بديعة الوضوح

نظر لها بعدم تصديق انها وافقت فهو حقا لم يتوقع ذلك ولكن رأى بعيناها ما لم يستطع يوما نسيانه رأى شيء الالم فقد كانتا خاليتان تماما من الشعور، لا فرح و لا حزن و لا حتى غضب كان شئ اشبه بالانكسار داخلها فهي لا تصدق ما تؤول له حياتها صحيح انها طوال عمرها تبتعد عن الجميع ولا ترتبط بأحد ولكن كأي فتاة عندما يتعلق الامر بالزواج تمنت ان تتزوج من شخص يحبها او هي على الاقل تحبه تمنت رجلا يعوضها عن كل ما مر بحياتها من عذاب ولكن هي صاحبة كأس الالم فقط و ستبقى تتجرعه وحدها ولا احدى يشاركها فيه تنظر لما فعلت تلك الليلة بحياتها فقد اصبحت مكسورة ضعيفة مهما ادعت القوة والان هي تخاطر بحياتها كلها من اجل اخذ حق والديها و تبرئة اسم ابيها من ذنب قتل زوجته وابناءه و الانتحار ولأجل حماية اخويها، اين هي بكل ذلك ؟ متى ستعيش الحياة لاجلها هي ؟ ريان ينظر لها بشيء من الالم لم يكن يريد اجبارها هكذا و استغلال نقطة ضعفها الوحيدة ضدها ولكنه يدرك انه ان لم يفعل كانوا سوف يقتلونها لا محال تحركت بخطوات بطيئة نحو السيارة و ركبت بجوار السائق فهي لا تمتلك القدرة على فعل شيء حاليا وهو ركب بمقعد السائق و قاد السيارة نحو الفندق في صمت شديد فهي تحدق من النافذة وكأنها مجرد جسد لا اكثر ولا اقل فروحها بمكان اخر لا تشعر بشيء كلما ظنت انها وصلت الى قمت الالم وجدت الآماً اكبر تدخل حياتها وكأن الحياة تتحداها بانها لن تتوقف عن إيلامها ابدا
ريان كان ينظر لحالتها بين الحين و الاخر وكلما جمع كلماته وحاول اخراجها لكسر هذا الصمت تتبعثر عند فمه حتى وصلا عند باب الفندق وقبل ان تخرج امسك بيدها وقال :
- لست معتاد على سحق الاخرين لأصل لاهدافي و لا اريد ان تكوني الاول لذلك اعلم انه صعب ولكن ثقي بي
-لا يهمني شيء بالحياة سوا اخواي و لا حتى حياتي تهمني لذلك ان تعلق الامر بهما افعل المستحيل و احطم كل القواعد و المبادئ لذلك لا تحاول الضغط عليّ بهما عن اذنك و ترجلت من السيارة و ذهبت نحو غرفتها بسرعة
فلقد كان يوما صعبا جدا بالنسبة لها رؤية عزالدين ينعم بتعب والدها و خطفها ومن ثم خروج ريان المفاجى، خوفها الذي ينهش قلبها على من تحب كلها امور اثقلت كاهلها كثيرا وارتمت على سريرها بتعب وقد فقدت القدرة على التحمل و اجهشت ببكاء مرير فهي نعم كل مرة تظن انها وصلت لقمة الالم وثم تتآمر عليها الحياة مجددا بقمة اعلى
***********************************************************************
(في صباح اليوم التالي)
استيقظت نارة باعياء شديد اخذت قرص دواء كعادتها بدون ماء و اخذت حمام سريع وحضرت نفسها وهذه المرة اضطرت لوضع الكثير من مساحيق التجميل و قبل ان تخرج رن هاتفها
-نارة : اهلا جاد كيف حالك ؟
-جاد : بخير و انت كيف حالك ؟
-صمتت نارة قبل ان تجيب وقالت : انا بخير
-واثقة من ذلك ؟
-اجل جاد ,كيف حال اخواي ؟
-انهما بخير ولكن مشتاقان لكِ كثيرا
-وانا كذلك
-والعمل كله على ما يرام
-لا اقلق على العمل وانت من يديره
-ولا تقلقي على اخويك هما ايضا بخير
-لا يمكنني ذلك حتى عندما يكونا معي اقلق عليهما
-اتفهم ذلك , متى ستعودين ؟
-لم اقرر ذلك بعد ربما احتاج المزيد من الوقت ،
وردتها مكاامة اخرى لذلك قبل ان يرد جاد قالت : جاد اكلمك لاحقا احدهم يتصل بي و اغلقت الهاتف
نارة : اجل (وقالتها باللغة الاسبانية لان الرقم كان من اسبانيا )
-انتظرك بالاسفل عند سيارتك لا تتاخري
-وقبل ان تعلق بشيء كان قد اغلق الهاتف
نارة بغضب : احمق و مغرور حسنا انا سأريك و نزلت الى مطعم الفندق و طلبت فطورا على الرغم من انها لا تتناوله بالعادة ولكن ذلك كي تتاخر على ذلك المغرور الاحمق كما اسمته
بعد مرور نصف ساعة رن هاتفها مجددا ولم تجب مباشرة ولكنها اجابت بالنهاية
-زوجتي المستقبلية العزيزة صحة وعافية ولكن لا تكثري كي تبقي رشيقة فانا لا احب الفتيات السمينات
نعم انها الجملة التي اشعلت النار براسها و خرجت بغضب تتوجه لقتل ذلك الاحمق نجح باستفزازها بمرتبة الشرف
-وصلت سيارتها ووجدت ابتسامة النصر تعلو وجهه اما هي فقد تلون وجهها بالغضب وقبل ان تتكلم رمى لها مفاتيح سيارتها التي نست اخذها البارحة و توجه نحو سيارته و قال : اتبعيني
-نارة بغضب : لن افعل
-بلى ستفعلين
-قلت لا يا... وقبل ان تكمل قال مغرور اعلم هيا بنا
-نارة: بل احمق
-اقترب منها ووضع يديه على كتفيها وقال بحدة خفيفة : ان استمر لسانك هذا برمي الكلام هكذا اقطعه لك واريّح العالم من شره ثم توقفي عن التصرف كطفلة مدللة و نفذي ما اقوله
قامت نارة بدفعه و قالت بغضب : من تظن تفسك لتكلمني وتأمرني هكذا توقف عن اعطائي الاوامر فلا احد يفعل معي ذلك ثم اياك و الاقتراب مني مجددا اتفهم ايها الاحمق المغرور
-رد بهدوء عكس غضبها :انا افعل وكما قلتِ "لكل شيءٍ مرة اولى بالحياة"
دهشت نارة فهذه جملتها التي قالتها لجاك بالمطعم
-وقالت بدهشة : من انت بحق الجحيم ؟
-قال ببرود : انا الجحيم ذاته هيا بنا
-تبعته بهدوء فهي بحالة استغراب كبيرة و تفكير أيعقل بان يكون يعلم سرها الذي اخفته بقلبها مدة طويلة ؟
***********************************************************************
(نارة )
حقا انا الان محتارة جدا من هذا الرجل وكيف يعلم تلك التفاصيل عني ؟ وماذا يريد مني ؟ ولماذا يريد مساعدتي ؟ ام هو ضدي ؟ ولكن يستحيل ان يكون من رجال عز لانه لو كذلك لقتلني و اخواي بدبي ولمَ يعطيني اسهم بشركة عز ؟ اشعر وكاني اتعامل مع شخص رمادي بصورة مظلمة احيانا اشعر بانه فعل هذا معي ولكن لا استطيع تصديق هذا الشعور والوثوق به لا اقدر على ذلك شعوري ناحيته مزعج للغاية فانا لم اعتد يوما الوثوق باحد لذلك كنت دائما بتعاملي مع الاخرين حريصة جدا وايضا دقيقة الملاحظة لدرجة تجعل الجميع مكشوفين امامي ولكن افشل بذلك معه لماذا ؟ يستطيع دائما اسكاتي و ارغامي على فعل ما لا اريد دون ان يبذل اي جهد يذكر ما هذا اكاد اجن عليّ ان ابدأ التعامل معه بهدوء اكثر ان اردت ان افهم ما يحصل حولي
بعد قيادة استمرت نصف ساعة تقريبا اوقف سيارته و نزل منها و اشار لها بان لا تنزل فانتظرت بسيارتها ونظرت له وهو يتحدث الى احدهم وبعد قليل رأته يتجه نحوها وقال : تعالي معي ولكن اياك ان تقولي كلمة واحدة بالداخل، تسمعين فقط
نارة : ما هذا المكان ؟
ريان : انه المكان الذي بداخله اجابات لأسئلتك
نارة : اتعني...
ريان : اجل هيا ولكن ارجوك نفذي ما اقول
طأطأت برأسها بهدوء و تبعته كانت نارة تشعر بقلبها يعتصر، لديها شعور يؤلمها ولكن لا تعلم ما هو وصلا لغرفة فيها رجل لديه ندبة كبيرة بوجهه تشير لتلقيه جرحا عميقا بوجهه منذ زمن طويل وكانت تشعرها بالخوف ولكنها لم تظهر ذلك و ابتلعت ريقها بصعوبة وحاولت التماسك نظرت لريان برعب وهي تلوم نفسها على القدوم ولكنه ولأول مرة يعطيها نظرة امان و كأنه يقول لا تقلقي انا معك شعرت بالقليل من الراحة ولكن مازال توترها واضحاً
ريان : اجلسي هذا محمود مساعد عز الدين قبل عشر سنوات
جلست نارة على المقعد المقابل لمحمود و جلس ريان بجواره
ريان : كنت تبحثين عن اجابات و معلومات عن عز الدين أليس كذلك وهو من سيقدمها لك .
نارة : انت محمود السيد أليس كذلك ؟
محمود : اجل
بالبداية استغرب ريان معرفتها له ولكنه اخفى هذه التعابير عن وجهه سريعا
نارة : قبل ان اسألك عن اي شيء هو سؤال واحد لا غيره لمَ علي الوثوق بكلامك وبأنك ستقول الحقيقة ؟
محمود: سؤال وجيه و الاجابة هي ما ترينه بوجهي فهذا الجرح سببه عزالدين لا انكر باني عملت معه مده طويلة ولا اقول لك انه طيلة هذا المدة كان عملنا مشروعا ولكن لم اتسبب يوما بمقتل احد اقسم لك بذلك
-نارة بنبرة باردة متألمة : وماذا عن يوسف اليوسفي و عائلته ؟
محمود : تلك الجريمة هي كانت سبب انتهاء عملي مع عزالدين
-نارة : تكلم
محمود : قبل 15 سنة دخل عز الدين عالم الاعمال وكان قد واصل الليل بالنهار كي يوسع اعماله و بالبداية كانت اعماله صغيرة ولذلك لم يجذب انتباه الشركات الكبرى او العصابات واستمر على هذا الحال 3 سنوات حتى اتت عز الدين الفرصة لدخول مناقصة كبيرة
وكانت شركة يوسف اليوسفي هي صاحبة المشروع و فاز بها عز الدين ومن هنا بدأت شراكة عز الدين و يوسف اليوسفي و بعد سنة تطورت اعمال عز الدين بشكل كبير جدا و الفضل بذلك لتلك المناقصة و الشراكة مع يوسف كان يوسف رجلا نظيفا ولا يقبل ابدا دخول اي اعمال غير قانونية
هذا كان مبدأه الثابت بعالم الاعمال مما اعطى شركته مسمعيات قوية بالسوق وسلاسة كبيرة على الحدود فكانت شحنته نادرا ما تفتش وان فتشت تفتش تفتيشا عاديا جدا ولكن عز الدين كان مبدأه الوحيد هو المال ولا يهتم لاي شيء اخر و تعرّف على رجل يدعى جوزيف في ذلك الوقت، جوزيف
لم يكن بهذه القوة التي هو عليها اليوم و ابرما اتفاقية بقيمة مليوني دولار بتمرير شحنة اسلحة و قد تم الامر فعلا و صفقة تلو الاخرى وخلال عام اصبح رصيد عز الدين من مليون و نصف الى 20مليونا وكان امرا مثير للشك بالفعل بالنسبة ليوسف و عندما بحث بالامر اكتشف حقيقة اعمال عز الدين
و عندها جن جنونه و لا يصدق كيف حصل كل ذلك و بأخر شحنة -وكانت الاضخم- كانت بقيمة نصف مليار قام يوسف باخبار السلطات و فشلت العملية و سجن عزالدين
-نارة : و بعد ذلك كيف خرج ؟
-محمود : قام بلعبة قانونية بان طلب الخروج مدة زمنية محددة كي ياتي بالادلة التي تثبت براءته شرط ان يوقف جواز سفره و ان يعمم عليه كي لا يسافر وقال بخزي : و انا ساعدته بذلك
نارة بغضب : انت فعلت ذلك انت من اخرج ذلك الشيطان اللعين انت ....
و قبل ان تكمل قاطعها ريان : نارة اهدأي و اسمعي القصة للنهاية
نارة : كيف تريد مني ان اهدأ، انه مجرم مثله واكثر فهو الذي اخرجه
اقترب ريان و همس لها : نارة توقفي و الا لن نعرف ابدا باقي القصة ارجوك
هدأت نارة قليلا وقالت : اكمل
محمود : عندما اخرجته ظننت انه سيهرب و هذا كان المخطط له وقد اعددت له جواز سفر وهوية جديدة وكان كل شي جاهزا بعد خروجه بثلاثة ايام كان المفترض ان يسافر ولكن عندها التقى بابنه ياسر ولا اعلم ما قاله عزالدين لياسر حتى جن جنون ياسر و اراد قتل ميرال التاجي زوجة يوسف
هذا الجزء من القصة ليس عندي بل عند ياسر و عزالدين
نارة : ولكن ياسر قُتل هل فعلا عز الدين هو من قتله ؟
هز محمود راسه وقال : انا لا ادري ,
نارة : لماذا أردا قتل زوجة يوسف ويوسف هو من سجن عز الدين ؟
محمود : اهداف عز الدين بالنسبة لي كانت واضحة اراد قتل ميرال ليحرق قلب يوسف فهو كان يعلم كم كان يوسف يحبها بجنون ومن ثم يلصق التهمة بيوسف و يسجنه ولكن لا اعلم كيف اقنع ياسر بالامر فياسر لم يتورط يوما باعمال والده حتى كان له عمله الخاص بعيدا عن عمل والده القذر ولكنه ايضا لم يفكر يوما بمعارضته او منعه من هذا العمل يمكنني القول انه كان بعيد فحسب لا يقبل ذلك و لا يرفضه
و اكمل قائلا : لقد خططوا لكل شيء قررو اقتحام منزل يوسف بالليل و قتلهم و دخلوا لهناك بحرص ولكن من سوء حظهم ان ابنة يوسف كانت مستيقظة و عندما رأتهم ذهبت وايقظت والديها وخرج يوسف ليرى من بالبيت و اين الحرس و اخذ سلاحه تحسبا لأي شيء واخذت ميرال اولادها و اخفتهم و خرجت خلف يوسف ولكنها لم تجده بل وجدت ياسر عندها ضربها ياسر كثيرا حتى انه لم يبقى مكان بجسدها لا ينزف و بعدها طعنها رأهم يوسف واطلق النار على ياسر فجاءت الطلقة بكتفه وجاء عز الدين على صوت اطلاق النار فهو كان بمكتب يوسف يسرق اوراق منها صفقات و منها اوراق املاك ودمر كل دليل لدى يوسف يدينه فيه وعندما رأى ياسر على الارض غدر بيوسف من الخلف و اطلق عليه ثلاث طلقات بقي عز الدين يبحث عن اولاد يوسف حتى وجدوا الصغيران ولكن لم يجدوا ابنته الكبيرة ولم يهتموا كثيرا بالامر فاصابة ياسر نزفت كثيرا و قتل الطفلين وقاموا بمسح كل الادلة على وجودهم و اظهروا الامر ان يوسف من قتلهم و انتحر بعدها واتهم عز الدين بقتلهم ولكن لم تكن هناك ادلة كافية فأُخرج من القضية و ايضا بقضية السلاح اخرج منها و بعدها استولى على كل اعمال يوسف و شركاته لعدم وجود وريث له وهنا بدأت امبراطورية عز الدين تبنى ومن اعماله غير المشروعة ايضا عندما علمت بامر ما حصل و تاكدت من ان عز الدين هو الفاعل شعرت بذنب عظيم لانني كنت السبب انا لم ارد قتل يوسف و عائتله فقط اردت اخراج عز الدين وهو اكد لي بانه يريد الهرب فحسب و عندما واجهته هذا ما حصل لي
نارة : لم لم تقدما ما لديك للتحقيق ؟
محمود: كانت القضية قد اقفلت كما انني لم تكن لدي القدرة لمواجهة عز الدين وقتها وحتى المحامي الذي كان يتابعها اختفى، حاولت الوصول له كثيرا ولكن دون جدوى
نارة : وماذا عن ابنة يوسف ؟
محمود : لم يرى فيها عز الدين تهديدا فهي بلا مال و لا قوة او حتى ملجأ لذلك لم يدقق كثيرا بامرها و لأكون اكثر دقة هو لم يستطع الوصول لاي اثر لها ربما ماتت
نارة : تعلم بانك مجرم بقدره او اكثر حتى فانت تسببت بمقتل عائلة باكملها و ايضا ساعدت عز الدين باعماله طوال سنين
محمود : اعلم ذلك وانا احاول التكفير عن ذلك
نارة وقد فقدت اعصابها : تكفر عن ماذا ؟ عن موت تلك العائلة التي لم تأذيك يوما ام على تلك الفتاة التي لا تعلم ماذا حل بها ام تكفر عن كل تلك الاعمال هل تعلم ماذا فعلت كل تلك الشحنات من السلاح و المخدرات تعلم ام انك لا تعلم انت ايضا شيطان مثله و تستحق العقاب
محمود : اعلم ما فعلت جيدا و لذلك انا سأساعدكم بان اقدم لكم معلومات عن اخر 10 صفقات قام بها و تفاصيل مهمة
نارة ضربت يدها بالطاولة التي امامها بعنف : لا احتاج منك شيء انت مخادع و كاذب مثله
ريان : نارة اهدأي ووجه كلامه لمحمود : انا سآخذ منك هذه المعلومات، و اعطاه محمود ملف اخرج ريان نارة و اخذها الى سيارتها واجلسها و دخل خلفها و اقفل السيارة و انتظر قليلا ثم قال بشك : اين انت بهذه القصة يا نارة ؟
نارة تحاول ان تهدأ كي لا تكشف امرها و ردت عليه ببرود عكس النار التي داخلها : ليس هذا السؤال الصحيح , بل اين انت بكل هذا ؟
ريان : لا تجيبي على سؤالي بسؤال اخر
نارة سكتت قليلا وردت : ليس مهم اين انا بهذه القصة المهم هو ما اريده اليوم
ريان : و ماذا تريدين ؟
نارة : اريد محاسبتهم جميعا على كل شيء على اعمالهم غير المشروعة و على جرائمهم اريد هدم عالمهم فوق رؤوسهم
ريان : ولكن كي اثق بك يجب ان اعرف لماذا ؟
نارة قالت بنبرة تخلو من اي معنى : ريان انا سأسير بهذا الانتقام حتى النهاية لا يهمني من ساكسب و من ساخسر لن اتراجع ابدا اتفهم ان اردت مساعدتي اقبل ذلك و ان لم ترد ايضا اقبل ذلك لا تطلب معرفة الكثير عني فانا لن اخبرك بشيء ولن اسألك عن شيء ايضا ما اريده واضح وان فكرت ان تغدر بي
عندها يا ريان ساقتلك، انت مجبرا على الوثوق بي كما انا كذلك لا اريد معرفة المزيد يا ريان و لا اريد اي اجابات ما اريده الان هو انهاء وجوده من هذا العالم هو وكل من يساعده أانت معي ؟
ريان : لا انكر بان غموضك هذا يدفعني للجنون ولكن ما اعلمه عنك جيدا هو انك فعلا تكرهين هذا الرجل ربما مثلي لذلك انا موافق يا نارة على مساعدتك ولكن اعلمي شيئا واحدا ان غدرتي بي انا ايضا لن اتردد بقتلك و لا تعتقدي بان حديثا عن سبب انتقامك انتهى هنا
مدت نارة يدها له و قالت بثقة : اذا اتفقنا و مد يده لها وقال اجل اتفقنا هذان الاثنان غريبان حقا لان الاشخاص عادة ما يجمعهم الحب و يفرقهم الكره و الغضب اما هذان جمعهما الكره و الغضب و الرغبة بالانتقام واسرهم الغموض لا حب ولا كلمات غزلية لاشيء من كل هذا ولكن يوجد ثقة وترقب مستمر شبه علاقة ولكن دون وجودها من الاصل هم التناقض بحد ذاته
***********************************************************************
جوزيف : يصرون على حضورك شخصيا لكي يثقوا بان كل شيئا سيكون على ما يرام
عز الدين : انا لا اقابل احد ذلك مخاطرة كبيرة
جوزيف : حاولت اقناعهم بذلك ولكن لا يقبلون سواء بتعامل مع الرئيس المباشر
عز الدين : هل حددتم موعد التسليم ؟
جوزيف : كلا
عز الدين بغضب : لماذا كل هذا التاخير ؟
جوزيف : اخبرتك يرفضون التحدث باي تفاصيل قبل مقابلتك
عز الدين : اللعنة حسنا حدد موعد للقائي معهم و خذ حذرك جيدا
جوزيف : لا تقلق سافعل
عز الدين : هل تصرفت بموضوع تلك الفتاة اعني لم ارها اليوم ؟
جوزيف توتر قليلا ثم قال : لقد فعلت ولا اظن انها ستتجرا و تاتي الى هنا مجددا
عز الدين : وماذا فعلت ؟
جوزيف : لنقول تنبيه بسيط
ضحك عز الدين : احسنت لا اريد رؤية وجهها قبل اعادة الاسهم منها
جوزيف بلؤم : اتنكر جمال وجهها ؟
ضحك عز الدين اكثر وقال : لا افعل فهي ..... وبتر جملته عندما رآها تقف على باب الشركة تنزل من سيارتها و تريد الدخول وصمت قليلا من الوقت
انتبه جوزيف لشروده وسأل بتوجس : ما بك لما توقفت ؟
توقف لأنه رآني قالتها نارة وهي تدخل مكتب عز الدين اغلقت الباب و اكملت : كما هو حالك الان يا جوزيف ماذا أظننت اني ساخافك ام اني لن اتي مجددا الى هنا وجلست ووضعت قدم فوق الاخرى وقالت بصوت يخلو من اي نبرة خوف بل بنبرة تخيف من يسمعها : لست معتادة على الهرب يا جوزيف لم افعل يوما ولن افعل اليوم
عز الدين : من انت؟
نارة نهضت من مكانها و تحركت نحوه خطوات بضع خطوات بطيئة وقالت : انا صاحبة هذه الشركة و مديرة مجلس الادراة فيها وانا لا انوي التنازل عن ذلك ابدا
عز الدين : انت تلعبين بعداد عمرك
نارة ردت ببرود مستفز : أليس عمري افعل به ما اريد
هتف بها عز الدين بصوت عالٍ : من تظنين نفسك كي تقفي امامي هكذا و اكمل بشرٍ واضح ووعيد : اقتلك ولا ادع احد يصل لجثتك ستعيدين الاسهم و تتنازلين عن كل شيء و ترحلين من هنا أفهمت ؟
ابتسمت بسخرية ابتسامة لا تتناسب ابدا مع الموقف و قالت : لن تجرؤ على ذلك حتى و اخرجت ملفا من حقيبتها ورمته عليه وقالت في هذا الملف شكوى واضحة باني اتهمك واتهم جوزيف بخطفي البارحة وان حصل لي اي شيء مهما كان فانت وهو تذهبان للسجن مباشرة
ضحك عز الدين ضحكة مقززة وقال : كان غيرك اذكى بكثير أتظنين ان شيئا سخيفا كهذا سيمنعني
فتاة سخيفة و غبية
ردت نارة بهدوء قاتل : بل سيفعل يا عز لان مساعدك رجل ساذج وارتكب غلطة كبيرة البارحة اوقعتكم بمشكلة كبيرة ولأن... لا سأدعك ترى افضل وفتحت باب المكتب وقالت تفضلوا
وكانوا رجال الشرطة و قاموا مباشرة باعتقال جوزيف و اكمل المحقق سيد عزالدين وانت تفضل معنا
قال عز بغضب : ماذا يحصل هنا ما هذه المسخرة ؟
جلست نارة مجددا وقالت : على رسلك فالغضب سيئ على من هم بعمرك ثم ساخبرك ماذا يجري مساعدك الاحمق لم ينتبه لوجود كاميرات مراقبة عندما كلف احد رجاله باعطاء النادل المخدر ليضعه بعصيري و اعتقل النادل واعترف بذلك وايضا الرجل الذي اعطاه المخدر قد اعتقل و اعترف على جوزيف لذلك هو سيذهب للسجن وانا طلبت برنامج حماية يجعلك انت و جوزيف ان حصل لي اي شيء المشتبه بهم رقم واحد
و قال المحقق : كما سمعناك وانت تهددها بالقتل وهذا بحضورنا لذلك ستأتي معنا كي توقع على اقرارٍ بعدم التعرض لها ابدا
عز الدين لا يجد ما يقول فهو بالفعل وقع بالفخ ولم يفهم ما كانت تحاول الوصول له بنبرتها المستفزة تلك واصبح بمشكلة صعبة لأنه ان ثبتت عليه تهمة واحدة فقط فلن يكون من الصعب اثبات الباقي و كذلك عندها سيتخلى عنه الجميع ولن يجد من يخلصه لذلك التزم الصمت و اخذت رجال الشرطة كل من عزالدين و جوزيف وكانت هذه اهانة كبيرة بحقه امام جميع موظفي الشركة و بقى يتوعد لنارة بسره و بانه سيجعلها تدفع الثمن غاليا
بعد رحيلهم شعرت نارة بغصة كبيرة بقلبها فهذا مكتب والدها و ذلك اللعين لم يغير به اي شي سوا انه ازال صورا كان يضعها ابوها لها ولامها بمكتبه ووضع بدلا عنها صورة كبيرة تمتد من اعلى الجدار لاسفله له هو نظرت للصورة بكره وحقد شديدان واقسمت على تدميره و استعادة كل ما هو حق لاهلها و تبرئة اسم ابيها من كل التهم التي الصقها به ذلك اللعين
رن هاتفها واجابت : كل شيء سار بشكل جيد
ريان : ممتاز , كوني حذرة فانت الان اعلنت الحرب عليه بشكل صريح و مباشر
نارة : لا تقلق ساكون بخير
ريان : علينا اخذ الخطوة التالية يا نارة بسرعة قبل خروجه من هذه المشكلة
نارة :افهم ذلك ولكن اريد بعض الوقت قبل هذه الخطوة
ريان : توفقي عن التردد انا سافي بوعودي لك
نارة : اعلم و اغلقت الهاتف و بدأت البحث بمكتب عز عن اي شيء مفيد ولكنها لم تجد شيئا مفيدا وكان عليها الخروج قبل ان ينتبه احد من الموظفين فهي استغلت حالة الفوضى بقدوم الشرطة و اخذ عز و جوزيف
(على الناحية الاخرى عند ريان )
ضحك ادم حتى ادمعت عيناه على ان ريان الغاضب من تلك التي اغلقت الخط في وجهه ولكنه صمت تماما عندما رمقه ريان بتلك النظرة الحادة
ريان بغضب : اصمت والا اصمتك للابد
ادم : انا واشار على نفسه انا صامت ولم افتح فمي بكلمة
ضحك ريان بغيض واضح : أاجدها منك ام من تلك المتمردة ؟
ضحك ادم : من كلانا
ريان : قدر اسود اقسم بذلك لا افهم ما صعوبة ان تنفذ ما اقوله لو لمرة يا رجل
ادم :الصعب انها طوال حياتها الامر و ليس العكس
ريان : ولكنها ستودي بحياتها هكذا
ادم : لا اعلم يا ريان ارى فيها شيئا مختلفا اعني عندما انظر بعينها ارى غضب ارى قوة وارى جرأة كبيرة ولكن لا المح اي تعابير خوفا ابدا رغم ادراكها لخطورة الوضع لا اشعر ان الحياة شئيا مهم كثير بالنسبة لها
ريان بتفكير: انا ارى الم كبير لا اعلم ماذا فعل بها عز الدين ولكني اعلم جيدا انه كبير كبير لدرجة جعلتها بالفعل تستغني عن حياتها
ادم : اذا ماذا ستفعل ؟
ريان : سأحميها يا ادم فلقد طُلب مني ذلك حتى افهم سرها
ادم : الم يخبرك لماذا عليك ذلك ؟
ريان : كلا كل ما قاله انه علي ذلك لاكفر عن ذنبه ولكنني لا افهم ما علاقتها بذنبه
ادم : وانا محتار بشدة
ريان : حسنا علي الذهاب ورؤية تلك المتمردة
ادم : حسنا يا اخي و انا ساراقب عز
ريان : اعلم بانه سيخرج و يخرج جوزيف ولكن حاول تاخير ذلك قد الامكان
ادم : سافعل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي