الفصل الرابع

بعد أن قامت حياة بالتوضيح لصديقتها سارة عن مدى حبها لها , وعن تعلقها بها وأن هى بمثابة الأخت لها ... بدأوا يتحركون من داخل الجامعة لكى يخرجوا منها.

ولكن فى اثناء سيرهم التقت كلاً من حياة وسارة بـ "منة" شقيقة "محمد" فبادروا الثلاثة السلام بينهم .

ثم وقفت منة وهى تقول بلطف : مالكوا يا بنات مش باينين لى ؟!!!.
ردت سارة مقهقهة : إحنا مش باينين؟.
متاكدة؟!!!.
يا بنتى دا إحنا على طول هنا.
عقبال عندك مش بنفوت ولا محاضرة ههههه.

بجد يا سارة؟!.
اصل مش بشوفكوا.

= إحنا اللى مش بنشوفك يا منة, اوعى تكونى بتزوغى من المحاضرات هههه .

لا طبعاً .... ازوغ اى يا ست؟!.
هى ناقصة ! دا كفاية المحاضرات , مش بتخليلى نفس حتى اخرج برا الجامعة.

= والله واحنا كمان هههه.

- احلى حاجة فيكى يا سارة انك رامية كل حاجة ورا ضهرك وبتضحكى كدا.....ربنا يسعدك يارب.

= والله يا منة هى الحياة عايزة كدا يا اختى.

ايوة والله معاكى حق .

اى يا حياة وانتى عاملة اى .
= تمام الحمد لله يا منة وانتى كويسة؟.

آه الحمد لله يا حبيبتى كويسة .

ما تيجوا نقعد مع بعض شوية .

= ماشى تمام.

ذهبت كلاً من حياة ومنة وسارة لكى يشتروا بعد الاشياء التى سيتناولها كلاً منهما فى اثناء جلوسهم سويا....فاشتروا اشياء متنوعة ...وكلاً منهما قام بشراء ما يحب وما يُفضِل...ثم جلسوا سوياً يتحدثون ويضحكون ويقولون بعض الطرائف التى جعلتهم يقهقهون وقاموا بقضاء وقتاً ممتعاً ومرِحاً.

ثم بعد ذلك قالت سارة وهى على وجهها ما زال اثر الضحك فتقول وهى تقهقه : يا جماعة إحنا عايزين نفعد القعدة دى مع بعض كل يوم .

والله قعدة حلوة ومسلية ....اهو نخرج من جو الاكتئاب والدراسة اللى إحنا فيه دا.

جاوبت منة وهى تطبطب على سارة بيدها وناظرة إليها فتوجه لها الحديث قائلة : إنتى عايزة تفشلى يا سارة ههههه.

تكلمت فى تلك اللحظة حياة وهى تنظر إليهم بتعجب على ما حدث بين ثلاثهم من امر فتقول : نعقل بقا شوية يا جماعة مش كدا .

مش عايزين حك يبص علينا وإحنا صوت ضحكنا عالى كدا.
إحنا فى الجامعة.....مش فى بيتنا.

إعقلوا بقاااااا.

ردت سارة وهى ما زال يمتلكها شعور اللهو : لا إحنا هنفرفش على طول كدا .
وانتى براحتك يا حياة.

= طيب ماشى انا ماشية عايزين حاجة ؟!.

إنتى زعلتى ولا إيه يا حياة؟.

= لا ما زعلش ولا حاجة انا بس علشان محدش يبص علينا وإحنا بنضحك بصوت عالى كدا هيقولوا علينا جايين يتعلموا ولا جايين يضحكوا دول؟!!!!.

صح ولا غلط .

= أيوة صح يا حياة معاكى حق.

خلاص تعالى هنقعد مع بعض شوية من غير ما نضحك .

نظرت حياة إلى سارة بنظرة تدل على أنها لم تصدقها .
فإبتسمت سارة وقالت : تعالى والله بحد ما هنضحك .
اقعدى بقا مش هنعرف نعوض القعدة دى .

جلست حياة بين سارة و منة .
تحدثوا عن الدراسة وعن خروجهم ومشترياتهم ...ثم قاموا بعمل اتفاق لكى يخرجوا فى يوم اجازتهم يتنزهون ويلعبون ويقوموا بشراء بعض الأشياء التى يحبونها.

ثم قالت كلاً منهما وهى تنظر للاخرى : إحنا مش هنمشى؟.

فأجابوا سوياً : يلا نمشى زهقنا وملينا من القعدة لما اتأخرنا فيها زيادة عن اللزوم بقت مملة .


فقاموا من أماكنهم لكى يعودوا إلى منازلهم .

وفى أثناء عودتهم تقابلت منة مع شقيقها محمد فوقفت حتى ترى اخيها ويتبادلون السلام بينهم.

فقامت بمصافحه اخيها ووقفوا يتحدثون ليرى اخيها ما اذا كانت تحتاج منه شيء ام لا.

وفي اثناء حديث منة مع اخوها محمد كانت تنظر حياة اليه نظره اللوم والعتاب ففهم محمد حين ذاك أن حياة يتملك منها الزعل.

فنظر محمد إلى اخته وطلب منها ان تقف معه جانبا ثم طلب منها ان تتحدث مع حياة وتقول لها انه لم يقصد ان يتسبب لها في اي ازعاج او حزن فتعجبت الاخت لما طلبه منها اخيها.

فنظرت اليه وهي تتعجب لما قاله لها فتقول : انت عايزني اقول لها كده ليه هي زعلانه من ايه ؟. وانت ليك كلام معاها من امتى ؟!!!!.

سكت محمد قليلا ثم نظر الى اخته ليجيب على سؤالها قائلا :انتِ بس قوليلها كده و مالكيش دعوة.

تفاهمت حينذاك منة الأمر فصمتت
حتى نظرت إليه لتقول له: حاضر وفهمت ان اخيها لم يريد ان يتحدث فى تلك الموضوع.

ثم توجهت بعد ذلك منة إلى صديقتها حياة لتقول لها ما أمرها به أخيها ... فتعرف منة انها لن تاخذ اجابه صريحه من حياة على التساؤلات التى تدور فى بالها لانها لم تكن صديقتها المقربة.


وحين ان وصلت منة إلى المكان التى تجلس فيه حياة ....وجدت صديقتها سارة ما زالت تجلس فى رفقتها...فقالت منة وهى لن تجمع الكلمات: حياة ...حياة انا عايزة اتكلم معاكى فى موضوع.

نظرت إليها حياة بتعجب مما تقوله فقالت لها : اتفضلى يا منة موضوع إيه؟.

= موضوع يا حياة عايزاكى فيه.

- طب ما تتكلمى يا بنتى فى إيه.
= اصل .....
- اصل ايه يا بنتى فى حاجة ولا إيه؟.

= لا مفيش حاجة بس كنت عايزاكى لوحدنا.

فى هذه اللحظة فهمت سارة انا منة تريد ان تتحدث مع حياة على إنفراد.

فقامت سارة وهى تنظر إليهم
بخجل: احم ....طب هستأذن أنا .

قامت حياة بالرد سريعا : اقعدى يا سارة انتى مش غريبة.

= لا يا حبيبتى خليكوا على راحتكوا
هرجعلك تانى .....سلام.


توجهت حياة نحو منة وهى يبدو على وجهها علامات الخوف ان تكون صديقتها قد غضبت فتقول ل منة : خير يا منة فى إيه .

أهى سارة مشيت وبقينا لوحدنا.....عايزة تقولى إيه؟.

= عايزة اقولك ان اخويا بيقولك : إنه مش قصده يتسببلك فى أى زعل اول حزن وإنه عمره ما هيأذيكى خالص.

صمتت حياة عن الحديث برهة من الوقت فسقطت الدموع من عيناها ثم قالت : اخوكى دا تقوليله يبعد عنى يا منة لو سمحتى وخليه يسيبنى فى حالى علشان والله ما ناقصة ولا زعل ولا نكد ....قوليله إنى حابة الدراسة علشان دى هى اللى حلمى من بداية ما وعيت على الدراسة وانا نفسى اكون دكتورة .


فقوليله إنى هركز فى دراستى .....
دراستى وبس.

وياريت يفهم دا ويتقبله لانى مفيش فى ايدى حاجة اعملها .

سرعان ما انهت حياة حديثها إلى أن منة تقبلت الأمر وفهمته رغم أن حياة وأخيها لن يقصوا عليها أى شئ يخص هذا الأمر .

ثم قاموا بمبادرة السلام بينهم ...وبعد ذلك غادرت منة المكان التى تجد فيه حياة ....ثم أتت سارة إلى حياة .

فتقول لها حياة بصوت هادئ : متزعليش يا سارة .
أكيد منة ما تقصدش إنها تمشيكى .


= لا عادى يا بنتى ...وبعدين تقصد أو ما تقصدش دا موضوع وهى عايزاكى فيه يعنى انا كان لازم استأذن .


-طول عمرك ذوق يا سارة .

= من بعد ما عندكم يا زميلى الفاضل هههههه.


تانى يا سارة؟.

= خلاص خلاص نسيت اهو هسكت .

طيب مش نروح ؟!.

= تعالى يا حياة نروح علشان انا هموت وأنام والله ما نمتش من امبارح.

- ليه ما نمتيش من امبارح؟.

= مفيش يا ستى كل الحكاية انى مجاليش نوم فلما ما نمتش أثر عليا بقا عندى صداع فظيع يا حياة .

لا يا حبيبتى الف سلامة عليكى.

= الله يسلمك يارب يا حياة .

بعد سيرهم فى الشارع ووصولهم إلى منازلهم أرادت كل واحدة أن تدخل إلى غرفتها لكى تريح جسدها بعض الوقت .

وبالفعل ذلك ما حدث .....وبعد أن استيقظت حياة من نومها اخذت هاتفها الجوال حتى تقوم بالإتصال على صديقتها سارة ...لكى تعرف ما إذا كانت استيقظت أم لا .

وبينما الهاتف الجوال بين ايدى سارة لتتصل على صديقتها إذ برقم مجهول يتصل على هاتف حياة ... فلم تهتم حياة للأمر حيث أنها من النوع الذى لا يفضل أن يتكلم أو يرد على أرقام مجهولة الهوية .


تركت حياة الجوال يرن اكثر من مرة وهى أيضاً لم تهتم للأمر .

ثم بعد ان أيقنت ان الهاتف لم يعد يرن مرات اخرى ...قامت بأخذ العاتف فى يديها لكى تتكلم مع سارة .

فقامت حياة بالإتصال على سارة عدة مرات ولكن سارة لم تستجيب لأى مكالمة منهما ...ظنت حياة أن سارة تكاد لم تستيقظ بعد.

ثم إنتظرت سارة حوالى ما يقارب من الساعة ...ثم عاودت الإتصال ب سارة مرة اخرى ...فلم تستجب سارة لهذه المكالمة الهاتفية الواردة من حياة أيضاً.


تحدثت حياة مع نفسها قائلة : معقولة يا بت تكونى نايمة دا كله !!!.

دا انتى قولتى إنك هتنامى ساعتين .


طب افضل أرن هنا على التليفون يمكن تصحى ...ولا انزل اصحيكى بنفسى وافوقك .

ولا إنتى بتعملى حاجة مع مامتك مثلا وسايبة التليفون بعيد عنك ومش شايفة المكالمات؟!.


هكذا تعددت الاسئلة فى دماغ حياة .

ولم تعرف حياة إجابة لسؤال واحداً منهما.


بعد ان ظلت حياة تطرح الاسئلة عاطلى نفسها بشأن صديقتها المقربة .
أصابها القلق .

فأرادت حياة ان تقوم بإرتداء ملابسها لكى تذهب إليها .

وذلك ما حدث.

ارتدت حياة كل ملابسها بشئ من السرعة .

ثم ذهبت من منزلها تريد الذهاب إلى بيت صديقتها وبعد ان كانت حياة تحاول الاتصال على صديقتها مرات عديدة .


وعندما رأت حياة أن لا فائدة لكثرة الإتصالات حيث أن صديقتها لن ترد عليها فى اتصالاتها .

على الفور قررت حياة أن تزور صديقتها لكى تطمئن عليها وعلى أحوالها لأن القلق قد تملك من حياة .

ذهبت حياة وهى مشغولة البال وموجوعة القلب على رفيقة دربها التى لأول مرة لن ترد على اتصالاتها على مدار الساعات .



فقلب حياة يكاد ان ينفطر ويجف ويذوب ويحدث له الكثير من كثرة خوفها عليها.

ظلت حياة تدعى ان لا يكون أصاب صديقتها مكروه او سوء .

ترى حياة أن حياتها لن تكتمل بدون صديقتها فكيف ما إذا مسها سوء؟!!!!!
لن يكون لحياة اصدقاء بعد ذلك ابدا غيرها .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي