الفصل الخامس

وط


الفصل الخامس




قبل أن يُجيب يوسف هذه المرة أتى صوت متهالك من خلف تلك الأرفف القديمة قائلًا : خلصوا بقى أنا تعبت ليكم سلف ، إنتوا مين وعايزين إيه؟!

ذاك الصوت الذي أتى لـ اصالة كـ زلزال هز كيانها ، فور أن سمعت ذاك الصوت الذي أتى دون سابق إنذار لم تشعر بنفسها إلا وهي بين أحضان يوسف ، ذاك الأخير الذي ظل واقف موضعه لا يستطيع تمالك نفسه من الضحك على حالها تلك المجنونة التي كانت منذ لحظات معدودة تتحدث بثقه أنها لا تهاب شيء ولا تخاف من أحد الأن هي من شدده خوفها القت بنفسها بين أحضانه وهي لا تشعر .
للحظه هي الأخرى أفاقت منتبهه على حالها وعلى نفسها وكأنها طفله هربت مُهروله من ذاك الأسد الذي يُخيفها مهروله إلى أحضان والدها إلى ذاك المكان الذي لا شك لديها أنه سيحميها من أي خطر كان .
للحظه رفعت رأسها لأعلى لترى تلك الابتسامة التي تُزين وجهه فـ أمالت مجددًا برأسها على صدره ضاحكه هي الأخرى .
ضمها يوسف بهدوء إليه ثم تحدث مُبتسم : مش بتخافي صح ؟!
واضح جدًا إنك مش بتخافي وأنك أسد وكل الكلام إللي كنت بتقوليه من شويه ؟
هزت رأسها بهدوء وهي تميل بقوه على صدره مُبتسمه في خجل علامة على الإيجاب .
ذادت إبتسامتة هو الأخر متحدث لها : ماااااشي ، واضح جدًا جدًا . ما علينا .

تنهد بهدوء رافعًا ناظريه إلى مكان وإتجاه الصوت وأجاب قائلًا : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته !!
مين بيتكلم ؟؟
خرج صاحب الصوت من خلف تلك الأرفف ، رجل عجوز في عقده الثامن تقريبًا قد ترك الزمن آثاره الواضحة على ملامحه ، منحني الظهر يمشى يعصى يتكئ عليها ، ملابس قديمة متهالكة .
تقدم إليهم ثم تحدث : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ، أنا صاحب المكان ، خير انتوا مين وجايين هنا ليه ؟؟
يوسف بهدوء : حضرتك كنا جايين نشتري كتب .
أقترب العجوز إلى الكرسي الوحيد المتواجد في المكان ومن ثم جلس عليه وتحدث بابتسامة : أهلًا وسهلًا بيكم نورتوا المكان ، من كلامكم إللي سمعته من شويه وطريقتكم حسيت انكم قريبين أوي من بعض ، أنتم مرتبطين ؟!
نظرت اصالة إلى يوسف لوهله بعد تلك الجملة ذاك الذي بادرها نفس النظرات بابتسامة عذبه ، تلك النظرات التي تحمل بين طياتها آلاف الحكاوي والكلمات .
وكأن ذاك العجوز أتى على الجرح كما يُقال .
تنهد يوسف ثم تحدث وهو يضمها بحنان تحت إبطه ناظرًا إلى عينيها : أه يا فندم مرتبطين ، هي خطبتي وأنا فخور بـ ده .
نظرت إليه بعدم فهم ، لا تستوعب ما قاله أو تلك الكلمات التي وصلت إلى أُذنيها للتو .
هي نظرات كفيله بأن تتحدث وتبوح بما في القلب ، عينين لامعتين كأنهما نجمتان هبطا من السماء .
بقلبها تمنت أن يكون هذا الحديث واقع بالفعل ، شعرت للحظه وكأنه يعلنها صراحه ، وكأنه يخبر قلبها بشكل غير مباشر أنه لن يتركها ابدًا ، لن تسافر ، لن تغادر إلى أي مكان هو غير متواجد به .
زادت إبتسامة العجوز ثم تحدث : أهلًا بيكم مره تانية ، ربنا يديمكم لبعض يارب ، واضح جداً من طريقه كلامكم أنكم بتحبوا بعض جدًا ، بس نصيحه ديمًا أي علاقه حب بتنتهي بفشل أو بُعد الا إذا كان في العلاقة دي إهتمام قبل الحب .
الحب وحده مش بيقدر يكون علاقة ، مع مرور الوقت الطرفين بيملوا وبيوصلوا لفترة من ركود المشاعر بينهم ، أنه مش بقى في جديد ممكن يقولوه أو يعملوه ، في الفترة دي كل حاجه بتتحول تمامًا وبيموت الحب ، والشخصين بيميلوا لأي قلب جديد ممكن يدخل حياتهم ، اي قلب ممكن يصحي الركود الموجود في قلبهم من مشاعر أو حب .
لكن بوجود الإهتمام عمر ما هيحصل ركود ، انك تهتم بكل تفاصيلها اللي حتى ممكن تشوفها تافهه ده شئ بيزرع في قلبها حب إضافي ليك فوق حبها .
وإنك تحتويه وتخففي عنه تعب يومه وشغله والظروف الصعبة إللي أكيد بتحصل ليه في يومه ده كفيل أنه يزود حبه وحنانه تجاهك أضعاف في قلبه .
حبوا بعض بإهتمام وإحتواء ، إحتوا بعض عشان تكملوا مع بعض .
تحمحمت اصالة بخجل ثم تحدثت : إن شاء الله ، شكرًا جدًا على الكلام ده .
بس هو حضرتك هنا من زمان ؟!
اقصد يعني سمعت كل إللي حصل ؟!
العجوز على حالتها الباسمة : أه سمعت كل إللي حصل ، وأكيد هنا من زمان فـ زي ما قولت يعني إني صاحب المكان ده ، يعني في شخص عاقل يسيب مكان عظيم زي دا لوحده ؟!

نظر يوسف إلى المكان بنفس النظرات التي تحركت بها أعين اصالة ثم تحدثت : مكان عظيم ؟؟
مش شايفه أي عظمه في المكان يعني ؟!
دا مكان كله تراب وخيوط العنكبوت في كل مكان تقريبًا ، فين العظمة أو الجمال في المكان ؟!
دا شبه المقابر .

العجوز لأول مره تتحول ملامحه فتحدث بغضب : المكان دا شبه المقابر؟!
صحيح مش عندك نظر ولا فهم في أي حاجه ؟!
المكان مش بالشكل ولا الريحه ، عظمه وجمال المكان بتكمن في اللي جواه .
بس أقول اإيه ما إنت عيله متعرفيش قيمه الكتب إللي هنا دي .
كُتب تاريخ وأساطير وحاجات مش موجوده في أي مكان تان وحاجات أثريه تقولي شبه المقابر ؟؟
حاجات من قرون وألاف السنين لا تُقدر بثمن تقولي شبه المقابر ؟؟
اصالة بغضب : تصدق بالله ، لو مش إنت راجل كبير كان زماني رديت على الوقاحة اللي بتتكلم بيها معايا دي .
تحدث يوسف هذه المره محاول إنهاء الجدال الذي بدء يشتعل للتو فتحدث هامسًا : أهدي يا اصالة مش ينفع كده ، روقي بس خلينا نشوف إحنا جايين ليه .
صمت للحظات ثم وجه حديثه للعجوز : بنعتذر لحضرتك ، فعلًا المكان وعظمته بتكن بما يحتويه .
العجوز : المهم إنتم عايزين إيه ، أو بتدوروا علي ايه ؟!
يوسف بتنهيده : إحنا بندور على كتب اُسطورية وكتب ليها علاقه بـ آله الزمن وكده .
العجوز : وأنت بتصدق أن في حاجات كده برده ؟!
يوسف : مش عارف ، بس مش قصدي آلة زمن إللي هو تنقلك للمستقبل ، أقصد الكتب إللي فيها ربط بين عالمنا إللي إحنا عايشين فيه ده وعالم تانِ .
العجوز بشرود : عالم تانِ ؟!
بص يا بني مفيش عالم تانِ مرتبط بالعالم اللي إحنا عايشين فيه ده إلا عالم واحد بس .
اصالة بتساؤل : ويكون إيه العالم ده ؟!
أبتسم العجوز ثم تحدث : العالم الوحيد اللي ممكن يكون فيه ربط بينا وبينه هو عالم الجن .
نظرت اصالة ليوسف بقلق وكأن عيناها تفسران الرعب الذي بدء يظهر على وجهها جليًا .
تحدث يوسف : يعني مفيش أي عالم تانِ إلا ده ؟!
العجوز : أه ، بس قول ليا أنت عايز إيه بصراحه وأنا هساعدك .
تنهد يوسف ثم تحدث : بص يا فندم من الأخر مش هخبي على حضرتك حاجه .
من ست شهور تقريبًا وقع في إيدي كتاب عن الأساطير وكده ، الكتاب ده كان فيه رسمه لسرداب قديم ومكتوب إن السرداب ده قادر بيحولنا لعالم تانِ مختلف تمامًا عن العالم اللي إحنا متواجدين فيه .
سرداب لعالم مختلف تمامًا ، السرداب ده اختفى ومش بقى ليه أي وجود ولا فيه أي شخص عارف مكانه .
لكن الكتاب اللي سقط في إيدي مش كان فيه معلومات بشكل مفصل ، اللي هو فين مكان السرداب ، أو العالم التانِ ده يكون ايه ؟!
أو طريقه الدخول إزاي والخروج إزاي .
ده كل إللي ذكره الكتاب .
أكملت اصالة : عشان كده بندور على أي كتاب أو معلومة تخص السرداب ده .
تقريبًا ما يقارب الـ ست شهور بندور على حاجه ليها علاقه بـ السرداب لمن مفيش اي فايده .
كل المحاولات والتعب خلال ست شهور على الفاضي .
فور أن سمع العجوز ذاك الحديث تحولت ملامحه الباسمة تلك إلى توتر وقلق شديدين ، أنتبه اثنتيهم على التغير الذي اصابه فتحدث يوسف : حضرتك مالك؟!
تعرف حاجه عن الموضوع ده ؟؟
تنهد العجوز ثم تحرك من مكانه حتى صار واقفٌا في مواجهة أحد الأرفف تحدث : لا أبدًا مفيش حاجه ، بس الكلام غريب شويه بس .
اصالة : هو فعلًا غريب جدًا ، بس تعبنا من إننا نوصل لحاجه من غير أي نتيجة .
تحرك العجوز مجددا خلف الرف ليجد سرداب : تعالوا ورايا .
فور أن أنهى جملته دلف بهدوء إلى السرداب ، ذاك الأمر الذي بدء يزرع الرعب في قلب اصالة ويوسف .
المكان في حد ذاته مُرعب للقلب ، فما بالك إذًا بذاك المكان الذي يهوي إليه ؟
تنهد يوسف بهدوء محاول السيطرة على أنفاسه وعلى أعصابه ثم تحرك خلف العجوز بثبات .
أما عن تلك التي ما زال قلبها يهوى ويتخبط بين دروب ذاك المكان الغريب ، تعلقت بذراع يوسف كأنها طفله تتشبث بملابس ولادها هاربه من شئ ما ثم تحركت بخطوات مطباتئه كأن أقدامها مقيده بأكياس من الرمال ..
دلف العجوز إلى السرداب ومن خلفه اثنتيهم .
فور أن وصل السرداب سحب أحد الكراسي المتواجدة في المكان وجلس إلى طاوله هي الوحيدة المتواجدة في تلك الغرفة .
هو مكان في حد ذاته يُزيد الرعب والقلق ، نظر يوسف إلىة بعين متوترة .
غرفه صغيره الحجم يتوسطها طاوله وبعض الكراسي الخشبية المتهالكة .
غرفه مليئة بـ أرفف الكتب القديمه وايضًا خيوط العنكبوت المتواجده في كل أرجاء المكان .
العجوز بهدوء : اتفضلوا استريحوا .
جلس اثنتيهم بهدوء ، أكمل العجوز حديثه بعد أن سحب ذاك الكتاب المتواجد على الطاوله : بصوا يا شباب ، من اللحظه الأولى ليكم في المكان ومنم اول لحظه في ليا معاكم وأنا شوفت الجديه الإصرار في كلامكم على معرفه أيه السرداب ده أو إيه هو سره .
هنا هتعرفوا السر ، هنا هتعرفوا كل حاجه ليها علاقه بالسرداب ، لكن قبل ما اتكلم عن أي حاجه من اللحظه إللي هتكلم فيها الموضوع مش هيكون عباره عن شغف وفضول لمعرفه تكلمه حكايه في روايه لكاتب مشهور زي عمرو عبد الحميد مثلًا أو لكاتبه مشهوره زي شيمو أو دنيا آل شملول .
الموضوع من اللحظه إللي هتكلم فيها هيتحول لواقع ، واقع صعب الخروج منه سواء انتم أو أي حد من إللي حوليكم .
من اللحظه دي الموضوع هيتحول من شغف وفضول إلى واقع لا مفر منه ، فكروا كويس وحددوا .
نظرت اصالة ليوسف برعب محاوله تفسير هذا الحديث الذي يُزيد القلب رعب ذاك الذي بادلها نفس النظرات لكنها وبكل هدوء أعادت بناظريها إلى العجوز متحدثه : أتفضل اتكلم ، انت تعرف حاجه عن السرداب ؟!
العجوز بهدوء : تمام ، نبدء ، أه أنا أعرف السرداب .
يوسف بشغف : طب اتفضل أتكلم ، اتفضل إحنا سامعين !
العجوز : السرداب إللي أنتم بتتكلموا عنه ده حقيقه مش حكايات مكتوبه على ورق زي ما بعض الناس بتقول .
هو واقع ومتواجد بالفعل ، السرداب ده بيربط بين العالم إللي إحنا عايشين فيه ده وبين عالم تان خالص ، عالم مختلف تمامًا عن العالم إللي إحنا متواجدين فيه شكلًا ومضمونًا .
العالم اللي بيودي ليه السرداب عالم مكون من شريحتين ، شريحه من البشر ، لكن البشر هناك غير ، الحياه هناك غير .
أصالة : يعني إيه البشر هناك غير ؟!
العجوز : الشخص الواحد هناك إرتفاعه ما يقارب إرتفاع ناطحه سحاب من المباني العملاقة هنا .
احنا بـ النسبه ليهم مجرد نمل ماشي على الأرض يدوس علينا من غير ما يحس ولا يشعر بـ حاجه .
أصالة بقلق : ايه ده ؟!
دول شبه يأجوج ومأجوج زي ما ذكر القران والسنه يعني ولا هما ولا ايه ؟!
العجوز بإبتسامه : لا لا مش للدرجه دي .
هما فعلًا شبيهين بيهم لكن مش هما ، بصي هو الخوف أو القلق الحقيقي مش من البشر دول على أي حال دول بشر مهما إختلف تركيبهم الجثماني من قوه او صلاده غلا انهم بيفضلو بشر في النهاية ، القلق الحقيقي من الشريحة التانية الموجودة في العالم ده .
يوسف : ومين الشريحة التانية ؟!
نهض العجوز من كرسيه ثم تحرك من موضعه في أرجاء المكان بهدوء : الشريحه التانيه من العالم التانٍ هم الجن والشياطين .

تلك الجمله التي سقطت على قلب واذان اصالة كـ صاعقه ، تذكرت للتو ما حدث من قبل بسبب تلك الأشياء الغريبه .
تذكرت للتو ما حدث ليوسف مؤخرًا بسبب إصراره على إحضار احد الجن المائي المُلقب بـ ( أجاويد ) .
تذكرت للتو الألم الذي عاناه من تلك المحاولات الفاشله ، فـ تحدثت بصدمه : جن وشياطين ؟!
العجوز : أه جن وشياطين ، ده باختصار الحاجات الموجوده في العالم التانٍ ، لكن مش دا الصعب برده في الموضوع .
تحدثت يوسف هذه المره بنفس شغفه قائلًا : أمال إيه الصعب ؟!
في كائنات تانيه غير دول ؟!
العجوز ببتسامه : لاء ، هما دول الكائنات الموجوده هناك ، مجموعه البشر دي وجن وشياطين بـ الاضافه لبعض الأرواح المتوفيه ، على أي حال مش دا الصعب .
الصعب الأكبر أو الأغرب هو السرداب نفسه .
السرداب مرعب بشكل محدش يقدر يتخيله ، حتى إن اسمه بس يكفي .
يوسف : وهو السرداب ليه إسم ؟!
العجوز : أه ، أسمه سرداب الموتى .
للمره الأولى بدى القلق يظهر على وجه يوسف ، للحظه إقتربت اصالة بكرسيها جهته حتى أصبحت ملاصقه له ، متشبثه بذراعه ، تنهد محاول السيطره على أنفاسه : سرداب الموتى ؟!
ليه الإسم ده ؟!
العجوز : ليه أسمه سرداب الموتى؟!
عشان مفيش حد قدر يعدي السرداب دا ويروح العالم التاني من غير ما يموت .
اصالة بإستغراب : إزاي يعني ؟!
إزاي مفيش حد قدر يعدي العالم التانٍ ومش فضل عايش وازاي عرفت أنت كل التفاصيل الموجوده في العالم ده ؟!
العجوز ببتسامه : حلو السؤال جدًا ، لكن حقيقي أنا مش عندي ليه أي اجابه .
لكن كل إللي بقوله ليكم ده هو إللي موجود في الكتاب اللي موجوده على الطوله قدام عينكم .
الكلام ده قريته زيي زي أي حد عادي ، بس كل إللي قولته دا جزء بسيط من حقيقه السرداب .
يوسف بشغف اكبر : كمل ، كمل فيه إيه تان !!

تنهد العجوز ثم عاد وجلس موضعه مره أخرى وتحدث : سرداب الموتى مفيش شخص قدر يمر منه ويوصل للعالم الآخر زي ما ذُكر في الكتاب ، وبالمناسبة إن الكتاب دا مش موجود منه إلا نسخه واحده في العالم كله وهي النسخه إللي قدامكم دي ، لكن في كتابين غير ده أتكلموا عن السرداب لكن مش بالتفصيل الموجود هنا ، أعتقد كتاب منهم بين أيدك والكتاب التالت إختفي من زمان ومحدش عارف مكانه .
المهم أن الأغرب والاصعب من كده إن الأشخاص إللي بتموت داخل السرداب دا بموتوا بشكل مختلف .
اصالة : إزاي مش فاهمه ؟!
العجوز : يعني إن كل شخص بموت في السرداب بموت موته مختلفه عن الشخص التان ، ودا زي ما فسر الكتاب برده بسبب وجود طلاسم السحر الأسود الموجوده على السرداب ودي معروفه عند الفراعنة أنها واقوى انواع السحر مش بس كده وكمان وجود ملك من الجن الناري بمنع مرور أي شخص للعالم بتاعه .
يوسف : طب في معلومات تان عن العالم ده أو عن الملك الموجود على السرداب تحديدًا؟
أو إزاي ندخله ، ومكان السرداب !!؟
العجوز : بالنسبه لمعلومات تانيه عنه فـ العالم التانِ ده مكون من قبلتين من الجن أو البشر بينهم حروب أذليه من آلاف السنين ومش هتنتهي إلا بوصول الملك الأكبر ليهم زي ما قصت الأسطورة الموجودة في الكتاب .
في العالم ده هناك قبيله إسمها قبيله الجن المائي ، ودي قبيله تم تسخيرها من قبل البشر المسلمين هناك ، هي القبيله الأضعف والمظلومه في العالم ده بالمناسبة بس عمالين نقول العالم التانِ العالم التانِ وهو ليه إسم أصلًا برده زي ما قال الكتاب وهو (عالم أرنغل ) المهم يعني خليني أكمل ليكم عن قبيلة الجن المائي .
اصالة : لحظة لحظة بس ، إيه الإسم الغريب ده ؟؟
يعني إيه عالم أرنغل ؟؟
العجوز : عالم أرنغل ده إسم اطلقه الملك الكبر للجان المائي الملك (هتان ) على العالم إللي عايشين فيه وأرنغل هو رمز ليهم بيتفائلوا بيه بيدل على العزه والقوة .
كمان حب الملك هتان يلقب بيه الملك المنتصر قبل ما ييجي ويلقبه بـ أرنغل و يسمي العالم على إسمه تتبؤ على إنه هو إللي هيقدر يوحد العلم .
اصالة : أنا مش بقيت فاهمة أي حاجه بجد اى كميه الاسماء الكتير دي والغريبه ومبقتش عارفه أحفظ مين ولا مين ؟؟
العجوز : هو فعلًا الأسماء كتير لكن مع التكرار هتتعودي ، المهم بقى قبيله الجن المائي دي مقسومه لجزئين وده إللي سبب ضعف فيهم .
جزء منهم مسلم وده إللي تم تسخيره من البشر المسلمين وهما اللي بيحاربوا القبيله الأخرى مُدافعين عن سلالتهم وعالمهم وحياتهم وبالمناسة كمان هناك البشر بيتسموا بأسماء الجن سواء أللي مُسيطرين عليهم أو إللي المُسَيطَارين و جزء تان غير مسلم وده ملوش علاقه بالحروب وبعيد جدًا عن الحروب إللي شغاله ، الجزء ده قرر إنه يبعد عن الموت في الحروب ويكون مُسالم ويعيش في مكان بعيد تمامًا عن اللي بيحصل.
الجن المائي ده مش مُخيف للبشر بشكل كبير ومش مؤذي إلى حد ما .
ده بالنسبه للقبيله الاولى أو تقريبًا كل المعلومات عنها .

يوسف : طب ومين القبيله التانيه؟!

العجوز بهدوء : القبيله التانيه دي هي الأخطر والأصعب وهي إللي مسيطره على العالم التانِ بشكل شبه كامل .
الموضوع في القبيله دي مختلف قولًا ومضمونًا .
في القبيله دي الجن هو إللي مُسيطِر على البشر مش العكس ، الجن هو المُتحكم في كل حاجه في القبيله دي تمامًا هو إللي بيعلن الحرب وهو إللي بيعلن التوقف .
هو إللي بيظهر في الوقت إللي هو عايزه وبختفي في الوقت إللي هو عايزه كمان .
القبيله دي الجن المُسيطِر عليها اسمهم الجن الناري .
الجن الناري ده هو يمكن أخطر شئ موجود ، هو العدو الأكبر والأساسي للإنسان .
الجن الناري منه فصيله إبليس وباقي أتباعه .
هو النسبه الأكبر إللي مكونه عشائر الجن بشكل كامل وبيضم فصائل كتير جدًا تحت سيطرته ومن أشهرهم فصيله الجن القمري وإبليس وأتباعه زي ما قولت .
الجن الناري قادر على السيطره على البشر بسهوله جدًا .
لكن برده مش كل البشر ، فقط البشر الكافرين أو إللي قليل الإيمان ، بيقدر يسيطير عليهم بشكل سهل ومن غير أي مجهود ، بيتحكم فيه بشكل كامل وهو إللي بيحركه زي الدُميه تمام .


ضربت اصالة بيدها على رأسها تحاول إستيعاب ما تسمع ، لم تعد تستوعب أي شئ مما يقال .
أما عن يوسف فأكمل متحدثًا وكأنه يستمتع بالحديث ومندمج بشكل رائع معه : طب إزاي البشر بعرفوا أن ده جن ناري أو جن مائي؟!
العجوز : جميع البشر هناك عرايا الصدور ، حتى الملوك والقواد ، الكل هناك خالي الصدر .
البشر المُسيطَر من قبل الجن الناري موجود وشم على صدره وعلى أعلى كتفه باللون الأحمر ، أما عن البشر المتحكمين في الجن المائي بيظهر ليهم الوشم باللون الأزرق بطول الظهر للشخص من الخلف ، وبشكل طولي أعلى الصدر .
ومن العلامات دي بيتم معرفه ما إذا كان الشخص ده تحت سيطره الجن الناري أو متحكم في أحد من جنود الجن المائي .

يوسف معلش بس سؤال أخير : إزاي كل الناس إللي بتمر من السرداب بتموت ، وازاي هيتم تحرير العالم ده من سيطره الجن الناري ؟!
العجوز : إزاي كل الناس بتموت هناك ومش فيه أي شخص قادر يمر من السرداب ؟!
هو نفس العلاقه بالسؤال إللي بعده وهو إزاي يتم تحرير العالم التان من الجن الناري .
الاجابه يمكن قولتها وسط الكلام وهي أن الملك الأكبر للجن المائي كان على يقين بوجود أحد الجَان في عالمنا عنده القدرة على توحيد صفوف الجن المائي والنصر على القبيله التانيه العرافين والمتنبأين كانوا ديمًا بتنبؤا بقدوم الشخص ده .
وكمان كانوا على يقين إن عشان يتواجد الجَان ده أو البطل المنتظر زي ما بيقولوا هييجي الأول بشري واحد بس هيقدر يحضره في عالم البشر ومن ثم ييجي بيه على هنا والبشري ده هُسمى بإسمه في عالم أرنغل .
وبيقولو كمان إن الجَان ده هيكون اقوى ملوك الجن المائي من لحظه بدء الخليقه .
هو وحده القادر على النصر .
فقرر الملك الأكبر إنه يعمل سرداب يربط بين العالمين ويبعت كتيبه من الجان تبحث عن البطل المنتظر .
لكن في حياه الملك الأكبر مرجعش ولا حد قدر يوصل للمنتظر .
في اللحظه إللي بعد موت الملك الأكبر وتولي الأميرة (ليا ) حكم مملكة الجن المائي ملوك الجن الناري عرفوا سر السرداب فقرر الملك ( دواني ) ودا هو ملك ملوك الجن الناري ، قرر إنه يسيطير على السرداب دا ويقتل أي شخص يحاول الدخول أو الخروج منه .
بعد ما سيطر عليه عين على بابه رصد هو أقوى مرده الجن الناري يُطلق عليه إسم ( آبان ) ، أي شخص يحاول يدخل أو يخرج من أو إلى السرداب بيقتله ، ودا تقريبًا هو صاحب الطلاسم المتواجدين في السرداب .
في كل مره واحد من جنود الكتيبه إللي ارسلها الملك الأكبر يفقد الأمل في أنه يلاقي المنتظر كان يقرر يرجع تان للعالم إللي جاي منه كان شرط مروره السرداب انه يتحكم في بشري عشان يعدي بيه ، لكن للأسف مِش كانوا يعرفوا أن في الجهه التانيه الجن الناري سيطر على باب السرداب ، فـ كانت نهايه كل واحد بيحاول يرجع أنه بيموت على يد الرصد الموجود ، ومش بقي من الكتيبه بأكملها في العالم ده إلا أتنين .

لكن الشخص إللي هيقدر يحضر ملك الجن المائي وزي ما قالت الاساطير والكتاب في الكتاب ذُكر أسمه بـ ( اجاويد ) هو الوحيد إللي هيقدر يقتل الرصد المتواجد على السرداب وهو الوحيد إللي قادر يوحد قبائل المائي ومن ثم العالم التان بأكمله .

اصالة بصدمه ناظره ليوسف : اجاويد !!!
أبتسم يوسف بهدوء وكأنه تيقن أنه هو الشخص المنتظر ، للحظه رُسمت على وجهه ابتسامه وكأنها إبتسامه نصر ، إبتسامة نجاح بعد كل تلك الأيام المريره ، للحظه أبتسم وكأنه يحدث نفسه بأنه هو القادر على إحضار ذاك الاجاويد ، تحدث : طيب وفين مكان السرداب دا ؟
في تلك اللحظه إنتفضت اصالة من موضوعها غاضبه : أنت بتقول إيه يا يوسف أنت بتقول إيه ؟!
سرداب إيه إللي عايز تعرف مكانه ؟!
أنت أتجنيت خلاص ؟!
أنا ماشيه ، أنت مش بقيت طبيعي خالص ، أنا تعبت تعبت منك أقسم بالله تعبت .

فور أن انتهت من حديثها ذاك غادرت المكان مهروله إلى الخارج .
انتفض يوسف خلفها محاول اللحاق بها .

وصل إليها خارج المكتبه ، أمسك بـ ذراعها محاول إيقافها ثم تحدث : ايه يا اصالة فيه إيه ؟!
إيه إللي أنت عملتيه دا وازاي تتكلمي معايا بالشكل الوحش دا ؟!
اصاله باكيه : ده كل إللي همك ؟؟
كل اللي همك إني اتكلمت معاك إزاي بالشكل الوحش ده ؟!
انت أيه يا عم ، حس بيا ولو مره ، حرام عليك حس بيا .
يوسف : طب إيه لزمه كل ده يعني عايز افهم ؟؟

أجابت بحالتها الباكيه : خلاص يا يوسف خلاص ، أنت مش بقيت طبيعي ، أنت إللي بتعمل إيه وبتفكر في إيه وازاي؟!
أنت مش سمعت كل إللي قاله العجوز دا؟!
سرداب موتى ، شياطين ، رصد ومارد على السرداب ، قبيلتين من الجن ، بشر بأحجام مرعبه ، كل دا كوم و أجاويد كوم تان ، أنت نسيت إيه إللي حصل في آخر مره فكرت تحضر فيها اجاويد يا يوسف ؟!
لو نسيت أنا هفكرك ، أنت كنت هتموت يا يوسف كنت هتموت !!
دا كله ولسه عايز تروح السرداب ؟!
يوسف : أنا مش ناسي كل ده عشان ترجعي تفكيريني بيه ، والسرداب ده فضلت أدور عليه أيام وشهور وأنت عشتي معايا كم التعب اللي عانيته عشان اوصل لأي حاجه ليها علاقه بيه ، ڤـ عايزاني أول ما أوصل ليه اسيبه ؟!
ده مش هيحصل أبدًا ، أنا قادر احضر اجاويد ، أنا قادر أعمل كده ، أنا واثق أن هحضره .

تنهدت اصالة ومن ثم مسحت ادماعها بيديها ثم أجابت : بص يا يوسف ، أنا مشيت معاك المشوار من أوله لأخره، شوفت معاك إللي محدش قدر يتحمله ولا مره قولت ليك مليت أو تعبت .
في كل مره كنت بتخانق معاك بسبب الموضوع دا هو كان خوف عليك انت لكن في كل مره برده كنت برجع وادور معاك من تان .
صمتت للحظات محاوله استجماع قواها واكملت : لـ أول وآخر مره يا يوسف بخيرك ، يـ أنا يا السرداب ده !!


… … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … … …
يتبع ....
.… … … … … … … … .… … … … … … … … ..… … … … …
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي