الفصل السادس

في  الطريق عائدة الي المنزل
اخرجت سينام احد هواتفها السرية دونت عليه احد الارقام التي تحفظها على ظهر قلب .
استقبل مكاللمتها الطرف الاخر بترحاب شديد ومودة(محمود عصام وزوجته)تبدي على اصواتهم  نادوا طفلها المخبأ لديهم منذ عام ونصف :
-عمر تعالى إلى هنا والدتك تريد ان تحادثكعلى الهاتف.
جاء عمر الى الفور ليحادث سينام اخذ الهاتف النقال من محمود ثم جلس يستمع الي صوت والدته عبر الهاتف الذي اشتاقت اليه كثيراً.
أرسلت اليه العديد من القبلات عبر الهاتف لتعبر له عن لهفتها لتضمه في احضانهاواطلقت من شفتيها زفرة اشتياق :
-عمر انت  وحشتيني كثيراً.
أجابها قائلا:
- أنتِ كمان ماما لقد أشتقت الى احضانك واللهو معك وان انام بجانبك.
سألها قائلا:
-متى ستأتي يا أمي الى بيت العم محمود؟
-او اخبريني بمكانك وسأتي اليكي في الحال؟
قهقه عالية  انبعثت من شفتيها  عن حديث ابنها الطفولي  لتمزح معه قائلة :
-تأتي اليَ ياصغير  ياله من امر مضحك!
-مازلت صغيراً لا تعرف البيض من الحجر وتريدني ان اخبرك مكاني ولم تكتفي بذلك بل تريد ان تاتي اليّ لقد كبرت ياغر .
لقد أغاظته بنعتها له بغر  فبصوت غاضب وصل الى مسامعها:
-أمي انا لست غراً بل انا رجل .
-فالرجولة افعال لا اقوال .
-لاتقاس بالعمر الزمني
همست في سرها قائلة :
-صدقت ياصغيري فيما تفوهت به من لسانك.
طلبت سينام من عمر ان يعطي الهاتف لمحمود
حدثها محمود على الفور طلبت منه ان يبتعد عن محيط الطفل .اجابها:
-ساضطر ان انهي المكالمة وهاتفيني مرة اخرى بعد خمس دقائق اكون قد ذهبت الى السيارة .

ابتعد على الفور معللا ذلك بنسيانه شيئا خاصا بالعمل في السيارة يحتاجه الان في عمل ضروري .
اشار الى زوجته ان تلهي الطفال حتى يمشي حتى لا يتشبث به الاطفال ويضطر الى اصطحابهم معه .
  قامت زوجته بالهائهم حتى خرج دون ان يصدر صوت  .

في سيارة محمود عصام
رن هاتفه مرة اخرى باحد ارقام سينام السرية .
رد عليها من اول مرةقائلا:
-ايوة ياسينام لقد خرجت ما الأمر الهام والعاجل الذي تودين اخباري بي؟
-لقد قبضت على مصيلحي وثأرت لزوجي وأبي لكنه قد وافته المنية بعد ان قبضت عليه بدقائق من الحسره لم يستوعب اني مازلت حية ترزق
بشكل متوازي تحدث مشاكسا:
- يجب عليكي ألا تنكري انكِ حيّة تسعى في الأرض .

سحقته بذلك الرد:
-ثعبان اما يلوشك(يقرصك)ويريحنا منك .

رد محمود عليها سريعاً:
- تذكري شيء جيدا انتِ تعلمين اني لدي فوبيا من تلك الزواحف .
اكملت حديثها بجدية منقطعة النظير :
- اشكرك على مساعدتك لي واستضافتك لعمر ومعاملتك له له كانه ابن من ابنائك.
-انت اخ لم تلده امي .
-سأظل ماحييت أتذكر جمال صنيعتك باحتفاظك بولدي وحمايته بعقر دارك .
-اطلب مني أي شيء أسديه لك مقابل المعروف الذي قدمته لي بسخاء
-في القريب العاجل سأمر عليكم وساصطحب عمر الى منزلي .

نهر محمود سينام قائلا :
-ان قلتي ذلك مرة أخرى ساقطع صلتي بكِ
-ليس لديكِ ابن لدينا.
-لاتنسي ان عمر هو ابن ابن خالتي الغاليةرحمها الله .
-ان اخت والده تكون زوجته فانا بمثابة عمه والعم والد.

بعد ان علمت درة زوجة محمود واخت كمال بعدان قص عليها محمود ماقصته عليه سينام اطلقت العديد من الزغاريد بهذه الاخبار الساره
تلقفت عمر في احضانها والدموع تهبط من جفونها على وجنتيها ثم تختفي ويظهر غيرها الكثير .
اطلقت اهة من اعماق قلبها المكلوم على وفاة اخيها غدرا وابنه قابع داخل احضانها:
-اخيرا قلبي ارتاح من نار فراقك وسينام لقد نفذت وعدها باخذ الثأر ممن قتلوك غدراً وخسة.

هاتفت سينام مهند تسأله عن والدتها فاخبرها انها بجانبه ولم تنم بعد
طلبت منه سينام ان يجمع العائله لامر ضروري وان امامها نصف ساعة حتى تعود.

بعد ان انهت الاتصال مع اخيها هاتفت ابن عمها حسام لاطمئان عليه فاخبرها انه بالمنزل في نفس الوقت الذي طرق مهند على باب غرفته ليخبره باجتماع سينام الطارئ للمنزل باكمله.

بعد نصف ساعة من الوقت الذي قارب على منتصف الليل كاد ان يدق الناقوس معلنا ان الساعة الان الثانية عشر مساءا ليعلن عن قدوم يوم جديد

اجتمع الجميع في غرقة استقبال الضيوف بعد ان اغلقوا النوافذ والابواب
شرعت سينام في الحديث قائلا:
- عاهدت نفسي من اكتر من عشرين سنة اني لن استقبل عزاء والدي ولن اصدق انه مات ودفن في الثرى حتى أثأر له ممن قتلوه واباحوا دماءؤه غدرا وبهتانا لكني لم اعلم اني سأخذ معه ثأر زوجي لذا من اليوم ستقبل العزاء في والدي وزوجي وسأحضر عمر ابني للعيش معي هنا .

تفاجأ فتحي بان سينام لديها اولاد .
اما والدة سينام فلقد صفعتها على وجهها ضربة من قوتها زلزلت جدران الغرفة معقبة:
-لهذه الدرجة ليس لدينا قيمة لديكِ.
-أنحن هراء في حياتك؟
- لقد عشت ايام مقهورة عليكي وعلى حفيدي
-لا اعلم هل افرح ام أحزن .ط؟
-انتِ لست ابنتي ؟
-ابنتي كتاب مفتوح وليست كتاب مغلق بهذا الدهاء والخداع .

بدمعات مقهورة اطلقت سينام صرخات متتالية:
-كفى .
-لاأحد تعذب مثلي .
لقد تحملت عبئاً اكثرمن طاقتي ولم أشكو يوما.
-حيين اتت اللحظة الذي سأنفضهذا الاعباء من عاتقي تلومنني وتنعتوني بالانانية .
أي انانية ذلك وانا انام مثل الذئاب لحمايتكم .
-لقد حرمت من طفلي غصبا لحمايتكم جميعا من الاذى .
لو ليس لديكم قيمة لدي لمّ فعلت كل هذا .
تركت لهم المجلس دون كلمة أخرى متوجهة نحو غرفتها

عاتب الجميع صفية وخاصة جد سينام قائلة :
-لم تضربيها حينما كانت صغيرة بعد ما كبرت واصبحت مسئولة تصفعيها ماذا فعلت لكل ذلك؟
- مافعلته لم يفعله رجال بشواربهم.
-لقد خذلتي ابنتك ياصفية في اكثر وقت ابنتك بحاجة اليك.
تبحث عن مهند في الغرفة لكنها لم تجده
هرولت الى غرفة ابنتها وجدت ابنها بجانب اخته ياخدها في احضانه ويمسح دمعاتها الماسية
اخذتهم في احصانها تمسد بيدها على جسدهم حتى ناموا جميعا من كترة التعب وتزاحم الذكريات في اذهانهم .
في الصباح
طلبت سينام من عمها ان يؤجل مراسم العزاء حتى تعود من اسكندرية بصحبة ابنها عمر لتقيم عزاء ابيها وزوجها معا.
عرض عليها مهند وحسام ان يذهبها معها لكنها رفضت .
جلس الصغير جلال على اقدامها همس لها:
لقد وعدتيني ان تحضري لي اخا العب معه ما رأيك ان أتي معك لاصطحابه؟
- غزت البسمة على شفتيها قبل ان تقول:
-اعدك ان اخيك عمر سيبيت الليلة في احضانك الم اجعلك تحادثه من قبل وانت الوحيد الذي اطلعته على سري اولا فانت ابن قلبي لقد وقعت في حبك من اول نظره .

لقد ارضت فضولجلال الطفولي بحديثها اخيرا ستأتي بطفلها ويصبح نصب عينها طول الوقت لن يغيب عن اتظارها مرة أخرى .
ستوض مافاتها بعودته الى احضانها مرة اخرى
ستصبح اما لكن طفلين وسيمين وليس طفلا واحدا.
ستعلمهم معنى الاية الكريمة:
(سنشد عضدك بأخيك)
فالاخ قوة.
فالاخ سند.
فبدون اخاك ستنهشك السباع .

استقبل الجميع عمر بمحبة
حين لمح جلال سينام بالمنزل برفقتها طفل صغير بعمرالثلاث سنوات هرول الى الصغير معطيا له كيس من الحلوى الذي يفضلها وهو يعرف نفسه قائلا:
-انا جلال
مشيرا الى والده الذي في احد زوايا البهو قائلا:
-هذا والدي حسام
وعرفه على الجميع ثم اتبعها بقول :
نسيت ان اسئلك ما أسمك؟
تحدث الصغير قائلا:
اسمي عمر يوسف
سحب جلال يوسغدف متوجها الى غرفة الالعاب لكن صفيه لم تمهله بالاسيلاء على عمر وغمرته باحضانها قائلة :
انا جدتك صفية ياحبيب قلبي .
اوما لها الطفل قائلا:
-ماما وعمتيدرة وعمو محمود كانوا يحضرون البوم صور كبير ورايت صورتك انتِ وخالو مهند انما الباقي لا
-قال هذا وهو يشاور باصبعه باتجاه الباقي من أفراد العائلة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي