الفصل الأول

عقلها به مليون سؤال أو بالأصح كا الكمبيوتر الذي
نزلت كل البيانات،التي عليه مرة واحدة.

أما هو فنظر أليها وتذكر الماضي : لم يكن يتذكر
شيئا طوال سنوات حياته، ألا منظر الحريق الذي
التهم منزل جده الأكبر بإحدى قرى محافظة قنا،

صوت عويل والدته مازال يسمعه الى الان، وهى
تستنجد باى أحد أن ينقذ زوجها وأبيه التي
التهمتهم النيران، أما هو فكان يحتضن أخيه أركان ذو الستة أعوام وأخته الصغيرة حبيبة البالغة الرابعة من عمرها .

كان يقف بعيد خلف احدى الاشجار واخوته يبكون وهو يضمهم إلى صدره .ويبكي أباه وجده فهو مازال
في العاشرة من عمره .


_ في ذلك الوقت قرر الطفل ذو العاشرة أعوام،
مهاب الطحان، على الانتقام منهم خصوصا أنه
شاهدهم وهم يفرون بعدما أحرقوا المنزل الكبير
طمعا في ارضه، لأنهم يتوهمون وجود مقبرة
فرعونية أسفل المنزل .

أفاق من تذكر الماضي وهي تنظر إليه برعب وتقول له :لماذا ؟

نظر اليها نظرة، وكأنه يشمئز منها، وقال: انت اكثر
انسان اكرهه على وجه الأرض!
- لماذا تزوجتني وانت تكرهني؟

لم يعطها أي إجابة، إنما تقدم نحوها بخطوات
الواثق من نفسه وكانت هي تتراجع إلى الخلف ثم
قام فجأة،
بالخطوة السرية نحوها فوجدت نفسها ترتمي على
السرير،

لم تشعر إلا وهو فوقها كحيوان يلهث لم يرحم
دموعها أو ضعفها،

وكانت هذه هي ليلتها الأولى التي انتظرتها منذ
سنوات طويلة، إلا أن الحلم أصبح كابوس مرعب.
كانت تبكي، وتغطي جميع أجزاء جسدها، الذي
نهشه، وإنتهاكه لها بدون، أي رحمة أو شفقة
بها .

كل ما كان يتذكره هو كلام والدته عن جدها وما
فعله، الرجل الذي هدم بيتهم بسحره وشعوذته،
لطمعه في أرضهم الكبيرة، التي كان جدها لأبيها،
يريد شرائها، لشكه أن بها آثار .وقد كان .


وبعدما فعلو فعلتهم هربوا للاسكندرية لبناء حياة
جديدة، بعد أن تم تشريد عائلة بأكملها، سينتقم
منهم في شخصها هي، والمفارقة الغريبة، أن
المتهم هذا هو جده لأمه أيضا لكنها لا تعلم أن لها عمة، تدعى توحيدة وهى والدته، التي قهرها أبيها.


والذي طالما قهرها منذ صغرها، حتى تزوجت من
أحبت، رغبة منها ولكن طمعا منه، هو في زوجها
المستقبلي ووالده . وبعد انتقامه من تمارا، سيخبرها عن الماضي و يقص عليها حكايته وحكايات أبيها، وما تسبب فيه جدها، بطمعه، وجشعه، وظلمه .



كان أبيها يمتلك شركة ميدسن للأدوية، إلا انه
للأسف عرض أسهمها في البورصة وكانت هذه
خطوة خاطئه منه .
فقد اعتقد أن وجود مستثمرين، آخرين معه في
الشركة ستجعلها من كبرى الشركات.


والآن ها هي بدلا من أن تكون صاحبة الشركة، اصبحت مجرد دكتورة تعمل بها وللأسف، و لصغر سنها
فهي ما زالت في العشرينات، من عمرها فهي حتى
ليست رئيس قسم من الأقسام انما مجرد طبيبة
صغيرة .


حاولت أن تقف بجانب أبيها، فباعت كل المجوهرات التي لديها، إلا أن قيمة الدين اصبح كبيرا، فقامت
ببيع بعض الأراضي إلا أنه للاسف، لم يكفي لسداد
الدين، وتفاجئت ان هناك رجل أعمال قد أشترى،
الشركة بعدما أعلنت إفلاسها .

ليست الشركه فقط التي أشتراها وإنما أيضا اشترى قصرهما .
وكان هذا الشخص هو مهاب الطحان .

وفي صباح أحد الأيام دخلت الى الشركة، وجدت أن
الجميع ينظرون إليها بشفقة حتى ان موظفة
الإستقبال نهضت، عندما شاهدتها إلا أنها خافت،
عندما نظرت الى كاميرات المراقبة .


كانت تخشى، ان يكون رئيس مجلس الإدارة الجديد
مهاب الطحان يشاهدها فأمسكت عن الكلام الذي كانت ستقوله لها مواساة .

لم أستطع أن أضع يدي على زرار الاسانسير، فارتقيت
السلم الى الأعلى، حتى مكتب أبي القديم، الذي
أصبح اليوم هو مكتب مهاب.


-وعندما دخلت وجدت مساعده أبي وسكرتيرته هدير، هي ونعم الصديقة والأخت وعندما شاهدتني قامت
بالبكاء،
الا أنني تمسكت وقلت لها وأنا انظر إليها لا تقلقي
أنا بخير الآن.


-فنظرت إليها والدموع تملأ عينيها وقالت :

-كنت أتمنى أن أستطيع أن أقدم لك أي مساعدة
أينما كانت، أرجوك لدي مبلغ من المال، سأقوم
بتحضيره لك، فانا اعلم انك تركت قصرك، وانتقلت منه واريد
ان اطمئن عليك .


فقلت وانا أنظر إليها بإصرار:
-لا تقلقي لقد عودني والدي أن أكون شجاعة وقويه. ثم أننا لم ننتقل منه بعد .

ثم قامت بإحناء راسي أرضا هربا من نظرات الشفقة
التي تخرج من عيني هدير فحاولت تغيير الكلام
وقالت :
-لقد اتى صاحب الشركه الجديد، مهاب الطحان، لقد ابلغني المحامي في الشؤون القانونية إنه قد أتى.

الا أنه ايضا ابلغني، أن أتعامل معه، بحذر لأنه
متعجرف ومتكبر.
فقلت لها ولما لا، وهو أصبح صاحب هذه الشركه
، التي نعمل بها جميعنا الآن .

قلت لها: بعد ما شاهدت مكتب آخر بجانب مكتبها
لمن هذا المكتب ؟
-حسب الأوامر المرسلة إلي، من الشؤون القانونية
فإنه، مكتب دكتور سمير تم نقله الى هنا، لكي يكون بجانب صاحب الشركه، لان سمير هو رئيس قسم
اختبار الأدوية الجديدة.


هل من الممكن أن يقوم صاحب الشركه الجديد
بتغيير أسمها، من شركه ادويه ميديسن الى اي اسم اخر ؟

-فقلت لها: لا يا هدير، لا يجوز فإنه عندما اشترى
الشركة، اشتريها بالعلامة التجارية لديها، وهذه
العلامة التجارية هي علامة شركة ميدسن للأدوية.

هل يضايقك أن سمير سيكون معك في هذا
المكتب؟ أما زال يفكر في أنك حبه الوحيد في تلك
الحياة .

-نظرت اليها هدير وهي تضحك وقالت :-انت
تتوهمين يا حبيبتي اشعر احيانا انه يريد الهروب
مني بعيدا.

_ انت لا تشاهدينه عندما ينظر إليك يكون
كالمسحور، الذي يبصر شعاع الشمس لأول مرة في
حياته.

حسنا الأن يا هدير أريدك أن تقومي بإستئذان رئيس
مجلس الإدارة حتى ادخل إليه،

ثم جلست أنتظر هدير، أمام الباب الذي لم استأذن
لدخوله في يوم من الأيام، و تذكرت كلمات أمي،
وهي تقول وهي تبكي : لا أستطيع أن أترك منزلي
قد اشفقت عليها وقلت لها :
برفق انه لم يعد منزلنا الالي يا امي لقد صار منزل
المدعو مهاب

فقالت بصوت تترجاني به: -إذهبي إليه يا أبنتي لعله
يوافق أن يقوم بتأجيره لنا .

- ومن أين لنا يا امي، أن ندبر إيجار قصر كهذا، نحن
لا نستطيع، أن نؤجر شقة صغيرة، حتى مرتبي، الذي سأتقاضاه نظير عملي في شركة أبي السابقه، هذا إذا لم يكن سيطردني من العمل أساسا وحتى لو تمضية
بعض الأموال كمرتب شهري سيكفينا طعام فقط يا امي.

-أتركي يا أبنتي العمل لديه، وابحثي عن أي عمل آخر في أي شركة، هناك شركتين متواجدتان في نفس
المحافظة ابحثي، بالتأكيد سيكون هناك من يتذكر
والدك، فإن له خيرات على الجميع.

ومن الممكن أن يجعلوك نائبة أو رئيس قسم في أي شركة من تلك الشركات.

سكت وأنا أقول في عقلي كم أمي طيبة جدا!
هل تعتقد أن هناك، في هذا الزمن من يحمل، ويتذكر أي جميل قد قدمه أحد إليه؟

جاءت هدير وأنا ما زلت أفكر وقالت : تفضلي أنه
ينتظرك في الداخل.
ولأول مرة أشعر بالخوف والرهبة، وكأنني سأذهب
إلى الإمتحان، الذي سيحدد مصيري.

دخلت وشاهدته، كان طويل القامة ذو عيون سوداء، ونظرات حديدية ثاقبة،
أحسست بالخوف ولا أدري السبب الا أنني قلت له:

-صباح الخير أستاذ مهاب، أنا تمارا شريف
المنشاوى.

-نعم أعلم تفضلي.

ووقف بأدب وتهذيب ومد يده وصافح، يدي وشاور
لي. على الكرسي الذي أمامه، على المكتب، وقال:
-بماذا أخدمك يا دكتورة تمارا.

لم أعلم ماذا أقول له، هل اترجاه ! ليتركنا في منزلنا
أم يؤجره لنا، بمبلغ لن نستطيع أساسا، أن ندفعه.
أم أن يقوم بتعيني في المصنع كما كنت.

لاحظ شرودي أعتقد أنه سريع البديهة .

فتكلمت وانا اواجه نظراته بقوة :
-هل ممكن أن أسألك؟
لماذا اشتريت شركتنا ؟وكيف علمت بها؟ وكما نعلم فإنك كنت بالخارج لسنوات طويلة.

فأجابني وهو يتحدى
نظراتي :
-أنا رجل اعمال وهذه صفقة رابحة بالنسبة الي، نعم
أنه ليس تخصصي، ولكن تحت يدي كثير من الأطباء، والخبراء في هذا المجال، ان رجال الاعمال، لا يخفى
عليهم أخبار البورصة، نهائية وقد كان خطأ جسيما، عندما تم طرح أسهم شركته، في البورصة.

لم استطيع ان ارد، على كلامه فقد اقنعني بالفعل .

-هل من الممكن ان، تعطينا مهلة أطول، لكي نترك المنزل، فإننا مازلنا لم نبحث عن منزل آخر.

نظر الي نظرة أعتبرها وكأنه نظر الي، داخل نفسي، وليس الى عيني فقط، وقال:
- بالتاكيد ان المنزل منزلكم أمكثوا في كما
تشاءون،

فقلت له بحرارة:
- شكرا لك سأذهب الأن إلى العمل.

رد علي وقال:
- تفضلي لكني اريد منك، تقريرا مفصلا، عن الأدوية
التي تفعلون، أختبارات
سريرية عليها. وأنا أعلم أنك كنت يدي، والدك
اليمنى، فأريد تقريرا مفصلا، بكل صغيرة وكبيرة، في
المصنع.


إلا أنني لاحظت أنه وهو يتكلم كان، يمعن النظر في جسدي، اكثر مما ينبغي، وبدون ان اشعر مددت يدي للتأكد، من أن أزرار قميصي مغلقة، فنظرته لم تكن
فقط كنظرة رجل لمرأه، وأنما كأنها تفحص داخل
النفس تفحص لشخصيتي انا .

– ارجو منك يا دكتورة الالتزام بمواعيد العمل
الرسمية.
- حاضر يا فندم
ثم خرجت مسرعة، من تلك النظرات التي تخترقني،
أما في الخارج فكانت هدير، منفعلة جدا خائفه،
تنقر على مكتبها بالقلم، بدون تركيز وتتساءل، هل
سينهي تعاقدها مع الشركة أم سيقوم بتعيينها
كما كانت .

- ما هذا الشرود الذي أنت فيه يا هدير؟
- التفتت سريعا للصوت فوجدته سمير .
فقلت له :
- ليس شرودا إنما تمارا بالداخل وأخاف، أن يقوم
رئيس مجلس الإدارة الجديد، بصرفها من العمل
بسبب والدها، او أي شيء شبيه لذلك، أخاف عليها فانها ليس لها دخل آخر غير العمل هنا .

ثم نظرت الى عين سمير وهي تتفحصه، أيعقل أن
يكون، يحبها كما تقول لها تمارا، هو عاشقا لها .

اما سمير فكان ينظر إليها، ويفكر انه يحبها حبا
شديدا، لكنه لا يستطيع، أن يقوم بطلبها للزواج، فإن أباه توفي .وهو ما زال صغيرا في السن ولديه اخت
، ما زالت صغيرة وأخا ايضا، فما زال المشوار طويل
امامه، لكي يقوم بإعالة اخيه واخته حتى يتخرج من
الجامعة، ويطمئن عليهم فهذه هي وظيفة الأخ
الأكبر، الذي عادة ما يكون بديلا للأب، حينما يتوفاه
الله.


اما هي هدير فقد كانت من أسرة متيسره ماديا وكانوا يقطنون بحي من الأحياء المشهورة بغنى قاطنيها .
وللخروج من افكاري قلت لها:

- علمت وأنا في المعمل ان الدكتورة تمارا قد
وصلت منذ قليل والان هي تقابل رئيس مجلس الإدارة
- نعم بالفعل هي بالداخل منذ فترة قصيرة


- لا تقلقي عليها يا هدير فانا اجد، ان السيد مهاب
انسان محترم ورجل أعمال من التراب الأول، لا اعتقد
انه سيقوم باهانتها او ما شابه الا
انه غريب، ان يكون لنا رئيس مجلس ادارة محاسب،
وليس طبيبا لذلك الجميع يقولون انه سيختار دكتور
منه، ليكون مستشار له حتى حينما، يقرا التقارير وما
الى ذلك لن يفهم شيئا .


- ان رجال الاعمال يا سمير يستطيعون أن يديروا أي شركة مهما كان نوعها ما يهمهم هو الربح والخسارة ليس الا .

دخل عليهم عماد رئيس الحسابات، والذي هو الآخر
يحب هدير، ويريد أن يتزوجها، والفارق واضح بينه
وبين سمير،
فهو متيسر ماديا تعين بالواسطة لأن أباه كان صديق لوالد تمارا

_ صباح الخير يا هدير
_ صباح الخير يا استاذ عماد
نظر سمير بغيظ وقال
_ وسمير ليس له صباح الخير
_ طبعا طبعا، المهم علمت ان تمارا قد أتت اليوم
متأخرة . هل ستستمر بالعمل واضع اسمعا في
كشوفات الموظفين والعاملين، ام ماذا ؟


_ نظرت له هدير بتعجب فهو انسان خالي المشاعر
_ طبعا هي معانا من يستطيع ان ينكر ذلك
_ حشا لله يا هدير لكن لدي ملفات، واوراق لازم
تمضى اولا لانها لو استمرت بالعمل لن تأخذ نفس
الراتب ولن تكون مستشارة كما كانت لوالدها
الدكتور ابراهيم
صمتت هدير أما سمير فقد كان ينظر اليه بتعجب
وهو صامت
وفجأة فتح باب، المكتب ناهيا الحديث الذي كان
يدور بين هدير وعماد

استدارت تمارا واغلقت الباب خلفها بهدوء فقام
سمير واعتدل احتراما لها ثم صرت بدعه خطوات حتى وصلت إليها ومددت يدي لها بالسلام
- فقالت سنظل نعمل معا يا دكتور سمير

فقلت لها يشرفني اكيد العمل بجانبك
- أما عماد فقال لها صباح الخير كده انا اطمنت انك معنا في العمل لذلك سأذهب الان لاضع اسمك في
كشوفات العاملين بالمصنع لكن سأكتبك غياب
اليوم لأنك وصلت متاخرة الا اذا اخذت اذن من رئيسك المباشر في العمل اسالي هدير من يكون رئيسك
وستعملين في أي فرع من الفروع المتواجدة بالمصنع .

- ثم استدار وخرج سريعا وكان هناك ثعبان يقوم
بلدغه .

أما مساء فقد نظرت الى سمير وقالت له:

- لقد طلب مني الأستاذ مهاب إعداد تقرير، مفصل عن سير العمل هنا في المصنع وقد وعدت أن التقرير
سيكون جاهزا أمامه غدا في الصباح.

- لا تقلقي سيكون جاهز كما وعدتيه .

قلت ذلك واتجهت مباشرة، الى مكتبها والذي كان
يقع بعد مكتب رئيس مجلس الإدارة بمكتبين ثم
لحقت به حتى ننهي هذا التقرير بسرعه.
جلسنا وقتا طويلا نجمع جميع الملفات والتقارير
ونضعهم في تقرير واحد مفصل وقدر عينه ان، الاستاذ مهاب محاسب وليس طبيبا فقد كانت، ماذا تكتب
الاسم العلمي للماده الفعاله او الدواء وبين قوسين
تترجم المصطلح باللغة العربية .

ثم نظرت اليه وقالت شكرا جزيلا لك يا سمير، لطالما كنت شخصا جدير بالاحترام ولو سمحت لا تقل لي
دكتوره، تمارا ثانيه ان انا الان زملاء فلا داعي
للتكلفه بيننا.

لاحظ انخفاض صوتها وهي تتكلم هذه الجملة،
ليست كلفه إنما احترام وتقدير لانك كنت ومازلت
رئيستي في العمل الى ان يخرج لنا قرار من رئيس
مجلس الإدارة بعكس ذلك .


استمر العمل ساعات طويله شعر الجميع بالارهاق
ولم تستطع تمارا ان تفتح عينيها فنظرت الى سمير،
وقالت له لقد انجزنا الكثير هل من الممكن أن
نستريح قليلا الان !


قليلا يا دكتوره، ثم ننتهي لانه يريد التقرير، في الصباح
نظرت له وقالت، لا استطيع ان اوفيك حقك. كيف لي ان اشكرك


- دعيني افكر قليلا ستكون وجبه الافطار غدا صباحا، على حسابك الشخصي، وهي مكونة من سندوتشات
الفول والفلافل وبعض، من الباذنجان المخلل، بجانب الشاي لا تنسى، وهناك طلب بسيط ايضا، هل من
الممكن أن تفطر معنا هدير ايضا .


-ضحكت تمارا، وهي تنظر اليه وقالت لك، هذا اراك غدا صباحا
استأذنها سمير وغادر المكتب، بعد ان قال لها إن
هدير، قد تركت الشركة في الميعاد المخصص
، لإنصراف العاملين.



هل انتظرك اسفل لنغادر المكان معا؟

- لا شكرا لك يا سمير سأرتب مكتبي، ثم أخذ بعض

الأشياء التي لم يعد لها أهمية، هنا في المكان.
- وبالفعل بعدما غادر، احضرت صندوق من الكرتون
صغير، ووضعت بهذا الصندوق الكثير، من الصور التي كانت متناثرة على المكتب،

وعلى الحائط داخل
مكتبها صور لابيها وأمها والشهادات، تخرجها فهي الان مجرد موظفه، ومن الممكن أن يقوم مهاب
بنقلها الى مكتب آخر مع عدد من زملائها فلا يصح
ابدا ان تكون مميزه، عنهم في شيء وهي الآن مثلها مثل اقل فرد بينهم .


بعد ذلك حملت هذا الصندوق، وسارت في ممرات
الشركة، التي وجدتها خالية، الا من اصوات رجال
الأمن التي تأتي، من بعيد عند الباب الرئيسي، لمدخل الشركة


وعند ذلك شاهدت مهاب يخرج من مكتبه قد كان
ما زال يتواجد، إلا أنها لم تكن تعلم.

يده على زر استدعاء المصعد
ثم قال لها: تفضلي هنا يا دكتوره تمارا .

ثم اتى المصعد سريعا فتنحى لها جانبا ليفسح لها
المجال للمرور قبله. فدخلت اولا الى المصعد ثم هو ثم لف وأعطى ظهره لمرأة المصعد التي في الخلف كان المكان، ضيق ووصلها رائحة أنفاسه
وعطره النفاذة، لم تقوى على النظر إليه، نزلت
رأسها الى الاسفل وعندما فتح الباب ثانية أشار لها
بيده


وقال: تفضلي
خرجت دون أن تنطق بكلمة ثم توجهت، الى الخارج
لتبحث عن، سيارتها الصغيرة والتي لم تبعها بعد،
أما هو فقد توجه، الى سيارته المرسيدس السوداء
التي كانت تشبه سيارة والدها والتي قامت هي
بنفسها ببيعها حتى تستطيع أن، تسدد بعضا من
الديون.



وعندما همت، أن تضع المفتاح في باب السيارة وجدت، أن اطار سيارتها كان فارغ من الهواء
فقلت بصوت، من الممكن أن يسمعه الواقف في
المكان : ماذا سافعل الان، وانا لا اعرف كيف ابدل
اطار السيارة .


وفجأة سمعت صوته وهو
يقول: لا تقلقي ساتصل بالميكانيك الخاص بي، لياتي ويركب الاطار، او اكلم احدا من رجال الأمن الواقفين .بالخارج اما الان تفضلي، معي سأقوم بتوصيلك
للمنزل.
غريب انها وجدته يبتسم وهو يكلمها.


ففتح الباب الذي بجانبه .
وقال لها: تفضلي
فركبت بجواره ثم قاد السيارة وعندما وصلت السيارة لباب الشركه الخارجي
قال بصوت عالي لاحد رجال الامن :اهتم بسيارة
الدكتورة تمارا، وبعدما تهتم بها وتغير الاطار،
قم بتوصيلها أمام منزلها في هذا المساء.


مد يده من، شباك السياره وأعطاه مبلغ من المال
فنظرت اليه، وقالت لأقوم انا بدفع التكاليف
شكرا لك
- تكلم فرد الامن بعد ما نظر النقود الكثيرة التي بيده
وقال: تحت امر حضرتك يا مهاب بيه ستكون السيارة
أمام المنزل هذا المساء لا تقلق

ثم قد سيارته على الطريق وكانت والدتها تتصل بها كثيرا لكي تطمئن عليها ولماذا تأخرت فقد اتصلت
بالمنزل .

ولم ترد على الهاتف فإنها مع زوجها بالمشفى
لانها حالته ما زالت خطيرة بعدما تعرض لجلطة
بسبب الإفلاس الذي الم به و بشركته .


نظر إليها وقال: هل قمت بالانتهاء من إعداد التقرير
الذي كلفتك به ؟

لقد قربت على الانتهاء ساقوم بتقفيل بعض
البيانات به صباحا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي