نظر اليها بابتسامه تملأ وجهه
وقال :اعتقد انك بطيئه اكثر مما يجب.
نظرت اليه وجعلت تفكر هل هو يسخر مني هل سيقوم بترضي من العمل الا انها التفتت اليه وجدته مازال يبتسم هذه الابتسامه فتغيرت نظرتها له وقالت في عقلها ايعقل ان يكون يمزحني
- غدا صباحا ان شاء الله سيكون التقرير على مكتبك وبذلك فانني ساكون لست بطيئه وانما التزمت بالموعد المحدد معك
ثم نظرت الى النافذه ولم تتكلم مجددا حتى اوصلها للمنزل لقد احرجت ان تقول له انها ستذهب لتشاهد وتطمئن على والدها في المشفى فغادرت السيارة
وهي تقول له: اشكرك جدا لقد اتعبتك اليوم معي
ثم قامت هي بركوب تاكسي والذهاب الى المشفى
لتطمئن على والدها فنظرت اليه عبر الزجاج ثم ذهبت الى مكتب الطبيب والذي دخلت وسلمت عليه وارادت منه ان تطمئن على صحة والدها
رد عليها الطبيب منتهى العمليه وقال ان والدك يحتاج لعمليه ضروري فان الجلطه التي فاجاته اثرت على صمامات القلب ولذلك فانه يجب علينا ان نجري عمليه تغيير الصمام وباسرع وقت ممكن
- ده انتم مفكر هي الا في شيء واحد من اين لها بالتوفير ذلك المبلغ الكبير رجع الثانيه لتتطلع لوالدها خلف الزجاج العازل لكي تنظر وهي تبكي داخلها
- وتقول بصوت خافت ارجوك يا ابي استيقظ ارجوك انا لا استطيع مواجهه العالم بدونك عد الي ارجوك
وفي مساء ذلك اليوم رن جرس الباب ولا انه لا يوجد الان خادمه فقامت هي لتفتح الباب وحين فتحت الباب وجدتها هدير نظرت هدير اليها ووجدت عيناها متورمتين ولونهما احمر خافت ان تسمع خبر سيء عن والد ماسه فاحتضنتها سريعا وسالتها عليه فاجابتها وحكت لها ما حدث
- لا تحزني يا صديقتي سنقوم بتجهيز المبلغ
- كيف ذلك يا هدير وحتى ان فكرت في بيع السياره وانا فكرت فعلا في بيعها اليوم الا ان مبلغها ضعيف بالنسبه الى ثمن العمليه ثم حتى لو بعتها بسرعه من هو المشتري الذي سيشتريها بهذه السرعه
الغريب انها لمحت في عيني هدير تفكير طويل حتى انها نظرت بعيدا ونكرت بيديها على حافه الكرسي الذي تجلس عليه وصمتت
- نظرت اليها هدير وقالت قومي فلتتصلي بمعرض السيارات التي يتعامل معها والدك لقد قام والدك في السابق بالتعامل معهم كثيرا وبالتاكيد سياخذون السياره ويعرضونها عندهم وياخذون نسبه ضئيله من بيعها المهم ان تباع سريعا
- بالفعل لقد تكلمته معهم وسياتون لياخذونها ويعرضونها في المعرض، اعتذر منك يا صديقتي فانني القي بهمومي ومشاكلي عليك
- لا تقولي ذلك انت تعلمين انك صديقتي الوحيده واليوم استاذنت من ابي وامي وسؤا بيت معك حتى لا تنامي بمفردك في مثل هذا المنزل الكبير
- هي لا تعلم ان صديقتها تفكر في فك الوديعه التي وضعها والدها عندما دخلت الكليه في سنه اولى لها فهي تظن ان هذه الوديعه عندما تفك حتى ولو قبل موعدها ستكفي ثمن العمليه اما والدها فانه لن يتضايق ابدا عندما يعلم انها ستقوم بفك كربه صديقتها والدها
وفي الصباح الباكر خرجت هدير وماسه معا الى العمل وقام بالاتصال بتكسي حتى يوصلهم الى العمل سريعا فان العربه سياتي احد الاشخاص وياخذها من امام المنزل بعدما اعطت المفتاح لبواب البيت الذي بجانبهم واتصلت بالمعرض واخبرته ان المفتاح مع البواب
دخلت هدير فور وصولها الى الشركه الى مكتب مهاب ووجدته متواجد
- صباح الخير استاذ مهاب انا اعتذر لو كنت تاخرت اليوم عن المجيء
- ليه لم تتاخري اليوم يا هدير انما انا من اتيت باكرا
- هل من الممكن ان استاذن في نصف ساعه او على الاكثر ساعه الا الربع لامر هام ارجو سيادتك ان توافق
- نظر اليها بتمعن شديد وسكت قليلا ثم قال: حسنا يا هدير ساعه على الاكثر لو سمحت لا تتاخري
خرجت هدير مسرعه جدا ولم تقل لاحد ولا حتى لصديقتها ماسه اين ستذهب انما ذهبت على الفور الى البنك وقامت بفك الوديعه التي باسمها ثم اخذت الاموال ورجعت ثانيه الى الشركه
- ذهبت لمكتب ماسه واعطتها مصروف مغلق وقالت
- هذا كل ما احتكم عليه في هذا العالم من اموال ارجوك خذي المبلغ واذهبي الى المستشفى وقومي بسداد قيمه العمليه
-- لا يا هدير لن اخذ منك ايه اموال انا انتظر ان تباع السياره
- يا حبيبتي السياره لن تاتي باموال كثيره اسمعي الكلام وخذي هذه الاموال يا اما ساذهب انا الان الى المستشفى واقوم باذاعه تلك الاموال باسم ابيك
– تلالات الدموع في عيني ماسه وقالت اذا سنذهب بعد انتهاء يوم العمل الى المستشفى وسنقوم باذاعه تلك الاموال
سوما دخلت هدير الى مكتبها وجلست تحتسي كوب الشاي بالحليب الذي تعشقه وقد كان اسامه قد احضر لها ساندويتش ووضعه امامها ثم رحل بدون ان يتكلم
- اين تذهب عموما شكرا لك على هذا الساندوتش
- لا شكر على واجب ساذهب الى المعمل فان سال عني مهاب بيه قولي له
انني هناك
- بعد ما انتهت من تناول الساندوتش وكوبا الشاي فوجئت بمهاب يناديها ويقول لها قولي لدكتوره ماسه ان تاتي معي في زياره الى المعامل حتى تشرح لي طريقه سير العمل هنا وارجوك اتصلي بالمعامل وقومي بابلاغ جميع الاطباء هناك وجميع المعمليون انني ساذهب حتى يستعد الجميع
وبالفعل ده اكثر من اربع ساعات وهم يمرون على المعامل معمل معمل يدقق ويسال حتى انه كان يسال على اسماء العاملين ويتكلم معهم كان ودودا في طريقه كلامه معهم الا انه كان صارم كانت له شخصيه صارمه حتى ان الاطباء الذين يكبرونه عمرا احسوا بقوه شخصيته
كنت مساء قد افتتحت جزء صغير من المصنع لعمل المكياجات والكريمات الخاصه بالنساء وعندما ذهب هناك تغيرت الرائحه التي كانت في باقي المعامل انها رائحه جميله على عكس المعامله الاخرى
فنظر اليها وقال ما سر هذه الرائحه الجميله
- كنت قد افتتحت هذا الجزء وهو خاص بالنساء العمل المكياج والكريمات فقد فكرت انه بدلا من ان نقوم باستيراد كافه الكلمات الخاصه بالبشره من الخارج فاننا نقوم بتصنيعها هنا من مواد طبيعيه
- نظره اليها بتعجب وقال وكيف تحضرين هذه المنتجات الطبيعيه من هنا
- ذهبت الى بعض القرى التي تنتج الظهور والاعشاب الطبيه وقمت بالاتفاق معهم ان يقوموا بتوريد كل محصولهم تباعا الينا وهناك عقود بذلك في الشؤون القانونيه كما ان الشحنه القادمه الينا في خلال اسبوع قد سددنا ثمنها مقدما اليهم
- عظيم اذا اريد منك ان تباشري نفس الاعمال التي كنت تباشريها سابقا
- لم تستطع ان تتكلم انما قامت بامائه من راسها بنعم
نظره اليها نظره مليئه بالتفكير وقال بداخله انها ستكون سيده اعمال مهمه فهي ذكيه ونشيطه ستكون جزيره بان تكون زوجه لي وتستحق ماذا افعله بها مثل ما استحق والدها ما فعلته به الا ان مرضه للاسف قد انقذه من بين يديه اما هي فانني ساكون سعيد جدا بانتقام منها
- تعجبك من نظرته اليها الا انها اعتقدت ان عملها قد لقى القبول الحسن لديه لا تعلم ما يخبئه لها الايام
جاء اتصال هاتفي للمعمل وجدت ان هدير تقول لها لقد اتتنا من المستشفى اتصال ان تذهبي اليهم الان وفورا
حاسه بانقباضه في قلبها وحينما سمع انها ستذهب للمستشفى ندى بصوت عال وطلب من السواق ان يقوم بتوصيلها وبالفعل قام السواق بتوصيلها الى المشفى الذي ما ان دخلته حتى قال لها الجميع البقاء لله
وقفت في عزاء والدها تعجب لوقفتها الجميع فقد كانت قويه والصلبه رغم كل ما مر بها من صعاب الا انها وقفت بكبرياء وشموخ حتى ان مهاب تعجب لشجاعتها
- الا انه كان يسر داخله انه سيكسر هذا الشموخ وانه سينتقم لاسرته من اسرتها والتي تتمثل فيها هي شخصينا الان
ذهب اليها في العزاء بعدما سلم على بعض الاشخاص الذين يعرفهم من الشركه
وقال لها: تستطيعين اخذ بعض الايام اجازه
الغريب انه يقول لها ذلك كان يسلم عليها باليد ويضغط على يديها حتى انها تعجبت
وفي تلك الليله اصرت هدير على ان تبيت معها وبعدما نامت هدير خرجت ماسه الى غرفه مكتب ابيها واضاءت الانوار وجلست على المكتب واخذت البوم الصور وجعلت تتصفحه كم هي تشتاق الى رؤيه وجه ابيها
- وكانت تتذكر كل لحظه وكل مناسبه تم تصويرها هي وابيها وامها في هذه الصور
الا ان عينها وقعت على السور التي اخذتها سابقا مع اخيها فبكت وتذكرت توأمها الذي توفي فجاه
تفاجات بخبر وفاته عندما كانت تقضي عطله لها بالخارج وقالوا انه توفي اثر حادث اليم لم تلقي الكثير من الاسئله انما انهارت كمنهار ابيها وامها
كان ابيها يلقي بالذنب على نفسه لان هو من اشترى له هذه السياره الجديده سريعه وهو من شجعه على تعلم القياده في مثل هذا العمر الصغير فقد كان في الثامنه عشر من عمره
تفاجات بان باب المكتب قد فتح وجدتها هدير التي وقفت وقالت لها يكفي هذا ودخلت واخذت منها هذا الالبوم
- امنحي نفسك بعد الرافه والهدوء يا صديقتي يكفي هذا يكفي ما شاهدتيه في الدفن ثم العزاء
- ومن اين للراحه بعدما مات ابي هدير
وفي الصباح اتاتها امها باكرا لكي تقوم بايقادها وتقول لها هذا خالك يريد ان يطمئن عليك
- لم تتمالك نفسها من البكاء وقالت كيف حالك يا خالي
فقال خالها احمد لا اريدك ان تعيش انت والدتك هنا لوحدكما بمفردكما خصوصا بعدما تم بيع جميع ممتلكاتكما سابقا اريدك ان تذهبي الى القنصليه الكنديه وتستخرجي التاشيره حتى لو كانت تاشيره سياحه الا انني ساقوم ببعض الاتصالات هنا لكي تحصلوا عليها سريعا
- ليس الان يا خالي من الممكن بعد فتره انما الان انا لا اتحمل ان ابعد عن ابي حتى ولو كان متوفيا، وساستشير امي وسافعل ما تريد
بهذه الكلمات انهت الاتصال وتعتبر انها انهته فعلا لانها القت على عاتق امها التي لن تستطيع ان تغادر البلاد ابدا وتبعد عن المدفن الذي يقبع فيه ابنها وزوجها
غادرت والدتها الحجره بعدما سمعت جرس الباب نزلت لتشاهد من ثم غابت فقمت مايسه بتغيير ملابسها ونزلت تستطلع الامر الا انها تفاجات بوجود مهاب الطحان يجلس مع والدتها التي تقص عليه كيف تعرفت على زوجها
- صباح الخير استاذ مهاب قالتها بدهشه كبيره
- صباح النور يا دكتوره انت اليوم تبدين بحال افضل من الامس، لقد استمتعت بجلوسي مع والدتك هذه السيده المتواضعه خفيفه الروح، وقد قالت انها ستقوم بتحضير الافطار ساتناول معكم الافطار افطارا عائليا فانا وحيد ولم اتناول افطارا عائليا منذ زمن
قامت امها لتحضير الافطار
ثم رجعت تحمل اطباقا كثيره ومتنوعه وقمت ماسه لتساعدها ووضعت كافه انواع الاطباق على السفره
- ثم نادت ان هيا الافطار
- تكلم وهو يجلس على الافطار ; انه لمن دواعي سروري ان تسمحوا لي بالتعرف عليكما كاسره وان اتبادل الزياره معكم
نظرت اليه ماسه بتعجب لماذا يقول هذا خصوصا انه ينظر اليها نظرات غريبه ليست اعجاب فقط هناك شيء اخر فاضاف مسرعا
- انا اعيش بمفردي وافتقد بالتاكيد للدفئ
اما امها السيده امينه فقد اخذت تنظر اليه وتدعي بداخلها ان يجعل هذا الشخص من نصيب ابنتها فقد كان يبدو ذكيا ومحترم فغريب جدا ان ياتي الامس ليقوم بالتعزيه واليوم صباحا ياتي ليقوم بالافطار معهم
ظله مهاب ياتي يوميا صباحا ومساء ليطمئن عليهم حتى اصبح زهوره شيئا عاديا ثم اصبح شيئا اساسيا واخيرا اصبحت ماسه تعد الدقائق حتى ياتي اليهم اما جلساتهم فقد كانت لا تخلو من النقاش في كافه الامور ثم بعد ذلك توغل الى داخلها وقد احبته فبدا تقص عليه وتحكي عن طفولتها وعن شبابها وعن اخيها الذي فقدته
اما هو فاخذ يحكي لها عن شعور الوحده التي يشعر بها وكيف انه فقد والديه صغيرا فقام جده بتربيته هو واخته الصغيره حتى وفته المنيه ليستلم من بعدها من هذه الثروه الطائله التي قام بادارتها بنجاح لانه تخرج من كليه التجاره قسم اداره اعمال
مفاجاه ان له اخت فكيف اذا يشعر بالوحده
فقالت له لماذا تشعر بالوحده وانت لديك اخت قالت جملتها هذه كانه مزاح الا انه نظر بقسوه ثم سريعا غير نظرته فتساءلت في نفسها ماذا فعلت اخته حتى ينظر اليها بقسوه هكذا عندما يتم ذكر اسمها
قال لها في نهايه اليوم الم يحن موعد رجوعك للعمل اشعر انك صرتي الان تعرفين معزتك في قلبي فتقوميين بالتدلل علي
اليه وهي لا تعلم ماذا يقصد اتدلل كصديقه ام تتدلل كمراه