الفصل الثالث

الفصل الثالث

ليلة من أسوء الليالي التى شهدتها قرية وادي
الزيتون، لقد بدأت بالحرائق التي أهلكت بعض
البيوت، ثم الماء التي أغرقت كل شيئ، واهلكت الزرع والنباتات، ومعظم الحيوانات، وغرق عدد من الأطفال، باتت ليلة حزينة على جميع سكان القرية.

ومع طلوع الشمس بعد تلك الليلة الطويلة بدأ
الأهالي في إصلاح الأضرار التي لحقت بهم، ودفن
جثث الغرقى، الحزن والخراب يخيم على وجوه الناس.

سمعت "أسماء" وزوجها عن ما حدث في قرية وادي
الزيتون، وأنها نجت من كل هذا هي وأسرتها؛ لأنهم لم يكونوا في القرية تلك الليلة، فهم كانوا في زيارة لبيت أبيها المنتمي لقرية تل الشعير، وسمعت من
الناس الكثير من الأقاويل.

والجميع يحكي عن ليلة دفن "أرشميم"، وأن روحه
قامت غاضبة تنتقم منهم لدفنه في هذا القبر،
وتحديداً أن الماء لم تلمس القبر ومنهم من شك أن
إبن "أرشميم" هو من أحدث هذا الخراب بسحره الذي
ورثه عن أبيه، ومن يظن إنها مجرد حوادث طبيعية.

طلبت "أسماء" من زوجها العودة إلى قرية وادي
الزيتون:_
أسماء: هيا لنرجع إلى قريتنا؛ حتى نساعدهم في
إعادة تصليح وإعمار ما تخرب.
سعد: نعم، علينا أن نذهب هناك أخي وزوجته وإبنه
ومؤكد تأذوا مما حدث.

أبا أسماء: لا، لن تذهبي سوف تبقين هنا أنتِ وزوجك وأولادك... إسمعا، لن تذهبا إلى هناك في ظل هذا
الخراب، أنا أخاف عليكما وعلى الأولاد، أنتم لاتعرفون شيئ عن تلك اللعنة.

أسماء: لعنة؟! عن أي لعنة تتحدث يا أبي.
سعد: أتقصد لعنة الساحرة الأم؟
أبا أسماء: نعم هي، إنها "شهيره" الساحرة ذات
الشعر الطويل الجميلة وإبنتها الصغيرة.

كان أبا أسماء يتحدث عن "شهيره" الساحرة وما حدث لها في الماضي. هي إمرأة جميلة ولديها إبنه صغيرة ذات عشر أعوام جميلة كأمها.
"شهيره" هى من قامت ببناء البيت الذي أعطته
لأرشميم قبل أن تُقتل، كانت "شهيره" تعيش في
سلام، وتستخدم السحر للخير ولا تضر به أحد، تجيد
إستخدامه بشكل جيد وتستطيع السيطرة عليه.

فهي هادئة تحب السلام تجالس الأطفال وتلعب
معهم، والجميع يحبها ويلجأ لها في الخير كأنها
تملك قوة خارقة، دائماً ما تقول:_
شهيره: هذه القوة أعطاني إياها القدر، وهي للخير
ولا تستخدم إلا للخير.

زوج "شهيره" إختفى في ظروف غامضة وهي تعيش
مع إبنتها، وبعد مدة تمكنت "شهيره" من الوصول
إلي المكتبة، حيث أن بها العديد من الكتب القيمة
وأيضاً بها كتب تخص السحر بأنواعه مثل: السحر
الاسود، والسحر السفلي، وأيضاً بها أهم كتابين
الكتاب الذي يفسر حقيقة الكنز الذى دفنه الأجداد، وموقعه تحديداً.

والأهل يظنون أن قصة الكنز أسطورة وليست
حقيقة، والكتاب الآخر لتحرير الأرواح الشريرة وزرع
الفساد بقوة.
وعندما ذهبت "شهيره" إلى المكتبة أخذت منها
بعض الكتب؛ لتتعلم منها السحر بشكل أفضل
ولتتوسع في علمها.

ولم تكن تعلم بكتابي سر الكنز و كتاب تحرير الأرواح،
اخذت بعض الكتب وإحتفظت بهم في قبو منزلها،
وكانت تتردد على المكتبة من حين لآخر.
وعندما وقع تحت يدها كتاب سر الكنز، وكتاب تحرير
الأرواح الشريرة، إندهشت كثيراً. قالت بدهشة:_

شهيره: لا أصدق ما أمسك بيدي، كأني في حلم إنني حقاً مندهشة! أيعقل هذا، إنه كتاب سر الكنز وأيضاً
كتاب تحرير الأرواح؛ من يملك كتاب تحرير الأرواح
يمكنه أن يحكم العالم كله، بل يمكنه السيطرة على كل شيء، يجب أن يتم التعامل مع هذا الكتاب
بحرص وحذر أو إخفائه والتخلص منه نهائياً.

أخفت "شهيره" الكتابين، وعادت إلى بيتها وجائت
لها صديقتها "أم زينب" جلسا يتحدثان، "شهيره" تثق
بها كثيراً.
شهيره: إسمعي يا "أم زينب" سوف أخبرك بأمر هام.
أم زينب: ما هو... أتريدين مساعدتي في أمرك؟
شهيره: أجل، سوف أحتاج إلى مساعدتكِ أنتى
وآخرين.

أم زينب: أنا رهن إشارتك وسوف أساعدك أنا وبعض
نساء القرية.
شهيره: يجب أن يكونوا ذو ثقة، حتى لا ينكشف أمرنا
أم زينب: ولكن لم تخبريني ما الذى تفكرين به؟
شهيره: حسناً، ولكن عندما يأتى الوقت المحدد.

ثم رحلت أم زينب، وجلست "شهيره" تفكر في طريقة للوصول إلى الكنز... وكيف تقوم بإستخراجه، وعليها توزيعه على جميع أهل القرية بالتساوي، إنه حق
للجميع،كما تركه الأجداد ليرثه الأحفاد .

إذا بالباب يدق فتحت "شهيره" الباب إنها السيدة
"إنتصار" تبكي وتشكي فقر حالها وغياب زوجها.
إحتضنتها شهيره قائلة:_
شهيره: خففي عنكي يا حبيبتي وإهدأي، قريباً سوف يحل كل شيء.
إنتصار: لم أرى زوجي منذ مدة وليس عندي حتى
طعام، والأطفال جياع.

شهيره: لدي طعام يكفيك أنتي وأولادك خذيه
وأطعميهم وغداً سوف ترزقين بالخير.
إنتصار: شكراً لكي، علمت أنكِ لن تتخلى عني .
وأخذت الطعام فرحه وعادت لأطفالها.. "شهيره"
تتمنى أن تنقذ جميع جياع القرية.

وفي الصباح تسللت "شهيره" خفية إلى المكتبة،
تخاف أن ينكشف أمر المكتبة أمام أحد، ويضيع
مجهودها بلا فائدة تسللت وعندما وصلت إلى
المكتبة، أخرجت كتاب سر الكنز وعرفت منه طريقة
الوصول إلي الكنز، ثم أخبئت الكتاب في المكتبة
وعادت إلى البيت؛ تنتظر قدوم "أم زينب" صديقتها.

وعندما جائت "أم زينب" جلسا يتحدثا:_
شهيره: الكتاب يا "ام زينب" أعطاني السر
أم زينب: أي سر؟!
شهيره: سر الكنز الذي سوف يطعم الجياع.
أم زينب: أتقصدين كنز الاجداد؟! إستطعتي الوصول
إليه؟

شهيره: أجل، جاء الوقت المحدد جهزى النساء،
وسوف أخبرك بالموعد سوف نخرجه ونوزعه على
فقراء القرية، دون علم "السيد حفيظ"، إنه رجل طماع.
وأثناء حديثهما سمعا صوت كأن أحدهم يتجسس
عليهما عند الباب، أسرعت" شهيره" بفتح الباب،
ولكن لم ترى أحد إلتفتت يميناً ويساراً لا يوجد أحد،
عادت مطمئنة تكمل حديثها مع صديقتها.

ولكن عمدة القرية "السيد حفيظ" إنه رجل ظالم
طويل القامة، قوي البنيان، يريد كل شيء لنفسه،
علم بأمر الكنز عن طريق صبيه الذي أرسله ليتجسس على "شهيره"، وكيف يتركها "السيد حفيظ" لتفعل
ما يحلو لها بالكنز، هو فقط ينتظر أن تخرجه له.
تركها لتخرجه وسوف يستعمل القوة هو ورجاله
لأخذ الكنز منها هذا ما خطط له عمدة القرية.

"شهيره" شعرت بأن أحدهم كان يتجسس عليها
بالفعل وقررت الذهاب إلى أرض الكنز؛ لعمل تعويذة
لحماية الكنز من اللصوص ولكي يصل المال للفقراء، وعند حلول منتصف الليل أخذت شعلة لهب وغطت
رأسها بغطاء أسود مُسدل على باقي جسدها.

وبيدها خمس حبات زيتون نفس اللون والحجم
متجهة نحو أكبر شجرة زيتون موجودة بالقرية،
تتلفت حريصة على أن لا يراها أحد، ولكن صبي "السيد حفيظ" يلحق بها.

ولما أحست عليه إختبئت خلف إحدى الأشجار ظل
يتلفت عليها، إذ بها تغرف من الأرض حفنة تراب
وتنفخها تجاهه؛ ليتهيأ له أسد مفترس يهاجمه
يجري خلفه، فصرخ الصبي وجرى يهرول مبتعداً.

وعندما وصلت جلست على منكبيها في دائرة
رسمتها على الأرض، ويديها جانبها وبدأت تقرأ
تعويذتها، ثم قالت بصوت عالٍ:_
شهيره: إحضروا إلى... إحضروا يا مخلصين الجن
الطيب.. إحضروا لتنقذوا كنز الأجداد.. إحضروا ليعود
الحق لصاحبه، الفقراء جياع في هذه القرية والأغنياء
يزدادون قوة يوماً بعد يوم، إحضروا أيها الجن.

وعندما أحست بدفء الجو من حولها علمت بأن
ندائها استجاب، نهضت وغرست حبات الزيتون
الخمس حول الدائرة التي كانت تجلس بها؛ لتحدد
مكان وقوف كل جني ليلتفوا حول الكنز لحمايته،
لحين تمكنها هي والنساء من إستخراجه دون أن
يعترضها أحد.

ثم عادت إلى بيتها تحتضن إبنتها قائلة:_
شهيره: أتمنى أن تبقين في أمان يا إبنتي.
في صباح اليوم التالي تركت "شهيره" إبنتها في
البيت و ذهبت لمنزل صديقتها "أم زينب" لتخبرها
بخطة إستخراج الكنز.

شهيره: يا "أم زينب" جهزي النساء، موعدنا الليلة.
ام زينب: النساء جاهزات ولكن أين؟
شهيره: عند الشجرة الكبيرة، عند أكبر شجرة زيتون في القرية.
أم زينب: حسناً، لا تقلقي... ولكن إلى أين أنتي ذاهبة
الآن؟

شهيره: إلى المكتبة، سوف أنقل بعض الكلمات في هذه المدونة، وسوف أحضر كتاب تحرير الأرواح؛
لأتخلص منه بطريقة صحيحة لأنه كتاب في قمة
الخطورة.
ام زينب: موفقة صديقتي أراكي على خير.

وإنصرفت... ذهبت "شهيره" إلى المكتبة وأخرجت
كتابي سر الكنز وتحرير الأرواح، ثم نقلت في مدونتها بعض الكلمات من كتاب سر الكنز. ومن ثم عادت
خبأت الكتاب مرة أخرى، ووضعت كتاب تحرير الأرواح في حقيبتها.

وفي نفس الوقت كان صبي "السيد حفيظ" يحاول
اللحاق "بشهيره"، لكنه غفل عنها عندما كانت عند
أم زينب، و بالطبع ذهب ليخبر سيده العمدة عن ما
حدث، ولم يستطع الصبي معرفة أين ذهبت "شهيره"؟

الصبي: سيدي" حفيظ"... "شهيره" خرجت من بيتها
وذهبت عند "أم زينب" وتحدثا قليلاً، ثم إنصرفت
"شهيره" وإختفت عني ولم استطع إيجادها، ولكن
مؤكد أن "أم زينب" تعلم مكان صديقتها.

السيد حفيظ غاضباً: كيف إختفت عن عينيك؟ انت من غفلت عنها، وكيف لا تعرف أين مكانها؟ إنها مجرد
إمرأة... وبالأمس جئتني تقول أن أسداً طاردك، أُغرب
عن وجهي أيها الفاشل. جمع "السيد حفيظ" رجاله
الأقوياء وذهب إلى "أم زينب"، وعلم منها أن "شهيره" توصلت إلى المكتبة.

السيد حفيظ: أين "شهيره" يا "أم زينب"؟
أم زينب: في بيتها.
السيد حفيظ: كانت عندك، ولم تعود إلى بيتها.
ام زينب: إذاً قد تكون ذهبت لإحضار طعام أو شيء ما.

ـــ صفع" السيد حفيظ" أم زينب على وجهها، بكت ولم ترفع عيناها عليه مرة أخرى.
السيد حفيظ: أين صديقتك؟ لأخر مرة أسألك.
أم زينب: "شهيره" تمكنت من الوصول إلى المكتبة،
وهي هناك الآن، وأنا لا أعرف مكان المكتبة.

تركها هو ورجاله و ذهب لبيت "شهيره" فوجد
الطفلة في البيت بمفردها، إختطفها وذهب ليكمل
البحث عن "شهيره"، ثم عن المكتبة، وذهب بإبنة
"شهيره" إلى حقل الخضراوات في نهايته هناك غرفة صغيرة، حبس الفتاة داخل الغرفة.

وفي نفس الوقت عادت "شهيره" من المكتبة إلى "أم زينب" لتخبرها بما فعلت، وجدتها تبكي سألتها
"شهيره":_

شهيره: يا "ام زينب" ما يبكيكِ؟ ماذا حدث؟
أم زينب باكية: لقد جاء إلى هنا "السيد حفيظ" يسأل عنكِ وضربنى ثم أخبرته بأمر المكتبة.
شهيره: ولا تعرفين أين ذهب؟

ام زينب: إنه يبحث عنكِ، ومؤكد إتجه لبيتك،
"شهيره" همت مسرعة نحو بيتها؛ لتطمئن على
إبنتها وما إن وصلت وهي تنادي إبنتها فلم تجيبها، ذهبت "شهيره" تبحث عن السيد خائفة على إبنتها.
فلما وجدته، إشتد النقاش بينهما.

شهيره: أين إبنتي يا "حفيظ" ؟
السد حفيظ: الفتاة عندي، ولكن الفتاة مقابل الكنز ... إذهبي وأستخرجي لي كنزي أنت وهؤلاء النسوة.
شهيره: لا، يكفيك ما لديك، هناك فقراء جياع وهذا
الكنز لهم.

السيد حفيظ: دعكِ منهم، وأخبريني أين المكتبة؟
وأين الكنز؟ وسوف أحفظ لكِ نصيبك من المال، ما
رأيك؟
شهيره: لا،لا يا "حفيظ"، أريد إبنتي وإلا أنت تعرف ما
أستطيع فعله.
حفيظ:" شهيره" الجميلة لا يهمني ثرثتك، كل ما
أريده هو الكنز.

تركته" شهيره" لتبحث عن إبنتها، وكتاب تحرير
الأرواح مازال في حقيبتها.
قامت شهيره بإتباع "السيد حفيظ" تتسلل في خفية
حتى وصلت. وهنا دخلت "شهيره" الغرفة، وحاولت
فك قيود إبنتها، فدخل عليها "السيد حفيظ" غاضباً
وأحد رجاله إحتضنت "شهيره" إبنتها قائلة:_

شهيره: إبنتي لا دخل لها، أتركها ترحل.
السيد حفيظ: "شهيره" اخبريني عن الكنز؟
شهيره: إنه للفقراء.. للجياع.
السيد حفيظ: سوف تفقدين إبنتك يا "شهيره" إن لم
تدليني على مكان الكنز.
وأمر رجاله بتقييد "شهيره" بإحكام، ثم قتل إبنتها
أمام عيناها.

أخذت تصرخ "شهيره" بجنون وتتوعد "للسيد حفيظ"
شهيره: سوف أنتقم منك يا "حفيظ"، سوف أقتلك
أنت وأولادك .
علم أهل القرية جميعاً بما حدث" لشهيره" وخبر قتل
إبنتها على يد "السيد حفيظ"، والجميع حزين لأمرها،
ولكن لم يتحرك ساكنا، ولم يقف أحد في وجه الرجل الظالم "حفيظ".

بل هي مجرد أيام وتناسى الجميع ما حدث، ولازالت "شهيره" مقيدة في غرفة الحقل تبكي لموت إبنتها،
وعلى باب الغرفة حارس من رجال "السيد حفيظ"
يسمى "مكرم".

كانت "شهيره" تتحدث إليه وكان يتعامل معها برفق، وأصبح يثق بها، ومن ثم مكنها من الهرب وعندما
خرجت، إتجت نحو شجرة الزيتون الكبيرة وحفرت بقوة حفر غائر وقصت خصلة من شعرها الطويل ووضعتها بين صفحات الكتاب.

ثم وضعت الكتاب في الحفرة وأعادت الردم مرة
ٱخرى، وأيضاً قامت بعمل تعويذة لإخفاء الكتاب
حتى لا يصل إليه الناس بسهولة. وحاولت الهرب
بعيداً عن أعين "السيد حفيظ" ورجاله حتى تتمكن من العودة؛ لتنتقم ولتستخرج الكنز.

ولكن علم "السيد حفيظ" بهروبها، وعاد أطلق رجاله مرة أخرى للإمساك بها.
وبالفعل تمكن رجال "السيد حفيظ" من الإمساك
"بشهيره" مرة أخرى، لقد أمسكوا بها وهي في
طريقها لقرية تل الشعير.

وبعد أن أمسك بها، أعادها إلى نفس الغرفة وقيدها من جديد وسألها عن مكان الكنز او المكتبة؟
السيد حفيظ: أين المكتبة؟ أين الكنز؟
شهيره: لن أخبرك، لن تحصل عليه. الكنز ليس لك.

السيد حفيظ: في المرة القادمة سوف أقتلك أنتِ.
شهيره: لن تستطيع، أنا من سأقتلك أنت وأولادك.
ثم تناولت حفنة تراب ونفخت بها؛ لتُخيل له أسداً
مفترس يحاول مهاجمته.

ضحك "السيد حفيظ" ثم تناول حفنة تراب وألقاها
على ما صنعت، فإختفى من أمامه.
وقال لها: أنالست صبي؛ لأخاف من ألعابك السحرية
تلك.
وأمر أن تبقي مقيدة، وعين لحراستها أحد أقوى
الحراس.

كان يضربها ويعاملها بشدة وغلظة، ولكن كان
"مكرم" الحارس الأول يتردد عليها ويجلب لها الطعام ويحنو عليها، ويمرض جروحها الناتجة عن عنف ضرب باقي الحراس، ويفعل كل هذا دون أن يراه أحد ومع
مرور أيام أخبرته "شهيره" كيف يستطيع مساعدتها:_

شهيره: يا "مكرم" سوف أمنحك أجر إحسانك إلي. إن
بقيت على قيد الحياة، أما إذا قتلني "حفيظ" خُذ بيتي وإسكن فيه وفي أسفله في القبو مجموعة كتب
منها تعلم السحر وعندما تتقنه سوف تستطيع
الوصول إلى المكتبة.

ومن ثم إلى الكنز، ولكن وزعه على الفقراء، وأيضا
كتاب تحرير الأرواح مازال موجود ولكنه صعب
الإستخدام ولا يستطيع أي ساحر إستخدامه فقد
يودي بحياته، إنه موجود تحت الشجرة الكبيرة، يجب
أن تكون متمكن لكي تستطيع إستخدامه.

مكرم: كيف أفعل هذا؟، انا لا أعرف شيء عن السحر..
شهيره: اسأل عن خالتي في قرية تل الشعير، وهي
سوف تدلك ولكن معرفتها ضعيفة.
مكرم: حسناً، سأفعل.
شهيره: "مكرم" إن قتلني "حفيظ" عليك أن تحضر
روحي، هذه مهمتك.

وإنصرف "مكرم"، وفي اليوم التالي جاء "السيد
حفيظ" وعاد يطرح نفس السؤال:_
السيد حفيظ: أين الكنز يا "شهيره"؟ .
شهيره: لن أدلك عليه وإفعل ما أنت فاعل.

وأمر الحراس بتعذيبها بقسوة حتى تعترف، لكنها لم تتحمل قساوة التعذيب. وبعد ساعات عاد الحارس
ليتفقدها وجدها ميتة.
غضب السيد" حفيظ" لموتها لم يكن يريد قتلها،
فقط كان يريد معرفة مكان الكنز، والآن تحطمت
آماله وخططه للعثور على الكنز.

تركوا جثتها ميتة لم يدفنها أحد ولكن عاد "مكرم"
وحملها وقام بدفنها بجوار إبنتها في نفس القبر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي