المواجهة

القت نظرة علي هاتفها الذي يحتوى على مئة مكالمة فائته من جاد و مئه و خمس و عشرون رسالة منه ارجعت شعرها للخلف بتعب ثم ارادت الاتصال به ولكنها تراجعت و اغلقت الهاتف ورمته على المقعد الذي يجاورها و قادت سيارتها الى المنزل وانطلقت نحو المنزل وقبل ان تنزل من السيارة وضعت القليل من مساحيق التجميل كي تداري تورم وجهها فهي لا تريد إحزان شقيقيها كما انها تكره رؤية احد يشفق عليها لذلك اقسمت على عدم اظهار المها لاحد طيلة عمرها فهي لا تزال تذكر تلك الهمسات المشفقة عليها يوم عزاء والديها وكانت تخترق قلبها قبل اذنيها حتى جن جنونها على الجملة الاخيرة :
"ماذا فعلا هذان الاثنين بحياتهما حتى يعاقبان هكذا ويتركا فتاة بعمر الورد مثلها اني اشفق عليها " نهضت من مكانها بجنون فهي كانت فقط ساكنه لا تبكي و لا تتكلم و تفعل شي سوا النظر بنقطتها الوهمية وكانت هذه الجملة صعقة كهربائية ايقظتها من عالم اللاشيء الذي كانت به وصرخت بجنون :
اخرجواا جميعا من هنا انا لا احتاج احدا لكي يشفق علي، والداي لم يفعلا شيئا ذنبهما انهما كانا يحباني كثيرا لدرجة ان يضحيا بحياتهم كي ينقذاني اخرجوا لا اريد احد و بقيت تصرخ حتى خرج وبقيت تبكي بحرقة
خرجت من ذاكرتها و فتحت باب سيارتها و ترجلت منها بثبات مخيف صعدت لغرفة شقيقيها و فتحت الباب بهدوء فالوقت لازال باكرا وهما لازال نائمين دخلت وتأملتهما لبعض الوقت ثم اغلقت الباب بهدوء وذهبت لغرفتها و اعدت حقيبتها و دخلت على الحمام الملحق بغرفتها و اخذت حماما بالماء البارد
فلطالما احبت ذلك على الرغم من توبيخ امها الدائم لها على ذلك استمر تدفق الماء عليها اكثر من ساعة ثم خرجت من الحمام وبدأت باعداد نفسها، سمعت طرقات بسيطة على الباب : ادخل
كانت رحمة (رحمة تعمل مدبرة لمنزلها منذ سنين حتى من قبل ولادتها ):
اين كنت سيدتي طوال الليل ؟
-نظرت لها نارة بهدوء : كنت عندهما
-رحمة : لماذا تصرين على حرق قلبك بهذه الطريقة يا.....بترت كلمتها وقالت سيدتي ؟
-نارة وهي تعلم ماذا كانت تريد القول : لا تقلقي يا رحمة انا بخير و كنت بحاجة لتلك الزيارة
-رحمة : ادعو الله لك دائما لكي يعيد السعادة لحياتك ولكن انت ايضا يا سيدتي افتحي قلبك للحياة قليلا
نارة وقد جمدتها كلمة ادعو لك فقالت بشى من السرحان : رحمة اتعلمين لما منعتك من مناداتي بابنتي رغم اعتيادي على ذلك طيلة حياتي ؟
رحمة : اعلم ولا لوم عليك صدقيني سواء ناديتك بذلك او لم افعل فانت بالنسبة لي تبقين كذلك
نارة : رحمة اعتذر منك ولكن من بعد امي و ابي لا ارى ان بامكاني ان امنح هذا الشعور لاحد سواهما لم اعترض على تكلمك بهذا الطريقة مع اخواي ولكن انا لا استطيع
رحمة : لا عليك اقدر شعورك واردت الاطمئنان عليك فحسب وارادت الخروج
نارة : رحمة وركضت على حضنها و حضنتها بهدوء بقيت رحمة تمسح على شعرها وتهمس بالدعاء لها وبقيتا هكذا لمدة تجاوزت الدقائق فهي بحاجة الى هذا الحضن ورحمة لم تبخل عليها به بعد مدة خرجت نارة من حضنها وهي تقول : اريد اخذ اخواي في نزهة اليوم هلا حضرتهما
رحمة : امرك
دخل يوسف و ميرال على الغرفة بحماس بعد ان حضرتهما رحمة وكانت نارة قد انتهت من تحضير نفسها و اخذتهما وذهبوا الى الحديقة و تناولوا الفطور معا و خرجوا نحو الشاطئ و امضو يوما جميلا بالفعل و بعد غروب الشمس عادوا الى المنزل كم كانت سعيدة برفقتهما و برؤيتها لطفولتها من خلالهما، دخلت نارة بسيارتها الى الكراج وكان جاد ينتظرها بالحديقة الخاصة بالمنزل، انزلت شقيقيها وطلبت منهما الدخول للمنزل و ذهبت للتحدث مع جاد
اقترب منها جاد بخطوات و اسعة و قبل ان يلمسها حتى تراجعت للخلف و فهم انها لا ترد الاقتراب منه اكثر فتوقف وقال: انا اسف يا نارة ارجوك سامحيني لم اقصد الضغط عليك ابدا اقسم بذلك، اين كنت ليلة البارحة ؟ كدت اجن و انا ابحث عنك
مازالتِ صامتة تماما ارجوك لا تفعلي هذا بي و تتجاهليني
-لست غاضبة يا جاد و لست اتجاهلك واقدر خوفك علي واهتمامك بي ولكن رجاءا لا تحاول مرة اخر الضغط علي هكذا
-والا خلعتي لي كتفي
-ضحكت، اجل والا فعلت بك هذا واكثر
-اتعلمين ان جاك بالفعل كان كتفه مخلوعا وايضا لديه عظام قد تصدعت
-نارة بعدم اهتمام : يستحق ذلك
جاد :ستسافرين؟
نارة وقد تبدلت ملامحها للبرود :نعم
-اتمنى لك التوفيق
-جاد لا داع لان اوصيك يوسف وميرال امانة عندك لحين عودتي
-لا تقلقي هما بامانتي الى حين عودتك اسمحي فقط لي بايصالك الى المطار
-حسنا سوف اصعد لاودع يوسف و ميرال و احضر حقيبتي
-انتظرك بالسيارة اذا
صعدت الى الاعلى وودعتهم كم تكره هذا الجزاء دائما ولكن لا تستطيع المغادرة دون وداعهما و اوصتهما بالاهتمام بنفسهما وان يطيعا رحمة واوصت رحمة ايضا عليهما كثيرا نزلت الى جاد واخذ الحقيبة منها اوصت الحرس بعدم دخول اي احد الى المنزل بغيابها وان لا تخرج سيارة
يوسف و ميرال وحدهما وان ترافقهما سيارة الحراسة دائما
طوال الطريق وهي صامتة تنظر من النافذة وهو كذلك ينظر لها تارة و الى الطريق تارة اخر يجبر نفسه على التركيز ولكن عبثا فهي تحتل تفكيره بعمق شديد
عندما وصلا الى المطار
-ارجوك ارجوك فكري بهذا مرة اخر تستطيعين الاستمرار بمخططك من هنا لا تذهبي ارجوك
-لا تتعب نفسك يا جاد سأكون بخير لا تقلق لقد حان الوقت اراك على خير
وهنا جاد حضنها و تشبث بها و كأنه طفل يتشبث بامه يخاف مفارقتها : اعتني بنفسك ارجوك عودي لنا بعد ان تنهي ما بدأتي به نارة ارجوك فلتكن حياتك هي اولويتك ان لم يكن من اجلك فمن اجل يوسف و ميرال و من اجلي انا ايضا
نارة -متجمدة بمكانها فهي لطالما شعرت بمشاعر جاد نحوها ولكنها تقاومها دائما لا تريد ان يضعفها شي او يبعدها عن هدفها ولكن لم تتوقع يوما ان مشاعره تجاهها بهذه القوة لذلك لم تقاومها هذه المرة و سمحت له بالتعبير عما بداخله من خوف والم مفارقتها و ذهابها نحو المجهول
بعد القليل من الوقت اخرجت نفسها من حضنه وقالت بهدوء: لا تقلق ساعود لكم مجددا فانا لا اتخلى عنكم ابدا الى اللقاء
و اخذت حقيبتها و ذهبت الى مدرج الطائرة الخاصة و انطلقت حيث بداية الحكاية (اسبانيا)
***********************************************************************
وصلت طائرتها بعد عدد قليل من الساعات حاولت خلالها النوم ولكن عبثا، تفكيرها المستمر منعها من ذلك لا تريد ان يتعلق بها احد لطالما فضّلت الوحدة كي لا يتعلق بها فلا يوجد صديقات لها ولا اصدقاء ولا احد بحياتها سوا علاقاتها بالعمل لكن جاد اقتحم هذه الوحدة بطريقة ما، لا تعلم لماذا سمحت له بذلك؟ هل لانها ارادت دفن الالم، ام لانها سئمت من العيش بمفردها، او ربما لأنها رأت في عينيه بريق الم عند وفاة امه وهو ذات البريق الذي كان فيه عيناها عند وفاة والداها فساعدته لأنها لم ترد ان يتألم احد مثلها مجددا، هي لا تريد رؤية نارة اخر باي احد ولا باي شكل لانها ترا انها ولدت فقط لتتجرع كأس من الالم حاولت حماية جميع من حولها من لمس ذلك الكأس بالاخص يوسف و ميرال على الرغم من انهما يتيمان ولكنها نجحت حرفيا بابعاد هذا الشعور عنهما تماما واصبحا ورأيا فيها الام و الاب بذات الوقت رغم القسوة و الجبروت الذي يظهر عليها بالعمل فهي حنونة بشكل كبير فحتى ذلك المدير المقصر رغم فشله بما اوكلته به الا انها لم تطرده وحتى لم تخصم من راتبه بدل الخطأ الذي حصل ليس تهاوناً منها بالعمل فهي نجحت سابقا بتحديد من قام بالاختلاس و غيّر بالحسابات ولكن عطفا منها على حاله فهي تعلم بانه المعيل الوحيد لعائلته، هذه نارة يوسف بقوة يوسف و صرامته وحنان و عطف ميرال جمعت الاثنين بداخلها فأصبحت شخصا قمة بالتناقض جعلت الجميع ينظر لها كعلامة استفهام كبيرة وصلت لنقطة واحدة بتفكيرها بانها يجب ان تبعد جاد قبل ان تكبر مشاعره ناحيتها اكثر فهي لا تفكر بدخول اي ارتباط مع احد و تريد البقاء بعيدة عن الجميع برايها الخاص ان ذلك افضل لهم ولكن بالحقيقة التي هي تنكرها هي خائفة من ان تحب احدهم و تتعلق به و يرحل هي تخشى ان يتعلق احد بها بشدة فيضحّي بحياته من اجلها تعلم انها اضعف من اي تجربة، فهي كذبت عندما قالت"بعد فترة اطول تصبح لا تشعر بالالم " لو كان كذلك اليست عشر سنوات كافية لتنسى المها والمضي قدما بحياتها على كلِّ تعلم ما عليها فعله نزلت من الطائرة بثقة عالية و ثبات فهي الان على وشك خوض الحرب التي استعدت لها طوال عشر سنوات حان الوقت لتعيد حقها وحق والديها

-السائق: تفضلي سيدتي من هنا
وصلت نارة للفندق الذي اقامت به مع والديها بزيارتها السابقة الى اسبانيا قبل ان يستقروا بها واصرت على طلب الجناح نفسه 203 المطلة على البحر فلطالما عشقت امها هذا المنظر فكان والدها يحرص دائما على استئجار الغرف المطلة على البحر، حتى ان قصرهم القديم ايضا كانت غرفة والديها تطل على البحر، وصلت للغرفة ووقفت امام بابها لثوانٍ
قال عامل الفندق: هل هناك مشكلة سيدتي ؟
نارة : كلا
دخلت الجناح بهدوء وهي تمعن النظر في كل زاوية منه على الرغم من تغير ديكور الفندق الا انها محتفظة بكل زاوية بهذا الجناح فقد كانوا يأتون الى هنا كل عطلة وكانت تحب ذلك جدا وكانت تصر على زيارة قصر الحمراء في كل مرة بعد ان قرأت قصيدة نزار قباني "في مدخل الحمراء " وبدأت ذاكرتها باسترجاع كل تلك الايام الجميلة و ابتسمت لها ولم تبكي هذا المرة بعد ساعة من تأمل الجناح دخلت الى الحمام و اخذت حماما سريعا و بدلت ملابسها وخرجت وتوجهت الى بهو الفندق كي تقابل ماريانا (ماريانا هي مساعدة نارة باسبانيا فقد افتتحت فرعا جديدا لشركتها باسبانيا وعينت ماريانا لمتابعة العمل هنا بغيابها )
-اهلا بك سيدة نارة اتمنى ان رحلتك لم تكن متعبة
-اهلا بك ماريانا اشكرك لقد كانت رحلة جيدة، اذاً ماريانا كل شيء جاهز صحيح ؟
-نعم سيدة نارة لقد تم كل شي كما خططنا له و يمكنك الذهاب للعمل من الغد ان اردتِ
-ابتسمت نارة بثقة : رائعة يا ماريانا رائعة للغاية
-اشكرك سيدتي
-اذا هيا اخبريني بالتفاصيل
-حسنا سيدتي
-عز الدين اوكر مدير شركات اوكر وله شريك يُدعى ادم وهما على خلاف دائم لأن عز الدين لديه بعض الاعمال غير القانونية -او لنقل الكثير منها- ولكن معارفه القوية دائما تنقذه ويخرج من كل تهمة بنفس السبب دائما وهو نقص بالادلة التي تدينه والسيد ادم يرفض هذا لذلك باع اسهمه لنا لكي يتخلص من شراكة عزالدين
-اعمال غير قانونية مثل ماذا ؟
-تجارة اسلحة مخدرات و الابشع تجارة بالبنات بعد ان يستخدمهن في نقل شحنات من المخدرات
-قالت بحقد وغل : قتل
-نعم سيدتي توجد قضيتان باسمه بهذا الموضوع
-اثنتين ؟
-نعم احدهما يوسف اليوسفي و زوجته ميرال التاجي قبل عشر سنوات ولكنها اغلقت لنقص الادلة
-وقالت بالم : وقيل فيها ان يوسف اليوسفي قتل زوجته ميرال التاجي ثم قتل اولاده و اخفى جثثهم و انتحر بعدها
-نعم سيدتي هذا ما قيل و الشخص الوحيد الذي رفض هذا الادعاء هو محامي يُدعى خالد ولكنه هاجر من اسبانيا قبل سنوات ولم يسمع عنه احد شيئاً بعدها
-لا توجد عنه اي معلومات ؟
-لا شيء سيدتي حتى كان له عائلة باسبانيا ولكن لم يعد هناك اثر لاي منهم
-قلتِ قضيتان ؟
-نعم سيدتي هذه كانت الاولى و الثانية اكثر غرابة
-غريبة من اي ناحية ؟
-ان المغدور به هذة المرة هو ياسر عزالدين اوكر وهذه حصلت قبل عامين
-ماذا ابنه ؟
-اجل انه ابن عز الدين ويقال انهما اختلافا على المال ولكن من يقتل ابنه لاجل المال
-ضحكت نارة بسخرية : عز الدين يفعل يا ماريانا
-تعلمين ما الذي اثار استغرابي اكثر بهذه القضية ؟
-أهناك المزيد ؟
-اجل طبعا, قبل فترة من وفاة ياسر صرّح بان الامور في عالمه لا تبدو كما هي عليه دائما وختمها بأن الكل مذنب ولكن بطريقة بريئة وان الجاني هو الشيطان الذي زيّن تلك الاعمال بالوهم ولكن حتى مع ذلك يبقى مذنبا
-ماذا يقصد بان الكل مذنب بطريقة بريئة ؟
-هذا التصريح جاء بعد خلاف نشأ بينه و بين والده عندما حول عز الدين اموال و اسهم ابنه الى حسابه الخاص فلذلك حلّل البعض بانه كان يقصد والده وكان اكبر الادلة الموجهة لعز الدين حيث وجد ابنه مرميا بالمسبح بعد ان طُعن عدة مرات ولكن هذا التصريح ربما لم يكن الاكبر و انما الوحيد
لذلك كالعادة أُخرج لنقص الادلة التي تدينه
-من يدعمه الى هذا الحد يا ماريانا من قادر على اخراجه من جريمتي قتل هكذا و ايضا من كل تهم تجارة الاسلحة و المخدرات ؟
-يوجد ثلاثة اشخاص فقط قادرين على ذلك
-من هم ؟
-جوزيف رئيس المافيا الاسبانية , تود اوسكر اكبر تجار الاسلحة , ايفا اوكر حفيدته وهي عضوة بالمجلس البرلماني الاسباني يقال ثلاثتهم و يقال احدهم ويقال بان هناك احد خلف الكواليس غيرهم
-منذ متى تربطه علاقة بكل واحد فيهم ؟
-يصعب التحديد ولكن ربما اكثر من اثني عشرة سنة
-كيف تعمل ايفا معه وهو متهم بقتل والدها
-ايفا ليست ابنة ياسر
-ابنة من اذا ؟
ابنة ابنته رون ولكنها توفت وهي تلد ايفا لذلك قام عز الدين بتربيتها ولكنه اخفاها عن الاضواء حتى بلغت 30 من عمرها
-لماذا ؟
-لا اعلم ولكنه صرح بانه لم يكن يرغب بفتح جرح خسارة ابنته كما انها كانت رغبة ايفا
-لم افهم شيء كيف اصبح ادم شريكا لعز الدين بهكذا نسبة عالية من الاسهم ؟
-لست انت وحدك من لا يفهم بل الجميع لا يوجد اي معلومات و لا حتى اشاعات عن ذلك
-ماريانا متأكدة انه تم نقل الاسهم بشكل كامل وانه ما من اي لبس قانوني ؟
-مئة بالمئة سيدتي،
- واخرجت ملفا من حقيبتها- انظري هذا توقيع السيد ادم وهذه هي الاوراق التي تثبت ملكيتك وهذا توقيع المحامين الذين جعلتهم يوقعون على هذا التنازل أطمئني كل شي قانوني تماما
-جيد ماريانا اريد معلومات مفصلة عن عز الدين وعن الصفقات التي قام بها خلال اخر عشر سنوات وعن ادم ذاك وكيف اصبح شريك عز الدين وعن كل القضايا التي وجّهت لعز الدين ومن حقق فيها وكل شي حصل بحياته منذ عشر سنوات بالتفصيل
-امهليني اسبوعين و ستكون كل تلك المعلومات لديك
-ماذا ماريانا اسبوعان كثير ؟
-لا تعلمين كم عانيت لاحضر هذا المعلومات سيدتي فهو يحفظ معلوماته بشكل غريب وآمن جدا حتى ان بعض المقالات التي نشرت عنه سابقا لم اعد اجدها
-قالت بينها و بين نفسها : ذلك اللعين الحقير ثم قالت حسنا ماريانا لا بأس خذي وقتك ولكن اطلعيني بكل ما تتوصلين اليه اولاً باول
-امرك سيدتي والان اسمحي لي
-تفضلي
بقيت تحدق بنقطة وهمية، تفكر بكل ما سمعته وكيف لفق ذلك اللعين الحقيقة هكذا وكيف استطاعت تخليص نفسها و اخوتها سابقا منه
(قبل عشر سنوات )
بعد مقتل والديها اخذت نارة اخويها ورحمة وتوجهوا نحو المطار ليسافروا الا انه تم منعهم لان عز الدين اشاع خبر موتهم لذلك جمدت جوازات سفرهم
المحامي خالد : نارة يا ابنتي عليك ترك اسبانيا حالا عز الدين اشاع خبر موتك وخبر موت اخوتك لذلك سيحاول قتلكم بكل الطرق
-وحق والداي ؟
-انا سأتابع القضية واعلمك بكل شيء اعدك ولكنه ليس من الآمن لك الظهور للعلن الان
-لا اهتم ان عشت او مت اريد حق والداي، ذلك الحقير استولى على شركات ابي
-نعم فعل ولكنه لم يستولي على الشركات التي باسم امك فهو لا يعلم عنها
-امي لديها شركات؟
-اجل كتبها والدك باسمها سابقا وهي موجودة بدبي اذهبي الى هناك و ابدأي حياة جديدة مع شقيقيك ان لم تفكري بحياتك او موتك فهذا شيء يعنيك ولكن لا تكوني انانية انقذي اخواكي و اخرجيهما من هنا ثم افعلي ما يحلو لكي
-حسنا ساسافر و اعيش بدبي ولكن عدني بانك لن تدع حق والداي
-اعدك يا ابنتي ابوك صديق عزيز علي ولن اترك حقه ابدا لكن حياتكم وسلامتكم هي الاولوية الان
-كيف سنسافر فجوازات سفرنا وهوياتنا ايضا وكل شي جّمد لاننا بنظر الجميع اموات
-نعم اذا اصبح الان الوقت المناسب لتبني هوية جديدة فانت من اليوم لمار فارس المقدادي وكذلك اخوتك ساغير اسماهم
-لن اغير اسم والدي ولا اسمي
-نارة
-صرخت به، قلت كلا سيبقى اسمي نارة يوسف غير كنيتي ان اردت ولكن لن تغير اسم ابي او اسمي و اخواي سأسميهما يوسف و ميرال ولا تجعل كنيتهما مشابهة لكنيتي ابدا ولكن حافظ على اسم ابي و امي
-لماذا لا تريدين ان يحملا نفس كنيتك ؟
-لانني ساعود لانتقم من عز الدين ولا اريد تعريضهما للخطر
-نارة اتركي هذا الامر عنك ؟
-قالت و عيناها تدمع : اترك تضحيتهما تذهب عبثا او ادع دمهما يذهب هدرا لا لن افعل اقسم بحبي لهما اني لن ادع حقهما حتى اخر نفس بحياتي لن افعل ابدا وهذا سيكون انتقامي وحدي و لن يشاركني به احد و لا حتى اخواي
-حسنا يا ابنتي سافعل ما تريدين ولكن هناك مشكلة
-ما هي ؟
-عمرك
-كيف ما به عمري ؟
-لن استطيع نقل شركات امك لاسمك حتى تبلغي ال18 سنة لان ذلك غير قانوني
-لا باس امنح توكيلا بها الى رحمة
-أانت واثقة من ذلك ؟
-طبعا تقبلين بذلك رحمة أليس كذلك؟
-دمعت عينا رحمة : لا استطيع سيدتي هذا امر كبير
-ارجوك يا رحمة والا سوف يستولي عليها عز الدين ايضا ارجوك
-نعم رحمة ان لم تفعلي فهذا وارد جدا
-حسنا سيدتي اقبل بأخذ توكيل بها ولكن انا لا استطيع ادارتها
-لا تقلقي انا اهتم بامر العمل
-يا ابنتي انت تحملين نفسك فوق طاقتك
-انا اعرف اين هي حدود طاقتي لا تقلق
-حسنا ستسافرون الليلة
-حسنا
(عودة )
وضعت يدها على قلادتها -هي بالاصل لأمها- وتحتوي على صورتين الاولى لها و لاخوتها و الثانية لوالديها هي لا تخلعها ابدا ودائما تخفيها بملابسها و لا تظهرها ابدا
-يبدوا انك مستغرق حد الثمالة
-نظرت الى الشاب الذي يجلس مقابلاً لها، استغربته جدا فكيف عرف انها عربية و تحدث معها كذلك و متى جلس على طاولتها ولكن سرعان ما تحولت نظرات الاستغراب الى نظرات حادة : من انت ؟ و كيف تسمح لنفسك بالجلوس هنا؟
-قال ببرود :وجدتك تجلسين وحدك وقلت ان آنس وحدتك ألست لطيفا ؟
-قالت ببرود : لست وحدي
-نظر حوله وهو يدعي الفزع : اتجلسين مع الاشباح
-ابتسمت بسخرية : بل مع الجن
-جميل ارتحت ظننت انك تجالسين الاشباح فانا اخافهم ولكن لا بأس بالجن
-ماذا تريد ؟
-اخبرتك جئت آنس وحدتك
-عدلت جلستها و اتكأت بيديها على الطاولة و اقتربت منه وقالت: أابدو غبية لك ؟ شاب يخرج من العدم بعد ذهاب صديقتي ؟ ويعرف اني عربية و يتكلم العربية مثلي و تقول لي تأنس وحدتي ؟ احب الناس المباشرة لذلك تكلم ماذا تريد؟
-ابتسم على ذكائها واتكأ مثلها وقال : احسنت يا فتاة انت فعلا كما يقال عنك ذكية و حادة الملاحظة اي لم تكن اشاعة
-عادت بظهرها على الكرسي ببرود : تكلم ماذا تريد مني ؟
-لدي الاجابات التي تبحثين عنها و اعرضها عليك
-ما المقابل ؟
-الان انا حقا اقسم بذكائك المقابل بسيط نصف ما تملكين
-ضحكت نارة : لدي عرض اجمل لك
-ما هو ؟
-هو التالي ان كنت فعلا تملك اجابات لاسئلتي فانا على استعداد ان اعطيك شركات اوكر كلها فهي لا تعني لي ولدي ما يكفيني
-بالفعل هذا عرض اجمل ولكن الان تسببتي بسؤال براسي
-لماذا ارغب بتدمير شركات اوكر وانا لا اهتم بها و لا اريد توسيع اعمالي على حسابها أليس كذلك ؟
-اذا انت لم تكوني تمزحين عندما قلت انك لست بمفردك اجل هذا هو السوال
-ليس من شأنك
- ما اريده هو المال و انت ما تريدينه ايّن كان ستاخذيه وهكذا نكون اتفقنا
-كلا
-لماذا ؟
-لانك لم تركز بكلامي قلت لك بوضوح ان كنت تملك اجابات لاسئلتي يا ... ادم
-كيف عرفتني ؟
-ألست انت من بعتني اسهم الشركة ؟
-اجل ولكن لم نتقابل يوما وكل الاعمال تمت بين ماريانا و مدير اعمالي حتى هي لم ترني قبلا
-اجل هو كذلك حقا ولكن ألم تسال نفسك يوما خلال عشر سنوات من تواجدي بعالم الاعمال لماذا لم اخسر حتى صفقة واحدة ؟
بالطبع لم تسأل لانك لو سالت ما كنت الان متجمدا امامي و ساجيبك الان ثم اقتربت من جديد وقالت بصوت منخفض لانني لا ادخل اي صفقة حتى اعرف شركائي جيدا حتى قبل منافسيني لذلك سيد ادم التفاوض معي ممنوع
-ماذا تريدين ان تعرفي ؟
-ابتسمت بانتصار : كل ما تعرف
-نتقابل غدا هنا بنفس الوقت
-ابلغه سلامي و اخبره انه حقا بارع بالاختباء قالت جملتها التي نزلت على ادم كدلو ماء بارد جمدته هذه المرة بالفعل واوقفته بمتصف الطريق بعد ان نهض عن الطاولة ثم وضعت الحساب على الطاولة و اخذت حقيبتها و مرت بهدوء من جوار ادم المتجمد مكانه وكانها لم تفعل شيئا
-ادم على الهاتف : انها تعرف بوجودك
***********************************************************************
اخيرا اتى اليوم المنتظر اليوم الذي سوف تظهر فيه امام عز الدين اليوم وقد سارت اولى خطواتها باتجاه انتقامها اعدت نفسها هذا المرة بعناية شديدة -او لنقل بطريقة خاصة- فقد رفعت شعرها و ثبته بمشبك شعر فضي مرصع بالماس لطالما احبته امها ووضعت القليل من مساحيق التجميل
كما اظهرت سلسلتها للمرة الاولى و ارتدت فستانا رمادي مكشوف الاكتاف منسدل اكمامه على يديها مزين برسومات ورود زهرية هادئ و ارتدت حذائها العالي الابيض و حقيبتها البيضاء فاصبحت اطلالتها جاهزة وتشبه امها لحد كبير فلطالما احبت امها الالوان الرمادية ولكن الهادئ منها
توجهت نحو سيارتها و هي تتصل بماريانا : اجل ماريانا وافيني بشركات اوكر
-حاضر سيدتي اليوم اجماع مجلس الادارة و سيتم تقديمك على انك الشريك الجديد
-اعلم ماريانا وافيني هناك وكل شئ يسير حسب الخطة صحيح ؟
-طبعا سيدتي
-رائع
وصلت الى شركات اوكر على الوقت وترجلت من سيارتها بثقة و قوة واضحة بملامحها وتقابلت هي و ماريانا عند باب الشركة و دخلتا لم تسمح لذكرياتها باضعافها بل جعلتها مصدر لقوتها دخلتا على غرفة الاجتماعات
-نارة : امل انه لم يفتني شي
التفت لها الجميع منهم المستغرب و منهم المبهور بالحسناء التي اقتحمت المكان اما عز الدين و الذي ثبتت نارة عيونها عليه تلك العيون التي هي طبق الاصل عن عيناي امها نهض من مقعده و قال بصدمة: ميرال
نارة : نعم سيد عز و تعمدت اختصار اسمه كما كان يفعل والدها ثم اردفت بعد ثواني انا نارة يوسف وهنا زادت صدمته اكثر وهو يتمتم مستحيل كلا ثم سحبت الكرسي الذي يتصدر الطاولة وقالت بهدوء : انا نارة يوسف (ودون ان تنظر لعز الدين) المقدادي الشريكة الجديدة بشركات اوكر بعد شرائي لاسهم السيد ادم اهلا بكم يا سادة ثم التفتت لعز الدين عفوا سيد عز الدين ما الامر تبدو وكانك رايت شبحا هلا تفضلت بالجلوس رجاءا ثم جلس على الكرسي المجاور لها وهو شارد الذهن ولم ينتبه حتى لنارة التي اخذت مكانه
- اومن (احد اعضاء مجلس الادارة ) : اهلا سيدة نارة تشرفنا بك
ردت نارة : الشرف لي
وتوالت عليها عبارات الترحيب من اعضاء المجلس وكانت ترد عليها برسمية و ثقة كعادتها بالعمل
ثم قالت انيتا (احد اعضاء مجلس الادارة ): اذا بما ان العدد قد اكتمل لنبدا اجتماعنا يا سادة نحن هنا اليوم لكي نلتقي بالشريكة الجديدة بشركات اوكر وقد تم هذا الامر الان لنقاش البند التالي وهو هل سيكون هناك تغير على رئاسة مجلس الادارة
-وهنا استفاق عز الدين : و لما سيكون هناك تغير ؟
-رد اومن : لان الانسة نارة تملك اسهم مساوية لقيمة اسهمك وانتما الان اعلى من يملك اسهم بالشركة ولذلك لها الحق بالترشح لرئاسة المجلس طبعا بعد تصويت اعضاء المجلس
رد عز الدين بغضب : كيف تملك اسهما مساوية لاسهمي وهي قامت بشراء اسهم ادم وادم اسهمه اقل من اسهمي بنسبة 10%
ردت نارة بهدوء : كما تعلم سيد عز اووه لا تمانع مناداتي لك بعز أليس كذلك ؟ فإن شركتكم بكل سنة تعرض ما نسبته بين (5-3%) في السوق المحلي لدعم اصحاب رؤوس اموال الاعمال الصغيرة ولكن هذه السنة قمت بعرض 10% لتعويض خسارتكم بالصفقة الاخيرة مع الشركة الوهمية
التي عرفت ب(بارا)وانا قمت بشراء هذا الاسهم كلها بالاضافة لاسهم ادم و بالتالي تتساوى اسهمي و اسهمك الان
تدخل الكاتبة "اجل ما تفكرون به صحيح هي وضعت هذه الشركة بطريقهم لكي تزيد من اسهمها وتتساوى مع عز "
-عز بذهول : كيف عرفتي بامر الخسارة ؟
-نارة : لا شيء يخفى بعالم الاعمال سيد عز
-اومن: انت انقذتي الشركة وقتها من مشكلة عصيبة سيدة نارة
-ابتسمت نارة وقال لنفسها : اجل فعلت كي ادمرها بيدي لاحقا ثم قالت بصوت مسموع لا باس سيد اومن لقد اتيت اليوم وارغب باستلام عملي في الحال و اعدكم باني ساعمل على تقدم هذه الشركة و تعويض تلك الخسارة ولكن اولا من بعد اذنكم لننتهي من بند اختيار رئيس المجلس لانني ارغب بالتحدث اليكم لاحقا
انيتا : حسنا انسة نارة يا سادة لدينا مرشحان لرئاسة المجلس بسبب تساوي الاسهم بينهم و لذلك لناخذ رايكم بمن هو الرئيس المناسب لمجلسنا
و بدأ تصويت اعضاء اللجنة و كان الفارق صوتا واحدا لصالح نارة و بذلك اصبحت رئيسة المجلس و عز الدين ينظر بفراغ لللاشيء فها هو يخسر اول معركة امامها واصبحت رئيسة المجلس بشركته الخاصة
نارة : اشكر لكم ثقتكم يا سادة سيد عز ارغب بطلب خدماتك في مساعدتي بالادارة فكما تعلم انت صاحب خبرة كبيرة ان سمحتم لي يا سادة ارغب بتعينه نائب عني
اومن : ذلك مناسب برأي انسة نارة
نارة : اذا دعونا نتحدث الان عن العمل ماريانا اذا سمحتي
قامت ماريانا بتشغيل عرض حاسوبي على الشاشة
-اشكرك ماريانا , يا سادة انظروا معي الى الشاشة هنا نرى جميع افرع شركتنا بالعالم و نلاحظ تركزها باوروبا بشكل كبير وهذا برأيي الخاص خطا فادح
-انيتا : ما الخطأ بذلك ؟
-سؤال جميل الخطأ ببساطة هو محدودية انتشار شركتنا فبالتالي تبقى محدوده و عرضة للمطامع مثل ما حصل سابقا مع شركة بارا و الحل هو التوجه للعالمية في نطاق سوق اوسع يسمح لنا هذا بانتاج اصناف اوسع و تصدرها و بتالي مضاعفة ارباحنا
-اومن : انا معك بذلك سيدة نارة ولكن وضع الشركة الحالي لا يسمح بذلك كيف سنقوم بالامر ؟
-الشيء الوحيد الثابت بعالم الاعمال هو المخاطرة، ان نجحت مخاطرتنا يعني تضاعف ارباح الشركة خمسة اضعاف
-عز الدين : وان خسرنا ؟
-نارة : رغم صعوبة حصول الامر الا انه سوف نخسر معه ما نسبته 25% من شركتنا (بالمناسبة هنك فرق بين خسارة اسهم و خسارة شركات وهنا بهذه الحالة الخسارة تعني خسارة ربع املاكه من اراض و شركات و قصور و اموال بالبنوك)
-عز الدين : اذا امر مرفوض
-نارة : توقعت ردك ولكن سيد عز الثبات بنفس المكان بحد ذاته خسارة اعني من لا يتقدم يتدهور وهذا حال الشركة حاليا هذا اقتراحي يا سادة، التغيير بتوسيع السوق و التدرج باصناف ما نقدم من منتجات لتناسب معظم الاسواق العالمية
-عز الدين : ولكن يجب ان تحددي الاسواق التي تستهدفينها ؟
-نارة : هذا يقودنا للحديث عن الشريحة الاخرى في عرضنا وهي الاسواق، ستكون اسواق غرب اسيا وشمال افريقا في اسواق تضم دول متوسطة التنمية
-عز الدين :انت تعارضين كلامك تطمحين للعالمية و تستهدفين اسواق دول متوسطة
-نارة : سيد عز السبب واضح باختياري لهذه الاسواق اولا للحد من المخاطر و ثانيا لإستهدف الاسواق العظمى كخطوة اولى لانها تكون بحالة من الاكتفاء ولكن عندما ينتشر اسم شركتنا اولا و تصبح معتادة على التصدير خارج اوروبا و بأصناف متدرجة من الجودة اقدم منتجاتي على الاسواق العظمى وعندها ستكون على القدر الكافي من الجودة الاعلامية و التقنية لتنافس بالاسواق العالمية
انيتا: وااو انسة نارة هذا لا يصدق مشروعك حقا رهيب وطريقة تفكيرك حقا تجارية، انا ادعم مشروعك بقوة فهو فرصة عظيمة للتقدم و التطور واوافقك الراي من لا يتقدم يتدهور وللاسف نحن نمر بذلك ولا ضرر من المخاطرة طالما ان نسبة الخسارة مقبولة
اومن : وانا اوافقها الراي تماما وانا ادعم مشروعك انسة نارة
نارة: اشكركما، سيد عز مارأيك ؟
-عز الدين : طالما ان هذا رايكم فانا معكم ولكن اطالبك بتوقيع تعهد تتحملين فيه الخسائر التي تترتب على مشروعك أتوافقين؟
نارة : اوافق طبعا ولكن لدي شروطي
عز الدين : و ما هي هذه الشروط؟
نارة : ان كان يجب علي تحمل الخسائر فاذا انا ايضا اتحمل الارباح
عز الدين : ماذا تقصدين ؟
-اعني اخذ الحصة الاكبر من الارباح لنقل بنسبة 70%
- مستحيل لا تحلمي بذلك حتى
-سيد عز توقف عن التصرف بطفولة لا تنسى اني اصبحت رئيسة المجلس ولي الحق باتخاذ مثل هذه القرارات كما انني اقدم لشركتهم عرضا هو ربح بنسبة مئة بالمئة لانه ان خسر المشروع انا اتحمله وحدي و ان ربح انا اعطي للشركة 30% من الارباح عدا عن دخول تلك الاسواق و التوسع بالعمل
اومن : انا اوفقك ولكن ألا ترين ان نسبة ربحك كبيرة قليلا
-نارة حسنا سيد اومن اعتبره عربون شراكتنا الجديدة سآخذ النصف فقط
-اومن : اشكرك انسة نارة انا اصوت بالموافقة على مشروعك
-انيتا : وانا ايضا و ماذا عنكم يا سادة ألدى احد اعتراض ؟
لم يعترض احد تم تبني مشروع نارة بعد ان وقعت على وثيقة تعهدها بالخسارة
***********************************************************************
عز الدين يسير بالمكتب بغضب ذهاباً و اياباً يكاد يجن من هذه التي اصبحت رئيسة المجلس وتأخذ نصف الارباح ايضا هذه نسبة هو نفسه لا ياخذها ونعتته بالتصرف الطفولي بحضور المجلس كله وهو لم يرد حتى عليها فمن هنا لا يخافه و يجرؤ على ذلك وقال بصراخ على الهاتف
جوزيف يا احمق من هذا الفتاة من ؟
جوزيف ببرود : اي فتاة بالتحديد
-تقول انها نارة يوسف المقدادي
-تقول انها ؟ اي انك لست و اثقاً
-لا اصدق نعم فهي تشبهها بشكل جنوني
-تشبه من؟
-ميرال التاجي يا احمق
-هنا انتفض جوزيف : أانت واثق الم نقتلهم الخمسة؟
-اخرس لا تتحدث بهذا على الهاتف تعال على مكتبي بسرعة
-انا قادم دقائق واكون قد وصلت
في طريقه للشركة تلاقت عيون جوزيف بعيون نارة وهي خارجة من الشركة قال بطريقة مقرفة : ربما عودة الفاتنة ليست بشيء سيئ و اكمل طريقة نحو مكتب عز الدين
-ها قد اتيت اخبرني الان ماذا هناك ؟
-اخبرك بماذا ان فتاة ظهرت من العدم نسخة طبق الاصل من ميرال وكانها توأمها اصبحت شريكة لي و تملك نفس ما املك من الاسهم و فوق ذلك كله اصبحت رئيس المجلس و تفضلت علي بمنصب نائب الرئيس ام انها ستاخذ نصف ارباح المشروع الجديد ام انها نعتتني بالطفل داخل المجلس
-اووووبا اهدأ كي نفهم
-قلت ان اسمها نارة يوسف المقدادي وتلك ابنة ذلك الاحمق تدعى نارة يوسف اليوسفي هذا اولا
-ربما غيرت اسمها
-ذكي حقا و ابقت اسمها كما هو و اسم ابيها و تظهر امام قاتل والديها هكذا ببساطة وهي قد رأته بعيناها يقتلهما
-ربما اتت لكي تنتقم
-تنتقم بان تطور شركتك فهي سوف تتحمل وحدها الخسارة ان حصلت، ما بك عز أفقدت صوابك ام انك قد خرفت!! ثم من اين احضرت المال كي تشاركك فانت استوليت على كل اموال ابيها اتذكر لنفترض انها هي كيف عاشت دون مأوى او مال او اي شيء ؟
-وضع عز الدين يداه على راسه بتعب و قال ربما معك حق ولكن وجودها يزعجني هنا لا يمكنني التصديق بكمية التشابه بينهما
-لا تقلق سأتصرف
**********************************************************************
( عند نارة و ماريانا )
ماريانا : سيدتي
نارة : نعم ماريانا
-لا افهم ما تحاولين بلوغه ؟
-أليس هدفي واضحا ؟
-اعلم هدفك ولكن انت تتصرفين عكسه، لما قبلتي توقيع ذلك التعهد الان حتى لو خسرنا الصفقة هم لن يتأثروا بشيء ؟
-ومن قال لك انني اريد ان اخسرهم؟
-لا افهم
-عزيزتي ماريانا فكري ابعد من ذلك ان فعلت لا اكون سوا تسبب بخسارة 25% فقط من املاكه و انا اريد ان اجعله متسولاً لذلك كان لابد من انجاح هذا المشروع كي اكسب ثقة اعضاء مجلس الادارة نعم نحن اثرنا على قرارهم اليوم ولكن ذلك لن يكون دائما ان لم نكسب ثقتهم
-اي انك تردين كسب ثقتهم و ابعاد عز الدين ثم طرده شيئا فشيئا
-اقتربتي ولكن ليس بالضبط فانا اريد كسب ثقتهم و التوغل بالشركة حتى استطيع الوصول لما يدين عز الدين بكل جرائمه اريد فضحه امام الجميع و تدمير عالمة القذر كله فوق رأسه سأسلبه كل شيء، المكانة النفوذ المال حتى شعوره بالامن
-لقد فهمت ولكن ما لا افهمه سبب عدائك له
-ستفهمين ولكن بالوقت المناسب ثقي بي يستحق ذلك اقسم لك
-اعلم ذلك القذر كي يبني مركزا تجاريا قام بهدم عمارة سكنية احتوت على مئة عائلة فقيرة تشردت بسببه على الرغم من دفعهم للاجرة على الوقت لو كان السيد يوسف حيا لما حصل هذا ابدا ثم ظهرتي انت وأويت الجميع و اعطيتهم فرص للعمل لكي يضمنوا حياة كريمة لانفسهم و عائلاتهم
ومن بينهم عائلتي ايضا لذلك انا معك حتى النهاية
-لقد فعلتِ الكثير بالفعل ولكنك سوف تتوقفين عند هذا الحد هذه حربي انا وانا اصر خوضها وحدي
-سيدتي ان لم تدعيني اساعدك فانا سأحارب وحدي وعندها حتما ساقع ولكن عندها اكون اطفأت ناري قليلا ارجوك اسمحي لي بالاستمرار الى جانبك
-ماريانا لا اريدك ان تتاذي و قد فعلتي الكثير حقا و يكفي استمرارك بجمع المعلومات بهذه المرحلة
-لا تقلقي اقتربت من معرفة الكثير
-آمل ذلك
-اسمحي لي لدي بعض العمل بالشركه ولكن اليوم شعرت وكانه يعرفك منذ زمن اعني بالتأكيد سيقوم بجمع معلومات عنك الا تخافين ان يصل لشيء ؟
-ابتسمت نارة بثقة وهي تذكر اخر ما فعلته عندما كانت بدبي "لقد قامت بنقل جميع املاكها باسم اخويها بالتساوي واوكلت جاد بها لحين بلوغهما السن القانوني و اظهرت الامر وكأنه ارث لهما ومحت اي سجل او اي بيانات تثبت يوما انها كانت بدبي" : لا تقلقي لن يصل لشيء
سيعرف فقط اني نارة يوسف المقدادي فتاة تعمل بمجال الاعمال منذ ثلاث سنوات من خلال شركة اسستها بقرض من البنك و انها حديثا قامت بسداده وهذا كل ما سيصل له
-انت حقا رائعه
-اشكرك
رحلت ماريانا و شربت نارة عصيرها وارادت الصعود بعدها لغرفتها ولكن وهي بمنتصف الطريق شعرت بدوار وغثيان شديدان حتى اغمى عليها بالطريق و التقطها احدهم اخذها لمكان ما فهي لم تكن بكامل وعيها حتى تدرك اين يتم اخذها بعد مرور وقت لا تعلم مدته استيقظت على سرير بغرفة غريبة، التفتت حولها ولكن الصورة مازالت مشوشة، الصداع يدهم راسها حاولت ان تاخذ المهدء من حقيبتها ولكنها لم تجد حقيبتها حاولت التماسك وامسكت براسها وجلست على حافة السريع بصعوبة و شيئا فشيئا بدا الدوار و الصداع يهدآن لكنها مازالت مرهقة وقد تقيأت بشدة فُتح باب الغرفة اخيرا وكان رجل لا تعرفه بيده علبة ماء قام بغسل وجهها بها واشربها القليل ثم بدا بسندها كي تقف وهي كانت مستسلمة تماما فهي لا تمتلك الطاقة لفعل شيء واخرجها من الغرفة وعندما خرجت كان هنالك الكثير من الرجال المسلحين و اشكالهم مرعبه لكن ليس بالنسبة لها
قال احدهم -يبدوا كانه رئسيهم- : لقد نجوتِ هذه المرة يا صغيرة
نارة تنظر به شرزا ولو كانت النظرات تقتل لبات صريعا رغم تعبها الا ان عينيها تشتعل بنار
قال مهدداً اياها : احني نظرك يا فتاة و لا تنظري بي هكذا مجددا الا انها لم تتحرك اراد الاقتراب و اجبارها على حني نظرها وما ان رفع يده لصفعها حتى وجد يدا صلبة تقبض على يده كانت يد ذلك الرجل الذي يقوم بسندها و قال بصوت مليء بالتوعد : لا تجرؤ على لمسها وهي معي
تراجع و قد سحب يده : خذها من هنا
نارة كانت قد بدات باستعادت طاقتها حتى انتبهت على عدم وجود سلسلتها برقبتها وهنا تنشطت كل خليه بعقلها و جسدها فهذه السلسلة تحديدا كانت لا تفارق رقبة امها كما انها اعطتها لها يوم وفاتها عندما اوصتها بالعناية بشقيقاها
نارة بصوت عالٍ : اين سلسلتي ؟
ذلك الرجل البغيض رد باستفزاز لها :انت لا تملكين شيئا
عندها جن جنونها اكثر فحتى مشبك شعرها غير موجود وكان هناك احد الرجال يقف بجوارها قامت بضربه بشدة في اعلى معدته وهذه ضربة تشل الخصم مؤقتاً واخذت سلاحه ووجهته نحو الرئيس : هي جملة واحدة اريد اغراضي يا حقير ؟
وهنا رفع الجميع سلاحه ووجه عليها ولكن لم ترمش لها عين وابقت يداها مثبتتان على السلاح الذي توجهه عليه حتى صدر صوت رصاصة بالمكان لم تكن صوت رصاصة نارة انما ذلك الرجل قد اطلق النار على احد رجال العصابة بعد ان حاول غدر نارة من الخلف
وقال بهدوء : ليس من الرجولة ان تهاجم من الخلف فكيف وانت تهاجم امرأة
نارة نظرت للمشهد رغم ما اثاره في نفسها الا انها تحاملت على نفسها وبقت ثابتة قدر الامكان وقالت بنبرة تخلو من اي معنى يمكن تفسيره : اريد سلسلتي و مشبك شعري و باقي اغراضي والا ستكون حياتك الثمن ؟
ما من رد، وعندها نارة سحبت سلاحها تستعد للاطلاق عليه الا ان صوتاً صغيرا اخترق المكان وكانت طفلة تبلغ العاشرة من عمرها تبكي بصوت عالٍ : ارجوك لا تقتلي ابي ارجوك سأعيد لك سلسلتك و اغراضك انهم معي ها هم ولكن لا تقتلي ابي ارجوك ارجوك نزلت لمستوى الطفلة اخذت سلسلتها و مشبك شعرها و حقيبتها ونظرت به بحقد شديد فهي لا تصدق بان احد قام بنزع سلسلتها من رقبتها فهي لم تخلعها ابدا منذ ذلك اليوم وقالت بصوت غامض : هذه الفتاة دية حياتك اللعينة و اطلقت النار
وجاءت صرخة منه لااااااا
ولكن نارة لم تقتل الفتاة بل قامت باطلاقها بالهواء ونظرت له بسخرية و خرجت من بين جميع اولائك المسلحين لا احد يمنعها وهي تسير وكانها لا ترا احدا من الاصل فتبعها ذلك الرجل بصمت و عندما خرجت من ذلك المكان رمت السلاح من يدها و اتجهت نحو سيارتها فيبدو انهم احضروها بها
وقبل ان تصعد وجدت يدا تمسكها كان ذلك الرجل نظرت به وكأنها لم تكن قد رأته مسبقا او انه هو من حماها قبل قليل
قال : انا من ساقود انت اصعدي بالجهة الاخرى
نارة وقد سحبت يدها بعنف : عفوا من تظن نفسك ابتعد عني
-علينا التحدث حالا
-اصعد
-انا ساقود انت مرهقة
-كلا انا بخير و استطيع القيام بذلك اراد الاعتراض لكنها ركبت السيارة و لم تعطه مجال لكلمة اخرى و ادارت المحرك ولكنها لم تتحرك مسح على وجه بغضب و ركب من الجهة الاخرى وهي التي قادت السيارة (قلت لكم بانها عنيدة فهي بالفعل متعبة ولكنها لا تتنازل بسهولة )
لاحظت بان هناك سيارات يتبعونها منذ خروجها قالت بهدوء : رجالك هم الذين خلفنا ؟
قال : كلا
قالت : ضع حزام الامان
ودعست على البانزين بشكل كبير ثم رفعت (الهاند بريك) مسببة انبعاث الكثير من الدخان و غبار الطريق وقامت بانزاله مجددا و ادارت المقود وانطلقت ثم دخلت الى زقاق طريق و اطفأت المحرك و انتظرت قليلا حتى خرجت سياراتان ولكنهم لم يروهم و اتجهوا بطريق مختلف وعندها اعادت تشغيل المحرك و انطلقت باتجاه غير الذي سلكوه و غير الذي كانت تسير به حتى وصلت لحافة اوقفت السيارة و نزلت وكانت هذه الحافة تطلع على المدينة باكملها وقد اتشح المكان بلون احمر بسبب غروب الشمس وقفت نارة امام السيارة و فتحت غطاء السيارة كي تسمح للمحرك بان يبرد بعد جولتها الجنونية تلك
نزل خلفها و اتجهت انظارهم نحو المدينة بصمت حتى كسرت هي ذلك الصمت : لماذا اتيت لمساعدتي ؟
-لانه كان يجب علي ذلك
-أتقصد ان الامر كان مهم لدرجة خروجك من مخبأك ؟
-من قال لكِ باني كنت مختبئا؟
-لنقل انه مجدر استنتاج من انت ؟ وماذا تريد ؟
-ظننتك تعرفينني بعد ان اوصلتي لي سلامك
-اعلم بانك من خلف ادم و انك من ادخله بشركة عز الدين و ايضا من بعتني الاسهم ولكن السؤال لماذا ما هدفك ولا تقل المال لاني ادرك انك لست بحاجة له؟
-احسنتِ انا بالفعل لست بحاجة للمال وصحيح انا ادخلت ادم لشركة اوكر لانه لم يكن ينفع دخولي انا فكان لابد من استخدام احدهم و اجل بعتك الاسهم لانني اعرف ان لدينا هدفا مشتركا هو تدمير عز الدين
-جميل ولماذا ترغب بذلك ولماذا لم يكن ينفع دخولك انت ؟
-اسبابي لا تعنيكِ اما لماذا لا ينفع فلأن هذه ليست اولى حروبي مع عز الدين
-انت لم تأتي بي الى هنا للحديث عن ذلك ماذا تريد؟
-ساكون واضحا، وحدك لن تستطيعي تدمير عزالدين لذلك ساقوم بذلك معك
-شكرا لك ولكن اعلم باني استطيع هزيمته وحدي وايضا لا احب العمل الجماعي
-انا لا اطلب منك بل اخبرك فحسب اننا سنعمل معا
-اسمع ياا......
-ريان
-اسمع يا ريان الثقة بالنفس شيءٌ جميل ولكن الاكثار منها يتحول لغرور يلقي صاحبه بالمشاكل وانت الان مغرور ان كنت تتخيل انه بامكانك اجباري على العمل معك
-اذا تزوجيني
نارة حسنا ياجماعة اتعلمون شعور ان تكلموا مجنونا بعقلانية ربما لا ولكن انا الان اكلم رجل ليس مجنونا فحسب بل احمق و مغرور بنفس الوقت فلكم ان تتخيلوا ماذا ستكون ردة فعلي اجل احسنتم اموت من الضحك
-كل هذه السعادة لعرضي الزواج عليك انت فتاة يائسة حقا
-حتى كلماته المستفزة لم تخرجها من حالة الضحك التي كانت بها : احم احم حسنا انت مدرك لما تقول يا عزيزي
-اجل
-اذا انت لست مغرورا فحسب بل احمق و مجنون ايضا
-توقفي الان عزيزتي لان عليك احترام زوجك المستقبلي
-والان فقط تكلمت بجدية : توقف عن احلام اليقضة التي انت فيها بالطبع انا لن اتزوج منك أترى الامر فيلما هنديا مثلا يخرج البطل و يقاتل الآف الرجال بيد واحد ثم يموت و يعود للحياة بدمعة من حبيبته ثم يستيقظ ويخلص على الالف الباقين مثلا ويتزوجان ينجبان اطفالا و يعيشون بسبات ونبات
استيقظ من الوهم الذي انت به
-ادرك انها الحياة الواقعية و ادرك انها ليست فيلما هنديا وانا اتكلم بجدية مطلقة ما حصل اليوم كان جوزيف ورائه ولولا تدخلي لكنت الان ......تعلمين اين كنت ستكونين ولا استطيع مراقبتك طيلة الوقت لذلك الحل الافضل هو ان اتزوجك لتكوني بحماية دائمة
نارة بغضب : من طلب من حضرتك التدخل و من قال انني بحاجة لحمايتك ثم اتظن اني لا اعلم ان جوزيف هو من وراء ذلك ولم اكن اتوقعه، انت مخطأ علمت ذلك من اللحظة التي رآني بها عند باب الشركة بلى كنت اعلم و تأكدت اني كنت ساجد طريقة لاخلص نفسي مما كنت فيه من دونك
-ما كنت لتفعلي مازالت عاطفية تفكرين بمشاعرك ودليل ذلك عدم قتلك لذلك الرجل بمجرد رؤيتك لتلك الفتاة
-ما كنت لاقتله من الاساس انا اريد الانتقام من عز الدين و تدميره وانا لست قاتله مثلك اتفهم لست كذلك ولو كنت كذلك اتعلم ما يكلف قتل عز الدين رصاصة واحدة و استئجار قناص ولا الطخ يداي بشيء ولكنني لست قاتله
-تتكلمين وكأنني قتلت ذلك الرجل انا لم اقتله انما اطلقت النار على مكان غير حيوي فقط لاحميك ثم لم انتظر منك قتله ولكن اظهرتي كم انت ضعيفة
-لست ضعيفة وان كانت القوة برايك تخويف الاطفال اذا انا لا اريدها اتخلى عن انتقامي اهون علي من اتحول لهذه الصورة او حتى الارتباط برجل مثلك و اغلقت غطاء السيارة تهم بالرحيل حتى سمعت الجملة التي جمدتها مكانها
-اعلم بسر اخويك
وكانت هذه الكلمة السحرية لنارة فهي عندما يتعلق الامر باخويها تصبح خارج السيطرة
التفتت له والنار تخرج من وجهها و عيناها وقالت بصوت خرج من بين اسنانها :اياك يا ريان الا اخواي اقسم لك باني انسى كل ما قلت و اتحول لقاتلة ان تعلق الامر بهما اياك حتى النظر لهما
-لا انوي ايذائهما صدقيني ولكن يجب ان تسمعيني للاخر بهدوء رجاءا
-تكلم
-لم اقصد ما فهمتي من كلامي ان كنت تكرهين عز الدين فانا اتمنى خسف الارض التي يقف عليها لامحو وجوده من هذا العالم ولكن حربي الاخيرة معه تسببت بخسارة كبيرة لي و لا اريد اعادة الكرة لا معي و لا حتى معك اليوم لم يكن يمتلك اي مشكلة بخطفك و محاولة قتلك لمجرد ظهورك امامه دون ان يعرف شيئا عم تخططين له أتظنين انه سيتركك كلا لن يفعل وانا الوحيد القادر على حمايتك و حماية اخوتك ايضا ولكن لن تكون كل مرة سليمة كهذه المرة يا نارة لولا وجود ادم الذي كان ذاهب لمقابلتك ورائهم لما استطعت الوصول لك دعينا ننهي هذه الحرب واعدك بعدها ساطّلقك ولن تكوني مجبرةً على اداء اي واجب تجاه هذا الزواج فقط مطلوب منك تمثيل ذلك للناس وعندها اعدك بحماية اخويك اعلم بعدم رغبتك باقحام احد بانتقامك خوفا عليه من الاذى ولكن انا بالاصل لا اعني لك فحتى ان تأذيت لن تشعري بالالم عليّ او حتى الذنب
قبل ذلك ودون قربي منك سهّلت عليك دخولك لشركته و تمليكك اسهم تعادل اسهمه تخيلي ماذا يمكننا الفعل سويا هذا عرضي لك وان لم تقبلي لن اهددك باخبار عز الدين عن اخويك او حتى اذيتهما ولكن سارفع يد حمايتي عنك و عنهم ايضا لكن ان وافقتي تعلمين انني ساحترم اتفاقنا قرري الان
-نارة لا ترد ولا بكلمة واحدة اتقبل الزواج منه بهذه البساطة؟ وهي بالكاد تعرف اسمه كيف ستثق به ولكن اتغامر بأمان شقيقاها؟ مستحيل فلطالما شعرت بوجود يد تساعدها بالخفاء أيعقل ان تكون هذه اليد هي ريان ؟
-بدا ريان ييأس فهو يعلم كم هي عنيدة ولن توافق بسهولة
نارة بعد صمت طال : موافقة
#waten
#كأس_من_الالم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي