الفصل الثاني

قالت فردوس لعصام : معناه اي اللي حصل مع البت دا . مش اول مره هي تقول انها حست بوجود حاجه غريبه و انا أقنعها أنه مجرد وهم .
قال عصام و هو يخلع ثيابه : انتي هتصدقي انتي كمان اللي بنتك بتقوله . اكيد دا وهم في دماغها مش اكتر .
جلست فردوس علي طرف السرير و وضعت يدها أسفل وجهها و قالت بحيره : بس انا حاسه أنه حقيقه يا عصام . مش معقول كل مره يكون اوهام أو بتتخيل و لا اي .
قال عصام بعدم اهتمام : ممكن يا فردوس . المهم تكفى النور و سبيني انام . لاني تعبت انهارده جدا . و لا انتي مش واخده بالك .
قالت فردوس و هي تغلق الاضاءه : بكرا كل حاجه تبان و نعرف اذا كان حقيقه من خيال .

في صباح يوم جديد اشرقت الشمس و استيقظت ندي بثقل . نفضت عنها كل ما حدث في الليله الماضيه و قررت أن تبدء يومها بنشاط . فتحت ندي شباك غرفتها و هي تشم الهواء و تملئ رئتيها بنسمات الصباح الباكر .. وقفت بعض الثواني مغمضه العينين فتحه ذراعيها بحريه .. و لكنها شعرت بيد تلامس ظهرها من الخلف .. ففتحت عيونها بسرعه و التفتت بسرعه و قلبها يدق بعنف من الخوف . و لكنه كان جميل اخيها الصغير يقف مبتسما لها .. تنهدت ندي براحه عندما وجدت أن من يقف خلفها هو جميل شقيقها .
نزلت ندي الي مستواه و أمسكت يده و قالت بحب : تعرف يا استاذ جميل انك كنت هتوقف قلبي دلوقتي . اعمل فيك اي دلوقتي .
ابتسم لها جميل و قال ببراءته : انا كنت رايح المدرسه و سمعتك و انتي بتفتحي الشباك .
ابتسمت ندي لها و احتضنته و هي تقول له : دا احلى صباح الخير علي عيونك بغض النظر انك كنت هتموتني من الخضه بس سماح المره دي علشان الصباح اللي زي القمر دا . و كمان هننزل انا و انت مع بعض .
فرح جميل بشده و قفذ لأعلى ثم خرج ليحضر أدواته
ابتسمت ندي علي فرحته الكبيرة . فرق العمر بينها و بين جميل اخيها جعلها تحتويه و تتعامل معه بسهوله . أكثر شخص قريب لقلبها هو جميل . و هو أيضا يحبها بشده فهي دائما تعطي له كل شئ يحبه و أما فردوس فهي كا اي ام تصدر الأوامر فقط . و ما أن يطلب منها شئ ترفض و تقول له هذا مضر و هذا لا يجب عليك فعله . و في النهايه هذا طفل يريد أن يلبى كل طلب له مثل ما يريد ...


خرجت ندي و هي تحمل بعض الكتب في حقيبتها و تعدل من ملابسها .. و جميل انتهى من ارتداءه ملابسه و حمل حقيبة مدرسته . و قبل أن يذهبوا معا اوقفهم صوت فردوس من خلفهم ..
هتنزلوا من غير فطار أو حتى تخدوا فلوس معاكم ..
قالت لها ندي و هي تقبل يدها : يا حبيبتي انتي صحيتي مخصوص علشان كدا . ما تقلقيش انا معايا فلوس لسه و كمان احنا مش صغيرين نقدر نعتمد علي نفسنا انتي بس ارتاحي شويه ممكن .
ابتسمت فردوس لها و قالت بحب : انا ارتاح . انا ليا مين غيركو في الدنيا ربنا ما يحرمني منك .
ابتسمت ندي لوالدتها و قبلت رأسها و ودعتها لكي تذهبت الي جامعتها .. نزلت ندي علي الدرج وهي ممسكه جميل اخيها بيدها مرت أمام الشقه الخاليه من اي بشر في الدور الأسفل .. لفت نظرها تلك العيون التي تنظر لها من خلف الزجاج . باب الشقه قديم و به شرعه زجاجيه أعلى الباب يراها من يصعد الدور الثاني أو ينزل علي السلم و لكن هذه الشرعه الرؤيه بها غير واضحه متى ظهرت هذه العيون و لمن .. ارتعشت ندي و أغمضت عيونها بقوا هذه نفس عيون ذلك الرجل الذي رأته بالأمس و قال لها والديها أنه مجرد وهم . وقفت بعض الثواني و أمسكت علي يد اخوها بقوا و نزلت سريعا علي الدرج ...

و ما أن وصلت إلي الجامعه حتى التقت بمي صديقتها القريبه و بعض الأصدقاء ..
بعد تبادل التحيه جلست ندي معهم و هم يتحدثون في امور كثيره حول دراستهم . و لكن لاحظه مي أن ندي بها شيئا ما تخفيه عنها في أقبلت عليها و همست في أذنها بصوت منخفض حتى لا يسمعهم أحد ..
مي : ندي تعالي انا عاوزه اتكلم معاكي شويه علي انفراد ممكن .
ابتسمت ندي لصديقاتها و قامت مع مي في مكان بعيد عنهم .

قالت ندى باستفاهم : مالك يا مي طول ما احنا اعدين كل شويه تبصي ليا و كمان اتكلمتي بصوت واطي علشان نقوم . مالك يا حبيبتي انتي تعبانه .

ردت مي بتلقائية : مش انا اللي تعبانه . انتي وشك في حاجه مش طبيعيه . اي اللي حصل معاكي .
ضحكت ندي علي صديقتها التي تفهمها دون أن تتكلم . مي ليست صديقه لندي بل اخت لها . هم اصدقاء من زمن طويل و يفهمون بعضهم دون أن تقول واحده للاخرى ..
قالت ندي بعمليه : بس المره دي ما فيش حاجه اصلا كل الحكايه إن كنت بقرء روايه بعد المذاكره ف اررهقت نفسي شويه.
قالت مي بشك : دا اللي هو ازاي يعني . ندي تخلصي مش عليا الحوارات دي . انا عارفه كويس أن في حاجه حصلت معاكي و انتي مخبيا .
ضحكت ندي ثانيتا ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت بمرح : لا واضح أن الاكشن اللي انتي بتتفرجي عليه واخد حقه كويس معاكي ..
وضعت مي يدها علي يد ندي و تكلمت بجديه : ندي انتي عارفه انا. أكتر حد قريب ليكي و يفهمك من عيونك . ارجوكي لو في حاجه مزعلاكي بلاش تخبي عليا . فضفضي معايا .
ابتسمت ندي لصديقتها و وضعت يدها هي الأخرى علي يد مي و قالت بحب : ربنا ما يحرمنى منك يا ميوش انا عارفه اد اي قلبك طيب و بخافي عليا . اللي حصل كان موقف عادي بس اثر عليا شويه . بعدين هنتكلم انا و انتي و حكيلك .
قالت مي باستسلام : زي ما تحبي يا حبيبتي . نخلص محاضرتنا و نتكلم براحتنا .
عادت ندي الي منزلها بعد يوم طويل في الجامعه وقفت أمام منزلها لتأخذ تلك الخطوه الثقيله علي قلبها . هي تخشى أن ترى شئ للمره الثالثه . وقفت تحدث نفسها و كان هناك شخص أمامها تحدثه فجائها صوت من خلفها يقول لها .. هتفضلي واقفه كدا في الشارع كتير تكلمي نفسك .

يتيع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي