Nagd-alqatmeen

Waten`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-01-27ضع على الرف
  • 27.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

أصل الحكاية

الجزء الاول من رواية كأس من الالم بقلم وتين القطامين
(اصل الحكاية )
لااااااا ،صرخة بها فزع ، صدرها يعلو و يهبط بسرعة شديدة و كأن الهواء قد نفذ من حولها ما كان سوا كابوس اعتيادي من الكوابيس التي لا تفارق مخيلتها منذ سنين منذ ذلك اليوم الذي رأت فيه اسوأ مشهد بحياتها كلها ، وضعت يدها على قلبها و حاولت ان تهدِء من روعها قليلا وبعد عدة دقائق نجحت بذلك
فُتِحَ باب الغرفة بسرعة و دخل منه هذان المشاغبان الصغيران
-هاااي استيقظي استيقظي وقفزا على السرير
-ابتسمت بسعادة على طفولتهما ابتسامة لا تبتسمها الا معهما قالت بجدية مصتنعة : توقفااا ، انتما الاثنان معاقبان ، نظرا اليها ببراءة ثم ضحكوا ثلاثتهم بسعادة ثم احتضنتهما
و قالت : صباح الخير
-ردا عليها : صباح النور
-دخلت مدبرة المنزل و قالت : صباح الخير سيدتي اعتذر لدخولهما و ازعاجك ولكن غافلاني و ذهبا لغرفتك
-نارة : لا باس بذلك
-رحمة : سيدتي السيد جاد بالأسفل و يريد مقابلتك
نارة : اخبريه ان ينتظرني
-رحمة : حسنا سيدتي هيا يا صغيراي لكي اجهزكما للمدرسة
-يوسف و ميرال : كلاااا ، دادا تفعل ذلك
-نارة بابتسامة : حسنا انا سأفعل هيا بسرعة لا عليك يا رحمة انا سأحضرهما
-رحمة : حسنا سيدتي

*** لنتوقف قليلاً
نارة يوسف : ستة و عشرون عاما فتاة جميلة جدا ذات قامة متوسطة و جسد رشيق شعر اسود حالك و عيون واسعه كثيفة الرموش لونها بني غامق و بشرتها ناصعة البياض بعد وفاة والديها ورثت شركات تقدر بالملايين و تولت ادارتها وطورتها بشكل كبير يُقدر بعشرة اضعاف ما كانت عليه عندما استلمتها ،
ذات شخصية قوية جدا و ذكية بعد وفاة والديها لم تكن الشركات مسؤوليتها الوحيدة حيث عندما توفيا تولت ايضا مسؤولية اخويها الصغيران يوسف و ميرال اللذان يحملان اسم امها و ابيها
يوسف و ميرال توأمان : ملامحهما جميلة كأختهما الا انهما اقل شبه بوالدتهم منها فهي تكاد تكون نسخة طبق الاصل عن امها بعيونها و لون بشرتها و شعرها اما يوسف و ميرال فيشبهان ابيهما اكثر فعيونهما خضراء وبشرتهما شقراء وكذلك شعرهما
حديثنا عن صفات ابطالنا لم ينتهي و سأدع لكم ألآن حرية دراسة شخصية بطلتنا وهذان المشاغبان الصغيران
********************************************************************************
انتهت نارة من اعداد شقيقاها الصغيران وارسلتهما مع السائق الى المدرسة ثم اعدت نفسها و ذهب الى غرفة المكتب حيث ينتظرها جاد
-جاد : صباح الخير سيدتي
نارة : صباح الخير انجزت ، ما اوكلتك به ؟
-جاد : نعم كل ما طلبته انجزته انه بهذا الملف
نارة : اعطني
-جاد: سيدتي أانت واثقة من رغبتك بذلك ؟
نارة : جاد انت تعلم بأنني لن اتراجع اليس كذلك اذاً لما تتعب نفسك ؟
جاد - باستسلام فهو يعمل معها منذ سنين ويعلم كم هي عنيدة وانها بالفعل لن تتراجع مهما كان الامر خطيراً - : اعلم ذلك ولكنني احاول لأنني لا اريدك ان تتأذي
نارة ابتسمت بألم : لا تخاف بعد فترة من الالم يصبح مطاقا و بعد فترة اطول ينعدم شعورك به لأنك ببساطة تعتاده فلا تقلق
جاد بشيءٍ من الحزن : ربما معك حق ولكن يجب ان تعلمي أنّ ما انتِ مقبلة عليه ليس مؤلم فحسب بل ايضاً خطير
نارة ببرود : أعلم هيا اعطني الملف
جاد : تفضلي
فتحت الملف وشعرت بخنجر يخترق قلبها عند رؤيتها لصورة والديها ، يااااه كم اشتاقت لهما وقبل ان تفقد السيطرة اغلقت الملف بسرعة نارة بثبات : شكرا لك يا جاد سأعلمك ان احتجت لشيءٍ اخر
-جاد : حسنا و انا بخدمتك عن اذنك
-نارة : اشكرك
نهضت خلفه و طلبت من رحمة مرافقته للباب ثم اغلقت باب مكتبها بالمفتاح و عادت لتستغرق بذلك الملف ، الملف الذي تسبب بتغيّر حياتها بهذا الشكل الذي يحتوي على تفاصيل تلك الليلة الباردة التي تسببت بكل ذلك الالم في قلبها التي قلبت حياتها 360 درجة ودون ان تشعر نزلت دمعة من عيناها على تلك
الذكريات التي هاجمتها
(قبل خمسة عشر عام )
نارة باندفاعها المعتاد : امي امي لقد عدت اناا جائعة جدا اريد ان آكل انظري يا امي لقد حصلت على علامة كاملة بالامتحان
امها : اهلا صغيرتي الجميلة اهدأي اهدأي قليلاً و خذي نفسا
نارة بسعادة بالغة : لقد احرزت العلامة التي تمنيتها و اناا اريد ان آكل
امها ضحكت بسعادة على طبعها الذي لا يتغير : احسنتِ عزيزتي وفقك الله دائما انا فخورة بك هيا اذهبي و بدّلي ملابسك ريثما أُعدّ لكِ شيئا لتاكليه
نارة ببراءة و ضعت يدها على رأسها وكأنها جندي يلقي التحية : أمرك سيدي اعني سيدتي اقصد امي ههههه و صعدت لغرفتها ركضاً
امها وهي تنظر لها حتى اختفت عن عينها : ادام الله عليك سعادتكِ يا صغيرتي
واستيقظت من تخيلاتها على صوت هاتفها الذي يرن وانتبهت الى وجهها المبلل بدموعها على تلك الذكريات كم كانت سعيدة وقتها مسحت وجهها و تنحنحت لترد على الهاتف كانت ندى سكرتيرتها الخاصة
- سيدتي اريد اعلامكِ ان الوفد الاجنبي على وصول هم بالمطار حاليا و بعثت السائق لأحضارهم كما طلبتِ و سوف يتوجهون إلى فندق الشركة كما اخبرتنا تماما و سيكونون هناك في تمام الساعة الواحدة و النصف
- حسنا
-أتامرين بشي اخر؟
-اجل اريد ان تجهزي لي ملفات الصفقة و ايضا اياكِ ان تكون بها اخطاء كالمرة السابقة و ايضا اخبريهم بتجهيز الطائرة سأسافر غداً مساءاً الى اسبانيا لذلك على الصفقة ان تتم اليوم اخبري الفندق بتجهيز عشاء عمل
- حسنا سيدتي
اغلقت الملف ووضعته بدرج مكتبها و اغلقته بالمفتاح ثم قامت بمسح وجهها جيداً و تأكدت بانه لا يوجد اي اثر انها كانت تبكي قبل قليل و خرجت من المكتب و ركبت سيارتها و قادتها بسرعة كبيرة نحو الفندق التابع لشركتها
وصلت الى الفندق و استقبلها مدير الفندق و اخبرها بانه انجز كل ما طلبته من التحضيرات وسألها : هل اتيتِ لاستقبال الوفد ؟ أنزلت نظارتها الشمسية ونظرت به باستهجان فهي نارة يوسف لا تستقبل اياً كان هو ابتلع ريقة بصعوبة و قال : - اعتذر
اكملت سيرها و توجهت نحو غرفة الاجتماعات وطلبت بعض الملفات من المحاسبة و بدأت بتدقيقها بعد مرور خمس عشرة دقيقة طلبت استدعاء مدير الفندق (ذلك المسكين ) دخل بتوتر و قال : طلبتني سيدتي
نارة القت الملف الذي
المدير و قد بدأ يتعرق امسك الملف بيدٍ مرتجفة و بدأ يقرا حتى انتبه للخطأ الموجود بالحسابات : انااا انااا
وقفت نارة من مكانها و نظرت به بحدة : اناااااا ماذا ؟
قال لها : اقسم بأنني دققته ولكن لا اعلم كيف غفلت عن هذا التفصيل
نارة : تعلم بأنني لا احب التقصير بالعمل أليس كذلك ؟
المدير بعد ان فقد اعصابه من شدة التوتر فهو يعلم كم هي جدية بالعمل و لا تقبل بأصغر الاخطاء : انا آسف سيدتي ارجوك سامحيني اعدك بأن لا يتكرر مثل هذا الامر
نارة : 24 ساعة ان لم تعرف اين ذهب هذا المال و ما هو سبب هذا الخطا لا تريني وجهك هنا مجددا لانك عندها ستكون مطروداً
المدير : ارجوكِ لا تفعلِ حسناً سأعرف مصدر الخطأ لكن اريد وقتاً اطول
نارة وقد اعادت ارتدا نظارتها تهمُّ بالرحيل : 24 ساعة .
الم اقل لكم مسكين
*******************************************************************
"نارة يا ابنتي تعلّمي شيئاً في هذه الحياة ، مهما كان حصولكِ على حقّك صعباً عليك المحاربة لأجلة وستواجهين الكثير ولكن ايّاك والاستسلام لا تقبلي بالخطأ مهما كان السبب ولا تؤمني ابدا بالعبارة التي تقول الغاية تبرر الوسيلة فهي ليست كذلك عندما تكونين على حق دائما ستكونين الاقوى ولكن عندما تخطئين
ستكونين الاضعف ولكي تخرجي من هذا الضعف لا تخشي الاعتراف باخطائك و تذكري انني دائما الى جانبك و انني احبك بشدة اعتذر يا ابنتي تمنيت البقاء معك اكثر و اعلّمك و اسير معك خطوة بخطوة ولكن لا استطيع سأكون ملاصقا لاسمك دائما و بجوار قلبك اعدكِ احبك يا ابنتي سامحيني على ما تركت
لكِ من مسؤولايات ثقيلة وفوضى عارمة ولكنكِ تستطيعين تحملها انا اعلم ذلك"
كانت هذا كلمات والدها الاخيرة لها لم تبكي هذا المرة بل شعرت بنارٍ داخلها نارة اقسمت على عدم اطفائها يوماً
اصطحبت اخويها من المدرسة و ذهبت معهما بنزهة صغيرة ، هذا طبعها دائما عندما تنوي السفر كما كان والدها يفعل عندما كانت صغيرة عادوا الى المنزل قرابة الساعة السادسة و أعدّت نفسها للاجتماع وودعت شقيقاها وتوجهت نحو الفندق دخلت وجلست على طاولة العشاء حيث يجلس الوفد
و جاد ايضا جلست و بدأ النقاش بالصفقة و انهوا العمل قال جاك مغازلا لنارة : سيدة نارة انا لا اصدق ان السيدات العربيات يستطعن ان يكنّ على هذا القدر من الجمال و النجاح بالعمل في الوقت ذاته
نارة ببرود : لا بأس لا تصدق لست مجبرا على اي حال
ضحك جاد ولكنه سرعان ما اخفى ابتسامته تلك و شعر جاك باحراجٍ شديد من ردها البارد هذا وحاول الرد ولكنه لم يجد رداً مناسباً
قال جاد ليخفف من شحنة الاحراج : أنوقع العقد يا سادة ؟
جاك : قبل ان نفعل انها اغنيتي المفضلة آسة نارة أتسمحين لي بالرقص معك؟
نارة : انا لا احب هذا الاغنية اعتذر منك كما انني افضل توقيع العقد حاليا .
قالت روز : لا مشكلة لنوقع العقد
بعد توقيع العقد استأذنت نارة لدخول الحمام عندما خرجت من الحمام وجدت جاك يقف عند الباب
قالت بنفسها : ان فعلت ما افكر فيه اقسم بانني سأجعلك تندم طيلة حياتك
اقترب جاك : بالمناسبة انا لم أُرفَض ابدا في حياتي بل ونادراً ما اعرض شي على احد فأنا تأتيني العروض جاهزة انا اقبلها أو ارفضها حسب مزاجي
نارة ببرود مميت : لكل شيئٍ بالحياة مرة اولى لا تقلق ستعتاد مع الوقت
جاك اقترب اكثر و حاصرها بالحائط : ومن قال انني ارغب بالاعتياد فانا آخذ ما اريد وقت ما اريد
نارة : ابتعد
جاك : وان لم افعل ، ماذا ستصرخين ؟
ضحكة نارة بسخرية وخلال ثواني كانت قد امسكت يده و لفتها حول ظهرة وشدتها بعنف كادت تكسرها صرخ جاك من الالم وقالت بهمس : انا لا اصرخ يا احمق وانا حذرتك بالابتعاد ولكن انت لم تسمعني وانا في حياتي لا احب ان يخالف احد اوامري -وشدت على يده اكثر بعد ان تثبيته وبدأ يتأوه من الالم- أفهمت ؟
جاك -بألم فهي قد ثبتته ولا يستطيع الحركة- : اجل اجل اتركيني
قامت نارة بدفعه فجاء على وجه وقد اجتمع من بمطعم الفندق على صوت صراخ جاك جاءت روز و خلفها جاد الذي يعلم ما حصل حتى دون ان يرى
روز : جاك ؟ ماذا حصل ؟ أانت بخير ؟
جاك بتلعثم : اجل اجل فقد تعثرت خطواتي ووقعت
روز : ما بها يدك ؟
جاك : لقد سقطت عليها لمستها روز فصرخ جاك من الالم
نارة ببرود : سلامتك سيد جاك واظن ان ذراعك قد انخلعت و تحتاج الى الطبيب ثم تحركت للخروج من المطعم دون ان تنظر وراءها مرة اخر
جاد : بالسلامة سيد جاك اصعد الى غرفتك و سأرسل طبيبا اليك عمتم مساءاً
جاد بعد ان لحق بنارة التي كانت تهم بالصعود الى سيارتها : ناارة
التفتت اليه ورفعت حاجبها : نارة ؟
جاد -بضحكة- : انتهى العمل سيدتي و خلعتِ يد الرجل ايضا أيمكنني التحدث الي صديقتي ؟
ابتسمت نارة : اووه اجل انتهى العمل
جاد : لم تستطيعي مقاومة عادتك ، كل وفدٍ يجب ان يخرج بأصابة
نارة : يستحقون ذلك ، ما بكم يا معشر ادم -وغيرت صوتها بسخرية- اووه اغنيتي المفضلة اترقصين معي ؟
ضحك جااد حتى ادمعت عينيه فهو يعلم كم تستفزها مثل هذه الجمل و تابع بسخرية : لا استطيع ان اصدق ان السيدات العربيات جميلات و ناجحات
نارة ضحكت بعد ان استفزتها هذه الجملة : ولا انا اصدق اساساً
جاد : حسنا دعينا نتمشى قليلا
نارة تريد الاعترا..
جاد مقاطعاً إياها : هيا بنا
سارا نحوا الشاطىء و بدا يتمشيان
جاد: نارة
- نعم
- أريد ان اسافر معك غداً
- لا
- نارة ارجوك
- كلا يا جاد
- لماذا ؟
- لا اريد ان ادخل احد بهذا الامر
- ولكن ..
-ارجوك يا جاد احترم رغبتي انت فعلت الكثير لي بالفعل كما انني سأسافر لفترة ولا استطيع الوثوق باحد غيرك ليهتم بالشركة و المنزل بغيابي
- نارة انت انقذتي حياتي و حياة عائلتي و ساعدتني كثيرا ارجوك اسمحي لي بمساعدتك
-جاد قلت لك ان تنسى ذلك الامر و لا تبقى مصراً على ان ذلك ديناً يجب سداده لي وايضا انت تساعدني بالفعل بتولّي امور الشركة بغيابي و اهتمامك بأخَواي و هذا يكفيني و زيادة
انني استسلم لا اصدق لما انت عنيدة إلى كل هذا الحد ؟ فزتي يا نارة لن ارافقك ولكن لا تحلمي حتى بأن ابقى خارجاً و انتِ تصارعين كل هذا فهمتي سأساعدك شئتي ام ابيتي .
-جاااد كلااا انت لن تتدخل
- بلا
- قلت كلا
- تصبحين على خير
- جااد لا تغضب ارجوك
- كيف لا اغضب و انتِ على وشك قتل نفسك لماذا تفعلين ذلك لماذا دعيني اساعدك دعينا ننجز هذا الامر معا كما نفعل دائما ، لما لا تفهمين ؟ هناك امور بالحياة لا نستطيع مجابهتا وحدنا استوعبي ذلك
- وهنا فقدت نارة اعصابها وقالت بغضب : لن استوعب لن استوعب شي لا اريد رأيك والداي يُقتلان امام عيناي رأيت اخواي يتيمان امامي رأيت اموال ابي و عمله و تعب سنينه يُسلب رأيت امي وهي تتحسر على اخواي و تبكي و توصيني بهما -وبدأت دموعها تنزل و تستمر بصراخ- وهي تقول :
وذلك كي يحمياني ضحا بنفسيهما و انقذاني اناا لا اريد ان يموت احد اخر بسببي لاا اريد الا تفهم انت ؟ كل ليلة كل ليلة اسمع صراخ امي ارى ابي مُلقى على الارض يسبح بدمه كل ليلة عشر سنوات....عشر سنوات من العذاب لم اشتكي لاحد درست و عملت و اصبحت أُمّاً و أبّاً لطفلين وانا بالكاد قد بلغت السادسة عشر من عمري انت افهم يا جاد لن اسمح لاحد بالتدخل ابدا و سأسترجع حق والداي اقسم بذلك لن يموت احدا بسببي مجددا سأحاسبهم جميعا على ما فعلوه سلبوني كل شيء سعادتي.. واماني.. واحلامي.. و كل شيء دمروا حياتي وعائلتي و انت تريد مني التراجع تريد ان تتدخل كي تقتل وانجو انا واعود لذات العذاب ؟
مجددا كلا لن يحصل -وصرخت بصوت اعلى- لن يحصل ابدااا ياا جاد
- جاد -وقد شعر بندمٍ شديد على فتح جرحهها بهذا الشكل وكان هذا الجرح قد التأم يوماً- : نارة انا اعتذر لم اقصد ان اجرحك ولكنني خائف ايضاً من خسارتك كخوفك انت ايضا من موت احد من الذين حولك
اقترب منها جاد ووضع يديه فوق كتفيها و تابع بنبرة حنونه
سامحي نفسك يا نارة انت لم تذنبي هما والدان وكان من المستحيل ان يفضلا حياتهما على حياتك و حياة اخوتك
- نارة -وقد مسحت دموعها بسرعة فهذه اول مرة منذ وفاة والديها تبكي امام احد و قالت بصوت مبحوح من الصراخ و البكاء- : جاد يكفي ارجوك لا تفتح هذا الموضوع مجددا و ابعدت يداه عنها ورحلت بسرعة الى سيارتها وقادتها بجنون وسرعة كبيره ويمكنك سماع صوت صرير العجلات على الشارع وكأنها تصرخ من الالم ، والسرعة رغم ارتفاعها لم تخفي صوتها..صوت الالم الذي يخترق قلبها في كل يوم و كل ثانية الالم الذي لم تشارك به احد يوما او بصورة ادق الالم الذي لم تسمح لاحد برؤيته ، لطالما ظهرت للجميع بمظهر القوة و الجبروت ، كبريائها الذي لم تجرحه يوما لم تشكوه لأحد حتى جاد لم تخبره بما حصل لأهلها ولكنه اكتشف الامر صدفة وأراد مساعدتها ليرد لها دين مساعدتها له فهي في يومٍ انقذت عائلته ، فعائلة جاد كانت فقيرة جدا ومرضت امه وكانا زميلان بالجامعة واضطر لترك الدراسة من اجل العمل كي يساعد بتكاليف علاج امه وعندما علمت نارة بالامر ساعدته
وعالجت والدته بأفضل المستشفيات ولكي لا تجرحه وتساعده حقا قدمت له عملاً بشركتها ومنذ ذلك الوقت وهو صديقها المقرب او الوحيد ولكن ذلك لا يعني رؤيته للألم الذي بداخلها ، فهي دائما تشارك الجميع الآمهم وافراحهم و تشاركهم فرحها و ان كان الامر يتعلق بحزنها فهي تستأثر به لنفسها
وبعد وقتٍ من القيادة الجنونية وصلت على مكان لم تدخله منذ سنين وصلت الى المقبرة حيث شاهدت قبر والديها ميرال التاجي و يوسف اليوسفي جلست بجانب القبرين رغم عدم زيارتها للقبرين من قبل الا انها لم تهملهما وتوصي دائما العامل عليهما ولكنها لم تمتلك القوة يوما للمجيء .
-نارة -بنبرة الالم والغصة- : طلبت مني مسامحتك على كل ما تركته لي من مسؤولية و فوضى و انك لم تكن بجانبي لتعلمني كيف اجابه هذا كله وانا سامحتك على ذلك منذ زمن ولكن ماذا عن كل هذا الالم الذي في قلبي آاااااااه قلبي يحترق كل يوم كل ثانية انظر فيها على يوسف و ميرال وارى ملامحك بوجهيهما عيناك الجميلتان وشعرك الذهبي مازلت انتظر الساعة السادسة حتى تعود من العمل و تحضر لي معك الحلوى على الرغم من ان عمري اصبح ستة عشر عاما الا انك حافظت على هذا العادة وكأنك تقول لي دائما انت ابنتي الصغيرة التي لا اريدها ان تكبر ابدا ولكن انظر ابنتك كبرت كثيرا يا ابي
حققت كل ما حلمت به يوما لطالما كنت الاولى بدراستي كما اردت و اصبحت سيدة اعمال ناجحة مثلك ولكنك لست موجود لترى ذلك-واجهشت ببكاء مرير بكاء اخرج كل ما حمله الماضي من الالم- وسمعت صوته في رأسها وهو يردد كلماته الاخيرة و هو يقول لها احبكِ بشدة يا ابنتي وبقيت تردد وانا احبك
وانا احبك ايضا .
رفعت رأسها بعد وقت من البكاء المرير وقالت امي أتعلمين لما لا اقص شعري ابدا على الرغم من حبي للشعر القصير (سابقا) لأن شعركِ كان طويلاً جداً و جميلاً انظري لقد اصبح شعري مثل شعرك واصبحت اعتمد على نفسي في تسريحه هيا لن اتعبك مجددا بذلك كنت اعرف كيف افعل ذلك منذ زمن ولكن كنت احب لمساتك على شعري بحنان عودي سأسرحه بمفردي اعدك ولكن عودي عودي وادعي لي كما كان طبعك دائما منذ ان توقفتي عن الدعاء لي اضعت سعادتي بهذا العالم اقسم اني اديت امانتك بأخَواي ، انا اعاملها كما كنتما تعاملاني تماما واغني لهما اغنيتكما قبل النوم
تعالي و انظري ميرال تريد ان تكبر لتصبح طبيبة مثلك ويوسف كما اردتِ رجلا رغم صغر سنه يريد ان يساعدني و يخفف عني عبأ العمل ولكن ليته يعلم ان العمل لا يرهقني انما اهلكني غيابكما لم ادعهما ينساكما فقد ملأت غرفتهما بصوركما و ارجاء المنزل ايضا كل ليلة احدثهما عنكما رغم ما يسببه هذا لي من الألم فتلك الذكريات تحرق قلبي قبل ان ابوح بها احبكما كثير لماذا تركتماني وحدي ما تركه في نفسي غيابكما من الالم قد اتعبني عودا ارجوكما يااا اااالله ارحمني ارحمني من هذا العذاب اقسم بأنني ارى الموت الف مرة باليوم واخشى تمنيه لكي لا اصنع في يوسف و ميرال ناراً اخرى اااااااه انني اموت يا امي ارجوك عودي و احضنيني ارجوك .
وبقيت على هذا الحال و بكاءها يزداد وهي محتضنة القبرين وكأنها تحتضنهما وتتمتم بذكرياتها السعيدة معهما حتى غلبها التعب و نامت وهي على هذا الحال ........
بدأت الشمس تداعب عيناها المتورمة بشقاوة حتى ايقضتها ، استيقظت نارة بتعب و صداع شديدان وضعت يديها بين خصلاتها تمسك راسها لعل ألمها يهدأ ولكن دون جدوى ، اخذت حقيبتها تخرج دواء يهدأ الجحيم الذي في رأسها حتى اخرجت علبة مهدء قوية و اخذت منها قرصان دون ماء
ونظرت للقبر لا تقلقي امي لا أُكثر من هذه الادوية غالبا ولكنني اعتدت اخذها هكذا دون ماء اعتذر لرؤيتك هنا
وجلست بجوار القبرين تراقب شروق الشمس و بدات تردد: لطالما اخبرتيني ان كل يوم تشرق به الشمس و نراقب شروقها ذلك كفيلٌ بإعادة الامل لقلوبنا العليلة و لكن شمس قلبي لا تشرق يا امي ما بها أهي تعاقبني لانني لم انقذكما ؟ او لأنني لم آخذ حقكما الى الآن؟ ولكن لا تقلقا سوف افعلها قريبا جدا اقسم لكما ذلك الشيطان الذي حرمني منكما اعدكما بأنني سأجعله يتمنى الموت ولكن لن يجده اعدكما بأنني سأجعله يدفع الثمن ، دمائه القذرة لن تكون ثمن لدمائكما لذلك لن يموت لا تقلقا ابنتكما ليست بقاتله وكما انه من المهين ان تكون دماء ذلك القذر بدلا عن دمائكما
وذرفت دمعتها الاخيرة التي مسحتها بعنف عن وجهها الذي شحب من كثرة البكاء
اقتربت من القبران وودعتهما بعبارة واحدة وانا احبكما بشدة واقسمت داخلها انها لن تسمح لدمائهما أن تذهب هدراً
- اقسم بأن الذي كان السبب سيدفع الثمن غاليا
اقسمت بأنها لن تبكي مجددا امام احد او حتى بينها و بين نفسها لانه حان الوقت لكي يبكي فيه من تسبب بكل تلك الآلام لقلبها وعائلتها
هي الان عبارة عن اسم على مسمى فهي كالنار المتأججة ستحرق كل من يقربها ولكن حتى النار تحرق نفسها بالبداية قبل ان تحرق احد ولكنها لا تبالي بذلك فهي لا ترى سوا هدفها امامها ركبت سيارتها
(في مكانٍ خر )
-ماذا تعني بأنه باع كل الاسهم
-هذا ما حصل يا سيدي ارجوك اهدأ
-كلا كلا لن يحصل انت لا تعلم ماذا فعلت من اجل هذه الشركة والاسهم ، قبل ذلك دمرتهم جميعاً وسأدمر كل من يحاول اخذها مني .....
#كأس_من_الالم
#waten
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي