البارت الثالث

كانت تجلس بكافيه يطل على البحر و مستغرقة بجهاز الحاسوب الخاص بها جدا وجلس ريان امامها بغضب وهو يهتف بها : لما لم تجيبي على اتصالاتي؟
جفلت نارة على صوته فهي كانت شاردة بشدة بجهازها ولم تنتبه لقدومه : أي اتصالات ؟
اخرجت هاتفها من الحقيبة وكان قد اتصل بها اكثر من مرة بالفعل وردت : لم انتبه أهناك شيء ؟
ريان رد بذهول : أهناك شيء ؟ اتصلت بكِ عشرون مرة ولم تجيبي و تقولين أهناك شيء
نارة بملل : لا تضخم الموضوع لقد كان هاتفي صامتا لذلك لم انتبه
ريان مسح على وجهه بغضب يحاول الهدوء : من اليوم ابقيه بوضع العام لانه ليس كل ما اردت محادثتك بشيء علي قلب الدنيا و انا ابحث عنك
نارة : لماذا تبحث عني ؟
ريان : نارة اظن ان علينا التفكير بخطوة اخرى قبل ان يبدأ عز الدين بخطوة جديدة
نارة : اجل سافعل قريبا لا تقلق ثم صمتت قليلا وقالت بتعب : اوووف ليس مجددا
ريان : ماذا تفعلين ؟
نارة و قد ابعدت الحاسوب قليل ومددت يداها : ابحث عن شيء ولكنني لا اجده
ريان : أخبريني ربما اعرف
نارة صمتت قليلا و اجابت : ايفا
ريان : من هذه ؟
نارة : هي عضوا بمجلس البرلمان الاسباني
ريان : اجل وبعد
نارة : هي حفيدة ذلك اللعين
و عندها اوقع ريان كأس الماء من يده على الارض وقال بصدمة : حفيدة من؟
نارة وقد استغربت ردة فعله كثيرا : من غيره ثم ما بك لما كل هذا الذهول ؟
ريان قال بشيء من التلعثم و بنبرة حاول قدر الامكان جعلها متماسكة : أااتعنين انها ابنة يااسر ؟
نارة و ما زالت مستغربة : كلا هي ليست كذلك
ريان : اذا كيف تكون حفيدته ؟
نارة بتفكير : حسب ما سمعت ان له ابنه تدعى رون وهي ام ايفا وماتت وهي تلدها
ريان بشك : يستحيل ان تكون ابنة رون
نارة بتسائل : لماذا يستحيل ذلك ؟
ريان : لأن رون كانت مريضة سرطان و بقيت تصارع المرض ثلاث سنوات ثم ماتت و كان عمرها فقط ثمانية عشرة سنة اعني اولا هي لم تمت وهي تلد و ايضا هي لم تنجب قط
نارة بدهشة : كيف ذلك ؟ أانت واثق ؟
ريان : مئة بالمئة... واردف بتردد هذا يعني هل يمكن ان تكون ابنة ياسر ؟
صمتت نارة قليلا ثم قالت بتفكير : لا اظن ذلك لانه حسب ما اعرف ياسر كان متزوجا من امرأة تدعى ميرا و كان يحبها بشدة و عندما كانت ميرا حامل بابنها الاول تعرضت لحادث سيارة اودى بحياتها وحياة ابنها ايضا و من بعدها لم يتزوج ياسر ابدا
ريان بتسائل : اذا ابنة من هذه ؟
نارة : لا اعلم كل ما سمعته عنها رواية واحدة فقط وهي انها حفيدة عز وانها ابنة رون التي توفت وهي تلدها واول ظهور لها كان وعمرها 30 عاما و جلبت تعاطف كبير من الناس على اثر قصتها وطبعا استغلتها كدعاية حيث انها انطلقت بمشروع لتحسين الاوضاع الصحية للمرأة و الطفل
و فازت بالانتخابات وهي ناشطة بالعمل في هذا المجال ولكن لا استطيع الوصول لاي معلومة اخرى مثل مكان دراستها او اين كانت تقيم و لماذا كانت مختفية طيلة 30عام ولم تكن تعيش مع جدتها ومن والدها لا شي ابدا
ريان :غريب حقا و انت لماذا تريدين معلومات عنها ؟
ابتسمت نارة و قالت: من اجل الخطوة التالية
ريان : ماذا تخططين ؟
نارة : عز اشبه بافعى سامة ولكنه جبان اقصد انه يحتمي بالكثيرين وهم من يدعمونه و يقومون بحمايته هكذا ويخرجونه من كل مشكلة يقع بها ولكي نستطيع فعلا تدميره لابد من ابعاد الجميع عنه وعندها فقط نستطيع الانتهاء منه بشكل كامل
ريان بتفكير : معك حق ثم اكمل نارة اذا سمحتي لي فانا اريد البحث بامر ايفا بنفسي
نارة : لا بل سافعل ذلك و لكن اجبني اولا لما توترت عندما قلت لك انها حفيدة عز الدين ؟
ريان بشرود : لانني اعتقدت انها ابنة ياسر
نارة باستغراب اكثر : و ان كانت كذلك ما المشكلة ؟
انتبه ريان لنفسه و قال : لا يعني شيئا ولكن لانني لم اكن اعلم بوجود ابنة له فاجأني الامر لا اكثر
نارة بشك : ذلك فقط ؟
ريان بجمود : اجل ذلك فقط
ألتزما الصمت قليلا
نارة : كنت تقول انك تريد التحدث معي عندما اتيت
ريان : اجل نارة غدا سنوقع عقد الزوج
نارة بجمود : من قال ذلك ؟
ريان بهدوء : انا فعلت
نارة : لن يحصل
ريان : بلى
نارة : كلا
ريان : لماذا ؟
نارة : لا اريد هذه الخطوة كلها يا ريان
ريان : أتتراجعين ؟
نارة : كلا انا لا اتراجع ولكن اظن اننا نستطيع الاستغناء عنها
ريان : كلا لا يمكن نارة انا لا اقدر على المخاطرة بحياتك و هذه الطريقة الوحيدة حتى اتاكد من امانك
نارة : ريان انا لست بحاجة لمن يحميني استطيع ذلك بنفسي
ريان بغضب: تبحثين وحدك و تحمين نفسك بنفسك و تخططين كذلك و ماذا بعد يا نارة لما نحن شركاء اذا ؟
نارة بالم اخفته قدر الامكان : اعتذر يا ريان ولكن هذا طبعي انا اعتدت على التصرف دائما وحدي و يصعب علي تغيير ذلك
اخذ ريان مفاتيحه و هاتفه و قال وهو يهم بالرحيل : اذا افعلي ما تريدين يا نارة انا انسحب وذهب و هي بقيت تحدق به حتى اختفى من امامها
اعتادت دائما على البقاء وحدها و بالاصل لم ترد تدخل احد و الان هو ينسحب و يتركها أليس هذا ما ارادت ولكن لما هي غير سعيدة ؟ لما تشعر بالفراغ الكبير ؟ وكانه خذلها بتركه لها بالطريق وحدها
زجرت نفسها و اعادت تلك الطبقة الجليدية على وجهها وملامحها فهي لا تريد ان تضعف ابدا
ريان كان يشعر بخنق شديد منها ومن عنادها الكبير و ايضا من نفسه على تخليه عنها هكذا ولكن ماذا يفعل فحتى اليوم لم تقبل بقدومه معها لمواجهة عز و ايضا اخفت انه من ساعدها بالخروج من هناك هو يريد حمايتها فحسب ولكن ألم يحاول بما فيه الكفاية؟ لما هو قلق عليها الان و يشعر بالندم على ما فعل
ضرب مقود السيارة ضربات متكررة بغضب و بدا يصرخ حتى ادمت يداه و دعست قدمه على البنزين اكثر و استمر الغضب يعصف برأسه اكثر

(تعيلق سريع)
عندما يتملكنا الالم و الغضب يصبح من الصعب علينا الشعور بمشاعر مختلفة او حتى رؤية الامور من زاوية اخرى
ريان و نارة كلاً منهما يمتلك وجعه الخاص الذي يرغب بشدة التخلص منه و اطفاء لهبه ولكن لا يريدان البوح فيه ابدا فتلك العنيدة المتمردة كما وصفها، هي لم تعتد يوما تلقي الاوامر من احد فلذلك تجد صعوبة كبيرة حقا بتنفيذ ما يطلبه هكذا وحسب وتلك العنيدة لم يكن يوجد شخص بحياتها يسألها ما بك او ما الذي يؤلمك فكأنها فقدت قدرتها على التكلم هي بمثابة طفل اخرس اغلق الباب على يده ولكنه لم يستطع الصراخ تظن انها ان تكلمت وعبرت عن المها تخسر جزء من كبريائها وهي يصعب عليها التنازل اما هو فغامض جدا، كل شيء حوله يخنقه بشدة شعور انه ربما لا يكون موجود بالوقت المناسب يسبب له الرعب فهو تأخر مرة واحدة بحياته و دفع الثمن غاليا لا يريد اعادة نفس التجربة ما زال اسير تلك اللحظة التي تاخر فيها يخشى الشعور بها مجددا ولكنه ما زال يعاني منها بالفعل هو لم يتخطاها من الاصل احساسه بالذنب يقتله شعوره ان الامر قد يحدث مجددا يجعله عاجزا خائفا كطفل يبحث عن امه هنا و هنالك و يتخبط بالجميع يريد فقط الاحتماء بها قلت سابقا ان هذان الاثنان غريبات جمعهما الكره في حين ان الجميع يجمعهم الحب و الحقيقة ان الاثنان جمعهما السجن نفسه ولكن بتهم مختلفة
الالم و العذاب ذاته ولكن بمنظور كل منهما فهي عنيدة ذات كبرياء يمنعها حتى من عيش المها كأي احد وهو يجرحه رفضها يرعبه فكرة موتها يخنقه شعوره بالذنب الهبت تلك المشاعر قلب كل منهما فهل يمكن للمريض ان يصبح طبيبا لغيره يوما ؟

نارة كانت حالتها لا تختلف كثيرا عن ريان فهي غاضبه ترغب معاتبته على تخليه هكذا ولكنها لن تفعل ارادت منعه من الرحيل ولكن الكلام لم يخرج معها، جرأتها المعهودة خذلتها ايضا جمعت اشيائها و ذهبت لسيارتها و قادتها بجنون لا تعلم اين سيأخذها هذا الطريق ابدا بقيت تقود سيارتها بدون هدف حتى وصلت على قمة جرف عالي نزلت من سيارتها ووقفت عند ذلك الجرف تستنشق الهواء لعلها تهدأ قليلا ولكنها لم تنتبه لتلك الصخور كانت ملساء و انها ترتدي حذاء عالي تعثرت خطواتها و سقطت من الجرف ولكنها امسكت بغصن شجرة هناك وحاولت الصعود قدر استطاعتها ولكنها لم تقدر وبدأت تحس بالام بيديها و انهما تنزلقان ولكنها بقيت تتشبث و تحاول
فكلما ارادت الاستسلام و الرضا بالموت يبعث عقلها صورا برأسها صورة لاخويها وانها وعدتهما باحضار هدية جميلة لهما عند عودتها وذكريات جميلة جمعتها بوالديها و لحظة موتهما و انها اقسمت على اخذ حقهما و هنا صرخت تطلب النجدة ووجدت يدا قوية تمد لها اجل كان هو ريان نظرت له بعدم تصديق انه هو بالفعل
و ما ايقظها هو صوته وهو يقول : اعطني يدك
ردت بضعف لا اقدر ان افلتت يدي ساقع
رد عليها بقوة : لن يحصل اعدك بانني سامسك بك بقيت مترددة قليلا ولكنه صرخ بها ثقي بي هيا عندها اغمضت عيناها و جمعت شجاعتها و افلت يدها و مدتها له وهو بالفعل امسكها و ضغظ عليها بقوة و رفعها و اخذها و ابتعدا عن حافة الجرف وذهله الشيء الذي بعده فقد رمت نفسها بحضنه و كانها تحتمي من شيء ما و شدد على احتضانها و بدا يهمس لها كي يجعلها تهدأ : لا تقلقي انتهى انت بخير الان انا هنا , جمدته الجملة الثانية : لا تذهب مجددا ، جمدته ماذا بل كانت بمثابة صاعقة كهربائية اصابته لم يدري ما يفعل سوا انه وجد نفسه بتلقائية يمسح على شعرها بهدوء ويقول : لن افعل اعدك بذلك لن افعل ابدا فقط اهدأي انا اسف
و بقيا هكذا مدة طويلة لم يشعر بها احدهم او يعلمها حتى خرجت بهدوء من حضنه وقال : انا اسف
ردت نارة : لا تعتذر ارجوك انا انا اشكرك على انقاذي
ريان : لا داعي للشكر هذا واجبي المهم انك بخير وضع يده على قلبه كاد قلبي يتوقف من القلق عندما عدت ولم اجدك بالكافيه ألا تعرفين البقاء بمكان واحد ؟
شعرة نارة بفرحة غريبة وقالت : كنت قلقا علي ؟
ريان وهو يضع اصابعه بشعره : اجل اعتذر لنرفزتي عليك و غضبي انت لا تفهمين ولكن في يوم يا نارة كان من الواجب علي حماية احدهم وانا تأخرت عليه خسرته للابد وانا لم استطع مسامحة نفسي على ذلك ابدا أخشى من تكرار ذلك معك لذلك ربما ضغطت عليك زيادة انا اعتذر منك انا لم اقصد ذلك حقا ولكن ارجو ان تتفهمي موقفي
نارة بهدوء : انا موافقة يا ريان غدا نوقع عقد الزواج
نظر لها ريان : أانت واثقة ؟
ضحكت نارة بعذوبة وقالت : أتعلم انني اغير كلام اقوله ؟
ضحك ريان وقال : ابدا
وركبا السيارة سويا على رغم من وجود سيارتها ولكن لا تعلم لماذا فعلت ذلك استغرب ريان ايضا ولكنه لم يعلق على الامر وهذه المرة كان الامر مختلفا فهي لم تكن تنظر من النافذة بالالم ولا يطبق الصمت حزنا واخترق صمتهما ضحكة ريان استغربتها نارة و سالته : لما تضحك ؟
زاد ضحكة وقال : لو كنت اعلم ان الامر كان يحتاج ان انقذك من الجرف لكي توافقي لكنت اختصرت الموضوع على نفسي و رميتك اناا بيدي
ضحكت نارة بغيض : تعلم لقد غيرت رأيي لا اريد
اتسعت عيناه بدهشة ثم حدق بمكر وقلد صوتها : أتعلم انني اغير كلام اقوله ؟
ضحكت نارة وهو تاه بتلك الضحكة الجميلة حقا وقالت : أشفق عليك ان كان فعلا صوتي هكذا
ريان : لي الجنة على تحملك لا تقلقي
نارة بتفكير : صحيح كيف وجدتني ؟
ريان : شعرت بالذنب لاني تركتك هكذا لذلك قررت العودة ولكنني لم اجدك بالكافية الذي كنا فيه وسألت عنك وقال لي احدهم انك ذهبتي من الطريق الغربي لذلك سرت خلفك بسرعة حتى رايت سيارتك واقفة عند ذلك الجرف نزلت ابحث عنك ولكن لم اجدك الا عندما طلبتي المساعدة
نارة : اعتذر منك
ريان شعر من خلال صوتها بانها تتالم فعلا كما انه يعلم ان الاعتذار شيء بعيد عنها لذلك اراد تحويل مجرى الحديث : عفوا انزلي من السيارة ؟
نظرت به باستغراب : ماذا تقول ؟
ريان :اظن ان هنالك خطأ ما انا ابحث عن فتاة عنيدة متمردة لئيمة احيانا اما انت فتاة لطيفة و مهذبة لذلك اظن انه هنالك خطأ بالتاكيد انت لست هي ولكنني لا امانع ابدا استبدالها بك
نارة ضربته على كتفة وقالت : انصحك بالتزام الصمت
ريان يدعي الالم و يضع يده على كتفه :حسنا الان تاكدت من عدم وجود خطأ
ابتسمت نارة ولكنها دارتها سريعا ولكنه لحظها واوصلها للفندق وودعا بعضهما في طريق عودته رأى نفسه يبتسم بشكل كبير وهذا ليس طبعه ولكنه بالفعل سعيد وضع يده على قلبه ووجده ينبض بسرعة كبيرة وهي لم تكن تختلف كثيرا عنه فقد كانت تشعر بقلبها يسابقها و ينبض بشكل كبير وتنظر ليدها التي امسكها و رفعها منها بسعادة و ابتسامة غريبة على وجهها ونامت بسعادة كبيرة حتى دون ان تغير ملابسها نامت براحة وطمأنينة كبيرة لم تشعر بها منذ زمن و لاول مرة منذ سنوات لم تراودها الكوابيس
و نجح ذلك الشعور الصغير بالتسرب لقلبيهما ولكن هل سيكبر يا ترى ام سينتهي ويموت ؟ هل سيترك القدر لهما السعادة بسهولة هكذا ام ان له رأي اخر ؟
*****************************************************************************
(في اليوم التالي )
استيقظت نارة بنشاط كبير و اخذت حماما سريعا و عندما خرجت انتبهت لهاتفها يضيء اي تردها مكالمة و لكن هاتفها صامت كان ريان
نارة : صباح الخير
ريان : صباح النور , انا بالاسفل أيمكنك المجيء ؟
نارة : ساحتاج بعض الوقت
ريان: لا بأس
و بدات تعد نفسها ارتدت فستان باللون الوردي البارد ذو ثلاثة ارباع كم واكمامه شفافة و ضيق من الاعلى و يحتوى على حزام فضي لامع و يتسع من بعد الحزام و ارتدت كعبا عاليا باللون الفضي و حقيبة من نفس اللون و افلتت شعرها الاسود الطويل للخلف فوصل لنهاية ظهرها
ووضعت القليل من مساحيق التجميل فكانت حقا فاتنة الجمال نزلت للاسفل حيث يجلس ريان باتنظارها ولكنه اسهب بتلك الفاتنة التي امامه متمردة هي بكل شيء حتى بجمالها تحمل رونق مختلف يتمرد على الجميع فيوقعهم بجمالها الآخاذ مهما حاولوا المقاومة
ابتسمت بهدوء وقالت : اعتذر ان تاخرت
ريان : لم تفعلي هيا بنا
وركبا معا اخذها ريان بالبداية لتناول الفطور سويا و عندما جلسا على الطاولة طلبت هي فقط عصير مانجا استغرب قليلا
وقال : ألا تريدين ان تفطري ؟
نارة ردت بعفوية : انا لا اتناول الفطور ابدا
ضحك ريان بغيظ : هكذا اذا لا تفعلين
تذكرت نارة عندها تلك المرة التي تاخرت عليه فيها عمدا بحجة الفطور وضحكت وحركت يدها تدعي البراءة : الا في ذلك اليوم كنت جائعة بشكل غريب
ريان : اجل اجل اصدقك طبعا
شربت عصيرها باستمتاع و تناول هو الفطور و خرجا اتجها نحو المحكمة ليوقعا عقد زواجهما وقفت نارة تنتظر قليلا ثم امسك يدها بهدوء و قال : هيا بنا نظرت له و ابتسمت و ذهبا للداخل وعندما وصلا وجدا ادم وماريانا
نظرت نارة لريان باستغراب و كانها تسأله عنهما فاجابها : نحتاج لشهود
تقدمت ماريانا من نارة و حضنتها بحب : اتمنى لك السعادة سيدتي
رد نارة : نارة فحسب لا داعي للالقاب اشكرك ماريانا
ردت ماريانا : حسنا نارة ساحاول الاعتياد على ذلك
تقدم ادم و ابتسم لهما : اتمنى لكما السعادة
رد نارة و ريان في ذات الوقت : اشكرك نظرا لبعضهما و ابتسما
قاموا بتوقيع عقد الزواج وبالفعل اصبحا زوجين وشهد ماريانا و ادم على ذلك كانا بالفعل كمن وجد شريكه و حبه بعد زمن وهو سعيد بذلك جدا وكأن هذا الزواج ليس فقط من اجل حمايتها و تحقيق انتقامهما نسيا ذلك تماما اليوم و عاشا سعادة تلك اللحظات من قلبيهما
بعد ذلك اخذ ريان نارة في جولة حول المدينة و زارا اماكن كثيرة و جميلة ثم اخذها عند الشاطئ و بدأ يسيران سويا على الرمال و البحر على يسارهما
كانا صامتان لم يتكلما بشيء ولكن تلك اللمعة التي بعيون كل واحد فيهما قالت الكثير و العين الاخرى تسمعها و يزداد لمعانها واندمجا بشكل كبير لدرجة انهما لم ينتبها لتلك العيون التي تراقبهما
ألم اقل لكم ان السعادة عمرها قصير ؟ ماذا يخفي القدر بجعبته بعد ؟

قام بتكسير كل شيء حوله و بقي يصرخ بغضب شديد : لماذا ؟ لماذا ؟ كيف تجرأتي على ذلك ؟ و ارتطمت يده بزجاج الطاولة التي كسرها و نزفت بشكلا كبير جلس على الارض لم يهتم لنزيف يده و امسك هاتفه و نظر لتلك الصورة كل ذلك الغضب تحول لوجع و دموع
وقال بضعف : لماذا يا نارة ؟ احببتك بشدة وادعو الله ليل نهار ان يحميك و يجعلك لي و اموت في كل ثانية من بعدك و انا اظنك تواجهين الموت و الخطر وانت تذهبين لتتزوجي تتركينني هنا لاهتم باخويك وانت تذهبين لتسحقي مشاعري بهذه الطريقة ونزلت دموعه بحرقة شديدة على حبه الذي
ضاع منه على تلك السنوات التي احبها فيها بصمت وكانه نسي انه لم يخبرها يوما نعم اهتم بها ولكن لم يبادر بخطوة واحدة نحوها ويلومها على بعدها وهو الذي خسرها بتردده و جاءت رسالة من ثلاث كلمات فقط : أكنت تستحق ذلك ؟ و اشتعلت عيناه بغضب من جديد و رد على المكالمة التي اتته
رد بصوت مخيف : سافعل
في المساء ذهبا الى منزل ريان نظرت نارة لريان بتسائل فرد عليها : تزوجنا لا تعتقدي اني ساعيدك للفندق أليس كذلك ؟ بدت وكانها نست هذا التفصيل وضحك هو بخفة على تعابيرها و نزلا من السيارة لفتت نارة تلك الاسوار العالية وكمية الحراسة الكبيرة التي امرهم ريان جميعا بجملة واحدة
وهي : من اليوم تبقون خارجا و لا تدخلوا ابدا الا بأمرا مني و بالفعل خرج الجميع بعد ثوان من جملته اخذ ريان نارة في جولة بالمنزل وعرفها على كل جزء منه فكان اشبه بالقصر وليس المنزل اعجبها بل ذوقه فيما رأته بالمنزل
"اوووبس ألم اتحدث لكم عن ريان : حسنا سافعل ريان شاب وسيم جدا بصراحة عيونه رمادية وواسعه طويل ذو جسد رياضي شعره اسود و كثيف انيق جدا جدا صاحب بشرة بيضاء عمره 28 عاما ولا تعتقدوا اني ساخبركم بباقي اسمه" ولكن لفتها شيء فهي لا ترى احدا من الخدم عكس العدد الكبير
الذي رأته من الحرس خارجا ولكنها لم تعلق اخذها ريان على غرفة جميلة اعجبتها كثيرا تلك الارجوحة الموجودة في بلكونة غرفتها ورائحة الياسمين التي تعبق بالمكان فكانت البلكونة تحتوى على شجرة ياسمين بيضاء كانت الغرفة اشبه بغرفة الاميرات بتفاصيلها البسيطة والجميلة حقا
ريان : أتمنى ان تعجبك الغرفة
نارة : انها جميلة جدا
ريان : سعيد انها اعجبتك , ستجدين بالخزانة كل ما قد تحتاجين وان احتجت لشيء فغرفتي بجوارك تماما
نارة : حسنا شكرا تصبح على خير
ريان : وانت كذلك
دخلت نارة الى الخزانة تخرج شيئا لتبدل ملابسها واعجبتها جدا الملابس الموجودة وكانت تقول بنفسها انها لو هي من اشترت هذه الملابس لكانت احضرتها نفسها وكأنها جميعا على ذوقها و اختيارها اختارات فستان منزليا مريح قصير لونه زهري (بحب اللون ما حدا يعلق ) و اخذت حماما وخرجت على البلكونة
تستنشق رائحة الياسمين و تنظر لسماء الليل المليء بالنجوم باستمتاع شديد و جلست على الارجوحة تعبث بهاتفها لفت نظرها كثرة الاتصالات من جاد انقبض قلبها و اتصلت به عدة مرات ولكنه لا يجيب اتصلت تقريبا 20مرة ولم يجبها ابدا و ارسلت له الكثير من الرسائل ولكنه لم يفتحها حتى كادت تجن وشعرت بان شيئا قد حصل لاخويها و عند هذه النقطة فقدت اعصابها نهضت من مكانها تريد الخروج ولكنها تذكرت ان سيارتها ليست هنا و انتبهت انها كانت ستنزل بفستان البيت صعدت على عجل و طرقت الباب على ريان اكثر من مرة ولكنه لم يجبها فتحت الغرفة و كان ريان قد خرج من الحمام توا احرجت قليلا من دخولها هكذا
سألها ريان بقلق: ماذا هناك ؟
نارة اجابته بنبرة مرعبة تكاد تبكي : جاد لا يرد علي و قد اتصل بي كثيرا ....حصل شيئا سيئ لابد من ذلك
قطب ريان حاجباه باستغراب و حاول تهدئتها : نارة اهدأي قليلا واجيبيني ماذا هناك ؟
حاولت نارة الهدوء ولكنها لم تستطع : فتحت هاتفي منذ قليل ووجدت جاد قد اتصل بي كثيرا ولكنني لم انتبه وعندما اتصلت به لم يجب اتصلت مرارا و بعثت له رسائل كثيرة ايضا و لكنه لم يرها حتى وكادت تبكي فعلا وهي تقول جملتها الاخيرة اخشى ان شيئا سيئا قد حصل لاخواي
احتضن ريان كتفها وحاول تهدأتها : ساتصرف لا تقلقي واخرج هاتفه و اتصل باحدهم وقال بنرة جادة جدا : ليث كل شيئ على ما يرام عندك أليس كذلك ؟
اجابه ليث : اجل سيد ريان كل شيئ على ما يرام
ريان : الصغيران بخير أليس كذلك ؟
ليث : بالطبع سيد ريان ذهبا اليوم للحديقة مع المربية و عادا قبل غروب الشمس هما بخير انا واثق من ذلك
ريان : حسنا يا ليث أتعلم مكان جاد ؟
ليث : تقصد مدير اعمال السيدة نارة ؟
ريان : اجل هو
ليث خرج اليوم من الشركة بسرعة وكان يبدو غاضبا و توجه لمنزله و لم يغادره للان
ريان : جيد ليث لا داعي لان اوصيك لا تجعل الطفلان يغيبان عن ناظرك للحظة و ابقى يقظا ربما يحصل شيئا سيئ واذا تعلق الامر بسلامتهما انت معك كامل الصلاحيات يا ليث لا تترد للحظة بفعل اي شيء لحمايتهما وابلغ الشباب ان يبقوا مستعدين
ليث : بالطبع سيد ريان هما بأمانتي لا تقلق
ريان : اثق بك يا ليث تصبح على خير
ليث : وانت بخير سيدي
نظر ريان لنارة التي ذهب لونها للمرة الاولى لم يرى الخوف بعيناها هكذا حتى اليوم الذي خطفت به لم تكن تلك النظرة بعينها ففهم شيئا واحدة فقط وهو حبها و تعلقها الشديد بهذان الطفلان اقترب ريان منها و همس لها : اهدأي هما بخير و لقد تاكدت من ذلك صدقيني و ايضا حتى جاد بخير هو بمنزله و اخواكي اليوم ذهبا للحديقة برفقة المربية و عادوا قبل المساء لا تقلقي هما بخير
نارة : متاكد من ذلك ؟
ريان : اقسم لك بذلك
نارة : ولكن لم جاد لا يرد علي ؟
ريان : اخبرني ليث انه خرج اليوم من الشركة غاضبا يبدو انه واجه مشكلة بالعمل لا تقلقي سأتاكد بنفسي من كل شيء فقط ارتاحي
اخذت نارة نفسا عميقا واخرجته ببطئ في محاولة منها للهدوء : اشكرك يا ريان كدت اجن فعلا لا اتخيل ان يصبهما اي مكروه
ريان : لن يحصل و انا موجود اعدك بذلك
نظرت نارة بعينيه بعمق وقالت بصوت اشبه بمن يفكر بصوت عال : وانا اثق بك يا ريان
نظر ريان لعينيها بذات العمق وكانه اقسم بداخله انه لن يخون هذه الثقة ابدا انتبهت نارة للوضع الذي هي فيه وان الذي امامها خارج للتو من الحمام نهضت بحرج سريع من مكانها ووجهها تلون باللون الاحمر وقالت اعتذر على ازعاجك وتصبح على خير وخرجت و اغلقت الباب سريعا
حدق ريان بذهول و هو يقول بنفسه : ما الذي اصابها ثم نظر لنفسه بالمرآة وهو لا يرتدي سوا مئزر الاستحمام و ضحك عليها بشدة فهي بخوفها سابقا لم تنتبه اصلا انها اقتحمت غرفته من البداية وبدأ يجفف شعره وتلك الابتسامة ظاهرة على وجهه بقوة يعجز حتى عن مداراتها او التخفيف منها
كان قلب نارة ينبض بسرعة كبيرة لدرجة ان المكان اذا سكن لثوان فسيسمع الجميع صوت قلبها ووجهها مازال محمرا بشدة من الخجل و ضربت يدها برأسها بخفة وقالت : غبية كيف تدخلين هكذا ؟ ووضعت يدها على قلبها تحاول تهدئته ولكن عبثا ناما تلك الليلة بسلام في صباح اليوم التالي دخلت الشمس على غرفتها بقوة فقد نسيت اغلاق الستائر فاستيقظت باكرا جدا ولكن اعجبها لون السماء وبرودة الجو صباحا ارادت بشدة ان تتمشى بحديقة المنزل فبدلت ملابسها سريعا و نزلت للاسفل تسير بالحديقة و احبتها جدا فهي مليئة بالزهور الجميلة والنباتات العطرية التي تعشقها منذ طفولتها فكانت حديقة منزلها كذلك مليئة بالاشجار العطرية و كانت كل مساء تجلس هي ووالداها بالحديقة ينعمون بتلك الروائح الزكية وهي تلعب امامهما سارت لمكان يشبه مكان التدرب على التصويب و يوجد العديد من الاسلحة ايضا
ان اردت استطيع تعليمك كان هذا صوت ريان من خلفها ريان :صباح الخير استيقظتي باكرا
نارة : صباح النور اجل كنت تقول تعلمني؟
ريان : اجل ان اردتِ
نارة : اذا افعل
ريان : اسمها من فضلك
و تقدما نحو طاولة تحتوى على اسلحة مفكوكة و اخرى مركبه و اخذ احد الاسلحة المركبة و اشار لها هذا مكان تعبئة الرصاص و هذا صمام الامان لا يعمل ان كان مغلقا وهذا الزناد انت تكتبين باليمين ام اليسار؟
نارة : اليمين
ريان : اذا تمسكين السلاح باليمين و امسك يدها ووضع السلاح فيها بداية تعلمي ان لا ترتجف يدك ابدا او ان تخافي كوني واثقة جدا حتى وان لم تكوني تنوين استخدامه اتفقنا !
نارة : اتفقنا
امسك ريان يدها ووجهها نحو احد الاهداف القريبة وصوب و اطلق وجاءت في منتصف الهدف تماما وقال : عينك على الهدف ام يدك هي من تطلق !
نارة شتتها قربه منها هكذا واطلقت اول مرة ولم تصب الهدف ضحك ريان وقال : ركزي قليلا هيا حاولي مجددا
نظرت له نارة وقالت : سأجرب وحدي
ريان : سأدعك تفعلين ولكن الان دعيني ادربك قليلا
نارة :كلا بل الان وابتعدت عنه قليلا و صوبت على الهدف و اصابته تماما و صوبت على بقية الاهداف و احرزتها جميعا ثم قامت بتعبئته مجددا و صوبت على اهداف ابعد و ايضا اصابتها تماما و ضعت السلاح على الطاولة و امسكت قطع سلاح اخر وركبتها بسرعة و سلاسة كبيرة
و قامت بتعبئته و امسكته بيدها اليسار و صوبت على ابعد هدف موجود و اطلقت عدة طلقات متالية و سريعة واصابتها جميعها
ريان ينظر بذهول لها فقالت : كانت هذه رياضة ابي المفضلة امي لم تكن تعتبرها رياضة من الاصل وكانا دائما يختلفان عليها و دائما تمنعه من الذهاب للصيد لانها لم تكن تحب صيد الحيوانات لذلك انشأ ابي في حديقة المنزل مكان تدريب بسيط وكان يدربني دائما و لكن دون ان تعلم امي
لانها كانت تكره السلاح كثيرا ولكنني كنت استمتع بذلك كان يكفيني الوقت الممتع الذي اقضيه مع ابي ولمعت عيناها وكانها على وشك البكاء ولكن سرعان ما اخفت ذلك
ريان كان سعيد وهو يسمعها فهذه المرة الاولى التي تخبره بشيء عنها دون ان يسألها حتى وقال : يبدو ان والداك كانا مختلفين عن بعضهما
ردت بابتسامة وحنين للماضي: بالفعل كانا كذلك امي كانت سيدة رقيقة جدا نعم كانت قوية ولكنها ايضا حنونة جدا تخشى ايذاء احد او اي كائن مهما كان صغيرا وكانت طبيبة ناجحة جدا اما ابي كان رجلا قويا ذو هيبة ووقار تراه من بعيد تظن انه اقسى رجل بالعالم ولكنه النقيض تماما كان طيب القلب جدا ذو مروة وصادق كانا مختلفين ولكن كان يجمعهما حب كبير جدا لدرجة ان يفهما بعضهما دون الحاجة للكلام كانت عيناها تلمع بسعادة وهي تتحدث عنهما فلطالما رأتهما كالملائكة بحياتها
قال ريان : مختلفان مثلنا بالحقيقة كانت جملة عفوية جدا فهو كان يفكر بصوت عال لفتت تلك الجملة نارة و اسهبت بها قليلا
تدارك ريان الموقف و اراد التراجع فقال : كنت اظنك لا تجيدين استخدام الاسلحة اذا لما لا تحملين احدها معك ؟
نارة ووضعت السلاح من يدها : لانني لو فعلت يا ريان لكنت الان قاتلة بالتاكيد وانا لا ارغب بذلك اقاوم نفسي كثيرا كي امنعها من ذلك
ريان صفن قليلا بجملتها واردف : معك حق احيانا تكون اولى حروبنا مع انفسنا دعك من ذلك
وقال ممازحا : أهناك شيئا اخر ساذهل بمعرفته عنك ؟
نارة : لقد كان امرا عاديا لا تبالغ
ريان : عاديا اطلقتي حوالي 30 طلقة ولم تخطئي بواحدة حتى واصبتي مختلف الاهداف و ركبتي سلاح خلال ثواني و استخدمتي كلتا يداك وكان كل ذلك بالنسبة لك عاديا ؟
قالت نارة وهي ترفع يداها : اجل كان كذلك و من حسن حظك اني لم استخدم السلاح منذ فترة طويلة
ريان حقا مدهوش من تلك المتمردة التي كل ما ظن نفسه عرف كل شيئا عنها يصدم بأن هناك المزيد دخلا للداخل و ذهب ريان للمطبخ و تبعته نارة و سالها ريان :ماذا تحبين ان تشربي ؟
قالت نارة : عصير مانجا
ريان رفع حاجبه : مجددا ؟
نارة بعدم فهم : مجددا ماذا ؟
ريان : عصير المانجا
ضحكت نارة و قالت ببراء : احبه كثيرا
ضحك ريان على طريقتها و قال : تكرمي
جلست نارة على طاولة السفرة وقالت : أانت من ستعده ؟
ريان وهو يقشر المانجا : اجل سيدتي فقط اعطيت جميع الخدم اجازة
نارة باستغراب : لماذا ؟
ريان : اردت ان تاخذي راحتك بالمكان اولا و تعتادي عليه
نارة : حسنا
ووضع ريان العصير امامها وقال : تفضلي سمو الاميرة
ابتسمت نارة واخذت العصير وقالت بمكر كي تغيضه : ما كل هذا التهذيب و اللطف عد لطبيعتك ارجوك اخشى ان اعتاد ذلك
ضحك ريان ففهم انها ترد جملته بالسيارة عليه : اشربي اشربي قبل ان اغير رأيي
ضحكت نارة وقالت وهي تقلد صوته : حسنا تاكدت انت ذاته
ضحك ريان بقوة و قال : احزن عليك ان كان صوتي هكذا حقا
و تعالت اصوات ضحكهما نهضت نارة سألها ريان : الى اين ؟
نارة : ساذهب لابدل ملابسي علي الذهاب الى الشركة
ريان : حسنا
استعدت نارة و نزلت للاسفل و يبدو عليها الاستياء
ريان : ما الامر لما تبدين منزعجة ؟
نارة بقلق : جاد لا يجيب على مكالماتي او حتى رسائلي اشعر بالقلق
ريان : لا تقلقي سيكون كل شيئا على ما يرام
نارة بشرود : آمل ذلك حقا
ارادت الخروج وقال ريان :خذي و مد لها مفاتيح السيارة توقفت نارة وكانها تذكرت شيئا : سيارتي بقيت على الجرف
ريان : سابعث احدا لاحضارها خذي مفاتيح هذه السيارة الان
نارة باحراج : لا داعي لذلك اذهب بسيارة الاجرة
نهض ريان و اعطاها المفتاح : بل بهذه السيارة يا نارة
نارة : حقا لا باس
ريان : بلى هيا لا تعترضي ارجوك
اخذت نارة المفاتيح وقالت : حسنا شكرا لك
ريان : لا داعي للشكر وقال بصوت جاد : نارة عز الدين سيخرج اليوم و قد تلتقيان بالشركة لذلك ارجوك كوني حذرة ولا تخوضي معه نقاشا
نارة : لا تقلق ساكون بخير
ذهبت نارة وودعها ريان و دخل و اخذ هاتفة و مفاتيح سيارته وخرج ايضا

ريان : أانت واثق يا ادم ؟
ادم : اجل مئة بالمئة
ريان : اذا كما توقعت ايفا ليست ابنة رون فرون توفيت قبل ولادة ايفا بعامين
ادم : اجل في كل السجلات كتب تاريخ ولادة ايفا هو نفسه تاريخ وفاة رون الا بالمستشفى الذي ولدت به كان بارشيفه ورقة واحدة تثبت غير ذلك
ريان : ادم أيعقل ان تكون ابنة ياسر ؟
ادم : وارد كونها ليست ابنة رون وهذا شيء اكيد
ريان : ولكن كيف تساعد عز الدين وهو اتهم قبلا بقتل ياسر
ادم بتفكير : لا اعلم ربما هي لا تعلم انها ابنة ياسر
ريان وكأنه انتبه لشيء ما : كيف كيف كنيتها اوكر ؟
ادم : أتعني ما افكر فيه ؟
ريان : اخشى ذلك اخشى ذلك بشدة
ادم : اذا لنعمل تحليل DNA
ريان : كيف سناخذ عينه منها
ادم : دع ذلك علي
ريان : اذا الامر عندك ولكن ادم قبل ان تحضر لي نتيجة التحليل كن واثقا بها مئة بالمئة ارجوك فالامر لا يحتمل خطأ
ادم : لا تقلق سافعل سوال ماذا ستفعل ان كانت من نظنها ؟
ريان بشرود : لا اعلم يا ادم انا محتار جدا
وخرج ريان مهموما بشدة وبقي يلف بسيارته دون وجهة محددة حتى وجد نفسه يقف امام شركة اوكر هو لا يعلم كيف وصل الى هنا ابدا نزل من السيارة و دخل الى الشركة ورأها من بعيد و هي تعمل كانت مستغرقة بالعمل بشكل كبير جدا وكانت هنالك خصلة شعر متمردة على وجهها تبعدها باستمرار ولكنها تعود للنزول مجددا كانت تقرا الملف الذي بيدها بتركيز منعها حتى من رؤيته ابتسم على عفويتها و قاطع شروده بها صوت السكرتيرة وهي تقول : كيف اساعدك سيدي ؟
انتبهت نارة الى وجوده هنا استغربت بشدة قدومه فذهبت عنده وقالت للسكرتيرة :شكرا لك يمكنك الذهاب وسالته بعد ذهاب السكرتيرا : ما الذي جاء بك ؟
وهنا وقع ريان بمشكلة كبيرة فهو نفسه لا يعلم لماذا اتى وماذا عساه يجيبها فقط شعر بالضيق ووجد نفسه يأتي الى هنا و نسي اصلا ما كان يشغله قبلا عندما راها طال صمته اعادت نارة سؤالها بقلق: احصل شيء يا ريان ؟
ريان بسرعة عندما احس بنبرة القلق منها : لا لا كل شيء على ما يرام صدقيني
نارة : اذا ما الذي جاء بك الى هنا لما لم تتصل بي وكنت اتيت لك ؟
ريان : لا تقلقي يا نارة لا مشكلة من تواجدي هنا
نارة وقد انتبهت انهما مازالا واقفان خارج المكتب و ان الجميع ينظر لهما طلبت منه الدخول وقالت : كيف لا يوجد مشكلة لقد خرج عز الدين من السجن
ريان جلس وقال ببرود : واذا
نارة : واذا ماذا ؟
دخل عز الدين المكتب عليهما وقال بخبث : اعتذر ألم اطلب الاذن قبل دخولي ولكن بالتاكيد انت لن تغضبي انسة نارة فأنا تعلمت هذا منك نظر لريان الجالس وقال : ولكن يبدو انك مشغولة
رد ريان ببرود : اولا هي مدام نارة و ثانيا هي بالفعل كذلك لذا هلا خرجت !
غضب عز من اسلوبه بالكلام ولكنه لم يظهر ذلك وقال : لن اخذ من وقتكما كثيرا و اتمنى لكما السعادة التي ساحرص على عدم حصولكما عليها ابدا ان كنت تظنين ان الامر انتهى بذلك التعهد تكونين مخطئة
كانت نارة تريد الرد ولكن وقف ريان مواجها لعز وقال : سيد عز اذا انتهيت انت و كلامك السخيف يمكنك الخروج ولكن ليكن بمعلومك اني بوجهك دائما ان فكرت الاقتراب من زوجتي او حتى ايذائها لن اسمح لك وعندما يتعلق الامر بها فانا لا ارحم ابدا و شدد على كلمة ابدا
كان عز يهم بالرد ولكن ريان قاطعه و قال : انتهينا الان اخرج من هنا
نظر عز بهما بحقد و خرج وهو يتوعدهما
نارة كانت مستغربة للموقف بشدة ونظرت لريان بدهشة
ريان فهم استغرابها وقال : اعلم بما تفكرين هو لم يرني قبل اليوم حتى بمعتركي الاولى معه
نارة : كيف ذلك ؟
ريان : لم يحصل قبلا فقط
نارة : اذا لماذا لم تقوم انت بشراء الاسهم لماذا كلفت ادم بذلك ؟
ريان : لم يكن الوقت المناسب عندها ولان ادم خيار افضل مني
نارة : لماذا ؟
ريان : ساشرح لك، من المعروف عند عز الدين تغيير شركائه باستمرار يمكنك القول كل سنة تقريبا يغير شريكه ولماذا يفعل كي يبقى المصيطر على الاسهم وانا شركاتي كلها باسمي وكان يستحيل ان يقبل مشاركتي لان عندها سيخاف من عدم قدرته على السيطرة علي و يخسر الاسهم لذلك كان الحل الافضل ادم لهذه المهمة
نارة : لماذا لم يضع كل الاسهم باسمه من الاصل ؟
ريان : لعلمك حتى تلك الاسهم كان ياخذ نصيبه منها حتى عندما يشارك فيها و يترك القليل فقط لشريكه ولكن قيمة هذه الاسهم و الاموال الاتية منها بالاضافة الى اعماله غير المشروعة ستجعل الارقام بحسابه المصرفي هائلة وهذا سيجلب انتباه السلطات
نارة : ولكن لماذا يخاطر هكذا بادخال اناس لا يعرفهم لما لا يضعها باسم جوزيف مثلا ؟
ريان : لان عندها سيعطيهم القوة للانقلاب عليه وهو يريد الكل بظله لا يريد احد حتى الى جانبه لانه لا يأمن مكرهم
نارة : جبان و حقير يظن ان الجميع خائنون مثله
ريان : هو بالفعل كذلك احيانا يا نارة يصل الانسان لمرحلة يرى طباعه بالجميع وذلك لمعرفته بسوءه ولئمة
نارة : هل خرج جوزيف ايضا ؟
ريان : سيخرج ولكن الان كلا
نارة : اخرجه
ريان : نعم ؟
نارة : حان الان الوقت المناسب لذلك
ريان : بماذا تفكرين ؟
نارة بتفكير : بانه حان الوقت للتخلص منه ساخبرك ولكن ريان نتفق على شيء من الان لا تقوم باي خطوة دون علمي او اي مخاطرة لانه ان فعلت ساكمل هذا الطريق وحدي
ريان : لن افعل وانت ارجوك لا تفعلي نارة عديني بذلك
شردت نارة قليلا فهل هي بالفعل قادرة على اعطاءه وعدا كهذا
ريان : نارة انت وثقتي بي و انا لن اخون هذه الثقة ابدا ولكن ارجوك اريد ان اثق بك ايضا لا اريد البقاء بهاجس انك ستفعلين شيئا من خلفي قد يعرضك للخطر
تنهدت نارة فهي تعلم انها ان لم تفعل وتعطه وعدا فهو ايضا لن يخبرها بشيء وقالت بعد ان طال صمتها : اعدك يا ريان وانت عدني بذلك ايضا
ريان وقد تنهد براحة اخيرا : اعدك و الان اخبريني الى ماذا تخططين ؟
نارة : اخطط ل............
#waten
#كأس_من_الالم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي