الفصل الثالث

قالت ندي بتلقائيه دون أن تنظر لصاحب الصوت : و الله عندك حق ما انا مش كل مره هقف كدا اكلم نفسي . لازم اكون قويه . ما انا ما بقتش صغيره انا بقى عندي ... عندي .. بطرة كلمتها و هي تنظر خلفها لصاحب الصوت . فوجدته مروان جارهم الذي يبلغ من العمر ثلاثه عشرون عاما و الذي وقع في حبها من اول نظره رأها فيها . هو دائما يلمح لها بهذا الحب . ولكن ندي تتجاهله . و ترى أن هذا الحب محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ . هي لسه صغيره علي كلمة حب أمامها طريق طويل هي رسمته لنفسها لم تحقق منه شئ بعد . و تقول دائما ان البنت يجب عليها أن تثبت ذاتها اولا ثم تتفرغ للحب و الزواج .. وقف مروان ينظر لها مبتسما و عيونه هائمه في حبها غارقه في بحر عينيها .. تكلمت ندي بحرج شديد ... استاذ مروان حضرتك جاي و بتتكلم معايا مش شايف أن دي حاجه ما تخصش حضرتك ..
تنحنح مروان بحرج و قال مبررا : انا بس استغربت انك واقفه في الشارع بتكلمي نفسك . ف قولت لو محتاجه مساعده انا موجود .
ردت عليه ندي بحده : لا شكرا يا استاذ مروان بعد اذنك ممكن تسبني اطلع بقى دا لو حضرتك ما عندكش مانع .

ابتسم لها مروان ابتسامه عريضه وقال بحب و هو ينظر لها : ربنا يخليكي ليا يا ندي .

استشاطت ندي غيظا منه و صعدت الي منزلها بسرعه كبيره . حتى أنها لم تتذكر ما السبب الذي كانت تقف أمام المنزل بسببه .
دخلت علي غرفتها بسرعه دون أن تتكلم مع فرودس و هي تسب في مروان علي تدخله في كل شئ . و ظهره أمامها اينما ذهبت و كأنه عفريت . يظهر متى يشاء .

دخلت فرودس الي غرفة ندي مستغربه انها لم تتحدث مع احدا و علي وجهها علامات غضب .
فرودس : دخلتي كدا و بتكلمي نفسك و كمان ما وقفتيش تكلميني . حد ضايقك بره .
قالت ندي وهي مازالت غاضبه : اليوم كان طويل شويه و كان عندي محاضرات كتير .
قالت فردوس : شكلك متضايقه من حاجه مش موضوع محاضرات كتير .
انفعلت ندي في كلامها و قالت بصوت عال نوعا ما : ما انا قولت يا ماما ما فيش حاجه .
نظرت لها فردوس باستغراب و قالت : بس انتي اسلوبك ما كانش كدا . من امتى بتتكلمي بصوت عالي معايا .
وقفت ندي عندما انتبهت لنفسها أن صوت ارتفع في الحديث : انا اسفه يا ماما حقيقي ما اخدتش بالي أن صوتي عالي . أقبلت ندي علي والدتها و قبلت رأسها و يديها .
قالت فردوس : ولا يهمك يا حبيبتي . انا كنت عاوزه اعرف اي اللي مضايقك بس انتي مش حابه خلاص براحتك . يلا نحضر الغدا انا وانتي علشان عصام كل شويه يقول أنا جعان .
قالت ندى : بابا صحيح هو فين انا من امبارح مش شوفته .
قالت فردوس باستعجال : موجود هيروح فين ما انتي عارفه من ساعة ما خرجوا من شغله معاش مبكرا و هو مش بيخرج من البيت غير للضروره .
قالت ندي : خلاص يا ماما انا هبدل هدومي و اجي وراكي علشان حضر الغدا .
امأت فردوس رأسها بالموافقه و ذهبت لتجهيز الغداء .
انتهت ندي من تبديل ملابسها و ذهبت الي فرودس في المطبخ لكي ينهون الغداء سويا .

دخلت ندي و هي تمتم بعض الكلمات لاغنيه لحماقى .
التفتت لها فردوس باستغراب و هي تقول و علي وجهها علامات الدهشه : ندي انتي جيتي امتى و كمان بدلتي هدومك .
نظرة لها ندي و هي تضحك و تقول : ماما انتي اكيد جالك زهايمر . او بتهزري معايا ما انا عارفه هزارك كويس .
قالت فردوس بجديه : بهزر اي يا بنتي انا بتكلم بجد مش بهزر . انا واقفه في المطبخ بحضر الغدا و معرفش انك وصلتي اصلا .
وقفت ندي صامته تنظر في عيون فردوس لترى ما إن كان كلامها صحيح و هي فعلا لم تراها ام انها تداعبها . لم تصدر فردوس اي ردت فعل . إذا هي فعلا لم تراها .
قالت ندي بعد أن ابتلعت ريقها بصعوبه : مش انتي اللي كنتي جوا امال انا كنت بكلم مين و مين اللي انا حضنتها جوا و مين اللي كانت معايا .
صدمة فردوس عندما سمعت هذا الحديث من ندي . و ان شخصا ما كان موجود مع ابنتها في غرفتها و تحدثوا سويا . ارتعبت فردوس علي ندي و قالت بابتسامه مزيفه : انتي صدقتي اكيد انا اللي كنت جوا هيكون مين يعني انا كنت بهزر معاكي .
تنفست ندي براحه و قالت : يا ماما حرام عليكي كدا خضتيني دا انا صدقت كلامك .
قالت فردوس و هي تضحك بتوتر : يعني بلاش اهزر معاكي . يلا علشان ابوكي قرب يوصل من بره .
وقفت ندي ثانيتا و قالت بصوت عالي : يا دي اليوم اللي مش هيعدي . يا ماما انتي مش لسه قائله أن بابا جعان و هو ف البيت مش بيخرج غير للضروره .
قالت فردوس : ها . اه ما هو كان هنا و خرج من شويه .
قالت ندي بتمرد : لا يا ماما حضرتك قولتي أنه هنا و ما خرجش من شويه و لا حاجه .
قالت فردوس بانفعال : يووووه يا ندي اخلصي و حصري الغدا وبلاش وجع دماغ . انا خارجه احضر السفره .
حدثت ندي نفسها علي ما يحدث حولها : البيت دا شكله اتلبس . او ممكن اكون انا اللي اتجننت . انا مش عارفه اي اللي بيحصل بظبط . يوووه هو انا هقف اكلم نفسي كتير . انا هروح احضر السفره و خلاص ....

بعد أن تجمعوا جميعهم علي مائده الطعام كانت فردوس شارده و تعبث بطبقها و لم تأكل شئ .
تنحنح عصام و هو يقول : مالك يا فردوس . سرحانه و مش زي عادتك .
تدخلت ندي و هي تضحك : ماما شكلها عندها زهايمر يا بابا تخيل انها دخلت اوضتي و اتكلمت معايا و ف الآخر تقولي انها ما شفتنيش اصلا .
رفع عصام أحد حاجبيه بتعجب : دا ازاي يعني امك عمرها ما نسيت حاجه . فردوس انتي تعبانه .
تركت فردوس من يدها المعلقه و قالت بتوتر واضح : انا فعلا تعبانه شويه . بس انا قولت لندي اني كنت بهزر معاها و المفروض الموضوع خلص . و ما فيش لازمه انها تعيد الكلام تاني .

قالت ندي : ماما انا بهزر معاكي مش اكتر .
وقفت فردوس و قالت : حصل خير انا هدخل ارتاح في اوضتي شويه .
تركتهم و دخلت الي غرفتها وسط نظرتهم المتسائله ماذا حدث لكل هذا ....



يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي