الفصل الثاني

بعد ان كان يريد محمد ان يخبر حياة بإجابته التى ستصدمها ...ظل يفكر قليلا ليسأل فى باله: يا ترى هتفهمنى ولا هتفهمنى غلط؟.

بعد أن فكر لمدة ثوانى معدودة ....قرر ان يقول لها ويصدمها ويفرحها وتحدث إليها مبتسماً قائلاً : على فكرة,أنا كمان اتعلقت بيكى , وبفكر فيكى على طول ونفسى انتى كمان تكونى عارفة مشاعرى تجاهك .

إنصدمت حياة من حديثه لها وكانت تنظر له بعينين يملأهما الدموع قائلة بغضب: إيه اللى انت بتقوله دا انت فاكرنى إيه ؟!.
= مفكرك إيه إزاى؟!!!
هو علشان حبينا بعض معنى كدا إنك مش مؤدبة مثلا؟!!!.
لا متخافيش أنا عارف أخلاقك وعارف إنك مؤدبة.
والحب على فكرة مش عيب طالما بينتهى بالحلال.


صمتت حياة ورفعت عينيها إليه ونظرت له نظرة تدل على ضعفها ...ثم تركته وذهبت وهو ينظر إليه فى صمت ايضا .

لم تعطه حياة فرصة بعد لكى يتحدث إليها.
غادرت حياة الجامعة ثم عادت إلى منزلها لتقابلها والدتها السيدة "هناء" سيدة ذات خلق ودين تحب حياة أكثر من روحها .

عندما قابلت حياة والدتها سألتها الوالدة وهى تشك أن ابنتها يمتلكها التعب من شىء معين.....فسألت حياة وهى تنظر إلى وجهها الملئ بالدموع: حياة إيه اللى حصل؟!
لم تجيب حياة عليها بعد.

فتعجبت الأم ....حياة أنا بكلمك.
لم تجيب حياة عليها فى هذه المرة أيضاً.

غضبت الأم فثارت فى وجه حياة بغضب شديد قائلة لها بصوت عال وهى تهز بيدها جسد حياة : حيااااااااة .....نظرت إليها حياة وهى ترتجف قائلة بصوت ملئ بالحزن : نعم يا ماما.
= مش عمالة اكلمك !!! مبترديش عليا ليه؟!!!.

والله يا ماما ما سمعتك آسفة جدا ...انا داخلة اوضتى أرتاح علشان تعبانة .

نظرت إليها الأم وهى يصعب عليها أمر إبنتها التى لم تعرفه فالحزن الذى ببدو على وجه ابنتها كافياً ان تحزن الام عليها فقالت الام بعد أن تنهدت قائلة : ماشى يا حياة إرتاحى دلوقتى وبعدين نتكلم .

=حاضر يا ماما .

دخلت حياة إلى فراشها حزينة الوجه تائهة شاركة البال لم تكن تفكر سوى فى شئ واحد فى بالها وهو : أنا وعدت نفسى إنى مش هحب ...لإنى دايما اسمع إن الحب حرام وعيب , وإن البنت اللى تحب شاب تبقى مش مؤدبة , دا غير كل دا إنى وعدت نفسى إنى مش هحب علشان ما انشغلش عن دراستى.


الأمور اتلخبطت بدون أى ترتيب ليا , والوعود اللى اخدتها على نفسى نا نفذتهاش .

هو انا اللى بعمل فى نفسى كدا ولا دى أمور خارج سيطرتى؟!!!.

ولا أنا مكبرة الموضوع ولا إيه بالظبط؟!!! ...يارب أنا تعبت من التفكير .
آه يارب إتعلقت بيه .

بس هحبه إزاى من ورا أهلى مينفعش اخون ثقتهم فيا ...لازم أعرف أهلى...وأنا هتكسف أكلمهم فى حاجة زى دى اعمل ايه يارب.
انا كان مالى ومال الحب دا ...

يارب خرجه من قلبى .
ولو انا فى قلبه يارب خرجنى من قلبه...مش عايزة اى حد فينا انا وهو يتجرح...مش يمكن ييجى يوم ولا قدر الله نتفرق انا وهو؟!!!
طب مش ممكن اهله أو أهلى ميوافقوش إننا نرتبط اصلاً .

يارب دبر الأمر يارب.


ظلت حياة تفكر فى امرها وكانت تتردد بين الحيرة وبين اليقين فى حبها له ...كادت ان تفرغ كل طاقتها بالتفكير به .

وعندما جاء الصباح ...طرقت الوالدة باب غرفة إبنتها لكى تطمئن عليها فالأمر بالأمس لم يكن على ما يرام , وهى قَلِقة على إبنتها ....فظلت تحاول ان تفيق فى إبنتها لكى تستيقظ وهى تردد عليها الكلمات: حياة إصحى....حياة إصحى.

إلى ان استيقظت حياة من نومها بوجه شاحب هزيل من كثرة التفكير والبكاء....فرغبت الام أن تسأل إبنتها فيما كان حدث لها بالأمس موجهة السؤال إلى إبنتها وهى تنظر على وجهها المتغير الون والشكل: إيه اللى جرا يا حياة إمبارح إحكيلى .

ترددت حياة أن تجاوب والدتها بصدق او ان تعترض عن الإجابة.

فقالت حياة بصوت يدل على أنها لن تحكى الصراحة :
= دا سارة صحبتى يا امى كانت تعبانة شوية فكنت مخضوضة عليها جدا وكنت خايفة عن لا قدر الله يجرالها حاجة .

ظلت الأم تقهقه لمدة ثوان معدودة ثم قالت إنتى فكرانى عبيطة يا حياة؟!!! ....مفكرة إنى مش هحس بيكى؟!
يا بنت دا أنا اللى حملتك وهن على وهن هههههه.

إبتسمت حياة إبتسامة خفيفة نابعة من قلبها على كلام وضحك والدتها معها.

فقالت الأم ها مش هتقوليلى بقا فيكى ايه ....قوليلى وأنا أجيبلك شاورمة....فضحكت حياة ثم قالت : فى موضوع يا ماما بالنسبالى موضوع كبير وجديد عليا ومش عارفة الموضوع دا هستمر فيه ولا هتركه فإدعيلى اكون تمام وانا هقولك فى الوقت المناسب إن شاء الله.
= خلاص يا حياة براحتك بس انا عودتك على الصراحة فلما تحبى تقوليلى إحكياى من قلبك وخليكى واثقة إنى هسمعك وخليكى واثقة إن مفيش حد هيخاف عليكى أدى , أنا مش هضغط عليكى وقت ما تحبى تحكى إحكى وإنتى عارفة إنى موجودة فى أى وقت تحتاجينى فيه لإنك صحبتى مش بنتى.

هزت حياة رأسها ثم قالت لوالدتها: أنا واثقة يا ماما إنك اولى إن. احكيلك أكتر من أى حد تانى ...إنتى لو مهما عملتى اتعصبتى اترضيتى فدا بيكون علشان مصلحتى أولاً وأخيراً وأنا بحبك وإنتى عارفة....فربنا يخليكى ليا ويديمك فى حياتى.


إبتسمت الأم لكلام إبنتها الحنون والطيب ثم ضحكت بصوت عال وقالت : اوعى بس تكونى بكاشة يا بت يا حياة ههههه ....بهزر كبعا يا حياة عارفة يا بنتى ومتاكدة مناللى قولتيه .

ربنا يجعل بناتك ولا صبيانك اللى ربنا يديهولك بارين بيكى بإذن الله زى ما انتى بترة بيا أنا وأبوكى .

= تصدقى بابا وحشنى أوى يا ماما هو فين ؟.

قاعد على الكمبيوتر يا حبيبتى .

طيب نيجى نطلعله نقعد معاه يا ماما لإنه واحشنى اوووى بجد.

=ما انتى كنتى معاه إمبارح الصبح لحق يوحشك؟!!!.

أيوة والله يا ماما وحشنى أوى ما انتى عارفة إنه بيوحشنى بسرعة.

وإنتى طبعا يا ست الكل .


تحركت حياة والوالدة إلى خارج الغرفة لكى تجلس مع والدها فترة من الوقت.
والدها الذى يُدعى "إبراهيم" فهو رجل نبيل يحب حياة بجنون ولا يتحمل أن يمسها أى سوء أو مكروه .

وبمجرد أن خرجت حياة من قال والدها: " تعالى يا حياة"
فضحكت حياة قائلة : إنت عرفتنى ازاى يا بابا؟!!!!

فجاول الام وهى يضحك : عيب عليكى يا حياة دا أنا أبوكى اللى مربيكى يعنى عارف مشيتك وبحس بيكى لما بتكونى جنبى أو قريبة منى .

= ربنا يخليك ليا يا بابا وميحرمنيش منك أبداً ولا إنت ولا ماما ويديمكم فى حياتى بصحة وعافية وخير يارب.

تحدث الأب والإبتسامة تملأ وجهه ليقول لحياة : عارفة جبتلك إييييه؟.
= إيه يا بابا؟!.
لا حزرى فزرى انتى بقا...ههه.
امممم ...شيكولاتة؟!
=لا.
- بيتزا؟!.
= لا.
- شاورمة؟!
= برضو لااااء ههه؟.

امممم أُمال إيه يا بابا .
= هههه غلب حمارك؟.

آه يا بابا.
قبل أن ينطق والد حياة ليقول لها على ما اشتراه من أجلها , تكلمت والدة حياة وهى يبدو على وجهها نظرات الضحك والسعادة قائلة: المفآجأه اللى جابها باباكى المرة دى غير أى مرة ...علشان المرة دى حاجة هتفرحك اوى .

حياة بعد أن أخذها الحماس لكى تعرف ماذا اشترى لها والدها تقول بصوت يرتكبه الملل : يووووه قولوا بقا يا جماعة


ضحك كلاً من الأب والأم قائلين بصوت واحد وفى نفس اللحظة سوياً :جبنالك اللاب توب اللى كان نفسك فيه

حياة تفآجئت وكان يغمرها الفرح لتقول بفم شبه منفتح وحواجب مرفوعة للأعلى : هاااا بجد؟!!!

جاوبت الام وهى فرِحة لفرحة إبنتها : أيوة يا حبيبتى .
فتحدث الأب للأم وهو جالس بجوار حياة قائلا: هاتيه يا أم حياة تشوف ه.
اسرعت الام لتأتى باللاب توب لكى تراه حياة .

فأت الام باللاب توب ...وبمجرد ان أتت الام باللاب توب إختطفاه حياة من يدها من شدة الفرحة .
فدار الحديث بينهم وبين الاب كالتالى :

- يا بنتى اصبرى شوية.

= اصبر إيه يا ماما بس دا أنا ما صدقت إنه بقا فى إيدى.

سيبيها يا أم حياة خليها تفرح.
فتحت حياة علبة اللاب توب فوجدت النوع التى كانت تريده من بين أنواع اللاب توب .

فوجهت الحديث لوالدها قائلة : الله حلو اوى يا بابا ...دا كمان جايبهولى نوع أبل اللى كنت عايزاه.
جاوب الأب بإبتسامته الحنونة : إنتى تؤمرى بس يا حياة .

فرحت حياة لهذا الأمر.


فتبتسم حياة وتتقدم نحو والديها فتعانقهما معاً قائلة : بجد ربنا يخليكوا ليا يا أحلى وأحن أب وأم فى الدنيا كلها يارب .

أجاب عليها والديها وكلاً منهم يضع يده على خدها قائلين وهم مبتسمين : ولا يحرمنا منك يا حبيبتنا.


فظلوا جالسين سوياً يضحكون ويقهقهون ويتناولون المشروبات الساخنة والباردة ويأكلون .
وبعد ما يقارب من الساعتين جاء موعد عمل والد حياة فقاموا من مجلسهم لكى يتناولوا الغداء معه.

جلسوا جميعهم يتناولون الغداء وبعد أن انتهوا من الغداء شربوا القهوة ...ثم إستأذن والد حياة منهم قائلا بنظرة عينه التى تحبهم وتحتضنهم وتخشى عليهم من اى شئ : همشى أنا بقا عايزة حاجة يا حياة؟.

= عايزة سلامتك يا بابا.

وإنتى يا ام حياة مش هتعوذى منى اى حاجة اجيبهالك وأنا جاى؟.

= عايزة سلامتك ربنا يسترها عليك وترجعلنا بألف سلامة يارب.

يلا سلام عليكم.
= وعليكم السلام يا أبو حياة ...وعليكم السلام يا بابا ...فى حفظ الله .

فى حفظ الله يا حبيبتى.



بعد أن غادر والد حياة المنزل جلست حياة ووالدتها أمام التلفاز يتناولون المقرمشات والتسالى.

وبعد ذلك قامت حياة من مكانها لتستأذن والدتها لكى تذهب إلى الجامعة وأن اليوم عليها محاضرات فتقول لوالدتها وهى جالسة أمام التلفاز : بعد إذنك يا ماما أنا هروح ألبس علشان عليا محاضرات وخايفة عن أتأخر.

= ماشى يا حبيبتى ربنا يوفقك.

يارب يا ماما .

تقدمت حياة نحو غرفتها لكى تلبس ملابسها وتحضر اشيائها للجامعة وبعد أن إنتهت من تلك الامور خرجت من غرفتها لترى والدتها قبل أن تغادر المنزل وهى تنظر فى اركان منزلهم لترى فى اي مكان جالسة والدتها؟.

فوجدت والدتها جالسة فى صالة المنزل ترتب الملابس.

فقالت لها حياة وهى تحتضنها : ربنا يعينك يا ماما ....انا نازلة عايزة منى حاجة.

= لا يا بنتى مش عايزة غير سلامتك ربنا معاكى ويسترها عليكى ويوفقك يارب يا حبيبة قلب أُمك.

يارب يا ماما إدعيلى كتير.

= حاضر يا حبيبة قلبى .

يلا يا ماما فى رعاية الله.

= فى رعاية الله وحفظه يا حبيبتى.


غادرت حياة المنزل لتذهب إلى الجامعة وبينما هى تمشى فى الشارع....أخرجت الجوال لكى تتصل على صديقتها المقربة سارة فهى جارتها منذ الطفولة...فإتصلت بصديقتها ليدور بينهم الحديث كالتالى :
- ايوة يا سارة إنتى فين؟!

= أيوة يا حياة... أنا فى البيت حبيبتى إنتى اللى فين ؟.

- أنا أهو فى الشارع يلا إنزليلى علشان ما نتأخرش.

= طب إطلعى يا حياة .


لا بس خلصى هبقى أطلع بعدين..

= ماشى يا حياة .....سلام

سلام.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي