صحفيه، هتكلم عن كل الحاجات دي، وهقول ان عمر حرية المرأه ما كانت في التبرج والسفور، حرية المرأه موجوده اصلا بس احنا الي مش شايفنها ومش عارفين نوصل لها ازاي
ابتسم نهي وهزت رأسها مأكده: صح عندك حق.
هزت فاتن رأسها: عارفه اكتر حاجه استغربتها كمان لما عرفت ايه هو تبرج الجاهليه الاولى، الي نهانا عنه القران .
اندهشت نهي قائله: هي ليها معني غير البس العريان والمجسم .
ابتسمت فاتن بسخريه: تخيلي تبرج الجاهليه الاولى كان ان الواحده تطلع خصله من شعرها عشان تبين انه ناعم، وتشمر الكم عشان تبين الذهب بتعها، وتفتح اول زورارين في العبايه من فوق عشان تبين انها بيضا، يعني مكنش عندهم لقصير ولا عريان ولا محزق، اللبس العريان ده للجواري بس اما الحره لا يمكن تلبس عريان .
ضحكت نهى: يعني احنا تفوقنا علي تبرج الجاهلية الاولى.
ضحكت فاتن:بس عارفه ايه التشابه بين زمان ودلوقتي؛ زمان كانو بيبيعو البنات ويتاجرو بيهم، ودلوقتي بيستعملو البنات في الاعلان عشان يسوقو بيهم،
اللهم ردنا اليك ردا جميلا
تنهدت نهى: اللهم امين عندك حق ( نظرت بساعتها) معلش هسيبك عندي جلسه .
اومأت فاتن لها بالموافقه والقت نظره على المكان وتنهدت تنهيده قويه بحزن وألم وحسره .
............
فامسك نفسه عن الضحك كي لا يغضب منه عم مجاهد فجبخ من ذراعه وهزه قائلا: يلا بينا ندخل نشوف شغلنا واجمد كده بلاش فضايح .
ابتلع فادي ريقه بصعوبه قائلا برعب: انا مالي انا يا عم ومال الرعب ده، دا الراجل شكله لوحده يرعب اكتر من العفريت، وتقولي مفيش عفاريت ماهو مش محتاج.
حاتم وهو يخفي ضحكته التي كادت تخرج منه: واطي صوتك ليسمعك وده مش بيتفاهم، بص انا وهشام هندخل نشوف المكان جوه، خليك انت هنا واجمع معلومات.
امسك فادي ذراعه مرتعدا وهو يتوسل اليه: لاء بقولك ايه معلومات ايه وزفت ايه؟انا هدخل معاكو واجمع معلومات من جوه، انت عايز تسبني هنا لوحدي ده انا اخوك ياعم .
وضع حاتم يده على وجهه ليداري ضحكته: خلاص يا عم ماتفضحناش تعالي انا هجمعلك المعلومات، دي مصيبة ايه اللي جبتها لنفسي دي .
دخلوا الي الداخل وكان المكان من الداخل مرعب اكثر من الخارج، وكان فادي مرعوب الي حد ان حاتم يجره جرا، وكان بالداخل بعض الرجال ممن يعملون مع عم مجاهد ولكن شكلهم عادي، فمال حاتم علي فادي قائلا بصوت خفيض: اسمع الناس دي شغالين معه، روح لهم وارغي معاهم وافهم منه الي محتاجه للسبق بتاعك دول شكلهم عادي.
فادي وهو يرتعد: بس انا مرعوب من المكان ومش قادر احرك رجليا اصلا.
زفر حاتم عابسا: بقولك ايه ده شغلك ولازم تتحرك، وكمان الراجل هيبقا مشغول معنا مش هياخد باله منك، يايلا متضيعش الفرصه منك عشان حاجات تفه.
ابتلع فادي ريقه واخذ نفس وزفره عدة مرات وشجع نفسه: خلاص ماشي هتحرك اهو متقلقش انا خلاص مبقتش اخاف.
ترك فادي يد حاتم وتحرك بخطواط بطيئه حتي وصل الي الرجال الاخرين شد ظهره وتصنع عدم الخوف قائلا: اذيكو يا شباب؟
فنظرا اليه باستغراب وقال احدهم: انت مين وعايز ايه؟
تردد فادي وقال ببعض التوتر وتلجلج: انا انا انا زميل الي جاين يعمل لكم الشغل هنا واشار علي اخوه وهشام
احد الرجال متعجبا: اه طب وعايز منا ايه؟
تنحنح فادي: عايز اعرف انتو بتعملو ايه عشان تقنعو الناس بالشيخ بتاعكوا، وازى الناس بتصدق ان الحاجات دي حقيقيه مش بلاستك؟
احد الرجال في حده: وانت مالك انت؟
خاف فادي من اسلوبه وفكر قليلا قائلا: اصل انا ليا واحد صاحبي عنده مشكله، وكنت عايز اقنعه يجي للشيخ بتاعكوا، وبعدين خايف لحسن ميصدقش .
نظر اليه الرجل بعبوس: اه ان كان كده ماشي، بص الشيخ بتاعنا راجل بتاع ربنا، وكمان واصل قوي وبيعرف يحل كل المشاكل، قول لنا بس انت اسمه وايه مشكلته ومتخفش عليه.
تعجب فادي: يا سلام لما الشيخ بتاعك واصل هقولكو انا ليه؟! مش المفروض يعرف لوحده؟
احد الرجال وقد تمعر وجهه: خلاص ياعم انت حر متوجعش دمغنا بقا.
ابتعد عنهم فادي وظل ينظر عليهم ويسمع مايقولون دون ان يلاحظاه
احد الرجال: بصو بقا هاتو كده كام واحده يقعدو وسط الزباين تعرف منهم كل المعلومات، وتقولها للمساعده بتاعت الشيخ عشان لما الشخص يدخل يلاقي الشيخ عارف كل حاجه فينبهر بيه .
رجل اخر: وانا هكون جوا عشان بعرف اغير نبرة صوتي، بعمل اصوات شبه صوت العفاريت،اضحك بيها علي الناس واخليهم يصدقو ان الشيخ واصل وبيكلم الجن.
رجل اخر: وانا بقا هأمن لكو المكان عشان لو جه بوليس او صحافه اعمل اللازم .
رجل اخر : وانا هكون جوا احرك العضم وأشغل مكنة الدخان، واحرك شويه الحاجات الي هيعملوها الناس الي جوا دول .
بعد ان سمعهم فادي فكر ان يتشجع ويدخل الي الداخل، ليري الديكورات والاشياء التي قامو به للرجل، ولكن خوفه منعه وفكر ان يسال اخوه اسهل من ذلك، وظل ينظر هنا وهناك ويتابع ما يحدث حتي خرج اخوه وهشام من الداخل
اشار حاتم لفادي: يلا بينا يا فادي هشام هيوصلنا ويرجع يكمل هو شغله .
خرجو جميعا معا وركبو سيارة هشام وتحركت السياره
ابتسم هشام قائلا:متشكر لك يا حاتم علي الافكار استفدت منها كتير.
عبس حاتم: العفو ياعم بس اعمل حسابك دي اول واخر مره، انت عارف انا مليش في الشغل ده.
وظلو يتحدثون عن بعض الاشياء في عملهم، وظل فادي صامت طوال الوقت يفكر في شكل السبق الذي سيكتبه، حتي وصلو الي المنزل نزلا الاثنان وصعدا الي منزلهم، بعد ان شكرا هشام علي التوصيل، بعد ان دخلا نظر حاتم لفادي قائلا: ها عرفت تجمع الي عايزه من معلومات؟
اومأ فادي بالوافقه: اه بس عايز اسالك هو ايه الحاجات الي عملتوها له جوى؟
زفر حاتم: شوف يا سيدي بنعمل اضأه بتتغير بكذا لون، ودخان وحاجات زي الي عندي هنا في اوضتي .
فادي مازحا: تقصد بيت الرعب بتاعك بس الناس بتصدقهم ازي؟
اخذ حاتم نفس وزفره: بص كل الي زي دول بيعتمد علي جهل الناس بالدين، وبيلعب بيهم الحاجات الي احنا بنعملها، ممكن اي حد يشغل دماغه يفهامها، بس كل واحد بيرحولو بيكون مهيأ نفسه انه رايح لشيخ، وانه هو ده الي هيعلجه، وفي منهم بيكون ياس وبيمشي في اي سكه ورا اي امل حتي لو كان وهم .
اومأ فادي عابسا: عارف اكتر حاجه مضيقاني في الموضوع ده؟ ان ممكن يتسبب في دمار اسر وشباب وبنات، وسعات بيتسبب في موت ناس كمان.
زفر حاتم حزينا: عندك حق بس الي يروح لهم هو الي غلطان، عشان هو بيروح وهو عارف انه هيغضب ربنا، ومع ذلك بيروح ومفيش حاجه تغضب ربنا، ويجي من وراها خير ابدا،وانت هتاخد اجر علي المقال ده .
ابتسم فادي: عارف بس عندي مشكله ومش عارف اعمل ايه؟
حاتم متعجبا: مشكله ايه دي ان شاء الله؟
فادي بذعر: عشان الموضوع يبقا كامل لازم اروح لكذا واحد من الدجالين، مش بس كده وادخل عنده كمان انت متخيل؟
تعالت ضحكات حاتم: خلاص ايه رايك انا هاسعدك واجي معاك، وكمان انا عايزك تواجه خوفك عشان تبطل جبن.
تحياتى/هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي