الفصل الثالث

بعد ان انتهت المكالمة بين حياة وسارة التقوا سويا فكانوا يسيرون في الشارع يتحدثون بحزن واستياء عن ما حدث من الدكتور بشأن حياة لتقول سارة وهى يمتلكها الغيظ : انا مش عارفة الدكتور دا ماله ازاى يكسفك كدا ؟!!!!

ما الأول كان فخور بيكى ولا هى الواحدة لو ما جاوبتش يهينها ويهزقها؟!!!!!.

لترد حياة بوجه حزين وعيون تنظر إلى الأرض : عندك حق هو كسفنى وجرحنى قدام زمايلى كلهم.

- حياة

=نعم!!!
-بقولك إيه

=قولى يا سارة؟

حاولى يا حياة تسيبك منه وتطنشيه.

ارتجف قلب حياة وهى تعتقد أن سارة صديقتها تتحدث عن "محمد"....فصمتت حياة وهى عيناها تنظر إلى سارة وقلبها يخشى أن تكون سارة صديقتها كان لديها معرفة عن ما قاله محمد لها كحياة....ثم سألت حياة : تقصدى مين؟.

= هو إيه اللى أقصد مين ...الدكتور يا حياة اللى أقصده ...امال احنا بنتكلم عن مين عالصبح ؟!!!.
خلاص خلاص يا سارة والنبى سيبك من الموضوع دا علشان أنا سكلى كرهت الدكتور دا ومش هطيقه تانى ابدا .

طب لو وقفك يسألك ما تبينيش انك كارهاه يا حياة ونصيحة ما تكرهيش الدكتور ولا غيره علشان انتى طيبة وقلبك أبيض ومش بتعرفى تكرهى حد ....ولو بتعرفى كان زمانك كرهتينى من زماااان هههههه.

بعد أن كانت حياة حزينة ضحكت من كلام صديقتها سارة ثم قالت لها: والله يا سارة محدش بيعرف يخرجنى من اللى انا فيه دا إلا إنتى بجد ربنا ميحرمنيش منك .

= ولا يحرمنى منك يا حياة قلبى إنتى .

ظلوا الصديقتين يتحدثون ويضحكون إلى أن وصلوا إلى الجامعة.

فقالت سارة لحياة : حياة انتى عارفة أنا عايزة إيه دلوقتى ؟!.

= آه عارفة.

طب قوليلى أنا عايزة إيه دلوقتى؟!

عايزة تآكلى يا مفجوعة انتى ...هو فى فى دماغك حاجة غير الأكل ؟!! ...معروفة كل ما تقوليلى عارفة انا عايزة ايه ..واقولك عايزة ايه تقوليلى عايزة آكل ...خلاص حفظتها يا قلب صحبتك.
هناكل بس استنى شوية يمكن نفسى تتفتح.
يا بت حسى بيا مش انا صحبتك خلى عندك دم.

= ههههه يخربيت عقلك يا حياة .... والله ما عايزة آكل ولا حاجة .

امال عايزة ايه يا ترى؟.

عايزة نتفسح على آخر الاسبوع دا علشان تغيرى جو ونفسيتك تتحسن لإنك مش عجبانى اليومين دول.

يا قلبى يا سارة.
وانا اللى مفكراكى همك على بطنك هههه.
ربنا يحفظك ليا يا حبيبتى يا شايلة عنى همى.

= ويحفظك ليا يارب.

تعالى بقا هجيبلك حاجة حلوة.

= حاجة حلوة ايه يا حياة .

آيس كريم.

=وااااو يلا بينا.

ركض كلا من سارة وحياة لياتوا بالأيس كريم المحبب لدى كلاً منهما , وبعد ان تناولا الأيس كريم , جاء موعد المحاضرات فدخل الصديقتان إلى الحرم الجامعى ثم صعدوا إلى الكلية ...لتصتدم حياة عند دخولها الكلية بمحمد ... فتنظر إليه نظرة تشمل كل ما يخص قلبها من حب وخوف كانت نظرة شاملة وفى نفس الوقت كانت نظرة غير مطولة , وبعد ان اصتدمت به نظرت إليه وكان عيناها تحدثه عن ما بها فى صمت بهذه النظرة الحاملة لمعانى قلبها لتقول له : بعد إذنك .

فتزحزح من مكانه وهو ينظر إليها بنفس نظرة عيناها دون أن يتكلم .

وبعد أن دخلت حياة إلى الكلية هى وصديقتها سارة التى شاهدت نظراتهم إلى بعضهم البعض ...دخلوا إلى المدرج .

ثم سألت سارة صديقتها حياة وهى ترفع لها حاجببها بضحك وتقول: إيه اللى أنا شفته دا ؟!!.

صمتت حياة فتوقعت فى بضع لحظات أنها تقصدها هى ومحمد فلم تعطى إهتمام لما توقعت وفكرت فى بالها قائلة : مش يمكن تقصد حاجة تانية!!!

ثم أجابت سريعا :شفتى إيه؟!!

= ما انتى اللى هتقوليلى ايه اللى انا شفته دا ؟!!!

يا بنتى شفتى ايه اخلصى.

= يا صحبى ما انتى عارفة انى اقصدك انتى ومحمد .


عادى يا سارة خبطنا فى بعض من غير قصد ...صدفة يا ستى , هنقول للخبطة لا؟!

هههه ...حلوة هنقول للخبطة لا دى .
طول عمرك دمك خفيف يا حياة عينى .

=طب اسكتى بقا شوية علشان انا زهقانة لواحدى .

خلاص خلاص يا حضرت الظابط ما تتعصبش.

فتنظر سارة إلى حياة فتضحك ...ثم تنظر إليها ثم تضحك.

إلى أن فقدت حياة اعصابها فنظرت إلى سارة بوجه يمتلئ بالغضب فقالت لها : سارة إنتى بتستفزينى صح؟.

= والله ما بستفزك يا حياة انا كل ما ابصلك اضحك , يا بنتى انتى مش شايفة نفسك عاملة ازاى ؟!!!.
انتى مالك فى ايه لاوية وشك ليه اضحكى يا حياة مش لايق على وشك اللى دايما يضحك التكشيرة دى .

= حاضر يا سارة معلش انا اليومين دول نفسيتى بايظة خالص ودماغى عمال يودى ويجيب فى حاجات كتيرة اوووى .

هحكيلك كل حاجة بس اروق شوية من الوش اللى فى دماغى دا .

انا ما اتعودتش انى اخبى عليكى اى حاجة اصلاً يا سارة.

ولو فى حاجة مكنتش لسا حكيتهالك او إتأخرت شوية إنى احكيهالك فدا بيكون غصب عنى لان نفسيتى اكيد بتبقى تعبانة .

= عارفة يا حياة من غير ما تقولى.

ربنا يجعلك بألف خير وصحة يا حبيبة قلبى.

يارب يا سارة يارب.

بعد أن انتهوا من هذا الحديث نظرت سارة إلى حياة قائلة:


حياة الدكتور اتأخر اوووى .

= يارب ما ييجى .

حرام عليكى يا حياة ما تدعيش عليه.

= ادعى عليه إيه يا بنتى أنا قصدى ما يجيش يديلنا محاضرات اقصد يغيب يعنى يا غبية....وبعدين انا من إمتى بدعى على حد.

خلاص يا حياة بقى فهمت غلط ...ما انتى عارفة إن دماغى متركبة شمال زى ما بتقوليلى إنتى ههههه.

= طيب يا ام دماغ متركبة شمال معكيش شيكولاتة.

ههه نفسك إتفتحت خلاص.

= ما انتى عارفة إن الشيكولاتة عشقى وإن انا وهى على الحلوة والمرة .
هههه ماشى يا حياة .

خدى أهو آدى واحد اتنين تلاتة .

= لا عايزة كمان.
إيه دا وأنا اللى فكرتك هتقولى لا هى واحدة بس!! هههه وبتقولى عليا انا مفجوعة!!!

= على فكرة دى شيكولاتة يعنى يعتبر مش أكل يعنى ما تسدش جوع.
انما أنا لما بقول عليكى مفجوعة فبيبقى عندى حق صح ولا انا غلطانة؟!.

=ايوة صح ...خلاص انا هبطل آكل.

نظرت إليها حياة مبتسمة لتقول لها : على بابا يلا ههه.
ضحكت سارة وحياة حتى لفتوا انتباه زملائهم الذين يجلسون فى المدرجات حولهم ...فقالت حياة لسارة وهى تنظر حولها ....بس بقا يخربيتك الناس هتتفرج علينا وعلى الضحك اللى بنضحكه دا وكمان عيب إحنا فى جامعة.

فضحكت سارة ولا تستطيع ان تتمالك روحها من الضحك فتقول لحياة : لسا فاكرة اننا فى جامعة .

فردت حياة وصوتها يكاد أن يختفى بسبب انها تخفضه لانها تخشى أن صوت قهقهتهم يتم سماعه مرة أخرى ممن حولهم من الزملاء : يا بت اسكتى والله لو ما سكتى هخرج من الجامعة كلها خالص .

= خلاص خلاص يا حياة اهو سكتت.
‏ثم وضعت سارة يدها على فمها وهى تحاول أن تمنع اصوات ضحكاتها.

مر وقت قليل ...ثم دخل الدكتور الجامعى سريعا ليعتذر لطلابه عن تأخره على المحاضرة ليقول لهم : بعتذر على التأخير عن المحاضرة بس هنلحق نخلص اللى كنتوا هتاخدوه فى محاضرة النهاردة بإذن الله.

كانت تنظر إليه حياة بمنتهى الاستياء فهو تسبب لها فى حزنها وفى كرهها له وبجانب ذلك كله تسبب لها بالخجل وسط زملائها وهو أمر كبير عند حياة ..كانت تكاد حياة ان تخرج من المحاضرة بسببه.

فبدأ الدكتور بالشرح حتى أن وصل لنهاية المحاضرة ...فغادر الطلاب جميعهم من المدرجات إلا حياة وصديقتها سارة.

فبدات حياة تتحدث إلى سارة بشئ من الملل قائلة : إحنا مش هنمشى بقا يا حياة؟!.

ردت حياة أيضاً بشئ من الملل قائلة : والله انا زهقت يا سارة من كل حاجة لدرجة إنى مبقتش ولا عايزة أمشى ولا عايزة اقعد .

طب هنعمل ايه يعنى يا حياة؟!.
هونى على نفسك يا حبيبتى مش كدا دا إنتى لسا فى بداية حياتك.

والله زهقانة فكى عن نفسك بأى حاجة حلوة اتفسحى اخرجى مع اهلك لكن مش تزهقى كدا.

= طيب يا سارة.

-فى ايه يا حياة مالك؟!.

= مفيش يا ستى .
اقولك على حاجة انا هقوم خالص.

تركت حياة صديقتها سارة وغادرت المكان التى كانت تجلس فيه , بل غادرت الكلية كلها .

استغربت سارة لتلك الأمر التى حدث من قِبل تلك الأمر التى حدث من صديقتها...فصديقتها لن تعاملها بمثل هذه المعاملة من قبل.


خرجت حياة من الكلية لتجلس فى الخارج ...لتجلس فى الجامعة نفسها ...وبمجرد أن جلست...وجدت سارة امامها فنظرت إليها وقالت:
متزعليش منى يا سارة حقك عليا ...بس والله زى ما قلتلك الايام دى فى دماغى كذا حاجة ومخنوقة اوووى معلش متزعليش , واوعى ييجى يوم وتبعدى عنى او تسيبينى انتى عارفة انى بحبك وماليش غيرك.


= لا يا حبيبتى انا عمرى ما ازعل منك , وانتى برضو متأكدة إنك اختى وصحبتى وحبيبتى وعمرى ما هييجى يوم عليا وبعد الشر اسيبك .....ربنا ما يحرمنا من بعض ابداً يا حياة.

= يارب يا سارة.

نظرت سارة إلى حياة نظرة الاخوة بينهم لتسأل حياة قائلة : حياة ...... بتحبينى أد إيه؟!!!!.


نظرت حياة إليها وهى تتعجب من السؤال المطروح من قِبل صديقتها سارة لتقول لها : بحبك أد إيه ؟!!!!.


أظن إنك أكتر واحدة عارفة إجابة السؤال دا .

هزت سارة رأسها وهى تجيب قائلة : حتى لو عارفة عايزة اسمها منك انتى.


ابتسمت حياة فهى تريد ان تلبى رغبة صديقتها ...فوضعت حياة يدها على كتف صديقتها ثم قالت لها وهى مبتسمة : حبى ليكى لا يمكن كلامى يوصفه رغم كل الحب اللى فى قلبى ليكى ولا أى كلام يقدر يوصفه .


-عرفتى انا بحبك أد ايه ؟.

= عرفت يا حياة وهفضل عارفة كدا طول عمرى وخليكى متأكدة إن حبى ليكى عمره ما هيقل ولو حصل إيه والله عمره ما هيقل .


حقيقى أنا بحبك اوى يا سارة وربنا بعتك هدية ليا من عنده ربنا يديمك ليا يا احلى صاحبة واحلى اخت.


= ويديمك ليا يارب يا حياة لإنك إنتى سندى فى الدنيا بعد ربنا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي