الفصل الثاني

الفصل الثاني

    

عارفه يا اصاله ، أنا يمكن بكايا على أمي هو إللي بدء يسحب نظري مش قراءه الكتب زي ما بتقولوا كده.
أكيد لو موجوده معايا حجات كتير كانت اتغيرت  صح ؟!

تنهدت اصاله ثم وضعت كفيها على وجنتي يوسف بهدوء  رافعه رأسه بحنان إلى أعلى بحركات هادئه حتى وقعت عينيها في عينه ، مسحت أدمعه يكفيها في حنان ثم أجابت  :  كل حاجه في الدنيا دي قضاء وقدر يا يوسف ، وكل حاجه  بتحصل لينا في  حياتنا  هي خير لينا ، ربنا عمره ما هيعمل لينا حاجه وحشه أبدًا ، لازم يكون عندنا ثقه في ربنا ورضا بالحال إللي إحنا عليه أي كان الحال .
الله أعلم لو والدتك موجوده كان إيه ممكن يحصل ، ربنا بياخد مننا حاجه وبعطينا حاجات كتير حلوه  إحنا مش حاسين بيها ولا بنحس بيها إلا لم تروح مننا .
لازم نرضى بـ كل إللي بعمله ربنا .
ولازم تفهم حاجه مهمه اوي  .
أنا أو والدك أو حتى زين مش بيكون قصدنا نزعلك أو ندايقك بـ الكلام زي ما بتحسبها كده ، لاء خالص بالعكس ، إحنا التلاته نفسنا تبقى أنت  كويس وتبقى أفضل حاجه في الدنيا وتحقق كل أحلامك ، عمرنا في لحظه  ما وقفنا في وش حلمك أو طموحك ولا عمرنا هنعمل كده أكيد ، لكن هو بس خوف عليك مش أكتر .

صمتت للحظات ثم تحدثت ببتسامه محاوله تغيير الأمر من هذا الوضع الكئيب إلى شئ من الضحك فتحدثت بحسها الفُكاهي قائله :
أما عن موضوع نظرك ، فـ والله يا عم إن النضاره إللي أنت لابسها دي مداريه جمال عيونك دي ، إيه ياض  الجمال دا يا ياض ، ايه يا عم الناس الحلاوه دي  ؟!
في عيون بالجمال والحلاوه دي ؟؟

يوسف ضاحكًا : بس يا ماما كده عيب .
اصاله ضاحكه : اه انا عارفه الاغنيه دي ،بس يا ماما بس كده عيب ، دي مش بتاع فلم الداده دودي ؟!
يوسف : باااالظبط كده ، شطووووره ،  المهم سيبك من كل دا وقولي ليا   كنت بتعيطي ليه  وكنتي محتجاني في إيه؟!

اصاله بتذكر : يااااه ، دا أنا نسيت أنا كنت عايزاك في إيه أصلًا ، مش مهم بقى خلاص أنا بقيت كويسه ، المهم أن شوفتك وشوفت ضحكتك إللي تجنن دي .

يوسف بمكر : يا رااااجل  ، بقيت بتعرف تعاكس اهو وبقيتي بتقولي كلام حب وبتاع ، أنا مش متعود منك على كده لا.

بس بجد كنت عايزه أيه !! كنت عايزاني عشان والدك ؟؟
اصاله بتنهيده حزينه : ااااه ، جيت على الجرح ، فعلًا كنت عايزاك   بسبب  بابا .
يوسف : خير عمل إيه  تان زعلك ؟!
اصاله : مش مهم دلوقت ، بعدين أبقى أقول ليك  ، المهم  إنت وصلت لجديد في إللي كنت بتعمله ؟!

يوسف :  جديد في إيه بالظبط مش فاهم  ؟؟
اصاله بمكر: في إللي روحت المكتبه القديمه عشانه يا عم اللي مش فاهم  ،  هو أنت بتروح المكتبه  الجديده إلا عشانه ؟!
عشان  السرداب !!
يوسف : احم احم ، طيب إيه طاه ؟!

اصاله بغرور : أنا اللي فهماك وحفظاك يا يوزارسيف ، فـ لم تحب تلف ودور على حد لف ودور لكن مش على اصاله  .
أبتسم يوسف ثم تحدث:  حبيبي أنت والله صولتي يا قمر أنت  ،  بس  لا للأسف مفيش اي جديد ،  تقريبًا قرأت كل كتب المكتبه القديمه ، كل الكتب الاسطوريه  لكن مش قدرت أوصل لأي جديد ،  ولا كتاب ذاكر حاجه عن السرداب دا ، مفيش أي معلومه عنه خالص غير في الكتاب إللي معانا ، وحتى الكتاب اللي معايا   لا حدد  مكان السرداب ولا حتى حدد العالم الغريب إللي فيه أخر السرداب ، ولا حدد طريقه دخوله اصلًا والخروج منه .
كل المعلومات إللي موجوده فيه زي ما أنت عارفه ،  أنه كان فيه سرداب قديم في بيت مهجور ، السرداب ده شبيه بـ الإله الزمنيه تمامًا ، قادر ينقل أي حد يدخله   لعالم تاني غير العالم إللي أحنا  متواجدين فيه ده  .
اصاله بتنهيده : طب وايه العمل ؟!
كده مش وصلنا لأي حاجه ، كل المعلومات إللي معانا مجرد علامات استفهام كتيييير لا حصر لها .
كل حاجه بقيت مُبهمه وناقصه ومش تعتبر معلومات أصلًا .
حتى إن العالم التان إللي بينتهي فيه السرداب منعرفش إذا كان  عالم قديم او جديد .
هل المكان إللي بيودي ليه السرداب في الماضي ولا في المستقبل ، في نفس العالم والبشر دول ولا خلق تان وشكل تان ؟!

يوسف بتنهيده :  مش عارف ، والله ما بقيت  عارف حاجه يا اصاله ، عقلي هيشت من كتر التفكير .
اصاله بحنان : أهدى ، أهدى أنت بس  وانا معاك وإن شاء خير ونقدر توصل لحاجه .
بس مش جربت تنزل مكتبه إسكندرية أو  تروح  مكتبه مصر مثلًا أو المكاتب الكبيره  دي ، يمكن تلاقي هناك كتاب أو حاجه تفيدنا في حاجه ،او كتاب تاني ذاكر حاجه عن السرداب ده  ؟!
يوسف : أكيد  فكرت في كل دا ورحت كل الاماكن دي تقريبًا  ، روحت كل مكان له علاقه بالكتب تقريبًا لكن مفيش أي حاجه ، مفيش أي كتاب بيقول حاجه عن السرداب دا ، أنا قربت أقتنع أن مفيش حاجه اسمها كده  اصلًا ، تفكيري وقف خلاص .

اصاله بحنان : أهدى يا حبيبي ، إن شاء الله كل شي هيبقى زي ما أنت عايز ، طب مش جربت تروح عند سور الأزبكيه ، هناك كتب كتير  وخصوصًا الكتب القديمه  كتير اوي هنام .
يمكن تلاقي  حاجه  ليها علاقه بالموضوع .
يوسف بستسلام : لا مش فكرت إن أروح صراحه ، لكن عندك حق ، إن شاء الله بكره الصبح هروح يمكن ألاقي حاجه ، يمكن .

اصاله ببتسامه : خلاص تمام وقت ما تجي تروح رن عليا وأنا هاجي معاك ماشي ؟!
يوسف : ملوش لزمه يعني تتعبي نفسك ، أنا هعرف اروح لوحدي .
أصاله : بطل عندك ده بقى ، قولت هاجي معاك يبقى كلمه واحده .

يوسف بمكر : حاضر يا فندم ، إللي تؤمر بيه يُنفذ  فورًا ، بس برده مش قولتي ليا  إيه إللي غيرك بالنسبه للموضوع دا كده؟!
انت من ساعه. واحده  كنت بتزعقي ليا في التلفون عشان نفس الموضوع ، إتعصبتي عليا عشان روحت المكتبه القديمه  ، ايه حصل غيرك فجاءه كده  ؟!
اصاله بهدوء : مفيش حاجه حصلت يا عم عادي  .
بس إكتشفت إن عشان  أهتم بيك  مش لازم أكتفي بالكلمه دي أو بالكلام بشكل عام.
لازم أ كون قد الكلمه دي فعل ،  لازم أكون معاك في كل حاجه ، لازم أتقبلك بكل طباعك وظروفك .
إكتشفت أن لازم اقاتل على الحلم  إللي بحلمه ولازم أسعى ليه بكل الطرق ومش استسلم لأي عقبه أو ظروف مهما كانت الظروف  ، بالظبط  زي ما أنت بتعمل كده ، شهور بتدور في وهم ومش استسلمت ولا لحظه  ، حتى في الوقت إللي كل الناس  حوليك اتهموك  بالجنون والعبث ، إتهموك إنك ماشي ورى وهم ملوش اول ولا ليه آخر  انت لسه مكمل  ورى حلمك وطموحك ، مش إستسلمت ولا وقفت عشان كلام الناس .

أنا إكتشفت إن كلمه مهتمه بيك  مش كفايه ابدًا ولا بتعمل أي حاجه غير أنها زي البنج الموضعي فتره مفعوله بروح ، لكن الفعل والتحدي هما إللي بيفضلوا في العقول مهما الكلام كان كتير أو قليل .
إكتشفت حاجات كتير أوي يا يوسف مكنتش واخده بالي منها .

يوسف  : مش عارف أقول إيه والله ، أنا اصلًا بحاول أستوعب مين إللي بتكلم معايا ده ؟!
إيه العقل والحكمة إللي جم مره واحده دول ؟؟
إنت تعبانه يا اصاله ؟! فيكي حاجه تعباكي يا حبيبتي ؟!
بسم الله الله اكبر ، إيه الحكمه دي ؟!

اصاله بمشاكسه : انت بتتريق يا رخم ؟!
تصدق بالله أنا إللي غلطانه إني قاعده اتكلم معاك كده ، أنت اخرك تتشتم وتتهزء ، أما الكلام الحلو والهادي دا مش ليك انت ، أنا عماله اقولك فعل وإكتشفت حاجات جديده وانت قاعد تتريق؟!

يوسف : لا أبدًا والله مش بتريق ولا حاجه ، بس كلامك حلو ، حلو جدًا يعني .
اصاله : ماشي يا سي يوسف ماشي  ، همشي أنا بقى  عشان مش أتأخر اكتر من كده  وبكره إن شاء الله تكلمني اول ما تصحي و نروح سوى لسور الأزبكية  ماشي ؟!
يوسف ببتسامه: خلاص ماشي مفيش مشكله ، إن شاء الله الصبح بدري هكلمك عشان نروح ونرجع بدري ومش نتأخر .
اصاله بمرح : إشطا مفيش مشكله ، يلا سلام يا يوسف بيه .
يوسف بهدوءه المعتاد : سلام يا قلب يوسف بيه .

بعد أن إنتهت اصاله من جملتها الاخيره خرجت من الغرفه مغادره المكان ، ألقت السلام على عامر ببتسامه فـ بادلها هو الآخر نفس الابتسامه التي حملت بين طياتها حديث الراحه والهدوء من اصاله ، كأنها تخبره بالإمتنان والشكر على ذاك الحديث الذي بدء يفتح في عقلها آفاق جديده لم تكن تراها أو تدركها ، كأنها تخبره أن الأمور ستكون على أفضل ما يرام .
غادرت المكان متجهه إلى بيتها تاركه ذاك الذي بقى موضعه لكن حاله قد تغير ولو جزئيًا عن حاله قبل دلوف اصاله إليه ، ذاك اليأس والحزن الذي كان يخيم عليه بدء يتسرب من قلبه ولو القليل ، عاد الأمل مجددًا في العثور على شئ في سور الأزبكية ، عاد الأمل مجددًا في قدرته على الوصول إلى ذاك السرداب بلعنته تلك التي أصابت عقله فلم يعد يُفكر في شئ سواه .
تنهد بستسلامثم أمسك بنظارته وإرتداها مجددًا لتختفي خلف زجاجها عيناه الجميلتين فـ نهض مقرر الصلاه والخشوع إلى الله حتى يهديه إلى الطريق الأصلح والصواب إليه ..

... .. ... .... .... ..... ..... ..... .... .... ... ... .... ....... .... ....  .... ..... ..... ..... .....  ... .....

إزيك يا زين عامل إيه؟؟
زين بهدوء : أنا الحمد لله   ، أزيك  أنت  ليلى عامله إيه وأخبارك إيه؟؟
ليلى بـ إبتسامة خفيفة : أنا بخير الحمد لله ، كنت عايزاك في موضوع كده  لو فاضي !!
زين بنفس هدوئه : خير يا ليلي موضوع إيه؟؟
ليلى : للاسف الموضوع مش ينفع يكون في  التلفون ،  لو فاضي دلوقتي قولي أنت فين وأنا هاجي ليك .
 
زين بتنهيده : أنا؟؟
أنا قاعد على البحر يا ليلي ، اه فاضي لو حابه تجي أنا موجود .

ليلى : طب جميل جدًا وأنا قريبه منك دقيقتين وهكون عندك .
زين : ماشي تشرفي أكيد  ، بس ايه الموضوع إللي مش ينفع نتكلم فيه في التلفون ومخليكي  لازم تشوفيني ده ؟

ليلى بـ إبتسامة : يااااه على الفضول بتاعك ده ، عارفه أنك بتكره الانتظار لكن أنا دقيقه واكون عندك ، لم أجي هتعرف كل حاجه ، دقيقه بالظبط وأكون عندك ، سلام .
زين بـ إستسلام : تمام يا ليلي إللي تشوفيه ،  سلام .

لم تمر إلا دقائق معدودة  حتى وصلت ليلى بالفعل إلى المكان الذي يجلس به زين ، نظرت له من بعيد فـ وجده جالس في هدوءه المعهود ، يضم ركبتيه إلى صدره واضع رأسه على ركبتيه ناظرًا إلى اللاشئ أمامه .
فقط لا شئ إلا قرص الشمس الذي بدء في المغيب ، ذاك الذي بدء يتساقط ببطئ وسط مياه البحر .

أقتربت منه و دون حديث او  شئ يجذب إنتباهه أو يُنهي شروده جلست بجواره على تلك  الرمال  بهدوء .
نظرت لعيناه  فـ وجدته هائم في عالم أخر عيناه تلك المعلقة بـ اللاشئ أمامه ،
إبتسمت تلك الابتسامه التي زينت ثغرها فـ تحدثت لنفسها :

ماذا بينك وبين قلبي يا زين الحياه ؟!
ماذا بينك وبين قلبي ليكون حالي هكذا حين أراك ؟!
ماذا بينك وبين قلبي حتى أصبحت حياتي في غيابك سواد ليل كاحل غاب قمره وغابت نجومه ؟!
ألهذا الحد صرت مُولعه بك حتى في أشد لحظات صمتك ؟!
ماذا فعلت بي وإلى أي هاويه ألقيت بها نفسي ؟!
حتى عيناك الشاردتان هاتان أصبح قلبي لا يرى سواهم في عتمه ليل مظلم ، إبتسامتك التي نادرًا ما تظهر كـ شمس أشرقت في منتصف الليل .
ماذا بينك وبين قلبي حتى يصبح حالي هكذا ، حتى تصبح حياتي دونك لاشئ ، ماذا فعلتي بي حتى أن قلبي اصبح يراك مناره في بحر علت أمواجه ؟!

تنهدت بقوه ثم حاولت تجميع كلماتها بهدوء و تحدثت : زين ، زين ، يا زين فينك ؟؟
انتبه ذاك الشارد  أخيرًا إلى تلك الجالسة بجواره فتحدث : ليلي ؟
إيه  ده وصلتي بسرعه كده أزاي  ؟
ليلى ببتسامه : أنا هنا من زمان يا زين ،  لكن أنت إللي مش هنا مالك في حاجه حاصله معاك ؟!
رسم زين على وجهه إبتسامة حزينة ثم تحدث : لا لا ما أنا قاعد هنا أهو  هروح فين يعني ؟!
مش هنا إزاي ؟؟
لا مش فيه أي حاجه عادي .

نظرت ليلى  إلى عيناه ثم تحدثت بمكر  : أه  طبعًا طبعًا عندك حق ، أنت فعلًا هنا لكن جسدك بس إللي موجود  ، أما عقلك مش هنا خالص ، مسافر بيه لحد فين ؟!

تنهد زين تلك النهيدة التي خرجت من صميم أعماقه ثم تحدث :  ولا حاجه يا ليلي أنا بخير الحمد لله العادي يعني مش تشغلي بالك ، المهم  أنت الليغ في إيه وإيه الموضوع إللي كنت عايزاني فيه ومش ينفع يتم في التلفون  ؟؟

صمتت ليلى للحظات ناظره إلى عيناه دون حراك ثم تحدثت بحزن : هو بعيد عن أنا جاية ليك عشان إيه أو ايه الموضوع المهم دا ، ممكن الأول اسالك سؤال ؟!
زين بقلق من تغير نبره حديثها : أكيد طبعًا اسألي ومن غير إستإذان .

ليلي  : هو مش المفروض إننا صحاب يا زين ؟؟

نظر لها زين بعينين دامعتين ثم تحدث : وأغلى من الصحاب ، واغلى من الصحاب يا ليلي .

ليلى : طب وإيه لزمه الدموع دي طيب ؟!
الله يخليك بلاش كده ، صمتت لوهله مقتربه منه ماسحه بكفيها دمعه الذي تساقط بحنان ثم أكملت : فيه إيه يا زين إيه بيك ؟
ليه الشرود  ده ؟؟
وليه البكى ؟!
أنا جيت من زمان  وأنت أصلًا مش حسيت بوجودي ، ليه التنهيدة  اللي طالعه من صميم قلبك وكأن على قلبك جبل من حزن وهموم ،  عينك إللي فيها حزن ودموع تكفي كوكب ، ليه كل دا أو ايه السبب في كل ده ؟!
  إحكيلي يا زين انا سمعاك ..

تنهد بشردوه الذي ما زال به  وعيناه المليئتان بالدمع تلك فـ أجاب  : لو عليا أنا فـ أنا بخير والله ،  أنا بخير مش فيا أي حاجه تعباني ولا عندي أي مشكله .
لكنـ ... لكن  تعبي الوحيد هو صاحبي  يا ليلى ، وجعي الوحيد هو صاحبي .
ليلى بقلق : ماله يوسف ؟!

زين : يوسف بيدمر نفسه بكل إللي بعمله ده وأنا مش عارف لا أوقفه  ولا عارف  أعمل عشانه  إيه .
مش عايز يقتنع أبدًا ان إللي بعمله ده نهايته وحشه ، مش عايز يقتنع أن كتب السحر والشياطين والجن والطلاسم الغريبة إللي هو ماشي فيهم دول  نهايتهم وحشه جدًا يا ليلى .
لكن مش عارف أعمل إيه تان عشان أقنعه إن إللي بعمله ده في حد ذاته غلط كبير .
كل فتره بـ يحصل مصيبه بسبب إنه عايز يفك شفره أو يعمل حاجه ، كل فتره بتحصل كارثه بسبب إنه عايز يحضر جن  وأخر مره كان هيموت فيها بسبب طريقته الغلط اللغي كان عايز يحضر فيها الجن المائي  .... صمت للحظات ثم أكمل :
قولي ليا أعمل معاه إيه أو أصرف معاه أزاي ؟

بقاله ست شهور ماشي ورا حاجه مش موجوده من الأساس ، ست شهور بدور على سرداب من الوهم والخيال ، سرداب  هو مش موجود ومش فيه أي معلومات عن وجوده إلا في كتاب واحد  وهو الكتاب الموجود بين إيده ، لكن كل الكتب إللي بعد كده او قبل كده مش ذكرت عن وجوده أي حاجه .
حتى لو هنفترض إن السرداب ده موجود وحقيقه وواقع  الله أعلم هو عباره عن إيه أو أيه إللي وراه ، أكيد مصايب لا حصر لها ولا عدد ، أكيد فيه كوارث اكبر واكبر وراه وإحنا أصلًا مش حمل حاجه ، إحنا تعبنا من كل إللي حصل .









ليلي بـ إبتسامه حانيه : ها خلصت إللي جواك ولا لسه في حاجه تاني عايز تزودها؟؟
زين بتنهيده : مش بـ يخلص ، إللي في قلبي وجوايا مش ليخلص ولا هيخلص يا ليلى .
يوسف فيه حاجه غلط ، هو مش عامل حساس لحاجه ولا مهتم لأي حد حوليه ، مش بفكر غير في الزفت السرداب ده وبس ، لا بفكر في أمر والده ولا بفكر في أمر البنت إللي هتموت عشانه دي وللأسف ماشيه معاه ووراه من غير ما تعترض على حاجه .
هه عمره ما وقف للحظه يفكر فيها أو عشنها ، وهي زي الغبيه مكمله وماشيه معاه ووراه في أي حاجه .
أنا مش هتكلم عني ولا هتكلم عن معملته ليا في الفتره الاخيره ، ولا هتكلم عن إذا اصلًا فكر في حالي أو لا .
أنا من الأساس مش محتاج منه حاجه ولا مصاحبه عشان حاجه يعلم الله ، لكن حقيقي أنا خايف عليه بجد ، خايف من نفسه قبل أي حاجه حوليه وهو لا مصدق ولا عايز يستوعب أي حاجه أنا بقولها ، مش عارف أعمل ليه أيه ، تعبت .
إستندت ليلى بيديها على ركبتيها واضعه وجهها بين كفيها ناظره لزين نظره الفخر والإعتزاز ببتسامتها الرائعه تلك فـ تحدثت : مش عارفه أقول أيه بجد .
بس حقيقي يبخت يوسف بيك ، يبخته بوجود صاحب في حياته بيخاف عليه بالشكل ده .
يبخته بوجود صاحب شايل هم صاحبه أكتر من همه ومشاكله شخصيًا  ، حاجه حلوه جدًا .
ممكن أسألك سؤال ؟!
زين بشرود : اكيد إتفضلي .
ليلى بمكر : إنت إزاي كده ؟!
إنت إزاي بالجمال ده ، حقيقي يبختي بيك يا زين حقيقي ، فخوره بيك وبمعرفتك جدًا ، أنت حاجه حلوه ، حاجه مش بقت موجوده في العالم ده .
طيبه قلبك وحنيتك دي بقت عمله نادره يا صاحبي ، دامك ربنا لينا .
أبتسم زين ثم تحدث : أنت عارفه إن مش بعرف ارد على الكلام الحلو دا ، فـ أنا كمان فخور بوجودك في حياتي يا ليلى ، عمري ما أحتجت أتكلم إلا وكنتي أول حد يسمعني ، صاحبي وكل حاجه حلوه ، المهم بقى إيه اللي كنتٍ عايزاني فيه ؟؟

تذكرت ليلي للتو ما أتت من الأساس لأجله فأجابت : أه صح ده أنا كنت نسيت أنا جايالك ليه أصلًا لحظه أو عايزاك في إيه .
صمتت للحظه ثم مدت يديها في حقيبتها ومن ثم أخرجت كتاب قديم بدى من شكله أنه متهالك إلى حد ما ، وضعت الكتاب أمام زين على الرمال ، نظر إليه تاره وتراه اخرى إلى إليها ثم تحدث بعدم فهم :
إيه ده؟؟ مش فاهم؟؟
كتاب إيه ده ، شكله قديم أوي .
ليلي: ده إللي هيحل كل مشاكل يوسف ، ده نهايه كل حاجه يوسف كان بيدور وراها بقاله شهور .
عيني زين معلقه بإسم الكتاب ، لا تفارقه ( الحياه ما بعد العالم الحالي ) لوهله شعر أن كل ما يدور بعقله هو في الحقيقه واقع لا مفر منه ، تنهد وعاد النظر إلى ليلى متحدث : يحل مشاكل يوسف وينهي كل حاجه بيدور عليها ؟؟؟
أوع يكون الكتاب ده الـ ....

لكن قبل أن يكمل زين حديثه قاطعته ليلى قائله : أه هو ، هو إللي في بالك بالظبط يا زين ، هنا سر السرداب .
السرداب إللي يوسف بدور عليه حقيقي  مش خيال زي ما كنا بنقول قبل كده ، يوسف صح وأحنا كلنا غلط ، الكتاب ده فيه معلومات كتير أوي عن السرب أنا إتفاجئت بيها ، معلومات أكتر بكتير من المعلومات إللي في الكتاب إللي موجود مع يوسف ، كده كل حاجه ظهرت وأنتهى تعب يوسف لشهور .

صمت زين للحظات يحاول إستيعاب ما يقال أو ما يراه ، يعلم جيدًا إن سقط هذا الكتاب في يدي يوسف ستكون دفعه أكبر لا شك في هذا له في إستكمال مشواره ، إن سقط هذا الكتاب فلن يتردد للحظه في إستكمال ما بدء به من أشهر ، إن إستطاع يوسف الحصول على هذا الكتب سيصبح الجميع في مرقه تقترب لا شك في ذلك .

ليلى : زين ، زين روحت فين أنا بكلمك ؟؟
زين بهدوء : لا لا ولا حاجه موجود يا ليلى ، بس بفكر أو مصدوم من إللي شايفه او اللي بتقوليه .
ليلى : طيب ناوي تعمل إيه بقى ؟
زين بشرود : مش عار ف والله أيه المفروض يتعمل بعد المصيبه دي ، لكن الأول أنت جبتي الكتاب ده منين ؟؟
ليلى بعدم فهم : مصيبه ؟!
مصيبه إيه يا زين ؟!
أنا كنت بدور في مكتبه جدي الصبح عن شويه ورق كنت محتاجهم فـ أسم الكتاب ده شدني ( الحياه ما بعد العالم الحالي ) وانت عارف إن جدي مغرم قراءه الكتب القديمه وكده ، المهم مسكت الكتاب وبدءت أشوف إيه محتواه لقيته بتكلم عن حاجات غريبه مش ركزت فيها تقريبًا إلا لم لقيت رسمه لسرداب قديم ، بدءت اقرئ المكتوب والمعلومات عن سرداب العالم التان ، ب للحظه وقفت القراءه لم قرءت اسم السرداب . كان إسم السرداب .... ثم توقفت عن الحديث .

زين بتوتر : ليه سكتتي ؟؟
كملي أسم السرداب إيه ؟؟
تنهدت ليلى بقوه ثم أكملت : إسمه ( سرداب الموتى ) ، دا الإسم إللي كان محفور على الصوره .

ذاك الإسم الذي سقط على زين كـ إناء ماء مجمد عيناه تحجرتا لم يتحركا عن ليلى ، صمت تام سيطر عليه ، يحاول إستعاب ذاك الإسم ، إستيعاب ما تقوله تلك الجالسه أمامه .
الإسم في حد ذاته كافي على بث الرعب في القلب فـ كيف إذا بما يحتويه السرداب ؟؟
أخيرًا تحدث : سرداب الموتى ؟؟
ليلى : أه سرداب الموتى ، المعلومات إللي في الكتاب بتقول كده ، وفسرت تسميته بكده .
زين : وايه التفسير إللي عشانه سموه سرداب الموتى ؟!
ليلى : إن السرداب داب يودينا لعالم تان مختلف تمامًا عن العالم إللي إحنا متواجدين فيه ، لكن المشكلة إن كل شخص حاول إنه يمر من السرداب ده اصابته لعنه السرداب ومات جواه .
مفيش شخص قدر يمر من السرداب عشان يوصل للعالم التان  ولا حتى إن في حد قدر يرجع منه ، كل شخص حاول بس مجرد محاوله الدخول للسرداب مات جواه ومش رجع تان ، لكن في الادهش والاصعب من كده .
زين : ادهش واصعب من الكلام اللي انت قولتيه دا ؟!
دا انا لسه مش قادر استوعب ده عشان استوعب إللي اصعب منه ، بس ماشي كملي كملي .
ليلى : والله أنا حالتي كانت كده برده ، فعلًا الموضوع مش سهل ، الموضوع مرعب ،
زي ما بقول الكتاب برده إن موت الأشخاص إللي حاولت الدخول ليه والمرور منه ماتت لكن موت كل شخص كان مختلف عن موت الشخص إللي قبله أو اللي بعده .
الموت مش كان واحد ودا تم تفسيره برده إن السرداب فيه لعنه شبيه بـ لعنه الفراعنه مفيش شخص قدر يفكها وكمان الاصعب أن فيه رصده موجوده في السرداب ودول تقريبًا هما سبب موت الأشخاص .
دا الأمر إللي وضع رعب كبير في قلب أي شخص قرر أو حاول مجرد محاوله إنه يمر منه بعد كده .
لكن الكتاب برده مش حدد مكان السرداب أو هل لسه فعلًا موجود ولا إختفى .
زين بصدمه : أنت بتقولي إيه يا ليلى أهدٍ عليا شويه عشان انا مش بقيت قادر أستوعب كل إللي أنت بتقوليه ده .
السرداب بقى حقيقه ويوسف مش بتخيل ، السرداب اسمه سرداب الموتى ، الشخص اللي بيحاول دخوله بموت ، موت الأشخاص مختلف عن بعضهم البعض ، لعنه فراعنه   ورصده بتقتل أي شخص بحاول المرور منه ، انا مش قادر استوعب حاجه والله ، إنت مستوعبه خطوره الكلام إللي أنت بتقوليه ؟!
ليلى بتنهيده : للأسف مُدركه وعارفه كويس خطوره الأمر عشان كده الموضوع مش كان ينفع يتقال في التليفون وبرده مش كان ينفع يتأجل ، الموضوع بقى خطر جدًا .
أنا قبل ما اخد الكتاب وأروح ليوسف أقول ليه أي حاجه عنه فضلت إن أجي ليك أنت وأكلمك عن الحاجات دي كلها ونشوف هنعمل ايه .

زين : خير ما عملتي حقيقي ، لكن أنا مش قادر أفكر أصلًا ، المفروض إني اعمل إيه ؟!
اااايه كل الحاااجااااات المرعبه دي ؟!
ليلى : أفضل حل إننا نقول ليوسف على الكتاب عشان يفهم إن الموضوع بقى خطر ومش بقى متعلق بشغف أو فضول .
زين بشرود : الكتاب ده مش لازم يوصل ليوسف اصلًا يا ليلى مهما كان التمن ، يوسف مش لازم يعرف أي حاجه عن الكتاب ده خالص .
ليلى بدهشه : إزاي مش فاهمه ، أمال إن
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي