الدور الاول

Sarah`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-01-27ضع على الرف
  • 5.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

وضعت ندي الروايه التي كانت تقرأها جانبا بعد أن سمعت صوتا بالخارج قويآ لم تحدد ما هذا الصوت لأنها كانت منشغله في قرأة الروايه حبسة أنفاسها و دق قلبها عندما تذكرت أن والدها و والدتها بالخارج و معهم شقيقها الأصغر منها إذا هي الآن وحيده بالمنزل ..
قالت ندى في نفسها لكي تبث في نفسها الطمئنينه .. اكيد انا كنت بتخيل و ما فيش اي صوت ولا حاجه ..
أمسكت كتابها مره اخرى و تجاهلة تلك الشكوك التي تدور في رأسها لم تكن هذه المره الاولى التي تسمع فيها صوتا بالخارج .. في كل مره تكون بمفردها بالمنزل تسمع أصواتا حولها و لكنها تشغل نفسها بأي شي و في بعض الأوقات تستمع الي الميوزيك و ترفع الصوت عاليا حتى لا تسمع اي صوت اخر ...
فتحت الكاسيت علي اعلى صوت و بدءت في قرات الروايه بصوت عالي .. و أثناء ما هي منشغله بالقراءه أو انها تصنعت الانشغال لكن عقلها كان يفكر فيما يحدث حولها .. صوتها كان مرتفع و صوت الاغاني كان مرتفع أيضا و رغم ذلك لم يمنعها من سماع ذلك الصوت الذي تسلل الي أذنها ف انتفضت تنظر إلي جوارها و لكنها لم تجد أحدا .. فأمسكت الكاست و أوقفت الصوت نهائي و لكن ما جعلها تحبس أنفاسها هو الصوت الذي بالخارج و اسمها الذي يتكرر علي لسان شخصا ما هي لا تعلمه ...
صوت يقول لها : ندي انتي فين ممكن تيجي تعدي معانا شويه . بلاش تحبسي نفسك في غرفتك .
صدمة ندي و ارتعش جسدها الصغير .
ندي تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما و وجهها مثل وجه الاطفال بريئه .. لا تتحمل كل هذا الخوف علي قلبها الصغير ... و لكن في لحظه استجمعت قواتها و قررت أن تواجه مخاوفها و تفتح الباب ربما يكون أحدا تعرفه .. هي تعلم أن تفكيرها هذا غير منطقي و لكن يجب أن تواجه مخاوفها .. تلفتت حولها و أمسكت بعصا كان في زاوية الغرفه .. و فتحت الباب اخيرا ما رأته أمامها جعلها تفقد وعيها و تقع مغشيا عليها ..


صوت من بعيد جدا يناديها . و رائحة عطر تتسلل الي أنفها .. ندي . ندي فوقي يا حبيبتي . انا ماما ..
انتبهت ندي الي صوت والدتها و جلست ببطئ و هي تنظر حولها تجمع شتاتها .. فوجدت نفسها علي سريرها و بجوارها والدتها فردوس و والدها عصام و شقيقها الصغير جميل الذي يبلغ من العمر ثمانية أعوام .. جميعهم ينظرون إليها بقلق ..
وضعت ندي يدها علي جبينها بتعب ثم انزلتها و قالت بصوت خافت : ماما اي اللي حصل انا كنت نايمه و حضرتك بتصحيني .
أمسكت فردوس بيدها و قالت بقلق واضح : انتي اي اللي حصل معاكي . احنا جينا من بره لقيناكي واقعه علي الارض فاقده الوعي . ابوكي جابك هنا علي سريرك و بصعوبه علي ما فوقتي .
أغمضت ندي عيونها بقوا لكي تتذكر ما حدث معها . ولكنها فتحت عيونها بسرعه و هي ترتعش بقوه . ارتمت بين يد والدتها و بكت بصوت عالي و دست رأسها بها و هي تحتمي بها ..
هداتها فردوس و ملست علي شعرها بحنان و قالت : انا مش عارفه اي اللي حصل معاكي طب فهمينا اي اللي حصل ليكي .
قالت ندى بصوت متقطع : كنت لوحدي و سمعت صوت بره اوضتي بينادي عليا خرجت اشوف اي اللي بيحصل بره لقيت . لقيت ... توقفت ندي عن الكلام و اجهشت بالبكاء ..

نظرت فردوس الي عصام الواقف بجوارهم يتابع حوارهم بصمت . ثم التفتت الي ابنتها لتحسها علي الحديث ... و بعدين يا ندي كملي يا بنتي انا م فهمتش حاجه لسه من كلامك .
أكملت ندي بصوت متقطع : شوفت واحد شكله وحش اوي . كان ضخم و عيونه سودا اوي و حواليها احمر و ليه ضوافر طويله جدا و فتح ايده ليا بيقولي تعالي . انا اول ما شوفته ما قدرتش أتمالك نفسي وقعت في الأرض ما حستش بنفسي . أنهت ندي كلامها و هي تمسك بوالدتها بقوا و تستغيث بها ... ارجوكي يا ماما متسبنيش تاني ليخدني معاه عيونه كانت كلها شر ..
تنهدت فرودس بعد أن نظرت لعصام مره اخرى بنظره ذات مغزى . و قالت لندي : متخافيش يا حبيبتي . ما فيش اي حاجه من اللي انتي شوفتيها دي كلها مجرد اوهام بتدور في دماغك انتي بس . القصص اللي انتي بتقريها دي هي السبب مش اكتر ..
قالت ندي بثقه : يا ماما ما كنش خيال دي كانت حقيقه . انا شوفت بعنيا زي ما انا بكلمك .
قالت فردوس لها : ما انا قولتلك يا ندي دا مجرد وهم في دماغك انتي . علشان كدا انتي مصدقه اللي حصل .
قالت ندي بثقه أكثر : بس انا واثقه يا ماما أنه مش وهم و عارفه أنه حقيقه ..

تدخل عصام في الحديث و قال لفردوس : واضح أن ندي مش هتصدق غير ابوها ممكن تخليني انا اللي اتكلم معاها .
وقفت فرودس و تركت مساحه لعصام لكي يجلس بجوار ندي و يتحدث معها هو .
قال عصام بهدوء و هو يحتضن ابنته : يا نودي يا قمري من زمان و احنا بنقولك ركزي في مذاكرتك و بلاش اقرأي الروايات اللي بتخوفك دي . انتي بتخافي اصلا لوحدك مش عارف اي اللي عجبك فيها . و بعدين ما احنا اهو عايشين معاكي . محدش فينا بيشوف اي حاجه . حتى اخوكي الصغير ما بيشوفش اي حاجه خالص ..
كاد جميل أن يتحدث ولكن نظرت ابيه له جعلته يبتلع جملته فوضع يده علي فمه و لم يتحدث .
امسك عصام راس ندي و قبلها و قال وهو يقوم من مجلسه .. انا هدخل اوضتي شويه . و انتي شيلي اي تفكير وحش من دماغك .
هزت ندي رأسها في صمت و جففت دموعها بظهر يدها و هي تقنع نفسها بكلام والديها ..

خرجو جميعهم و تركوا ندي بمفردها .. نظرت الي غرفتها و الي باب الغرفه و ابتسمت و هي تقول لنفسها بصوت عالي .. بابا و ماما كانت عندهم حق شكلي انا اللي بتخيل الحاجات دي . بعد كدا مش هقرا قصص رعب تاني . خليني في الدراما مالها الدراما مش وحشه اهو علي الاقل مرجعش تاني اتخيل حاجه .. أما اشوف الساعه بقت كام دلوقتي .. ياااه بقت عشره هنام بقى علشان عندي محاضره الصبح . مش من اول سنه كدا أتأخر علي محاضرتي .
وضعت ندي رأسه علي الوسادة و ذهبت في نوم عميق ....

اغلقت فرودس الباب جيدا خلفها بعد أن تأكدت من دخول جميل الي غرفة و ندي في غرفتها ..

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي