الفصل الرابع

وقف عصام هو الآخر و قال : انا هدخل اشوف اي الحكايه امكو بقالها فتره مش طبيعيه .
قالت ندي : فعلا يا بابا ماما واضح عليها الارتباك ممكن ادخل مع حضرتك نطمن عليها .
فقال عصام : لايا ندي خليكي هنا مع جميل كملوا اكلكوا انتو . و انا هشوف فردوس مالها يمكن في حاجه زعلتها مني .
انصاعت ندي لامر ابيها و أكملت طعامها ثم ذهبت الي غرفتها تكمل دروسها ..


فتح عصام باب الغرفه فوجد فردوس جالسه علي الأريكة . تنظر أمامها مباشرتا شارده و عيونها مثبته في الفراغ و لم تحرك ساكنا .
جلس عصام بجانبها دون أن ينطق بكلمه واحده ...


بعد آن انتهت ندي من مذذاكرتها قامت من خلف مكتبها و اتجهت الي سريرها تمددت عليه و أمسكت تلك الرواية التي لم تنتهي من قرأتها لتكملها و لكن ما فعلته علي مدار اليوم كان كافي أن يجعلها تغفو و بين يديها .. هوسها بالقراءه و حبها لها يجعلها تقرء كل يوم قبل أن تنام و أحيان كثيرة تغفو وهي تمسك الكتاب بين يديها ..
شعرت ندي بأن روحها خرجت من جسدها و شاهدت نفسها و هي نائمه على سريرها فانتفضت من هول المشهد و حاولت أن تصرخ لتستغيث بأحد ولكن كان صوتها غير مسموع . و فجاه جسدها تحرك بمفرده و هي مازالت علي صدمتها . حاولت أن تذهب الي جسدها و لكن كان شي ما يمنعها من الاقتراب منه .. خرج جسدها الي غرفة المعيشه و هي وقفت ترى ما الذي سيحدث بعد ذلك فرات ذلك الشخص الذي رأته منذ فتره يقترب من جسدها . فارتعشت و اختبئة خلف الاريكه . وهو يقترب من جسدها اكثر و قبل أن يلمس جسدها نظر في اتجاه روحها و ابتسم بشده حتى بانت أسنانه العريضه فصرخت بقوا من الرعب الذي كانت فيه ...
شهقت ندى بقوا و كأن روحها عادت لها مره اخرى قامت بثقل شديد و جسدها مازال يرتعش من الذي حدث معها و من شكل هذا الرجل المخيف . تحسست جسدها و يديها و هي تنظرت حولها لترى هل الذي رأته حقيقه ام مجرد حلم . فاكتشفت انها علي الارض في نفس المكان الذي سقطت به في الحلم ..
قامت بسرعه و ذهبت الي فرودس تركب الباب بيديها و قدمها و جسدها يرتعش و عيونها زائغه يمينا و يسارا . و كأنها تبحث عن أحد ..
فتحت فردوس باب الغرفه و عندما رأت ندي علي هذه الحاله اختضت و اخذتها بين يديها تهداها ...
قالت فردوس بفزع : جسمك بيرتعش كدا ليه . مش كنتي نايمه .
قالت ندي بدموع و صوت متقطع : انا كنت ميته من شويه و بعدين جه و ...
قطعت ندي كلامها و بكت بصوت عالي ..
خرج جميل من غرفته علي صوت بكائها و عيونه ناعسه . اقترب منها و احتضنها و طبطب عليهاو قال لها : انا سمعتك و انتي بتكلمي ماما . متخافيش يا ندي انا هنا معاكي .
رفعت ندي رأسها له و دموعها تغرق وجهها ف ارتمت علي يديه الصغيره و بكت أكثر .
قال لها جميل ببراءه الاطفال : انا موجود هنا اي حد هيجي جنبي انا هضربه بالمسدس بتاعي .
ابتسمت ندي رغما عنها و قبلته من وجهه و قالت : ياريت يا جميل تقتله و تريحني منه بقى .
قال جميل : و انا موافق يلا تعالي نامي جنبي علشان لما يجي تاني اشوفه و اقتله بسرعه قبل ما يهرب .
وافقت ندي علي هذا الاقتراح و قالت له : انت عندك حق يا جميل انا محتاجه اغير المكان اللي بنام فيه .
فرح جميل أن ندي وافقت علي هذا الاقتراح و أنها ستقضي هذه الليل بجواره ..
نظرت لها فردوس و طبطبت علي ظهرها و هي تقول : طب ادخلي نامي جنب جميل و الصباح رباح .
دخلت ندي مع جميل و نامت بجواره . كان جميل يفكر في ندي و كيف سيحميها من هذا الكائن الذي يهدد أمنها .و يرعبها حتى خفى هو الآخر .. اطمأنت فردوس عليهم و هم نائمون .. جميل يمسك بيد ندي و ندي غارقه في النوم .... ابتسمت لهم ثم أغلقت الباب عليهم بهدوء حتى لا تفيقهم مره اخرى ..

ارتدت فردوس الملابس التي تخرج بها و فتحت باب الشقه بهدوء شديد . تلفتت حولها ثم أغلقت الباب بنفس الطريقه التي فتحت بها .....


صوت المنبه العالي كان كفيل أن يقظ كل من بالبيت و ليس النائمون بالغرفه فقط .
أغلقت ندي المنبه علي مضض و هي تتافف من صوته العالي المزعج . فتحت نصف عين و يدها فوق عيونها تحجب عن عينها أشعة الشمس التي تسللت إليها بسرعه عندما استيقظت .. قالت بصوت ناعس . و بعدين بقى في الصوت المزعج دا هو م ينفعش ارتاح شويه .
اقترب جميل منها و طبع قبله علي خدها و هو يقول : صباح الخير علي القمر اللي بيطلع الصبح .
ابتسمت ندي له و هي تعتدل في جلستها و أمسكته من ذراعيه و هي تدغدغ به .. انا نفسي اعرف بتجيب الكلام دا منين . دا انت ما عندكش غير عشر سنين .
قال جميل و هو يضحك ببراءه : سبيني خلاص مش هقول ليكي حاجه تاني .
توقفت ندي و تصنعت الزعل : كدا يا جميل مش هقول ليا كلام حلو تاني . دا ما فيش حد بيرفع معنوياتي غيرك .
قال جميل و هو يقبلها من رأسها : هو انا اقدر ما قولش للقمر دا كلام حلو زيها .
ابتسمت ندي لها و قامت من مجلسها بسرعه . ففر جميل هارب الي الصاله يضحك بصوت عالي و من ورأه ندي تريد أن تمسك به . ف اختبئ هو وراء التركيه حتى لا تراه ندي .. و أثناء ما هو يختبئ راي جميل شئ ف حاول أن يمسك به و لكنه اختفى فجاه .
و كأي طفل لديه فضول يريد أن يكتشف اي شي هذا الذي يهرب منه ..
خرجت ندي من غرفة جميل تبحث عنه و تقول بصوت عالي : عارف يا جميل لو مسكتك مش هسيبك غير لما ابوسك . لو جدع بقى أظهر .
لم يصدر جميل اي صوت لانه كان منشغل بما رأه يبحث عنه و لقصر قامته و حجمه الصغير لم تراه ندي من وراء الأريكة الكبيره . ف وقفت وسط الشقه تضع يدها في وسطها وهي تتوعده . فتذكرة المكان الذي يختبئ فيه جميل عندما يريد الهرب من احدا .
فذهبت الي الاريكه و نظرة خلفها فوجدت جميل يمسك شي . فصرخت ندي باعلى صوت لديها : جميل بلاااااش .

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي