الفصل الخامس

نظر لها جميل و هو يضع يده و يبتسم لها بطفوليه .
أقتربت منه ندي بسرعه و امسكته من ملابسه بسرعه و سحبته للخارج بعيد عن الاريكه .
قالت ندي بصوت عالي : جميل انت ازاي كنت هتعمل كدا انت مجنون .
امتلئة عيون جميل بالدموع و هو يقول : انا ما عملتش حاجه يا ندي . انا بس كنت عاوز العب .
احتضنته ندي و هي تقول : يا حبيبي مش اي حاجه. نشوفها نمسكها . انت عارف دا اي علشان تمسكه .
قال جميل : لا بس انا جيت امسكها اختفت و ظهرت تاني كنت عاوز امسكها علشان اعرف اي دي .
قالت ندي : و انا كمان معرفش اي دا استنا نشوف ماما و نعرف اي دا لأنها حاجه غريبه اول مره اشوفها في البيت و كمان شكلها خطر .
وقفت ندي لتبلغ فردوس ما حدث معهم . و لكن قبل أن تذهب حذرت جميل من الاقتراب مره اخرى منها .
رفعت ندي سبابتها أمام وجه جميل و قالت محذره : جميل لاخر مره اقول بلاش تقرب منها . و لا تمد ايدك علي حاجه غريبه .
هز جميل رأسه بالموافقه و جلس مكانه .
فتشت ندي عن فردوس و عصام في جميع أرجاء الشقه و لكنها لم تجدهم .. فقالت بصوت مسموع غريبه . امال بابا و ماما فين مش عوايدهم اصحى من النوم ما يكونش حد منهم موجود .
ردت عليها فردوس و هي تخلع حجابها عند باب الشقه : عندك حق يا ندي . بس حالنا مشوار فجاه و كان لازم نروح ضروري .
قالت ندي براحه بعد أن رأت والديها : ولا يهمك يا ماما انا قلقت عليكوا . و كمان كان في حاجه هنا غريبه و جميل كان عاوز يمسكها .
بعد أن قالت جملتها نظر عصام و فردوس الي بعضهم و قالت فردوس لندي : الحاجه اللي كانت ورا الكنبه الكبيره .
استغربت ندي أن والدتها تعرف دون أن تقول لها ندي .
قالت ندي : و حضرتك عرفتي منين اني كنت هقول علي الحاجه دي .
ارتبكت فردوس و قالت : مش بتقولي جميل اللي شاف حاجه غريبه و هو بيكون موجود فين مكانه المفضل . ورا الكنبه . المهم شاف اي قوليلي .
قالت ندي و هي مستغربه : حاجه كدا شبه الكلب بس هي مش كلب و لا قطه مخلوق غريب . اول مره اشوفه في حياتي شكله مرعب جدا . و جميل كان هيمسكه و لاخر لحظه انا لحقته قبل ما يلمسه .
قالت فردوس و هي عيونه علي عيون عصام : دا اكيد كان تخيل منك مش اكتر .
قالت ندي بانفعال : ماما هو في اي بظبط هو انا كل ما اكلم حضرتك علي حاجه انا شوفتها تكذبيها و تقولي أنه خيال . طب ما انا قولتلك أول ما دخلتي و كان ردك غير كدا .
قال عصام و هو يقترب من ابنته : و بعدين معاكي يا ندي احنا كل ما نخلص من حاجه تجيبي حاجه تانيه و كمان تحاولي تقنعينا بيها . انتي عاوزه تقولي اي .
قالت ندي و هي تبتعد عنه : بابا انا مش عاوزه اقول حاجه . انا بحاول اوصل ليكو اللي بيحصل معايا . بس اظاهر أن حضراتكم انتو اللي عاوزين توصلوا ليا حاجه معينه . وهي اني انا اللي مجنونه و كل اللي بيحصل دا مش اكتر من وهم و اللي حصل امبارح و قبله و قبله . حتى لو هو وهم زي ما انتو بتقولوا و أنه مش اكتر من وهم تقدر تفهمني و تفسرلي . ازاي جميل شاف دا بعينه هو كمان و كان هيمسكه و انا اللي منعته .
قال عصام ببساطه : اديكي قولتي بنفسك انتي اللي منعتيه . يعني لو حقيقه كان مسكه هو و كان احتفظ بيه دا طفل و عنده فضول و م حدش يقدر يمنعه من حاجه عنده فضول ليها .
قالت ندي باستياء : اسمحلي يا بابا اقول لحضرتك كلامك مش مقنع خالص . لان انا شوفته بعيني و كمان جميل شافه حتي اسأله بنفسك .
قال عصام : طبيعي انتي شوفتي حاجه من وجهة نظرك انتي و دا طفل ف طبيعي أنه هيقولك اه شوفت حتى لو هو ما شافش حاجه اصلا عقله هيصور ليه حاجات مش موجوده .
قالت ندي مستسلمه : تمام يا بابا يعني جميل كمان بيتخيل زي . ما عنديش مشكله بعد كدا .لو اي حاجه هو شافها مش همنعه أنه يلمسها . علشان حضرتك تقتنع انت و ماما .
قالت فردوس بضحك : و انا موافقه يا ندي . رغم اني متاكده أن فعلا ما فيش حاجه بس دا إثبات ليكي انتي مش اكتر . بلا علشان هتتاخري علي جامعتك . هدخل احضر ليكي الفطار .
قالت ندي معترضه : لا يا ماما شكرا انا هي محاضرات كتير و لازم اروح بدري . بعد اذنكوا . قبل أن تمشي ندى تعلق جميل بيدها و طلب منها أن توصله الي مدرسته في طريقها ..
قالت ندي : جميل حبيبي معلشي انا تعبانه انهارده ممكن تروح مدرستك لوحدك انهارده بس .
قال جميل و هو يمسك بيدها جيدا : انا عاوزك انتي اللي توديني المدرسه .
تنهدت ندي باستسلام و هي تضع يدها علي عينها من شدة التوتر و قالت : حاضر يا جميل خلص لبسك بسرعه علشان عاوزه انزل علي كليتي اتاخرت .
قال جميل بطاعه : حاضر يا ندي هخلص بسرعه جدا قبل ما انتي تخرج من اوضتك .
ابتسمت له ندي و في نفسها تتوعد لوالديها انها لابد أن تثبت لهم صحة كلامها و أن ما يحدث معها حقيقه و ليس خيال كمان يقولون . و أنها ليست مجنونه تخترع هذه القصص من وحي خيالها ...

أمسكت ندي كتبها و حقيبه يدها و وقفت أمام باب شفتها تنتظر خروج أخيها و لكن تأخر جميل و لم يستجيب الي ندتءها . تنهدت ندي بنفاذ صبر و قالت بصوت مرتفع .. و بعدين بقى معاك يا جميل كل دا بتلبس اليونيفورم بتاع المدرسه .. لم يرد عليها جميل و ساد الصمت في أرجاء الشقه .. كانت ندي تقف أمام الشقه و تنظر إلي السلم و هي تتحدث و لكن ما رأته كان أكثر من ما توقعت . كان شي لا يصدقه عقل . علي آثارها وقعت كل الاشياء من يدها بسبب الرعشه التي إصابتها فجاه و عيونها اتسعت جدا . و لسانها عقد حاولت أن تنادي علي أحدا و لكن دون جدوى ..

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي