حكاية حياة

برنسيسة`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-04-28ضع على الرف
  • 21.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

"مع بدء اول يوم دراسة ستبدأ حياة جديدة "هكذا كانت الكلمات التى تنطق بها حياة حيث كانت مع بدء العام الدراسى تغمرها الفرحة ....حياة فتاة جميلة تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً ‚ هى فتاة ذات اخلاق مرموقة ووجه بشوش ‚
عند بدء أول يوم دراسى تءهب حياة إلي الجامعة بعد دعاء والديها لها وتقف حياة بعقل ٍشارد اخيرا ....اخيرا دخلت كلية طب اللى كان نفسى فيها ....الحمد لله يارب ...وبينما حياة تفكر ‚تحس بأحد يضع يده على كتفها ...
لتلتفت خلفها فتجد صديقتها سارة صديقة طفولتها وجارتها واقرب الاصدقاء إلى حياة ..
حياة بصوت عالٍ وفّرِح:

-هاااايييي يا حياة دخلنا طب.
هكذا تحدثت صديقتها سارة بفرحة.
=الحمد لله يا سارة انا من كتر الفرحة مش مصدقة نفسى
ههههه اقرصك يعنى علشان تصدقى.

فترد سارة بكل حماس قائلة :طب تعالى ندخل نشوف جدول المحاضرات.
=يلا بينا.
فى اثناء ذهابهم إلى مدخل الكلية ...تلتقى حياة صدفةً ب ابنة صديقة والدتها التى تُدعى "منة" فيبادروا السلام والتحيات وفى هذه اللحظة اتى شاب وسيم ذو قامة طويلة ليخطف قلب حياة بشكله الجميل ليقول بصوت هادى :يلا يا حبيبتى جبتلك شيكولاتاتك وكل حاجاتك اللى زى بتاعت العيال الصغيرة ما انا عارف هيافتك فعملت حسابى ههههه.
منة بزعل :لازم تكسفنى يعنى قدام اصحابى.
=خلاص متزعليش يلا شوفى صخباتك خليكم مع بعض براحتكم سلام.


‏حياة بنظرات تلقيها على الشاب وهو يسير على أرض الجامعة وتميل على أُذن منة قائلة لها بصوت منخفض :مين دا ؟!
‏فتجيب منة بابتسامة رقيقة دا اخويا توأمى .
‏=كنت اسمع منكم ان ليكى اخ توام بس عمرى ما شفته ...وكمان انتوا مش شبه بعض انتوا توأم "غير متماثل"
‏خلاص يا ستى اديكى شوفتيه .
‏طيب يا منة احنا داخلين الكلية....عايزة حاجة؟.
‏=لا يا قلبى سلام.
‏سلام.
‏حياة وهى فى استراحة الكلية بإستغراب تتحث إلى سارة :إيه يا بنتى تتحسدى يعنى ما نطقتيش ولا كلمة ؟!!.
‏اصل بصراحة يا حياة الولد أخوها شكله حلو اوى كنت سرحانة فيه.
‏حياة بعصبية :ايه اللى بتقوليه دا ....ثم قامت بضرب سارة على كتفها.
‏اه يا حياة وجعتينى انتى متضايقه ليه؟!
‏شكله عجبك .
‏=لمى نفسك يا سارة .
‏خلاص يا ستى ماشى ادينى سكتت اهو .
‏=طب يلا بقا نشوف دراستنا علشان ميعاد المحاضرة جاء .


‏طب استنى آكل كمان جعانة موووووت.
‏=يا بنتى انتى كل همك على بطنك والأكل ....قومى خلصى .
‏سارة بزعل غير كبير إلى حد ما: أهو يا حياة يا اللى دايما حرمانى من الأكل .
‏=ههههه كدا وحرماكى تاكلى!!!!....دا انتى ناقص تبلعينى والله العظيم‚ يلا بينا.
‏سارة بابتسامة على وجهها :
‏يلا بينا.
‏دخلت حياة وسارة سويا إلى المدرج ليجلسوا فيحضروا المحاضرات ....وبينما سارة تنظر حولها تجد أخ منه داخل هو أيضا ليحضر المحاضرات ...
‏سارة بصوت منخفض: إلحقى إلحقى يا حياة .
‏=ايه يا بنتى فيه ايه؟!.
‏_الواد أخو منة أهو .


‏=ايه دا ايه اللى جابه هنا ؟!!!!!
فتجيب سارة بضحك قائلة: مش عارفة يا حياة يمكن حاى علشانك ههههه .
‏تجيب حياة على الفور بإنزعاج وغضب: ايه اللى بتقوليه دا بلاش جنانك وهبلك دا واقعدى ساكتة.
‏=حاضر يا ست حياة .


‏دخل فى ذلك الحين الدكتور الجامعى ليلقى على طلابه السلام ...ثم يبدأ يعرف نفسه لطلابه بتواضع قائلا:انا دكتور أحمد إن شاء الله هدرسلكم مادة "الهستولوجيا" وهنكون مع بعض وأى سؤال فى المحاضرة محدش يتردد إنه يسألنى عنه‚ دا حقكم .
‏قولولى بقا حد يعرف اى حاجة عن مادة "الهستولوجيا"؟.
‏رفعت حياة يدها فى صمت لكى تجيب عن سؤال الدكتور .
‏فيقول لها الدكتور بصوت هادئ: اتفضلى جاوبى .

‏تجيب حياة بحماس قائلة:علم الأنسجة هو علم الأنسجة الذي يتعلق بدراسة التشريح المجهري للخلايا والأنسجة. يحتوي كل نسيج على خلايا فريدة تميزه وتختلف من عضو إلى آخر. تُستخدم عدة طرق أيضًا في علم الأنسجة لتحليل الأنسجة وتحديد هويتها وبنيتها الحالية ؛ هذه تقنيات تصوير متطورة عالية الجودة توفر رؤية واضحة. في هذا المجال ، يتم استخدام المجهر الضوئي والمجهر الإلكتروني ؛ من أجل رؤية المركبات الصغيرة الموجودة في عينات الأنسجة المحضرة بطرق خاصة على شرائح رقيقة ، يمكن استخدام علم الأنسجة لتحديد الأنسجة غير المعروفة ، والحصول على أفكار حول الأنسجة أو وظائف الخلية ، وتشخيص بعض الأمراض التي تؤثر على خلايا الأعضاء المختلفة.


‏بمحرد أن انتهت حياة من إجابتها ... كان الدكتور فى دهشة وينظر إلى حنين قائلا :برافو عليكى ...عرفتى تجاوبى كويس جدا....جبتى المعلومات دى منين .
‏=انا قرأت كتب عن الطب لإنى كنت حابة أدخل كلية طب والحمد لله ربنا أكرمنى بيها.
‏الدكتور يشعر بالفرح من إجابتها فيقول:ربنا يوفقك انتى وكل زملائك.
‏نبدأ بقا نتفق....النهاردة هنتكلم بشكل عام عن مادة "الهستولوجيا":المادة دى هدرسهالكم ان شاء الله بكل تفاصيلها والله ولى التوفيق.


عندما كانت الطلاب هائمة فى جو المحاضرة فإذ ب "محمد"الأخ ل "منة" كان ينظر إلى المدرج التى تجلس فيه حياة وهو يفكر بها ثم قاطع تفكير قلبه وعقله بتفكير آخر "لا اكيد انا مش هحبها"
طب انا ببص عليها ليه من ساعة ما كانت واقفة مع اختى منة؟.!!


معقولة يكون حب من اول نظرة؟.
معقولة تكون خطفت قلبى كدا؟!
فيرد على نفسه ايضا بإبتسامة قائلا فى باله:هى بصراحة تخطف القلب والعقل.
هكذا كان يطرح محمد الاسئلة على نفسه ويجيب على نفسه طوال فترة المحاضرة ....وبعد ان انتهت المحاضرات خرجت جميع الطلاب إلى مبنى الجامعة العام لتخرج حياة هى وصديقتها سارة فيبدء الحديث بينهم عندما رأت سارة "محمد" فتبدأ بإبتسامة رقيقة قائلة ل "حياة" : يا حياة الواد اخو منة أهو واقف مع شباب صحابه.


=يا بنتى في ايه انتى حطاه فى دماغك كدا ليه؟.
_هههه والله يا حياة ما حطاه فى دماغى ولا حاجة وبعدين انا حتى ما اعرفش اسمه .
نظرت حياة إلى صديقتها سارة وكأنها تغير على محمد من صديقتها فترد ‚ على سارة بغضب قائلة :
طب ما تحيبيش سيرته تانى وسيبك بقا من الموضوع بتاعه دا.


=والله يا حياة شكلك غيرانه عليه منى ...متخافيش احنا اصحاب ومش هاخده منك ههههههه.
انزعحت حياة من حديث صديقتها معها فتركتها وغادرت لكى تتمشى فى ارض الجامعة ...وفى أثناء مشيها فى الحامعة إذ بمحمد يمشى خلفها فينده عليها بصوتٍ هادئ قائلا: لو سمحتى..... فلم ترد حياة عليه فلم يخطر فى بالها أن احد ينهده عليها هى بالأخص فلم تنتبه للموضوع بعد.
ثم كرر بصوت منخفض "لو سمحتى ".... فإلتفتت حياة خلفها لتجد وجه محمد قصاد عينها ف تتوتر اعصابها قائلة : إنت!!!!
حضرتك عايز منى ايه؟.
وبتنده عليا كدا ليه؟.
هو انا اعرفك؟.
مش عيب تنده عليا ...
قاطع محمد حديثها بإبتسامته الصافية المحبوبة قائلا:
والله انا مش قصدى اضايقك بس أنا كنت عايز أسألك لو عايز اعرف عن المواد أكتر اعرف من مصادر إيه تكون موثوقة ؟.
علشان انتى واضح عليكى ما شاء الله إنك مهتمة بالمواضيع دى ...
تجيب سارة عليه بطمأنينة قائلة: خلاص ماشى كالما الموضوع كدا هقولك ...انا يا سيكى كل اللى بعمله انى ببحث على النت واقرأ اكتر عن المواضيع اللى تخص كراستنا فعلشان كدا جاوبت مع الدكتور.
فيقول محمد لها بترحاب :أنا إتشرفت بيكى وبشكرك جدا .

= العفو يا استاذ ربنا يوفقك .
محمد إسمى محمد.
ماشى يا استاذ محمد سلام.
=استنى بس رايحة فين ؟!.
ايه حضرتك عايز ايه تانى؟.
محمد بقليل من الزعل الذى يبدو عليه قائلا: خلاص اتفضلى .
سارة بكل بساطة تقول : ماشى سلام.....انزعج محمد من تصرفها وقال فى باله متسآئل : ايه دا هى ما صدقت تمشى ولا ايه؟!
خلاص بقا براحتها.


فى صباح اليوم التالى فى ارض الجامعة كانت تقف حياة هى وصديقتها يارة يتحدثون عن ما يحرى فى يومهم كعادتهم ‚ وإذ بمحمد يمر من أمامهم فيبتسم لحياة ....فتبتسم حياة له دون إرادة منها فهى إبتسامة نابعة من قلبها ‚فنظرت صديقتها سارة إليها بوجه ضاحك قائلة: هههه والله؟!!!!
=إيه فى ايه مالك يا سارة
إيه اللى أنا شوفته دا ؟!.
=إيه شوفتى إيه؟!.


معرفش إسألى نفسك يا حاجة حياة.
خجلت حياة من كلام صديقتها .
فقامت بالمشى بضع خطوات وهى شاردة التفكير .
لتقول لها صديقتها سارة بشئ من الحزن:
إيه إنتى زعلتى منى ولا ايه؟!!!
فترد عليا حياة بصوت تائه :لا ابدا انا بس كنت عايزة افهم هو ماله ومالى ؟!!! خلاص بقا يا سارة مش هفكر فى الموضوع دا تانى غلشان توهنى وعمالة أفكر.
=خلاص ماشى يا حياة اللى تشوفيه‚والحب مش عيب على فكرة.


بمجرد أن انتهت صديقتها من هذه الكلمات إلي أن ردادت حياة سريعا بشئ من الخوف قائلة سريعا: حب؟!!! حب ايه؟! انتى بتقولى ايه؟!!! انا مش بحط ولا هحط الحاجات دى فى دماغى يا سارة وانتى اكتر واحدة عرفانى وفهمانى تقومى انتى اللى تقولى كدا؟.
= حياة سيبك من المبدأ اللى انتى ماشية عليه دا ولو فى حاجة فى قلبك ناحيته قوليلى .....او حتى لو مش عايزة تقوليلى أنا قولى لنفسك وإفهمى قلبك عايز ايه.
هزت حياة رأسها لكلام صديقتها سارة ثم دخلت إلى الكلية وتركت سارة فى خارج الكلية‚ وبعد ان دخلت حياه الى الكليه وقفت سارحه تفكر : هو ليه انا من ساعه ما شفته وانا بفكر فيه؟. وانا كنت دايما اقول اني مش هيبقى لي دعوه بالحاجات دي ابدا !!!.

فى هذه اللحظه دخل الشاب محمد إلى المكان التى توجد فيه سارة وينظر لها بنظرة عينيه التى تدل على انه قد بدأ ان يتعلق بها فيتحدث إليها قائلا: ازيك عاملة اى ؟.
فترد بوجه ملئ بالاستغراب والخجل والخوف والتوتر:الحمد لله.
_ممكن اطلب منك طلب؟.
=اتفضل.
أنا عايز كشكول المحاضرات بتاعك هنقل منه المحاضرة اللى فاتت علشان كنت تعبان شوية ومركزتش فى المحاضرة ومكتبتش اى كلمة فى الكشكول .
فتحيب حياة وهى يظهر عليها نظرات الميل له فتقول:
آه طبعاً ....اتفضل.
‏=شكرا...هجيبهولك تانى على طول.
لا لا براحتك.
=تمام بعد اذنك.
اتفضل .
ذهب هو ليكون مع اصدقائه...بينما حياة تمتلكها الحيرة والتفكير حتى الآن ...وقفت بما يقارب من النصف ساعة تائهةشاردة البال تفكر فى كل شئ وكل أمر يخص تعلق قلبها به .

جاء الآن موعد المحاضرة دخل الطلاب جميعهم وكانت حياة تجلس فى المدرج بجوار صديقتها المقربة سارة .
وظلت حياة تنظر إلى الباب التى يدخل منه الطلاب وكأنها تنتظر لحظة دخول"محمد" وبالفعل عندما دخل ظلت تنظر إليه وكأنها تنتظر لحظة النظر إليه منذ سنوات ...فقطع تفكيرها الدكتور عندما دخل وألقى السلام على الطلاب والطالبات.

ظل الدكتور يشرح فى المحاضرة حتى جاءت اللحظة التى سئل فيها الدكتور الطلاب وطرح عليهم الاسئلة , ولفت انتباه الدكتور أن حياة شاردة فهو يعرفها منذ المحاضرات الفائتة نظراً لتفوقها ونظراً انها كانت تجاوب على أغلب الأسئلة التى كان يطرحها على الطلاب جميعهم فتعجب الدكتور لأمرها فنادها بإسمها قائلاً : استاذة حياة ممكن تجاوبينى على آخر سؤال أنا طرحته عليكم؟!.
فأجابت حياة وهى مرتجفة القلب وغير مجمعة للكلمات التى تخرج من فمها فتقول للدكتور بخوف وصوت مرتجف : آسفة يا دكتور أنا مكنتش عارفة أركز مع حضرتك.
فإنزعج الدكتور من كلامها فهو يريدها كما كانت طالبة متفوقة فقال لها بغضب : طيب طالما مش مركزة مع المحاضرة يبقى متجيش تحضرى المحاضرات تانى.
إنصدمت حياة وخجلت من كلام الدكتور فهو سبب لها الخجل على الملأ امام زمائلها ...فبكت حياة فى صمت من كلام الدكتور لها , وبعد أن انتهت المحاضرة فرت حياة مسرعة إلى إستراحة الكلية ... فجلست تبكى كثيراً لأن الدكتور تسبب لها بالخجل أمام زملائها وأمام جميع الطلاب.....وبينما هى تبكى إذ بمحمد يأتى إليها فيقول لها بحزن عليها وعلى بكائها : متزعليش .
فتحيب حياة عليه غاضبة قائلة له: انت تسكت خالص وملكش دعوة بيا إنت السبب فى كل دا ...تعجب محمد من حديثها الموجه إليه , فرد على حديثها الموجه له بحيرة فقال : أنا السبب؟!!!! ..... أنا السبب فى إيه؟!!!!!!.


فترد حياة بإسلوب يتضمنه الكثير من القسوة والغضب وبصوت مرتفع بينهم وليس صوت مرتفع يسمع له الآخرين لترد بغضب عليه قائلة : إنت السبب فى كل حاجة إنت أى دموع بتحصللى إنت السبب فيها إنا ليه إتعلقت بيك أنا!!!! إنت ليه طالع فى حل تفكيرى...بص انا مش عايزة اشوفك تانى ....
حزن محمد من كلام حياة له لأنها تحدثت إليه بإسلوب لا يستحقه , وفى نفس الوقت قلبه سيطر عليه وجعله يبتسم لأنه فهم من خلال كلامها أنها تحبه .... فإبتسم حتى يقول لها الإجابة التى ستصدمها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي